اقلام واراء حماس 428
15/9/2013
مختارات من اعلام حماس
عن التحريض الرهيب ضد حماس والقطاع
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
أوسلو والسياسة والإعلام!!
فلسطين أون لاين ،،، عماد الإفرنجي
غزة إذ ينكسر على حدودها الانقلابيون الهمج!
الرسالة نت ،،، د. أحمد بن راشد بن سعيد
لماذا لخصت واشنطن أزمة سوريا بالسلاح الكيماوي؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. صالح بكر الطيار
مطلوب شرق أوسط جديد تكون فيه "إسرائيل" الفحل الوحيد عسكرياً
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
عن التحريض الرهيب ضد حماس والقطاع
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
لم يعد من العسير القول إن حركة حماس في قطاع غزة قد دخلت في مربع الاستهداف المباشر بعد نجاح الانقلاب في مصر، الأمر الذي يفرض عليها استحقاقات كبيرة لا ينبغي التعامل معها بتهاون، كي يكون بالإمكان الحفاظ على هذه المنطقة المحررة من فلسطين كقاعدة للمقاومة لا يجري ضمها إلى الضفة الغربية في مشروع التسوية الذي يطبخ حاليا في أروقة؛ بعضها معلن وبعضها الآخر سري.
حين يجري الإعلان عن حركة “تمرد” في قطاع غزة، فإن ذلك يعني بكل بساطة أن مشروع استنساخ تجربة الانقلاب في مصر قد بدأ عمليا في قطاع غزة، وليس سرا أن بيانات الحركة المشار إليها ما زالت تصدر من مصر، وليس من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس على نحو جيد، من دون أن يعني ذلك أن الحركة “تمرد” ليس لها امتدادات في القطاع، إذ يعلم الجميع أنها لها مؤيدون من قبل أن تلقي حماس القبض على بعض الشبان الذين اعترفوا بتلقي الأموال والأوامر من الخارج.
واللافت هنا أن القوى التي دعمت الانقلاب في مصر، وتتآمر حاليا على الثورة في تونس، وحتى على ليبيا، هي ذاتها التي تتآمر على حماس في قطاع غزة، وهي قوىً بلغ بها الغرور حد التفكير في إثارة القلاقل لأردوغان في تركيا، الأمر الذي ظهر سابقا، وها هو يظهر من جديد في صورة احتجاجات، وأيضا من خلال تراجع حزب العمال الكردستاني عن الاتفاق التاريخي الموقع بينه وبين الحكومة، ودائما بتحريض وإغراءات خارجية.
من المؤكد أن حركة حماس قد استشعرت الخطر القادم، وليس من العسير القول إن عرضها على القوى والفصائل الأخرى المشاركة في الحكومة أو إدارة القطاع قد جاء على هذه الخلفية، وهي خطوة صحيحة، لكنها لن تكون كافية إذا لم تأت في سياق مشروع أكبر للقضية برمتها، لاسيما أن رد فتح عليها كان هجوميا، مع رفض من الفصائل الأخرى، بما فيها حركة الجهاد كما يبدو.
وإذا تجاوزنا البعد الثأري في استهداف حماس في قطاع غزة من قبل حركة فتح وقيادة السلطة، فإن البعد الآخر هو المتعلق بالمفاوضات الجارية حاليا، والتي يُتوقع أن تفضي إلى اتفاق ما، سواءً أخذ شكل الاتفاق المؤقت، أي دولة في حدود الجدار الأمني (ستصبح في حالة نزاع حدودي مع جارتها، والأرجح أن يُعترف بها كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة)، وهو الاحتمال المرجح، أم تسوية دائمة يعلم الجميع كم ستكون بائسة. ولا شك أن بقاء القطاع منفصلا لوحده سيشكل عائقا أمام إتمام المشروع، وهو ما يدفع الصهاينة إلى تبني عملية الاستهداف، ومن ورائهم الغرب وعرب “الاعتدال” أيضا، وفي المقدمة منهم حاليا النظام المصري الذي سيشكل رأس الحربة في العملية (دعما للانقلابين وحصار واستهدافا لحماس والقطاع)، وإن كان التمويل من أطراف عربية أخرى، هي ذاتها التي مولت الانقلاب على مرسي. وحين يجري اتهام حماس بالمشاركة في محاولة اغتيال وزير الداخلية، وتفجير مبنى المخابرات في العريش، فتلك مقدمات لإطلاق عملية الاستهداف بصورة أوضح.
