اقلام واراء اسرائيلي 501
11/12/2013
في هــــــذا الملف
ماذا لو تخلت إيران عن المشروع النووي؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
صلاة جنازة على الثائر الذي غيّر جنوب افريقيا
بقلم: جدعون ليفي واليكس ليبك،عن هآرتس
كيري وسياسة إغلاق الدوائر
بقلم: ألبرت ر. هانت،عن معاريف
إنقاذ البحر الميت!’
بقلم: أفيف لفي،عن معاريف
الأمن المتبادل ليس حلا
بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت
البدو في مواجهة ‘قوانين جديدة’
بقلم: موشيه آرنس،عن هارتس
نظرية الأمن في غور الأردن
بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس
ماذا لو تخلت إيران عن المشروع النووي؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
إن أفضل احتمالاتنا لاحراز سلام لا يساوي شيئا اذا أحرزت ايران سلاحا نوويا، بل إن هذا قد يضعضع السلام القائم بين مصر واسرائيل’، هذا ما حذر منه نتنياهو هذا الاسبوع على شاشة الفيديو التي بثت خطبته في منتدى سبان. صد نتنياهو دائما إدخال ايران من الباب الأمامي الى قلب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني زاعما أنه ينبغي الفصل بين التهديد النووي الايراني والصراع مع الفلسطينيين. ووقف نتنياهو آنذاك كصخرة صلبة في مواجهة ربط الادارة الامريكية بين ضرورة انشاء جبهة عربية موحدة مع اسرائيل في وجه ايران. وتُقدر الادارة الامريكية أن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يمكن أن يساعد على انشاء جبهة تخدم مصالح اسرائيل فيما يتعلق بالتهديد النووي.
أدرك نتنياهو المعنى السياسي للربط الذي يعني الانسحاب في مقابل المشروع النووي. لكن التوقيع على الاتفاق مع ايران ومعارضته القوية التي أظهرتها السعودية وسائر دول الخليج، أثبتا أن هذا الربط ليس ضروريا. ونشأ للحظة ‘حلف’ غير موقع بين اسرائيل ودول الخليج حتى دون حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وتبين أن ليس كل شيء في الشرق الاوسط متصلا فقط بالقضية الفلسطينية وأن للدول العربية عدة مصالح اخرى ليست اسرائيل أو الفلسطينيون هم اللاعبين الرئيسين فيها.
لكن نتنياهو استقر رأيه في تحول غامض على أن يمنح ايران حق الاعتراض على المسيرة السياسية، حينما أضاف شرطا مسبقا جديدا أُضيف الى طلب الاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة للشعب اليهودي، فهو يقول إنه ما بقيت لايران قدرة على احراز سلاح نووي فلا داعي الى احراز سلام مع الفلسطينيين. والصلة التي يحاول نتنياهو أن ينشئها بين ايران والصراع تشتمل على حيلة راتبة تقريبا فحواها أنه اذا كفت ايران عن تطوير بنيتها النووية التحتية فستوافق اسرائيل على الانسحاب من المناطق. وكما كان فرض العمل الامريكي وهو أن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين يجعل ايران تدع مطامحها النووية، مخطئا، كذلك يُحرف تصريح نتنياهو الواقع. ونشك في أن يوجد أحد من وزراء اليمين يؤيد المعادلة التي توافق على الانسحاب من المناطق مقابل وقف البرنامج النووي الايراني.
وأعجب من ذلك ربط السلام مع الاردن ومصر بالمعادلة لأن العلاقات بين هاتين الدولتين واسرائيل تقوم على مصالح مشتركة. وتنظر الاردن ومصر ايضا في خوف الى جهود ايران لتتبوأ مكانة مهيمنة في المنطقة. وكلتاهما تشجع مسيرة السلام وتتبنى حل الدولتين دون أن ترى واحدة منهما ربطا بين المصلحتين.
إن محور القدس رام الله طهران خاصة الذي يرسمه نتنياهو قد يزعزع الدول العربية التي ستخشى الآن أن تطلب ايران الانضمام الى نادي الدول المشاركة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بعد أن تم اقصاؤها عنه سنين. وقد اقترحت ايران على الولايات المتحدة في مدة ولاية احمدي نجاد خدماتها لحل صراعات اقليمية وكان اقتراحا ركله الرئيس بوش.
