أقــلام وآراء إسرائيلي (508)
الخميس 19/12/2013 م
في هــــــذا الملف
أسئلة ثقيلة حول تفاصيل الصفقة السرية مع بنك الصين
بقلم: ناحوم برنياع وشمعون شيفر،عن يديعوت
مقاطعة دولية مرتقبة لاسرائيل
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
لاجئو الربيع العربي
بقلم: يوئيل جوجنسكي وايرز شتريم،عن معاريف
بيبي ‘المتنكر’
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
ما ذا يريد كيري؟
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
اليسار الذي يجلد ذاته
بقلم: عوزي برعام ،عن هارتس
أسئلة ثقيلة حول تفاصيل الصفقة السرية مع بنك الصين
بقلم: ناحوم برنياع وشمعون شيفر،عن يديعوت
‘تكشف وثيقة قضائية قُدمت أمس الى المحكمة الفيدرالية في نيويورك لأول مرة عن وجود وحدة سرية من الموساد و’الشاباك’ ومجلس الامن القومي لاحباط تحويل اموال من الخارج الى منظمات ارهاب فلسطينية. وقد أُنشئت الوحدة في 2002 وكانت تابعة لرئيس الوزراء ولرئيس الموساد آنذاك، مئير دغان.
‘جندت الوحدة عائلات ثكلى بسبب عمليات ارهابية لأجل رفع دعاوى قضائية على بنوك ومؤسسات مالية اخرى مكّنت من تحويل الاموال. وقد ترأسها مسؤولان كبيران سابقان هما عوزي شعياه وشلومو متلون. وزودت حكومة اسرائيل العائلات بمعلومات استخبارية وصلت اليها ووعدت بارسال مسؤولين كبار من قبلها للشهادة في المحاكم واتخذ القرار في حالات استُجيب فيها توجه الموساد الى حكومات اجنبية بالرفض.
قُدمت الوثيقة الى المحكمة في اطار الدعوى القضائية لعائلة وولتس التي قتل ابنها دانييل في العملية التفجيرية في تل ابيب في 2006، ورُفعت على بنك الصين وهو من أكبر البنوك في العالم. إن رئيس الوزراء نتنياهو وقراراته يؤديان دورا مركزيا في الوثيقة الجديدة.
‘
شحنة حقائب ظهر
‘
تم الحديث عن مشاركة البنك الصيني في اموال الارهاب بتوسع في تقارير صحفية سابقة في ‘يديعوت احرونوت’. وبحسب الوثيقة الجديدة تبين لجهاز الاستخبارات في اسرائيل في 2005 أن الجهاد الاسلامي وحماس تحصلان على ملايين الدولارات من عائلة رجال اعمال فلسطينية تعمل في غوانتشاو في جنوب الصين، وتم تبييض الاموال بمساعدة حسابات بنكية في بنك الصين ووصلت الى غزة على صورة سلع حُول ثمنها الى الأذرع العسكرية للمنظمات الارهابية. وكانت مصادر المال من سوريا وايران. وقد استعمل فرعان من عائلة شرفا الفلسطينية واحدا في الصين وواحدا في غزة، تلك الشبكة.
‘حاولت حكومة اسرائيل في فرص أكثر من أن تحصى أن تعترض تحويل المبالغ المبيضة’، تقول الوثيقة القضائية. ‘في ايلول 2007 مثلا أوقفت مصلحة الجمارك الاسرائيلية شحنة حقائب ظهر وملابس كانت متوجهة الى غزة وكان يفترض أن يبلغ ثمنها الى حماس والجهاد’.
وتقول الوثيقة إنه بعد أن تبين أن تحويل المال عن طريق البنك الصيني مستمر، استقر رأي دغان بموافقة رئيس الوزراء شارون على أن يرسل الى الصين عددا من كبار مسؤولي جهاز الاستخبارات لاقناع السلطات الصينية باغلاق حسابات البنك. وفي تلك الفترة كان بنك الصين في ملكية كاملة لحكومة الصين. وقد زاروا الصين بين 2005 الى 2007 عدة مرات والتقوا موظفي البنك الرسمي الصيني، ووزارة أمن الجمهور وموظفين حكوميين آخرين لم يُعرفوا وظائفهم. وأجرى نائب وزير المالية الامريكي ستيورت ليفي لقاءات مستقلة مع مسؤولين صينيين كبار في بحث للموضوعات نفسها (كُشف عن تفاصيل لقاءات ليفي في وثائق ‘ويكيليكس′).
يُذكر في الوثيقة للمحكمة في نيويورك اربعة مسؤولين اسرائيليين كبار شاركوا في الوفود الى الصين وهم: شعياه ومتلون ورئيس مجلس الامن القومي داني أرديتي ول. الذي ما زال اسمه الكامل سرا.
