اقلام واراء اسرائيلي 447
25/9/2013
في هــــــذا الملف
الحصان الايراني ينطلق الى الغرب
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
خلف كواليس العلاقة الاسرائيلية ـ الكينية
بقلم: سارة ليفوفيتش ـ دار،عن معاريف
سياسة اسرائيل سليمة تجاه الفلسطينيين
بقلم: امنون لورد،عن معاريف
يُرفع الستار وتبدأ الدعاية
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم
لا ديمقراطية في مصر
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
الحرب السورية حرب دهاء
بقلم: افرايم هليفي،عن يديعوت
الحصان الايراني ينطلق الى الغرب
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
إن الحصان الفضي يُعتبر أقدم حصان عنصري في العالم. أصله في اقليم مازندران في شمال ايران. وهو معروف ايضا باسم ‘الحصان الملكي’، بسبب حب الملك الفارسي دارا الاول له، وهو الذي أُتم في عهده بناء الهيكل الثاني.
إن هذه الخيول الصغيرة التي تشير صورها الى رموز دارا الملكية، تم العثور عليها من جديد في منتصف القرن الماضي، بعد أن اعتُبرت عرقا بائدا: وهي مشهورة اليوم كما كانت مُقدرة في الماضي بسبب سرعتها ومرونتها في الأساس.
كان واضحا منذ لحظة افتتاح جلسة الجمعية العمومية للامم المتحدة يوم الاثنين أن الادارة الايرانية تنطلق مثل حصان فارسي كي تبدأ علاقاتها بالغرب من جديد، وتعلن عن نيتها أن تُظهر التصميم والمرونة على حسب ذلك. وبهذا الايقاع والى أن يعتلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المنصة في يوم الثلاثاء القادم ليكون آخر خطيب في الجمعية ليحذر من ‘الشرك’ الايراني، كما ورد يوم الاثنين في صحيفة ‘نيويورك تايمز′، الى ذلك الحين قد يتبين له أن الخيول الايرانية قد هربت من الاصطبل.
لأنه في العلاقة الغرامية التي أخذت تنشأ بين واشنطن وطهران، اذا جاز لنا أن ننتقل الى حيوان آخر، تريد البقرة أن ترضع بقدر لا يقل عن ارادة العجل أن يرضع. فلم يكد الرئيس روحاني يهبط في نيويورك حتى حُدد اجتماع ‘تاريخي’ بين وزير خارجيته جواد ظريف، الذي سيتولى منذ الآن التفاوض الذري، ونظيره الامريكي جون كيري، في اطار لقاء الحلقة المعروفة بأنها حلقة القوى الكبرى الخمس + واحدة. وسرت في أروقة البيت الزجاجي على ضفاف الايست ريفر أمس اشاعات عن لقاء أو ربما نصف لقاء قد يتم اليوم بين روحاني والرئيس اوباما، في نطاق غداء يدعو اليه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
ينوي روحاني الانقضاض على الرأي العام الامريكي في جميع الجبهات. وليست نقطة ضعفه المركزية وعوده الغامضة بشأن السلاح الذري الايراني التي يُفرح امريكا أن تؤمن بها بل إنكار سلفه محمود احمدي نجاد للمحرقة، الذي رفض روحاني الى الآن أن يتبرأ منه. وقد رفضت قيادة المجتمع اليهودي الايراني في امريكا لقاء روحاني، رغم طلبه وذكرت إنكار المحرقة باعتباره واحدا من ذرائعها. وربما يكون الحديث من وجهة نظر نتنياهو عن ورقة اللعب القوية التي يملكها في نضاله عن الرأي العام الامريكي، الذي ربما يحل محل الرسم المجرد للقنبلة الذرية الايرانية الذي رفعه في الجمعية العمومية في السنة الماضية.
