اقلام واراء حماس 412
18/8/2013
مختارات من اعلام حماس
الفكرة التي قتلت الرئيس
فلسطين الآن ،،، نور رياض عيد
رابعة.. المعلّمة المُلهمة !
أجناد الإخباري ،،، لمى خاطر
شعب يستحق الحياة
الرأي ،،، حسن أبو حشيش
بل نسيهم قطار أوسلو !!
الرسالة نت ،،، عماد الافرنجي
المبدأ بين فنزويلا والسعودية
فلسطين الآن ،،الرأي ،، فايز أبو شمالة
الفكرة التي قتلت الرئيس
فلسطين الآن ،،، نور رياض عيد
وقف منافق من علماء السلاطين يومًا أمام ملك من ملوك المسلمين، وقال أمام جمع من الناس: العرش لهذا – وأشار إلى الملك-، فإن مات فالحكم من بعده لهذا – وأشار إلى ابن الملك-، فمن أبى فله هذا وأشار إلى السيف!!
هذه الفكرة التي زرعها الغرور في عقول الأحزاب والأسر والشخصيات الحاكمة، أمست مسلّمة لا يجوز الاقتراب منها، فضلًا عن مناقشتها، أو معاكستها، حتى أن بعض الملوك في الديانات الهندية ظنوا أن الإله الذي خلقهم يختلف عن الإله الذي خلق بقية الرعية، أو أن الإله خلقهم من صدره، وخلق رجال الحرب وكبار الموظفين من سواعده، وخلق المزارعين والتجار من أفخاذه، وخلق الخدم من أرجله.
ويبدو أن الشعوب مطالبة بدفع الثمن غاليًا من أجل أن تحطم هذه الفكرة في رؤوس الحكام، لكن الواضح أن هذه الرؤوس العنيدة لن تقبل تحطيم هذه الفكرة إلا مع تحطم تلك الرؤوس.
إن كبار السن في بلادنا لكونهم لم يستنشقوا عبير الحرية، وعاشوا طوال عمرهم يحكمهم حاكم واحد أو اثنان، ولم يروا أحد الحكام يغادر القصر إلا إلى القبر!! لذلك فإنهم يقاومون أي تغيير ويعتبرون أن حكم الطغاة هو قدر كتب علينا.. والمؤسف أن فكرة قدرية الحكام قام بتأصيلها بعض علماء العقيدة ليعطوا للطغاة شرعية عقائدية.
إن فكرة أن هذه العائلة خلقت لتحكم، جعلتهم لا يرون غير أنفسهم، ولا يجعلون في حسابهم واحدًا في المليار أن الكرسي قد يصل لغيرهم، لكن هذه الفكرة كانت كالحبل الصغير الذي يمسكه الحاكم بيده فإذا بالثورات تطيل هذا الحبل وتجعله يلتف فجأة على رقبة الحاكم ليشنقه!!
إن تعويدنا لأبنائنا في كل مكان على ممارسة الديمقراطية الحقيقية سيوفر علينا الكثير من الدماء التي من الممكن أن تسيل في الشوارع في معركة الحرية... إن الاستبداد والديكتاتورية تمارسان في بلادنا في كل مكان، فزعيم الحزب – إسلامي أو غير إسلامي – يبقى زعيمًا حتى الموت، ومختار العائلة لا يسلم ختم المخترة إلا وهو على النعش – هذا إن سلمه-.
نحن بحاجة إلى فقه دستوري يستمد من القرآن الكريم وصحيح السنة مع الانتفاع بما سوى ذلك من تراثنا، دون أن يتحول إلى عبء ثقيل يجثم على صدورنا، وينبغي أن يغيب عن طريقة الحكم الاستدلال بأفعال بني أمية وبني العباس، فهذه تجارب حكم نحاكمها ولا نحتكم إليها!!