يذكر أن انفصال القطاع عن الضفة كان مريحا للإسرائيليين في البداية، حيث ورَّط حماس في لعبة السلطة، واضطرها إلى تهدئة مع الاحتلال، لكن الموقف ما لبث أن تغير، فقد حققت الحركة انتصارين كبيرين على الاحتلال، فيما أصرت على البقاء في مربع المقاومة، وبدأت تراكم الكثير من أدوات القوة تمثلت في كميات من الأسلحة لم يسبق أن توفرت في أي جزء من فلسطين منذ بدء الاحتلال (بعضها بيد فصائل أخرى). أما الجانب الآخر، فيتمثل فيما ذكرنا حول الحاجة إلى ضم القطاع إلى الضفة في التسوية المتوقعة.
في سياق الرد على حملة “تمرد”، لا بد من التعامل مع أية احتجاجات ينظمها أزلام دحلان بكثير من المرونة والذكاء، بعيدا عن أية وسائل عنف، في ذات الوقت الذي يُحشد فيه الناس في الشوارع ردا على أية حشود انقلابية (إذا حدث ذلك)، طبعا من دون احتكاك بين الطرفين.
لكن الأهم من ذلك، وفي سياق المواجهة أيضا، هو طرح مشروع شامل للقضية برمتها، وهو المشروع الذي ما لبثنا ننادي به منذ 2007، والذي أصبح أكثر أهمية وحيوية الآن في ظل مفاوضات لن تكون كسابقاتها، بل ستنتهي بتصفية القضية كما أشرنا من قبل.
ويتمثل المشروع الشامل للقضية بتشكيل جبهة عريضة من كل القوى شعارها رفض المفاوضات والحلول المشوهة؛ ويتمثل طرحها في إدارة بالتوافق للقطاع والضفة (تكون إدارية فقط)، وانتخاب قيادة مشتركة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وليس للسلطة، تقود الشعب في انتفاضة شاملة عنوانها دحر الاحتلال من كامل الأراضي المحتلة عام 67 وعودة اللاجئين دون قيد أو شرط، كمقدمة لتحرير كل فلسطين. وفي الأثناء، ولأن قيادة السلطة (وفتح تبعا لها) سترفض ذلك، يجري الاتفاق على إدارة توافقية للقطاع من الفصائل والمستقلين، وذلك بوصفه بقعة محررة، وقاعدة للمقاومة ينبغي الحفاظ عليها.
مطلوب شرق أوسط جديد تكون فيه "إسرائيل" الفحل الوحيد عسكرياً
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
لم يعد خافياً على أحد أنه تجب هندسة الشرق الأوسط برمته سياسياً واقتصادياً وعسكرياً كي تنام فيه إسرائيل قريرة العين، بلا منافس اقتصادي أو ديمقراطي أو عسكري، وهو الأهم. فقد ظن البعض، وكل الظن إثم في هذه الحالة، أن الربيع العربي سيحوّل البلدان التي وقع فيها الربيع إلى ديمقراطيات بسرعة البرق، بحيث لا تعود إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. لكن هيهات، فقد كان الكثيرون حالمين ومتفائلين أكثر من اللازم بكثير. ففي سوريا مثلاً تكالب على ثورتها القاصي والداني كي لا يجهضها فقط، بل كي يجعل الشعب السوري يندم على الساعة التي ثار فيها على نظام الأسد الذي أمّن الحماية لإسرائيل على مدى عشرات السنين. فلم يعد حلم السوريين، بأي حال من الأحوال، على الأقل في اللحظة المأساوية الراهنة، بناء نظام ديمقراطي ينافس إسرائيل، بقدر ما يريد أبسط أساسيات الحياة التي دمرها النظام طبعا بمباركة إسرائيل وأمريكا والغرب عموماً.
طبعاً قلناها مرات ومرات إن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بنشوء ديمقراطيات حقيقية على حدودها، ومن الأفضل لها ألف مرة أن تكون دول الطوق محكومة بديكتاتوريات عسكرية حصراً تكتم أنفاس الشعوب، وتدفع من يعارضها خلف الشمس بأبشع الطرق الوحشية والفاشية. طبعاً، من حق إسرائيل أن تدعم بقاء الديكتاتوريات في المنطقة، خاصة أنها عاشت أهدأ وأهنأ سنواتها في ظل الحكم الديكتاتوري الاستبدادي العربي المحيط بها.