مهما يكن الامر فان الحديث عن ايام ترف لمنظمة الامم المتحدة نفسها، التي أصبحت فجأة ساحة حسم لأكثر الأحداث مركزية. وسيحصر العالم كله عنايته اليوم في الجانب المعلن للعلاقة الغرامية الجديدة بين الولايات المتحدة وايران، حينما سيعتلي اوباما المنصة في الجمعية العمومية للامم المتحدة في الصباح (بحسب توقيت نيويورك) وبعده روحاني في خطبة سيلقيها بعد الظهر، قُبيل منتصف الليل في اسرائيل. وسيتابع الساسة والمحللون كل كلمة تصدر عن الزعيمين قد تشير اشارة خفية الى موقفيهما من القضية الذرية، وبقدر لا يقل عن ذلك ايضا الى تسوية قضية السلاح الكيميائي السوري، وهو الموضوع الثاني الذي تنصرف إليه العناية الدولية.
إن حلبة الصراع في ما يتعلق بالسلاح الكيميائي موجودة بالطبع في مجلس الامن حيث بدأ الصدام هناك بين واشنطن وموسكو بشأن حدة ‘أسنان’ القرار الذي يتوقع أن يتبنى مواد الاتفاق الامريكي الروسي الذي أُحرز قبل اسبوعين. فالروس يتحفظون من طلب امريكا أن يكون القرار مقرونا بتهديد باستعمال القوة بحسب المادة السابعة من ميثاق الامم المتحدة لكن قدرتهم على الحيلة محدودة هذه المرة، لأنهم لا يريدون أن يُدفعوا الى وضع يضطرون فيه الى الاعتراض على أنفسهم.
وستشتغل الأطراف كلها في الايام القريبة بالطبع بالمساومة التي يمكن أن نسميها ايضا ولآخر مرة بيقين ‘تجارة خيول’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خلف كواليس العلاقة الاسرائيلية ـ الكينية
بقلم: سارة ليفوفيتش ـ دار،عن معاريف
العملية الكبرى في مركز المشتريات الذي يعج بالناس في نيروبي، عاصمة كينيا، كفيلة بان تؤدي الى تقارب آخر بين الدولة الافريقية واسرائيل. ويقدر تاجر سلاح اسرائيلي قديم يعمل في افريقيا بان ‘هذا الهجوم الارهابي سيرفع نجم اسرائيل في كينيا ويؤدي الى توثيق العلاقات الامنية بين الدولتين’.
بعد وقت قصير من سيطرة مخربين من المنظمة الصومالية ‘الشباب’ على المجمع التجاري ‘ويست غيت’ في نيروبي، وصل الى ساحة الحدث فريق اسرائيلي اجتاز ارشادا في ادارة المفاوضات مع المخربين، هكذا حسب تقارير في وسائل الاعلام الاجنبية. والى جانب ضابط الامن في السفارة الاسرائيلية في نيروبي ساعد الاسرائيليون قوات الامن الكينية في ادارة الاتصالات مع الخاطفين.
لاسرائيل وكينيا منظومة علاقات أمنية متفرعة، وان كانت في السنة الاخيرة لم تعد الشركات الامنية الاسرائيلية فاعلة في الدولة. وكانت الشركات الاسرائيلية تعرف جيدا الرئيس السابق، ماوي كيباكي، ولكنها لم تتمكن بعد من نسج علاقات مع الرئيس الجديد، اهورو كينياتا، الذي’انتخب للمنصب في نيسان/ابريل. ‘كينياتا عاطف على اسرائيل، ولكنه لا يريد الصدام مع القوى الاسلامية في الدولة، ولهذا فانه لم يسارع الى عقد اتصال مباشر مع الشركات الاسرائيلية’، يشرح تاجر السلاح الاسرائيلي. ومثل الكثيرين من اصدقائه هو ايضا ينتظر الفرصة لاعادة التسلل الى السوق الامنية في كينيا، ويأمل في أن تساعد العلاقة التي نشأت بين الفريق الاسرائيلي والمؤسسة الامنية في الدولة في ذلك. وفي كل حال، فان العلاقات الامنية بين اسرائيل وكينيا وثيقة. فمن وثائق سربها موقع ‘ويكيليكس′ يتبين أنه في اذار/مارس 2007 قال توماس امولو، ان اسرائيل هي شريك جيو استراتيجي مهم، وأن للدولتين تعاونا بعيد المدى في مجالات الامن والاستخبارات على كل المستويات.
