اقلام واراء اسرائيلي 498
7/12/2013
رؤية اسرائيلية جديدة لإدارة الصراع إقليميا
في هــــــذا الملف
رؤية اسرائيلية جديدة لإدارة الصراع إقليميا
تل ابيب تتجه الى تبريد الأزمة مع الادارة الامريكية لمنع الايرانيين من تحقيق اي تقدم عسكري في مشروعهم الذري
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
‘القاعدة’ على أبواب مطار بن غوريون!
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
هل فقدت دولة اسرائيل النقب؟
بقلم:إميلي عمروسي،عن اسرائيل اليوم
سذاجة اسرائيلية!
بقلم:غابي افيطال،عن اسرائيل اليوم
زمن الانفلات
بقلم:أمنون لورد،عن معاريف
لمصلحة من النزاع الاسرائيلي الاردني؟
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
‘ عنتر الأقرع′ لا يستحق الموت
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
اغتيال مفتوح على الغيب
بقلم:عاموس هرئيل'،عن هآرتس
تل ابيب تتجه الى تبريد الأزمة مع الادارة الامريكية لمنع الايرانيين من تحقيق اي تقدم عسكري في مشروعهم الذري
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
الى أين ذهبت اذا كل تلك المليارات الـ 12 التي طلبتموها؟’، سأل رئيس الوزراء قائد سلاح الجو، ولم يكن هو اهود اولمرت الذي كان يسأل منذ أن استقال هذا السؤال تحت كل شجرة ناضرة (ويصر بالمناسبة على مبلغ 10 مليارات شيكل خصوصا). إن الذي سأل هذا السؤال الذي تناول المبلغ الذي تم انفاقه في السنوات الست الاخيرة على الاستعداد الاستخباري والعملياتي للهجوم على ايران كان بنيامين نتنياهو خاصة بعد فوزه في الانتخابات الاخيرة بقليل.
كان ذلك ‘تباحثا في الوضع′ مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان وقائد سلاح الجو وفريق خبراء في سؤال أين يقف استعداد اسرائيل العسكري لامكانية الهجوم على ايران. وتجري هذه المباحثات منذ سنين بصورة منظمة في حين يعرض الجيش ولا سيما قائد سلاح الجو درجة الاستعداد للهجوم والفروق والحاجات. وعرض قائد سلاح الجو أمير ايشل في تلك المباحثة المذكورة، الخطة وبين آخر الامر ايضا بلغة واضحة جدا الثمن الباهظ الذي سيدفعه سلاح الجو في الأساس في هذا الهجوم. ونفد صبر نتنياهو فقال: أنتم تطلبون المال أولا وبعد ذلك تُبينون لي الحدود. وهو لم يستعمل هذه الكلمات حقا لكن الحاضرين في الغرفة فهموا بالضبط غضب رئيس الوزراء على الجيش. وقد جُر ذلك من فترة ولاية رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي الذي صد لا بالحديث فقط نضج الخطط.
يعرف نتنياهو الخطط بأدق تفاصيلها. وليس من الصدفة أن عين رجل سلاح الجو اللواء يوحنان لوكر أمين سره العسكري. فقد منحه لوكر زيادة فهم لقدرات سلاح الجو على تنفيذ عمليات فعالة في ايران، وهو الى اليوم يؤمن بهذا الخيار. وما كان مستعدا لقبول شك قائدي سلاح الجو الاخيرين عيدو نحوشتان وأمير ايشل اللذين عبرا عن رأيهما كل واحد باسلوبه: أما نحوشتان فأشد انطواءا وأما ايشل فلا ينتقي كلماته.
نبعت خيبة أمل نتنياهو ايضا من حقيقة أن المجلس الوزاري المصغر لم يرفض قط طلبات الجيش ولا سيما سلاح الجو والاستخبارات. فقد طلبوا وأخذوا فكانت خطط تطوير ونفقات وتسلح وقوة بشرية. واحتفل العلماء والصناعات العليا، وارتفع سلاح الجو و’أمان’ عدة درجات على نحو لم يحلما به، واشتملت الخطط المفصلة التي نضجت على قدرات طورت في اسرائيل لا مثيل لها في العالم، بل إن بعضها غير معروف في أي مكان حتى ولا عند اصدقائنا.
””” سيناريوهات وحكايات
كان الرئيس الامريكي في بداية هذه السنة مذعورا خشية أن تهاجم اسرائيل وهدد نتنياهو بصورة شخصية تقريبا ليضبط نفسه. وقد استقبلوا في اسرائيل في تلك الفترة جهدا استخباريا معززا للقوى العظمى ما زال مستمرا حتى اليوم، لجمع كل معلومة وكل أثر وكل شظية الكترومغناطيسية تطلق في الهواء في الشرق الاوسط، ويشارك في هذا الجهد الروس والفرنسيون والامريكيون الذين عززوا اجهزتهم في كل مكان حتى في البحر. وعادت الى البحر المتوسط فجأة ‘سفن الصيد’ الشهيرة بفضل غابات الهوائيات فيها بكميات غير عادية. وكانت الحساسية في ذروتها وشمل ذلك تفجيرات غامضة في سوريا لم ينجح الايرانيون والروس برغم الفحوص التي أجروها في أن يزيلوا عنها رداء الغموض.
بعد ذلك أرسلت اسرائيل الى الروس والايرانيين والسوريين لغزا آخر وهو صاروخ ‘أنكور’ أُطلق من طائرة اف 15 وكان يرمي الى أن يكون صاروخا هدفا في اطار تجربة صواريخ حيتس. وكان ذلك اظهار قوة اسرائيلية لاجل الردع يقول: ‘دير بالك’، يحسن أن تنظروا الى قدراتنا بجدية.
تبين لاسرائيل أن الامريكيين يجرون من وراء ظهرها تفاوضا سريا مع الايرانيين في دول الخليج. وبدأ التراسل بين رئيس مجلس الامن القومي آنذاك يعقوب عميدرور، ومستشار الامن القومي الامريكي في ذلك الوقت توم دونلون. إن الامريكيين لا يكذبون لكنهم لا يقولون الحقيقة كلها لحليفتهم.وكانت اجوبة الاسئلة التي تأتي من اسرائيل تبدأ بـ ‘سنفحص’. وبعد ذلك، حينما ضغطت اسرائيل أكثر بدأ دونلون يروي قصصا عن ‘لقاءات اكاديمية’ بين ايرانيين و’خبراء’ ومبعوثين امريكيين من تلقاء أنفسهم لم تتم بحسب رأي الادارة. ولم تعرف اسرائيل بالاتصالات بين رئيسة وفد الولايات المتحدة الى الامم المتحدة آنذاك سوزان رايس وممثلي ايران هناك، ولم يبلغها الامريكيون ذلك.
لم ينبع ضغط نتنياهو فقط من الاجراءات السياسية التي تم من وراء ظهر اسرائيل لتسويات مع ايران بل من حقيقة أن وزير الدفاع آنذاك اهود باراك ايضا أقنع المحيطين به بأن الزمن ينفد وأن ايران توشك أن تدخل في 2013 ‘منطقة الحصانة’، وهذا مصطلح يصف وضعا يبلغ فيه السباق بين المهاجم والمدافع نقطة يكون للمدافع ميزة فيها. أي أنه وضع ستخطيء فيه العملية الهجومية الاسرائيلية على ايران هدفها الرئيس ولا تكون مجدية. وثم وضع آخر لـ ‘منطقة الحصانة’ وهو حينما يصبح المفاعل الذري ‘ساخنا’. وفي هذه الحال قد يسبب ضربه ضررا بيئيا عظيما. وهذا هو السبب الذي جعل اسرائيل تضغط وجعل القوى العظمى الى الايرانيين أن يكفوا تماما عن الاستمرار في بناء المفاعل الذري في أراك.
قال غاري سيمور، الذي كان في الماضي مستشار اوباما في الشؤون الذرية، والذي جاء الى مؤتمر في اسرائيل في هذه الايام، قال في هذا الاسبوع إن الامريكيين آمنوا بأن اسرائيل ستهاجم في 2012. وخشي الامريكيون أن يفضي هذا الهجوم الى تدهور اقليمي يجرهم الى عمل عسكري لا يخدم مصالحهم. ولم يُعقهم ذلك احيانا عن استعمال السوط العسكري الاسرائيلي لتقوية التحالف الدولي والعقوبات على ايران ولاحداث شعور بالخوف عند الايرانيين.
حللوا في الادارة الامريكية دائما قدرات اسرائيل واستعدادها للهجوم على ايران. وعُرضت هناك اربعة سيناريوهات محتملة. الاول: الهجوم على منشأة ذرية واحدة في أراك أو في بوشهر أو في مكان آخر. ولسلاح الجو الاسرائيلي تجربة ناجحة وقدرات جيدة حتى في هذا المدى لتنفيذ عملية نقطية كهذه. وله ايضا العلم والطائرات والتسليح الصحيح والقدرة الدفاعية التي تُمكن الطيارين من قدرة عالية على البقاء. بيد أن الهجوم على منشأة واحدة في ظروف ايران، كالهجوم على المفاعل الذري في العراق وسوريا، غير ذي موضوع لأن البنية التحتية الذرية الايرانية تشمل نحوا من ثماني منشآت تخصيب كبيرة متصلة باستخراج الوقود الذري، ونحوا من عشرة مختبرات من أنواع مختلفة ومناجم يورانيوم ونحوا من 50 ألف عامل.
