اقلام واراء حماس 403
3/8/2013
مختارات من اعلام حماس
مصر ما بعد الانقلاب
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، صلاح حميدة
هم العدو فاحذرهم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين،، يوسف رزقة
مواقف فاضحة للإعلام الأسود
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، حسن أبو حشيش
إسرائيل وأزمة مصر
فلسطين الآن ،،، حلمي الأسمر
خطورة الوثائق السرية التي كشفتها حركة حماس
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، جمال أبو ريدة
مضيعة جديدة للوقت الفلسطيني
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن ،فلسطن أون لاين ،، نقولا ناصر
مصر ما بعد الانقلاب
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، صلاح حميدة
ظن الكثيرون أنّ الانقلاب في مصر سيمر كَمَر السحاب ولن يثور الشعب، وسيعود الإخوان الى السجون بلا ضجيج لسنوات طويلة، ولكن ما يجري في مصر حالياً قلب كل التوقعات والآمال الزائفة، وربما فاجأ الكثير من المتعاطفين والمؤيدين للارادة الشعبية المصرية، فلا الاخوان عادوا الى بيوتهم والسجون، ولا الكثير من الجماهير قبلت أن تعود إلى حكم ( البيادة) كما يسميها المصريون، ولا زالت الجماهير تخرج ويتصاعد حراكها السلمي يومياً بطريقة أثارت مخاوف أسياد الانقلابيين في الغرب.
مصر بعد الانقلاب رتع فيها اللصوص بعد أن ضرب على أيديهم ولاحقهم الرئيس محمد مرسي، وهم الآن يعيثون فساداً ولصوصيةً في خيرات مصر، وتم تعيينهم وزراء، وإعادة من لوحق وفصل منهم الى منصبه حتى يسرق ما أُجبر على إعادته من أموال الشعب، ولعل هذا يفسر الانهيار الكبير في الاحتياطي الحكومي للعملة الاجنبية، بالرغم من أموال الدول التي دعمت الانقلاب.
بدأ الانقلابيون يتصارعون على سرقة أكبر قدر من الغنيمة التي سرقوها، وبدأت تدب بينهم الخلافات، وظهرت تلك الخلافات للعلن عبر الاعلام وتحركات السياسيين والأمن والجيش على الأرض، ورمي كل طرف منهم مسؤولية قتل المتظاهرين على الآخر، ولعل هذه لوحدها تعكس قناعتهم بأنّ عمر انقلابهم قصير وسيحاكمون على جرائمهم.
ولعل التحركات الاوروبية الحثيثة التي تحاول العمل على إيجاد مخرج للأزمة التي وقعوا فيها وعبيدهم، هدفها الخروج بأقل الخسائر لأن مصالحهم في قناة السويس باتت في خطر شديد، فتجارتهم تمر من القناة، وإن قام الانقلابيون بالاستمرار في القتل بتوسع كبير، ستفلت الأمور من بين أيديهم، ولن يستطيع أحد حماية قناة السويس ومن يمرون فيها من أي مواطن مصري يقرر الانتقام من الذين دعموا من قتلوا إخوانه وأبناءه.
المتحمسون للاستمرار في القتل حتى النهاية هم الاحتلال الاسرائيلي وبعض الدول العربية المتحالفة مع الدولة العبرية، وبعض الذين يعتقدون أنّ الانقلاب يخدم مصالحهم، وبعض الموتورين الحاقدين في داخل مصر، وهؤلاء وبعض دول الخليج يحرضون على ارتكاب المجزرة في ميادين الاعتصام التي تطلب بعودة حق الشعب المصري في اختيار من يحكمه عبر صندوق الاقتراع، ولكن تدرك كل الأطراف أنّ هذه مغامرة خطيرة لها تبعات لا قبل لهم بها، ومن الممكن أن يقدم بعض الانقلابيين على ارتكاب مجزرة كبيرة بحق المعتصمين، وربما تكون تلك شرارة الثورة الشاملة التي تقتلع الاستبداد من جذوره.
