اقلام واراء حماس 427
14/9/2013
مختارات من اعلام حماس
عدوان أمريكي مبيت بالوكالة
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، نقولا ناصر
سيناء والتطرف
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
أوسلو..عشرون سنة من الفشل
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسن أبو حشيش
خوف على سيناء وليس منها
الرسالة نت ،،، فهمي هويدي
أسعد أيام الاحتلال الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، يوسف رزقة
حركة فتح والمحرّمات الوطنية
فلسطين الآن ،،، لمى خاطر
عدوان أمريكي مبيت بالوكالة
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، نقولا ناصر
عندما لم يجد الرئيس باراك أوباما سوى جماعات الضغط الصهيونية واليهودية ليطلب مساعدتها بعد أن بادرت هي ذاتها إلى شن "حملة كبرى سريعة ومركزة" لتحريض الرأي العام الأميركي والكونجرس على تأييد مشروع قرار يفوضه بشن عدوان عسكري على سوريا ،فإنه يكون في الواقع قد أسقط القناع الأمريكي عن مشروع عدوان مبيت تشنه الولايات المتحدة بالوكالة عن دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ففي مواجهة معارضة دولية واسعة للتلويح بعدوان وشيك على سوريا وأخرى شعبية كاسحة في أوساط الأميركيين أنفسهم، شملت زوجته ميشال أوباما كما صرح هو نفسه في لقاء متلفز، وعجزه عن تغطية أي عدوان كهذا بشرعية الأمم المتحدة ومجلس أمنها، ولأن الدستور الأميركي لا يخوّل الرئيس سلطة إصدار الأمر منفردا بشن هجوم عسكري في وضع لا تكون فيه الولايات المتحدة مهددة بخطر فعلي أو وشيك، لم يجد أوباما حليفا له سوى جماعات الضغط الصهيونية واليهودية.
يوم الجمعة قبل الماضي، خاطب أوباما ألف حاخام يهودي في مؤتمرهم السنوي طالبا تأييدهم. ونسبت "فوروورد" اليهودية في الرابع من هذا الشهر لأحد قادة "ايباك" والمدير السابق للسياسة الخارجية فيها، ستيفن روزن، قوله :إن "البيت الأبيض لم يتصل بايباك فقط، بل أعطاها قائمة أسماء محددة جدا" لأعضاء في الكونجرس طلب من المنظمة "الضغط" عليهم ثم هاتف رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو سعيا إلى مساعيه "الحميدة" في هذا الشأن.
وقال تقرير لصحيفة "بولوتيكو" الأميركية في التاسع من هذا الشهر: إن 250 من قادة يهود أميركا استنفروا لقيادة هذه الحملة الصهيونية اليهودية في الكونجرس، وإن منظمة "ايباك" سوف تمارس ضغوطها على "كل عضو في الكونجرس".
وكانت هذه المنظمة التي حرص الرؤساء الأمريكيون، ومنهم أوباما، وأعضاء الكونجرس على المشاركة في مؤتمراتها السنوية قد أصدرت في الثالث من الشهر بيانا جاء فيه ان "ايباك تحث الكونجرس على منح الرئيس التفويض الذي طلبه" وان "أميركا يجب أن تعمل" لأن "تبني قرار يفوض باستعمال القوة" ضد سوريا أمر "إلزامي" لا يمكن تجنبه، وبلغت ثقة المنظمة في نفوذها حد الصلف كما يقول روزن، إنه "خلال 24 ساعة يمكننا أن نحصل على تواقيع 70 عضوا في مجلس الشيوخ على هذا المنديل".
وأصدر "ائتلاف" اليهود في الحزب الجمهوري و"المجلس الوطني لليهود" في الحزب الديموقراطي تعليمات "عاجلة" لأعضائهم بالعمل على حشد التأييد "للتدخل العسكري" الأميركي في سوريا.
ولهذا الغرض، اجتمع يوم الثلاثاء الماضي العديد من قادة المنظمات اليهودية، ومنها "ايباك" و"مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى" و"المنظمة الصهيونية الأمريكية" و"أمريكيون من أجل السلام الآن" و"رابطة مكافحة التشهير"، مع مسؤولين في إدارة أوباما.
