اقلام وآراء
(477)
الاربعاء
04/12/2013
رسم القلم في لقاء رئيس الوزراء... قالوا وأقول:
حسن أبو حشيش / الراي
سيناريوهات شن عدوان على غزة
فرحان موسى علقم/ الرسالة نت
في أنجولا.. لا عناق بين الصليب والهلال
عصام شاور/فلسطين اون لاين
توفيق
أسامة العيسوي / الراي
كارثة إنسانية في غزة
حلمي الأسمر/فلسطين الان
دعوتان بلا رصيد
يوسف رزقة / المركز الفلسطيني للاعلام
رسم القلم في لقاء رئيس الوزراء... قالوا وأقول:
حسن أبو حشيش / الراي
استكملنا يوم الأحد اللقاء مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية حيث امتد من الثانية عشر ظهراً وحتى الرابعة والنصف قبيل المغرب , تحدث فيه حوالي ثلاثين من الحضور إضافة لتعقيب بسيط من الأخ رئيس الوزراء. قالوا كل شيء، وتحدثوا في كل التفاصيل، وجمعوا من أقصى المواضيع إلى أقصاها, لا يمكن أن نحصرها في هذه السطور السريعة ولكن وجدتُ نفسي مضطراً لتسليط الضوء على بعض القضايا التي قالوها لأوضح موقفي منها:
قالوا عن المصالحة ممكنه وغير ممكنة، وتحتاج لقرار وطني ولا تحتاج، عليها اعتراض دولي ومن الاحتلال أو لأ , تباينت الآراء واختلفت فيها .. أنا أقول مجدداً : أن الحديث عن نجاح المصالحة في ظل عدم التوقف عند تهميش أثر المفاوضات عليها درب من الخيال، والحديث عن المصالحة دون ترسيخ هدفها وهو تحقيق الشراكة الحقيقية ونفي عقلية الإقصاء والشطب والتهميش مستحيل , كل ذلك تمنيت لو استمعت له من كل المداخلات خاصة تلك التي تعودت أن ترفع شعارات فضفاضة , وأن تُمسك العصا من الوسط في حالة تذبذب لا ترجيح لخيار, وذلك حسب المصالح والأهواء.
ثم قالوا عن هوامش الحرية في غزة وطالب بعضهم بوقف التدهور وبالسماح بالحريات.. وأقول لا أحد يدعو لانتهاك الحريات ولا لتكميم الأفواه، ولا أحد يدعم أي تجاوز أو خطأ أو اعتداء، لكن كنت أتمنى أن أسمع عن حجم الحريات الفردية والاجتماعية والفكرية والإعلامية المسموحة في غزة بجانب التحفظات المطروحة لنقارن، وكنت أتمنى أن استمع إلى دور بعض الفصائل والمؤسسات والشخصيات في استغلال هوامش الحريات في إفساد الحياة السياسية والأمنية، أو أن يتم استحضار الفوضى والقتل والتخريب الذي صاحبت تنظيم فعاليات سياسية خلال الأعوام الماضية، واستحضار دور بعض الإعلام عندما يتحول إلى جهاز دعاية سوداء وإشاعة وحرب نفسية وجهاز أمني تحت هامش حرية العمل الإعلامي.
ثم قالوا عن خطورة الأوضاع، ومشكلة الكهرباء، وحياة الناس.. وأقول أن الحديث خلا وابتعد عن الجهات التي أفسدت الحياة في قطاع غزة، وشاركت في الحصار، وهي من اضطر الشعب للجوء للأنفاق ليبقى صامداً وثابتاً، ولم يتحدث أحد عن دوره ولا دور مؤسستة ولا دور حزبه وهيئته في التعاون لحل الأزمات.. أقول بوضوح لقد جلس الجميع يراقب وينتظر السقوط والاستسلام , وفي المحافل تتم المزايدات وبيع المواقف ونشر الأدبيات والآلام والآمال دون أن نبرح المقاعد نحو خطوة عملية.