ثبت أنّ الاخوان يقودون الحراك الشعبي وليس الحراك الاخواني، وهذا هو سبب الصمود على الارض، فلو كان الاخوان لوحدهم لانتهت المسألة مبكراً، وهذه رسالة بدأ يعيها الكثيرون في الداخل والخارج، وهذا هو سبب انحياز قطاعات كبيرة من الشعب للاعتصامات والمسيرات يومياً، ولها يعود السبب في بدء تقاطر الدبلوماسية الدولية للقاء الرئيس المنتخب، مما أوقع الانقلابيين في حرج شديد، وجعلهم يدركون قرب نهايتهم.
مشهد مصر ما بعد الانقلاب بدد كل التهم والافتراءات ضد الرئيس وحكومته، واقترف الانقلابيون كل الخطايا التي اتهموا بها الاخوان، وشاهد المصريون الفرق بين حكم الاخوان وبين حكم الانقلابيين، ووقع الانقلابيون – بقصد وبدون قصد- في كل الأخطاء الممكنة في أقصر وقت ممكن، وهذا كله يمهد لمشهد ما بعد الانقلاب وعودة الشرعية الشعبية التي ستعمَّد بدماء الأحرار، ولكنها ستعود، فمن يشاهد الشعب المصري الذي يخرج لأكثر من شهر وبشكل يومي، وعلى مدار الساعة في مسيرات، ومستمر في الاعتصامات، ويضحي ويتمسك بالسلمية، يقتنع بأنّ هذا شعب ليس فقط يستحق الحرية، ولكنه سيحصل عليها حتماً.
مضيعة جديدة للوقت الفلسطيني
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن ،فلسطن أون لاين ،، نقولا ناصر
في التاسع والعشرين من تموز الماضي استؤنفت في واشنطن برعاية أمريكية المفاوضات المباشرة بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحسب عالم الفيزياء اليهودي الشهير ألبرت آينشتاين، فإن "تكرار فعل الشيء ذاته المرة تلو الأخرى وتوقع الحصول على نتائج مختلفة" يمثل "حماقة قصوى"، وذلك بالضبط هو ما أنجزه جون كيري بعد ست جولات له في المنطقة منذ تقلد مهام منصبه وزيرا للخارجية الأمريكية.
بالنسبة لكيري، قد يكون إنجازه نجاحًا شخصيًا يأمل في أن يقود إلى تحقيق إنجاز في مجال السياسة الخارجية لإدارة رئيسه باراك أوباما في ولايته الثانية. وبالنسبة لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يمثل استئناف المفاوضات "مصلحة استراتيجية حيوية لدولة (إسرائيل)" كما قال في السابع والعشرين من الشهر الماضي، فاستئنافها يمنح دولته المزيد من الوقت الثمين الذي يحتاجه لخلق المزيد من الحقائق الاستيطانية على الأرض كي يملي على مفاوض المنظمة "الحدود" التي يعدها "آمنة" لدولته التي تظل الدولة الوحيدة في العالم التي لا حدود لها حتى الآن.
أما بالنسبة لمفاوض المنظمة الذي يبدو مصرًا على أن يلدغ من جحر الرعاية الأمريكية للمفاوضات لأكثر من مرتين، فإن إنجاز كيري يمثل مضيعة جديدة لوقت فلسطيني ثمين يسابق الزمن لتحقيق حلمه في دولة مستقلة تكون "وطنا قوميا" لشعبه لكن إنجاز كيري يجعله أبعد منالًا حد الاستحالة.
فإنجاز كيري يزيد الانقسام الوطني حتى بين فصائل المنظمة، ويؤجل المصالحة الوطنية تأجيلا مؤكدا لمدة تسعة أشهر في الأقل، ويؤجل للفترة ذاتها أي توجه جديد للمنظمة نحو الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية للبناء على اعتراف الهيئة الأممية بفلسطين دولة غير عضو فيها العام الماضي، من دون أي ضمانات لـ"تجميد" الاستعمار الاستيطاني في الضفة الغربية وفي القدس بخاصة، ناهيك عن وقفه بالكامل، ليكرر مفاوض المنظمة خطأ الخضوع للضغوط الأمريكية للانجرار إلى مفاوضات "الحل النهائي"، بينما دولة الاحتلال لم تنفذ بعد حتى ما التزمت به بموجب الاتفاقيات الموقعة للمرحة الانتقالية.
