اقلام واراء حماس 468
24/11/2013
مختارات من اعلام حماس
أيوجد في فلسطين "شكيل افريدي"؟
بقلم فايز أبو شمالة عن وكالة الرأي
وتبقى القدس موعدنا
بقلم محمد الافرنجي عن المركز الفلسطيني للاعلام
غزة تُعاقَب يا أمة المليارات
بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين
السرّ في التوقيت
بقلم أغر ناهض الريس عن فلسطين اون لاين
سماسرة الوطن أعداء المعلم وأعداء الطالب
بقلم عبد الستار قاسم عن المركز الفلسطيني للاعلام
إرهاب مصطنع
بقلم حلمي الأسمر عن فلسطين الان
حتى يغيروا ما بأنفسهم!
بقلم نقولا ناصر عن المركز الفلسطيني للاعلام
الإرهاب الإسرائيلي والوجود الإيراني
بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
احتل بلادي وبكى....؟!
بقلم يوسف رزقة عن وكالة الرأي
أيوجد في فلسطين "شكيل افريدي"؟
بقلم فايز أبو شمالة عن وكالة الرأي
على مر العصور سيقرن الناس اسم الطبيب الباكستاني شكيل افريدي بالخيانة، وسيتقزز البشر من سيرة هذا الطبيب الذي استعانت به المخابرات الأمريكية لاكتشاف مخبأ الشيخ أسامة بن لادن في إحدى المدن الباكستانية، ولاسيما بعد أن اعترف المسئولون الأمريكيون بأن برنامج التطعيم ضد مرض التهاب الكبد الوبائي الذي نفذته مؤسسة "أنقذوا الأطفال" كان محض خدعة، تهدف إلى الحصول على عينة دم من الأطفال، لمطابقتها مع الحامض النووي الخاص بأسامة بن لادن، للتأكد من وجوده في المدينة التي اختبأ فيها ست سنوات.
شكيل افريدي الذي خان أمته مقابل بعض المال، ما كان لينفذ جريمته إلا بعد أن غسلت له المخابرات الأمريكية عقله، وأوحت إليه بأن أمريكا هي كل البشر، وهي قادرة على أن تعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدها الخير، وهي قادرة على كل شيء، هذه القناعة هي محرك الخيانة لشكيل افردي، الذي اعتبرته أمريكا بطلاً، وعملت على تكريمه.
المخابرات الأمريكية التي قامت بتكريم الطبيب شكيل أفريدي، قامت قبل أيام بتكريم مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، فقد نسبت صحيفة الوطن الليبية إلى مصدر مطلع في واشنطن، أنه قال: إن التقدير الخاص الذي يحظى فيه اللواء فرج يتخطى حدود الملف الأمريكي الفلسطيني الإسرائيلي إلى قضايا إقليمية، وهنالك تقارير تفيد بأن ضابطين فلسطينيين يتبعان اللواء فرج، قد اسهما في توفير معلومات قيمة لوكالة المخابرات الأمريكية، ساعدت في تحديد تحركات "أبو أنس الليبي" واختطافه قبل شهر بعد خروجه من أحد مساجد العاصمة طرابلس.
وحتى لا نظلم اللواء ماجد فرج، فإننا ننتظر النفي بشكل رسمي، فإن لم يكن، فالشعب الفلسطيني يطالب بالتحقيق الكامل، للتأكد من ضلوع ماجد فرج أو عدمه في اعتقال أبو أنس الليبي، وبغض النظر عن موقع ماجد فرج القيادي والتنظيمي، فما يهم الشعب هو انجلاء الحقيقة، وهل يتعامل ماجد فرج مع المخابرات الأمريكية أم لا؟ وما دور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تطوير صناعة شكيل افريدي فلسطيني؟
وإذا كانت الإدارة الأمريكية قد عجزت حتى اليوم في الإفراج عن عميلها، لأن الضغط الشعبي الباكستاني لما يزل يشكل عاملاً مهماً في بقاء الخائن في السجن، فهل الشعب الفلسطيني غير قادر على تشكيل ضغط شعبي يخرج المسئولين عن صمتهم، ويسمح بالتحقيق لمعرفة الدور الفلسطيني في اعتقال أبو أنس الليبي، ويكشف عن مدى تورط الاجهزة الأمنية الفلسطينية في التعامل مع المخابرات الأمريكية، بعد أن اعترف عباس بتعاون الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع المخابرات الإسرائيلية من خلال التنسيق الأمني اليومي ؟.
احتل بلادي وبكى....؟!
بقلم يوسف رزقة عن وكالة الرأي
نيتنياهو يرفض مفاوضات (٥+١) مع ايران حول المشروع النووي الإيراني. نيتنياهو عمل على جبهات متعددة لمنع اتفاق أميركي مع ايران. مزاعم نيتنياهو ان ايران تراوغ المجتمع الدولي، وهي تصر على تخصيب اليورانيوم، وهي تدير برنامج عسكري بآليات سرية. وان أي اتفاق لا يوقف المشروع الإيراني هو تهديد لإسرائيل، لذا يجب إبقاء العقوبات، بل يجب تشديدها حتى تركع ايران على ركبتيها، كما ركعت سوريا.
انا كفلسطيني صاحب مشكلة، أقول حسنا، وسأفترض جدلا صحة ما يقوله نيتنياهو، ولكني أناقش العالم وليس تل أبيب في المنطق الذي يحكيه نيتنياهو للعالم.
