اقلام واراء اسرائيلي 483
14/11/2013
في هــــــذا الملف
قصف الولايات المتحدة الامريكية!
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
وزير المستوطنات
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
العامل الايراني في المسألة الفلسطينية
بقلم: جيفري غولدبرغ،عن معاريف
ايران والغرب: الثقوب في الاتفاق
بقلم: افرايم كام،عن اسرائيل اليوم
‘حفل كمامات’
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
اريئيل الذي احرج نتنياهو واغضب الامريكيين
بقلم: ايتمار آيخنر،عن يديعوت
قصف الولايات المتحدة الامريكية!
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
اذا لم يدعونا نقصف ايران فسنقصف امريكا. يبدو أن هذه هي الاستراتيجية الاسرائيلية الجديدة لمواجهة التهديد الايراني، وهي استراتيجية أثبتت نفسها في فيلم ‘مرق بطة’ للأخوين ماركس وفيه تحارب ‘فريدونيا’ الصغيرة الغارقة في الديون ‘سلفانيا’ وتنتصر عليها. ولولا أن الحديث عن ازمة جدية جدا لأمكن أن يكون الحوار الشديد اللهجة وغير المهذب بين بنيامين نتنياهو وجون كيري أساسا ممتازا لانعطافة يوجه في نهايتها بنيامين نتنياهو لطمة مجلجلة الى كيري ويعلن الرئيس اوباما في الخلف قائلا: ‘نحن نستسلم’.
بدأت اسرائيل مثل دول كثيرة في المنطقة ايضا تصور واشنطن بأنها العدو الحقيقي. فبعد الازمة مع مصر التي تهاجم الادارة الامريكية بسبب العقوبة التي فرضتها عليها لاستيلاء الجيش على السلطة، وكالسعودية التي أعلنت عن نيتها أن تغير سياستها نحو الولايات المتحدة بسبب ما تُعرفه بأنه تقارب استراتيجي مع ايران، تتبنى اسرائيل لنفسها سياسة مجنونة، وأصبحت فجأة حليفة في محور مضاد لامريكا. إن الذبابة ركبت الفيل وبدأت تتأثر بالغبار الذي يثيره كلاهما.
‘إن كثيرا من الدول العربية تتفق مع اسرائيل فيما يتعلق بتسلح ايران الذري’، قال نتنياهو في مؤتمر ذكرى مرور اربعين سنة على موت دافيد بن غوريون. ونشك في أن يجعل حلف الأخوة بين السعودية واسرائيل نتنياهو يتبنى المبادرة السعودية في الشأن الفلسطيني، لكن من يتذكرها حينما يطرق الاثنتين تهديد امريكي فظيع؟.
يصعب على نتنياهو جدا أن يستوعب أن اسرائيل كانت فريق التسخين فقط. فقد بدأت العرض الدولي وكانت على حق حينما عرضت التهديد الايراني بأنه تهديد للعالم كله لا لاسرائيل فقط. وربما كانت العقوبات التي فُرضت على طهران تتأخر ولا تبلغ الى مستواها الحالي دون الخطابة العنيفة والتهديد بالهجوم على ايران. ومن غير هذه العقوبات كان يمكن أن يُشك في أن تغير ايران استراتيجيتها وتتجه الى تفاوض سريع مرن وتجدد الصلة بالولايات المتحدة وتضغط للتوصل الى تسوية سريعة.
إن نجاح نتنياهو جعله يؤمن بأنه يستطيع الاستمرار على إملاء الاجراءات الدولية وتحديد نوع العقوبات التي تُفرض على ايران، بل أن ينشيء اجماعا دوليا على تبني الخيار العسكري باعتباره خيارا واقعيا. لكن نجاح نتنياهو أعمى عينيه وهو يؤمن الآن بأنه يستطيع أن يحدد شروط الاتفاق مع ايران، وتحدي السياسة الامريكية وقلب الطاولة اذا لم يستمعوا لتوجيهاته.