ثم قالوا ناصحين حماس بدراسة خطها السياسي وتحالفاتها السابقة ولم يتجرأ أحد من هؤلاء أن يتكلم عن دور السلطة في سوريا الآن، ولا العلاقة مع قطر التي انتقلت فجأة من الهجوم إلى ثمن 300 مليون دولار، ولا عن علاقة بعض فصائل المنظمة والسلطة مع ما يجري في المنطقة والارتهان للمحاور الجديدة التي تشدد الحصار على غزة وعلى حماس، كنت أتمنى أن أسمع من البعض مواقف عملية جريئة وصريحة ومقترنة لكنها أبت إلاَّ أن تكرر نفسها وتبقى أسيرة لبوقها المستهلك غير النافع.
بصراحة وشفافية أقول لقد ألقى رئيس الوزراء وحكومته وحركته الكرة في ملعب الفصائل من قبل والآن في ملعب هذه النخب التي لها علاقات وامتدادات محلية وإقليمية ودولية بحكم المواقع وطبيعة العمل. ولقد تحققت الفائدة النظرية من اللقاء فهل يتحرك هؤلاء من مربع السلبية إلى مربع المبادرة العملية ويسجلوا موقفاً تاريخياً في سجل القضية الفلسطينية. وأقول لرئيس الوزراء شكرا على هذا اللقاء المتجدد، وأدعو إلى تكراره من شرائح مختلفة كالمرأة والشباب وإسماعهم والاستماع لهم ووضع الجميع أمام مسؤوليته التاريخية.
دعوتان بلا رصيد
يوسف رزقة / المركز الفلسطيني للاعلام
في الأيام القليلة الماضية صدرت عن المفاوض الفلسطين دعوتان:
الأولى تدعو أمريكا والمجتمع الدولي لعقد مؤتمر جنيف لفلسطين على غرار مؤتمر جنيف لإيران ولسوريا، والثانية صدرت عن محمد اشتية المفاوض رقم (٢) بعد صائب عريقات، حيث طلب من نتنياهو أن يعرض على حكومته إقامة دولة فلسطين، لنعرف موقفها المبدئي : هل توافق الحكومة أم لا؟!
إنك حين تنظر في الدعوتين تدرك لا محالة حجم اليأس والإحباط الذي يعاني منه المفاوض، حيث بات الإحساس بالفشل يسكن قلبه ومشاعره، ولغته على السواء، ولم يعد قادرا على إخفاء ما يشعر به، ولا ما يتوقعه، لأن كيل الفشل طفح، وجرت مشاعر الخيبة جداولَ في أزقة من يصنعون قرار التفاوض.
المفاوضان ( اشتية وعريقات) قدما استقالتهما إلى عباس. الأول أبلغ عباس أن استقالته نهائية، وأنه لن يرجع عنها، والثاني جعلها بتصرف عباس، وهذا أسلوب دبلوماسي يفتح الباب مواربا للرجوع إلى التفاوض.
الأول تحدى نتنياهو بعرض الأمر على حكومته؟! ولست أدري ما وجه التحدي؟! وماذا يفيدنا نحن الفلسطينيين هذا العرض إذا ما قام به نتنياهو؟! نحن الفلسطينيين نعلم نتيجة العرض مسبقا، وقبل أن يقبل بها نتنياهو، فالأغلبية الحكومية ترفض قيام الدولة الفلسطينية، وترفض حدود 1967، وترفض وضع القدس على أجندة التفاوض؟! وبناء على ذلك فإن المواطن الفلسطيني من حقه أن يسأل اشتية وغيره عن غرض هذا الطلب؟ هل تريد إحراج نتنياهو وحكومته أمام العالم من خلال هذا التصويت الذي تتوقعه؟!
وهنا أقول : حسنا. أنت تؤكد المؤكد، ولكن ما قيمة هذا في السياسة؟! وما تأثيره على القرار الدولي ؟! وما تأثيره أيضا على القرار الفلسطيني؟!.
القرار السياسي الفلسطيني لا يجب أن يبنى على موافقة نتنياهو على تحدي محمد اشتية، وهو لا يبنى على مفهوم الإحراج الدولي، لا سيما مع إسرائيل الدولة التي تعمل خارج القانون الدولي، ولا تبالي أصلا بالحرج مع أمريكا أو غيرها.
