اقلام واراء حماس 466
21/11/2013
مختارات من اعلام حماس
مصطلح جديد: ( تسيير مفاوضات)
بقلم يوسف رزقة عن وكالة الرأي
بين المقاومة وخطاب شلح
بقلم مصطفى الصواف عن المركز الفلسطيني للاعلام
رابعة تجبّ ما قبلها!
بقلم لمى خاطر عن المركز الفلسطيني للاعلام
أين كوادر حركة فتح؟
بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين الان
يا شماتة "نتنياهو" فينا
بقلم خالد معالي عن الراي
لمن القرار؟!
بقلم يوسف رزقة عن الراي
لمن القرار؟!
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين الان
تعليم
بقلم أسامة العيسوي عن وكالة الرأي
مصطلح جديد: ( تسيير مفاوضات)
بقلم يوسف رزقة عن وكالة الرأي
يقال ان محمد اشتية جاد في استقالته، وان عريقات سيعود الى المفاوضات ؟! مثل هذا القول يفترض ان لكل منهما شخصية تفاوضية مستقلة، وان لكل منهما موقف يختلف عن الآخر في قراءة ملف التفاوض، وان استقالتهما من التفاوض كانت عن قناعة شخصية ووطنية بحتة، دون تدخل من أطراف أخرى، وأنها لم تكن مناورة.
لم تكن لغة محمود عباس توحي بهذه المفاهيم حين عقب على تقديم المفاوضين عنه لاستقالتهما. هو قال نعم قدما استقالتهما بسبب الاستيطان والموقف الإسرائيلي المتعنت، ولكننا متمسكون بالمفاوضات. وبعد أيام قال في حوار تلفزيوني: إما ان يعودا عن الاستقالة، وإما ان نكلف غيرهما.
امس صرح نبيل شعث ان اللجنة التنفيذية كلفت عريقات واشتية ( بتسيير ) المفاوضات حتى تنتهي الأشهر التسعة المضروبة لها مع اميركا مسبقا.
ان قراءة هذه المواقف والتصريحات الملتبسة تقول ان الاستقالة كانت مناورة، ولم تكن حقيقة. وان المناورة فرضتها اعتبارات داخلية، وأخرى عربية، وان حقيقة ما يجري في المفاوضات من تعنت إسرائيلي ليس كل شيء. وان المناورة لها وجه داخلي، وآخر خارجي.
نقول هذا لأننا نريد ان ننبه القوى الحية في الشعب الفلسطيني الى خطورة انفراد شخص، أو حفنة أشخاص، في تقرير مصير الشعب الفلسطيني. ان غياب المكاشفة، وعزل الشعب والفصائل عن القرار هو أخطر من التعنت الإسرائيلي. وان استمرار المفاوضات رغم الاستقالة، ورغم التعنت الإسرائيلي، ورغم الاستيطان، يبرر مقولة ان عباس يفاوض مقابل المال وبقاء السلطة. بعبارة أخرى ان التفاوض هو طريق عباس لجلب المنح، ولاستبقاء السلطة، والنفوذ، وان آخر شيء يفكر فيه هو ترك المفاوضات.
يصف محمد اشتية في كلام منسوب اليه في بعض وسائل الاعلام التعنت الإسرائيلي في المفاوضات، فيقول ان الطرف الإسرائيلي يعرض علينا اتفاق حل مؤقت انتقالي، لاستحالة التوصل الى حل نهائي في فترة الأشهر التسعة ؟! وإقامة دولة في حدود مؤقتة. وجمع المستوطنين في عشرة مستوطنات، مع تبادل أراضي، ثم استئجار طويل المدي للاغوار، وإنذار مبكر على رؤوس الجبال في الضفة. ويقول السلطة ترفض الحل المؤقت، وتطالب بحل نهائي، ولا تمانع من مرحلته على سنوات.
ان موازنة موضوعية بين العرضين تكشف لك مدى التباعد بين الموقوفين، ومدى الخسارة التي يتكبدها الحق الفلسطيني من المفاوضات التي توفر الغطاء لإسرائيل لتنفيذ مخططها بدون إزعاج داخلي أو دولي.
ثم إنني لا ادري ما الفرق بين ( المفاوض، ومسير المفاوضات)، وهل هذه الحيل اللفظية لنا كفلسطينيين، أم هي للأمريكان ولاسرائيل؟! ولست ادري أيهما الأقوى لكي نصل الى الهدف، هل هو المفاوض، أم المسير؟!