لقد بدأت العلاقات الامنية بين الدولتين فور حصول كينيا على الاستقلال. في شباط/فبراير 1964، بعد شهرين من نيل الدولة الشرق افريقية استقلالها، اجتاز اربعة ضباط كينياتيين تدريبات طيران في اسرائيل. في 1973، في اعقاب حرب يوم الغفران، قطعت كينيا علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، ولكنها واصلت الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والعسكرية. في 1975 طلبت من اسرائيل مستشارين عسكريين ودبابات. وعملية عنتيبة في تموز/يوليو 1976 أدارتها اسرائيل من قاعدة خلفية في كينيا، وسمح للطائرة الاسرائيلية بالهبوط في الدولة في طريق عودتها من اوغندا للشحن بالوقود ولتلقي الجرحى علاجا طبيا. رئيس الاركان موطي غور وان كان قال ان هذا كان هبوطا اضطراريا، ولكن الهبوط نسق، كما يبدو مع الرئيس كينياتا، والد الرئيس الحالي. في 1978 باعت اسرائيل كينيا سفينتي صواريخ بحر بحر من نوع ‘غبريئيل’ ومعدات عسكرية اخرى كالبزات والمطابخ الميدانية.
وفي الثمانينيات درج المسؤولون الاسرائيليون على زيارة كينيا سرا. وضمن آخرين وصل لزيارة الدولة في كانون الاول/ديسمبر 1982 دافيد كيمحي، الذي كان رئيسا للموساد في افريقيا وكذا وزير الخارجية اسحق شمير الذي وصل في زيارة قصيرة. وأفادت صحيفة ‘جان افريق’ بان شامير التقى بالرئيس دانييل أرب موي في المطار في مطار نيروبي في ساعة متأخرة من الليل. وطلب الرئيس ان تساعده اسرائيل في الحفاظ على امنه الشخصي، فاستجابت اسرائيل للطلب. ونشرت وسائل الاعلام الفرنسية في ديسمبر 2982 بان مرشدين من الجيش الاسرائيلي يقودون الحرس الشخصي للرئيس موي. وبعد سنة من ذلك افادت مجلة الاخبار الامريكية ‘يو أس نيوز آند وورلد ريبورت’ بان بيع السلاح الاسرائيلي الى كينيا، وكذا لدول اخرى، يوجد في تصاعد.
كينيا، التي تعتبر دولة مؤيدة للغرب، تمتعت ايضا بسخاء امريكي. فقد مولت وكالة الاستخبارات الامريكية السي.أي.ايه عدة حكام كينياتيين واقامت اجهزة استخبارات غربية قواعد لها في كينيا. في 1999 نشرت الصحيفة الكينياتية ‘دي نيشن’ ان الموساد والسي.اي.ايه كانا مشاركين في القبض على زعيم التنظيم السري الكردي في تركيا، عبدالله اوجلان. وفي 1993 عادت كينيا لتقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع اسرائيل. ويعمل اليوم في الدولة رجال أعمال اسرائيليون كثيرون، منهم مناحيم بخرخ، المسؤول الكبير السابق في قسم الحراسة في ‘الشاباك’ المخابرات الاسرائيلية ونائب مدير عام في شركة ‘بي. سي. ايي’ الخاصة لارهون ميلشن؛ داني يسسخروف الذي هو ايضا من خريجي المخابرات الاسرائيلية؛ والبرت أتياس، الذي عمل في الماضي مع رجل الاعمال حزاي بتسلئيل، وهو اليوم رئيس الجالية الاسرائيلية في نيروبي. زوجة أتياس، رينا، كانت في المجمع التجاري في اثناء الهجوم الارهابي ونجحت في الفرار بعد أن اختبأت في مخزن صغير. في 2012 ‘بلغ التصدير الامني الاسرائيلي 7.4 مليار دولار، نصفها لدول في آسيا وفي منطقة المحيط الهادئ والباقي لدول في اوروبا وافريقيا، بينها كينيا ايضا.