بيد أن حل الازمة انتقل الى القوى الكبرى، وليست اسرائيل واحدة منها. وقد أخذ الاجماع السابق يتلاشى ويحل محله اجماع جديد دبلوماسي. وقد جعلت صرخات نتنياهو اسرائيل غير ذات صلة، وأمرا مضايقا لا يُحتمل، وهي تصدع العلاقات بصديقتها الكبرى.
يمكن أن نتفهم دعاوى نتنياهو، لكنه ما بقي يهدد بأن تعمل اسرائيل وحدها على مواجهة ايران وبأن ‘اسرائيل غير ملزمة بأي اتفاق يُحرز مع ايران’، فماذا يهمه نوع الاتفاق الذي يُعقد بين طهران والقوى الكبرى؟ فانه منذ البداية لم يؤمن باجراءات دبلوماسية مع ايران. وأصبحت واشنطن قد خانت نتنياهو فجأة وخيانته هي خيانة لاسرائيل ويهود العالم وذكرى المحرقة. فلا شك أنه قد حان الوقت لاحتلال واشنطن، فهي العدو الحقيقي الذي يقود العالم الى هاوية ويهدد وجود اسرائيل. وعلى ذلك فنحن مستعدون أن ننتحر في معركة مع الولايات المتحدة بشرط أن نخرج ونحن على حق. وسنوافق على مصالحة اذا أبقوا معنا فقط حق الاعتراض على اجراء تفاوض مع ايران. فأنتم ترون أن دولا يمكن أن تُصاب بأعراض نابليون ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
العامل الايراني في المسألة الفلسطينية
بقلم: جيفري غولدبرغ،عن معاريف
رئيس وزراء اسرائيل غاضب جدا على الدول الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن والمانيا على موافقتها المبدئية منح ايران تخفيف مؤقت للعقوبات مقابل الوقف المؤقت لبرنامجها النووي. التنازلات المؤقتة، مقابل التجميد المؤقت، يمكنها نظريا ان تشتري زمنا للمفاوضات قبيل التسوية الدائمة. مثل هذه الصفقة يمكنها أن تمنع ايران من تطوير سلاح نووي. وهذا يسعد اسرائيل جدا كما يسعد الدول العربية.
”تفهم اسرائيل بانه توجد على الطاولة في جنيف اليوم اقتراحات تخفف من الضغط على ايران مقابل تنازلات ليست بالتنازلات على الاطلاق. مثل هذا الاقتراح سيسمح’ لايران بالاحتفاظ بقدرة انتاج سلاح نووي’، قال نتنياهو يوم الخميس. وواصل رئيس الوزراء يقول: ‘نظام العقوبات دفع الاقتصاد الايراني الى حافة الهاوية. ويمكن لدول القوى العظمى أن تجبرها على الوصول الى وقف تام لبرنامها النووي. يخشى نتنياهو من أن تكون ازالة لبنة واحدة من سور العقوبات ستؤدي الى انهيار المبنى بأسره. وهو محق: توجد دول عديدة، وبالتأكيد ايضا اتحادات دولية تتوق للعودة الى الصفقات العادية مع ايران. كل تخفيف لخطة العقوبات حتى وان كان مؤقتا، يمكن ان يدفع البعض الى الركض عائدين الى الداخل.
‘ نحن في هذه اللحظة على ما يبدو في ذروة حركة العقوبات. كابوس اسرائيل والدول العربية هو أن يحصل الايرانيون، الذين وصلوا الى جنيف لسبب واحد فقط الحصول على تخفيف في العقوبات على التخفيف الذي يريدون دون أن يضطروا الى أن يخرجوا عن الاستخدام الى الابد منشآتهم النووية. ولعل نتنياهو يبالغ في رد الفعل، ولكن تخوفه ليس عبثيا: فمندوبو الغرب يبدون متحمسين اكثر مما ينبغي للوصول الى صفقة مع ايران، وقلقين اكثر مما ينبغي على مشاعر الاهانة لدى النظام الايراني، ولا سيما اذا أخذنا بالحسبان أن ايران، هي التي ينبغي أن تكون بحاجة ماسة الى الاتفاق.