وعندما بدأت إسرائيل تدرك أن الطواغيت والجنرالات الذين حموها على مدى عقود لم يعودوا قادرين على حماية أنظمتهم من غضب الشعوب، فما بالك أن يحموها، راحت تنتقل إلى الخطة باء في إنهاك المنطقة المحيطة بها، إن لم نقل إخصاءها عسكرياً، خاصة بعد أن خشيت من وقوع الترسانات العسكرية، خاصة الأسلحة غير التقليدية كالكيماوية والبيولوجية في أيدي جماعات لا تستطيع السيطرة عليها أو الوثوق بها كما كانت تثق بالطواغيت الساقطين والمتساقطين. لاحظوا كيف عاد أوباما واعترف بشرعية السد فجأة كي يوقع له على قرار التخلي عن السلاح الكيماوي قبل انتقال السلطة لاحقاً إلى جهات لا يمكن الوثوق بها.
طبعاً سياسة إسرائيل الرامية إلى إخصاء الشرق الأوسط عسكرياً ليست وليدة الساعة، أو على ضوء الضغط على سوريا لتسليم سلاحها الكيماوي. لا أبداً، فقد عملت إسرائيل مع أمريكا قبل سنوات طوال على تجريد نظام القذافي من كامل ترسانته غير التقليدية بإغرائه بالعودة إلى الحظيرة الدولية ورفع اسم بلاده عن قائمة الإرهاب الأمريكية. وقد نجحوا في الضحك على معمر القذافي، وجعلوه يسلم حتى سكاكين المطابخ، بحيث أصبح مخصياً تماماً من الناحية العسكرية.
وهل ننسى بالأصل أن أحد أهم أهداف الغزو الأمريكي للعراق كان ضرب وتفكيك واحد من أهم وأقوى الجيوش في المنطقة. وكي لا يظن البعض أننا نتحدث جزافاً، فقد اتصل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما وصلت قواته إلى غرب العراق، اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون آنذاك، وقال له مازحاً: "اطمئن يا صديقي، فقد أصبحت قواتنا غرب العراق". وهذا يعني عملياً أن الخطر العسكري العراقي على إسرائيل قد انتهى تماماً. وقد جاءت لعبة بريمر الشهيرة المتمثلة بحل الجيش العراقي استكمالاً لمكالمة بوش الشهيرة مع شارون. فقد نجح بريمر لاحقاً في تفتيت الجيش العراقي وملاحقة ضباطه وجنوده واغتيال علمائه العسكريين والنوويين. ولا ننسى طبعاً كيف ضغطت أمريكا على مدى سنوات قبل الغزو في دفع النظام العراقي السابق إلى التخلص من ترسانته بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل المزعومة. وقد أصبح العراق بعد الغزو من الناحية العسكرية قزماً، بعد أن كان يشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل. ولا ننسى أن العراق بنى الطريق الذي يوصل العراق بسوريا في بعض أجزائه على شكل مدرجات مطارات كي يكون بمقدور الطائرات العراقية أن تستخدمها للإقلاع باتجاه إسرائيل في حال الحرب. ولو نظرنا إلى حالة الجيش العراقي الآن لوجدناها في أرذل حالاتها، فلا يستطيع نوري المالكي حتى مواجهة قوات البيشمركة الكردية التي لديها من السلاح والعتاد أكثر من الجيش العراقي، بينما استطاع الجيش العراقي في السابق أن يحارب إيران لثماني سنوات متواصلة ببسالة ومفعول كبير دفع الخميني إلى "تجرع السم" والقبول بالهدنة مع العراق بعد أن تكبدت قواته خسائر هائلة.