إن الحديث عن بنية تحتية قومية لا عن منشأة واحدة. ولاحراز نجاح حتى بدرجة 70 بالمئة في القضاء على بنية تحتية من هذا النوع، يحتاج المخطط العسكري الى بناء عملية تدوم اسابيع تشمل هجمات وهجمات مكررة وتشمل سيطرة استخبارية جيدة جدا في الوقت المناسب ومع سلاح خاص يُمكن من القضاء على أهداف في داخل الارض. وهذا هو السيناريو الثاني الذي خططه الامريكيون وهو لا يلائم حجم سلاح الجو الاسرائيلي والجو الدولي. فليس الحديث هنا عن هجوم على مفاعل ذري واحد في العراق أو في سوريا، بل عن أهداف مدافَع عنها جيدا بمنظومات دفاع جوي كثيفة جدا. ويرى الامريكيون أن اسرائيل ليس لها حتى قدرة ادعاء الوصول الى عملية من هذا النوع، هذا الى أنهم يتحدثون طول الوقت عن أعداد كبيرة من المصابين عند المهاجِم في هجمات من هذا النوع. وما كان أحد ليدع اسرائيل تقوم بهذا القتال اسابيع طويلة، فوق ايران ايضا.
كان الامريكيون خائفين من السيناريو الثالث أكثر من كل شيء وهو الذي رأوه الأكثر واقعية بالنسبة لقدرات سلاح الجو الاسرائيلي، وهو ‘هجوم تحريك’. فالحديث عن هجوم على عدد قليل من الأهداف المهمة جدا للنظام الايراني أو للبنية التحتية الذرية يُحرك الازمة نحو حل سياسي تريده اسرائيل.
وكان تقدير الوضع الامريكي أن عملية من هذا النوع حتى قبل أن تحرك مسيرة سياسية ستوجب على الولايات المتحدة أن تدخل الصورة العسكرية لمنع الايرانيين من انجاز عسكري يجعل التسوية السياسية غير مقبولة ويجعل المشروع الذري الايراني لا عودة عنه. والحديث في هذه الحال بحسب السيناريو الامريكي عن عملية عسكرية اسرائيل تستمر اربعة ايام حتى اسبوع وتشمل أمواجا متوالية من الهجمات في العمق. وخطر هجوم التحريك هذا هو أن يتدهور الوضع الى السيناريو الرابع وهو السيناريو الذي يشبه الكابوس عند حلف شمال الاطلسي وهو حرب شاملة لايران تفضي الى احتلال أجزاء منها واسقاط نظام الحكم.
لم تعِد الولايات المتحدة قط اسرائيل بازاء كل واحد من هذه السيناريوهات أن تمنحها ‘قدما سياسية مُنهية’. بل إن اسرائيل حتى بعد السيناريو الثاني وهو الضرب المحدود لأهداف لنظام الحكم أو لبنى تحتية ايرانية، قد تجد نفسها بعد بضعة ايام من هجوم ناجح على ايران بغير الجزء السياسي الذي كان يفترض أن تحركه الضربة العسكرية. ويصف كبار مسؤولي جهاز الامن في اسرائيل ذلك اليوم بلغة مغسولة بقولهم: لم ينشأ ‘الجو الاستراتيجي’ الصحيح للهجوم، ولهذا لم يحدث ذلك في السنوات الست الاخيرة ولن يحدث ايضا في السنة القريبة في اثناء التفاوض.
الى جانب حكاية الوعد الذي لم يوجد بقدم امريكية سياسية مُنهية، نشأت في الشرق الاوسط حكاية اخرى مدنية تقول إن السعودية كانت مستعدة لمساعدة اسرائيل، ويشمل ذلك فتح سماء السعودية لطائرات هجوم اسرائيلية وهو ما كان يمكن في ظاهر الامر أن يقلل التعلق بالتعاون مع الولايات المتحدة. وتُعرف جهات سياسية في اسرائيل هذه الانباء التي نشرت في الصحف البريطانية خصوصا بأنها ‘فلكلور اعلامي’.
نقل السعوديون طول جميع الاتصالات غير الرسمية بواسطة طرف ثالث، الى حكومة اسرائيل رسالة واحدة ثابتة وهي: نحن نعارض بكل قوة هجوما اسرائيليا على ايران. فقد أدرك السعوديون الامكانات العسكرية التي تواجه اسرائيل وقدروا كما بينوا لاسرائيل ايضا أن الهجوم سيجر المنطقة الى ورطة دامية. وقالوا أنه اذا حدث ضرر جزئي بالبرنامج الذري الايراني ايضا فان الهجوم سيفضي الى انهيار العقوبات وانهيار جبهة الدول الغربية في وجه ايران.
إن الازمة الذرية الايرانية طورت كما يبدو العلاقات بين اسرائيل والسعودية، لكن الهجوم الاسرائيلي على ايران ما كان قط قاسما مشتركا بين الدولتين. تحدثت السعودية واسرائيل عن صد التأثير الايراني الاقليمي، ووقف التآمر الايراني، ووقف نشر السلاح في المنطقة، والحفاظ على استقرار الحكم الاردني وصد الجهاد العالمي. بل إن السعوديين بينوا أنهم سيكونون مستعدين للخروج من الخزانة اذا حدث تقدم ما في التفاوض مع الفلسطينيين أو تناول ايجابي اسرائيلي للمبادرة السعودية المعروفة ايضا بأنها المبادرة العربية لتسوية اقليمية. إن ظهور الرئيس بيرس ببث حي من القدس أمام 29 وزير خارجية للدول العربية في أبو ظبي قبل نحو من اسبوعين يمكن أن يكون إظهار نية أول لاخراج العلاقات بين السعودية واسرائيل من الظلام الى النور.
”
إشارات الى خطط جديدة
”””
”’ إن التوجه الامريكي المصمم الى تسوية سياسية مع الايرانيين يعبر عن شعور الادارة الامريكية بأن ليس لاسرائيل خيار عسكري في مواجهة ايران. وإن التصريحات الغاضبة من الرئيس اوباما ووزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الموجهة الى اسرائيل تقول في واقع الامر: كفوا عن التشويش، وكفوا عن التهديد فليس عندكم في الحقيقة سوط حقيقي. فقد نجحت اسرائيل في الردع وفي التأثير ما بقوا في العالم يؤمنون بأن عندها القدرة على الهجوم وارادة الهجوم. وانتهت هذه اللعبة اليوم، فما عادوا يؤمنون بها.
إن التوقيع على الاتفاق في جنيف وضع أمام اسرائيل حقيقتين استراتيجيتين جديدتين جوهريتين. الاولى أن الولايات المتحدة بدأت بعد ثلاثين سنة عداوة حوارا سياسيا مع ايران بغرض تطبيع العلاقات بين الدولتين. والثانية أن استراتيجية السوط الاسرائيلية الحالية فقدت معناها. وسواء أكان تهديد اسرائيلي حقيقي بالهجوم على ايران أو خدعة بُنيت لأجل الردع فقط، فقد انتهى ذلك. ويجب على اسرائيل الآن أن تستعد لهذا الوضع الجديد في الصعيد العسكري وفي الصعيد السياسي ايضا.
أما في الصعيد السياسي فقد اتُخذ في اسرائيل قرار تقليل الاختلاف مع الولايات المتحدة وارسال رئيس مجلس الامن القومي يوسي كوهين الى الولايات المتحدة ليحاور الامريكيين هناك ولبذل كل ما يستطيع لدفع البرنامج الذري الايراني الى الوراء بقدر المستطاع وللتحقق من أن الشركات الغربية لا تجري للتوقيع على صفقات مع الايرانيين في المستقبل. وتريد اسرائيل الى ذلك أن تؤثر في مجلس النواب الامريكي كي يُهييء رزمة عقوبات اخرى تدخل حيز التنفيذ اذا لم يوجد اتفاق دائم مع ايران يرضيها.
وأما في المجال العسكري فان الاستعداد أكثر تعقيدا. فقد كان يفترض أن يكون الجيش مستعدا في ظاهر الامر حتى التوقيع على اتفاق جنيف لهجوم في كل وقت مع خضوع لقرار المستوى السياسي، وهو ما اقتضى نفقات كبيرة جدا على الاستعداد.
لن يوجد هجوم على ايران في السنة القريبة، ولهذا فان كل الاموال التي تحول للاستعداد يفترض أن تحول الى حاجات اخرى. ويجب على اسرائيل بازاء الظروف الجديدة أن تنشيء قدرة ردعية فعالة لا نظرية لأن الخطط التي تم اعدادها الى الآن فقدت كما يبدو جزءا كبيرا من صلتها بالواقع. فاذا فشلت المحادثات مع ايران فان القدرة العملياتية والردعية سترمي الى صد حصولها على القدرة الذرية. ومن الصحيح الى الآن أن اسرائيل ربحت سنة هادئة في مجال الاستعداد لايران. ويجب عليها في 2015 أن تعود مع قدرات مختلفة يمكن اظهارها لأجل الردع.