اسرائيل دولة نووية، وما لديها من قنابل ورؤوس نووية يكفي لتدمير منطقة الشرق الأوسط بما فيها ايران مرة أو مرتين. العالم كله يعرف هذه الحقيقة، ويعرف ان اسرائيل بأسلحتها خطر على المنطقة، فلماذا لا يفرض العالم عقوبات على اسرائيل ؟ ولماذا لا يعمل على تجريدها من السلاح النووي؟ ! الإجابة معلومة لي سلفا، ولكن ما اود قوله ان اسرائيل يجب ان تكون آخر من يتحدث عن السلاح، وعن التهديدات.
إذا كان النووي الإيراني خطير على المنطقة، فإن النووي الإسرائيلي أكثر خطرا. ونحن كفلسطينيين نعاني من الاحتلال، بل نقول للعالم ان الاستيطان أخطر من السلاح النووي علينا، وعلى العالم واجب إيقاف الاستيطان. وإذا كانت ايران تراوغ وتناور في المفاوضات لكسب الوقت، فإن حكومات الاحتلال المتعاقبة تراوغ وتناور السلطة مذ عشرين سنة مفاوضات لكسب الوقت، ومنع قيام دولة فلسطينية.
إذا كانت دولة الاحتلال تملك القوة الضاغطة على العالم لكي يستمع لها، فمن حقي كفلسطين ان اقاوم بما املك وأستطيع لكي يستمع العالم لمطالبي الشرعية، ومن حق ايران والسعودية ومصر ان تمتلك القوة العسكرية اللازمة لكي يستمع العالم الى مطالبها الشرعية.
دولة الاحتلال والعسكر هي التي تهدد المنطقة بسباق تسلح نووي، وبتسلح تقليدي. لا توجد دولة في الشرق الأوسط تمارس الاحتلال والاستيطان وطرد السكان الأصليين غير اسرائيل التي تملك السلاح النووي.
ما يقوله نيتنياهو، وليبرمان، وغيرهما، وما تقوله الصحف العبرية حول لاتفاق المحتمل مع ايران، ينبغي ان يثير عجب كل فلسطين، وكل عربي، وكل حر في العالم، لا دفاعا عن إيران، ولكن دفاعا عن فلسطين، وحقوق الشعب الفلسطيني. الفلسطيني لا بواكي له في دول (٥+١)، وكلهم يبكي اسرائيل، ويمنحونها حق الفيتو في قرارات المنطقة.
عباس صديق لهذه الدول، وهو دائم الزيارة لعواصمها، والنظام العربي صديق أيضاً لها، ولكن هذه الدول لا تفرض على اسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، ولا أحد يهاجم سياستها المراوغة مع عباس، ومن البديهي انه لا أحدا منهم يعمل على إخلاء المنطقة من السلاح النووي.
ما يجدر ان نخرج به من هذه المفارقات يقول من حقي كفلسطيني، ان أكون قويا، ومسلحا، ومقاوما، لكي أدافع عن نفسي وعن حق شعبي في العيش الكريم على ارض بلدي وموطن أجدادي، ومن حق كل دولة عربية وإسلامية ان تمتلك من السلاح ما تمتلكه دولة الاحتلال سواء بسواء، حتى تنصاع هي وغيرها لإخلاء المنطقة من السلاح، وقبل ذلك من الاحتلال. إن المماثلة حق وواجب، وما دونها باطل وعدوان. وصدق المثل القائل : ( ضربني وبكى، وسبقني واشتكى؟!).
وتبقى القدس موعدنا
بقلم محمد الافرنجي عن المركز الفلسطيني
في ليل دامس وحالة من الترقب تسود أجواء غزة، في يوم من أيام "حجارة السجيل" تلك الأيام التي كسر فيها عنق الاحتلال من عجرفة وقوة ردع يتشدق بها يخيف من خلالها أصحاب النفوس الضعيفة التي فضلت الاستسلام والقبول بأن تكون تحت جناح هذا المحتل وتقبل بما يمليه عليها من إملاءات والتي عجز عن تطبيقها في غزة على شعبها ومقاومتها وحكومتها !!
ليلة ظلماء كانت فاصلة في منظومة الإعلام الحر الصادق المقاوم، حيث عملت - قناة القدس الفضائية- بكل طاقتها وجندت نفسها وكوادرها للبقاء حاضرة في الميدان, لتقدم رسالتها الإعلامية الصادقة من خلال متابعة الحدث لحظة بلحظة دون غياب, رغم كل ما كان يشوب غزة من قصف وقتل وسفك للدماء وغربان الاحتلال التي ما كانت تغادر سماء غزة بكل أنواع طائراتها الحربية وطائرات الاستطلاع بأنواعها, ناهيك عن التقنية التي تمتلكها قوات الاحتلال البربرية.
تعاهدت قناة القدس، وإدارتها وكوادرها لتبقى حواسهم نابضة بالحركة الدؤوبة والحياة المشتعلة,لتكون العين الساهرة لترقب كل ما يأتي عليه الاحتلال من جرائم بشعة ضد شعب أعزل عانق الكرامة والعزة ورفض الذل والمهانة والخنوع فاستمرت عيون القدس وطاقمها متيقظةلا يغفل لها جفن ولا تغمض لها عين ولا تنام لها حاسة.