” إذن لماذا يشكو نتنياهو من أنهم يتجاهلونه؟ لسببين. الاول لان اوباما حبسه في علبة. رئيس الوزراء لا يمكنه أن يهاجم من طرف واحد ايران الان وهي التي تدير الولايات المتحدة مفاوضات مع زعمائها. ويوجد نتنياهو في نوع من المهلة الزمنية ولهذا فانه دحر جانبا. السبب الثاني هو عدم استعداده لتجميد النمو الاستيطاني في الضفة الغربية، لاتخاذ بادرة طيبة كبرى تجاه الفلسطينيين ودفع السلام الى الامام. وقد أدى هذا حتى بالمتعاطفين مع موقفه في الموضوع الايراني في واشنطن وفي اوروبا لان يصنفوه كغير عقلاني. بالطبع، لا توجد اي علاقة بين البناء في المستوطنات وتطلعات ايران النووية. فايران لا تبحث عن قدرة نووي عسكرية كي تحقق حل الدولتين في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ويدعي نتنياهو بان هاتين المسألتين منفصلتين، وهو محق. ولكن في عالم الدبلوماسية الدولية فانهما مرتبطتان ارتباطا لا انفصام له. فادارة اوباما تسمع مطالب نتنياهو لمزيد من العمل ضد ايران حتى الان باذن ناصتة جدا ولا تحظى بانصات مشابه. ولكن عندما تطلب ادارة اوباما من نتنياهو اتخاذ بادرات كفيلة بان تدفع المسيرة السلمية الى الامام، فانه في كثير من المرات يصطدم بسور حجري.
”’ استمعوا الى الاقوال التي اطلقها كيري في اسرائيل يوم الخميس واسألوا انفسكم اذا كان هذا شخصا متحمسا لان يستمع الى نتنياهو في موضوع ايران: ‘اذا لم نحل القضايا بين اسرائيل والفلسطينيين، واذا لم نجد الطريق الى السلام، فستكون اسرائيل منعزلة أكثر فأكثر، وحملة نزع الشرعية ضدها ستتصاعد على المستوى الدولية’. ووصل كيري يقول: ‘اذا لم نحل مسألة المستوطنات ومسألة من يسكن اين وكيف وأي حقوق يستحقون، اذا لم نضع حدا للتواجد الدائم للجنود الاسرائيليين في الضفة الغربية فسيكون احساس يتعاظم باننا لا يمكننا أن نحقق سلاما مع قيادة ملتزمة بعدم العنف، وفي النهاية ستجدون أنفسكم امام قيادة ملتزمة بالعنف’. كيري أيضا سيدعي مثل معظم الزعماء المسؤولين بان العمل اللازم لمنع وصول ايران الى سلاح نووي منفصل عن العمل اللازم للوصول الى حل الدولتين، ولكن مرة اخرى، في الواقع، رفض نتنياهو بشأن المسيرة السلمية يعزله عن باقي العالم، بالضبط في اللحظة التي يحتاج فيها باقي العالم المساعدة.
‘ نتنياهو يفهم بان ايران نووية تشكل تهديدا وجوديا على الدولة اليهودية. وهو يفهم ايضا بان الفلسطينيين لا يشكلون تهديدا وجوديا على الدولة اليهودية. بل العكس. فقد أظهر مؤخرا مؤشرات على أنه يفهم ما فهمه من قبله ارئيل شارون، ايهود باراك، تسيبي لفني، ايهود اولمرت وزعماء الليكود السابقين: الاحتفاظ بالضفة الغربية الى الابد يمكنه ان يؤدي الى نهاية اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية. توجد اسباب ممتازة تدفع نتنياهو الى تجميد نمو المستوطنات. نقل العالم الى جانبه في لحظة خطيرة على نحو خاص هو فقط واحد من هذه الاسباب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
وزير المستوطنات
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
السؤال المركزي الذي ينبغي طرحه بالنسبة لاوري اريئيل هو ما هو منصبه الحقيقي في الحكومة. سطحيا، يدور الحديث عن وزير البناء والاسكان الرجل الذي يفترض أن يحرص على مصلحة الاف الازواج الشابة ممن لا يستطيعون شراء شقة؛ الرجل الذي يفترض أن يحرص على الا تزيد الشقة في اسرائيل عن 130 راتب بالمتوسط؛ الرجل الذي يفترض ان يعمل بنشاط وتصميم من أجل اعادة تأهيل الاحياء الضعيفة. المشكلة هي ان اريئيل غير معني حقا في المجالات المركزية التي تتحمل وزارته المسؤولية عنها، وذلك لان اساس نشاطه موجه بالذات لمنصبه غير الرسمي: .