الأمور واضحة عند شعبنا، بل هي أوضح من الواضحة، والمناورات اللفظية لا تقدم ولا تؤخر. المشكلة عندهم ان السلطة تموت بوقف المفاوضات، وتفقد مبرر وجودها، والمال يتوقف، والبدائل تفرض نفسها، وليس لديهم جاهزية لإفساح المجال امام الأعمال البديلة.
في الختام انتم تسيرون المفاوضات مستندين الى بعض ما قاله كيري. والى التلاسن بين كيري ونيتنياهو، والواقع يقول ان اسرائيل رمت حصوة كيري، وحصوة أوباما، وهي في مرحلة تسيير اعمال أيضاً حتى قدوم الجمهوريين الى البيت الأبيض. لقد فقد كيري واوباما القدرة على تغيير موقف نيتنياهو، لذا فإن مراهنة السلطة في غير مكانها. من لا يراهن على شعبه، لا يملك نجاحا بالمراهنة على اميركا.
تعليم
بقلم أسامة العيسوي عن وكالة الرأي
بمتابعة واقع الدول التي شهدت نهضة مجتمعية، وتنمية شاملة، وأسباب تحولها من دول نامية إلى دول متقدمة، تنافس دول العالم الأكثر ازدهاراً في شتى القطاعات، وجدنا أن وراء ذلك سببين رئيسين، هما: إدارة رشيدة وخطة حكيمة.
ولقد اجتمعت هده النماذج الناجحة في خططها النهضوية والتنموية على عامل أساس، ألا وهو أن ركيزة، بل انطلاقة هذه الخطة كان الاهتمام بقطاع التعليم. بالتالي يجب أن يحظى هذا القطاع باهتمام الحكومات التي تعمل على تطوير شعوبها، وتسعى لإحداث نقلة نوعية في الواقع المجتمعي. وهذا هو المطلوب منا في المرحلة المقبلة.
صحيح أن نسبة الأمية في فلسطين تعد من أقل المعدلات في العالم، ولكنها ليست لوحدها المعيار أو المؤشر على مدى تأثير هذا القطاع على النهضة المجتمعية. ولن أزاحم علماء التربية بتعريف العملية والمنظومة التعليمية ومكوناتها، وليعذروني إن أخطأت في تسمية مصطلح ما في هذا المجال، فالمهم هنا المضمون. وحتى نحصل على النتائج المرجوة والمخرجات المنشودة يجب العمل وبقوة على إحداث نقلة نوعية في هذه المكونات. صحيح أن هناك جهود كبيرة في هذا المجال، لكننا ما زلنا بالحاجة إلى المزيد.
وأهم هذه المكونات: البيئة التعليمية، وهي ما يتعلق بتوفير الجو المناسب للتعليم من مرافق متكاملة وليست تقليدية، وإدارتها بصورة نموذجية، حتى تساهم في تهيئة الجو المناسب للمعلم والطالب في نفس الوقت.
ومن باب النقد الذاتي أقول أن إنشاء المدارس يشهد طفرة ملحوظة، ولكن إدارتها السليمة لم تواكب هذه الطفرة، وأبسط دليل على ذلك النظافة وخصوصاً دورات المياه، وأماكن المياه الصالحة للشرب، وعلى بساطة هذه النقطة فلها التأثير الكبير على نفسية الطلاب وتكوينهم الثقافي، ولا أريد أن أبالغ بأن أقول حتى على تحصيلهم العلمي.
والمكون الثاني هو المنهج، وبكل بساطة أذكر أننا بمراجعة الكتاب المدرسي كنا نستطيع أن نحضر لدرس الغد، أما الآن فلا أعتقد ذلك، وهذا يحتاج إلى جهد في صياغة المناهج ومضمونها وكيفية إخراجها بالصورة التي تحقق المطلوب. والسؤال هنا لماذا تتحول الشوارع بعد انتهاء الامتحانات إلى بساط أبيض من أوراق الدفاتر والكتب؟! ولا أريد أن أتكلم عن الحقائب التي تقصم ظهر الأطفال، ولا عن خطوة أردوغان باستبدالها بالأجهزة اللوحية، والانتقال من حالة الحفظ من أجل الامتحانات إلى الفهم من أجل التكوين المعرفي والعلمي.