لقد ناشد أوباما المتفاوضين في واشنطن "التوجه إلى هذه المحادثات بنية حسنة"، بعد أن أشاد باستئناف تفاوضهم باعتباره "خطوة واعدة إلى الأمام" تعهد بأن "الولايات المتحدة تقف مستعدة لدعمها"، وفعلت مثله اللجنة الرباعية الدولية (الأمم والولايات المتحدة والاتحادان الأوروبي والروسي) في بيان لها الثلاثاء الماضي، بالرغم من أن راعيها الأمريكي ودولة الاحتلال ما زالا يتعاملان مع استئناف المفاوضات "كهدف في حد ذاته" كما قال د. غسان الخطيب المتحدث السابق باسم السلطة الفلسطينية برام الله.
لكن الأمين العام للجنة التنفيذية للمنظمة، ياسر عبد ربه، شكك في حسن نية واشنطن ودولة الاحتلال عندما احتج الأسبوع الماضي على تشاورهما ثنائيا حول "الأمن" وكأنه "أمنهما الثنائي" مع أن الأمن "قضية مركزية وأساسية لنا تتعلق بمستقبلنا كله". أما شريك عبد ربه "الإسرائيلي" في "مبادرة جنيف"، يوسي بيلين، وفي مقال له في الجروزاليم بوست في الثلاثين من الشهر المنصرم، فقد شكك في "حسن نية" نتنياهو الذي "نكث بكل ما قاله طوال حياته السياسية".
إن المحادثات المستأنفة ما هي إلا "بداية البداية" لـ"عملية طويلة لا توجد أي ضمانة لنجاحها" كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت. أما المتحدثة باسم كيري، جنيفر بساكي، فاعتبرت اجتماعات المتفاوضين في واشنطن يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين مجرد "فرصة لوضع خطة عمل إجرائية" لمفاوضات "الوضع النهائي". ولا يعرف حتى الآن، ولفترة طويلة مقبلة، هل اتفق أم لم يتفق المتفاوضون على هذه الإجراءات، ومنها طبعًا "مرجعية المفاوضات"، فقد صرح كيري بعد انتهائها بأنها سوف "تحاط بالسرية" وأن الأطراف الثلاثة المشاركة فيها "قد اتفقوا" على أن يكون المبعوث الأمريكي للمفاوضات المستأنفة، مارتن إنديك، هو "الشخص الوحيد" المفوض بالتعليق عليها.
تتهم المعارضة الواسعة عبر الانقسام الفلسطيني لاستئناف المفاوضات المباشرة الرئيس محمود عباس بأنه على وشك "أن يلدغ من الجحر ذاته مرات"، في إشارة إلى مؤتمر أنابوليس عام 2007 و"خريطة طريق" الرباعية عام 2002، وقبلهما قمة كامب ديفيد الثلاثية في أيلول عام 2000 عندما رضخ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للضغوط الأمريكية والعربية للدخول في مفاوضات "الحل النهائي" قبل أن تنفذ دولة الاحتلال المرحلة الثالثة لاتفاق أوسلو بسحب قواتها من المنطقة "ج" لتسلم سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية حوالي 95% من مساحة الضفة الغربية، وقبل أن تفتح ممرًا يربط الضفة بقطاع غزة بموجب الاتفاقيات الموقعة.
يقول كيري مسوغا استئناف رعاية بلاده للمفاوضات المباشرة الجديدة إن "المحاولة" والفشل فيها أفضل من عدم فعل أي شيء، لكن استمرار دولة الاحتلال في مشروع استعمارها الاستيطاني للضفة الغربية، وبخاصة في القدس، كان هو السبب الرئيس لفشل قمة كامب ديفيد وخريطة الطريق ومؤتمر أنابوليس ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود في نهاية المطاف بعد ما يزيد على عشرين عاما منذ انطلاقها في مدريد عام 1991، وبالرغم من ذلك استخدم كيري كل ما لبلاده من نفوذ لإرغام المنظمة على الانجرار للمفاوضات الجديدة والتنازل عن قرارها المعلن بعدم استئناف المفاوضات من دون "وقف" التوسع الاستيطاني، لا بل أرغمها على استئناف المفاوضات على أساس مبدأ "تبادل الأراضي" كمدخل لقبولها الاعتراف بالمكاسب الإقليمية التي حققتها دولة الاحتلال بالاستيطان غير المشروع، وهذه وصفة مؤكدة لفشل المفاوضات الجديدة في حد ذاتها أو لاستحالة الموافقة الفلسطينية على نتائجها في أي استفتاء نزيه للشعب الفلسطيني.