وقدم أبرز حاخامات اليهود وقادتهم التماسا إلى الكونجرس جاء فيه: "إننا ندعوكم باستعجال كبير إلى تفويض الرئيس باستعمال القوة في سوريا" وكان ممن وقعوا الالتماس ديفيد وولبى الذي اقتبست الغارديان البريطانية الجمعة قبل الماضي وصف "الجروزالم بوست" العبرية له بأنه واحد من خمسين من "أكثر اليهود نفوذا في العالم" والحاخام مارك دراتش نائب الرئيس التنفيذي ل"مجلس حاخامات أميركا".
وعلى ذمة "يديعوت أحرونوت" والقناة العاشرة بدولة الاحتلال توج نتنياهو هذه الحملة باتصالات مع مفاتيح صنع القرار الأميركي وأعضاء الكونجرس حثهم فيها على تفويض الرئيس أوباما بالعدوان على سوريا.
وكان هؤلاء هم أنفسهم الذين نجحوا في إدراج سوريا على القائمة الأميركية للدول الداعمة "للإرهاب"، وفي فرض العقوبات الأميركية عليها استنادا إلى ذلك، قبل ان ينجحوا بعد ذلك في استصدار "قانون مساءلة سوريا" في الثاني من كانون الأول / ديسمبر عام 2003، بعد أشهر فقط من الاحتلال الأميركي للعراق، اعتقادا منهم بأن حشر سوريا بين هذا الاحتلال في شرقها وبين الاحتلال الإسرائيلي في غربها قد وضعهم في مركز ممتاز للضغط عليها كي ترضخ لشروط "السلام" الأميركية – الإسرائيلية.
لقد نص "قانون مساءلة سوريا" على تجريدها من أي أسلحة رادعة تحقق الحد الأدنى من التوازن الاستراتيجي مع دولة الاحتلال، وفك الارتباط بينها وبين تحالفها الدفاعي مع إيران ومع حركات المقاومة ضد الاحتلالين الإسرائيلي والأميركي في فلسطين ولبنان والعراق، وإخراج القوات السورية من لبنان الذي دخلته بطلب رسمي ومباركة علنية من لبنان والجامعة العربية والولايات المتحدة ذاتها لكن استمرار وجودها فيه بعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 أصبح عقبة أمام الاستثمار السياسي لهذا الاحتلال بفرض معاهدة "سلام" بشروط الاحتلالين على لبنان على نمط المعاهدتين المصرية والأردنية واتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ صدور ذلك القانون أصبح العدوان على سوريا مبيتا، من دولة الاحتلال مباشرة أو بالوكالة، وأصبح للعدوان غطاء "شرعي" أميركي، بغض النظر عمن يحكم في دمشق وعن طبيعة نظام الحكم فيها، وأصبح شنه مسألة تتعلق فقط بالتوقيت وتوفر الذرائع لشنه أو افتعالها، من أجل منع سوريا من الانخراط في "أبحاث أو تطوير أو امتلاك أو إنتاج أو نقل أو نشر ... أسلحة الدمار الشامل" و"الأسلحة البيولوجية أو الكيماوية أو النووية" و"الصواريخ الباليستية أرض – أرض متوسطة وطويلة المدى"، حسب نص القانون، من دون أن يتطرق القانون بأي إشارة إلى أن دولة الاحتلال تمتلك كل ذلك وأكثر منه.
ومن الواضح أن "المحظورات" السورية في هذا القانون لا علاقة لها البتة بالصراع الدموي في الداخل ولا يمكن استخدامها فيه، لكن لها كل العلاقة بالدفاع الوطني السوري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ومن الواضح كذلك أن مجريات الصراع الداخلي قد وفرت الذرائع أو أتاحت افتعالها كمسوغات كانت دولة الاحتلال سافرة أو متخفية بقناع أميركي تنتظرها لشن العدوان مباشرة أو بالوكالة الأميركية، تحت ساتر دخاني كثيف من "البروباغندا" عن "استعمال الأسلحة الكيماوية" وواجب "المجتمع الدولي" الأخلاقي في حماية "المدنيين" السوريين منها ومن "الحرب الأهلية" التي "يقتل النظام فيها شعبه"، بقيادة أميركا طبعا، حتى من دون تفويض من الأمم المتحدة والقانون الدولي، ناهيك عن الرطانة المستهلكة عن "الدكتاتورية – الديموقراطية" و"الاستبداد – الحرية"، إلخ.