المبدأ بين فنزويلا والسعودية
فلسطين الآن ،،الرأي ،، فايز أبو شمالة
لا يغرنك الدين الرسمي للدولة، ولا تهتم باللغة التي ينطق بها النظام، ولا تنتبه لأحاديثه وادعاءاته ومظاهر سلطانه الشكلية، واسأل عن المبدأ، وعن القيم الإنسانية التي يحتكم إليها أي نظام سياسي، وراقب مواقفه من الأحداث التي تمر بها بلاد المسلمين. لعدة أيام متواصلة والشعب المصري يتعرض للمجازر والذبح والقتل على يد الانقلابيين، جرائم حرب ضد المدنيين العزل اهتز لها الضمير الإنساني، وحركت مشاعر الشفقة والحقد في الوقت نفسه، وفرضت على كل إنسان على وجه الأرض أن يحدد موقفاً، إما مع الشرعية والإنسانية والديمقراطية، وإما مع القتل والسفك واغتصاب الحكم بالقوة. انقسم البشر في بقاع الأرض من أحداث مصر الجسام وفقاً لقناعتهم الفكرية، ومواقفهم السياسية، وتكوينهم النفسي، وتراثهم الثقافي، ومصالحهم، فصار التأييد للانقلاب والاعتراض عليه لا يخضع لدين أو لغة، لذا قد تجد عربياً مع الانقلاب، وقد تجد فرنسياً مع الشرعية، وقد تجد مسيحياً ضد الانقلاب وقد تجد مسلماً يموت دونه. إن ما يجري على أرض مصر يندرج تحت مسمي الفاضحة، أو الكاشفة للنفس البشرية والأنظمة الحاكمة، فقد فضحت الأحداث معادن البشر والأنظمة، وحددت الولاءات والانتماءات، ولم تسمح لأحد بأن يقف بين بين، فإما مع الشرعية والديمقراطية، وإما مع الانقلاب، إما مع السلمية ومصالح الناس، وإما مع العنف ومصالح ذوي النفوذ، إما مع نظام مبارك وإما مع ثورة مصر، إما مع مصر العربية الناهضة، وإما مع مصر الانكفاء والنكوص. أحداث مصر الفاضحة فرضت على النظام السعودي أن يؤكد كراهيته للديمقراطية بشكل عام، وأن يعلن عن عشقه لحكم الفرد المطلق ـ ولا أتطرق هنا إلى كراهية النظام السعودي لحركة الإخوان المسلمين، ولا التوافق أو الخلاف على القضايا السياسية والأمنية ـ وقوف النظام السعودي ضد الشرعية يستند إلى طبيعة النظام نفسه، والطريقة الدكتاتورية التي يحكم فيها، لذلك كانت الديمقراطية التي يستند إليها نظام الحكم في فنزويلا سبباً لوقوفه ضد الانقلاب، واصطفافه إلى جانب الشرعية. لاحظوا أن نظام الحكم السعودي ينطق العربية، ويرفع راية الإسلام، ويحض على الصلاة خمس مرات في اليوم، بينما نظام الحكم في فنزويلا لا يعرف العربية، ولا يحدد مكان القبلة جغرافياً، وغير مقتنع بالإسلام ديناً لدولة فنزويلا.
رابعة.. المعلّمة المُلهمة !
أجناد الإخباري ،،، لمى خاطر
كم يبدو الكلام (أيّ كلام) صعباً في حضرة الدماء الممزوجة بروح البطولة الفذّة ، حتى لو كان توصيفاً لفرادة تلك البطولة ، وحدود سموّها غير المرئية ، وتجاوزها كلّ الحسابات البشرية القاصرة ، التي تقرّر أنّ الترهيب والقتل يمكن أن يكونا رادعاً لحملة القضايا العادلة والمنافحين عنها.
لكنّني ما كنت أتصوّر أن أرى مشهداً مفعماً بالجلال والثبات حين عاد الاحتشاد في رابعة بعد آلاف الضحايا يوم أمس ، فحتى النساء لم تغادر أماكنها ، وحتى الأطفال والشيوخ والرجال المكلومين وقادة ركب الثورة بدوا كمن بُعثوا من جديد بعد أنهار الدماء التي سالت ، وتلك الحرائق التي اشتعلت في خيام المعتصمين.
ألم تُعرف رابعة العدوية (بشهيدة العشق الإلهي)؟ حيث علا حبّ الله في نفسها درجةً ما عاد ممكناً أن تتّسع لسواه ، وكذا حال من رفعوا شعار (الله غايتنا) ، و(الموت في سبيل أسمى أمانينا) ، فمن كان الله غايته هان في اعتباره أي حساب دنيوي لحياة أو لمصلحة ، وزال من قلبه لسع الخوف عند احتدام المواجهة .
لقد استبق ثوّار رابعة العدوية والنهضة مجزرة أمس بأن درّبوا أنفسهم على الصمود في وجه رصاص الموت، ولم ترعبهم تهديدات حكومة الانقلاب وهي تتوعدهم وتقرر أن موعد فضّ اعتصاماتهم قد اقترب ، فكان هتافهم في الميادين: (هي تكّة وبس.. رصاصة ومش هتحس)! فأي استهانة بالموت تلك التي عاشت بين ظهراني هؤلاء الثوار وهم يعلمون أن الهجوم عليهم متحقّق لا محالة؟ ومع ذلك فلم يغادر أحد منهم موقعه، وكان لسان حالهم كما قال يوماً شهيد الظلال سيّد قطب، يوم تيقّن من نهاية حياته في الدنيا: “لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة؛ لقد عملت بقدر ما كنت مستطيعاً أن أعمل! هناك أشياء كثيرة أود أن أعملها، لو مُدَّ لي في الحياة، ولكن الحسرة لن تأكل قلبي إذا لم أستطع؛ إن آخرين سوف يقومون بها، إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء، فأنا مطمئن إلى أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت…”!