فقد علم أمس ان وزارة البناء والاسكان نشرت عطاء لاستئجار مهندس للتخطيط لبناء 1.200 وحدة سكن في المنطقة الجنوبية من نطاق E1 المجاورة لمعاليه ادوميم. العطاء، الذي نشر بالتوازي مع المحادثات الجارية ببطء مع الفلسطينيين، هو جزء من موجة عطاءات تخطيط ترمي الى بناء 20 الف وحدة سكن في 23 مستوطنة في الضفة الغربية، بكلفة 50 مليون شيكل. ويعد هذا حجما غير مسبوق في العقد الاخير.
النشر العاجل لتلك العطاءات ليس مفاجئا، على خلفية دوافع اريئيل المعلنة. فقبل ثلاثة اشهر أعلن عن أنه في يهودا والسامرة وفي كل ارجاء دولة اسرائيل سيبنى في السنة القادمة الاف وحدات السكن… لا توجد منطقة لن يبنى فيها. لا يحتمل أن تكون منطقة يملي علينا فيها احد ان نبني او لا نبني. وفي وقت سابق من هذه السنة، في المداولات على اقرار الميزانية، أبلغ اريئيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه في حالة الا تتضمن الميزانية تمويلا لعموم المشاريع للبناء في يهودا والسامرة… فسيرى حزب البيت اليهودي في ذلك خرقا للتعهدات.
ومع أن نتنياهو أمر بوقف نشر العطاء في نطاق E1 ما أن سمع عن ذلك، غير ان هذه الطقوس التي تعرض اريئيل كـ االشرطي السيءب ونتنياهو االشرطي الطيب، لا يمكنها أن تخفي على مدى الزمن الواقع نفسه. في هذا الواقع رئيس وزراء اسرائيل يسمح لممثل متطرف للمستوطنين بان يبتوأ منصبا ذا حساسة كبيرة من ناحية سياسية. هذه الحقيقة وحدها تدل اكثر من أي اطفاء للحرائق كل شهرين على الدافع الاساس الذي تتميز به الحكومة ورئيسها.
اذا كان نتنياهو جديا بالفعل في نيته التفاوض مع الفلسطينيين، فان عليه ان يحيل اريئيل عن منصبه كوزير للبناء والاسكان ويعين بدلا منه وزيرا ذا دوافع ليست سياسية بل مهنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ايران والغرب: الثقوب في الاتفاق
بقلم: افرايم كام،عن اسرائيل اليوم
ليس هناك ما يدعو الى الفرح لأن الجولة الاخيرة من المحادثات في جنيف لم تثمر اتفاقا. فقد اتفق الطرفان على اطار الاتفاق تقريبا وعلى بعض تفاصيله. وسيُحتاج الى محادثات اخرى، وقد يحث الاحتجاج الاسرائيلي الحكومات الغربية على الاجتهاد أكثر مع ايران. لكن الاتفاق لم يعد بعيدا. والسبب بسيط وهو أن الايرانيين محتاجون جدا الى اتفاق للبدء باسقاط العقوبات، وتريد الحكومات الست اتفاقا مؤملة أنه قد يوقف البرنامج الذري.’