فدولة الاحتلال "تلعب لعبة عملية السلام ليس للتخلي عن مكاسبها" التي حصلت عليها بالقوة القاهرة المدعومة من راعيها الأمريكي وبخداعهما السياسي لمفاوض المنظمة "بل لحماية هذه المكاسب" وتعظيمها، وإضفاء شرعية فلسطينية عليها باسم أي اتفاق ينبثق عن المفاوضات الجديدة، كما كتب الناشر والمحرر والقس الأمريكي جيمس أم. هال عشية استئناف المفاوضات بواشنطن.
لقد قاد فشل قمة كامب ديفيد إلى الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ووجدت دولة الاحتلال وحكوماتها المتعاقبة في الفشل والانتفاضة ذريعتين إضافيتين للاستمرار في التهرب من تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، ولتحميل المنظمة وقيادتها المسؤولية عن كليهما، ولإعادة احتلال كل المناطق الخاضعة للسلطة، وللتخلص من الرئيس عرفات ونظامه السياسي واستبداله بنظام على مقاس أنظمة الحرب الأمريكية على "الإرهاب" ملتزم بنبذ العنف والمقاومة كشكلين من أشكال الإرهاب.
إن الرئيس عباس بإرساله مفاوضيه إلى واشنطن، متحديا النتائج الكارثية للتجربة المرة طوال السنوات العشرين الماضية، والمعارضة القوية الواسعة في الداخل، يبدو منجرا طوعا لآخر امتحان له لصدقية الولايات المتحدة، مخاطرا بصدقيته هو نفسه، في امتحان سوف يمهد النجاح فيه البيئة السياسية لعدوان جديد على قطاع غزة لتصفية المقاومة المعارضة لنتائجه، بينما يهدد الفشل المتوقع له بتكرار نتائج فشل قمة كامب ديفيد عام ألفين.
هم العدو فاحذرهم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين،، يوسف رزقة
لا أحد في العالم يثق في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إسرائيل البنت المدللة لوشنطن لا تثق في الإدارة الأمريكية بغض النظر عن الساكن في البيت الأبيض، لذا تجد إسرائيل تتجسس على أميركا، وأميركا تتجسس على حلفائها في أوروبا بأشكال مختلفة، وهذا ما كشف عنه سنودن الذي بات مطارداً بعد أن كشف عن حقائق مذهلة تتعلق بتجسس الإدارة الأميركية على شعبها وعلى الآخرين.
من لا يثق في أميركا هو مضطر في كثير من الأحيان أن يخفي مشاعره وأن يتعامل معها لأنها الدولة الأقوى في العالم، ومن يتمرد عليها عليه أن يتحمل فاتورة هذا التمرد، لذا تجد الدول الضعيفة لا تملك القدرة أو الإرادة للخروج من إطار التبعية الذي تفرضه أميركا على العالم، ولا يخفي على أحد أن أوروبا نفسها تتبع في مواقفها السياسية الموقف الأميركي، وتتجنب التصادم معه، وتقبل اللعب في الهوامش المسموح بها أميركا فقط.
لا تملك جل الأنظمة العربية قرار الخروج من بيت الطاعة الأميركي، بل هي تتنافس فيما بينها على ترتيب البيت وتنظيفه لاستقبال السيد الأميركي بالحفاوة اللائقة به، ومن ثم يمكنك القول إنه لا استقلال حقيقي، ولا سيادة حقيقية في البلاد العربية عندما يتعلق الأمر بأميركا، ولكن هذه الأنظمة تحاول فرض سيادتها على شعوبها بقوة السلاح والأجهزة الأمنية من ناحية، وبقوة التبعية للإدارة الأميركية من ناحية ثانية.