وفشلت المحادثات الدبلوماسية فقد ‘أبلغ الممثلون الصينيون الوفد أن بنك الصين استقر رأيه على عدم اغلاق الحسابات’، كما جاء في الوثيقة.
وعظ فرقة الانشاد الكنسية
بازاء الرفض استقر رأي اسرائيل على التحول الى استراتيجية اخرى، تقول الوثيقة. ‘توجه الموساد وديوان رئيس الوزراء الى ضحايا ارهاب أو الى محاميهم لتمكينهم من رفع دعاوى قضائية. ووعدت اسرائيل بتقديم المعلومات والشهادات المطلوبة’.
وفي حال وولتس كان التوجه الى جمعية ‘شورات هدين’ برئاسة المحامية نتسانا برشان لايتنر. وعثرت المحامية برشان لايتنر على عائلة وولتس. وبعد وقت اختارت العائلة أن تتحول الى مكتب محاماة آخر امريكي. ‘لمنع وضع يُثار فيه عبثا آمال ضحايا ارهاب يُجندون بصفة مُدعين، ولضمان ألا تُرفض الدعاوى التي ستُرفع على بنك الصين، طلب محامو ‘شورات هدين’ من حكومة اسرائيل ألا تزود بمعلومات محددة وتصريحات مختومة فقط بل أن تقدم شاهدا مفوضا ايضا يحضر الى المحكمة ويشهد على اللقاءات مع أصحاب البنك. وبذل شعياه ول. الوعد بعد أن حصلا على موافقة دغان. وعلى هذا الأساس رفعت عائلة وولتس الدعوى القضائية’.
‘أجل، قدمت حكومة اسرائيل الى العائلة والى محاميها معلومات استخبارية كاملة عن اموال الارهاب من الصين. وأُرسل الى المحكمة ايضا مذكرة بتوقيع شلومو متلون فصل فيها آثام بنك’ الصين. ‘تزعم اسرائيل اليوم أن تلك المعلومات سرية وأن الشهادة عليها ستضر بالامن القومي’، تقول الوثيقة.
‘في كانون الثاني 2011 ترك دغان رئاسة الموساد. وتزعم الوثيقة أنه ‘في تشرين الاول 2011 بدأت جهات حكومية تسأل اسئلة عن التزام الموافقة لعوزي شعياه أن يشهد في نيويورك. واتصلت الاسئلة الرئيسة بمعلومات اخرى على الصين كانت عند اسرائيل ولم تُسلم حتى ذلك الحين’.
وفي تلك المدة كلها تلقت العائلة وعودا من ديوان رئيس الوزراء ومن السفارة الاسرائيلية في واشنطن بأن كل شيء على ما يرام ولا يوجد تغيير في السياسة. وحصلت رئيسة لجنة الخارجية في مجلس النواب الامريكي، اليانا روس لايتمن على وعد مشابه.
‘وفي تلك الاثناء اضطرت المحكمة بنك الصين الى الكشف عن وثائق داخلية صادقت على حقيقة أن اسرائيل أجرت مفاوضة مع البنك وأن الصين طلبت الى اسرائيل في اثناء المحاكمة أن تنكر الاتصالات التي كانت.
في 20 آذار من هذه السنة أرسل شعياه رسالة برأي من الجهات المفوضة في اسرائيل، تحدد اطار شهادته. وفي اللحظة التي عرف فيها الصينيون أمر الرسالة بدأوا اجراءا دراماتيا.
‘بعد ارسال الرسالة بأيام اتصل موظفون من حكومة الصين بسفير اسرائيل في الصين، متان فلنائي، وهددوه بأنه اذا شهد شعياه فستلغي حكومة الصين دعوة رئيس الحكومة نتنياهو وزوجته وابنيه الى زيارة الصين، وأبلغ فلنائي نتنياهو ذلك فورا. ‘واستقر رأي نتنياهو في السر لاتمام الزيارة على ابلاغ حكومة الصين أنه لن يوافق لشعياه أو أي موظف اسرائيلي آخر، في الحاضر أو في الماضي، أن يشهد في نيويورك، وفي 6 أيار خرج نتنياهو وحاشية كبيرة لزيارة دامت خمسة ايام اشتملت على لقاءات وسياحة’.
تقول الوثيقة إنه بعد اشهر اعداد أبلغت الحكومة شعياه أنها تزن من جديد الوعد الذي أعطته للعائلة بأن تُمكّنه من الشهادة. واذا كانوا قد أتاحوا له قبل ذلك وثائق له لتطرية ذاكرته فقد منعوه الآن من الوصول اليها. وفي اللقاء في شهر أيار بيّن شعياه للوالد يكوتئيل وولتس أنه ‘يوجد ضغط ثقيل أخذ يشتد من حكومة الصين على حكومة اسرائيل لمنع شهادته’.