تظهر اشارات الى تلك القدرات في خطة العمل المفصلة التي وضعها رئيس هيئة الاركان بني غانتس للجيش الاسرائيلي في العقد القريب. ويتحدث رئيس هيئة الاركان في جملة ما يتحدث عنه عن تطوير قدرات في مجالات المعارك التي لا يشارك فيها بشر على اختلاف أنواعها. وهذه اشياء أصبحت موجودة في المختبرات فيجب أن يوجه المال الى هناك. ويتحدث رئيس هيئة الاركان في فصل آخر عن تقوية القدرة على ‘العمل في العمق’: في الاوقات العادية وفي الاوقات الطارئة وفي الحرب. ويقرر في نهاية الفقرة الرؤيا للجيش وهي ‘لا يوجد مكان بعيد جدا’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘القاعدة’ على أبواب مطار بن غوريون!
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
تتإن ‘التسويات الامنية’ التي يتحدث عنها الامريكيون قد تكون لها صلة بثمانينيات القرن العشرين، لكن الربيع السلفي غير كل شيء، فقد أصبحت العصابات السلفية من مخربي القاعدة واحدا من التهديدات المركزية، فهم يستطيعون بصواريخ كتف تعطيل مطار بن غوريون ودولة اسرائيل كلها في واقع الامر. ولن توقف قوة ‘سلام’ أو ‘أمن’ هؤلاء المخربين الذين لا ينجع فيهم ردع عادي؛ ولا اجهزة ‘أمن’ السلطة الفلسطينية بيقين التي لا يعتمد عليها أحد في اسرائيل.
هل الامريكيون مستعدون لنقل جزء كبير من العاصمة واشنطن الى مخربي القاعدة وجعل البيت الابيض تحت تهديد صواريخ؟ فلماذا يعرضون ذلك على اسرائيل؟ وهل تكون دولة ما في العالم كله مستعدة لذلك، فضلا عن أن يكون ذلك في عاصفة سلفية تهيج من كل صوب؟.
يتبين أن الربيع العربي ربيع سلفي. وقد تحولت حركة فتح الى معرض’ متحف في يهودا والسامرة، والى أثر باقٍ من الماضي، وكذلك حماس ايضا بقدر كبير. فكلتاهما كريهة الى الجمهور المحلي. وقد أخذت تنشأ قوة جديدة في المناطق هي الحركة السلفية التي يسمى بعضها ‘حزب التحرير’، ومركز نشاطها في الخليل. وقد شارك في مظاهرتي قوة ضخمتين قامت بهما الحركة في مدن مركزية في يهودا والسامرة عشرات آلاف يرفعون أعلام القاعدة السوداء. وهم يكرهون ‘السلطة’ أكثر مما يكرهون اسرائيل، وحماس ايضا. وهم غير مستعدين لدولة فلسطينية ولا يعترفون بأية حدود أو تفاوض. وطموحهم المعلن هو الى انشاء خلافة اسلامية في كل أنحاء الشرق الاوسط، ويؤيدون السلفيين في سوريا وفي لبنان وفي سائر الدول العربية.
أعلن تنظيم القاعدة في هذا الاسبوع عن انشاء فرعها الاول في مناطق يهودا والسامرة، وقد قضى الجيش الاسرائيلي على ثلاثة نشطاء من هذه المنظمة السلفية. واتهم السلفيون السلطة الفلسطينية بأنها نقلت الى الجيش الاسرائيلي معلومات استخبارية عن مكان وجودهم. واعترفت القاعدة بأن المخربين الذين قُضي عليهم ينتمون إليها ووعدت بعمليات ارهاب اخرى.
لنتخيل واقعا في يهودا والسامرة دون حضور دائم للجيش الاسرائيلي وجهاز الامن. ستصبح المنطقة في غضون ايام سلفي لاند. فهل يأتي وزير الخارجية الامريكي جون كيري آنذاك ليدافع عن اسرائيل بـ ‘الترتيبات الامنية’ التي سيقترحها خبراؤه؟ هذا الى أن القيادة الفلسطينية أعلنت أنها تنوي أن تستجلب الى المنطقة المستقلة مئات آلاف وربما ملايين من ‘الفلسطينيين’ من سوريا ولبنان لأنهم سلفيون مدربون مع اسلحتهم. فكيف سيبدو آنذاك واقع الحياة في اسرائيل اذا وجدت حياة أصلا؟.
وماذا سيكون مصير آخر المسيحيين الذين بقوا الى الآن في مناطق السلطة الفلسطينية؟ سيكون الطرد والاضطهاد الوحشي كما يحدث للمسيحيين القليلين الذين بقوا في قطاع غزة. وماذا عن الاماكن المقدسة للمسيحية؟ يكفي أن نرى ما حدث في هذا الاسبوع بالدير في معلولة المسيحية شمالي دمشق. فقد طهره السلفيون مع الراهبات البائسات اللاتي كُن يختبئن فيه. فقد يأتي خبراء كيري بخطة ‘أمن’ لسوريا وسيكون ذلك تغييرا منعشا. تسيطر الحركة السلفية على مناطق اخرى في الشرق الاوسط: في سوريا ولبنان ومصر والعراق وشمال افريقيا. فهل يستطيع الوزير كيري أن يزور كل تلك الاماكن؟ إن المكان الوحيد الذي يستطيع أن يسمح لنفسه بالهبوط فيه بأمن هو اسرائيل بفضل الأمن الاسرائيلي. واذا استمر التوسع السلفي فلن يستطيع أن يزور مناطق السلطة الفلسطينية ايضا، بل قد تصبح اسرائيل خطرا عليه ايضا.
ولهذا جيئونا من فضلكم بأمن ذي صلة بالحاضر لا بالتاريخ ولا بعلم الآثار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هل فقدت دولة اسرائيل النقب؟
بقلم:إميلي عمروسي،عن اسرائيل اليوم
إن منظر النقب على ارتفاع 2000 قدم فوق سطح الارض يبعث على اليأس: فربما يحسن التخلي عن كل ذلك وأن يعطوا مثلث بئر السبع عراد يروحم تجنبا للصداع والدم والدمع. ومن المؤكد أن العجوز لو كان حيا لأفرحه النظر في المنطقة حول ذلك على امتداد السهل، فالنقب زاهر هناك، فهو مرقوم بعشرات آلاف البيوت الجميلة جدا والضخمة وإن بناء البدو غير المرخص في نطاق تحار له العين وهو ما يسمى ‘مناطق الشتات’ هو منطقة واحدة كبيرة تمتد من أفق الى أفق وتضعُف الأيدي.
يبدو أن بئر السبع عراد يروحم هو مثلث برمودا الصحراء فالمنطقة الواسعة جدا المبتلعة بين هذه الرؤوس الثلاثة (التي تبلغ مساحتها عشرات أضعاف مساحة كل غوش دان) مقتطعة من دولة اسرائيل وأصبحت منطقة سابقة تقوم فيها دولة جارة. ويُقدر الاقتصاد الاسود الموجود في النقب برمودا بنحو من ملياري شيكل كل سنة. والقانون الاسرائيلي الذي يحظر تعدد الزوجات غير معروف في الدولة الجارة وكذلك ايضا قوانين السير والسياقة. أما قوانين التخطيط والبناء الاسرائيلية فلا وجود لها. حينما تحاول دولة اسرائيل أن تعيد المثلث الضائع الى مكانه في ‘البازل’ تواجه تجاهلا أو اشعال نار عنف. وقد أخذ هذا المثلث يُفصل عن القاعدة الأم برعاية الحركة الاسلامية وجهات متطرفة وأشد من ذلك أنه يهدد بأن يجذب إليه أجزاءا اخرى.
إن أصل البدو من أبناء سام من العربية السعودية. وقد بدأوا ينتقلون الى الشمال منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر ويتنقلون بين شبه جزيرة سيناء ووسط سوريا والجزء الجنوبي من الفرات، كاشفين في طريقهم عن مراعي ارض اسرائيل فلسطين يرعون فيها بحسب فصول السنة. في اثناء حرب الاستقلال هرب عشرات الآلاف من البدو من سكان النقب الى قطاع غزة خاصة إما خوفا من اليهود وإما خوفا من أن يجندوا للجيوش العربية كما طلبت اللجنة العربية العليا. وكان عدد البدو في النقب في 1951، 12 ألف بدوي.
منذ كان ذلك الاحصاء السكاني في 1951 الى نهاية الاسبوع الماضي، حاولت دولة اسرائيل عدة مرات أن تنقل البدو الى سكن منظم معترف به ولم يتم ذلك الامر دائما بحكمة واصغاء. وفي مطلع خمسينيات القرن الماضي مع بدء تطبيق الحكم العسكري، اضطر البدو الى التجمع في منطقتي سكن وارتحال محدودتين بأسلاك شائكة. وحينما انقضى الحكم العسكري تبين أن من غير الممكن تصريف امور دولة غربية مع سكان متنقلين لأن الامداد بالماء والكهرباء وخدمات التربية والصحة يمكن أن يعطى كله حينما يكون للمواطن عنوان ثابت.