أما دعوة المفاوض الفلسطينى إلى جنيف للملف الفلسطيني، فهي أولا دعوة بالمناسبة، ثم هي دعوة من شعور بنجاح جنيف في الملف لإيران ، وأمل بتدخل دولي لإنجاح المفاوضات، وهذا الأمل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه . فإسرائيل طلقت الدولي طلاقا بائنا من مدريد، بل ومن قبل مدريد. ودعوة المفاوض الفلسطيني هي دعوة يأس، أو دعوة ( فشة غل) ، ولا يمكن أن تكون دعوة جهل وقلة معرفة.
وجنيف نجح مع إيران لأن إيران تمتلك قسطا وافرا من عناصر القوة، وتمتلك خيارات وبدائل، ولم تدمر عناصر قوتها، ولا بدائلها، ولم تذهب إلى جنيف خالية الوفاض لا تملك إلا الرجاء والتسول ،بينما ذهبتم إلى المفاوضات بعد تدمير كل عناصر القوة في فتح، وفي غيرها من الفصائل، بل ودمرتم عناصر قوة الشعب والمجتمع، ودخلتم المفاوضات دخول المتسول الضعيف، يملك حق الرجاء والتسول، ولا يملك حق الشراكة في القرار.
خلاصة القول إننا أمام دعوتين ظريفتين، ولكنهما بلا رصيد، وتعبران عن الخيبة والفشل.
سيناريوهات شن عدوان على غزة
فرحان موسى علقم/ الرسالة نت
في ضوء تقدير الموقف الذي أصدره معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية الذي جاء تحت عنوان "قطاع غزة في ضوء سيناريوهات حربية محتملة" الذي خلص إلى ثلاث سيناريوهات محتملة، فيما يلي تحليلها:-
أولا:- الذهاب إلى شن حرب شاملة (برا وبحرا وجوا) على غرار حربي 2008، 2012ز حيث استند التقدير إلى الحملات الإعلامية عالية الوتيرة شديدة النبرة التي يتسابق المسؤولين الإسرائيليين (سياسيين أو عسكريين) إلى إطلاقها، والتلويح بضرورة مهاجمة قطاع غزة، أو اجتياحه، أو إعادة احتلاله ....، والتقدير يخلص إلى استبعاد هذا السيناريو لاعتبارات أوردها التقدير، وهي محل اعتبار وتقدير، وعلى الرغم من استبعاد التقدير لهذا السيناريو إلا أنه يظل قائما، لكن ليس كخيار أول. فالتعمق في دراسة هذا السيناريو تشير أن هذا السيناريو هو السيناريو الاستراتيجي لإسرائيل لكنه ليس السيناريو الأول في التطبيق، وذلك لجملة من الأسباب لعل من أهمها ما يلي:-
1- الوضع الدولي والإقليمي، ففي ضوء الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وبالرغم من عدم رضا إسرائيل عنه، إلا أنه جاء كثمرة لتفاهم دولي أفضى إلى اتفاق حول الأسلحة الكيماوية السورية. إضافة إلى الجهود الدولية التي تبذل الآن لعقد مؤتمر جنيف الثاني حول الوضع السوري، والذي تتطلع إسرائيل من خلاله إلى لعب دور مهم وكبير فيه، لوضع بصماتها في حل الوضع السوري، الأمر الذي يضمن لها أمنها إلى جانب ما تحقق لها من إنجازات أخرى. وهذا الوضع يجعل من المستبعد أن تلجأ إسرائيل الآن إلى الدخول في حرب شاملة على قطاع غزة، لأن ذلك سيحول الأنظار من الوضع الإقليمكي (السوري خاصة) إلى الوضع في قطاع غزة تحت الحرب وفي ظل الحصار. وهذا من شأنه أن يحول مركز إسرائيل من لاعب مهم في قضايا المنطقة إلى موقع المدافع عن نفسه في ظل الانتقادات التي ستهب رياحها على إسرائيل بسبب الحرب على قطاع محاصر يشهد كثافة سكانية هي الأعلى عالميا. وما يرافق ذلك من سقوط ضحايا مدنيين يزيد من إحراج إسرائيل وحلفائها، لذلك ستتجنب إسرائيل هذا الخيار لإبقاء الأنظار مسلطة على الأزمات العربية، وتظل هي اللاعب الأساسي البعيد عن النقد واللوم.