وها نحن اليوم نواجه السيناريو العراقي في سوريا، ومع اختلاف الظروف والمسببات. ليس هناك أدنى شك بأن النظام السوري حقق لإسرائيل وأمريكا الكثير الكثير على صعيد تدمير الجيش السوري وإنهاكه عندما زجه بعد شهر واحد فقط على الثورة الشعبية في حرب ضروس ضد الشعب. ولا شك أنه حقق لأمريكا وإسرائيل غاياتهما دون أن تخسرا رصاصة واحدة. لاحظوا أن أمريكا دفعت المليارات لتدمير العراق عسكرياً، بينما حقق النظام السوري لها ما تريد من تدمير وتخريب في بنية الجيش السوري مجاناً. ولم يكتف النظام بإنهاك الجيش الذي أصبح منهكاً أمام إسرائيل، بل راح يستخدم السلاح السوري الإستراتيجي المتمثل بالسلاح الكيماوي، مما جعل إسرائيل وأمريكا تفركان أيديهما فرحاً، لأنه أعطاهما فرصة تاريخية كي يجيشا العالم ضده ليتخلى عن ترسانته الكيماوية أولاً والبيولوجية لاحقاً.
لقد لاحظنا أن أمريكا وإسرائيل لم تحركا ساكناً ضد النظام على مدى أكثر من سنتين طالما أنه كان يقوم بالواجب بتدمير الجيش وإنهاكه وتخريب سوريا، لكن ما إن لجأ إلى الكيماوي حتى تحركت "الحمية" الأمريكية والإسرائيلية، فراحت واشنطن وتل أبيب تجيشان العالم ضد النظام بحجة تجاوزه للخط الأحمر واستخدام السلاح المحرم دولياً. وفي واقع الأمر أن تلك الحمية لم تكن أبداً عقاباً له على قتل ألوف الأطفال بالكيماوي، بل كي تجبراه على التخلص من سلاحه الكيماوي، الذي يهدد إسرائيل. وكان لهما ما أرادتا بيسر وسهولة. فما إن حشدت أمريكا حاملاتها بالقرب من سوريا، حتى ارتعدت أوصال النظام. وما إن طلب منه وزير الخارجية الأمريكي أن يسلم سلاحه الكيماوي خلال أسبوع، حتى استجاب النظام للطلب الأمريكي خلال سبع دقائق، لم ينتظر المهلة التي أعطاها جون كيري. فتفتقت قريحة روسيا عن خطة لوضع السلاح الكيماوي السوري تحت مراقبة دولية ومن ثم تدميره نهائياً وإجبار سوريا على توقيع معاهدة حظر السلاح الكيماوي.
طبعاً النظام السوري يقول إن جيشه مستهدف أمريكياً وإسرائيلياً، وأن هناك مؤامرة تمثلت بالضغط على النظام كي يستخدم جيشه لمحاربة جماعات سلطتها عليه أمريكا، وصورتها على أنها ثورة شعبية. وحتى لو كان النظام محقاً في زعمه، فالغبي ليس من دفع النظام إلى إنزال جيشه إلى الشوارع بعد أسابيع قليلة على الحراك الشعبي، بل الذي أنزل الجيش وورطه في حرب لم يشهد لها مثيلاً منذ تأسيسه، حيث اضطر إلى خوض معارك من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، بينما كانت إسرائيل تتفرج بفرح عارم على انهيار أقوى الجيوش العربية التي تهددها في المنطقة.
ولا ندري كيف سيكون مستقبل الجيش المصري بعد أن اقتحم الساحة السياسية، وبعد أن أصبحت سيناء مصدر قلق كبير له. فهل يستنزفونه أيضاً؟
باختصار شديد: المطلوب شرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل الفحل الوحيد فيه عسكرياً، والباقي..
أوسلو والسياسة والإعلام!!
فلسطين أون لاين ،،، عماد الإفرنجي
عندما قفز اتفاق أوسلو إلى المشهد السياسي فجأة، صورته لنا القيادة المتنفذة بمنظمة التحرير على أنه بداية الطريق إلى الدولة الفلسطينية فإذ به الطريق إلى الهاوية والصراع الداخلي.
الخاسر المستمر من أوسلو هو الشعب، أما السلطة وجنرالاتها فقد استفادوا كثيرا من الامتيازات والرتب و الرواتب والأموال، واتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الاتفاق يمثل مشروعا أمنيا بتمويل أجنبي بامتياز ليتحول الشعب برمته إلى رهينة للمال السياسي لا يظهر في الأفق القريب أنه قادر على الخلاص منه.
منذ انخراطنا في أوسلو والمشروع الوطني في تراجع، وجرى توظيف الاعلام الفلسطيني المطبل للقيادة المتنفذة ومعه الإعلام العربي المدجن لتسويق أوسلو للرأي العام الفلسطيني والعربي على أنه ولادة الدولة الفلسطينية، وكأن الدولة تولد قبل تحرير الأرض!!.