في حزيران تحدث رئيس مجلس الامن القومي آنذاك يعقوب عميدرور الى يكوتئيل وولتس. ويكشف تسجيل المحادثة عن الشرك الذي وقع نتنياهو فيه. ‘اعترف عميدرور في الحديث بأن بنك الصين كان مشتركا في اعمال قبيحة. وبرغم ذلك لن تكون شهادة على الاعمال بخلاف الوعود التي أعطتها الحكومة.
وعبر وولتس عن مفاجأة وخيبة أمل من تغير توجه حكومة اسرائيل وخضوعها للضغط الصيني. ولم ينكر عميدرور أن نتنياهو خضع في الواقع للضغط الصيني لكنه أعطى تفسيرا آخر وهو أن هدف الدعوى القضائية كان استخراج وعد من البنك الصيني بأن يغير سياسته وأُحرز هذا الهدف.
‘ ‘حينما قال وولتس ‘لا يمكن ألا يواجه الصينيون نتائج افعالهم فقد كانوا مشتركين في قتل ابني’، اختار عميدرور أن يجيب باللغة الانجليزية قائلا: أنت يا سيد وولتس تقنع المقتنعين (كان التعبير بالانجليزية: ‘أنت تعظ فرقة الانشاد الكنسية’). وقال وولتس إنه اذا لم يُعاقَب البنك الصيني فسيكون ذلك ضوءا أخضر لبنوك اخرى في العالم للتعاون مع الارهاب. وكرر اللواء عميدرور مرة اخرى التعبير نفسه: أنت تقنع المقتنعين’.
” وتقول الوثيقة إن حكومة اسرائيل اختارت بعد ذلك، والى اليوم، تكتيك التسويف. وخلافا للواقع لم تتحدث الوثائق التي كُتبت عن قرار بل عن فحص للموضوع دون تحديد وقت. وكانت تلك لغة الرسالة ايضا التي أرسلها كبار موظفي وزارة القضاء في البلاد الى المحكمة.
ترمي الوثيقة الى غايتين، الاولى اقناع المحكمة برفض طلب البنك الصيني الغاء المحاكمة لأن الشاهد الرئيس لن يأتي للشهادة؛ والغاية الثانية رفض الزعم الاسرائيلي حصانة الشاهد والمعلومات لاسباب الامن القومي.
الاسئلة الثقيلة
” يجب أن تثير العقدة الصينية اسئلة ثقيلة لا في نيويورك فقط حيث تتم المحاكمة أو في فلوريدا وهي مكان سكن عائلة وولتس، أو في واشنطن وهي العاصمة التي تحمل في الأساس عبء المكافحة العالمية للارهاب، بل يجب أن تثير اسئلة هنا ايضا في اسرائيل.
‘ حتى لو وافقت حكومة الصين على فتح صفحة جديدة في شأن الارهاب عقب الدعوى القضائية في نيويورك، فان حقيقة أن حكومة اسرائيل جندت عائلة ثكلى وتركتها وحدها في المقدمة تثير القشعريرة. فليس هذا هو التراث الذي يفخر به جهاز الامن في اسرائيل. وليس الحديث فقط عن عائلة واحدة بل عن عشرات العائلات التي رفعت دعاوى قضائية في نيويورك على أساس دعوى عائلة وولتس. إن الخضوع للضغط الصيني يُشكك في الطريقة كلها لأنه لا داعي لتجنيد عائلات واستعمال محامين وشغل محاكم اجنبية اذا لم تكن الحكومة قادرة على الوفاء بوعودها.
‘ وثم سؤال آخر يتعلق بنتنياهو وبالصلة بين زيارته العائلية للصين والقرار الذي اتُخذ في ديوان رئيس الوزراء قُبيل الزيارة. إن نتنياهو يرى نفسه مرشدا اخلاقيا وسياسيا في المكافحة العالمية للارهاب. ولا مثيل له في خطبه المؤثرة المنددة بالارهاب، ولا مثيل له في وعوده بمكافحة الارهاب بلا هوادة. لكنه خسر هذا الادعاء بطريقة علاجه هو والعاملين معه للعقدة الصينية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مقاطعة دولية مرتقبة لاسرائيل
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
يحتمل ان يكون في هذه الساعات، وربما في هذه اللحظات تماما، يجلس من يسمون ‘افضل رجالنا’ و ‘يحطمون الرأس′ لمعرفة كيف يمكن جمع وحشد دول الاتحاد الاوروبي التي بدأت بمقاطعة زاحفة ضد المستوطنات في يهودا والسامرة. كيف يمكن انتاج مربى الاجاص في كدوميم وبيعه كبلاط رخامي للمطبخ من تل ابيب في محلات ‘تسكو’ في لندن، وكيف يمكن تسويق صوف الخراف من عوفرا كحبات ذرة من عكا في محلات ‘كاربور’ في باريس. المشكلة مع اتحاد الدراسات الامريكية من الولايات المتحدة، التي بدأت هذا الاسبوع أعصى على الحل ولكنها ليست مستحيلة على اسرائيل. فقد سبق أن قيل ان ‘الرأس اليهودي يقدم لنا الاختراعات’.