2- الغموض الذي يكتنف قدرات المقاومة، والتعتيم الإستخباري الذي تعاني منه إسرائيل بخصوص إمكانيات المقاومة، وإلى أي مدى بلغت قدراتها، الأمر الذي ولد لديها خوفا من مفاجئات تخبؤها لها المقاومة، لا تعرف عنها إسرائيل شيئا، وتجد من الصعب وضع تصورات دقيقة لكيفية التعامل مع هذه المفاجئات ومع تطورات الأوضاع ميدانيا، التي لا تملك إسرائيل في ظل هذ المفاجئات أن تتحكم فيها بمفردها، فالمقاومة أصبحت ندا، وتملك من زمام المبادرة ما لم تمتلكه أية قوة عربية سابقا.
3- الخاصرة الضعيفة لإسرائيل، والمقصود هنا الجبهة الداخلية في إسرائيل، فهذا الضعف الذي أظهرته الحروب الأخيرة التي قامت بها إسرائيل، والمناورات التي أجرتها إسرائيل وفشلت خلالها من تقوية هذه الخاصرة، أو رفع كفاءتها وجاهزيتها. فهذه الخاصرة تجعل إسرائيل تقف عندها طويلا وتفكر عميقا قبل الإقدام على الدخول في هكذا مواجهة مفتوحة، إذ أن إسرائيل اعتادت قبل هذه الحروب على أن تخوض معاركها على أرض الخصوم، فتبقى خاصرتها بعيدة عن الضربات وفي منأى عن الألم الذي شكلته ضربات المقاومة في الحروب الأخيرة وخاصة في حرب 2012، عندما وصلت المقاومة إلى أقصى عمق كانت إسرائيل تظن أنه في مأمن وفي منأى عن أية أضرار من أية حرب، هذه الصواريخ قلبت كل المعادلات، وألغت الكثير من السيناريوهات السوداء التي كانت تحتفظ بها إسرائيل.
4- الاستعراضات العسكرية التي أقامتها المقاومة وخاصة سرايا القدس وكتائب الشهيد عزالدين القسام، والظهور المشترك والتنسيق العالي الذي ظهر في هذه الاستعراضات، أرسل رسائل واضحة لإسرائيل أن المقاومة وإن كانت تتبع فصائل إلا أن التنسيق الميداني يجعل منها وحدة واحدة وهذا أمر يثير قلق صناع السياسة ومتخذي القرارت في إسرائيل.
5- التكلفة الباهظة التي ستتكبدها إسرائيل في حال القيام بهذه الحرب الشاملة، لأنها ستكون حربا طويلة، تملك إسرائيل أمر إشعالها، لكنها لا تملك إيقافها، فما عادت إسرائيل تملك أمر بدء حرب وأمر إنهائها، فكل موقف أصبح له ثمن. قد تملك إسرائيل ثمن الدخول في الحرب لكنها قد لا تستطيع دفع ثمن استمرارها أو إيقافها. وهذا من الأمور التي أضحت تستوقف الإسرائيليين كثيرا.
6- تخشى إسرائيل أن الدخول في حرب شاملة من شأنه أن يدفع بقضايا أخرى في الشأن الفلسطيني إلى دائرة الضوء ويضعها على طاولة البحث الدولي، وهي أمور وقضايا حرصت إسرائيل لى إبقائها خارج هذه الدائرة وبعيدا عن هذه الطاولة. وتخشى أن يؤثر ذلك على مخططات إسرائيل الأكثر أهمية والتي تدخل فيها إسرائيل في سباق محموم مع الزمن مثل مساعيها لاستكمال تهويد القدس، وإخضاع المسجد الأقصى لسيطرتها، واستكمال مشروع التطهير العرقي الذي بدأ في النقب بمخطط برافر، وفي الأغوار وما بينهما التوسع الاستيطاني، التي تقوض في مجموعها الوجود الفلسطيني، وتنهي أية مشاريع أخرى في المنطقة.