والآن، بعد التوقيع على الاتفاق معها، قد تنضم ايضا الى مؤتمر جنيف الثاني لحل الازمة في سوريا، وهي تراود دول الخليج مراودة كثيفة ومنها السعودية وقد تعرض خدماتها لحل الصراع الفلسطيني الداخلي، ولا سبب يدعو من وجهة نظرها الى الابتعاد عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
اذا وُقع على اتفاق نهائي بين ايران والقوى العظمى فستستطيع ايران أن تلوح به بصفته وفاءً بالشرط الذي اشترطه نتنياهو وأن تُبعد بذلك على الأقل العائق الجديد الذي أقامه في وجه التفاوض السياسي. وسيضطر نتنياهو كما يبدو الى أن يجد شرطا مقيدا جديدا أكثر مبالغة كي يُبطيء المسار مع الفلسطينيين إن لم يعقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صلاة جنازة على الثائر الذي غيّر جنوب افريقيا
بقلم: جدعون ليفي واليكس ليبك،عن هآرتس
بدأت أمطار تهطل أمس (الاثنين) عصرا على سويتو وغرق مسار جارّي عربات القمامة اليومية بالماء. فساروا على جوانب الطرق الطويلة التي تخرج من البلدة ونظراتهم كئيبة في أسمال، وكان أحسنهم حالا ملتفين بأكياس نايلون ممزقة يدفعون بما بقي من قوتهم غنيمة يومهم، وهي عربات ضخمة محملة حتى الاتعاب بقمامة بلدة الأبواب السوداء. وأخفت جبال القمامة ناس المطر هؤلاء وكأن أمر موت ساكن هذه البلدة الأكثر شهرة لم يؤثر فيهم: فقد بقوا في بؤسهم الفظيع وقتا طويلا بعد الانتصار الكبير لـ ‘ماديبا’، ألا وهو نلسون مانديلا.
بث التلفاز المحلي مسيرة قادة العالم الذين هبطوا واحدا بعد آخر. وقد وعد أمس من لا يقلون عن 91 رئيس دولة بمجيئهم الى هنا، وسارع مذيع التلفاز الى أن يقول إن مثل هذا العدد لم يُر إلا في الجمعية العمومية للامم المتحدة فقط. وأُتّمت بالقرب من ملعب كرة القدم الضخم غير البعيد عن سويتو الاستعدادات لأكبر الجنازات جميعا واشتمل ذلك على مروحية عسكرية في الجو، وعمال على الارض يجزون الأعشاب على جوانب الطرق في جهد يؤثر في القلب في آخر لحظة. وانتظر في منطقة إكسبو آلاف الصحفيين من العالم كله للحصول على بطاقاتهم الصحفية تمهيدا لمراسم الجنازة اليوم. وقالت لي كريستيان إمنفور في الصف المتعب أنها تُكثر التفكير في اسرائيل في الايام الاخيرة، وحدثتني عن مبلغ احتياجها الى مانديلا خاص بها. لكن كل ذلك لم يؤثر أي تأثير في عاملي جمع القمامة في سويتو الذين استمروا في رتابة يومهم دون ماض ولا حاضر ولا مستقبل.
بدا جنوب افريقيا أمس محبا حزينا متأثرا، بل ربما فاجأه مقدار الظاهرة المدهشة. فقد جر موت بطله القومي العالم الى حداد دولي لم يُر مثله قط. وتأخرت طائرة إل عال التي جاءت بنا الى هنا عن اقلاعها بعد أن كان اثنان من العاملين في بيت الرئيس في طريقهما الى المطار وعادا كما جاءا ثم عادا الى المطار مرة اخرى بحسب الأوامر المُبلبلة التي تلقياها من أعلى. وفي ساعة كتابة هذه السطور كان يبدو برغم ذلك أن صديق نظام الفصل العنصري السابق شمعون بيرس لن يحضر الى هنا وبذلك ستبرز اسرائيل مرة اخرى في عزلتها.
لكن هذا هو يوم جنوب افريقيا. وهذه عشرة ايام حدادها. وعشرة ايام توبة العالم كله الذي اختار أن يشايع في هذه المرة شخصا قدوة. اليوم في السادسة صباحا ستُفتح أبواب الملعب الرياضي وقد أُغلقت كل الشوارع المفضية إليه أمس، وسيتدفق عليه أكثر من 90 ألف انسان فيهم نحو من 1000 سياسي لوداع مانديلا. وقد استمر حداد الافارقة الجنوبيين وهم هذا الشعب البائس الذي حلت به النوائب، في جنوب القارة التي لا يحسب لها أحد حسابا في الايام العادية، منذ بضعة ايام منذ أن مات الزعيم الذي شبع من عمره ومن السجن.