ما حصل في 3 يوليو 2013 في مصر كشف عن أمور خطيرة تتعلق بدور واشنطن في ترتيب المنطقة العربية من جديد على نحو يخدم مصالحها لعدد من السنين على الأقل. لم تكن أميركا يوماً مع الربيع العربي، ولا مع ثورات الشعوب، ولا مع المسار الديمقراطي في العواصم العربية، وهذا ما قالته الحالة المصرية الراهنة، حيث تجد جون كيري مثلاً يقول: إن الجيش استعاد الديمقراطية في 3 يوليو، وهي عبارة تعني تأييد الانقلاب، وتعني أن للديمقراطية أكثر من قراءة.
لقد شعرت تركيا بالصدمة من تصريح جون كيري فبادرت لانتقاده وقالت :إن الانقلابات لا تأتي بالديمقراطية، وإنما تهدم الديمقراطية، وهذا الهدم في نظري مرتبط بالموقف العدائي التقليدي لأميركا من الإسلام ومن التيارات الإسلامية.
الادارة الأميركية تتقدم في مواقفها المعلنة يوماً بعد يوم نحو تأييد الانقلاب وتقبل التعامل معه، وهي لا تبالي بمنظومة القيم الأخلاقية والديمقراطية التي تحدد مواقفها السياسية، فهذه القيم لها نطاق جغرافي لا يشتمل على البلاد العربية والإسلامية، ولها نطاق فكري لا يتضمن الفكر الإسلامي البتة.
أميركا تتلاعب في اللغة الدبلوماسية، كما تتلاعب في الأنظمة العربية، وهي لا تبالي بالأخلاق، وقد منحها القادة العرب الفرص لتتلاعب بهم، ولتمزقهم شر ممزق، وبالأمس وقف سيناتور أميركي يقول علنا : إن الأردن والإمارات طلبتا منه مباشرة أن تدعم أميركا الانقلاب في مصر، وقال على أميركا أن تأخذ في الحسبان نصائح ومطالب حلفائها في المنطقة.
لا أستبعد شخصياً مثل هذا الطلب، ولكني لا أستبعد ضلوع أميركا في صناعة الانقلاب والتحريض عليه ابتداء، وبثبوت هذه الحقيقة التي تقوم عليها شواهد عديدة يصبح لا معنى ولا قيمة لطلب الأردن والإمارات، ولكنه يبقى طلباً يشهد على تلاعب أميركا بالمنطقة وبالأنظمة، إن أكثر الدول فرحاً بإجهاض الربيع العربي وثوراته هي أميركا وإسرائيل، وهو أمر يفرض على الشعوب وضع استراتيجية ثورية للتعامل مع أميركا في المنطقة.
خطورة الوثائق السرية التي كشفتها حركة حماس
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، جمال أبو ريدة
كشفت الوثائق السرية التي عرضها القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مدينة غزة، مدى تورط حركة "فتح"، ومن خلفها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في رام الله، في تشويه صورة حركة "حماس" في الإعلام المصري إلى حد "شيطنتها"، كما كشفت هذه الوثائق الحالة التي انتهت إليها علاقة حركتي "فتح" و "حماس" بعد سبع سنوات من الانقسام السياسي، والذي بدأ في العام2006، ولم ينته بعد، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلباً ولفترة طويلة على أي محاولات مستقبلية لتفعيل ملف المصالحة الوطنية بينهما، وهو الملف الذي انتهى بفعل هذه الوثائق الخطيرة إلى الأدراج، بل يمكن القول بأن هذه الوثائق ستقطع الطريق أمام أي محاولات بعد اليوم، حتى لمجرد الترتيب للقاء بين قيادتي الحركتين، الأمر الذي يعني تعطل ملف المصالحة، بل وتعطل كل الاتفاقات الموقعة بين الطرفين حتى الآن لطي صفحة الانقسام.