لكنّ ثوار رابعة والنهضة لم يكونوا فرداً واحداً في مواجهة الطغاة، إنّما كانوا مدّاً بشرياً فذّا لا يأتيه الوهن من بين يديه ولا من خلفه، وإلا فأي اعتصام هذا الذي يستمر تحت الرصاص والقذائف؟ في رابعة أوّلاً ثمّ في ميدان مصطفى محمود حيث انتقل ثوار النهضة؟ أيّ خطباء أولئك الذين يستمرون في بث عبارات التثبيت من على منصّة رابعة والرصاص يتبعثر من حولهم والشهداء يسقطون؟! أيّ فكرة نبيلة تلك التي أثمرت أمثال الدكتور محمد البلتاجي الذي فقد ابنته شهيدة في رابعة، لكنّه ما فقد بوصلة يقينه ولا رباطة جأشه ولا إصراره على المواصلة؟!
إنّها المدرسة العملية للجهاد والتضحية، يحتاجها من ظلّ يجهل حجم ما قدّمه الإسلاميون من تضحيات في مسيرة مواجهتهم الطواغيت، لأنّ دمهم المسفوك في أروقة الزنازين لم يكن مرئيا، وكذا أعناقهم وهي ترفع على أعواد المشانق، لكنّهم اليوم يرتّلون مبادئ الثورة أمام الأمة كلّها، من ميادينهم النازفة، وعبر صمودهم الأسطوري، ومع تلك المعاني الجليلة التي تسطّرها تجاربهم، فيعلّقها التاريخ نياشين مضيئة في رأس صفحاته وفصوله!
لم تكتفِ الدماء بكلمتها حول إجرام الانقلابيين وخبث طويّتهم وتجرّدهم من الإنسانية، إنما تحدثت مطوّلاً كذلك عن الجباه الساجدة لله ، والقبضات المشرعة في وجه الطواغيت ، والأقدام الثابتة على (جبل أحد) ، وهي تستشرف أياماً قادمة حافلة بالبشرى والتمكين ، حتى لو كان الواقع الآنيّ داميا.
بل نسيهم قطار أوسلو !!
الرسالة نت ،،، عماد الافرنجي
أغرب ما قرأت حول الافراج عن 26 أسير من سجون الاحتلال على وقع مفاوضات رئاسة السلطة الفلسطينية مع اسرائيل هو ما كتبه أحدهم أن " الرئيس عباس جاء لينقذ الأسرى الذين نسيهم قطار شاليط وكدنا نصلي عليهم صلاة الغائب ".
ثم يتمادى في عبارة ماكرة ليقول أن هذه الدفعة جاءت لتصويب الاعوجاج الذي تركته صفقة شاليط !!.
حاول المذكور اللعب على الكلمات والتصيد في مقاله انتصارا لموقف سياسي يدين له بالولاء ، والطعن بالغمر واللمز على صفقة وفاء الأحرار ، وهو عيب واستهتار واستخفاف بعقول شعبنا لتقزيم انجاز كبير للمقاومة الفلسطينية .
إن من حق كل فرد التعبير عن وجهة نظره ورأيه بحدث ما ، لكن دون خلط الأوراق عن عمد أو محاولة استهبال الرأي العام الذي هو أذكى مما يتوقع ، فالأسرى المذكورين وهم الذين اعتقلوا قبل أوسلو كان يفترض الافراج عنهم عند توقيع اتفاق أوسلو نفسه أو بعده بقليل وهو ما أكده الأسير كريم يونس في رسالته الني نشرتها وسائل الاعلام وقال " أن ما جرى تصحيح للغبن والاجحاف الذي ارتكب بحقهم منذ 20 عاما " .
كنت قد رحبت في مقال سابق بالافراج عن أي أسير فلسطيني باعتبار ذلك حقا أساسيا له ، مرتبطا بتحذيري من دغدغة مشاعر الجماهير واستخدام عملية الافراج رشوة سياسية على حساب الوطن والتنازل عن حقوقنا لأن مفاوضنا الفلسطيني بدون خطوط حمراء .