ولا يشعر أي من تجار السلاح الاسرائيليين بالقلق من حقيقة أنه رفعت بحق الرئيس الجديد اوهورو كينياتا لائحة اتهام على ارتكاب جرائم ضد الانسانية في المحكمة الدولية في لاهاي. وحسب وثائق المحكمة، فقد مول كينياتا، ابن 52 الذي انتخب في 2013 من جيبه، سرايا الموت التي قتلت اكثر من الف كينياتي في الاضطرابات التي اندلعت في الدولة بعد الانتخابات في 2007 والتي خسر فيها الرئيس موي كيباكي. وبعد وقت قصير من الانتخابات اياها اندلعت في الدولة اضطرابات، ومئات من رجال قبيلة كينياتا، كيكوي، قتلوا. كينياتا، حسب وثائق المحكمة، استأجر عصابة شوارع كي تنتقم من القتلة. اعضاء العصابة، مونوجيكي، قتلوا نحو 1.200 شخص بينهم اطفال، واغتصبوا عشرات النساء واجلوا غصبا من بيوتهم نصف مليون نسمة. ونفى كينياتا دوره في المذبحة، مدعيا ان المحكمة الدولية تتدخل في الشؤون الداخلية لكينيا. وقال في مقابلات لوسائل الاعلام ان لائحة الاتهام سياسية، وأعلن انه يعتزم تطهير اسمه. وقد تأجلت محاكمته الى نوفمبر، وحتى الان سحب شاهدان كينياتيان شهادتيهما حماية لامنهما الشخصي.
‘ماذا يهم ما فعله في الماضي؟’ تساءل عسكري اسرائيلي سابق يتاجر بالسلاح في افريقيا. ‘لدينا هدف مشترك هو القضاء على الارهاب’. وقد أعلن الرئيس كينياتا بان الارهاب ليس مشكلة محلية. ‘على كل العالم أن يكافح الارهاب’، قال في مؤتمر صحافي في نيروبي بل وروى بان ابن اخيه وزوجة الاخير هما بين القتلة في العملية في المجمع التجاري. ويقول تاجر سلاح اسرائيلي: ‘كانت لنا دوما علاقات طيبة مع كينيا. عندما تطرفت كينيا اضطرت الى البقاء في الظل، ولكن الاسبوع الاخير أثبت باننا كلنا في قارب واحد. سيقع في كينيا المزيد من احداث الارهاب، مما سيؤدي الى توثيق العلاقات الامنية مع اسرائيل. وسيكون تجار السلاح الاسرائيليون في افريقيا هم أكبر الرابحين من هذا الهجوم الارهابي.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سياسة اسرائيل سليمة تجاه الفلسطينيين
بقلم: امنون لورد،عن معاريف
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا بد ان يشد شعره ويسأل نفسه ما الذي يعرفونه هم ولا أعرفه أنا؟ ما الذي تعرفه مجموعة الوزراء ولا يعرفه رئيس الاركان الفريق بيني غانتس؟
والحقيقة هي أنه يوجد احساس بانهم يعرفون شيئا لا يعرفه نتنياهو أو معظم مواطني اسرائيل. وكل الاعلانات العالية ليست أكثر من اشعال هستيريا مصطنعة حول عملية قتل، لشدة الاسف، يمكن أن تحصل في كل لحظة.