قام الإعلام بالمبالغة في ترويج محاسن الاتفاق وتوجيه الاتهامات المختلفة لمن يعارضونه، وتلجأ عادة السلطة الحاكمة إلى تغيير المصطلحات لتزييف الوعي وبيع الوهم على المواطن المثقل بالهموم ( السلطة الوطنية الفلسطينية – الرئيس – رئيس الحكومة – الوزير )، ومعروف إعلاميا أن توظيف المصطلحات يتم صناعتها للتأثير على الصورة الذهنية للعمل السياسي.
انساق الإعلام الفلسطيني وبعضه لا زال غارقا في المشهد حتى الآن دون أن يصارح الناس بالحقيقة، بل لا يستطيع أن يناقش قضية المفاوضات الجارية وما لها وما عليها سوى ما يمليه عليه النظام السياسي ضمن مفهوم الدعاية السياسية.
ومع كثرة الضخ الإعلامي للمواقف والمصطلحات والدعاية السياسية يصاب الإنسان ما يشبه بعملية غسيل المخ والتأثير على اتجاهات الرأي العام، ويصبح الفلسطيني تائها حائرا عن الحقيقة فمثلا هل ساحل فلسطين يمتد من رفح إلى بيت لاهيا كما يريد أوسلو أم هو من رفح الى رأس الناقورة كما يعرفها تاريخيا؟ وهل التنسيق الأمني مع العدو المحتل عمل وطني أم جريمة منكرة ؟ وهل و هل؟!!.
مهندسو أوسلو هم أنفسهم الذين يتحكمون بمصير الشعب الفلسطيني الآن تحت عناوين مختلفة غير مقنعة، ودخلوا نفقا جديدا للمفاوضات متنازلين عن شروط وضعوها لأنفسهم في توقيت بالغ السوء، فالحراك الشعبي ضعيف والعمق العربي متصارع والمقاومة ملاحقة في الضفة ومحاصرة في غزة، والكيان الاسرائيلي يستغل غطاء المفاوضات ويتغول في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتقسيم الأقصى ومصادرة الأرض وإذلال الأسرى وتجاوز قضية اللاجئين ناهيك عن القتل والاعتقال، فماذا ننتظر غير أوسلو جديد؟!!.
من حق شعبنا الذي غيبه فريق أوسلو عن الحقيقة أن يعرف ما الذي يجري في أروقة المفاوضات، ومن قال لكم إنه يريد مفاوضات لم تأت له بخير، والاحتلال يرفض حتى وجود الوسيط الامريكي المنحاز شاهدا على المفاوضات.
على السياسيين أن يكونوا صريحين مع شعبهم، فما يضيركم اذا اعترفتم أن المفاوضات –لاسيما في ظل اختلال موازين القوى- ستكون لصالح الاحتلال، وأن مشروعكم بالحصول على الأرض و الدولة عبر التفاوض فشل، وأعلنتم استقالتكم وسلمتم الراية للأجيال القادمة.
وإذا يمكن للناس أن تتفهم الضغط الذي قد يتعرض له السياسي لخوض مفاوضات أو حتى القبول بتسوية ما، فإنها لا تقبله من الإعلامي و المثقف الذي واجب عليه توضيح الموقف بجلاء والتنبيه والتحذير وتسمية الأمور بمسمياتها لا أن يكون بوقا للسياسي على حساب الوطن والحقوق والثوابت.
إننا بحاجة الى لحظة حقيقية لنواجه أنفسنا حول مسيرة 20 عاما من أوسلو واعادة بناء المجتمع وتنظيم قواه وثقافته واقتصاده وتوفر ارادة بالمقاومة بكل أشكالها لا كما قال سلام فياض يوما ( إن أكثر ما أضر بالقضية الفلسطينية.. الكفاح المسلح )، وعذرا للشهداء والجرحى والأسرى فقد صفق للقائل السياسي والإعلامي وغيرهم!!
لماذا لخصت واشنطن أزمة سوريا بالسلاح الكيماوي؟
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. صالح بكر الطيار
بعد ان قُرعت طبول الحرب وبدأت المنطقة تتحضر لوقع ضربة عسكرية ضد النظام السوري وألته العسكرية أخرجت روسيا من عباءتها مقترحاً تتعهد سوريا بموجبه بالتخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية شرط ان تتراجع واشنطن عن توجيه أي ضربة عسكرية سواء كانت كبيرة او محدودة.