فكانت قناة القدس بالميدان حاضرة, تجدها دائما بكاميراتها التي ترقب جرائم الاحتلال لتنشر الصورة للعالم عبر الأقمار الصناعية لتنشر حقيقة طالما غابت عن عيون العالم عن عيون أصحاب الضمائر الذين غيبهم الإعلام المفبرك والخادع الذي لا ينقل سوى عكس الصورة ليوهم العالم بعكس ما يدور على أرض الواقع, وما يؤثر بذلك على قضيتنا وعدالتها وعلى شعبنا الفلسطيني الصامد والصابر في غزة بل في كل بقعة من الأرض الفلسطينية.
صور مرت عبر الفضاء تسير معها جنبا إلى جنب الكلمة الصادقة, لتصف ما يدور في ارض غزة من مشاهد وأحداث عرت الاحتلال وكشفت زيفه وأسقطت سلاحه الإعلامي الذي كان يخدع العالم به, فأصيب الاحتلال بقهر وخسارة إعلامية ما كان يحسب لها حسابا كما بالسابق, فما كان من المحتل إلا أن يشعل نار حقده ليشحن به صواريخ القتل والدمار من طائراته التي تخفت عبر ستار ليل حالك السواد, في لحظات هدوء وسكينة كان حينها فرسان القدس يحاولون نيل قسط من الراحة لتبقى عيونهم الساهرة قادرة على الاستمرار والعمل بالميدان الملتهب, فما هي سوى لحظات حتى كسر صوت الصواريخ الغادرة سكون الليل لتضرب بكل قوة وجبروت مكتب "فضائية القدس" بغزة لتشتعل فيه نيران الحقد,جرائم تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي بحق الإعلام والإعلاميين, وما هي سوى دقائق حتى تتالت الصواريخ تباعا لتصيب حممها مكتب القناة بشكل مباشر, وصرخات تهز البناية وتكبيرات تعلو صيحاتها " الله اكبر..الله اكبر" وحالة من الفوضى أصابت المكان برمته نقل على إثرها العديد من فرسان القدس إلى سيارات الإسعاف بصعوبة بالغة, ولا تزال طائرات الاحتلال بالسماء تعربد فأصيب العديد من كوادر – فضائيةالقدس - بجراح مختلفة بترت قدم المصور والزميل " خضر الزهار" على إثرها!!
مأساه جديدة تضاف إلى الطواقم الإعلامية جراء جنون الاحتلال وجرائمه بحقهم بل بحق الإعلام بكل مكان, ذلك الإعلامي الذي تحفظه القوانين الدولية ليؤدي عمله على أفضل وجه في ميادين المعارك ليكون شاهدا حقيقيا نزيها على ما يدور في ارض الوغى, لينقل الصورة والكلمة... هو الاحتلال الغاشم الغادر الذي لا ينصاع لأي قوانين دولية أو أعراف أو أي أخلاق تصون الإعلاميين وتحفظ حقهم بالعمل, فما بالنا حينما تهاجم طائرات العدو الغاشم مكاتب الإعلاميين في لحظات سكونهم ونومهم وراحتهم لتحول المكان لحطام وظلام دامس وأشلاء متناثرة ودماء متناثرة هنا وهناك !!
كل ماحدث من دماء, وبتر للأطراف, ما زاد- قناة القدس - وإدارتها وكوادرها إلا إصراراً على المضي قدما لأداء رسالتهم الصادقة لتبقى عيونهم شاهدة بكاميراتها على عربدة الاحتلال لتوثق جرائمه وبشاعتها, وتكشف زيفه أمام عيون وشاشات العالم أينما كان في هذه الكرة الأرضية, ما اهتزت " القدس " ولا فرسانها بكل ما حملته قلوبهم من أحزان وكل ما حملته العيون من دمعات ساخنة على زملائهم الذين أصيبوا خلال الغارة الإسرائيلية الغادرة لمكتبهم.
استمرت القدس وفرسانها بعزيمة اكبر وإصرار وعناد, لتبقى دائما حاضرة في الميدان لتستمر في أدائها المميز ولتبقى الصورة حاضرة لتوثقها بالكلمة لتكون مرجعا أمام العالم الحر,وأمام المؤسسات الحقوقية والإنسانية, لتكشف عورة المحتل وتقدمه يوما ما إلى محاكمات على كل ما ارتكبه من جرائم بحق الإنسان الفلسطيني بل بحق فلسطين كل فلسطين أرضا وحجرا وشجرا وبشرا!!.
استمر فرسان القدس في أداء رسالتهم بكل عزيمة وتحدٍّ, ما استطاع الاحتلال ولا طائراته المدججة بالصواريخ أن توقف مسيرتهم الإعلامية ففرسان القدس يعتنقون شعارا طالما كان شعاعه أملا وتحديا وصمودا, حملته قناتهم لتبقى "القدس موعدنا" شعاراً يحلمون به وليكون يوما قريبا يؤدون نشرة أخبارهم بشكل مباشر من القدس من الأقصى من كل أرجاء فلسطين الحرة المستقلة, وسيبقى فرسان القدس صامدين في أداء رسالتهم إلى أن يكون هذا الحلم حقيقة لا غبار عليها فهذا إيمانهم لا يتزعزع وان قدموا أرواحهم رخيصة ثمنا لذلك لتبقى "القدس موعدنا" شعاراً وحقيقة.