انشأت دولة اسرائيل سبع بلدات ثابتة للبدو: كسيفة، وتل السبع، وشقيب السلام، وعروعر، وحورة، واللقية ورهط. وقد حصل كل من رغب على قطعة ارض وبنى تحتية. ودخل نحو من نصف البدو فقط كانوا في الأساس من الفقراء والذين لا يملكون اراضي، دخلوا الى اماكن السكن الثابتة في البلدات السبع. أما النصف الآخر فأصروا على البقاء مفرقين وبدأوا’ رفع دعاوى ملكية. ومن بين آلاف الملفات التي قُدمت في السنوات 1967 1976 بحثت المحكمة بضع مئات تبين فيها جميعا أنه لا توجد وثائق أو أدلة على الملكية. ويتجدد الآن المسار الذي تم وقفه آنذاك بخطة برافر وقانون بيغن.
يوجد في اسرائيل نحو من 300 ألف بدوي منهم 80 ألفا في الجليل والباقون في النقب. والبدو الاسرائيليون أصحاب أعلى نسبة تكاثر في العالم وهي 5.6 بالمئة كل سنة. ففي سنة 2025 ستواجه دولة اسرائيل 420 ألف بدوي في النقب، ويسكن 120 ألف بدوي في النقب اليوم في البلدات المعترف بها أو التي هي في مسار الاعتراف بها، ويغطي 100 ألف آخرون السهول الجرداء في اماكن الشتات: وهي اراضي دولة غزوها كانت في احيان غير متباعدة مناطق رماية للجيش الاسرائيلي أو محميات طبيعية. وتزدحم آلاف المباني الاخرى على خط التماس مع البلدات المعترف بها في بناء غير مرخص يتمتع بجميع العوالم: فهم يبنون بلا رخص، ولا يدفعون ضريبة المسقفات، ويعتدون على خطوط الماء والكهرباء ويتمتعون بخدمات الدولة ايضا وبمدارس وعيادات ومنشآت رياضية. في اللقية على الشارع الرئيس عن الجانب الأيمن مبان قانونية (مع رصيف) وعلى الجانب الأيسر وراء الخط الازرق للبلدة مبان غير قانونية (دون رصيف).
نقول كي نفهم فقط عظم المطلب البدوي إنه يوجد في اسرائيل كلها 21 مليون دونم. فاذا اقتطعنا منها مناطق رماية الجيش الاسرائيلي تقاسم مواطنو اسرائيل جميعا 11 مليون دونم للمجال المدني. ويطلب البدو مليون دونم منها تقريبا. ونقول بالمناسبة أنه يسكن البدو اليوم جزءا صغيرا فقط من تلك الدونمات المطالب بها. وفي جزء آخر يتم رعي الأغنام ومن هنا يأتي ادعاؤهم الملكية. ونذكر معطى آخر وهو أن أكثر من 7 ملايين مواطن اسرائيلي يملكون نحوا من 700 ألف دونم من الاراضي المسجلة بالطابو بأسمائهم. ويتحدث الطلب البدوي الضخم عن مساحة مساوية من الاراضي تُقسم بين 15 ألف مُطالب مسجل.”””’ بدأت الدولة تعترف في السنوات الاخيرة بأثر رجعي بـ 11 قرية غير قانونية تنتمي الى المجلس الاقليمي أبو بسمة. وقد قدم البدو طلبا يتعلق بـ 45 قرية اخرى، لكن يمكن أن نحصي بصور جوية في سهولة أكثر من 1000 قرية. واذا استعملنا تعريفا يرى أن كل مجموعة خيام صغيرة هي قرية فثم أكثر من 2500 قرية.
‘
ترخيص قسري
إن السعيد واحدة من القرى التي هي في مسار تنظيم وترخيص. والعقدة معقدة، وتوجد خطة بناء بلدية لكن الجمهور ما زالوا يبنون بلا رخص. ويوجد مخصص مالي للشارع لكن لا يمكن شقه لأن جدار احدى الحمائل وهي قوية بصورة مميزة يمر في مسار الجدار. ولا يمكن إدخال بنى تحتية أو بناء مدارس لأنه يوجد في كل دونم موطيء قدم لشخص ما. ولا يطبقون في مجلس أبو بسمة الاقليمي قوانين التخطيط والبناء ‘للحفاظ على علاقات الثقة بالسكان’ هكذا كان ردهم على المحكمة. وقد بنى بعضهم بيتا من اربعة طوابق منمقا مزينا وحوله خمسة دونمات من غراس الزيتون. فكيف تُبين له أنه يفترض أن توجد هنا حديقة ألعاب بحسب خطة البناء البلدية.
في 2003 اقتُرح على رافعي الدعاوى البدو اقتراح التنظيم الاول، فقد وافق مجلس اراضي اسرائيل على منحهم 20 بالمئة من مساحة الاراضي هدية تزيد على ما يقضي به القانون، وأن يُمنحوا تعويضا ماليا عن الـ 80 بالمئة الباقية. ووقع القليل جدا من رافعي الدعاوى.
كانت قبيلة الصانع (التي ينتسب اليها عضو الكنيست السابق طلب الصانع) من القبائل التي وقعت، وهي من بلدة اللقية وهي واحدة من محطاتنا في الرحلة الى برمودا النقب. ومنحت الدولة قبيلة الصانع في اطار الاتفاق عشرات قسائم الارض المفتوحة مع بنى تحتية كاملة وملاعب رياضية. وبرغم ذلك يُمنع أعيان القبيلة من الاستيطان هناك. لماذا؟ ربما للامتناع عن الاعتراف بتنظيم العلاقات بالصهيونية. وربما لأنه يتم هناك تقسيم فكتوري للغنيمة: فابن أحد الوجهاء أو حفيده فقط يحظى بالبناء في واحدة من القسائم. ومهما يكن الامر فان جميع القسائم المطورة في اللقية ما زالت خالية بعد عشر سنوات.
أصبحنا في خزان ماء اللقية على تل مفرد في السهل. إن المنظر أقل اثارة للاهتمام من الخزان نفسه، فهو محاط بأسلاك شائكة وآلات تصوير للحراسة على سطح المبنى لكن الحراسة الحقيقية للمنشأة هي انبوب اسود دقيق يخرج معوجا من الخزان ويمتد عند سفح الجبل ويصل الى مجموعة بيوت قريبة. فالماء من مكوروت من مالي ومالك. إنها المحسوبية.
وليست مكوروت وحدها، فان شركة الكهرباء وماعتس وشركات الهواتف المحمولة تفضل أن تدفع في كل شهر لأجل ‘الحراسة’ على أن تواجه إضرارا بالمعدات تبلغ كلفتها ملايين. ونصل الى محطة اخرى هي حورة. إن أعلام حماس الخضراء ترتفع في تحدٍ. وإن جميع المساجد التي رأيناها قد شُكلت مثل نماذج مصغرة للمسجد في جبل الهيكل. وتنتظر مئات القسائم المطورة والمعدة للبناء هنا منذ سبعينيات القرن الماضي للناس من قبيلة أبو الجيان. ولم تفهم الدولة القواعد الداخلية للقبائل: فقد قدم شخص ما آخر دعوى ملكية للارض نفسها وهم في قبيلة أبو الجيان يرفضون استعمال قسائم الارض التي خصصت لهم. وقد صدر أمر هدم لبيت آخر للقبيلة نفسها في قرية عتير، وقضت المحكمة العليا بأن البيت غير قانوني.
في 2004 جاء مئات من رجال الشرطة الى عتير لتنفيذ الامر ومعهم ممثلون من وزارة الداخلية والدورية الخضراء ووسائل لتفريق المظاهرات. وأطلق شخص ما من القرية رصاصتين في الهواء فأعلن قائد القوة بأنه غير مستعد لتحمل المسؤولية عن خدش أحد من مرؤوسيه، فلم يُهدم البيت.
والمحطة الثالثة هي بير هداج. أعدت الدولة قسائم ارض وأجازت خطة بناء بلدية في اراض لا توجد دعاوى ملكية لأحد عليها. وتوجد مساحة محددة لكل عائلة (العائلة تساوي المرأة. فالرجل المتزوج من اربع نساء يحصل على اربع قسائم)، وبجوار كل بيت كما في البلدات القديمة، ثلاثة دونمات للاستعمال الزراعي. وقد رُسمت خريطة ايضا لحي ‘أبناء مستمرون’. لكن العروس لا تريد لأن الناس في بير هداج غير مستعدين لدخول الاراضي المعلمة بعلامات وهم يصرون على البقاء في مناطق الشتات غير منظمين ولا معترفا بهم، وهم يجمعون في راحة اليد دموع الشعور بالظلم.
لكن الدولة لم تفعل ما فيه الكفاية، فانتفخت إسفنجة المادة المتفجرة. في 2008 قُدم الى الحكومة تقرير غولدبرغ، الذي أوصى بالاعتراف بجزء كبير من البناء المخالف للقانون وبالتعويض المالي لمن يسكنون الجزء الآخر. وبعد ذلك بثلاث سنوات أجازت الحكومة خطة برافر لتنفيذ تقرير غولدبرغ ولهذا ستوسع بلدات بدوية قائمة، ويتم انشاء بلدات جديدة بحسب طبيعة السكان (زراعية أو قروية أو ريفية أو مدنية). ويتم تعويض جميع رافعي الدعاوى بـ 50 بالمئة من قيمة الارض. ويزيد قانون بيغن الذي أُجيز في المدة الاخيرة في الرزمة بتعويض يبلغ 50 الى 63 بالمئة من ارض بديلة والباقي تعويض مالي. ولا يُفرض على مدعي الملكية أن يبرهن على شيء أو أن يُظهر وثائق بل يكفي أن يُقال إن عائلته كانت تعيش في ذلك المكان منذ حقب.