سافرنا قُبيل المساء الى بيته الاسطوري في شارع فيكازي 8115، في غرب اورلاندو في سويتو. كان البيض ينقلون الى هنا في مطلع القرن الماضي عمال مناجم الذهب السود من ضواحي جوهانسبيرغ بزعم أنهم ينشرون الامراض والأوبئة. وهنا ايضا بدأ كل شيء، ففي العاشر من حزيران 1976 عطّل تلاميذ البلدة دراستهم بعد أن اضطرهم النظام الى تعلم لغة الفصل العنصري وهي الافريكانس. وقُتل ألف انسان في اضطرابات نشبت كانت ترمز في نظر كثيرين الى بدء النهاية. وما زالوا يحتفظون في بيت مانديلا الذي أصبح متحفا بثقوب الرصاص الذي وجه اليه لاغتياله. لكن كان أمس احتفال بالقرب من البيت، احتفال حداد لا يعرفون اقامته إلا في افريقيا فقط بالرقص والغناء.
بدا ذلك مشابها شيئا ما لحدث من أحداث الحي في مركز جماهيري. فقد مات ابن الحي واجتمع ساكنوه للاحتفاء به بالقرب من بيته بازاء ‘مطعم عائلة مانديلا’، وهذا هو اسمه التجاري. ووقف خطباء الحي على مسرح مرتجل يحمسون الجمهور بكلامهم وغنائهم. إنه هايد بارك عزاء في سويتو. وقد غرقت باقات الزهور التي وضعت عند مدخل البيت منذ زمن بالماء وناضلت مئات الشموع المشتعلة عن حياتها المطر الهاطل. وكتب عشرات السكان في أوراق مُقواة أُلصقت على جدار البيت بأقلام ملونة كتابات حب ووداع لبطلهم. والتُقطت لآخرين صور تذكارية بالقرب من تمثاله وهم يرفعون قبضات أيديهم في الهواء كأنما يحاولون تقليده.
وجاء المطرب السنغالي مو داديوف الى هنا خصيصا. وقال لنا إن كل ما فعله في حياته ‘جاء منه’، أي من مانديلا بالطبع ولهذا جاء أمس الى هنا معترفا بالجميل له. وسيحاول اليوم أن يدخل الملعب الرياضي وفي يوم الاحد سيسافر الى مسقط رأسه قرية كونو لحضور الجنازة. وركعت اربع نساء سود في ثياب حمراء أمام الشموع وصليّن صلاة صامتة. وكان كُتب على قمصانهن ‘الوحدة هي القوة’.
‘جاء مانديلا في يوم الافراج عنه الى كوخ الطوب الاحمر الصغير الذي أصبح بيته. وقد نُصبت عند مدخل البيت لافتة من المعدن: ‘في الليلة التي عُدت فيها مع فيني الى رقم 8115 في غرب اورلاندو آنذاك فقط عرفت في سريرتي أنني غادرت السجن. وكان الرقم 8115 عندي مركز عالمي، والمكان الذي اُعلم بعلامة ‘إكس′ في عقليتي الجغرافية’.
بعد ذلك هبط الظلام على بيوت سويتو. ظلام على الجزء المرمم المنمق بالقرب من بيت مانديلا، وهو حي فخم، وظلام على سائر بيوت البلدة وأكواخها الصفيحية في أجزائها الأفقر التي تجولنا فيها والتي يسكنها بين مليون أسود الى ثلاثة ملايين، وتبدو غزة بالقياس إليها مثل ضاحية فخمة. كان الجو حزينا أمس في سويتو، حزينا وفرحا ايضا. يبدو أن الجميع هنا ما عدا العاملين في جمع القمامة يعلمون أنه برغم كل الصعاب التي بقيت فان هذا المكان كان مختلفا قبل مانديلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كيري وسياسة إغلاق الدوائر
بقلم: ألبرت ر. هانت،عن معاريف
رغم الحياة السياسية الناجحة التي تتضمن ستة نجاحات في الانتخابات في ماساشوسيتس، انتصار في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية على الرئاسة وشبه انتصار في الانتخابات للرئاسة، يبدو جون كيري في احيان كثيرة بأنه مغترب، مغرور ومغلق الحس من ناحية سياسية.
‘هذه المزايا لم تمنعه من بداية مبشرة بالخير لحياة سياسية كدبلوماسي. ففي غضون أقل من سنة منذ تعيينه وزيرا للخارجية وصل الى انجازات حقيقية أكثر من سابقته المجيدة كلينتون، في اربع سنوات ولايتها.