نُشرت أكثر عناصر الاتفاق التي اتُفق عليها علنا، ومع فرض أنها صحيحة سيكون الاتفاق نصف سنة يكف فيه الايرانيون عن تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 بالمئة تُقربهم من القدرة على تخصيبه بدرجة عسكرية ويحولون اليورانيوم الذي تم تخصيبه بهذه الدرجة الى قضبان وقود ذري. وسيحد الايرانيون من عدد آلات الطرد المركزي التي تُخصب اليورانيوم الى درجة 3.5 بالمئة، ولن يستعملوا آلات الطرد المركزي المتقدمة التي طوروها، لكن لن يُطلب إليهم أن يكفوا عن التخصيب بهذه الدرجة. ولن يستعمل الايرانيون مفاعل المياه الثقيلة الذي يُبنى في أراك حيث يمكن انتاج البلوتونيوم الذي يمكن أن يُستعمل هو ايضا في انتاج سلاح ذري، لكن لم يُطلب إليهم وقف بنائه وهو ما يجعل معنى موافقتهم عقيما لأن المفاعل ما زال غير فاعل أصلا. وسيوافق الايرانيون ايضا على رقابة دولية أشد على مواقعهم الذرية.
كانت فرنسا هي التي أخرت إتمام الاتفاق في جولة المحادثات الاخيرة بزعم أن الموافقة على أمر المفاعل الذري في أراك ومخزون اليورانيوم القائم بدرجة 20 بالمئة غير كافية.
إن الفكرة من وراء اطار الاتفاق المذكور تبدو صحيحة في ظاهر الامر. فالادارة الامريكية تزعم أن محادثات شاملة في العناصر الاشكالية للبرنامج الذري الايراني ستستمر سنين، وفي خلال ذلك سيستمر الايرانيون على الدفع بالبرنامج قدما. وسيستعملون في ذلك ايضا آلات الطرد المركزي المتقدمة ويزيدون في مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة 20 بالمئة ويستعملون المفاعل في أراك، وعلى ذلك فان الاتفاق الأولي المقترح سيجمد البرنامج الذري نصف سنة على الأقل، بل قد يؤخر عددا من عناصره. ومقابل ذلك ستقلل حكومات الغرب من الضغط الاقتصادي دون أن تمس العقوبات الرئيسة. وفي هذه المدة ستُجرى محادثات لاحراز اتفاق شامل، لكن اذا لم يتم احراز هذا الاتفاق وعاد الايرانيون الى ما كانوا عليه، فانه يمكن تشديد العقوبات مرة اخرى.
حبذا احراز اتفاق شامل يريح البال. بيد أنه يوجد في الاتفاق الأولي عيوب ملحوظة تغطي على محاسنه. فهذا الاتفاق أولا يمكن أن يكون ناجعا فيما يتعلق ببرنامج ذري في بدايته، غير أن البرنامج الايراني في مرحلة متقدمة جدا، وتستطيع ايران أن تنتج عدة قنابل ذرية بعد أشهر معدودة من القرار.
ويدع الاتفاق المقترح ايران دون مس حقيقي بقدرتها على الانطلاق قدما نحو السلاح الذري. ويبدو ثانيا أن التخفيف الموعود به من العقوبات أوسع مما قيل لاسرائيل في البدء وهو سيمنح ايران مجال تنفس اقتصاديا أكبر نحو استمرار المحادثات. وأهم من ذلك أنه اذا لم يحرز الاتفاق النهائي فان تشديد العقوبات من جديد ممكن في الحقيقة، لكن ليس من المؤكد أن ينجح لأن دولا كثيرة لن تتحمس لها.
وثالثا سيمنح الاتفاق اعترافا بحق ايران في تخصيب اليورانيوم، بالفعل خلافا لقرار مجلس الامن الذي نقضته ايران. وهو اعتراف سيكون من الصعب الغاؤه. فماذا سيحدث اذا لم يتم احراز اتفاق بعد نصف سنة هل تعود ايران الى الدفع ببرنامجها قدما بزعم أن القوى الكبرى اعترفت بحقها في تخصيب اليورانيوم وبناء المفاعل الذري في أراك؟ ويضاف الى ذلك جانب مقلق آخر وهو أن ايران اتجهت الى المحادثات من موقف ضعف بسبب العقوبات. بيد أن الولايات المتحدة تُرى في اسرائيل والسعودية على الأقل وربما في ايران أنها لا تصميم عندها حتى إن الفرنسيين أكثر تشددا منها.