سماسرة الوطن أعداء المعلم وأعداء الطالب
بقلم عبد الستار قاسم عن المركز الفلسطيني للاعلام
هل من الممكن تصديق شخص يخون أمه؟ وهل من الممكن أن يؤتمن شخص يفتح أبواب وطنه للبغاة والغزاة على مصالح الناس؟ وهل من الممكن أن يوفر من يعمل على توفير الأمن للعدو الأمن لمواطنيه؟ وهل من الممكن أن يصلح شخص فاسد أحوال الناس؟ وهل يبحث الفاسد عن الطريق القويم؟
ربما هناك في فلسطين من يظن أن سماسرة الأوطان، والفاسدين والاستبداديين سينصفون المعلم والطالب، وسيعملون على الرقي بالعلم والتعليم والارتقاء بالناس أجمعين. فاقد الشيء لا يعطيه، ومن دأب على التخريب لا يمكن أن يقبل طريق الإصلاح. الفاسد لا يرتع إلا في أجواء الفساد، والخبيث لا يمكن إلا أن يتواجد في أماكن الخبث والعفن. التعليم والرقي بمستوى الطالب والمعلم يهددان الفاسدين. الملعلم المطمئن الجيد ينقل الأخلاق الراقية للطالب، ويعلمه الحقيقة، ويساعده في فهم مجريات الأمور، وينقل إليه العقل النقدي والتحليلي. هذا بحد ذاته يشكل خطرا على الفساد والفاسدين وسماسرة الأوطان. المعلم الجيد يشكل خطرا كبيرا على المتآمرين والكاذبين والمنافقين والمتحالفين مع الأعداء، ودائما يبقى مستهدفا من كل القوى التي تعادي الوطن والمواطن من أجل تحطيمه. المعلم الجيد هو المستقبل، وهو الذي يصنع الأجيال التي تحمل أدوات الإنتاج وترفع الراية عاليا بعزة وكرامة.
الفاسدون المفسدون السماسرة لا يريدون كرامة أو عزة، وإنما يبحثون عن الشهوة ولديهم الاستعداد لبيع أنفسهم وأوطانهم ومواطنيهم من أجل بطونهم وفروجهم، ولن يتسع صدرهم لمعلم جيد أو لطالب ناضج قادر على التحليل واستيعاب العلاقات المختلفة التي يقيمها السياسيون المتآمرون. ولهذا يجب أن يبقى المعلم مشغولا بهمومه المعيشية واليومية حتى لا يقوى على أداء رسالته بأمانة وإخلاص. الذين يحرمون المعلم يتسلون ويتلهون بالناس، ويصرون على إبقاء المعلم تحت الضغط حتى لا يقع عليهم الضغط مستقبلا. مسؤولون فلسطينيون كثر نصبوا أنفسهم متطوعين في خدمة الأعداء، وقرروا العمل بجد واجتهاد من أجل تحطيم الشعب الفلسطيني وتدميره، ونحن الآن نسمع أخبارهم، ويتحدث الشارع دائما بسوء صنيعهم والمشين من أعمالهم. وإذا كان هناك من يظن أن هؤلاء سيعملون على تحقيق الأمن والاطمئنان للمواطن بخاصة المعلمين فإن عليه مراجعة ما يراه على الأرض. نحن ننظر إلى أعالهم وليس إلى أقوالهم.
والسؤال الأخير: هل تسمح لهم إسرائيل باتخاذ سياسات تعيد للإنسان الفلسطيني كرامته؟ طبعا لا. هم لن يحاولوا أصلا لأن وجودهم مرتبط بالتزامهم بمصالح إسرائيل.
وماذا علينا أن نفعل؟ علينا أن ندافع عن أنفسنا وعن حقوقنا وكرامتنا. وإن لم نقم بالفعل بالأصالة فإن أحدا في هذا العالم لن يقوم به نيابة عنا.
حتى يغيروا ما بأنفسهم!
بقلم نقولا ناصر عن المركز الفلسطيني للاعلام
"تفضل" مؤتمر القمة العربية الإفريقية الثالثة الذي اختتم أعماله في الكويت الأربعاء الماضي على عرب فلسطين المحاصرين داخل وطنهم وخارجه بإصدار بيان "خاص" بفلسطين.
ولا يعدو هذا البيان كونه تجديدا لإعلان العجز العربي عن إضافة أي جديد سوى الإعلان مجددا عن استمرار التنصل "الرسمي" من المسؤولية عن قضية فلسطين التي لم تعد "مركزية" لدى معظم الدول المشاركة، لا بصفتها قضية عربية ولا إسلامية ولا إحدى قضايا التحرر الوطني ولا حتى كقضية إنسانية من المفترض أن تتجاوز كل الاعتبارات السياسية والاقتصادية.
وليس من المتوقع طبعا أن تكون الدول الإفريقية المشاركة في القمة أكثر عروبة من العرب أو فلسطينية أكثر من الفلسطينيين، فهذه الدول التي لم تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الاحتلال إلا بعد أن أقام بعض العرب ومنهم فلسطينيون علاقات مماثلة معها لن يتغير موقفها حتى يعمل العرب وأولهم الفلسطينيون بقوله تعالى: "إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" ... أو يتغيرون هم أنفسهم.
لقد حذر المفوض العام لوكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، فيليبو غراندي، يوم الثلاثاء الماضي من زعزعة "الاستقرار الإقليمي" لأن "غزة تصبح بسرعة غير صالحة للسكن"، ودعا المجتمع الدولي إلى "عدم نسيانها" و"معالجة البعد الإنساني" و"تعزيز الأمن الإنساني" فيها.
لكن بيان القمة "الخاص" بفلسطين اكتفى بتكرار الرطانة الممجوجة عن تجديد "رفضنا وإدانتنا" لحصار قطاع غزة، واكتفى بالدعوة إلى "فتح" معابره، من دون اتخاذ اي قرار عملي ملزم لدول أعضاء في القمة وموقعة على البيان برفع حصارها للقطاع وفتح معابرها إليه، أو قرار عملي يمثل في الأقل ضغطا ولو رمزيا على دولة الاحتلال الإسرائيلي للغرض ذاته، وكأن المؤتمرين ليسوا جزءا من "المجتمع الدولي" أو كأنهم قد افتقدوا أي حس إنساني.