‘من ناحية الاسرائيليين الذين قد يعانون من المقاطعة الاوروبية، قد يكون هذا هو الوقت للوقوف ضد القول الدارج ‘لا يمكن ان تخدع كل العالم كل الوقت’. لا يمكن؟ نحن، اليهود مع الرأس الذي ينتج الاختراعات، سنثبت لهم انه يمكن. والدليل: فعلنا هذا. كل طفل اسرائيلي يعرف من، متى وأين.
مثلا، في اتفاق قديم مع الاردنيين، تقرر أن يكون افراد الشرطة الاسرائيليون هم فقط الذين يجتازون الحدود الاردنية مرتين في الشهر ليصعدوا لحراسة جبل المشارف الذي بقي حسب ذاك الاتفاق كجيب اسرائيلي. وعلى مدى 19 سنة، حتى حرب الايام الستة، صعد الاسرائيليون الى الجبل بجنود الجيش الاسرائيلي في بزات شرطة زرقاء. وهزأ الاسرائيليون، ضحكوا وسخروا من الاردنيين الذين أكلوا الخدعة لفترة طويلة بهذا القدر. وفقط بعد التوقيع على اتفاق السلام كشف الاردنيون المهانون للاسرائيليين الفخورين وثائق وصور لأولئك الاسرائيليين الذين كانوا مرة ببزات الجيش الاسرائيلي ومرة اخرى ببزات الشرطة. كما رووا ماذا’ يعرفون عن تلك الخدع ايضا.
يتبين أن ليس كل الاغيار اغبياء واننا لسنا الاكثر ذكاء. في السياسة الدولية دارج مرات عديدة التجاهل، والتظاهر بعدم المعرفة، عدم السماع وعدم الرؤية، والانتظار بصبر للحظة الصحيحة. وعندنا فقط المسافة الاقصر في العالم هي بين التفكير وبين الميكروفون والثرثرة.
يتبين أيضا، على ما يبدو، بان الاوروبيين يعتقدون بان هذه هي اللحظة المناسبة لضربنا بالذات عندما تجري مفاوضات بيننا وبين السلطة الفلسطينية. فرضيتهم هي أن شيئا طيبا لن يخرج من هذا، والان هو الوقت لامتشاق سلاح المقاطعة ضد منتجات المستوطنات، وفي هذه المناسبة الاحتفالية ضد دولة اسرائيل ايضا. وفي الايام الاخيرة نبشر بمزيد فمزيد من الشركات الاوروبية والمنظمات الاكاديمية الامريكية التي تعلن عن هذه المقاطعة.
‘لقد كانت الذروة في النية الاوروبية لاستبعاد اسرائيل عن برنامج ‘هورايزن’ الذي كان من شأنه أن يضع البحث العلمي والاكاديمية في دولة اسرائيل على شفا افلاس علمي واقتصادي. والاوروبيون لم يخترعوا، بالمناسبة، الدولاب. فقد كان المندوب البريطاني السامي في بلاد اسرائيل، الجنرال باركر، هو الذي اقترح ‘ضرب اليهود بجيوبهم’. الويل، من هذا اللاسامي.
ومثلما لا يبشر سنونو واحد بالربيع وعاصفة ثلوج واحدة لا تدل على استمرار حالة الطقس في الشتاء، هكذا ايضا المقاطعة الاوروبية يمكن أن نصفها في هذه اللحظة كرذاذ مطر. فماذا اذا قاطع هولنديون لاساميون وبريطانيون لاساميون وفرنسيون لاساميون وامريكيون لاساميون بضائع أو علم اسرائيلي. فهم لن يكسرونا ونحن لن نحني الظهر، على حد قول القصيدة. ولكن سبق أن تعلمنا بان رذاذ المطر قد ينتهي بالطوفان. وفي هذه الحالة، بطوفان نزع الشرعية عن دولة اسرائيل الذي قد يجتاحنا عندما يقرر الاوروبيون بان هذا هو الوقت السليم فيسحبوا وراءهم كل العالم تقريبا. الانطباع في هذه اللحظة هو اننا قريبون من لحظة الصفر هذه. الجانب الايجابي: لن تكون مثلا ازمة سير للسيارات في الطرق الى القدس. الجانب السلبي: لن يكون، مثلا، وقود للسيارات.