ومن الواضح أيضا ان استقواء أوباما بجماعات الضغط الصهيونية واليهودية يسلط الضوء مرة أخرى على واقع أن حماية دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماية توسعها الإقليمي خارج الحدود التي خصصها لها قرار التقسيم المشؤوم المعروف كان منذ إنشاء دولة المشروع الصهيوني في فلسطين بالقوة القاهرة مصلحة "حيوية" للولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى في قائمة "المصالح القومية" لها في الوطن العربي، وهذه هي "المصلحة القومية" الأميركية التي كرر أوباما مؤخرا ترديدها كمسوغ للتهديد بشن عدوان على سوريا.
لكن المعارضة الدولية والشعبية الواسعة لتهديده اضطرت أوباما لإسقاط القناع الأميركي عن مشروع عدوان مبيت كان في الأصل ولا يزال مشروعا صهيونيا دولة الاحتلال الإسرائيلي هي المستفيد الأول والأخير منه .
حركة فتح والمحرّمات الوطنية
فلسطين الآن ،،، لمى خاطر
ثمة مسلك تتفوّق فيه فتح على كل الفصائل الفلسطينية الأخرى، وهو إدارة حملات الهجوم على الخصوم عند المساس بأي من رموز الحركة، والسبب أن هذه الحملات قوامها الغوغائية والتهريج والتخوين، والتخريب إن اقتضى الأمر!
ولو استعرضنا شريط الذكريات الشوارعية لاستوقفتنا الكثير من المحطات التي تظهر جانباً من ثقافة البلطجة المعنوية والمادية التي طبعت كثيراً من مسارات شيطنة الخصوم والتهجم عليهم بمختلف الأشكال، وكيف أن نزعة (الفزعة)، ونهج (وما أنا إلا من غزيّة إن غوت.. غويتُ وإن ترشد غزية أرشد) كان عاملاً من عوامل التحشيد الفتحوي خلف أية قضية بغضّ النظر عن أهميتها، وهو أمر زاد مع زيادة البطالة الوطنية في صفوف حركة فتح، وانكفائها للمساجلات والمناكفات الداخلية، وامتهان الصراخ السياسي، كسبيل للتشويش على صوت الفضائح السياسية التي يحدثها دويّ التنازل والتراجع عن اللاءات في مسألة المفاوضات وغيرها!
من جهة أخرى، يفترض أن تكون حركة فتح آخر من يحق له الاحتجاج على انتهاك أي محرم من المحرمات الوطنية، لأنها هي من أسست لنزعة استسهال التخوين، والنيل من الرموز الوطنية وعدم احترام تضحياتها، ولأن أفعال سلطتها تسيء للوطنية وللمقاومة كمفاهيم، قبل أن تسيء لشخوصها!
ويكفي أن الحركة لم تجد ما تواجه به تنامي انتشار حماس في صفوف الفلسطينيين عقب انطلاقها ومقاومتها سوى وصفها بأنها صنيعة المخابرات الإسرائيلية! وظلت هذه الفرية القبيحة حاضرة على ألسنة كثير من رموزها وقادتها حتى بعد أن غدت الحركة رأس حربة المقاومة في فلسطين، وحتى بعد أن تراجع دور فتح النضالي وحُشر في زاوية إدارة السلطة والانخراط في المفاوضات بلا أفق أو بدائل وطنية. أما عن الخطاب اليومي لناطقي الحركة وقادتها فحدّث ولا حرج، والأمثلة على استهتارها بقيم التضحية والثوابت أكثر من أن تحصى.