فبالتصميم، الطاقة، المعرفة العميقة والحظ الأعمى ايضا، ارتبط بالروس وتسبب للسوريين بنزع سلاحهم الكيميائي، أقنع الاسرائيليين والفلسطينيين بالشروع في الحديث، وكان لاعبا مركزيا في بلورة الاتفاق على البرنامج النووي الايراني. كل هذه الانجازات التي قد تتبدد، إلا أنها ذات مغزى.
غير أن ثمة عثرات. فعادة كيري لأن يفشل بين الحين والآخر بلسانه، لم تختف. فقد كان متحمسا قُبيل التوقيع على اتفاق بعيد المدى في افغانستان مع الرئيس كرزاي، ولكن هذا لم يتحقق بعد. ولغته عن سوريا كانت مشوشة وقد قال أمورا ليست في مكانها بالنسبة لزعماء الانقلاب العسكري في مصر.
السؤال اذا كان البيت الابيض سيحاول كبح جماحه، بقي مفتوحا. ويقول الزملاء إنه والرئيس اوباما يحترمان الواحد الآخر. الادارة الحالية في البيت الابيض، أكثر من أي ادارة اخرى منذ ريتشارد نكسون، تتمسك بالقوة وبالصلاحية. وحتى هيلاري كلينتون، رغم مكانتها السياسية كانت مقيدة في حرية عملها.
رايس وكيري يلتقيان بين الحين والآخر في وجبة غداء. العلاقات بينهما صحيحة في أفضل الأحوال. استعراض مجلس الامن القومي عن الشرق الاوسط لم يتضمن وزارة الخارجية والبيت الابيض فرض عليه إشراك بعض الموظفين من وزارة الخارجية.
وسواء كانت عليه قيود أم لا، فان كيري هو دبلوماسي يأخذ مخاطر. فقد منحه البيت الابيض ببهجة عظيمة مسؤولية معالجة الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، الذي يعتبر ضائعا. وقد كان التقدم حتى الآن بالحد الأدنى، ولكن كيري لا يكل ولا يمل. وهو شخصية رائدة في الاتفاق المؤقت مع ايران وسيكون جهة مركزية في ‘بيع′ الاتفاق النهائي للايرانيين والكونغرس. قسم هام من انشغالاته حتى الآن تكرس للشرق الاوسط. وهذا الاسبوع يخطط له سفرية لآسيا، مع توقف في فيتنام. وكان كيري قاتل هناك في الستينيات وفي الثمانينيات والتسعينيات قاد خطوة مصالحة بين الولايات المتحدة ودول جنوب شرق آسيا.
وهو لا يثير الكثير من التحبب في وزارة الخارجية. فهذا يُبقيه لبيل بيرنز، نائب الوزير والدبلوماسي القديم. وحسب التقارير، فان بيرنز هو الذي أقنع الوزير بارسال مارتن انديك كي يعمل على الاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين.
ولا يزال مساعدون كبار يُدورون عيونهم احيانا لسماع اسم كيري، ولكن الآن بات يبعث على الاحترام ايضا. وزير الخارجية الأسبق شولتس يقول إن مفتاح نجاح كيري ستكون علاقاته مع الرئيس. ‘فهما لم يتفقا حول الامور في سوريا، وكان هذا محرجا. ولكن اذا كانت المؤهلات والمعلومات لدى جون ستمنحه التقدير فانه هو والرئيس يمكنهما أن يبلورا الاستراتيجيات معا’.
قسم من مبادرات كيري قد تصفعه على وجهه، وعندها سيشد البيت الابيض الحزام. ولعل فريق اوباما تعلم درسا أليما من التطبيق الفاشل لقانون الصحة الخاص به والذي هو نتيجة قصر نظر البيت الابيض.
اذا نجح كيري فسيكون هذا اغلاق لدائرة: من جندي ذي الأوسمة، عبر النشيط المناهض للحرب وحتى الدبلوماسي المكلل بالنجاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
إنقاذ البحر الميت!’
بقلم: أفيف لفي،عن معاريف
تهيا نضع الامور في نصابها: عندما نفرق جلبة التصريحات والاحتفالات نجد ان الاتفاق الذي وقع في واشنطن أمس يعنى بمشروع هام لتبادل المياه بين دولتين جارتين. وفي هذه المرحلة، فان علاقته بانقاذ البحر الميت طفيفة للغاية.
في مركز الاتفاق تقف منشأة التحلية التي ستقام في العقبة، لتحلي نحو 80 مليون متر مكعب تنهل من البحر الاحمر. تحصل اسرائيل على نحو نصف الكمية في صالح ايلات والعربا وتعيد للاردنيين ماء من بحيرة طبريا في صالح منطقة عمان. فهم سيبيعون لنا الماء في الجنوب، ونحن نعيد بيعهم الماء في الشمال، ويكون بوسع الجميع ان يشربوا وأن يسقوا اراضيهم بهناء. وعلى الطريق سيحصل الفلسطينيون على بضع عشرات الامتار المكعبة التي ستحسن ميزان المياه في الضفة الجافة.