رد فعل رئيس الوزراء، بالطلب باسكان البيت في الخليل، هو صحيح ومتوازن. فهذا رد سياسي باتجاهين. تجاه السلطة الفلسطينية وتجاه المستوطنين على حد سواء، ولكن في نهاية المطاف الفريق غانتس محق. كما أنه لا حاجة الى اسناد المحللين لاقواله في أن عمليتي القتل في الايام الاخيرة لا تنضمان الى هجمة ارهابية. ولكن الاهم من ذلك هو أنه لا يوجد سبب يدعو اسرائيل الى أن تغير في شيء سياستها في مجال القتال ضد الارهاب، او في سياسة العلاقات الاقتصادية مع الفلسطينيين.
يوجد هنا رد فعل تلقائي ما من النوع الذي نحصل عليه بعد القتل المجنون للاطفال وانتحار الاب: البحث عن المذنب في أي وزارة حكومية. اذا لم تكن الشرطة، فربما وزارة الرفاه. هكذا ايضا في اعمال القتل التي كانت في الايام الاخيرة: قتل جندي قام بعمل لا يفعله الجنود بشكل عام، وانتهت القصة بالقتل. وعلى الفور حاملة الطائرات مع العلم الازرق الابيض ملزمة في أن تكسر كل الدفة يمينا وتغير المسار تسعين درجة على الاقل: مطلوب فصل مطلق، يقولون. لا ينبغي السماح باستخدام ماكثين غير قانونيين أو السماح بتشغيل الفلسطينيين على الاطلاق. وتربط عمليتا القتل بموضوع تحرير المخربين.
ان السياسة التي تتبعها اسرائيل في هذه اللحظة من ادارة المفاوضات على نار وسطى مع الفلسطينيين هي سياسة سليمة. ينبغي الافتراض بان مطلق النار في مغارة المكفيلا ينتمي الى تلك الفصائل التي تريد ان تهدد ابو مازن، وتشعر باضطراب ما مناهض لليهود متعاظم بسبب الوجود البارز لليهود في فترة الاعياد في الاماكن المقدسة.
المهم هو أنه ينبغي مواصلة سياسة الانفتاح والدمج الاقتصادي حيال الفلسطينيين. من يسافر على طرق مثل طريق الغور لا يمكنه الا يلاحظ وتيرة التطور التجاري السريعة في البلدات العربية التي كانت مصابة بالفقر ومنسية من الرب. نعم، هذا جيد لاسرائيل، ولاسماعيل ايضا. عندما ننظر من حولنا، فان ما يجري على جانبي نهر الاردن يكاد يكون معجزة. نجاح حقيقي لثلاثة شركاء، قد لا يكونون يريدون ان يظهروا على هذا النحو: الملك عبدالله، رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة ابو مازن.
الرد على هذه العمليات يجب ايجاده في المجال العملياتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يُرفع الستار وتبدأ الدعاية
بقلم: دان مرغليت ،عن اسرائيل اليوم
منذ كان انشاء الامم المتحدة في أواخر الحرب العالمية الثانية، لاءمت الجمعية العمومية قولا مشهورا لوليم شكسبير وهو، أن العالم كله مسرح والناس جميعا ممثلون. وكذلك ايضا جلسة الجمعية التي تبدأ اليوم.
فعلى مسرحها تبدأ حملة دعاية بلا توقف، واجراء دعائي لدول معنية وجهد للسيطرة على الرأي العام. لا يعني هذا أنه ليس للامم المتحدة أذرع ذات تأثير. وأهمها مجلس الامن.
ومنظمة اليونسكو ايضا مهمة في الشؤون الثقافية. لكن الجمعية التي هي درة التاج في ظاهر الامر تُستعمل بالفعل مسرحا للاعلام والدعاية. كان المثال البارز الاخير هو خطبة بنيامين نتنياهو بشأن القضية الايرانية، فهو لم يكن برسمه قبل سنة التهديد الذي يمثله المشروع الذري الايراني، لم يكن يقصد أن يعرضه على الجالسين في القاعة الذين انقسموا بين اولئك الذين يعرفون القضية وآخرين لا يهتمون بها، ولا يمكن على أية حال تغيير مواقف حكوماتهم برسم واحد، بل كان يرمي الى التلفاز والانترنت والجمهور من خارج القاعة في أنحاء العالم كلها.