ثانيا:- السيناريو الثاني، الذي جاء في التقدير هو توجيه ضربات جوية خاطفة ومباغتة، أو ربما عن طريق توغلات سريعهة كما هو معتاد. هذا هو السيناريو الذي كانت تفضله إسرائيل إلى ما قبل عملية نفق العين الثالثة، الذي وقعت فيه إسرائيل في كمين المقاومة، وفي هذا الكمين فقدت إسرائيل عنصر المباغتة، وعنصر المفاجئة، وهي من عانى من المباغتة والمفاجئة. وبالرغم من ذلك يظل هذا السيناريو حاضرا وبقوة أكثر من السيناريو السابق، مع أخذ إسرائيل احتياطات إضافية منها تخوفها من امتلاك المقاومة لأسلحة مضادة للطائرت أو للدروع أكثر تطورا مما كانت تملكه المقاومة سابقا، بحيث يشكل تهديدا أكثر خطورة على الوحدات العسكرية الاسرائيلية المنخرطة في العمليات ضد غزة،
ثالثا:- تشديد الحصار على غزة، وهذا السيناريو ظل قائما منذ بدأته إسرائيل منذ سنين خلت، وظلت إسرائيل تستخدمه كورقة ضغط وابتزاز لقطاع غزة أفرادا وجماعات. وقد استثمرت إسرائيل جهودا هائلة من أجل الإبقاء عليه واستنفرت حلفاءها في المنطقة وحلفاءها الدوليين من أجل التشديد على قطاع غزة وإبقاء مفاتيح الحصار بين يدي إسرائيل، تستخدمها وقتما تشاء وكيفما تشاء. وتحرص إسرائيل من خلال هذا السيناريو على إيقاع أكبر قدر من الخسائر والتسبب بأكبر قدر من الألم على الغزيين، حتى ينفضوا من حول المقاومة ويكشفوا ظهرها، لكن العكس هو ما يحص، ولم تعد المراهنة على نجاح هذا السيناريو في كسر ظهر المقاومة، والنتيجة المرجوة هي الإيلام، ولكن تحرص إسرائيل على استخدام هذا السيناريو بكثير من الحرص والدقة بحيث لا يقود هذا الوضع إلى الانفجار في وجه الاحتلال باعتباره في نظر الفلسطينيين عامة والغزيين خاصة هو المسؤول الأول عن أية معاناة يعانيها الفلسطينيون، في أي مكان، فما بالكم فيمن يتعرضون للايذاء المباشر بكل أشكاله وبكافة مستوياته.
تعيش إسرائيل حالة من الترقب، فمآلات الأمور إقليميا ودوليا، في ظل الاتفاق النووي الإيراني، الأوضاع المتقلبة في سوريا ولبنان ومصر، كلها أمور تأخذها إسرائيل بالحسبان وتخضعها للتفكير والتفكر والمراجعة قبل أن تقدم على أية خطوة ستخطوها. لذلك فإن السيناريو الأكثر حضورا هو سيناريو بعيد المدى، يجمع بين هذه السيناريوهات، وقد يستجد معها غيرها، فالمؤشرات تشير إلى أن إسرائيل ستستمر في حملة التحريض على غزة وعلى المقاومة، وستستمر في حشد التأييد لخطواتها، وستجمع حولها الحلفاء من المنطقة ومن خارجها، يشتركون معها في حملة التحريض ويهيئون الأجواء للتضامن والتأييد لأي خطوات قد تقدم عليها إسرائيل في حربها على غزة. والمرجح أن إسرائيل ستقوم بخطوات تدريجية تبدأ بعد الحملة الإعلامية بتشديد الحصار على غزة، مرورا بمناورات عسكرية تحمل دلالات ورسائل، واجتياحات محدودة أو ما يعرف في غزة بالتوغلات السريعة والخاطفة، وغارات وهمية وحقيقية سريعة، تهدف في مجملها إلى إشاعة الخوف والقلق في المجتمع، وإلى إرهاق المقاومة من خلال وضعها في حالة استنفار دائم وترقب مستمر، ومن أجل أن تستنزف قوة المقاومة والنيل من عزمها. ووضعها في حالة إرباك قبل الدخول في سيناريو الحرب المفتوحة، وهذا السيناريو الذي لن تلجأ إليه إسرائيل إلا في إحدى حالتين هما:
أ- أن تجد إسرائيل نفسها مضطرة إلى الدخول في حرب مفتوحة غالية التكاليف، وستدخلها تحت شعار تدمير قوة المقاومة، وهذا يعني الدخول في معركة تحدي كبير.