والمكون الثالث والأساس هو المعلم، ولقد أقرت الحكومة في الفترة الأخيرة الكادر الوظيفي للمعلمين، والذي يهدف إلى تحفيز المعلمين على تنمية قدراتهم، ولكن المطلوب أكثر، وذلك بتهيئة الأجواء المعيشية المناسبة للمعلم، حتى لا يفكر بعمل آخر بعد الدوام، وأسوأها الدروس الخصوصية، والتي هي السبب الأول في عدم تطور التعليم.
نريد المزيد ليقوم المعلم بدوره المنشود في العملية النهضوية، حتى يزداد احترام الطالب له ويحبه، وبالتالي يحب كل ما يتلقاه منه. فلا نريد المعلم الذي يهرب الطالب منه إذا رآه في الشارع، ولا المعلم الذي قد يتطاول عليه الطالب.
وهنا نذكر رد المستشارة الألمانية ميركل عندما طالبها البعض برفع رواتبهم مثلما فعلت مع المعلمين: كيف نساويكم بمن علموكم؟!. ولا بأس من مراجعة النماذج الناجحة من الدول التي شهدت نهضة في العملية التعليمية، ولقد فعلتها أمريكا بدراسة التجربة اليابانية، وعملت على تنفيذ الدراسة المستفيضة التي قام بها خيرة باحثيها في هذا المجال.
وأرى ضرورة توجيه القطاع الخاص وتمكينه من الاستثمار في التعليم، حينها ستكون النتائج أفضل وأسرع. ولن أتطرق في هذا المقال إلى التعليم العالي، فهو بحاجة إلى وقفة جادة وحازمة، وخصوصاً في الأعداد المتزايدة من (ولا أعرف المسمى الواقعي لها) الكليات المتوسطة. الكلام في موضوع التعليم ذو شجون، وخلاصته أن: بيئة تعليمية حضارية+إدارة حكيمة+منهج مميز+معلم متمكن= طالب متميز= نهضة مجتمعية، فلا تنمية ولا نهضة بلا... تعليم...
بين المقاومة وخطاب شلح
بقلم مصطفى الصواف عن المركز الفلسطيني للاعلام
يبدو أن قوات الاحتلال الصهيوني أرادت من وراء توغلها أول أمس جنوب قطاع غزة اختبار مصداقية المقاومة الفلسطينية التي أكدت أن أي توغل داخل قطاع غزة سيواجه بما يناسبه وهو التصدي له مهما كانت مسافته أو مساحته أو النتائج المترتبة عليه.
رد المقاومة عند التوغل كان جاهزا حيث تصدت له وأطلقت وابلا من القذائف أصيبت خلالها إحدى آليات العدو المتوغلة في شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة وعلى إثرها انسحبت قوات الاحتلال إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 أي بعد خط الهدنة.
الاختبار الصهيوني للمقاومة أكد على حقيقة أن المقاومة على وعدها وأن ما تحدثت به لم يكن مجرد أقوال بل حقيقة جسدها الواقع من خلال التصدي والاشتباك، وهذا يعطي مؤشرا واضحا أن المقاومة جاهزة لأي محاولة من قبل الاحتلال التوغل داخل قطاع غزة وان سياسة غض الطرف لم تعد قائمة.
بعد استهداف الآلية المتوغلة لم تكشف قوات الاحتلال إن كان هناك إصابات في صفوف الدورية نتيجة هذا الاستهداف أو لا؛ ولكن نشرت على الفور طائرات الاستطلاع والتي أخذت تجوب سماء القطاع، علها تجد صيدا سهلا تقتنصه من رجال المقاومة، إلى جانب بعض الطلعات لطائرات الـ "إف 16" حتى جاء الليل وقامت بقصف عدد من المواقع التابعة لقوى المقاومة إلى جانب قصف بعض الأراضي الخالية في مناطق مختلفة من جنوب القطاع، في محاولة استهداف واضحة لرجال المقاومة، ورسالة تخويف للمواطن الفلسطيني في القطاع؛ حتى لا يقف إلى جوار مقاومته أو يحد من نشاطها؛ ولكن في الحالتين لم يتحقق للعدو هدفه، فالمقاومة بفضل الله حذرة والمواطن حدد خياراته وموقفه وقال إنه يقف إلى جوار مقاومته.