وكذلك الامر ايضا في الجمعية في 2013، بيد أن الاجتماع السنوي في نيويورك يغير احيانا مزاجه العام مثل حرباء سياسية. في 2012 قبل انتخابات الرئاسة الامريكية بزمن قصير كان باراك اوباما متشددا ضد المشروع الذري الايراني، مثل نتنياهو تقريبا، من جهة الكلام بالطبع.
الامر يختلف الآن، إن المسائل التي تثير اهتمام وسائل الاعلام مختلفة، هل سيصافح اوباما الرئيس الجديد حسن روحاني؟ وهل سينظر إليهما نتنياهو متنحيا وهو يصر على أنيابه نظرة متشككة؟ وليس ذلك واجبا فقط لأن الرأي العام يريد في كل سنة حكاية جديدة ودراما أصيلة تختلف عن تلك التي كانت في السنة الماضية، بل لأن الممثل الايراني غير النص، بل ربما تسلح بقناع. كان من السهل أن يُكره محمود احمدي نجاد، لكن العالم يريد أن يرى روحاني بصورة أكثر ايجابية مما هو بالفعل.
سيحتاج نتنياهو ايضا الى أن يوسع تفكيره ليرى كيف يعرض الشأن الاسرائيلي بضوء جديد. فلا يجب عليه فقط ألا يكرر الرسم، بل ستوجب عليه التغييرات في الحلبة أن يلائم مضمون كلامه وربما تصرفاته ايضا لجو جديد. سيكون التحذير من ايران ملفوفا ايضا بطبقة أمل دقيقة في أن يتمكن الامريكيون من صد المشروع الذري من دون اطلاق صواريخ توما هوك على مدن ايران .
ولم تعد روسيا ايضا هي اللاعبة التي كانت في السنة الماضية، لأن مكانتها الدولية في ارتفاع مستمر منذ بضع سنوات. وهي بعيدة عن الحضيض الذي وقعت فيه مع انتقاض عرى الاتحاد السوفييتي.
فقد تبوأ فلاديمير بوتين لنفسه مكانة على حساب خصمه الامريكي، وأشار الى مندوبي جميع الدول الموجودة في القاعة، يُبين من الذي يحسن أن تكون لها به علاقات قوية.
لو أن الامم المتحدة أُنشئت الآن لما أقر العالم مبناها الدائم في نيويورك. سيُرفع الستار اليوم في أطول حملة علاقات عامة عرفها البشر منذ كانوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا ديمقراطية في مصر
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
خطت مصر أمس خطوة واسعة اخرى راجعة الى الماضي: فقد أخرج جهاز القضاء المصري حركة الاخوان المسلمين خارج القانون. يصعب أن نصدق أن الجيش وهو أقوى جسم في الدولة كان يراقب القرار متنحيا فقط. فينبغي أن نفرض أنه كان للفريق السيسي تدخل في قرار الحكم. وتنبعث من القرار رائحة قوية هي رائحة الرغبة في العودة الى النظام القديم. وليس له في المقابل رائحة ديمقراطية. إن الليبراليين يصفقون. وصحيح الى اليوم أن اختيارهم هو بين ديمقراطية بلا مصر ومصر بلا ديمقراطية. أما الاخوان المسلمون في المقابل فلم يقولوا كلمتهم الاخيرة.
على حسب قرار الحكم لا حق للاخوان المسلمين في الوجود القانوني. ولا يعني هذا أنه لا حق لهم في الوجود في الشارع، فالمحكمة لا تستطيع أن تمحو عمل سنين في الأحياء. وسيشعر الاخوان المسلمون الآن بالظلم وخيبة الأمل أكثر، وهي مشاعر ستقوي ارادتهم فقط في تقوية عملهم الاجتماعي في الشوارع.