إن البلدات المنظمة القائمة لا تُتم القدرة الكامنة، فان مشروعا ضخما في رهط أنفقت الدولة عليه يقوم فارغا ويصعب أن يُفسر لماذا. وتشتمل الخطة الهيكلية للقية على 35 ألف ساكن لكنه يسكنها بالفعل نحو من 10 آلاف شخص فقط.
ثم مثال مدهش على نجاح نقل السكان البدو وهو بلدة طرابين الصانع. كانت القبيلة تحل بالقرب من عومر بصورة غير قانونية، وشوشت على خطط توسيع البلدة. فوجدت الدولة ارضا لا توجد دعاوى ملكية عليها وخططت لبلدة تخطيطا كاملا، ومنحت من ينتقل من جوار عومر تعويضا ماليا فانتقلت القبيلة كلها. وأصبح حي عومر الجديد يقوم في طرابين القديمة لكن نشأ في طرابين الجديدة ايضا اولئك الذين يريدون استعمال خدمات البلدة لكنهم لا يريدون دفع ضريبة المسقفات. وتطارد دولة اسرائيل ذيلها هي نفسها.
”
”” جنة غير قانونية
كنت مع مئير دويتش ابن الثلاثين، مُركز المنطقة في جنوب ‘رغافيم حركة الحفاظ على الاراضي القومية’. وهي إصبع في السد من الجهة الصهيونية. وهو مقدسي خريج وحدة مختارة عرف النقب في خدمته العسكرية. ‘رأيت القرى البدوية واعتقدت أنه يوجد خياران: إما أن دولة اسرائيل تميزهم وتظلمهم لأنه ليس عندهم شارع وبنى تحتية وإما أن ذلك غير قانوني وأن دولة اسرائيل ستهتم باجلائهم’. وباعتباره ضابط عمليات في الجنوب سمع أول مرة أن الشرطة الزرقاء لا تدخل قرى اماكن الشتات فأدرك أن ‘دولة اسرائيل غير موجودة’. وحينما سُرح من الخدمة استقر رأيه على أن يبذل نفسه للنقب. وهو في رغافيم منذ 2006 ينطلق مسرعا في طرق الكُركار في الدولة البدوية يصور ويوثق. وهو يعرض نفسه احيانا على أنه مراقب حماية البيئة، وقد رُمي بالحجارة وتلقى ضربات وتلقى تهديدات.
أين تتوقع أن يسكنوا؟
‘سيكون للبدو الآن في نهاية ترتيب بلدات أبو بسمة 18 بلدة معترفا بها، وليس ذلك قليلا بالنسبة لـ 200 ألف انسان. ويمنحهم قانون بيغن تعويضا سخيا. لا يستطيع اليهودي أن يسكن بلدة بدوية كما ثبت في قرار شقيب السلام الذي صدر عن المحكمة العليا، لكن البدوي يستطيع أن يسكن بلدة يهودية. وبئر السبع وديمونة ايضا مفتوحتان لهم’.
إن احدى الدعاوى أن العيش في بلدة مدنية يناقض طبيعة المتنقل البدوي. ‘أقول أولا إن نسبة ضئيلة جدا منهم يعملون اليوم في الزراعة أو رعي الاغنام. ولا يوجد قدر كاف ايضا من الاراضي في هذه الدولة كي يعمل 200 ألف انسان في رعي الاغنام. وثانيا يجب أن يكون الاستيطان الزراعي ايضا منظما. إن المهاجرين من اثيوبيا كانوا معتادين على الخيام وقاموا بالتحول. لا أقول إنه ينبغي إسكان البدو في أبراج متعددة الطوابق كما فعلوا بأناس كفار دروم بعد الانفصال، لكن الدولة تعطي كل بدوي من سن الثامنة عشرة دونما الى اربعة دونمات بالمجان، وأنا لم أحصل على متر واحد بعد اربع سنوات في الجيش’.
إنه يعرف النقب كما يعرف إيوان بيته. وقد ذُكر في أحد التقارير الاخيرة لوزارة الداخلية أنه تعمل في مناطق الشتات اربع محطات وقود قرصنة. واجتهد دويتش فوجد 75 كتلك. كلها موثقة بصورة أساسية دقيقة. ‘إن الشعور بالاغتراب عن دولة اسرائيل ينبع من الشعور بالظلم. فالدولة تنفق غير قليل هنا لكن الولد الذي يترعرع في اماكن الشتات يشعر بظلم لا يمكن إنكاره. فحينما نستمر في التمكين من العيش في قرية غير قانونية دون بنى تحتية نؤبد الفروق واليأس والجريمة. ويريد أكثر أبناء الجيل الشاب ممن لا تحرضهم جمعيات واعضاء كنيست عرب، يريدون تربية وتقدما وتنظيما. ولا يوجد فراغ. لم توجد دولة اسرائيل هنا فدخلت الحركة الاسلامية. ويمكن أن نرى كيف يتحول لباس النساء والرجال رويدا رويدا ليشبه لباس طالبان والتيارات الاصولية في الاسلام، وقد تحول الصراع مع دولة اسرائيل من أمر مدني الى أمر قومي’.
يتحدث دويتش عن اغتراب نحو الدولة. وإن عادة تعدد الزوجات تنشيء نقصا من النساء للزواج ‘فيُستوردن’ من المناطق ويبقين في اسرائيل ماكثات غير قانونيات. ونقول بالمناسبة إن أبناءهن يُسجلون بصفة اسرائيليين خالصين. إذ يُسجلون على أنهم اولاد زوجة اخرى للزوج نفسه ذات جنسية اسرائيلية.
ويُبطل دويتش أكذوبة ‘القرى التاريخية’ ملوحا بلوح عرض. في بلدة السرة نصبت لافتة بثلاث لغات ‘السرة؛ أُسست في العصر العثماني’. وهذا ما عُرض ايضا في لجنة حقوق أبناء البلاد في الامم المتحدة. وفي فيلم قصير في الشبكة عن القرية ظهر أحد السكان يصف أباه وجده اللذين ولدا ونشآ في ذلك المكان، ويتحدث البروفيسور اورين يفتاحئيل وهو نشيط متطرف عن ‘القرية التي كانت في ذلك المكان حتى قبل 1948′.
بيد أن صورة جوية التقطها مركز رسم خرائط اسرائيل في 1990 تُظهر مجموعة خيام صغيرة جدا. وتُظهر صورة في 1945 قطعة ارض مفلوحة فقط. ‘لا نزعم أن البدو لم يوجدوا في النقب’، يقول دويتش، ‘بيد أنه لا يدور الحديث عن قرى، فالقرية هي محلة سكن ثابتة مع بيوت ومسجد. ولم تكن واحدة من النقاط الـ 45 التي يطالب بها البدو اليوم قرية’.
إن العراقيب رمز نضال. ويزعم البدو أن الحديث عن ‘قرية تاريخية’. وتُثبت صورة جوية التقطت في 2000 أنه لم تكن توجد لا قرية ولا نصف قرية. وفي المحكمة أجابوا المدعين جميعا أنهم عادوا في المدة الاخيرة فقط الى القرية التي طردوا منها في حرب الاستقلال. ويسحب دويتش صورة جوية التقطت في 1965 تُرى فيها منطقة صخرية خالية وصورا جوية مشابهة التقطت في 1956 و1945.
نركب طائرة قديمة فنرى من الجو الثقب الاسود لمثلث برمودا: وهو دولة صغيرة فيها 65 ألف مبنى غير مرخص. ونقول للتناسب إن منظمات اليسار تقول إنه يوجد في يهودا والسامرة كلها 2000 مبنى غير مرخص للمستوطنين. وأتذكر عنوان موقع اخباري في بداية الاسبوع بعد المظاهرات العاصفة كان يقول: ‘دولة اسرائيل هي دولة مستوطنين’، وهو مقتبس من كلام متظاهر بدوي أصبح كالتوراة المنزلة في سيناء. واتني إن استطعت بمستوطن يحاول أن يغلق شرفة أو بمجلس اقليمي في مستوطنة يحاول أن يبني عيادة بازاء الجنة التي نراها في النقب.
إن المثلث المجهول بين بئر السبع وعراد ويروحم هو المنطقة الوحيدة تقريبا الملائمة للاستيطان في النقب. فأكثر النقب الجنوبي والغربي منطقة رماية للجيش الاسرائيلي أو محميات طبيعية، لكننا فقدناه تقريبا فـ لهفيم وعراد وديمونة ويروحم ومتسبيه رمون كلها تبدو كجزر صغيرة في محيط بناء غير مرخص.