كان من المفترض أن يكون مقالي متعلقا بالتعليق على خطاب الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الذي ألقاه قبل أيام في ذكرى انتصار المقاومة الفلسطينية في حجارة السجيل، كان الخطاب مسؤولا من قائد مسؤول تناول فيه شلح حقائق كثيرة ومواقف وطنية ذات قيمة ورؤى سياسية تصلح أن يلتقي عليها الكل الفلسطيني من أجل الانطلاق نحو التحرير وتحقيق الحقوق والثوابت.
تحدث شلح عن المقاومة ودور حماس في حمايتها وتناول التنسيق بين المقاومة في معركة حجارة السجيل وكيف كان ضرب تل الربيع (تل أبيب) قرارا مقاوما صائبا وعلى ما يبدو انه كان قرارا متوافقا عليه بين حركتي حماس والجهاد،
تحدث عن المفاوضات وأكد حقيقة واقعة أنها لن تحقق للفلسطينيين شيئا وأنها فاشلة ومضيعة للوقت داعيا الجميع إلى اعتماد حق وخيار المقاومة.
شلح في خطابه كان وحدويا من خلال دعوته للعمل على بناء مشروع وطني على إستراتيجية جديدة يكون برنامج المقاومة أساسها من خلال عدم الاستفراد بالقرار الفلسطيني مؤكدا على أن فلسطين كلها وطن للشعب الفلسطيني.
شلح حرص في كلمته على توجيه المقاومة الفلسطينية داعيا إياها إلى الجهوزية التامة لمواجهة أي عدوان من العدو الصهيوني وان يعملوا على ضرورة النصر في أي مواجهة قادمة كما انتصروا في حجارة السجيل.
تناول شلح كثيرا من القضايا الكبرى وكانت القدس على رأس الأولوية والوحدة الفلسطينية والبرنامج الفلسطيني الوطني الوحدوي التعاوني بعيدا عن التفرد، خطاب يوجب على الكل الفلسطيني أن يفكر به مليا ويعمل على دراسته والعمل على توظيفه بما يخدم القضية الفلسطينية وحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، الكل مدعو لمناقشة الخطاب ويبني الكل على الايجابي فيه ودعمه أو تعديل المختلف عليه بحيث يكون كل الأمر توافقيا وإذا تم التوصل إلى قاعدة تفاهم للانطلاق يكون الأمر ميسرا وسهلا ويوصل إلى نهاية الطريق بأقرب وقت وبأقل الجهد دون إفراط أو تفريط.
رابعة تجبّ ما قبلها!
بقلم لمى خاطر عن المركز الفلسطيني للاعلام
حتى المؤيدين للانقلاب العسكري في مصر لم يستطيعوا ازدراد حكاية إحياء داخلية وعسكر مصر ذكرى شهداء شارع (محمد محمود)، بمعنى أن حجم التناقض في الأمر كان أكبر من أن يبرّر بجرة قلم أو تصريح موتور. فسلطة الانقلاب هنا تحديداً وجدت الذكرى فرصة لإعادة بثّ روح الفرقة بين التيارات المعارضة للانقلاب وإفساح الأجواء لهجاء الإخوان واستعادة الأحقاد القديمة تجاههم من قبل قطاع من الجمهور أبهره صمودهم وتفوقهم الأخلاقي على نظام الانقلاب، في وقت بات إفلاس الأخير وعجزه يتصاعد مع مرور الأيام!
لكنّ الغريب أن هدف نظام الانقلاب المشبوه ذاك وجد سبيله بيسر إلى مشاعر فئة من معارضي الإخوان، واستغلوا المناسبة لتجديد الأحقاد وإحياء المساجلات القديمة التي ما عاد لها وزن أو قيمة الآن في ظلّ الخطر المتحقق على الأرض ممثلاً بعودة النظام البوليسي لحكم البلاد بالحديد والنار، ثم في ظل ما سجّله الإخوان من صمود استثنائي لم يسبقهم له أي تيار منظم في مصر، فعدا عن دورهم المفصلي والهام في (موقعة الجمل) أهم محطة في ثورة 25 يناير، فإن صمودهم تحت وابل القمع والرصاص ولعدة أشهر منذ الانقلاب كان كافياً جداً ليفتق عرى تلك الأوهام التي صنعها مراهقو الثورة حول جبن الإخوان وتخاذلهم، فلو كان الإخوان كذلك لكان يوم فضّ اعتصامي رابعة والنهضة آخر عهد لهم بالشارع، لأن هول المجزرة حمل كثيراً من مراهقي الثورة ليس فقط على لزوم بيوتهم ومواقعهم على صفحات الإنترنت، بل ألزمهم أيضاً بقيود الحرية التي صنعها الانقلاب فاستجابوا لإملاءات المرحلة الجديدة!