ولقد تلقف الرئيس الأميركي باراك اوباما هذه المبادرة وطلب من وزير خارجيته جون كيري مناقشة تفاصيلها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف كما طلب من الكونغرس الأميركي وقف مناقشة الضربة العسكرية وعدم التصويت عليها .وكانت الأجواء في اوساط الأدارة الأميركية توحي بأن اعضاء كثر في مجلس الشيوخ الأميركي وفي مجلس النواب غير متحمسين لتوجيه أي ضربة عسكرية الى النظام السوري حتى لا تتكرر التجربة الأميركية في افغانستان والعراق رغم ان الرئيس اوباما ليس بحاجة الى تفويض من الكونغرس لتوجيه ضربة عسكرية محدودة الأهداف ومحصورة بالزمان والمكان.
ويبدو ان الذي دفع بالرئيس اوباما الى اللجوء الى مجلسي الشيوخ والنواب هو ان بريطانيا صوتت ضد الحرب ، ووقفت المانيا وأيطاليا وهولندا وكندا وأسبانيا ودول اخرى على الحياد بحيث لم يجد الرئيس اوباما من متحمس الى جانبه سوى فرنسا وأستراليا على المستوى الدولي وبعض الدول العربية على المستوى الأقليمي .يضاف الى ذلك فقد اظهرت استطلاعات الرأي في اميركا وأوروبا ان الأكثرية الشعبية ضد الضربة ، وكذلك الحال بالنسبة الى روسيا وإيران ومعها دول البريكس ، مما يعني ان تفرد اوباما باتخاذ قرار الحرب كان سيضعه محل مساءلة امام ناخبيه فيما لو لم تحقق الضربة النتيجة المرجوة بعد ان كثر الحديث عن ان واشنطن تريد توجيه ضربة اجتراحية لبعض مفاصل النظام السوري وليس توجيه ضربة استئصالية لنظام بشار الأسد.
وفيما يعتبر بعض المراقبين ان إلزام النظام السوري بالتخلي عن ترسانته الكيماوية هو انتصار كبير تحقق بفضل التهديد بالحرب ، فإن مراقبين أخرين يعتبرون ان المبادرة الروسية انقذت اوباما من الموقف الحرج الذي كان يتخبط به حيث بدا قبل اعلان المبادرة انه ليس في موقع يسمح له بالقيام بتنفيذ ضربة ولا بموقع يسمح له الإحجام عن القيام بالضربة .وكما انقذت هذه المبادرة اوباما فإنها على المدى المنظور قد انقذت نظام الأسد لأن المعطيات كانت تفيد ان المعارضة السورية كانت تنتظر تنفيذ الضربة للقيام بهجوم كبير على معقل الأسد في دمشق وشن هجوم مماثل على محور حلب وحمص وحماة ودرعا والقامشلي بحيث لا يبقى امام النظام إلا الاستسلام او هروب اركانه الى الخارج.
وبما ان الضربة الغيت او تأجلت فمن الطبيعي ان تعلن المعارضة السورية امتعاضها من ضياع هذه الفرصة ورفضها لهذه المبادرة التي منحت النظام ،برأيها ،جرعة من الأوكسجين سيستفيد منها لتعزيز مواقعه من خلال انتهاج سياسة المماطلة والتسويف لكسب الوقت لأن البدء بتنفيذ المبادرة الروسية يحتاج الى وقت طويل وليس الى ايام كما تطالب بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا على وجه الخصوص.
وهنا يحق التساؤل عن مدى جدية المجتمع الدولي في التخلص من النظام السوري حيث تفيد الوقائع ان الغرب يفتش عن مصالحه فقط وأنه غير معني بسقوط مائة الف قتيل ومئات آلاف الجرحى في سوريا بدليل انه نسي او تناسى معاناة الشعب السوري وانخرط في تسوية عنوانها السلاح الكيماوي السوري بينما حقيقة الأزمة في سوريا عنوانها التخلص من نظام ديكتاتوري يحكم منذ عقود بالحديد والنار .
غزة إذ ينكسر على حدودها الانقلابيون الهمج!