غير أن الأدهى والأمر هو أن البيان بدلا من ذلك بعث برسالة تشجيع إلى دولة الاحتلال للاستمرار في حصارها وتغولها على الشعب الفلسطيني المحاصر وأرضه ومقدساته، وإلا ما معنى تأكيد القمة في بيانها على "الالتزام بدعم مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي" من دون أن تشترط في الحد الأدنى رفع الحصار ووقف الاستيطان، وكلاهما مطلب فلسطيني لا انقسام عليه، كي تدعم مفاوضات يجمع الشعب الفلسطيني على المطالبة بوقفها، لا فرق في ذلك بين من يؤيد ما يسمى "عملية السلام" منهم وبين من يعارضها ؟
إن إدانة "إعلان الكويت"، الذي صدر عن القمة، "بشدة الأعمال الإرهابية وعمليات التهريب بكل أشكالها في إفريقيا وفي المنطقة العربية" ربما يكون التفسير الأرجح لاستنكافها عن اتخاذ أي إجراء عملي لرفع الحصار عن قطاع غزة في ضوء وقوع معظم الدول المشاركة في القمة تحت هيمنة الولايات المتحدة التي تدرج حركة "حماس" وحكومتها في القطاع، وكل فصائل المقاومة الموجودة فيه، ضمن قائمة المنظمات التي تعدها "إرهابية"، والتي تدين بحث أهل القطاع مضطرين عن أسباب البقاء على قيد الحياة عبر أنفاق تحت الأرض بعد أن سدت في وجوههم المعابر "الشرعية" فوقها باعتبارها "عمليات تهريب !
وتبدو القمة، كتفسير آخر، كمن يعاقب قطاع غزة المحاصر على علاقة قيادته بجماعة الإخوان المسلمين، في ضوء موقف الدول العربية الأساسية المشاركة في القمة المعادي للجماعة، وكذلك في ضوء وقوع معظم هذه الدول تحت الهيمنة الأميركية التي تجهد منذ مدة طويلة من أجل ابتداع إسلام على مقاس مصالحها وهيمنتها وشروطها ل"السلام" العربي مع دولة الاحتلال.
وفي هذا السياق، لا يمكن إلا المقارنة بين تنصل الدول العربية المعنية في مراحل سابقة من مسؤولياتها تجاه قضية فلسطين العادلة ومقاومتها المشروعة بحجة علاقات فصائلها مع الاتحاد السوفياتي السابق والصين والأحزاب الشيوعية "الكافرة" وحركة التحرر الوطني العالمية المتحالفة معها وبين تنصلها الراهن من مسؤولياتها بحجة العلاقات "الإسلامية" لفصائل أساسية في مقاومة الاحتلال، والمقارنة أيضا بين تنصلها السابق بحجة علاقات "حماس" مع إيران وبين تنصلها الراهن بحجة علاقة "حماس" مع جماعة الإخوان.
لقد تذرعت هذه الدول بحجج شتى لعدم دعم المقاومة الفلسطينية، كان منها أيضا حجة ضرورة اقتصار ممارسة هذه المقاومة على داخل الوطن المحتل، وقد استجابت كل الفصائل الفلسطينية لهذا الشرط العربي فعلا لكن الدعم العربي، سواء للمقاوم أم للمفاوض الفلسطيني، ما زال رهنا بالقرار الأميركي، ولن تعدم هذه الدول في المستقبل ذرائع أخرى مختلفة، لأنها تعارض المقاومة بكل أشكالها من حيث المبدأ.
إن من يطالب من العرب اليوم حركة حماس بفك ارتباطها مع جماعة الإخوان عليه أولا أن يؤهلها لذلك فيغنيها عن دعم الإخوان أو غيرهم لها، بدعمها وحركات المقاومة الأخرى كحركات للتحرر الوطني، بغض النظر عن انتماءاتها النظرية.
وقد فعلت إيران وسوريا وحزب الله في لبنان ذلك، ومن المؤكد أنها لن تتردد في أن تعيد الكرة، وهو ما يرتب على حماس استحقاق إعادة تقويم لاصطفافها الاستراتيجي ولموقعها بين انتمائها العقائدي وبين كونها حركة مقاومة للتحرر الوطني.
لكن في كل الأحوال، على من يطالب حماس بذلك ثانيا أن لا يأخذ الشعب الفلسطيني بجريرة أي انتماءات "نظرية" لفصائله المقاومة، فيعاقبه جماعيا بذريعتها، ليس عقابا سياسيا فحسب بل وإنسانيا كذلك كما هو الحال اليوم.
لقد كان الشعب الفلسطيني هو الضحية دائما، مأخوذا بجريرة علاقات فصائله الوطنية والمقاومة مع قوى خارجية توفر لها الدعم الذي لا تريد هذه الدول العربية المعنية تقديمه، أو تعجز عن تقديمه بسبب علاقتها مع الولايات المتحدة.
إن تأكيد القمة على دعم مسار المفاوضات "على أساس مبادرة السلام العربية" و"قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة" قد يخدع القارئ فيظن أنها دعوة لوقف المفاوضات الجارية منذ أواخر تموز الماضي بسبب أنها لا تجري على هذا الأساس، وكان الأحرى بالقمة أن تدعو إلى وقف هذه المفاوضات لهذا السبب بالذات، لا أن تدعم استمرارها حتى انتهاء الشهور التسعة المحددة "إطارا زمنيا" لها.