ولعل الأسوأ في هذه الوثائق أنها قد ذهبت إلى "اختلاق" الأكاذيب بلا حدود، بل وصلت إلى حد اتهام حركة "حماس" بالوقوف وراء جرائم خطيرة على الأراضي المصرية، كالوقوف وراء عملية قتل الجنود المصريين الستة عشر قبل عام من الآن على حدود غزة، بالإضافة إلى زعزعة الحركة لأمن واستقرار مصر، إلى غير ذلك من "الأكاذيب" الأخرى، الأمر الذي تسبب في حالة من السخط الشعبي المصري على حركة "حماس" خاصة والشعب الفلسطيني عامة، ولعل حالة الخوف التي بدأت تسيطر على الفلسطينيين المقيمين في مصر تكفي للتأكيد على الأثر السلبي الذي تركته هذه الوثائق على حياة الفلسطينيين في مصر، والذين بات الكثير منهم أسرى بيوتهم، ولا يقوون على الخروج منها، خشية البطش بهم من قبل بعض المصريين الذين التقت مصالحهم مع مصلحة حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية في العداء لحركة "حماس".
وفي الوقت الذي كان فيه الواجب الوطني يقتضي من حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية معاً، فتح تحقيق "عاجل" في هذه الوثائق، وذلك لمعرفة صدقها من عدمه، لأنها تسيء أولا إلى الشعب الفلسطيني كله، كانت المفاجأة أن حركة "فتح" والسلطة معاً، قد "كذبتا" هذه الوثائق على الفور، ودون إعطاء نفسيهما الوقت الكافي للتأكد من صحتها أو عدمه، ما يعني تورطهما ووقوفهما خلف هذه الوثائق، التي إن كان هناك وصف دقيق لها، فإنها وثائق العار، لأنها أساءت لصورة الشعب الفلسطيني كله، ولتاريخه وقضيته العادلة، وأظهرته أمام العرب والمسلمين على وجه التحديد، بالشعب غير المسئول عن قضيته، وبالشعب الذي انشغل عن مقاومة الاحتلال (الإسرائيلي)، بالخلافات الداخلية، والتي ضاق بها الوطن، لتنتقل بهذا الخلاف إلى خارجه.
ولعل ما يجعل هذه الوثائق أقرب إلى الصحة منها إلى الكذب، هو ما جرى من حركة "فتح" في السنوات الأخيرة وتحديداً منذ العام 2006، وهو العام الذي فازت فيه حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية، وهو الفوز الذي أفقد حركة "فتح" عقلها وصوابها، وذهبت إلى كل الوسائل غير المشروعة لتجاوز نتائج هذه الانتخابات، حيث مارست القتل والخطف لقيادات حركة "حماس" وعناصرها معاً، ولم تكتف بذلك بل ذهبت إلى إحراق المؤسسات المحسوبة على الحركة، ولعل إحراق الجامعة الإسلامية بالكامل شاهد حي على ذلك، وهناك قوائم أخرى من الجرائم التي اقترفتها حركة "فتح" في قطاع غزة قبل خروجها منه، والتي استكملتها وتستكملها كل يوم في الضفة الغربية، ولعل التقارير الشهرية الصادرة عن المؤسسات الحقوقية الفلسطينية المستقلة تكشف مدى "استباحة" حركة "فتح" ومن خلفها أجهزة السلطة، لكل ما هو محسوب على حركة "حماس" في الضفة الغربية.
والأخطر في هذه الوثائق أنها قد تكون فرصة يستغلها الاحتلال (الإسرائيلي) للعدوان على غزة، لتحقيق ما عجز عن تحقيقه في العدوانين السابقين، وذلك ظناً منه أن الشعب المصري وهو أكثر الشعوب العربية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتحديداً بعد الربيع العربي وسقوط نظام الرئيس المصري المخلوع مبارك، سيبقى مكتوف الأيدي من هذه العدوان، ولكننا نقول بأن الشعب المصري والذي خرج بالملايين للتعبير عن غضبه من الانقلاب الأسود الذي دبره عبد الفتاح السيسي ضد رئيسه محمد مرسي المنتخب عبر صناديق الاقتراع، أكبر من أن تنطلي عليه الألاعيب "المخابراتية"، للإيقاع بينه وبين الشعب الفلسطيني.