كان فرض العقوبات على ايران ممكن بفضل الموقف الاسرائيلي والتهديد بعمل عسكري. بيد أنه اذا تم احراز الاتفاق المذكور فستحظى ايران بأمن من هجوم امريكي ما بقي الاتفاق نافذ الفعل على الأقل. وفي هذه الحال سيصعب على اسرائيل جدا ايضا أن تخرج في عمل عسكري يفضي الى اسقاط الاتفاق. وحينما يدخل العمل العسكري في تجميد عميق سيُضر بالقدرة على الضغط على ايران ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘حفل كمامات’
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
حتى لو استقر رأي المجلس الوزاري المصغر على الكف عن التزود بالكمامات فلن يحدث ذلك في صباح الغد. فوزارة الدفاع مرتبطة بعقود مع الشركات التي تنتج الكمامات الى نهاية 2014، وهكذا فانه حتى لو تم اتخاذ هذا القرار فسينفذ في 2015 فقط. وماذا سيكون الى ذلك الحين؟ وحده الله يعلم كيف يمكن أن يتحول الوضع في سوريا، وقد يصل سلاح كيميائي الى حزب الله، وقد تزداد الازمة مع ايران عمقا لأن سنة في الشرق الاوسط تشبه عشر سنوات في منطقة سليمة العقل.
” إن توصية وزارة الدفاع بوقف التزود تنبع قبل كل شيء من الازمة المالية. فلاتمام تزود السكان جميعا بكمامات واعادة تأهيل الكمامات التي تم توزيعها من قبل على الجمهور يجب إنفاق نحو من 1.5 مليار شيكل من ميزانية الدفاع في السنوات الخمس القريبة، أي 300 مليون شيكل كل سنة. وقد خلصوا في وزارة الدفاع الى استنتاج أن مادة الكمامات يمكن أن يكون لها تفضيل أدنى ويمكن نقل المال الى مواد ذات أدوات تفضيل أعلى بسبب التغييرات الاستراتيجية في المنطقة.
إن وزارة الدفاع تُبلغ المجلس الوزاري المصغر في الحقيقة أن مواطني اسرائيل في المدة القريبة ما عاد يهددهم سلاح كيميائي من أية جبهة. مرحى لنا. هذا قول بعيد المدى يزيد في حدة الرسائل المزدوجة التي يتلقاها الجمهور، فهم من جهة يخيفونه من الصباح الى المساء بتهديد تسرب سلاح كيميائي من سوريا الى لبنان، واسوأ من ذلك تهديدهم إياه بامكانية أن تسيطر القاعدة على السلاح الكيميائي في سوريا وحينها سنُحرق جميعا في الجحيم. ويقولون لنا من جهة اخرى إن التهديد الكيميائي قد تلاشى وأصبح نظريا. فمن جهة يسخر رئيس الوزراء ووزير الدفاع من التسوية التي أحرزها الامريكيون في سوريا. ويعلنان من جهة اخرى بناءا على التسوية نفسها زوال التهديد المركزي غير التقليدي. فليقررا اذا. إننا نستحق بصفتنا مواطنين دافعين للضرائب أن نعلم الحقيقة وهي متى يحسن أن نخاف ومتى لا يحسن ذلك.
إن الوقف المطلق لانتاج الكمامات يعني تخليا عن خطوط الانتاج. ومعنى ذلك أنه اذا حدث تغيير في السنوات الخمس القريبة في الوضع الاستراتيجي يوجب تزودا بهذه الكمامات فلن يكون في البلاد من يُنتجها. فاغلاق خطوط الانتاج يعني أن الكمامات الموجودة عند الجمهور ايضا لن يُعاد تأهيلها. وهكذا ستزول جدوى نصف الكمامات التي مع الجمهور في السنوات الخمس القريبة.