ف"المبادرة" قد تحولت إلى "سقط متاع" لا تعترف بها لا دولة الاحتلال ولا الوسيط الأميركي ولا يعترف بها فلسطينيا إلا مفاوض منظمة التحرير بحجة أنها أصبحت جزءا من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1515 كما يكرر الرئيس محمود عباس القول، وهي التي تنص على حل قضيتهم حلا "عادلا متفقا عليه" مع دولة الاحتلال بينما ينص قرار الشرعية الدولية رقم 194 على عودتهم وتعويضهم.
ويظهر تناقض القمة جليا في دعوتها إلى اعتماد "قرارات الشرعية الدولية" أساسا لاعتمادها "القدس الشرقية" عاصمة لدولة فلسطينية، فلا يوجد قرار للأمم المتحدة يدعو إلى "تقسيم" القدس حتى الآن.
أما دعوة القمة لاعتماد "خطة خارطة الطريق" أساسا للمفاوضات فإنها دعوة صريحة لاستمرار "التنسيق الأمني" المنبثق عن تلك الخطة مع دولة الاحتلال.
إرهاب مصطنع
بقلم حلمي الأسمر عن فلسطين الان
هؤلاء الذين يسرقون البسمة من عيون الأطفال هم صناع "الإرهاب"، وهم الذين يحرضون حتى المحايدين على الجنون، وارتكاب أفعال خارجة عن كل إنسانية وعرف وأخلاق!
من حيث المبدأ، أمقت كل من يلجأ لحل خلافه مع أخيه بالطخ والعنف والجنون، أنا ضد أي عنف يستعمل ما لم يكن ضد عدو بيّن العداء ولا يحتاج إلى تأويل، ابتداء من العنف الأسري، مرورا بنزاعات الجامعات، وصولا إلى الحروب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد، وانتهاء بسرقة صناديق الاقتراع، ورمي نتائجها إلى صناديق الزبالة!
طالب مصري قال في وجه "مفتن" أقصد مفتي مصر السابق: حسبنا الله ونعم الوكيل، فتم اعتقاله، كما أعلن اتحاد طلاب مصر أمس السبت، لو خرج هذا الطالب من السجن وارتكب "حماقة" ما، فمن يُدان؟ أليس من اعتقله وبطش به ونكل به الأولى بالتوبيخ؟
في نهاية السنة العبرية، نشرت صحيفة معاريف على موقعها الالكتروني تقريراً حول ما أسمتها بخريطة المخاطر التي تهدد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة من تغييرات متسارعة ربما تتأثر بها إسرائيل بشكل سلبي على مدار العام المقبل، وأكثر ما لفت نظري في تقويمات الصحيفة، أن الجيش المصري –رغم كل ما حدث- لا يزال الوحيد القادر على مواجهة إسرائيل ميدانياً، بينما تشكل كل من إيران وسوريا وحزب الله والقاعدة مصادر قلق تهدد الأمن الإسرائيلي، وبحسب التقديرات الصهيونية فإن الجيش المصري هو الوحيد، في المنطقة، القادر على مواجهة الجيش الإسرائيلي في ميادين القتال. ولم تؤثر الهزات السياسية التي عصفت بمصر في العامين الماضيين، على البنية الأساسية له، على الرغم من أن الجهات الأمنية في إسرائيل ومصر تحرصان بشكل مستمر على التوضيح بأن العلاقات بين الجيشين جيدة، وأن كلا الطرفين يعملان من خلال مصالح متشابهة في محاربة منظمات بات الطرفان يسميهما بأنها منظمات "الإرهاب" الخوف الذي ينتابنا جميعا في ظل الظروف الحالية، أن تؤثر تلك المعركة المفتعلة مع ما يسمى الإرهاب على عقيدة هذا الجيش، وتدخله في نفق مخيف من الانشغال بمعارك جانبية، حلها أساسا سياسي وليس أمنيا،(إلا إذا كان الهدف اصلا تدمير مصر وجيشها!) فما يجري اليوم في سيناء وبعض مناطق الصعيد، وأنحاء مصر كافة، وفق ما أعلن وزير داخلية الانقلاب المصري بالأمس، أشبه ما يكون بنسخة مصرية خفيفة من الحرب الأهلية التي استمرت في الجزائر نحو عشر سنوات (العشْرية السوداء) وحصدت مئات الآلاف من الأرواح، ثم عاد جميع الأطراف لخيار المصالحة الوطنية الحتمي، وكان حريا بها أن تلجأ لهذا الخيار وتوفر على البلد إهدار كل تلك الأرواح، ناهيك عن كلفتها الاقتصادية والاجتماعية المدمرة، مصر ليست بحاجة لعشرية سوداء، بل عشرية بيضاء من التصالح مع الذات، وتغليب خيار الوحدة والحوار والتفاهم، وإعادة بناء ما دمرته عصور الحكم العسكري الغابرة، ذلك أن الحفاظ على مصر وجيش مصر، ليس مصلحة وطنية مصرية، بل مصلحة قومية عربية، ولن يكون من مصلحة أحد، باستثناء إسرائيل، أن يغوص جيش مصر في وحل حرب مفتعلة اسمها الحرب على إرهاب "مصنوع".