لكن الإخوان ومعهم مناهضو الانقلاب الذين لم تعمِ الأحقاد بصيرتهم ظلوا صامدين تحت وقع المجازر اللاحقة للنهضة ورابعة مثل ميدان رمسيس ومسجد الفتح وغيرهما، فماذا فعل خلال هذه الفترة الناقمون على الإخوان الذين استيقظوا فجأة في ذكرى أحداث محمد محمود ليقرروا أن الإخوان مستثنون من الثورة وليصمتوا عن الفظائع التي ما زال يرتكبها نظام الانقلاب!
قد نتفق أو نختلف مع حسابات الإخوان الحذرة وقت أحداث (محمد محمود)، وهي التي دفعتهم لعدم المشاركة رسمياً والاكتفاء بعناصرهم التي تواجد عدد منها حينها، ومنهم أسماء البلتاجي ابنة القيادي الإخواني محمد البلتاجي التي استشهدت لاحقاً في أحداث رابعة، ولكن موقف الإخوان لم يكن بدافع الجبن والتخاذل ولا لأجل عقد صفقات مع مجلس عسكري كان وما زال يراهم القوة الطليعية الوحيدة التي تهدد هيمنته على مفاصل الدولة ويجتهد في اجتثاثها ومحاصرة مدى تأثيرها، ولكن (محمد محمود) كان يوماً واحداً في مسيرة طويلة، سبقته وتلته أيام أخرى أكثر هولاً وشدّة، وتجلّت فيها ميزة التضحية الكبيرة لدى شباب الإخوان وعموم الإسلاميين الثوريين. فأين كان مراهقو الثورة في تلك الأيام؟ وأين تضحيات تلك الرموز والنخب المعروفة التي تملأ الفضائيات شتماً وتقريعاً للإخوان فيما هي لم يسجّل لها تاريخ الثورة أي حضور بطولي في أية موقعة؟!
إن المعارك الصعبة والطويلة تحتاج نفوساً صافية وليس ثواراً يسجلون موقفاً في موقعة واحدة ثم يقررون أنهم أهل الثورة لينخرطوا بعدها في حالة تخاذل مخزية تعمي أبصارهم عن رؤية تفاعلات الشارع وكل تلك المياه التي جرت تحت جسر الثورة أو فوقها منذ 25 يناير وحتى الآن.
رابعة لم تكن فقط شاهدة على صلابة التيار الإسلامي الثوري في مصر، ولا على الوجه الحقيقي لأركان الدولة العميقة، بل سجّلت أيضاً شهادة التخاذل الحقيقية لمستحقيها، من الجبناء المتحدثين بلسان ثوري، فيما هم لم يقدّموا لمسار الثورة أية إضافة تُذكر. ولذلك فقد تبيّن اليوم بشكل جليّ الثائر من المتخاذل، والشجاع من الجبان، وهو بيان أحدثته التجربة الطويلة وليس المواقف الضبابية الملتبسة!
ولكن هذه التناقضات الغريبة هي من المفارقات التي يحفل بها المشهد المصري، وهي مفارقات أكثر من أن تُحصى، لأن الزيف بات سيّد الموقف، وهو زيف يمتلك قدراً من التضليل يكفي لتثبيت فئة من الأوغاد والنفعيين قرب سارية الثورة ليحتكروا الحديث باسمها، رغم أنهم متواطئون حتى النخاع مع من انقلبوا عليها من أركان النظام ذاته الذي ثاروا عليه في 25 يناير!
أين كوادر حركة فتح؟
بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين الان
غرق محمود عباس في مأساة المفاوضات، فانجوا أنتم بوطنكم، ولوذوا بالتغيير، وحرروا أنفسكم يا رجال فتح، واحفظوا ما تبقى من أرض، تحركوا، وارحموا محمود عباس من موته السريري على طاولة المفاوضات، وارحموا ماضيكم من التشويه، وارحموا مستقبل أبنائكم من دنس الصهاينة، فقد انتهت ملهاة عباس المأساوية، وجفت أفكاره التي حطت على رأس القرار السياسي الفلسطيني، فحطمت أغصان المقاومة، وتركتها جرداء في لفح الصحراء.