حتى هنا يدور الحديث عن مشروع متواضع للغاية، منطقي، للتعاون الاقليمي، والذي يفوق فيه العطش والمصالح الاقتصادية على الخلافات والعداء السياسي.
تبدأ المشكلة بالطموح لتمديد انبوب ‘رد دد’ (من البحر الاحمر الى البحر الميت) والذي هو ‘انبوب البحرين’ الذي يحل محل قناة البحرين الاسطورية.
وفي هذا الانبوب سيتدفق شمالا نحو 100 مليون متر مكعب في السنة. وعلى هذا الانبوب يحيك سلفان شالوم عباءة السوبرمان خاصته: فهو لا ينجح فقط في أن يدفع أخيرا الاسرائيليين، الاردنيين والفلسطينيين على الاتفاق في شيء ما (وهذه بالتأكيد انباء طيبة) بل ينقذ ايضا بكلتي يديه وبرؤياه البحر الميت.
وهنا تبدأ المشاكل. قبل كل شيء، الكميات: حتى قبل الحديث عن ترميم البحر الميت، فقط من أجل وقف تراجع مستوى المياه وابقاء البحر في ارتفاعه الحالي، ثمة حاجة الى الدفع نحوه بنحو مليار متر مكعب في السنة. وبالتالي فان الكمية التي يفترض ان تصل الى البحر الميت في الانبوب الاحتفالي ستساعد، في افضل الاحوال، في تغطية نحو 10 في المائة في وتيرة التراجع السنوي. وبدلا من تراجع نحو 1.10 متر في السنة سيتراجع نحو متر واحد. فهل هذا سبب للاحتفال؟ انعطافة تاريخية؟ ليس حقا.
المنفعة للبحر الميت طفيفة والمخاطر غير قليلة: فالمشروع يعتمد على تقرير نشره البنك العالمي قبل بضعة اشهر وقضى في السطر الاخير بانه توجد جدوى للمشروع. غير أنه في الطريق الى السطر الاخير طرحت سلسلة من المخاوف: اللقاء بين مياه البحر الاحمر ومياه البحر الميت، مثلا، من شأنه أن يخلق تفاعلات كيميائية تؤدي الى ازدهار بقعة حمراء، انتاج شريحة جبس تبيض المياه وردود فعل بكتيرية تعبر عن نفسها باندلاع رائحة أكسيد الكبريت ـ المعروف أكثر برائحة البيض الفاسد. وليس صدفة أن قال في حينه الوزير السابق لحماية البيئة، جلعاد اردان ان ‘هذا المشروع من شأنه ان يوقع مصيبة على البحر الميت وعلى البيئة والسياحة في المنطقة’.
تخوف آخر يأتي من جانب كبار الجيولوجيين: فالانبوب سيمتد على مسافة 180كم في المسار الاكثر حساسية في منطقة الهزات الارضية القوية الشرخ السوري الافريقي. ولما كانت المياه التي ستتدفق فيه هي مياه راجعة من منشأة التحلية في العقبة، فان كل شق في الانبوب من شأنه ان يؤدي الى تسلل المياه المالحة الى المياه الجوفية في العربا والى الاضرار الشديد باقتصاد المياه الاسرائيلي. وحقيقة أن الانبوب سيمر في اراضي الاردن الذي سيكون مسؤولا عن صيانته وحراسته، لا تضيف سكينة في الطرف الاسرائيلي.
جواب سلفان شالوم ورجاله على هذه المخاوف بسيط: هذا مشروع تجريبي. اذا لم تصبح مياه البحر الميت عجينة من الجبسين واذا ما مر الامر بنجاح، سيكون بوسعنا في المستقبل ان نزيد جدا حجم الضخ وعندها نحسن حقا حالة البحر الميت (ولا يزال، في أي سيناريو لا يدور الحديث عن كميات تسمح حتى بوقف تراجع مستوى المياه). ولكن ليس هناك من يمكنه أن يتوقع الهزة الارضية التالية والسؤال هو اذا كان مجديا استثمار مئات ملايين الدولارات في تجربة من شأنها أن تنتهي برائحة بيض فاسد.
ان انقاذ البحر الميت يجب أن يأتي على ما يبدو من جهة اخرى. تعاون اقليمي ومساعدة لاقتصاد المياه الاسرائيلي، الفلسطيني والاردني هو موضوع هام للغاية، ولكن لشدة الاسف يأتي بقدر قليل جدا من المجد.