الإرهاب الإسرائيلي والوجود الإيراني
بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
" خط أحمر بالنسبة إلى المجتمع الدولي؛ الغربي والعربي أحيانا،حتى الكلمة يحاسب عليها السياسيون ورؤساء الدول إن لم تعجب العدو الإسرائيلي ووضعت في خانة المحرمات والمعاداة للسامية والتي أكبرها عدم الاعتراف بحق " إسرائيل" في الوجود أو التهديد بمسحها عن الخارطة.
وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون وأمام نظيره الأمريكي هدد إيران بمواجهة إشكالية "إما القنبلة النووية الإيرانية أو البقاء"، وهذا تهديد إسرائيلي صريح لوجود إيران، أي انه يهدد بإبادتها أو بمسحها عن الخارطة إذا لم تتراجع عن برنامجها النووي أو إذا توصلت القوى الكبرى إلى " اتفاق سيئ "معها كما يصفه بنيامين نتنياهو الذي يعتقد أن عدم وجود اتفاق أفضل من وجود اتفاق سيئ، ولكن في الحالتين فإن إيران مهددة باستمرار الحصار وربما بالدمار من قبل القوى الكبرى إن لم تعقد الاتفاق وهي كذلك مهددة من " إسرائيل" إذا ما تم الاتفاق.
لا يحق للعدو الإسرائيلي أن يهدد الوجود الإيراني أو أي كيان طبيعي وشرعي في العالم، وعلى المجتمع الدولي كف يد الإرهاب الإسرائيلي عن تهديد المجتمعات العربية والإسلامية، لأن دولة الاحتلال " إسرائيل" لا تملك أصلا حق الوجود في فلسطين ولا في المنظومة الدولية، ولكن ذلك لا ينفي حق اليهود في الوجود و العيش بسلام في أوطانهم الأصلية أو كرعايا أجانب تم استضافتهم بطريقة طبيعة وليس بالاحتلال أو الاغتصاب كما هو الوضع في فلسطين المحتلة.
تهديدات موشيه يعالون في حضرة نظرائه من أمريكا وأوروبا يجب ان لا تمر مرور الكرام، وعلى إيران والدول العربية والإسلامية أن تقدم احتجاجها في مجلس الأمن والمحافل الدولية على العربدة والوقاحة الصهيونية والتواطؤ الغربي، ويجب معاملة دولة الاحتلال "إسرائيل" بالمثل من اجل إحراجها وإحراج الولايات المتحدة الأمريكية التي تكيل بالمكيال الإسرائيلي فتسمح لدولة إرهابية مثل " إسرائيل" امتلاك النووي وكل الأسلحة المحرمة دوليا وتقود تحالفا يحاصر إيران ويعاقبها لمجرد أنها سعت لتطوير قدراتها النووية من اجل إنتاج الطاقة ولغايات مدنية وسلمية.
غزة تُعاقَب يا أمة المليارات
بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين
مما لا شك فيه أن قطاع غزة يعيش في حالة تضييق وحصار غير مسبوقة منذ عام 2008 م قبل وبعد حرب الفرقان تقريبا , فهو الآن بلا كهرباء , وبلا وقود وبلا غاز طهي , وبلا مواد بناء وبلا سيولة مالية... لقد غاظتهم قدرة الشعب الفلسطيني في غزة على التغلب على الأزمات المُتتالية والمُتجددة , والانتصار على الحصار , وقهر سياسات الإذلال التي أرادوها ... اليوم نعيش في جولة ربما هي الأقسى من الحصار اللعين , حيث أرادوا العقاب , والكدر , والنكد , والتحريض , ونشر الذعر , وجددوا الربط الشرطي بين تبني المقاومة وبين العقاب ودفع الفاتورة , إنهم يُمارسون الحرب الاقتصادية الشاملة , لتحقيق الهزيمة النفسية والمعنوية , التي ستُؤدي إلى رفع الراية البيضاء والانتصار العسكري على المقاومة من وجهة نظرهم . غزة تُعاقب على خياراتها , وعلى فعلها , فهي من وقف في وجه الصلف العالمي الظالم والاستبداد الصهيوني , وهي من يرفض شروط الرباعية المذلة . غزة تُعاقب على مقاومتها وعلى نجاحاتها في وفاء الأحرار والفرقان والسجيل , غزة تُعاقب لأنها تجرأت على قصف تل الربيع والقدس ,غزة تُعاقب لأنها أول شرارة الثورة العربية على الأنظمة والظلم والقهر ,غزة تُعاقب لأنها كشفت زيف الأنظمة الفاسدة أمام شعوبها.