ب- أن تجد إسرائيل أن الظروف الإقليمية والدولية مهيأة وتدفع للدخول في مثل هذه الحرب، ويمكن استيعاب نتائجها عالميا وإقليميا، وهناك استعداد عالمي وإقليمي للمشاركة في دفع الثمن الذي ستتطلبه مثل هذه الحرب.
لا بد من الإشارة أيضا إلى أن المعركة بين المقاومة وإسرائيل لم تعد معركة عسكرية فقط، ولم تعد معركة إيلام أو عض أصابع، بل إنها تتطور لتأخذ سياقها الذي تخشاه إسرائيل وهو سياق معركة الوجود. المعركة الآن امتدت لتصبح أيضا معركة عقول وصراع أدمغة، وهو ميدان جيد أثبتت المقاومة قدرتها على دخوله وبجدارة، وهو ما كشف عنه نفق العين الثالثة، ومناطيد القسام الإستخبارية أيضا أرسلت لإسرائيل رسالة واضحة أن الفضاء لم يعد حكرا على إسرائيل، وأن الميادين الإستخبارية لم تعد إسرائيل وحدها فيها. ثم أن إسرائيل قد اختبرت ردود فعل المقاومة على جرائمها فكان الرد ما تسمعه وتراه إسرائيل داخل جبهتها الداخلية لا ما تسمعه في المؤتمرات الصحفية كما اعتادت. والمقاومة لا تؤجل فاتورة الحساب لتحتفظ بالحق في الرد في الزمان والمكان المناسبين، ما عادت هذه اللغة هي اللغة التي تسمعها إسرائيل.
وفي الختام، فإن المقاومة تمتلك سلاح لا تمتلكه إسرائيل، وهو أن المقاومة تطالب بحقوق، بينما إسرائيل تدافع عن باطل، وشتان شتان بين من يطالب بحقوقه ومستعد للتضحية من أجل نيلها وتحقيقها كاملة غير منقوصة، وبين من يدافع عن باطل. فأصحاب الحق أقدر على الثبات خاصة وهم يعتصمون بحبل الله ويستحضرون معية الله لهم، فإنهم يمتلكون قوة لا قبل للبشر بها، فيعجز أهل الباطل عن الصمود أمامها. والله غالب على أمره.
كارثة إنسانية في غزة
حلمي الأسمر/فلسطين الان
لا نامت أعين الجبناء نتنياهو في سرت هو إللي قطع الكهرباء على الرئيس خيرك مغرقنا يا أبو حسين ! قوات التحالف تصيب رادارات الدفاع الجوي للقذافي العربية: مقتل خميس نجل القذافي
مصر ترى في حماس عدوا، غزة على شفا كارثة انسانية، هذا ليس كلامي، ولا كلام أي مسؤول عربي، بل هو لمن يسمى «منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناط"" الفلسطينية المحتلة"، اللواء ايتان دانغوت، الذي أجرى سلسلة من اللقاءات الأسبوع الماضي في بروكسل مع كبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي وسفراء 28 دولة من دول الاتحاد المقيمين في بروكسل!
دانغوت، الذي وصل الى بروكسل لبحث مسألة النقص الخطير في الوقود وأزمة انتاج الكهرباء في القطاع التي تمس كما يقول «بتوريد الطاقة لعموم السكان وتؤثر سواء على المنازل الخاصة أم على المباني العامة كالمستشفيات»، كما ورد في البرقية التي أرسلها لحكومته، لا نريد هنا أن نتساءل عن سر اهتمام دانغوت بغزة وكارثتها الإنسانية، فالأمر متعلق بـ «أمن» إسرائيل، فاستقرار غزة جزء من هذا الأمن، ولكننا نتساءل عن سر إغلاق كل الاذان والأفواه والعيون العربية عما يحدث لبناء جلدتهم، حتى أننا بالكاد نسمع كلمة ما عن أهوال وأحوال غزة، في ظل هذا الحصار العربي، حتى ان دولة الاحتلال باتت تخشى عواقبه، فبدأت باتخاذ سلسلة خطوات تخفيفية كي لا تنفجر المأساة في وجهه!