ولكن نحن سنواصل الاعتقاد بان كل العالم غبي ونحن فقط عباقرة الجيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لاجئو الربيع العربي
بقلم: يوئيل جوجنسكي وايرز شتريم،عن معاريف
مشكلة اللاجئين وآثارها على الاستقرار الاقتصادي، الامني والسياسي، ليست غريبة في المشهد الشرق اوسطي. فالاحداث في سوريا، ليبيا واليمن، أحدثت موجات من اللاجئين كفيلة مرة اخرى بأن تهدد الاستقرار الداخلي لدول اجتازت حتى الآن بهدوء (نسبي) الهزات السياسية في المنطقة. نحو ثلث مواطني سوريا فقدوا بيوتهم، منهم أكثر من مليوني لاجيء وجدوا ملجأ في الدول المجاور. أما الباقون، النازحون، فلا يزالون يوجدون في سوريا، التي أصبحت في السنوات الثلاثة الاخيرة المصدرة الأساس للاجئي الحرب. في تركيا يوجد نحو 700 ألف لاجيء سوريا. الى العراق، الدولة التي تعاني بنفسها من عدم استقرار سياسي وامني، هرب نحو ربع مليون سوري. أما مصر فتستضيف هي ايضا نحو 125 ألف لاجيء سوري اضافة الى بضع عشرات آلاف اللاجئين من ليبيا ومن السودان. ليبيا واليمن هما ايضا تعانيان من مشكلة لاجئين ونازحين في أعقاب انعدام الاستقرار الامني والصراعات الداخلية التي جاءت بعد سقوط الحاكمين السابقين. ولكن بينما تعاني هاتان الدولتان أساسا من العبء الاقتصادي والاجتماعي للظاهرة، فان لدى جيران سوريا، الاردن ولبنان، يغير اللاجئون الميزان الديمغرافي ومن شأنهم أن يهددوا في المستقبل النظام الاجتماعي والسياسي، فقد استوعب الاردن حتى اليوم نحو 600 ألف لاجيء سوري اضافة الى عدد مشابه من السوريين الذين لا يُعرفون كلاجئين. في مخيم اللاجئين الزعتري يسكن اليوم نحو 150 ألف نسمة تدعمهم أساسا الامم المتحدة، ولكن باقي الجئين توزعوا في عمان وفي مدن اخرى، يغرقون سوق العمل الاردني ويشكلون عاملا لارتفاع اسعار المنتجات الأساس. وفضلا عن المظهر الاقتصادي، فان اللاجئين السوريين يحدثون تغييرا في الميزان الديمغرافي في المملكة. وفقد الفلسطينيون مكانتهم كفئة سكانية هي الاغلبية في الدولة.
أما لبنان فاستوعب عدد اللاجئين السوريين الأعلى. فقربه الجغرافي من المراكز السكانية الكبرى لسوريا تجعله الهدف المركزي للاجئين. أكثر من 800 ألف سوري مسجلون في وكالة الامم المتحدة للاجئين في لبنان ومحافل في الحكومة اللبنانية تقدر بأن عمليا يوجد في الدولة أكثر من مليون لاجيء سوري يشكلون نحو ربع سكان الدولة. في لبنان يرون في الحرب الاهلية السورية وفي مسألة اللاجئين ليس أقل من تهديد وجودي.
يجد الاردن ولبنان صعوبة في الصمود أمام طوفان اللاجئين، والخدمات العامة توجد في خطر الانهيار. كما أن طوفان اللاجئين يؤثر على الوضع الاقتصادي ويُصعب البطالة والفقر في الدولتين مما من شأنه أن يؤدي الى تطرف جماعات مختلفة من السكان، كالفلسطينيين الذين أُخذت منهم الآن اماكن عمل عديدة. وفضلا عن الخطر المستقبلي المحتمل لاستقرار الأسرة المالكة الهاشمية، فان عدم الاستقرار خطير ومن شأنه أن يخلق جيوبا من الفراغ السلطوي يمكن أن تعمل منها منظمات ارهابية تتمتع بتمويل خارجي وتجيد ملء الفراغ الاقتصادي الاجتماعي في الدول الفاشلة، تجاه اسرائيل ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بيبي ‘المتنكر’
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
أجل، كان ذلك محرجا. إن المترجم بلغة الاشارة تمسنكا جنتاجيا الذي وقف في جدية شديدة وحرك يديه ووجهه وكأنه يترجم كلام الزعماء والقادة بلغة الاشارة كلمة كلمة في وقت مراسم جنازة نلسون مانديلا، أحدث انطباعا جديا لأنه كيف يمكن أصلا أن نشك أنه في هذا المقام الدولي خصوصا والعيون دامعة والخطب مؤثرة والجمهور الافريقي في حداد، وهو يرقص ويغني، يخطر ببال أحد أن المترجم لا يقصد حقا ما يشير به، وأن ما يشير به بعيد بعدا كبيرا عما يسمعه، وأن ما يسمعه يُعد في نظره كلام ملائكة أحياء، كما بيّن في مقابلة مع وكالة ‘إي.بي’.