لا أقصد بكلامي أنه ما دامت فتح تنتهك تلك المحرمات فإن هذا حلال على غيرها، إذ من الجيد أن يكون هناك توافق على احترام الرموز الوطنية، والابتعاد عن المساس بالمحرمات والثوابت، لكنني أحسب أن أهم هذه المحرّمات هي ثقافة المقاومة، وهنا فإن سلطة حركة فتح مدانة حتى النخاع بالإساءة لهذه المقاومة عبر اعتقال رموزها وتعذيبهم، ومحاربتها كثقافة وخيار، وإلا فما الذي يعنيه إعادة اعتقال الأسرى المحررين من سجون الاحتلال ومحاكمتهم على التهم ذاتها التي حاكمهم عليها الاحتلال، أي تطبيق معايير الاحتلال نفسه في اتهامهم ومحاسبتهم، وفي مقابل ذاتها نجد ناطقيها يستدلّون على وطنية الأجهزة الأمنية بوجود عناصر منها في سجون الاحتلال، أي أنها ترى عدم جواز التهجم على من يعتقله الاحتلال، فيما تُقدم هي على اعتقاله وإهانته وتعذيبه، ومصادرة مستحقاته المالية!
إنك لا تجني من الشوك العنب، هكذا يقول المثل، ومن يزرع يحصد، فإن كانت حركة فتح ستغضب بلا حدود عند الإساءة لأي من رموزها، فعليها أن تكفّ أولاً عن ازدواجيتها، وألا تطالب غيرها بالكفّ عما غدا استراتيجية لديها، خصوصاً أن الآخرين ينتقدون في فتح تفريطها وتنازلات قيادتها، أما هي فتنتقد في غيرها انحيازهم للثوابت وحرصهم على المقاومة، وحتى تعبيرهم عن رفض مسارها السياسي، وسبيلها لذلك اختراع الأكاذيب وتلفيق الاتهامات بلا حساب.
سيناء والتطرف
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
"إذا ظنت أمريكا أنها قادرة على الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، والانقلاب على خيار الشعب المصري، وإعادة أذنابها من علمانيين وناصريين أو من الفلول إلى سدة الحكم، ثم يستكمل حكم مبارك، وتعود مصر مرة أخرى شريكًا إستراتيجيًّا للصهاينة والغرب، وكأن شيئًا لم يكن؛ فأمريكا واهمة، وسينقلب سحرها عليها وعلى الدول الغربية، وأيضًا على الأنظمة العربية المنبطحة والمتآمرة على مصر وثورتها".
تلك كانت مقدمة لمقال كتبته قبل الانقلاب على الشرعية بستة أشهر، وكان بعنوان: "السياسية الغربية وصناعة التطرف في مصر"، وأرى أن أمريكا بتعاون آثم مع دول عربية وخليجية ومع أدوات مصرية داخلية استطاعت تنفيذ انقلابها، ولكنه لم يمر مرور الكرام، وقد أصبح الفشل العلامة المميزة للانقلابيين الذين يتخبطون سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا أمام إصرار الشارع المصري على استعادة مصر من مختطفيها، واستعادة الشرعية ودولة المؤسسات، ولكن هناك ثمة تحول يحدث في سيناء يقلق أمريكا والكيان العبري المحتل، ولاشك أنه سيبدد أوهام الانقلابيين.
خلال ساعات فقط حدثت ثلاثة تفجيرات انتقامية ضد المخابرات والجيش المصري شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود على الأقل، وجرح العشرات، حسب الروايات الرسمية، وهذه العمليات تختلف عن العمليات الوهمية أو المدبرة من قبل الجيش المصري، وأعتقد أنها عمليات حقيقية تقوم بها منظمات مصرية مسلحة ضد الجيش، بعد حملته الشديدة ضد "السيناويين"، الذين تبدلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق بعد سيطرة الانقلابيين على الحكم.