ولهذا السبب بالضبط استقر رأي المحكمة ايضا على اخراج جمعية الاخوان المسلمين خارج القانون. فهم لا يريدون فقط منعهم من المشاركة في اللعبة السياسية، بل يريدون ألا يكونوا عاملا مهما في الشارع. وكيف؟ إن جمعية الاخوان المسلمين التي أُنشئت في فترة رئاسة محمد مرسي كانت وسيلة للحصول على المال. والاخوان غاضبون ويلتزمون بأن يبقوا قوة سياسية في الشارع. ويمكن أن نصدقهم في أنهم سيحققون وعدهم. فقد فعلوا ذلك في الماضي وقد عرفوا اياما صعبة في العمل السري، لكن المشكلة الوحيدة هي كيف يعودون الى العمل السري بعد أن كانوا في الحكم.
ينبغي أن نفرض أن تكون المرحلة التالية اخراج حزب الحرية والعدالة ذي اللونين الازرق والاصفر، الذي سيطر على الشارع المصري في معركتي الانتخابات لمجلس الشعب والرئاسة، وقد فاز ذلك الحزب الذي أُنشيء للاخوان المسلمين حتى الآن في كل معركة انتخابية ممكنة منذ كان سقوط مبارك في 2011. وينبغي أن نفرض أن الحلف على الانقلاب العسكري الذي انشأه الموالون للاخوان في غد الثالث من حزيران/يونيو سيُخرج خارج القانون. ويمكن أن نتوقع ايضا أن يهتم الجيش بأن يهضم جهاز القضاء أملاك حركة الاخوان، كما حدث بصورة جزئية في 17 أيلول/سبتمبر. لا شك في أن الجيش استقر رأيه على أن يعالج الاخوان المسلمين علاجا جذريا.
إن الواقع في مصر يجب أن يكون مُخيبا جدا لشباب التحرير، شباب الثورة الذين خرجوا الى الشوارع وبذلوا مهجاتهم احيانا. وهم الآن بعد ثلاث سنوات تقريبا يتبين لهم أنه ليس لمصر طريق ثالث. كان الاخوان هم الذين فازوا في البدء وقلبوا الطاولة وأصبح الجيش الآن أكثر اشتغالا بتصفية الحسابات من اشتغاله ببناء سلطة مدنية. وفي اثناء ذلك تعمل مصر على انشاء دستور جديد يفترض أن يكون مُعدا حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وسيُدعى الشعب المصري مرة اخرى الى صناديق الاقتراع كي يوافق عليه هذه المرة باستفتاء شعبي. ويفترض أن يمهد الدستور الجديد بعد اخراج الاخوان المسلمين خارج القانون طريق مصر الى مستقبل قديم. أصبح من الصعب شيئا ما أن نتحدث عن ديمقراطية في مصر الى أن يصبح الطريق الثالث احتمالا حقيقيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحرب السورية حرب دهاء
بقلم: افرايم هليفي،عن يديعوت
مر نحو شهر منذ كان الهجوم الذي نُفذ في سورية باستعمال السلاح الكيميائي. الذي ادى الى سلسلة اجراءات دولية بدأت بالتهديد الامريكي بتنفيذ عملية عقاب عسكرية على النظام السوري، وانتهت بمبادرة شبه دراماتية لروسيا، تفضي الى موافقة الاسد على انشاء رقابة دولية على السلاح الكيميائي لبلده الى أن يُقضى عليه.
إن متابعة اجراءات الرئيس بوتين آسرة على نحو خاص، فقد بدأ بتحذير شديد للولايات المتحدة ألا تتجرأ على الهجوم من دون موافقة مجلس الامن، حيث يوجد لروسيا حق الاعتراض على كل قرار. واتجه مباشرة الى الشعب الامريكي بمقالة ذكر فيها بصورة قاطعة إن نظام الاسد لم يستعمل السلاح الكيميائي، وإن قوات المتمردين هي التي فعلت ذلك كي تُحدث تحرشا يكون حافزا لتدخل امريكي. وذكر في الوقت نفسه تقارير عن أن المتمردين يُعدون لهجوم آخر على اسرائيل هذه المرة، وطلب بصراحة عدم تجاهل هذه التقارير.