وكما أسلفنا، فقد وقع في واشنطن أمس الاتفاق بين اسرائيل، الاردن والفلسطينيين، لبناء الانبوب الذي سينقل الماء من البحر الاحمر الى البحر الميت. وحسب الاتفاق، ستجتاز المياه عملية تحلية في مشروع جديد في الاردن وتستخدم من اسرائيل والاردن. وقسم من المياه ستوجه الى البحر الميت من أجل ابطاء وتيرة جفافه. وفي بيان حكومة اسرائيل جاء ان الانبوب الذي سيكون طوله 180 كيلو متر سيكلف 300 مليون دولار، ومدة بناؤه ستصل الى ثلاث سنوات. وقال الفلسطينيون ان اسرائيل ستزودهم بقسم من المياه التي تمر في الانبوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الأمن المتبادل ليس حلا
بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت
يبدو السلام مختلفا من واشنطن، فالنغمة الامريكية متفائلة. وتهب رياح التاريخ من الكلمات. إن ثلاثة ايام في منتدى سبان تجعلك تخلص الى استنتاج واحد وهو أن فكرة نهاية الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين حية تتنفس في امريكا وإن تكن تزور الشرق الاوسط في احيان متباعدة.
إن كلمة المفتاح في واشنطن في هذه الايام هي الأمن. فحينما تحدث الرئيس اوباما وتحدث وزير خارجيته كيري خصوصا عن اتفاق مع الفلسطينيين رددا كلاما من تصريحات نتنياهو بشأن أهمية الأمن. وزعم كل واحد منهما بعبارة مختلفة أن أمننا سيكون محفوظا.
إن المنطق الامريكي لحل الصراعات يقوم على فهم المصالح. فاذا كان الاسرائيليون يطلبون الأمن فانهم سيعطون الأمن. واذا كان الفلسطينيون يطلبون دولة فانهم سيعطون اتفاقا على دولة. وقد أجابوا نتنياهو عن خطبه وعن تصريحاته الكثيرة بشأن أهمية الأمن لاسرائيل. وقد وضع سلما فبنوا له مراحل مرتبة وهم يطلبون الآن أن ينزل عن الشجرة.
وعدني مسؤول امريكي كبير حادثته في خلال المؤتمر بأن وزارة الخارجية الامريكية عندها ما يكفي من الافكار الخلاقة. وقال ‘تلك مسألة ارادة’. ولم أتفق معه. فالاتفاقات في الشرق الاوسط هي في الأساس مسألة قدرة. إن الاسرائيليين الذين يلتقيهم في واشنطن يمثلون مجموعات ما، والاصوات التي يسمعها تلائم أذنه. وفي اسرائيل آخرون يقترعون وتستقر آراؤهم على اتفاقات سلام. والاقتراحات التي توضع على الطاولات هناك لا تلائم آراء الآخرين هنا.
إن المسافة بين اسرائيل في 2013 وبين واشنطن ليست خط طيران فقط بل هي خط تفكير في الأساس. فاسرائيل الحقيقة مكونة في جملة ما هي مكونة منه من حريديين ومحافظين ومتدينين قوميين وللتوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين يجب اقناعهم ايضا لأنه لن يُنتخب هنا من غيرهم أي رئيس وزراء ولن يجوز أي قرار من غيرهم. فهم اللاعب الاسرائيلي وهذا هو ثمن الديمقراطية لمن يعتقد ايضا أن الديمقراطية تقتضي اتفاق سلام.
يبدو، وهذا صحيح الى اليوم، أن أكثر الاسرائيليين يدركون أن الوضع الراهن في يهودا والسامرة مضر بدولة اسرائيل. وهم يعارضون، مثل نتنياهو، دولة ذات شعبين تضم مليوني فلسطيني، وهم يريدون إزالة الشكوك المتعلقة بالديمقراطية الاسرائيلية. ومن جهة ثانية يصعب على اولئك الاسرائيليين بالضبط أن يروا اتفاق سلام يضع حدا للصراع، فقد كفوا عن الايمان بحلول مطلقة. فما بقي لهم هو البحث عن خطوات اخرى تكون بديلة عن اتفاق لا يأتي.