هناك من يسعى إلى توريط الجيش المصري مع الشعب في سيناء، وهذا أمر مؤلم ومؤسف، ولكن ألا يعلم الانقلابيون بأن من يزرع الدم لا يحصد إلا الدم والندم؟!، أمس شهدت سيناء ثلاث عمليات انتقامية، وأظن أنها بداية لانطلاق مارد التطرف الذي صنعته أمريكا وأخرجه السيسي من قمقمه، ولن يظل محصورًا في سيناء، بل سينتقل إلى العمق المصري (ونأمل أن نكون على خطأ)، وكذلك إن نار التطرف ستصيب الكيان العبري المحتل الذي حرض الانقلابيين على إفراغ سيناء من سكانها، وما يحدث في سيناء ومصر بشكل عام ما هو إلا البداية؛ لأن هناك الملايين من العرب قلوبهم تغلي، وأحقادهم تزداد على العلمانيين، وكل من تآمر على مصر وشعبها
أسعد أيام الاحتلال الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، يوسف رزقة
في الثقافة الغربية أغلبية تنظر إلى الرقم (١٣) نظرة تشاؤم، ولست أدري كيف ينظر الفكر العبري إلى الرقم تاريخياً وشعبياً، غير أني أكاد أقطع بأن ( إسرائيل ) تعيش في عام ٢٠١٣ م أسعد أيامها بعد عام ١٩٤٨ وحتى تاريخه. ففي هذا العام يحق لقادة دولة الاحتلال أن يفخروا بانتصار استراتيجيتهم وخططهم التي أقاموها على قاعدتين كبيرتين.
الأولى/ تقوم على القوة الذاتية للدولة والجيش، وهذه القاعدة تحققت بنجاح على مدى ستة عقود من نشأة دولة الكيان حتى الآن، حيث تعدّ إسرائيل الدولة الأقوى عسكرياً في منطقة الشرق الأوسط فهي دولة نووية، ومصدرة للسلاح.
. والثانية/ تقوم على تدمير الأعداء ( أي العرب) من داخلهم وبأيديهم، وهذه القاعدة نجحت نجاحاً باهراً، وربما ما حدث في ٢٠١٣ من أحداث كبيرة جاءت تتويجا لمسيرة طويلة من العمل الناجح على تطبيق هذه القاعدة وتنفيذها.
لقد دمر العراق نفسه بنفسه، وبأيدي أبنائه، وبالتعامل مع الأجنبي، وذهبت أدراج الرياح قوة العراق العسكرية، والمالية، والمجتمعية أيضاً، أموال طائلة أنفقها العراق على بناء جيش قوي، وبناء ترسانة من السلاح قادرة على ردع العدو انتهت إلى الفشل، وانقسم الشعب إلى طوائف متقاتلة، ولم يعد العراق يفكر بفلسطين أو القدس أو القومية العربية.
وإذا تركنا العراق الأكثر سلاحاً وقوة ومالاً وذهبنا إلى سوريا وتتبعنا نزيف الدم والمال والقوة الذاتية، وجدناها سائرة على طريق العراق، ( التدمير الذاتي - والتدمير بيد الغير )، فبعد عامين ونصف من القتال الشرس بين الشعب والنظام، فقد تمكنت القوى الدولية من فرض إرادتها بتدمير سلاح سوريا للردع الاستراتيجي، أعني السلاح الكيميائي، الذي أنفقت عليه المليارات من الدولارات، حيث كان الهدف منه هو ردع العدوان الإسرائيلي، وربما تتخوف اسرائيل يوما من استخدامه في حالة يأس أو جنون، ولكن هذا الخوف بـــدأ يتبدد على غير توقع بعد أن وافق النظام السوري على التخلي عن هذا السلاح بإرادته لتفادي الضربة العسكرية الأميركية. وبهذا تكون إسرائيل قد حققت نجاحاً كبيراً دون أن تفقد جندياً واحداً، وبهذا تخرج سوريا من دائرة الخطر كما خرجت العراق.
وإذا تركنا سوريا إلى مصر الدولة الأكبر، والجيش الأهم، والشعب العاشق للقدس والرافض للتطبيع، نجدها قد بدأت تدخل في حالة ارتباك قاسية على نفسها وعلى فلسطين والعرب بأيدي أبنائها وبتحريض خارجي أيضاً، وكل أبنائها تقريباً يعبرون عن حالة من الخوف والقلق لأنهم يجهلون المستقبل الذي ينتظرهم.