فأين أنتم يا كوادر حركة فتح؟ أين صوتكم وضميركم ونخوتكم ووطنيتكم التي غردت كرامة خلف أسوار السجون؟ أين عقولكم التي أبدعت أروع عمليات المقاومة؟ أين رشدكم من مهازل محمود عباس التفاوضية، ومن قراراته التي عصفت بالقضية الفلسطينية، والتي كان آخرها طلبه من الوفد المفاوض بأن يستمر في المفاوضات مهما فعل اليهود، ومهما توسعوا في الاستيطان، ومهما قتلوا، ومهما اعتدوا؟
إن استقالة كبير المفاوضين، وابتعاده العلني عن الطاولة التي أدمن الجلوس حولها لتؤكد أن المهزلة التفاوضية قد وصلت إلى منتهاها، ولاسيما أن الدكتور صائب عريقات هو صاحب مقولة: إن الحياة مفاوضات. فلماذا يحتقر العاشق عريقات عشيقته المفاوضات؟ ولماذا يطلقها ثلاثاً، ويتركها حانقاً؟ ألا يعني ذلك أن عريقات قد أدرك ـ ولو متأخراً ـ أن اسمه قد اقترن بزانية، وأن المفاوضات لا تعني إلا تواصل بناء المستوطنات، وأن المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى ليست إلا إهانات وتراجعات وتفاهمات تغطي على عورة الاحتلال.
استقالة الوفد المفاوض لا تندرج ضمن الضغط على المفاوض الإسرائيلي، لأن التسعة الأشهر التي وافق عليها عباس لما تزل في بدابتها، الاستقالة جاءت لتعطي الدليل على فشل السياسة الفلسطينية برمتها. ولكوادر حركة فتح الأرقام التالية؛ التي تؤكد أن هنالك تفريطاً متعمداً بالأرض، حيث ذكرت المصادر الرسمية الفلسطينية أن سنة 2005 ـ السنة التي صار فيها محمود عباس رئيساً ـ لم يكن عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة يتجاوز 180 ألف مستوطن يهودي فقط. ليرتفع عدد فترة رئاسة عباس، ليصير عددهم 650 ألف مستوطن يسيطرون على مساحة 62% من أراضي الضفة الغربية.
اليوم يومكم يا كوادر حركة فتح، ارحموا وطنكم، وناصروا شعبكم، واحجروا على محمود عباس، فقد أوردكم ووطنكم التهلكة، ومسّكم بمرضه الذي لا شفاء منه، تحركوا يا أعضاء المجلس الثوري، وتسلموا القيادة، فأنتم الجهة الوحيدة القادرة على خلع عباس وتثبيت الوطن، ولا خيار لكم، فإما الوطن فلسطين وإما عباس؟ إنها مسئوليتكم التاريخية في ظل انكسار اللجنة المركزية، وفي ظل الشلل الرعاش الذي تعيشه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
إنها فرصة كوادر حركة فتح ليضعوا يدهم في يد القوى الوطنية والإسلامية بعيداً عن خط المفاوضات العبثي، إنه الفرصة المواتية للنهوض بالواقع الفلسطيني بشراكة فعلية جديدة، وما عدا ذلك، سيظل كل الشعب الفلسطيني يلعق مرارة المرحلة، ويتهرب من المواجهة، وهو يلقي على ظهر الانقسام المسئولية في الوقت الذي يبرئ اتفاقية أوسلو! فكيف يتحمل الطفل الصغير ابن 7 سنوات المسئولية عن سوء الأوضاع، بينما تبرأ أمه التي ما زالت تعيث فساداً في النفوس منذ 22 عاماً، فأين أنتم يا كوادر حركة فتح ؟.
لمن القرار؟!
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين الان
لا تحالف أقوى من التحالف الأميركي الإسرائيلي. تسيبي ليفني أزعجها هجوم نيتنياهو على وزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤخراً، فاحبت ان تعلق الجرس، فقالت: علينا ان نتذكر ان حليفنا الرئيس هو اميركا وليس فرنسا. ليفني تشعر بقلق بالغ للهجوم الاعلامي في الصحف العبرية على أوباما وكيري. الهجوم تجاوز السياسة، الى الأبعاد الشخصية، وخرج في نظرها عن اللياقة التي تتميز بها العلاقة بين حاليفين، يحتاج احدهما الى الأخر، ولا يستغني أحدهما عن الآخر.