اعتيد الحديث في المباحثات التي تناولت الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين عن ‘تفكير خارج الصندوق’. بيد أن التفكير في اتفاق يحل كل شيء هو بالضبط الصندوق وهو بالضبط الفكرة التي لا تفضي الى شيء جديد. إن القيود موجودة عند الطرفين: فالفلسطينيون غير مُهيئين للتوقيع على اتفاق ولا يهم ماذا يكون جوهره؛ والاسرائيليون، وهذا صحيح الى الآن، ليسوا مستعدين للرهان على اتفاق، ولا تهم محطات الانذار التي ستُنصب في غور الاردن.
إن اشتغال الامريكيين بمسائل الأمن ملائم لخطب نتنياهو، لكنه يتجاوز عناصر مهمة في الطبيعة الاسرائيلية. إن الاستيطان في يهودا والسامرة مؤلف من بواعث علمانية ودينية الأمن واحد منها فقط.
إن الامكان الوحيد للتقدم هو مسار عكسي وهو اهمال الحل الذي توجد فيه دولتان في خطوط 1967 (وأخرى لحماس في قطاع غزة) والتحول الى التفكير في خطوات مرحلية في مجال الاجماع الاسرائيلي بين الاعتراف بالكتل الاستيطانية والاعتراف باستقلال اراضي السلطة الفلسطينية. إن الأمن مهم لكن لا يمكن بناء دولة عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
البدو في مواجهة ‘قوانين جديدة’
بقلم: موشيه آرنس،عن هارتس
إن ازمة البدو في النقب هي الأصعب بين جميع عناصر المجتمع الاسرائيلي. فمستوى التربية عندهم هو الأدنى، وظروف سكنهم هي الأصعب، ومستوى دخلهم هو الأدنى. وهم في مقابل ذلك يسيرون في مسار صادم للنفوس في التحول من حياة الترحال وهو نمط عيشهم مدة حقب طويلة الى حياة في مجتمع مدني يقوم بقدر كبير على التقنية الحديثة.
إن تعدد الزوجات شائع بين البدو في النقب برغم كونه محظورا في اسرائيل. ويؤتى بالنساء من غزة ومن يهودا ومن الاردن. وليست نسبة زيادة السكان في المجتمع البدو هي العليا في اسرائيل فقد بل هي بين أعلى النسب في العالم. حينما أُنشئت الدولة كان عدد البدو في النقب 18 ألفا. ويعيش اليوم هناك أكثر من 200 ألف، ومن نتيجة ذلك أن نصفهم تقريبا يعيشون فيما يسمى ‘قرى غير معترف بها’، ليس فيها من جهة البنى التحتية الأساسية الضرورية للحياة في مجتمع حديث وهي من جهة اخرى عائق أمام تطوير النقب.
في الـ 65 سنة الاخيرة تجاهلت كل حكومات اسرائيل وضع البدو. ودخلت الفراغ الذي خلفته الحكومة الحركة الاسلامية الشمالية، حليفة الاخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في غزة. وعمل أناسها بين البدو بغرض تقوية صلتهم بالدين واقناعهم بأنهم فلسطينيون وبأنه لا ينبغي لشبابهم التطوع للجيش الاسرائيلي وبأن دولة اسرائيل هي عدوهم.
حتى لو كان من الممكن أن نبارك حكومة نتنياهو لقصدها الى أن تعالج آخر الامر المشكلات التي يعانيها البدو في النقب، فاننا نشك في أن تكون الخطوات التي يشتمل عليها مخطط بيغن برافر هي الحل. فهي تشمل اعترافا ببعض المطالب المشكوك فيها بملكية الارض من قبل أفراد من البدو في مقابل عدم اعتراف بمطالب مشابهة اخرى، وتشمل نقلا إجباريا لجزء من البدو الى بلدات جديدة. فلا عجب أن أثار ذلك غضب بدو كثيرين. وقفز الى العربة ايضا اعضاء كنيست عرب متطرفون يحاولون جعل هذا الموضوع جزءا من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
‘ماذا يمكن أن نفعل اذا؟ ينبغي أولا أن ندرك أن الانتقال من صورة عيش تقليدية الى صورة عيش حديثة ليس قضية لمحامين. فهذه في المبدأ ليست مشكلة قضائية ولا يمكن حلها بالقانون ولا يجوز حلها بالارغام ايضا. ونتذكر ما حدث حينما أُخرج سكان غوش قطيف من بيوتهم بالقوة، فلا يجوز لنا أن نكرر فعلا كذاك. والذين يستطيعون مساعدة البدو على التغلب على الانتقال الصادم للنفوس خبراء بذلك الشأن.