الرسالة نت ،،، د. أحمد بن راشد بن سعيد
غزة تحت حصار خانق ، في البدء كان العدو الصهيوني الذي ما فتىء ينشر في أزقتها وشوارعها الموت؛ العدو الذي هندس النكبة عام 1948، ثم حاصر بعض ضحاياها في هذا «الغيتو» الكبير الذي يضم مليون و 700 ألف فلسطيني مصادراً حقهم في الحياة؛ في الحد الأدنى من الحياة.
لكنها ليست إسرائيل وحدها ، ومتى كانت إسرائيل وحدها؟ الشقيقة الكبرى مصر، أو بالأحرى، طغمة الانقلاب التي اختطفت مصر، تضرب حصاراً أقسى على غزة مشاركة إسرائيل خنق زهور الحرية والأمل.
إنها «صناعة الموت» الذي لا يمكن أن تتناوله، ولو على استحياء، قناة العربية. وليس الحصار من الجانب المصري قاسياً بمعنى منع الطعام والوقود والبضائع فحسب، بل بمعناه النفسي أيضاً.
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة..
على النفسِ من وقع الحسامِ المهندِ
بادر الجنرال عبد الفتاح السيسي، رئيس طغمة الانقلاب في مصر، بُعيد عزله الرئيس مرسي، إلى إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، متهماً حركة حماس التي تدير القطاع بالتعاطف مع الرئيس المغدور، وهو ما حول غزة إلى سجن كبير.
كان الرئيس مرسي قد قرر فتح المعبر، ومكّن الفلسطينيين من الدخول والخروج وجلب البضائع بحرية، لكن لا شيء من هذا يحدث اليوم.
تقول «حملة التضامن الفلسطينية»، وهي منظمة غير حكومية في بريطانيا تسعى إلى تحقيق العدالة والسلام للفلسطينيين، إن جيش السيسي دمر بعد الانقلاب أكثر من 350 نفقاً، ما أدى إلى انخفاض حاد في كميات البضائع الداخلة إلى قطاع غزة، بما فيها مواد البناء والوقود والمنتجات الغذائية الأساسية، الأمر الذي رفع أسعار هذه البضائع على نحو «صاروخي»، وتعاني مستشفيات القطاع الآن من أزمة حقيقية بعد نفاد الأدوية الضرورية (5 أيليو/سبتمبر 2013).
كانت الأنفاق تلبي نحو 60 في المئة من حاجات قطاع غزة. وبحسب دراسة اطلعت عليها صحيفة الغارديان، فإن 65 في المئة من حاجات القطاع من الدقيق، و 98 في المئة من حاجاته من السكر، و 52 في المئة من حاجاته من الأرز، تأتي عبر الأنفاق.وبعد إغلاق المعبر وتدمير الأنفاق شعر أهل غزة بأثر «تغيير النظام وراء الباب المجاور» (19 تموز/يوليو 2013).
لم يعد بالإمكان توريد الوقود ومواد البناء، فتعطلت مئات المشاريع، وخسر الآلاف أعمالهم، وأصبحت الكهرباء شحيحة، واصطف الناس بسياراتهم طويلاً أمام محطات الوقود. تقول صحيفة الواشنطن بوست إن الجيش المصري يهدف من وراء حملته إلى إضعاف حركة حماس المسيطرة على القطاع، والتي تنتمي إلى تيار الرئيس مرسي؛ الإخوان المسلمين، ولذلك يقوم بهدم «جميع الأنفاق التي توفر شريان حياة اقتصادياً لقطاع غزة، وتزود حركة حماس بعوائد الضرائب».
ومع إغلاق الجيش معبر رفح، يكون قد أكمل بالفعل عزل غزة عن باقي العالم (8 أيلول/سبتمبر 2013). وفي تقرير آخر لها تشير البوست إلى أن حماس أصبحت «من دون أصدقاء»، وأن حركة ظهرت في القطاع اسمها «تمرد» (على غرار الحركة التي ظهرت في مصر) تطالب بإسقاط الحكومة في غزة، التي ردت باعتقال بعض أعضائها، وإغلاق مكتب قناة العربية الذي تتهمه حماس بنشر الأكاذيب (24 آب/أغسطس 2013).
يبدو أن طغمة الانقلاب في مصر تريد أن تذهب إلى الحد الأقصى في حربها على قطاع غزة. دمر جيش السيسي حتى الآن 20 بيتاً من البيوت المحاذية للقطاع، وأعلن عزمه على هدم 500 بيت آخر، مُصدراً أوامر إلى السكان المصريين الذين يقيمون على مسافة 500 متر من الحدود، أن يغادروا بيوتهم.