ليفني ليست الرجل الاول في دولة الاحتلال، لذا فنظرتها في نظر نيتنياهو قاصرة. هي لا ترى الخطر الكامن في ثصريحات كيري عن لانتفاضة الثالثة، ولا الخطر الكامن في الاتفاق الإيراني الاميركي. نيتنياهو يرى في الاتفاق خطرا كبيرا، وان اميركا وقعت في الفخ الإيراني، و ( لا اتفاق الآن خير من اتفاق سيء).
ثم نيتنياهو حصل على ما نسبته ٥٢٪ من الجمهور لتأييد موقفه. نيتنياهو دشن المواجهة في ثلاث اتجاهات متوازية.
الاتجاه الاول يسير بحسب خطة إعلامية منظمة لانتقاد الاتفاق المحتمل، وبيان مخاطره ، ونزع المصداقية عن القيادة الإيرانية، واتهامها بالمخادعة، والمناورة. مع اتهام المطالب الفلسطينية بالشذوذ.
والاتجاه الثاني جمع تحالف غير معلن من فرنسا ودول إقليمية لتعطيل الاتفاق، أو لدفع الطرف الاميركي الى تشديد مطالبه، و التهديد بتشديد الحصار ، مع إبقاء حق اسرائيل في التصرف الأحادي وتدمير مصادر الخطر على الطاولة.
والاتجاه الثالث يقوم على تحريك اللوبي الصهيوني، واللوبي الجمهوري في مجلس الشيوخ لعرقلة الاتفاق، وتشديد العقوبات على ايران، الى ان تسلم بما سلمت به سوريا في صفقة الكيمياوي.
في اسرائيل حكومة تشعر انها صاحبة القرار في هذا الملف، وان الخطر الذي يحيط بها لا يحيط بأمريكا، واللافت للنظر ان حكومة نيتنياهو أجرت دمجا إعلاميا بين ملف ايران وملف المفاوضات ، ودشنت حملة هجوم على جون كيري، وهنا يجدر بنا قراءة فقرة قصيرة من هذا الهجوم.
( المفاوضات السياسية هي الطفل المدلل لوزير الخارجية كيري، أفكار كيري ببساطة لا ترتبط بالواقع. وهو يعظنا ويهددنا بجملة عن الانتفاضة الثالثة، هو يمنح الشرعية للتوجه الفلسطيني أحادي الجانب للذهاب الى منظمات الامم المتحدة. هذا الرجل يعطي شرعية للسلوك الفلسطيني الشاذ. هو ليس وسيطا نزيها).
هذا الهجوم بلغ درجة اتهام كيري بانه كان مؤيدا لأسطول مرمرة لفك الحصار عن غزة، أي بدأت الصحف تبحث في التاريخ لمحاصرة كيري وإدارة أوباما في الملفين الإيراني والفلسطيني، لإجبار الإدارة الاميركية للقبول بالملاحظات الإسرائيلية، أو الاستعداد لترك البيت الأبيض الى الجمهوريين. نيتنياهو يبدو واثقا من النجاح، ويبدو ان لديه أوراقا عديدة لإخضاع الإدارة الاميركية لرؤيته.
ما اود قوله ان ما قدمه كيري واوباما في ملف الكيمياوي السوري لإسرائيل لم يقدمه غيره لها، ومع ذلك لا يحق له الاتفاق مع ايران بعيدا عن اسرائيل، ولا يحق لكيري وعظ اسرائيل في ملف المفاوضات.
هذا المنطق شاهد فذ يدفعنا الى القول بان اسرائيل هي التي تحكم القرار في واشنطن فيما يتعلق في منطقتنا العربية والشرق الأوسط. والى القول بأن اسرائيل اقتسمت قرار المنطقة مع اميركا وغيرها من الدول الكبرى، وليس لهذه الدول الحق في تجاوزها. في النظام العربي أطراف تقفز عن هذا المنطق، لانها لا تريد الحقيقة، لأن معرفة الحقيقة متعب ، ويتطلب سياسة مغايرة لما هو قائم. العربي لا يحب التعب.