الاشادة بالافراج عن الأسرى يجب ألا تجعلنا نغمض عيوننا عن أي خطر يحدق بالاسرى أنفسهم أو القضية الوطنية، فالمفاوض الفلسطيني هو الذي أخطأ بحق الاسرى عندما ترك الافراج عنهم لحسن نوايا اسرائيل رغم وجود اتفاق بينهما ، وقد حذر الاسير يونس من ذلك بقوله " نحن لا نخفي قلقنا بشأن عدم إتمام الصفقة والاتفاق، وخصوصا في ضوء ما أقرته حكومة إسرائيل بشأن إعادة عرض الدفعة الأخيرة والخاصة بإطلاق سراح أسرى الداخل مره أخرى على مجلس الوزراء بعد 8 أشهر لا سيما في ظل تصريحات الوزراء والحملة الإعلامية غير المسبوقة ضد إطلاق سراح أسرى الداخل، ومشروعية المطالبة بهم أصلا، حيث أن أغلبية الوزراء أعلنوا معارضتهم لذلك".
عمل الرجل في مقاله على دس السم في العسل وتمرير عبارات خبيثة للطعن بانجاز المقاومة ومحاولة التوظيف السياسي للأخبار من خلال محاولته اظهار التوازن في مديح كل من أفرج عن الأسرى لكنه لم يفلح .
بقي أن نقول ان عملية الافراج عن 26 أسير حظيت بتغطية اعلامية من قبل موقعه الالكتروني أكبر بكثير مما حظيت به صفقة وفاء الاحرار ، لكننا بانتظار ما ذكره صديقنا أن رئيس اللسطة وعد بعد اتمام صفقة الأحرار بالافراج عن 1100 أسير وهذه الدفعة الأولى من الوعد ونحن وهو وشعبنا بانتظار الوفاء بوعده والافراج عن 1000 أسير !! سنكون فرحين جدا اذا وفي به .
سنقول لكل من يفرج عن أسير واحد شكرا وشكرا جزيلا لكن دون أن نعطيه تفويضا لبيع الوطن.
شعب يستحق الحياة
الرأي ،،، حسن أبو حشيش
في الثالث من شهر يوليو تم الانقلاب رسميا على الثورة المصرية، فعزلوا أول رئيس مدني جاء بانتخابات، وأعادوا النظام القديم،وعطلوا مسيرة الديمقراطية، وقتها صُدم الشعب المصري، وذُهل كل المراقبون، واعتبر الكثير على مدار 48 ساعة أن الأمر انتهى بذلك .
لكن فاجئنا الشعب المصري بانتفاضة جديدة رافضة للانقلاب، وصمدوا في تنظيم مليونيات في كل مصر, واعتصموا في رابعة العدوية ونهضة مصر على مدار أربعين يوماً، مر عليهم شهر رمضان، وعيد الفطر، وحر الصيف، وأذهل العالم بصموده وجلده، ناله جراح عدة مجازر فلم يزعزعه عن مواقفه ... يوم الأربعاء أثخن الإنقلابيون فيه الجراح وقدم الشعب آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين, وكان المشهد فظيع ورادع وبشع وغير مسبوق في تاريخ مصر المعاصر, واعتبر الكثير أن اللعبة انتهت، وقطار الانقلاب وصل محطته الأخيرة، وان الصدمة كفيلة بتهدئة الشارع ...
لم تسعفنا الساعات كثيراً في تحليل ما بعد الفض الدموي، فجاء الرد أقوى مما نتصور من الشعب المصري : حيث امتص صدمته، ولملم جراحه، وشيع شهداءه، واتخذ قراره بإعلان جمعة الغضب وأسبوع الخلاص، وشكك بعضنا في نجاح الموجة الجديدة من الثورة، فإذا به يفاجئ العالم يوم الجمعة بخروج الملايين في كل المحافظات، بدلا من رابعة واحدة حول كل ميادين مصر رابعات، وبدلا من نهضة واحدة حول كل ميادين مصر لنهضات، وانقلب السحر على الساحر، وبات مشهد الثورة تماما كيوم 28-1-2011م فيما عُرف بجمعة الغضب, لقد تحدى الشعب المصري الحملات الإعلامية التشويهية بوجوهها الكالحة التي لم تتغير، وتحدى البطش الأمني للبلطجية التابعين لوزارة الداخلية، وتحدى الصاد التهم له بالاستقواء بالخارج رغم أن النظام أمس واليوم هو تابع بالكلية للخارج،وتحدى مواقف الإقليم العربي الذي لم يتغير في دعمه لنظام مبارك ولنظام الانقلاب..
.ومازالت مفاجآت الشعب المصري تترى ... بالفعل إنه شعب يستحق الاحترام والتقدير، ويستحق الحياة بحرية وكرامة وعزة ...شعب هذه عزيمته رغم ضنك العيش والفقر والتجهيل والمؤامرة لا يُخشى عليه، فهو قادر على النهوض واسترداد ثورته وحقوقه، قادر أن يرسم مستقبله عاجلا أم آجلا ... حفظ الله مصر ونصر ثورتها .