لكن ليس من الضرورة أن نكون علماء انثروبولوجيا لندرك أن المشكلة الرئيسة ليست في قضية الاراضي بل في عدم وجود ثقافة كافية. فينبغي تمكين البدو من اكتساب العلم والقدرات المطلوبة للاندماج في المجتمع الاسرائيلي. وكل من يعرف جهاز تربية البدو في النقب يدرك أن ذلك يقتضي جهدا حكوميا ضخما من رياض الاطفال الى الجامعات. وسيتم الانتقال من ‘قرى غير معترف بها’ الى اماكن سكن اخرى من تلقاء ذاته على أيدي اولئك الذين سيكتسبون القدرات الضرورية للاندماج في الاقتصاد الاسرائيلي ولا يُحتاج الى قوة. وينبغي علاج الدعاوى على الارض في المحاكم ولا حاجة الى قوانين جديدة.
وينبغي الى ذلك الافضاء الى وقف تعدد الزوجات الذي يضر بالبدو أنفسهم قبل الجميع. وينبغي إبعاد الحركة الاسلامية عن الميدان والتي لا تهتم أول ما تهتم أصلا بمصالح البدو. وسيضطر الجيش الاسرائيلي الى تقديم حوافز كي يُجند الشباب البدو في صفوفه، فهو آخر الامر أفضل مؤسسة تربوية في اسرائيل.
ويجب أن ندرك أن هذه الاجراءات تحتاج الى زمن طويل بعد سنين كثيرة جدا من الاهمال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نظرية الأمن في غور الأردن
بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس
تالخطوط الهيكلية الاولى لخطة السلام المستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين بدأت تتضح. فالاقتراح البديل وضعته الولايات المتحدة امام الطرفين وان كان لا يتناول كل المواضيع الجوهرية، الا انه يوضح النوايا الجدية للولايات المتحدة بالنسبة لدفع المسيرة السياسية الى الامام، حتى لو لم تنجح في احداث معجزة وانهاء النزاع.
الاقتراح الذي يقضي بان يواصل الجيش الاسرائيلي السيطرة في غور الاردن، ويشغل معابر الحدود مندوبون اسرائيليون وفلسطينيون ولكن اسرائيل تكون مطالبة بسحب قواتها من معظم اراضي الضفة يثير بطبيعة الحال خلافا سواء في الجانب الاسرائيلي أم في الجانب الفلسطيني. ولكن بينما يرى الفلسطينيون في الاقتراح شهادة تسويغ لمواصلة الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء من الضفة على الاقل، ففي اسرائيل تستند المعارضة الى الايديولوجيا.
وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون يرى في الاقتراح مسا خطيرا بامن اسرائيل. وهو يعارض تحديد جدول زمني لانسحاب الجيش الاسرائيلي من غور الاردن ويرفض فكرة الا يتمكن الجيش الاسرائيلي من العمل في اراضي الضفة بحرية. والتواجد العسكري على الارض هو من ناحيته الضمانة المطلقة لمنع الارهاب. ويتجاهل يعلون بذلك السبب الاساس للارهاب الفلسطيني، الكامن في استمرار الاحتلال، في السيطرة المباشرة على المواطنين وفي سياسة الاستيطان التي لا تعرف شبعا.
ولكن معارضة يعلون للاقتراح الامريكي لا تعتمد فقط على اعتبارات عسكرية أو استراتيجية. فهي تستمد مصادرها من فكره المعروف، وبموجبه لا شريكا فلسطينيا يمكن معه التوقيع على اتفاق. هذا الفكر يشكل منذ سنين غطاء لسياسة الرفض لدى حكومات اسرائيل. وهو يقدم عرضا عابثا وبموجبه لو كان هناك شريك فلسطيني لسارعت اسرائيل الى الانسحاب من المناطق ولوضعت في يديه كامل صلاحيات الحكم في الضفة.
ان اسرائيل هي حبيسة ايديولوجيا ترفض الحل السلمي وترى في كل مناطق الضفة وشرقي القدس جزءا لا يتجزأ من بلاد اسرائيل. وحسب هذا الفكر لا يهم من هو الشريك وماذا ستكون عليه المنفعة الامنية والاقتصادية التي ستأتي من اتفاق السلام.
يمثل يعلون هذه الايديولوجية بقدر لا يقل عن نتنياهو وعن اليمين المتطرف. وهو يجتهد لتغطية فكره باعتبارات امنية يمكن لمعظمها ايجاد حلول عملية، موجودة في الاقتراح الامريكي. اسرائيل لا يمكنها ولا يحق لها ان ترد باستخفاف الجهد الامريكي الهائل دون اجراء نقاش معمق وموضوعي للاقتراح في ظل تناوله واعتباره كفرصة مناسبة وليس مجرد مصدر ازعاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