ويتساءلون هل تنزلق البلد إلى الخيار السوري بكل تداعياته السلبية على الدولة، وعلى الشعب، وعلى مقدرات الوطن ومستقبله، أم ستمتد له يد الحكمة التي تنقذه مما يحاك له إسرائيلياً ومن القوى الخارجية؟! لا أحد يملك الإجابة الشافية غير مصر نفسها. مصر هي التي ستجيب على أسئلة المستقبل، وعلى أسئلة الواقع، ودَرْسَا العراق وسوريا يعظان كل وطني يحب وطنه، ويخاف على مستقبله.
لهذه الأسباب ولهذه المخرجات نقول إن إسرائيل تعيش في ٢٠١٣ أسعد سنواتها، رغم المثيرات المتشائمة للرقم المذكور، حيث أدخلت قوى الشر وإسرائيل الفلسطيني في دائرة الكراهية والاتهام مصريا وعربيا وامريكيا ؟ لا سيما بعد التفجيرات الإعلامية الشرسة والعنصرية التي يقودها إعلاميون مرتبطون بشكل مباشر أو غير مباشر بمخططات إسرائيل للتدمير الذاتي، من خلال إثارة نزعات عنصرية، إضافة إلى الكراهية والعنف، وقد فصل فهمي هويدي الأمر في هذا الوحش الذي احتل النفوس تفصيلا جيدا. ومن ثم نسأل هل نحن ذاهبون إلى الطائفية، والتجزئة الجغرافية العرقية ؟.
حالة السعادة التي تشعر بها إسرائيل، تتقابل مع حالة إحباط في الطرف العربي، غير أن دوام الحال من المحال، ولا أحسب أن سعادة إسرائيل ستدوم طويلاً، لأن الوعي الجديد سيحبط هذه المخططات، وسيخرج الشعب من فخاخ إسرائيل وأميركا في سنوات قليلة. ومؤيدات هذا التوقع لا تقوم على الأماني وإنما تقوم على الإيمان أولا، وعلى حالة التطهير الذاتي التي أذن بها الله بتفجر الربيع العربي، وشحذ همة اتباعه للدفاع عنه وعن انفسهم وعن مستقبل بلادهم بوعي وثقة بالنصر.
أوسلو..عشرون سنة من الفشل
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسن أبو حشيش
بدون تفاصيل بات الرأي العام متفوقا على الساسة في معرفتها واكتشافها والتحدث بها وعنها،فاتفاقيات التسوية في أوسلو باءت بالفشل الكلي والتفصيلي، والفشل هنا هو لنا كشعب فلسطيني, لكن النجاح كان لصالح الاحتلال الصهيوني. فقد كانت مدة المرحلة الانتقالية لهذه الاتفاقيات الموقعة في مثل هذا التاريخ من عام 1993م خمس سنوات تنتهي بقيام دولة فلسطينية على أراضي الضفة والقطاع والقدس أي في أيلول 1999م.فأين الدولة؟! إذن هو الفشل العام، والفشل بكل تفاصيل الحياة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
هذا التدهور السحيق على مدار العشرين سنة الماضية لم يُقنع الفريق المفاوض الفلسطيني الذي لم تتغير قياداته ومرجعياته وسياساته بالفشل وبالخطأ، وبالتدهور في القضية الفلسطينية، فهو لم يصل بعد إلى إحراج الاحتلال وتوضيح صورته الرافضة للسلام أمام العالم!! لأن عشرين عاما من المسيرة المتعثرة لا وزن لها، ولا قيمة لها، وهي ممسوحة من الذاكرة... لذلك كله نجد هذا الفريق متسمكا بالهجوم الأوسلوي للسلام والحب والتعايش،حتى لو قابل الاحتلال هجوم السلام بهجوم الدمار والحرب والحصار ونهب الأرض وتهويد القدس وشطب الهوية وتصفية القادة وحرمان الإنسان الفلسطيني من أبسط حقوق الحياة الآدمية.