إن البدو في النقب بحسب المكتب المركزي للاحصاء موجودون في أدنى مكان في السلم الاجتماعي الاقتصادي، لكن البيوت التي رأيتها وهي من ثلاثة طوابق الى خمسة مصفحة بالحجارة والرخام، تترك للمكتب المركزي للاحصاء غبارا. إن أسطورة أكواخ الصفيح والخيام والجمل المرتبطة بالبدو حلت محلها بيوت فخمة. وحل محل عصا الرعاة أطباق لالتقاط بث الاقمار الصناعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سذاجة اسرائيلية!
بقلم:غابي افيطال،عن اسرائيل اليوم
قال حكماء اسرائيل إنه يوجد انسان يكسب عالمه في ساعة واحدة، لكن يوجد من يقولون إنه قد تستطيع أمة ايضا أن تكسب عالمها في ساعة واحدة. إن الثبات الصلب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شأن المشروع الذري الايراني يفترض أن يكون الوقت الذي تكسب فيه دولة عالمها في ساعة واحدة مستمرة.
إن الفحص عن تاريخ العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة ولا سيما في سياق القضايا الذرية، يوجب أن نعود ونسأل لماذا يجب على اسرائيل أن تقوم وحدها في النضال لمواجهة حصول ايران على القدرة الذرية، ولماذا يجب علينا أن نجند حكماءنا الماضي لتسويغ الوضع ‘العجيب’ الذي توجد اسرائيل فيه.
يجب علينا لذلك أن نعود الى العقد الاول لدولة اسرائيل. ففي فترة أقل من عشر سنوات حصلت اسرائيل من الولايات المتحدة على قرض سنوي بمعدل 700 ألف دولار. وليس هذا ادعاءا، أي أن الولايات المتحدة في واقع الامر طبقت حظر سلاح على اسرائيل الفتية.
ما صلة هذا بأيامنا؟ إنك اذا سألت مواطنا عاديا ما هو إسهام الولايات المتحدة الرئيس لاسرائيل فسيقول فورا إن الولايات المتحدة تمنحنا مالا كثيرا وسلاحا. فكم تبلغ هذه المساعدة قياسا بالانتاج العام الخام؟ ستراوح الأجوبة في مجال عدد ذي خانتين بالنسبة المئوية.
‘حينما زادت قوة دولة اسرائيل عقب عملية سيناء، تذكر الامريكيون فجأة أن يرسلوا الى اسرائيل قروضا تزيد بخمسين ضعفا عما كان في الفترة السابقة. فلماذا؟ إنها ‘المصالح’ وهذا جواب شعبي لكنه عميق.
وبعد النصر اللامع في حرب الايام الستة فُتحت عيون الامريكيين واسعة مرة اخرى وقفز مبلغ القروض وكانت ما زالت قروضا بـ 11 ضعفا قياسا بالفترة التي سبقت الحرب. ويبقى الجواب الشعبي صحيحا وبقدر أكبر.
بعد حرب يوم الغفران، وبرغم رأي الخبراء أنها كانت فشلا عسكريا في ظاهر الامر، اتضحت صورة الشرق الاوسط وهي أن اسرائيل قوة اقليمية كبيرة. وآنذاك بدأت تتدفق الاموال الامريكية بصفة ‘هبة’ ايضا. إن اسرائيل ليست فقط قوة اقليمية كبيرة في نظر الولايات المتحدة بل هي كنز استراتيجي ايضا ولذلك ينبغي تثبيت مكانتها وذلك يكلف مالا.
إن الخطأ الأساسي في شأن ‘المساعدة’ الامريكية لاسرائيل ليس في المصطلح فقط بل فيما يصاحب ذلك في الأساس. استغلت الولايات المتحدة سذاجة قادة اسرائيل أو ربما حماقتهم لأنه لم يُجهد أحد نفسه ليُبين، طلبا للراحة على الأقل، أن الولايات المتحدة تنفق مساعدة خارجية باعتبارها جزءا من ميزانية الدولة لأجل شؤون مهمة حقا لامريكا.
ونفهم من هنا لماذا تضع الولايات المتحدة بعامة ووزراء خارجيتها بخاصة على طاولة التهديدات أمام اسرائيل مسألة ‘المساعدة’.
‘قرروا’، قالت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت في نهاية القرن الماضي، ‘أنتم تتمتعون من دافع ضرائبنا ولا تستطيعون رفض ما نريده في شأن هضبة الجولان’. وأضافت ايضا: ‘لا يجوز لكم أن تحاولوا شراء طائرات إيرباص اوروبية، لأن المال على حسابنا’.
ولا يوجد كذب أكبر من ذلك. إن دولة اسرائيل تعتبر الى اليوم أكبر حاملة طائرات برية لامريكا. وفي حروبها الدامية وفي فترات الهدوء النسبي في اسرائيل ايضا نُقلت معلومات استخبارية عظيمة القيمة الى الولايات المتحدة دون أن يطرف جفن. ونُقلت اسلحة سوفييتية من الرادارات الى الطائرات الحربية والدبابات وغنائم اخرى في وضح النهار الى الولايات المتحدة دون أن يسأل أحد عن الثمن.
إن اسرائيل هي المروجة الأفضل في العالم للولايات المتحدة. وإن حقل تجارب كالحرب واستعمال سلاح غربي على مدنيين هو حلم الخبراء في الولايات المتحدة. ومن عارنا أنهم عرفوا السعر، لكن الساسة في اسرائيل لم يضعوا الحساب على الطاولة.
حان الوقت لنقول للولايات المتحدة إن الربط بين المال الذي يصل إلينا بحق وبين التفاوض السياسي أو الشؤون الذرية تضليل. ويمكن أن نقول ذلك بتلطف دبلوماسي لكن يمكن قطع هذه العقدة المؤربة ايضا بضربة واحدة بالسيف.
إن القوة العظمى التي تعامل حليفتها وكأنها دولة مرعية أو كأنها شيء تدوسه، ستنتهي الى أن تُخفق في رؤية واسعة لما يجري في العالم ولا سيما الشرق الاوسط. وهذا ما يحدث في واقع الامر على نحو مؤسف منذ مئة سنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
زمن الانفلات
بقلم:أمنون لورد،عن معاريف
لغة فظة، بث للوحشية، انفلات على رئيس الوزراء والقاء المسؤولية على اسرائيل وحكومتها في ظل التعاطي مع الفلسطينيين وكأنهم مظلومين من الانسانية. لا ريب أن لرئيس الجهاز السابق قدرة على الحديث عن السلام بلغة حربية. ثمة من يعجبون بذلك. ولكن ثمة آخرون يعتقدون بأننا بالفعل نوجد في فترة طيبة أو على الأقل مناسبة لتسوية العلاقات مع الفلسطينيين، ربما حتى الوصول الى سلام. ولكنهم عندما يسمعون رئيس الجهاز السابق ديسكن يقولون لأنفسهم: اذا كان يتعين علي أن أكون في جانب ديسكن في اطار هذا السلام، فمن الأفضل لي أن أبني بؤرتين ثلاث بؤر استيطانية اخرى. فلهذا احتمال أكبر في المستقبل من احتمال التسوية السلمية.
‘نجح ديسكن في أن يخلق لنفس في السنتين ثلاث سنوات الاخيرة نوعا من العلاقة الشرطية من جانب وسائل الاعلام. فهو يلقي بشيء ما في مؤتمر مغلق ما، في اجتماع ما، ربما في مقابلة مع احدى الصحف المنتشرة، فتنتقل وسائل الاعلام على الفور الى حالة ‘الاستعداد’ وتحلل أقواله. وبالنسبة للمنفعة جراء سماع أقواله، تعلمنا من فيلم ‘حماة الحمى’ بأنه من الصعب تعلم الكثير منهم غير ما يُقال عن أصحابها.
في شهادة تسفي زمير في لجنة أغرانات كان يمكن أن نقرأ كيف تعاطوا مع هذه المؤسسة للخدمات السرية. فقد تحدث زمير عن الحرص العنيد على السرية والصمت ايضا حتى بعد الاعتزال. وبالأخص بين رؤساء الموساد في الماضي. ديسكن ومئير دغان حطما كل معيار في هجماتهما المتكررة فور اعتزالهما. وعلى بؤرة الاستهداف: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وعليه ينبغي أن نفهم تصريحات ديسكن على خلفية أحداث اخرى في الساحة الوطنية والدولية. ثمة حدثان وقعا في الزمن الاخير: الاول اتفاق جنيف الذي يكاد كل محلل مثقف في العالم الغربي ينتقده انتقادا شديدا. اتفاق جنيف إياه، خلافا لمبادرة جنيف، عني بالنووي الايراني. والايرانيون أنفسهم وكذا زعماء حزب الله يرون فيه تراجعا امريكيا تاما واعترافا بايران كدولة حافة. أما الحدث الأصغر فهو وصول وزير الخارجية الامريكي أمس لاعطاء دفعة ما اخرى للمسيرة السلمية والحاق أضرار اخرى لامكانية الوصول الى سلام.
بالنسبة لاتفاق جنيف ليوفال ديسكن مصلحة في تجاهله واخفاء الاستنتاجات الناشئة عن نشاطه ونشاط زملائه في قيادة الامن ضد القيادة السياسية. ولكن من المشوق أن نرى بأن كل زيارة لجون كيري في البلاد تحظى بافتتاحية صاخبة من جانب ديسكن. والتنسيق كامل. رئيس الجهاز السابق يمنح ظهرا للدبلوماسي الامريكي رقم واحد الذي يوجد رئيس الوزراء معه في مواجهات غير بسيطة منذ ذاك اللقاء بينهما في مطار بن غوريون، عشية الرحلة الاولى لكيري الى جنيف.