‘لكن ما الذي حدث في الحقيقة لـ ‘سيد الخطابة بلغة الاشارة’؟ تبنى في الحاصل العام سياسة قديمة معروفة تقول: ‘ليس من المهم ما يقوله الأغيار بل المهم ما نفعله نحن’.
من المؤكد أن هذه الترجمة لا يفترض أن تثير التعجب في اسرائيل فضلا عن الحرج. حتى إننا أكثر اقتصادا في مجال الترجمة. فبدل أن نأتي بمترجم خاص فان رئيس الوزراء هو ايضا المتحدث والمترجم بلغة الاشارة. فحينما أعلن نتنياهو مثلا أنه يتبنى مبدأ الدولتين للشعبين أشارت يداه ولسانه بحركة اختناق بدل اشارة باصبعين وبحركة يد الى الكتف اليسرى مع الاشارة بالاصابع الى فلسطين. وحينما فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على منتجات من المستوطنات بيّن نتنياهو بصوته أن ‘العقوبات قد تضر بالتفاوض السياسي مع الفلسطينيين’. لكن المترجم نتنياهو أظهر سيطرة مدهشة على لغة الاشارة حينما مد اليد اليسرى الى الأمام ووضع يده اليمنى عليها في تربيت. وأضاف رفع الاصبع الوسطى لأجل الجمهور المحلي، لمن صعب عليه أن يفهم تلك الاشارة العامة.
وفي شؤون أهم من مسيرة السلام ايضا كالاستعداد للعاصفة مثلا طمأن نتنياهو بقوله ‘كنا مستعدين كما يجب أن تكون الدولة مستعدة’، لكن المترجم نتنياهو الذي بدت له هذه العبارة غريبة وغير واقعية، أظهر بلغة جسمه عدم ثقة بارزا في كل ما قامت به الشرطة والجيش والبلدية. لأن هذا هو الجمال في لغة الاشارة، فانه يمكنك أن تقول بها كل الحقيقة لأنها موجهة فقط الى الصم والبكم؛ أي الى الذين لا يستطيعون أصلا الاحتجاج والصراخ، أما الآخرون جميعا فيضطرون الى الاكتفاء بالأصل.
تبدأ المشكلة حينما يتبين فجأة لشخص ما أن فم نتنياهو ويديه ليسا متواطئين. خُيل إلينا لحظة أن المترجم من جنوب افريقيا قد منح نتنياهو هنا ايضا المخرج السحري من حالة الكشف المأساوية. ‘عانيت حالة فصام على المنصة’، بيّن. لكن لا يمكن أن ‘نتهم’ نتنياهو بالفصام برغم أنه تحدث ذات مرة عن خوفه حينما رأى جنودا بريطانيين يتجولون في القدس، وتعلمون أنه ولد بعد أن غادر البريطانيون بزمن طويل.
إن الاول يرى ملائكة وأما الآخر فيهذي بجنود بريطانيين، والثالث يتخيل أن الهيكل قد أصبح مبنيا. إن نتنياهو يكذب عن ايمان بالكذب لا لمرض.
وهكذا تكون لغة اشارته احيانا مشابهة لما يخرج من فمه. وهذا يحدث حينما يكذب فيهما جميعا. كما كانت الحال مثلا حينما وعد في 2009 بأن ينخفض عبء الضريبة انخفاضا حادا من 46 بالمئة الى 35 بالمئة، فارتفعت يده اليمنى، وبيّنت بحركة تصميم للصم والبكم جوهر نظرية الـ ‘الصد والتحول والانسحاب’. يا لها من لغة اشارة مدهشة، إن جنتاجيا ما زالت أمامه طريق طويلة يقطعها الى أن يصل الى هذا التزامن التام.
لكن ينبغي ألا نُسرع وننفي تشخيص الفصام، لا عند نتنياهو بل عند الجمهور. لأن من يسمع الكلام ويرى لغة الاشارة ويظل يؤمن بأنهم يقولون له الحقيقة، يحتاج الى التوجيه للكشف عنه على عجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ما ذا يريد كيري؟
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
كان الاستنتاج القاطع الذي لا لبس فيه للعبة الأدوار التي تمت قبل بضعة اسابيع في مدرسة الادارة في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا بشأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، أنه لا يوجد أي امكان لاتفاق كامل على انهاء الصراع، وأن الاحتمال الوحيد لمنع فشل التفاوض الحالي هو احراز اتفاقات مرحلية أو اتفاقات جزئية. فهل يوشك الواقع أن يحاكي استنتاجات اللعبة؟.