غزة تُعاقب اليوم بحرمانها من أهم منتج عربي وإسلامي , تُعاقب بمنع البنزين والسولار , والكهرباء , ومواد البناء و غاز الطهي ...هذه السلع من أهم ما يُميز العالم العربي , فالدول العربية والإسلامية تصدر للعالم كله مشتقات البترول وعوامل إنتاج الكهرباء , وغزة التي لا توازي حيًّا من أحياء عاصمة عربية تغرق في الظلام . أليس هذا عارا كبيرا ؟! أليس هذا تواطؤا ومشاركة ؟! ماذا سيقول حكام العرب, وأثرياء المسلمين ,وقادة الرأي في العالم العربي للتاريخ وللأجيال وللضمير وفي القبر وأمام الله يوم المحشر ؟! يا عرب ويامسلمين : غزة منارة العزة , ومُلهمة الكرامة , ومُحركة كمائن النصر والشموخ ليس في فلسطين بل في الأمة بل وفي العالم ...أيُفعل بها هكذا في زمن المدنية والأضواء والحريات وشعارات الإنسانية؟ . أتُترك غزة فريسة للاحتلال وأعوانه في الداخل والخارج لينتقم منها في ظل مؤامرة مركبة هدفها ليست جغرافية غزة بقدر ما هو مقاومة الأمة وفلسطين والقدس. حصار غزة تتحمل مسئوليته السلطة الجائرة التي لا تعرف قيما ولا وحدة , وتستخدم كل الأدوات والعلاقات , للانتقام من غزة , حيث مازالت تعتبرها خارج الشرعية ويجب أن تُؤدب حتى ولو بقطع الكهرباء والدواء والماء والهواء إن تمكنت . والدول العربية والإسلامية التي تقف عاجزة وصامتة ومنها ما هو مشارك مسئولة, والمؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة التي أشبعتنا تصريحات وكلاما دون أن تحرك ساكنا مسئولة، كذلك فصائل منظمة التحرير العاملة في غزة التي لها علاقات تنظيمية ومالية وسياسية مع سلطة عباس وقادرة على الضغط عليها لحل الأزمات غير بريئة ...كل هذه الأطراف لو لم يكن لها دور ورغبة في إغراق القطاع في الظلام والأزمات لما تمكن الاحتلال من تنفيذ سياسته؟ , نقولها بكل أسف لقد تلاقت نوايا بعض الأطراف مع نوايا الاحتلال ورضيت أن تكون (ملقطا له) يستخدمه ضد غزة ... إن بقاء الحال على هذه الأوضاع يتطلب ليس بركان غضب واحدا بل براكين غضب في وجه الجميع وبكل الاتجاهات ,لأن المقاومة تخشى أن تتأثر من هذه الأوضاع اللعينة إن بقيت على حالها .
السرّ في التوقيت
بقلم أغر ناهض الريس عن فلسطين اون لاين
يلعب التوقيت دورًا أساسيًّا في حياة المرءمنذ لحظة الخلق حتى الممات،الجينات الوراثية هي نفسها في جميع خلايا الجنين، ولكن التوقيت يجعل بعضها ينشط في حين يكمن بعض آخر في انتظار الوقت المناسب،ما يعطي كل خلية وظيفتها المميزة، ثم يحدد التوقيت ميعادالخطوة الأولى والكلمة الأولى ووقتدخول المدرسة ومباشرة العمل وميعاد تأسيس الأسرة، وهكذا حتى تسلّم الروح، خلال رحلة الحياة هذه يجب على المرء أخذ قراراته المصيرية في الوقت المناسبأو تصبح عديمة الجدوى، ففي التوقيت سرّ الحياة ونجاحها،ليس على مستوى الأفراد فحسب بل على مستوى الأمم التي تتنافس فيما بينها لاستثمار التوقيت المناسب لأخذ القرارات التي قد تنهض بالأمة، أوتهوي بها إلى مكان سحيق.
فماذا عنا؟، هل نجيد التوقيت أم أنه أحد الأمور التي سقطت مع الكثير من أولويات حياتنا؟، الحقيقة أننارديئون جدًّا في مسألة التوقيت هذه، خذ مثلًا جريمة اغتيال الرئيس عرفات؛ فقد أضعنا 9 سنوات لكشف سراغتياله،مع يقيننا بحدوث جريمة الاغتيال. لحسن الحظ أن أدلة اغتياله لم تتلاش مع التقادم؛لطبيعتها المشعة، وإلا لكان سراغتياله قد دفن معه، ولكن ماالذي خسرناه من وراء هذا التوقيت الخطأ؟.
لطالما اعتقد الاحتلال أن يوم اغتيال الرئيس عرفات سيشهد انتفاضة الشعب الفلسطيني كله، إلا أن تقاعسنا وتوقيتنا الخطأ أديا إلى هدر دماء الرئيس،فلا انتفض الشعب ولا قامت له قائمة.
ثم أتت المفاوضات العقيمة لتضرب مثالًا آخر للتوقيت السيئ، فما جدواها حين يمتلك الاحتلال كل الأوراق الرابحة ولا نمتلك شيئًا؟!، أما الانقلاب في مصر فهومثال للتوقيت الجيد، للكيان العبري وحلفائه، بلاشك،فلما بدأ سكان غزة يشعرون بإمكانية العيش مثل بقية شعوب العالم من غير تهديد وظلمة وسجن كبير، فقط عندما بدأالمستثمرون التفكير بأن الوقت قد حان للاستثماروتحريك عجلة الاقتصاد؛ فإن الوقت قد حان لوضع حدّ لهذا الحلم بانقلاب عسكري في مصر، وإعادة غزة إلىظلام السجن الدامس قبل أن ينسى أهلها أن الاحتلالهوصاحب الكلمة.
إلى متى سنظل نخطئ التوقيت في حينيصيبه أعداؤنا؟!،ومتى سنتعلم أن هناك وقتًا للصمت وآخر للفعل، ووقتًا لترك الأمور على حالها وآخر للمّالنفس بعد تبعثرها؟!،ومتى سيتعلم سياسيونا أن التوقيت هو لبّ السياسة، وأنه بالإمكان فعل أي شيء، ولكن في الوقتالمناسب عندمايتحقق التوازن بين الإمكانات والفرص المتاحة،قد يكونالتوقيت الجيد ليس ممكنًا دائمًا في واقعنا المعقد، ولكن التوقيت الخطأ هو حتمًا ليس السبيل إلى التقدم بلزيادة التعقيد.