يمكن أن نعرض على ديسكن سؤالين على الأقل، مُلزم هو بصفته شخصية عامة أن يجيب عليهما للجمهور: الاول، لماذا تتناول مسألة السجناء ولا تقول شيئا عن تحطيم غلاف التنازلات لرئيس الوزراء السابق اولمرت؟ فبسبب المفاوضات عديمة المسؤولية التي خاضها تجد اسرائيل صعوبة في طرح مطالب الحد الأدنى بما فيها عدم العودة الى خطوط 1967. والثاني يتعلق باللغز الذي كان هو شريكا له بالنسبة للنووي الايراني. فقد كان ديسكن بين اولئك الذين أقنعوا الجمهور الاسرائيلي بصدق وعد الرئيس الامريكي وتحدث بحدة تنديدا بالقيادة السياسية في تشكيلتها التي ضمت نتنياهو وباراك. ويبدو اليوم أنه ملزم بالاعتذار للجمهور فقد كان هو شريكا في التضليل بالنسبة للظهر الامريكي في موضوع ايران.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لمصلحة من النزاع الاسرائيلي الاردني؟
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
إن أحد أسباب البرود والتنكر اللذين يهبان من قبل الجمهور الاردني نحو اسرائيل هو خيبة الأمل من ‘ثمرات السلام’. حينما وُقع على معاهدة السلام أعلن الطرفان على رؤوس الأشهاد نيتهما انشاء مشاريع مشتركة في مجالات الاقتصاد والبنى التحتية، كان يُفترض أن ترفع مستوى الحياة في الاردن، ولم يتحقق شيء من ذلك. ويوجه البروفيسور شمعون شمير، الذي كان سفير اسرائيل في الاردن، في كتابه ‘صعود وتهاوي السلام الحار مع الاردن’ إصبع الاتهام الى حكومات اسرائيل، ‘التي لم تعمل بجدية على تحقيق الحلم’ الذي كانت تنطوي عليه معاهدة السلام.
كان أحد المشاريع المهمة الذي بادر إليه رئيس الوزراء اسحق رابين مطارا مشتركا. وقد أثار رابين بحضرة الملك حسين حتى قبل التوقيع على اتفاق السلام اقتراح توحيد المطارين في ايلات والعقبة ليصبحا مطارا مشتركا يعتمد على المطار في العقبة ويكون اسمه ‘السلام’. وأيد الحسين الخطة بحماسة. ولم يُنفذ هذا المشروع ايضا، وكان من أسباب ذلك معارضة عمال المطار في ايلات وأصحاب الفنادق في المدينة، الذين خشوا ألا ينتقل المسافرون الذين سيهبطون في العقبة الى ايلات. ولم يُجدِ تأييد اربعة رؤساء وزراء للمشروع وتُركت الفكرة في نهاية الأمر. وكتب البروفيسور شمير يقول: ‘أصبح المشروع أثرا بعد عين واشارة الى فشل حلم المشاريع كله’.
لكن يبدو أنهم في اسرائيل لم يتعلموا من تلك التجربة أو أن العلاقات مع الاردن لا تهم أحدا وإلا فانه يصعب أن نفهم القرارات الغامضة في شأن انشاء مطار ‘رمون’ في منطقة تمناع. في تموز 2011 استقر رأي الحكومة على انشاء مطار دولي شمالي ايلات، وفي 9 أيار من هذا العام أُقيمت مراسم وضع الحجر الأساسي. واذا تجاوزنا المس بكرامة الاردنيين والقضاء على المشروع المشترك بين ايلات والعقبة، فان ذلك العمل تم دون تنسيق مع الاردنيين. ويُحتاج الى التنسيق حتى لو كان ذلك لكون المطار المخطط له قريبا جدا من مطار العقبة، ومن غير تنسيق بين مسارات الوصول الى المطارين قد تنشأ مشكلات أمنية شديدة.
إن التوجه المستكبر لأصحاب القرار في اسرائيل رأى أنه لما كان المطار سيُجعل في داخل اسرائيل، فلا حاجة الى تنسيق. ‘والى ذلك’، زعم على مسامعي في هذا الاسبوع عنصر رفيع المستوى في وزارة النقل العام، ‘لماذا يجب علينا أن نُنسق معهم، إن الاردنيين لم يروا أي داعٍ ليُنسقوا مع اسرائيل بناء المطار الاردني في العقبة’. وهذه ملاحظة داحضة لأنهم بدأوا يبنون مطار العقبة قبل التوقيع على معاهدة السلام بنحو من ثلاثين سنة.
تأثر الاردنيون الى درجة أنهم شذوا قبل نحو من شهرين عن عادة ضبطهم للنفس وأعلنوا معارضتهم الشديدة لبناء المطار في مكانه الحالي. ويزعم الكابتن محمد أمين الكوران الذي يترأس لجنة الرقابة على الطيران المدني في الاردن قائلا: ‘حينما علمنا بموقع المطار الاسرائيلي الجديد، أدركنا أن الحديث عن مشكلة. على حسب التفاصيل الموجودة لدينا فان الخطة لا تصمد للمعايير الدولية. فالمسافة بين المطار الدولي الاردني في العقبة والمطار الذي تريد اسرائيل بناءه غير كافية، وقد تُعرض للخطر الطائرات والركاب من الطرفين’. وقال: ‘رفضنا الموقع الذي أرادت اسرائيل أن تُقيم المطار فيه، وأبلغنا الجانب الاسرائيلي، لكن يبدو أنه لم يقبل رأينا’.
وجاء عن متحدث وزارة النقل العام قوله: ‘في الأحاديث التي تمت في الفترة الاخيرة مع الاردنيين تم الاتفاق على استمرار اللقاءات والتنسيقات لاستعمال المطارين في تمناع والعقبة’.
يحسُن أن يبدأوا في ديوان رئيس الوزراء النظر في هذه القضية فلم يبق لنا اصدقاء كثيرون في المنطقة، وسيكون من المؤسف أن تُبعد عنا عجرفة المشتغلين بانشاء المطار واحدة من آخر صديقاتنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘ عنتر الأقرع′ لا يستحق الموت
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
لم ألتق به قط، لكنني أُكثر التفكير فيه منذ يوم السبت الماضي الذي كان آخر سبت في حياته. أستطيع فقط أن أتخيل حياة وموت عنتر الأقرع، الشاب الفلسطيني من قرية قبلان، الذي كان يوشك أن يتزوج بعد اسبوعين وحاول أن يجد مصدر رزق له بتسلل أفراد الى اسرائيل. وقد جاء ليكسر فيها كسرا كما اعتاد آلاف الشباب الفلسطينيين الذين ليس لهم مصدر رزق آخر، وسُمي عندنا ماكثا غير قانوني وكأنه مجرد شيء (من المؤكد أنه مشتبه فيه). ولم ألتق قط ايضا بـ ‘متطوع حرس الحدود’، وهذا ايضا لقب غريب، الذي أطلق النار على الأقرع فأرداه قتيلا عند مدخل مقبرة اليركون. ولم توجد السكين التي هدد الأقرع بها، كما زعُم، لكن المتطوع أطلق عليه النار فقتله، متطوعا بالطبع. كانت رصاصة واحدة وُجهت الى ماكث غير قانوني، فماذا يمكن أن يحدث.
صباح السبت، يوم جميل. الأم تشرب الكثير من القهوة، والأب يقرأ الكثير من الصحف، ويمكن الذهاب الى اليركون. إن متطوع حرس الحدود الذي يبدو أنه في ملل وأن حياته فارغة جدا، وليس له مكان يتطوع فيه سوى حرس الحدود وكأنه لا يكفينا ما يوجد في هذا السلاح القاسي حتى من غيره ايضا، وكأنه لا توجد اماكن أسمى للتطوع فيها مضى الى اليركون. صباح السبت، يوم جميل، في المقبرة غير بعيد عن ضفتي اليركون، التي كانت الملجأ الليلي البائس للماكث غير القانوني الأقرع ورفاقه خشية صياديهم من متطوعي حرس الحدود من مُحبي الحركة والشوشو. في مدينة الأموات هذه يختبيء الماكثون غير القانونيين في يوم السبت، الذي هو يوم جميل.
ظهر فجأة صيادو البشر وحاول الأقرع الهرب، فربما خشي أن يُعتقل قُبيل زواجه، ونشك كثيرا في أنه عرض أحدا ما للخطر. ووقف لحظة وانحنى فاستقر رأي المتطوع للشعب على أنه يوشك أن يرفع سكينا فأطلق عليه النار فأرداه قتيلا. وهكذا حدث ذلك القتل الآثم في المقبرة في صباح السبت الذي هو يوم جميل. فلقي الأقرع حتفه وتلاشى العُرس وبقي ثكل العائلة وألمها. ومن غيرها يهمه الأمر.