مواقف فاضحة للإعلام الأسود
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، حسن أبو حشيش
لقد تجاوز الإعلام الأسود كل معاني المهنية، وكسر قواعد الأخلاق والآداب، وتجاوز كل المُحرمات، فصنع الفوضى، وهتك الأعراض، وأفسد الحياة، وحرض على الديمقراطيات، وكان الأداة الأساسية في قلب المُعادلة في المشهد المصري الأخير. هذا الإعلام الشيطاني والمشيطن، والفاسد والمفسد، وقع في مواقف مؤخرًا فاضحة، كرَّست فشله، وأكدت عوره، وكررت فقدانه لبوصلة القيم الإعلامية والمجتمعية والوطنية.. حيث تم فضح زيف التهويل والتضخيم الذي روج له الإعلام الزائف في أعداد المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو، ونسجوا كذبة وروجوا لها وأقنعوا أنفسهم وغيرهم، وهي التي كانت سببًا مباشرا للانقلاب ومن ثم للدماء التي سالت.
وحتى الآن يتم الاستناد لهذه الكذبة التي صنعها هذا الإعلام في تفسير ما يحدث في مصر. ثم المتابع للخطاب الإعلامي الآن يجد أنه ناطق رسمي باسم الجيش والداخلية، وبان ذلك جليًا في لغة مقدمي البرامج المشوهة الرديئة حيث طالبت هذه الأصوات بضرورة محاربة الإرهاب الموجود في ميادين مصر، ونظرت لفض الاعتصامات بالقوة، وفي ذلك دعوة لإراقة الدماء، وإزهاق الأرواح، وتكريس الشقاق والانقسام وتفاقم للأزمة.
ومن الفضائح التي لفتت انتباه الرأي العام، هو الصمت الغريب والرهيب عن زيارة أشتون وما حدث من تحريف للترجمة، ومغادرتها مبكرا في سياق غير دبلوماسي، في الوقت الذي نصب هذا الإعلام المفضوح مهرجانا من الردح بدأ ولم ينته لأيام حول اطلاع الرئيس محمد مرسي في ساعته خلال لقائه أشتون من قبل، أما الإهانة الكبيرة للأعراف والسيادة وأسبابها فإن الأصوات انخرست وشُلت الألسنة الرادعة المغيبة للحقائق. والموقف الأخير في هذا السياق هو صمت هذا الإعلام عن الوثائق التي أثبتت آليات شيطنة قطاع غزة، ودور هذا الإعلام الكاذب في ذلك، كذلك صمته عن ضابط الوقائي الذي ألقت قوات الجيش المصري القبض عليه في سيناء وهو يرتكب الاعتداء، أم أن هذا الأمر يفضحهم ويفند كل أباطيلهم، كونه ضمن فريق المستخدمين لصالح أجندتهم.
نذكر الرأي العام بهذه المواقف التي تتوالى لتكشف زيف هذا الإعلام، لنؤكد مجددا على كذب الخطاب الإعلامي الأسود الذي بُنيت عليه مواقف سواء مصريًا أم فلسطينيًا. إن المعركة إعلامية بامتياز، الأمر الذي يتطلب معالجات مسئولة وحازمة وواعية.
إسرائيل وأزمة مصر
فلسطين الآن ،،، حلمي الأسمر
منذ اليوم الأول لانقلاب السيسي على مرسي، ابتهجت نخب إسرائيل، وراح سياسيوها يبذلون كل جهد ممكن لتثبيت الوضع الجديد، وهذا كان متوقعا، لأنهم لم يستطيعوا أن يتعايشوا مع حكم يستند إلى فكر إسلامي، سفير إسرائيل في مصر قال إن السفارة أغلقت منذ هاجمتها الجماهير الغاضبة، ولا يجدون مكانا يستأجرونه ويعمل فريق صغير جدا من منزل السفير.. كما ان مرسي لم يكن يرد على مكالمات نتنياهو، ولم يحدث أي اتصال رسمي مباشر بين مرسي وقادة اسرائيل طيلة سنة كاملة من حكمه..