خُيل إلينا بالنظر في تصريحات مختلفة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري والرئيس اوباما ايضا أن هذا هو رأي الامريكيين ايضا، لكن كيري أعلن في نهاية الاسبوع أن القصد هو التوصل الى اتفاق دائم حتى نيسان القادم. فهل هذه شهادة على بلبلة وعدم تساوق، أو يشغل نفسه بالعاب بهلوانية كلامية كي يربع الدوائر ويرضي الطرفين؟.
تعارض الأطراف الثلاثة المشاركة في المسيرة اسرائيل والفلسطينيون والولايات المتحدة بصورة رسمية، اتفاقات مؤقتة أو جزئية وكل طرف لاسبابه الخاصة: فاسرائيل غير مستعدة لتنازلات اخرى للفلسطينيين دون اتفاق على المواضيع الرئيسة، والمعارضة شديدة بوجه خاص في الطرف اليميني من الخريطة السياسية الذي يرى كل خطوة حتى لو كانت جزئية نحو المطالب الفلسطينية، يراها اعتراضا على رؤيا ارض اسرائيل الكاملة. وتنبع المعارضة الفلسطينية من السبب نفسه لكن بالعكس: فالفلسطينيون لمعرفتهم بالمثل الفرنسي الذي يقول، ‘لا يوجد شيء دائم كالاشياء المؤقتة’، يخشون أن يتحول كل ما يتم الاتفاق عليه في الاتفاق المرحلي ليصبح دائما ويقضي على الدولة الفلسطينية.
لكن السبب الأساسي للمعارضة الفلسطينية بقي كما كان دائما الاحجام عن كل امكان للتسوية سواء أكانت دائمة أم مؤقتة، التي توجب مصالحات وتنازلات منهم حتى لو كان ذلك في بعض المواضيع الجوهرية. والامريكيون متنبهون بالطبع لكل هذه التحفظات لكنهم يدركون ايضا أنه لا يوجد أي امكان بالفعل للتوصل الى اتفاق على القضايا الجوهرية ولهذا أصبحوا يتحدثون في المدة الاخيرة عن صيغة اتفاق تحدد مسبقا كيف تبدو التسوية النهائية حينما تُحرز. ويعتقد وزير الخارجية الامريكي أن حلول القضايا الجوهرية أصبحت معروفة (من ‘مخطط كلينتون’ في 2000 أو من محادثات أنابوليس في 2008)، وأنه سيكون من الممكن لذلك الاتفاق على ‘اطار أساسي يقدم حلا لجميع القضايا الجوهرية’ ويحدد حدودا للتفاوض الذي سيتم بعد ذلك. ويبدو أن كيري نسي أن الشيطان موجود في التفاصيل الصغيرة وأنه لا يوجد ولن يوجد اتفاق حقيقي على المواضيع ذات الصلة اللاجئين والقدس وجبل الهيكل والاعتراف والأمن. هذا الى أن اتفاق اطار من هذا القبيل لن يمنع الاختلافات بين الطرفين بل سيزيدها غُلوا ويجعل استمرار التفاوض افتراضيا بقدر كبير.
يريد الامريكيون أن يربطوا العربة قبل الخيول، لكن يبدو أن العربة التي يعرضونها تعوزها اطارات. كان من الممكن مبدئيا الزام اتفاقات مرحلية لكن دون تحديد للتسوية النهائية. إن ‘الترتيبات المرحلية’ هي تعريف شامل عام كان يمكن أن ينطوي على مواضيع مختلفة منها وظيفية واقتصادية وأمنية بل مناطقية. وليس من الممتنع أن توافق اسرائيل برغم موقفها المعلن الحالي على فكرة تسوية مرحلية بشروط ما ولو للاعتراف بفشل المسيرة كلها. إن الشيء الواضح هو أن اسرائيل يجب عليها أن تُصر في التسوية المرحلية الممكنة وفي التسوية الدائمة اذا وجدت، على ترتيبات أمنية واسعة دائمة في داخل الكيان الفلسطيني وفي غور الاردن الذي هو بمنزلة حاجز جغرافي وطوبوغرافي في وجه عدوان وتآمر من قبل جهات معادية في المنطقة كلها.