إن قسم التحقيق مع رجال الشرطة يحقق، لكن الجميع أصبحوا يعلمون ماذا تكون نتيجة أكثر هذه التحقيقات. فحينما طرح اثنان متطوعان آخران من حرس الحدود، وهما إيتي أرزي وشاي سولام، اربعة من الماكثين غير القانونيين في يوم شتائي بارد في حرجة بعيدة عن كل مكان، ونزعوا عنهم معاطفهم وأحذيتهم ورموهم بالحجارة لطردهم كالحيوانات، لم يُحكم عليهم بشيء. حدث ذلك في 2007، وبعد محاكمة استمرت خمس سنوات (!) حُكم عليهم بـ 200 ساعة لنفع الجمهور. واعترض قسم التحقيق مع رجال الشرطة. لكن لا يجب انتظار نتائج الاستئناف كي نعلم أن حياة الماكث غير القانوني وكرامته هما الأرخص في سلسلة الغذاء الاسرائيلية بل إنهما أرخص من حياة وكرامة ‘المتسلل’ من افريقيا.
إنهم يتجولون بين ظهرانينا كظلال آدميين، ويختبئون في مواقع بناء ومزابل وفي مقابر ومناطق صناعية. وهم ماكثون غير قانونيين في جزء من ارضهم التي هي ارضنا ايضا. ويمكن أن يُروا فينة بعد اخرى يُطرحون بقرب أحد الحواجز مقيدين أذلاء بعد ليلة في الحجز. ولا أمل في أن يجدوا عملا سوى في اسرائيل، وإن الكثرة الغالبة منهم يأتون للارتزاق فقط ولبناء البلاد وبناء أنفسهم فيها. وهم بتسللهم يسخرون من جدار الفصل، وهم يمكثون هنا اسابيع طويلة بعيدا عن بيوتهم وعائلاتهم ويترصدهم الخطر ويترصد كرامتهم في كل لحظة. وحتى لو كان مكوثهم غير قانوني فان معاملتهم ليست أفضل من ذلك، ومن المؤكد أنها غير انسانية ولا أخلاقية.
أفكر في الأقرع لأنه لم يكن يستحق الموت. وأفكر في الأقرع لأنه لم يكن يستحق هذه الحياة البائسة، وهو يختبيء طلبا للحياة في مقبرة، ولا يستحق هذا الموت، وقد أُطلقت عليه النار ككلب ضال. هل من الفضول أن نكتب أنه كان انسانا ايضا كسائر الناس؟ وأن اطلاق النار للقتل يجب أن يكون المخرج الاخير لا الأول؟ وأنه كان يريد بيقين سبتا آخر يكون يوما جميلا ليمضي الى اليركون ويركب قاربا هناك أو يتنزه حتى منتهى الشارع ويعود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اغتيال مفتوح على الغيب
بقلم:عاموس هرئيل'،عن هآرتس
موت حسان اللقيس، المسؤول الكبير في حزب الله الذي قتل ليلة الاربعاء في ما يبدو أنه كعملية اغتيال نقية ومهنية بشكل خاص في بيروت، هو الضربة العملياتية الاشد التي تلقتها المنظمة اللبنانية منذ موت عماد مغنية. مغنية، الذي وصف كرئيس أركان حزب الله، قتل في عملية تصفية في دمشق في نيسان 2008. واتهم حزب الله في حينه اسرائيل التي امتنعت عن التعقيب. وأمس ايضا اتهمت المنظمة اسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال اللقيس.
اللقيس من قدامى القيادة التنفيذية لحزب الله، معروف لاجهزة الاستخبارات في الغرب منذ الثمانينيات. ووصفته رجال الاستخبارات في الماضي بانه ‘عقل لامع′ ويؤدي في المنظمة الشيعية منصبا متداخلا، موازٍ لمنظومة البحث والتطوير وقسم التكنولوجيا واللوجستيكا في الجيش الاسرائيلي. وقد كان مشاركا وضالعا في كل الاسرار التنفيذية للمنظمة من شراء وتطوير الوسائل القتالية المتطورة، عبر تفعيل منظومات اتصال سرية وحتى الخطط العملياتية لحزب الله. وينزع موته من المنظمة ‘مركز معلومات’ شخص التجربة التي راكمها والعلاقات المتفرعة التي اقامها مع اجهزة الاستخبارات السورية والايرانية خدمت جيدا حزب الله على مدى قرابة ثلاثة عقود. وبفضل خبراته المهنية، عمل اللقيس خارج سلسلة القيادة العادية للمنظمة، ولكنه كان مقربا جدا من الامين العام حسن نصرالله. ومثلما حصل له بعد تصفية مغنية، لا بد أن نصرالله قلق جدا الان بالنسبة لامنه الشخصي تخوفا من أن يكون ممكنا باساليب مشابهة المس به هو نفسه ايضا.
اسرائيل، فضلا عن النفي العام وشبه التلقائي للناطق بلسان الخارجية، لم تعقب على الادعاءات من لبنان. وهذا جزء من سياسة ثابتة، اساسها الحفاظ على ‘مساحة النفي’ التي تستخدمها اسرائيل في السنوات الاخيرة بالنسبة لكل النشاطات التي تنسب لها في سوريا وفي لبنان. وغياب بيان رسمي يخلق غموضا معينا لدى الطرف الخصم. والى جانب ذلك، فانه يسمح له بالامتناع عن الرد الفوري. هكذا كان ايضا عندما نسب لها اغتيال مغنية، قصف المنشأة النووية في سوريا في 2007 وسلسلة ما لا يقل عن ست هجمات جوية على مخازن وقوافل سلاح في سوريا في بداية السنة. وفي عدة حالات، ضمن امور اخرى، استنادا الى تسريبات مقصودة من الادارة الامريكية، نسبت وسائل الاعلام الاجنبية مع ذلك هذه الاعمال لاسرائيل.
في عدة حالات اخرى لم يلتصق الاشتباه باسرائيل، رغم الاتهامات الصريحة من جانب حزب الله وايران. هكذا كان في سلسلة تفجيرات شديدة وقعت في الاشهر الاخيرة في بيروت، بما فيها العملية في السفارة الايرانية هناك وسيارات مفخخة تفجرت في الضاحية. يبدو أن وسائل الاعلام الاجنبية تفهم جيدا بان اسرائيل ستحذر من تنفيذ أعمال ذبح عديمة التمييز للمدنيين، بخلاف العملية العسكرية ذات الهدف المركز.
واذا كان الحديث يدور مع ذلك عن خطوة اسرائيلية يحتمل أن تكون هناك محاولة لاستغلال الاضطراب الكبير في لبنان الان كأثر للحرب الاهلية الفتاكة في سوريا للمس بحزب الله. شخصيات ايرانية ادعت أمس بان الحديث يدور بشكل عام عن عمل عملية لارهابيين سنة، بتكليف من اسرائيل. في حرب الجميع ضد الجميع الجارية الان في سوريا وفي لبنان، يوجد الان عالم من الظلال، ترتبط فيه معا عناصر مختلفة ومتنوعة. وفي المعارك الضارية التي وقعت في مدينة طرابلس في شمالي لبنان في بداية الاسبوع، بين ميليشيات علوية وشيعية وبين ميليشيات سنية قتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص فيما فاجأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في الايام الاخيرة بخطاب اثنى فيه بالذات على الرئيس الامريكي براك اوباما في اعقاب التسوية التي تحققت مع ايران.
اللقيس هو العنوان في الطرف الاخر لذات مساعي التهريب لاسلحة متطورة من سوريا الى حزب الله، والتي اعلنت اسرائيل في الماضي بانها ستعمل على احباطها. وهو نفسه كان هدفا لمحاولة اغتيال اسرائيلية في ذروة حرب لبنان الثانية. ولكن على الاقل حتى يوم أمس، كان من الصعب القول من وقف خلف الاغتيال الاخير.’ بعد ساعات قليلة من البيان عن موت اللقيس نشرت منظمة سنية متطرفة بيانا اخذت فيه المسؤولية عن الاغتيال. ولما كان كل شخص يملك معرفة أولية بالعربية واطلاع على انظمة الانترنت ذات الصلة يمكنه أن يعرض نفسه اليوم كمنظمة سنية متطرفة، من الصعب أن نعرف ما هو مدى مصداقية هذا النشر.
وبالنسبة لحزب الله، لا شك في أنه اذا كانت المنظمة تعتقد بان الحديث يدور عن اسرائيل، فسيكون لها هنا حساب لتصفيه. يمكن الافتراض بان المصلحة الاساسية للمنظمة، بالامتناع عن مواجهة شاملة مع الجيش الاسرائيلي، بقيت على حالها. ولا تزال هناك امكانيات رد مفتوحة امامها الان من محاولات ضرب اهداف اسرائيلية ويهودية في الخارج (اعمال اعدادها يستغرق زمنا) وحتى اطلاق الكاتيوشا على اسرائيل، تحت غطاء منظمة وهمية ما ودون أخذ المسؤولية الرسمية عن ذلك. وللمنظمة كفيل ان يكون الان مبرر ضد العمليات في الخارج: تخوف ايران من أن تشعل مثل هذه الافعال توترا متجددا مع الغرب يجعل من الصعب تطبيق الاتفاق المرحلي الذي تجد طهران نفسها معنية جدا به، بالنسبة للمشروع النووي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