وبعد ثلاثة ايام من قوله إن النظام السوري لم ينفذ الفعل المنسوب اليه فاجأ بوتين العالم باعلان أن الاسد قبل تنفيذ المبادرة الروسية. ولم يُبين لماذا طُلب الى رئيس سورية أن يدفع هذا الثمن الباهظ ،عقابا على فعل تقول روسيا إنه لم ينفذه قط. وبعد ذلك ببضعة أيام قال بوتين إن سورية طورت سلاحا كيميائيا ردا على قدرة اسرائيل الذرية وسوّغ بذلك الاستراتيجية السورية.
وفي آخر مقولة للرئيس الروسي عبر عن شك في أن يتم الاجراء كله في النهاية لاسباب مختلفة. أجل إن غاية اقتراح بوتين الأصلي كانت منع هجوم امريكي على سورية.
ولا تريد روسيا أن تتجرد دمشق من سلاحها الكيميائي وستهتم بذلك. وقد أعلن الاسد على رؤوس الأشهاد أن العملية كلها ستطول سنة على الأقل وستكون كلفتها مليار دولار. وإن تجنيد المجتمع الدولي نفسه عبر عن نفسه الى الآن بمبلغ مليوني يورو، كانت تبرعا من حكومة المانيا فمن سيقدم الباقي؟
وفي هذه الاثناء يأتي رئيس ايران روحاني الى أول عرض له في الجمعية العمومية للامم المتحدة، والى جانب حب الاستطلاع الكبير حول المعركة المتوقعة بينه وبين رئيس الوزراء نتنياهو في الشأن الذري، يُقدم الايرانيون استعدادهم للاسهام الايجابي بالطبع في حل مشكلة مستقبل سورية، لأنهم يعملون ‘بمقتضى القانون’ في دمشق، وبحسب طلب من حكومة الدولة القانونية. وأرتفعت في واشنطن أصوات ترى ان تطوع ايران ايجابي. فاذا استوت هذه المبادرة فسيشمل حل الازمة السورية وجودا ايرانيا دائما على الارض السورية بموافقة دولية، ويكون ذلك في الجملة على حدود اسرائيل الشمالية.
هكذا نجحت روسيا في أن تربط قضية السلاح الكيميائي السوري لمصلحة مسار مشترك بين موسكو وطهران ودمشق. ونجح بوتين باجراءات دبلوماسية سريعة وبدهاء وصرف انتباه وتضليل، في أن يقود المجتمع الدولي الى مكان يوافق فيه على الاستجابة لمطالب روسيا وايران لحل المشكلة السورية من دون تدخل عسكري.
إن وقت روسيا ضيق الآن وليست الولايات المتحدة كذلك. فهي لم تبدأ حربا في سورية ولا يُطلب إليها أن تدفع ثمنا لروسيا وايران لانهائها. وستطول المعركة الداخلية في سورية سنين بعد. ويعلم السوريون ويعترفون بأنهم غير قادرين على أن يهزموا المتمردين. وإن استمرار القتال سيُثقل أكثر فأكثر على دمشق وروسيا وايران وحزب الله الغارقة في سورية حتى الأعناق. فقد حان وقت دهاء السياسي الامريكي.
يُستحسن أن يُدير وزير الخارجية الامريكي جون كيري التفاوض في قضية القضاء على السلاح الكيميائي، مع علمه أن الهدف الأصلي ستحبطه روسيا. ويُستحسن أن يشير الى أن قضية طهران الذرية مهمة جدا بحيث من الخسارة تضييع وقت في مباحثات بينها وبين واشنطن في مستقبل سورية. وتستطيع الولايات المتحدة بادارة سياسة ذكية أن تستغل الوقت لصالحها كي تفضي بالازمة الى نهاية يُطلب في اطارها الى كل القوات الاجنبية ومنها الايرانية أن تترك الارض السورية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