”’ تغير المحيط الاستراتيجي حول اسرائيل وهو يوجب اتخاذ قرارات في سلسلة طويلة من المواضيع تشمل قضية التزود الشخصي بالكمامات. إن سوريا اتخذت في الحقيقة قرار التجرد من السلاح الكيميائي. لكن سوريا قد فككت الى الآن مصانع انتاج هذا السلاح ومزجه. وما زال يوجد على ارض سوريا ألف طن من المواد الحربية الكيميائية يمكن أن تكون منتشرة في اماكن اخرى يُستطاع فيها خلطها واطلاقها. والروس في الحقيقة يبذلون جهدا لنقل المواد الكيميائية الى الساحل السوري لنقلها من هناك الى دولة توافق على حلها فوق ارضها، لكن الاسد يراكم الصعوبات.
إن الاسد يدرك أن موافقته على التجرد من السلاح الكيميائي هي شهادة تأمينه التي تحميه من تنحيته عن الحكم. ولهذا سيبذل كل ما يستطيع كي تبقى هذه المادة على ارضه أطول وقت ممكن. ولم توافق الى الآن أية دولة في العالم على أن تستوعب في ارضها المواد الحربية الكيميائية لسوريا، ويحاولون الآن اقناع البانيا التي قد تكون مستعدة لذلك في مقابل تعويض مناسب، لتتقبل هذه السموم فيها.
” للايرانيين سلاح كيميائي، وللمصريين سلاح كيميائي، وقد يكون لحزب الله ايضا سلاح كهذا. فصحيح اذا أن جزءا كبيرا من التهديد الكيميائي لاسرائيل قد زال لكن هذا التهديد لم يختفِ. ولهذا هناك مكان لأن يوزن الابقاء على خطوط انتاج استراتيجية ليوم امتحان. ولا يُحتاج الى كميات ضخمة لأن 60 بالمئة من السكان اليوم مزودون بكمامات. هذا الى أن معظم السكان الذين تزودوا بها موجودون في مناطق خطر مناطق مكتظة بالسكان مثل غوش دان وخليج حيفا. ويمكن في الظروف التي نشأت اليوم بيقين اتخاذ قرار منطقي يقوم على ترتيب أولويات مختلف وهو التخلي عن توزيع كمامات في مناطق تعتبر أقل تهديدا مع الاستمرار في انتاج القدر الأدنى الضروري الذي يحافظ على خط انتاج.
” إن القدرة على النزول الى أدنى قدرة من الانتاج مدعومة بانشاء منظومة الدفاع الفعالة وهي الصواريخ المضادة للصواريخ من أنواع مختلفة. وفي مقابل ذلك يوجد ايضا تحسن في البناء الحديث، فهم اليوم يبنون شققا مع غرف واقية مزودة بمصافي هواء. تستطيع دولة اسرائيل أن تخاطر مخاطرات محسوبة. والسؤال الأكبر هو هل الوقف المطلق للانتاج هو مخاطرة محسوبة؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اريئيل الذي احرج نتنياهو واغضب الامريكيين
بقلم: ايتمار آيخنر،عن يديعوت
من خلف ظهر رئيس الوزراء، في ذروة ازمة بين اسرائيل والولايات المتحدة، أقر وزير الاسكان خطة أولية لبناء 23 ألف وحدة سكن خلف الخط الاخضر ذ ضمن مواقع اخرى في المنطقة E1، موضع الخلاف بين القدس ومعاليه ادوميم. وأثارت الخطة غضب ادارة اوباما، التي شجبتها بشدة. وأمر نتنياهو أمس الوزير اوري اريئيل بـ ااعادة النظرب في كل الخطة ذ وهكذا جمد عمليا العطاءات.