السؤال الذي سيطر على النخب الصهيونية، كان: كيف بالإمكان توفير الدعم اللازم لتعزيز شرعية الانقلابيين في مصر..؟
أحد الذين أبدوا اهتماماً فائقاً في تقديم النصح لصناع القرار في تل أبيب في هذا الشأن، كان ألون ليفين، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، رئيس تحرير مجلة « سيكور مموكاد « البحثية. حسبما رصد الدكتور صالح النعامي، ففي العدد الأخير من المجلة، نشر ليفين ثلاث دراسات تناولت جميعها الطرائق الواجب على إسرائيل اتباعها لتوفير الدعم للانقلابيين، إلى جانب رصد طرائق توظيف الانقلاب على مرسي لصالح إسرائيل. وعلى رأس « العوائد الإيجابية « التي يرى ليفين إن إسرائيل ستحققها من الانقلاب هو تعاظم التعاون الإستراتيجي بين مصر وإسرائيل، إلى جانب عودة معسكر الاعتدال في العالم العربي بقوة بشكل يسمح لإسرائيل بهامش مناورة كبير لتحقيق مصالحها!
في هذا السياق، يرصد الدكتور النعامي، من خلال متابعته الحثيثة لما يجري في إعلام العدو، جملة من التصريحات والمواقف، التي تظهر على نحو لا يقبل الشك، تبني إسرائيل الكامل للسيسي وبرنامجه الانقلابي، المستشرق الصهيوني آفي ميدا يقول: جهد عظيم يقوم به عسكر مصر عبر سعيهم تغيير البيئة الثقافية بما يضعف التطرف الإسلامي، امنون ابراموفيتش، معلق قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية: بالنسبة لنتنياهو انجاح الانقلاب على مرسي يتقدم على احباط النووي الايراني، ولتكريس شرعية الانقلابيين.. قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة تكشف: نتنياهو طلب من أوباما الضغط على زعماء عرب لتكثيف زيارتهم لمصر ، البرفسور إفرايم كام، كبير باحثي « مركز أبحاث الأمن القومي « الإسرائيلي في صحيفة « إسرائيل اليوم «، يحذر من خطورة فشل الانقلاب العسكري ويقول ان مصلحة إسرائيل الإستراتيجية تقتضي نجاح تحالف العسكر والليبراليين في إدارة شؤون مصر وكبح جماح الإسلاميين. دان حالوتس، رئيس أركان الجيش الأسبق: « أهم نتيجة لخطوات السيسي الأخيرة هي اضعاف الجيش المصري على المدى البعيد، وإسدال الستار على إمكانية تطويره « ( إذاعة الجيش الإسرائيلي) « إفرايم هليفي، رئيس الموساد الأسبق: « نجاح الانقلاب على مرسي سيعزز مكانة أمريكا وهذا بدوره سيعزز مكانتنا الإقليمية « المستشرق الإسرائيلي إيال زيسير: إفشال مرسي مثل دوماً مصلحة استراتيجية لنا لأنه يوقف تحقق سيناريو الرعب الذي بشر به الربيع العربي.
المفكر اليهودي إيال بردو: احتفاء النخبة الحاكمة في إسرائيل بانقلاب العسكر على مرسي يعكس موقفا عنصريا تجاه العرب وأنهم لا يستحقون الديموقراطية. عنوان بحث أعده وكيل الخارجية الصهيوني الأسبق ألون ليفين حول عزل مرسي: انتهى حلم الديموقراطية العربية.
أودي سيغل، معلق التلفزة الإسرائيلية الثانية: نتنياهو أكثر الناس سعادة على وجه الأرض بسقوط مرسي، فقد جرح كبرياءه خلال الحملة الاخيرة على غزة.
هل ثمة من يشك، أن الانقلاب انتصار لإرادة إسرائيل في المنطقة، وتنفيذ لأجندتها وأجندة الأنظمة العربية التي ارتعبت من ربيع الثورات، انتظروا نفجر الأوضاع في تونس، بعد مصر، لأنهما أهم بلدين «نجح» فيهما الربيع، فأزهر على نحو ما، والمطلوب سحق هذه الزهور، كي لا تتكاثر!