هذا الفريق لم يتعظ من الموقف : فالرئيس ياسر عرفات الذي كان يقود المنظمة والسلطة وحركة فتح في فترة أوسلو التزم بكل ما تطلبه هذه الاتفاقيات على أمل أن تنتهي بدولة فلسطينية، فعندما جاء الوقت،ونكص الاحتلال على عقبيه وخالف العهود، رفع الرئيس عرفات صوته عاليا، وترك الأمر للشعب ليقرر عودة المقاومة الشعبية والمسلحة، فاغتالوه. ألا يستوجب هذا الموقف التوقف عنده والاتعاظ منه، وأن يعود الفريق المفاوض إلى شعبه ليقرر بنفسه مصيره، بدلا من هذا العناد، وهذه المُكابرة، حيث يعرف المُفاوض أنه لا ظهر ولا سند له،ولا تفويض شعبي وفصائلي معه، ويُدرك أن جعبة الاحتلال فارغة تماما، بل ويستخدم جلسات المُفاوضات الفارغة كغطاء على سياسته الاستئصالية للأرض وللإنسان الفلسطيني.
ولو رجعنا للوراء قليلا سنجد أن اتفاقيات أوسلو جاءت لإجهاض الانتفاضة الكبرى التي فجرها الشعب الفلسطيني، وكذلك جاءت بعد خلق الفرقة بين الدول العربية التي ساهمت في ضرب العراق واحتلال الكويت... واليوم تعود هذه المفاوضات كامتداد لأوسلو لتحقق إجهاضا للمقاومة الفلسطينية التي تمكنت من الوصول لقلب الكيان الصهيوني، وتتزامن مع الحالة المضطربة التي تعيشها الدول العربية خاصة في مصر وسوريا، وكأن التاريخ يُعيد نفسه.
إن فشل هذه الاتفاقيات بعد عشرين سنة، ومحاولات إحيائها من قبل من لا يمثلون الشعب الفلسطيني بعد موات..يتطلب من الكل الفلسطيني تقييم هذه السنوات، ووضع رؤية مُوحدة شاملة لإنقاذ القضية الفلسطينية من النفق المُظلم التي وضعتها الاتفاقيات فيه بلا أمل وبلا مستقبل.
خوف على سيناء وليس منها
الرسالة نت ،،، فهمي هويدي
رأينا فى الصور التى خرجت من سيناء أمس حاملة عسكرية تقوم بنشر المدرعات، وبلدوزر يدك أحد الأنفاق، وقرأنا فى التقارير المنشورة عن طائرات الأباتشي التى تواصل قصف البؤر الإرهابية، وعن تدمير مخازن للأسلحة فى الشيخ زويد ورفح وعن سقوط تسعة من الإرهابيين الذين استهدفتهم الحملة العسكرية. وهذا الذى طالعناه أمس تكرر بصورة أو أخرى طوال الأيام السابقة، خصوصا منذ صدمة قتل 25 من جنود الأمن المركزى على أيدى بعض الإرهابيين فى 18 أغسطس الماضى.
الشاهد أن سيناء فى الإعلام المصرى والوجدان العام أصبحت ساحة مسكونة بالبؤر الإجرامية من ناحية، وعصابات التهريب من ناحية ثانية، ثم إنها مصدر لأخطار وشرور تهدد أمن مصر تأتيها عبر الأنفاق المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة. ويبدو أن هذه الصورة استقرت فى أذهان النخب القابضة على السلطة حتى باتت تخاطب سيناء بالمدرعات والأباتشى والبلدوزرات. أدرى أن لغة القوة هذه ظهرت إلى السطح فى أعقاب تعدد حوادث الاشتباك والتفجير خصوصا تلك التى استهدفت جنود الأمن المركزى كما استهدفت رموز السلطة والأمن فى شمال سيناء وجنوبها، وليس لدى أى كلام فى ضرورة محاسبة الذين ارتكبوا تلك الحوادث، لكن تحفظى ينصب على أمرين هما. اسلوب المحاسبة الذى ينبغى أن يحتكم فيه إلى القانون وتتوفر له ضمانات العدالة المتعارف عليها، ثم نطاق المحاسبة الذى ينبغى ألا يهدر حقوق الأبرياء من خلال الاستخدام المفرط للقوة العمياء.