ويؤكد الشيخ إبراهيم المنعي، رئيس اتحاد قبائل سيناء، أن الجيش أسس منطقة عازلة على الحدود مع غزة (على غرار المنطقة غير المأهولة التي فرضها الكيان الصهيوني بين الأرض التي يحتلها وبين القطاع).
وقال المنعي لموقع ألمونيتور إن أفعال الجيش «خطيرة جداً وهمجية»؛ لأنه يدمر بيوت مواطنين مصريين بما فيها من أثاث، بحجة أن ثمة أنفاقاً تحتها، كما يواصل إغلاق ميدان الشيخ زويد (الذي يضم 200 محل تجاري)، وينفذ اعتقالات عشوائية وتعذيباً لأناس أبرياء.
ويضيف المنعي أن في سيناء 11 قبيلة، كلها تؤيد الرئيس مرسي، وترفض الانقلاب العسكري. وينقل ألمونيتور عن مسؤولين في الحكومة الفلسطينية بغزة قولهم إن أفراد جيش السيسي يستفزون رجال الأمن الفلسطينيين بتوجيه الإهانات لهم، وتسليط الضوء الكاشف على مواقعهم، بينما تسهر الحكومة على حماية حدود مصر من أي اختراق يضر بأمنها.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن استفزازات الجيش لا حد لها، فهو يفتح النار على المواقع الفلسطينية، وتنتهك طائراته أجواء القطاع (9 أيلول/سبتمبر 2013).
كثيرون في غزة يتخوفون من «غزو مصري» وشيك، لاسيما في ظل الحشد العسكري المتزايد على الحدود. يحصل هذا الحشد بإذن إسرائيلي، كما يقول الموقع الإخباري الأميركي «إكزامنر. كم»، ويشمل تشكيلات قتالية كالدبابات، وناقلات الجنود المدرعة، ومروحيات الأباتشي، والمقاتلات من طراز إف 16 (4 أيلول/سبتمبر 2013).
وأبلغني صحافي في قطاع غزة أن هذه المخاوف حقيقية، لاسيما في ظل زعيق أبواق الدعاية الرسمية في مصر عن «إرهاب» حماس، و «تواطئها» مع الرئيس مرسي، وأكاذيب أخرى كالزعم بأن السيارة التي انفجرت قرب مقر وزير داخلية الانقلاب جاءت من غزة.
ويصف الصحافي (الذي لم يحبذ ذكر اسمه) أحوال الغزّيين بأنها «مأساوية»، مؤكداً أن جيش السيسي يراقب البضائع في قناة السويس، وينصب نقاط تفتيش في سيناء؛ ليتأكد من أن شيئاً من الحاجات الأساسية لا يصل إلى غزة.
تثبت الطغمة العسكرية التي أطاحت بالشرعية في مصر كل يوم أنها لم تنقلب على إرادة المصريين وحدهم، بل على الأمة برمتها، وقضيتها الكبرى: فلسطين. يعجز الانقلابيون أن يفتلوا عضلاتهم على «إسرائيل»؛ لأنهم يفتقرون إلى خصال المروءة والوطنية والاستقلال التي تجعلهم يتصدون للعدو الحقيقي، فيلتفتون إلى غزة، الجائعة المنهكة، فهي- كما تسوّل أنفسهم، هدف سهل، ولقمة سائغة.
لكن غزة هاشم لحمها مر. لقد دحرت التتار من قبل، ومرغت أنف شارون في الوحل حتى هلك منها قهراً، ولن يعجزها أن تكسر شوكة الانقلابيين الهمج. غزة صنو المحروسة التي غرد على لسانها حافظ إبراهيم ذات يوم:
ما رماني رامٍ وراح سليماً..
من قديمٍ عنايةُ الله جندي..
إنها غزة القوية بأضعف الإيمان.عيوننا إليها ترحل كل يوم، أو كما قال الإمام الشافعي (المولود في حي الزيتون بغزة):
وإني لمشتاقٌ إلى أرضِ غزةٍ
وإن خانني بعد التفرقِ كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتُرْبِها
كحَلتُ بها من شدةِ الشوقِ أجفاني