إن قول السيد كيري إن ‘اسرائيل ستكون أكثر أمنا اذا انضمت الى منظومة أمنية اقليمية’ (مع سوريا أو مع العراق) يبدو أكثر من هذا شيئا ما، اذا نظرنا نظرة خاطفة فيما يجري في منطقتنا من ايران الى اليمن، ومن سوريا الى افريقيا. إن الدفع قدما بتسوية مع الفلسطينيين هدف مهم في حد ذاته لكن ليس لذلك صلة بالتهديدات الحقيقية لا لاسرائيل وحدها بل للسلام والاستقرار ايضا في العالم حولنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليسار الذي يجلد ذاته
بقلم: عوزي برعام ،عن هارتس
إن أنينا يصدر عن قلب اليسار الاسرائيلي وربما أجزاء في الوسط ايضا. إنه بكاء صامت لمن وجد نفسه في موقع الضحية ويعامل نفسه برحمة بالذات. لا يستعمل اليسار الاسرائيلي حتى في أجزائه المعتدلة كلمة ‘صهيونية’ لأن استعماله لها لا يلائم عمق الرحمة بالذات. لأن الصهيونية اذا كانت على مثال افيغدور ليبرمان وزئيف إلكين وأوري اريئيل فلن يكون مكاننا معهم لأنهم اذا كانوا صهاينة فليس اليسار الاسرائيلي كذلك. إن اليسار بفعله ذلك يقف نفسه في المكان الذي أراده معارضوه، فهو في نظرهم ‘بعد صهيوني ومعاد لاسرائيل’. واليسار لا يثور على التصوير المنسوب اليه لأنه ضاق ذرعا باعتقاد أنه سيعيد الدولة الى سلامة عقلها والى التسامح والتقدم بقوة صناديق الاقتراع. هل يؤمن أحد ما بأن اليسار سيعود الى موقع القيادة؟ وهل يؤمن أحد ما بأنه سينشأ بديل آخر بالتنكر لقادة يوجد مستقبل وميرتس والعمل والحركة؟ أشك في ذلك كثيرا.
إن مشكلة اليسار الكبرى هي أنه كف عن التفكير تفكيرا سياسيا حقيقيا. وكف عن التفكير في بناء قوة تكون بديلا عن داني دنون والكين وليبرمان. فقد استقرت آراء هؤلاء على استغلال كل قوة وكل موقع لتغيير المعايير والقيم في دولة اسرائيل. وسيهزون أكتافهم حتى لو صرخ اليسار قائلا إنهم يُضرون بالديمقراطية وبالتعادل بين الدولة اليهودية والدولة الديمقراطية. فهم ينوون أن يأخذوا دولة اسرائيل الى المكان الذي يخشاه اليسار، بالضبط، وهو دولة يهودية تتنكر لكل أقلية، ولا تؤمن بتسويات سياسية، وتبني في المناطق كلها، وتحاصر امكانية حصول معارضيها على تبرعات، وتتراجع فيها حقوق المواطن.
يوجد في أطراف معسكر اليسار’ من يتمسكون بأمل أن يفضي التنديد باسرائيل من الخارج الى تغييرات صحيحة في الداخل. ولن يحدث هذا حتى لو وجدت عقوبات (ونشك في أن توجد بسبب موقف الولايات المتحدة) من قبل الامم المتحدة أو من قبل دول اوروبية، تفضي الى تراجع اقتصادي وزعزعة سياسية فهي لن تؤتي الثمار المأمولة، ولا سيما التأييد الشامل لمن لم يكترثوا باستعمالها في الموقع ما بعد الصهيوني.
‘يجب على اليسار السليم العقل أن يقترح بديلا قد يحشد تأييدا كبيرا من جزء من الجمهور ليس أسيرا لتصور سياسي ما، وقد يغير مواقف سياسية. إن هذا الجمهور قد يؤيد حركة تبدو له وطنية وتخدم أهدافها دولة اسرائيل ومجتمعها من جهة اقتصادية وسياسية واجتماعية. ويتعلق التحول بالقدرة على التأليف بين حركات مختلفة ووجود جامع مشترك بين كل من ليس من اليمين ولا من المستوطنين ولا يكفر بالمساواة باعتبارها قيمة ينبغي السعي إليها.
ينبغي قُبيل الانتخابات انشاء حركة كبيرة تسعى الى التحرر من الرأسمالية الاستغلالية وهذا شأن له صلة بكل مواطن تقريبا؛ والتحرر من مبدأ أنه لا احتمال لتسوية سياسية؛ تعطي اسرائيل صورة أكثر مدنية وأكثر ديمقراطية وأكثر انفتاحا. وستكون حركة كبيرة تشمل اولئك الذين يدعون أنفسهم ‘يسارا’، لكنهم منفتحون لتأثيرات من قبل الوسط، ‘الوسط’ العاشق لاسمه وموقعه، لكنه حساس بقيم كاليسار السليم العقل.
إن تحصن كل تيار فرعي في قيمه كلها سيحبط كل امكان للتغيير. ولن يُمكن العامل السكاني الاسرائيلي ايضا من تغيير كهذا بعد عشر سنوات. يجب أن تكون الرؤية واقعية وشجاعة وعدم الاكتفاء بمنحة الله الصغيرة التي تفضي الى شعور بعدل انتقائي ورحمة بالذات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