اننى أخشى فى التعامل مع سيناء من التعويل على القوة وليس القانون، وعلى الانفعال وليس الحكمة. كما اننى أخشى من اعتبار الأصل فى السيناويين هو الاتهام وليس البراءة ومن تصنيف سيناء بحسبانها جبهة قتال وليست جزءا من وطن، فى الوقت ذاته فإننى أكرر وأشدد على أن الأمن فى سيناء قضية أكبر بكثير من أن يتولاها رجال الأمن دون غيرهم.
صحيح أن الجرائم التى ارتكبت فى سيناء تستحق الغضب وتستدعى الاستنفار والحساب. إلا أن ذلك لا يبرر بأى حال الانتقام من أهالى سيناء. ولا اعتبار ما جرى بمثابة لعنة تطارد الجميع أو ثأر يجب الأخذ به ورد الصاع فيه بصاعين. ذلك ان غضب السلطة له ضابط من القانون وله حدوده المحكومة بالمصالح العليا، أما حين تطلق السلطة العنان للانفعال المتجاوز للضوابط والحدود، فان ذلك يفتح الباب واسعا لمسلسل الكوارث والشرور.
أقول هذا الكلام وبين يدى كم من الرسائل والشهادات الآتية من سيناء، التى توحى بان المحظور وقع، وان ما أحذر منه أصاب أناسا أبرياء فى معايشهم وأرزاقهم ودورهم وزروعهم. الأمر الذى أحدث جروحا غائرة يصعب التئامها فى الأجل المنظور. واحدة من تلك الرسائل تلقيتها من الأستاذ إسماعيل الإسكندرانى الذى عرف نفسه بأنه حقوقى وصحفى قادم من سيناء. وقد رسم فيها صورة صادمة ومفجعة. إذ تحدث عن مسجد قصف مرتين بطائرات الأباتشى، وعن امرأة مسنة قتلت برصاص خارق للجدران أصابها وهى جالسة فى بيتها. وعن السيارات التى أحرقت، والبيوت التى تم تفتيشها ولم يعثر فيها على شىء. فأخرجت منها أنابيب البوتاجاز ثم أشعلت النيران فى أثاثها، تحدث أيضا عن الاستيلاء على محتويات بعض البيوت بما فى ذلك حلى النساء، وعن أشجار زيتون جرفت وأبراج حمام دمرت وأغنام قتلت وعشش وخيام أحرقت. وذلك قليل من كثير تحدثت عنه الرسالة التى أرفقها بصور تم التقاطها لتلك المشاهد، التى أرجو أن تكون محل تحقيق من جانب منظمات حقوق الإنسان على الأقل.
إذا كان يدهشنا ذلك الذى يحدث فى سيناء باسم مكافحة الإرهاب، فإن ما يحدث على الحدود مع قطاع غزة يحيرنا، لاننا لا نعرف بالضبط سببا مقنعا له ولا مصلحة وطنية فيه. اتحدث عن تدمير الانفاق وإقامة منطقة عازلة بطول 13 كيلو مترا على الحدود. وينتابنى شعور بالخزى حين يخطر لى ان إسرائيل هى المستفيد وصاحبة المصلحة الحقيقة فى الاثنين، هى مستفيدة من خنق القطاع وتجويعه وهى المستفيدة من المنطقة العازلة التى لم يستطع نظام مبارك المضى فيها قبل خمس سنوات (عام 2008) فأوقفها توقيا لغضب الأهالى. لا يستطيع المرء إلا أن يسلم بأن التعبئة ضد الانفاق وإيهام المصريين بخطرها حققت نجاحا مشهودا، إلا أن كل من له ضمير حى لابد أن تقلقه الكارثة الإنسانية التى تهدد القطاع جراء احكام هدم الأنفاق ولابد أن تتضاعف حيرته حين يجد أن فتح معبر رفح لمرور البشر والبضائع وإخضاعه لرقابة السلطة المصرية يمكن أن يمثل بديلا يطمئن المصريين ويريح أهالى القطاع، لكن مشكلته الوحيدة أنه لن يحظى برضى الإسرائيليين.