أدت الخطوة غير المسبوقة الى مواجهة بين رئيس الوزراء والوزير اريئيل من البيت اليهودي. فقد تميز نتنياهو غضبا على وزير الاسكان اريئيل وأمره بالتجميد الفوري لاجراءات تخطيط البناء في المنطقة E1، التي تمس بالتواصل الاقليم لدولة فلسطينية مستقبلية وتشكل خرقة حمراء في نظر الأسرة الدولية. في محيط رئيس الوزراء يتهمون اريئيل باستفزاز يرمي الى تخريب المحادثات مع الفلسطينيين واحراج نتنياهو أمام العالم. ويقول مُقرب من نتنياهو إن ااريئيل يتصرف بعشوائية.
ففي الوقت الذي ندير فيه جهدا دوليا لوقف الصفقة السيئة مع ايران يقفز لنا اريئيل بعدم مسؤولية ودون أي تفكر ويشعل حرائق زائدة. فهو استفزازي وعلى بينيت أن يكبح جماحهب. أما نتنياهو نفسه فوبخ الوزير اريئيل أمس قائلا: اهذه خطوة تخلق صداما زائدا مع الأسرة الدولية. كعضو في الحكومة يجب العمل بتنسيق وبتفكر مسبقب.ت
وبالفعل، نجح الوزير اريئيل في جعل البيت الابيض’ يقفز فعمق الشرخ بين اسرائيل والولايات المتحدة. وقالت الناطقة بلسان مجلس الامن القومي، برنديت ميهن: ‘نحن قلقون عميقا من خطة بناء اكثر من 20 الف وحدة سكن ونطالب بايضاحات. موقفنا واضح تماما. نحن لا نقبل بشرعية اعمال الاستيطان’. ونشرت وزارة الخارجية الامريكية بيان شجب بروح مشابهة.
اما رئيس السلطة ابو مازن فقال انه اذا خرجت الخطة الى حيز التنفيذ، فان اسرائيل ستحمل كامل المسؤولية عن انهيار المسيرة السياسية.
وكانت وزارة الاسكان نشرت العطاءات للتخطيط منذ الاسبوع الماضي. اما البناء في المنطقة E1، والذي أثار حفيظة نتنياهو، فانه ليس سوى جزء صغير من الخطة التي تتضمن 7.500 وحدة سكن في كوخاف يعقوب، نحو 4 الاف وحدة سكن في عطروت شمالي القدس، حيث توجد اليوم المنطقة الصناعية والمطار الذي لم يعد يعمل، 2.500 وحدة سكن في معاليه ادوميم، 1.250 وحدة سكن في شيلو، 1000 وحدة سكن في عالية، وسلسلة طويلة اخرى من المستوطنات التي توجد في زخم بناء، على الورق على الاقل. ت
من لفتت انتباه نتنياهو للخطة كانت الوزير لفني، المسؤولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، والتي تلقت اشارات من سفراء أجانب. وتوجهت لفني صباح امس الى سكرتير الحكومة مندلبليت وسألت اذا كانت مثل هذه الخطة موجودة حقا، ففحص سكرتير الحكومة المعلومة واكتشف لمفاجأته بانها صحيحة. واطلع مندلبليت رئيس الوزراء على الامر في اثناء زيارة عقدها نتنياهو في فرقة غزة. واصدر نتنياهو تعليماته لسكرتير الحكومة بالتوجه على الفور الى وزير الاسكان وأمره بالتجميد الفوري لتخطيط 1.200 وحدة سكن في E1. ولاحقا أمر نتنياهو بسحب الخطة كلها.
اما في وزارة الاسكان فادعوا بان هذه ليست خطة شاذة. ايدور الحديث عن عطاء لشركات تخطيط، وهذه عملية تستغرق سبع سنوات. لا يدور الحديث عن تسويق وحدات سكن، بل تخطيط للاحتياط. يمكن استخدام هذا في المستقبل أو عدم استخدامه، ولكن لا يوجد سبب يمنع من التخطيطب. اما الوزير اريئيل نفسه فقال امس لمقربيه: الا حاجة للاعتذار لاحد على تخطيط احتياطي للمستقبل، في E1أو أي مكان آخر في البلاد. ليس هناك في هذه اللحظة عزم لاي بناء فيE1ولكن لا شك أن في النهاية ستكون هذه جزء من الكتل الاستيطانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