ويروى دانغوت عن انقطاع الكهرباء في غزة الذي يستمر 16 ساعة في اليوم بالمتوسط، كيف تؤثر على المجاري التي تتدفق في الشوارع لأن محطات النهل لا تعمل بشكل منتظم بسبب النقص في الكهرباء وعن النقص في مياه الشرب بسبب توقف عمل المناهل. للنقص في الوقود آثارا جسيمة حتى على عمل شاحنات جمع القمامة التي تتراكم في الشوارع. دانغوت يعزو أزمة الطاقة الخطيرة في القطاع الى ما سماها «المواجهة» بين مصر وحماس، والتي في إطارها تدير القاهرة صراعا بلا هوادة ضد أنفاق التهريب. وقضى دانغون بالقطع بان «مصر ترى في حماس عدوا». والكلام بالكامل له!
هذا الوضع الماساوي في غزة حرك سلطات الاحتلال، ولم يحرك قلوب الأشقاء، وفي هذا الصدد، يقول دانغوت أنه ابلغ المسؤولين في بروكسل بأن مكتبه «يعمل مع السلطة الفلسطينية على حل المشكلة». بل إنه بدأ جهدا يتعلق بقرار وزير الحرب موشيه بوغي يعلون بوقف ادخال مواد البناء الى القطاع في أعقاب اكتشاف النفق الكبير قبل نحو شهر. وبلغ المر أن مكتب دانغوت "حذر" من الاثار الجسيمة للقرار ولا سيما على العمالة في القطاع لأن ثمة في القطاع قرابة 70 ألف نسمة في صناعة البناء ومعظم شركات البناء علقت في أزمة خطيرة في أعقاب قرار يعلون. بل أوصى دانغوت يعلون بإقرار تقنين لنقل مواد البناء عبر الأسرة الدولية، واتصل الأمين العام للامم المتحدة بيعلون وطلب منه ادخال مواد بناء لمشاريع وكالة الغوث. وقال يعلون انه سيفكر بذلك، ولكنه اشترط موافقته بمطلبين. الاول ان يخرج الامين العام بان بتصريح ضد الأنفاق، وهو التصريح الذي نشره بالفعل في نهاية الاسبوع. أما المطلب الثاني فكان أن يتفق دانغوت مع مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الاوسط روبرت تسيري على آلية خاصة تضمن ألا تصل مواد البناء إلى حماس أو إلى الفصائل الفلسطينية في غزة لغرض بناء الأنفاق. وبالفعل، تنقل الصحافة العبرية عما تقول انه مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية قوله بأنه من المتوقع في الأيام القريبة القادمة تغيير في سياسية اسرائيل بالنسبة لادخال مواد البناء الى القطاع!
هذه قصة غزة وكارثتها الإنسانية التي حركت عدوتها الأولى "إسرائيل" ولم تحرك ولو شعرة في الجسم العربي، ولو من باب التضامن اللفظي، الذي يفيض عادة مساعدات عربية تنهال على الدول التي تصاب بكوارث طبيعية، فما بالك بكارثة تسببها أكبر دولة عربية، تقول عن نفسها بأنها قلب العروبة النابض؟
توفيق
أسامة العيسوي / الراي
أحمد الله تعالى الذي وفق قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأخذ القرار الحكيم والمناسب، وذلك بإلغاء المهرجان المركزي لانطلاقتها، رغم أن البعض من قادة الحركة ورموزها كانوا مؤيدين لإقامته بصورة كبيرة جداً، ولهم مبرراتهم المقنعة، وخصوصاً أن إيجابيات إقامة المهرجان كثيرة وعديدة. ورغم أن بعض أجهزة الحركة كعادتها بدأت تستعد لهذه الانطلاقة من شحذ الهمم، وبث الحماسة في نفوس أبناء الحركة، لتكون هذه الاحتفالية الأضخم التي تشهدها فلسطين كل سنة، لتحمل رسائل للعالم أجمع، رسائل متعددة الأوجه من حيث الحضور والالتفاف العظيم من أبناء الشعب المحتل المحاصر حول حركته وقادته، بل حول النهج والطريق الذي يرتضيه الشعب لنفسه ولوطنه، وليؤكد استمرار وتجديد العهد مع الله بأن أبناء فلسطين باقون على العهد، وأن الأحرار سيبقون الأوفياء لأسرانا الأشاوس، ويعلنوها أن الضفة وغزة وحدة وعزة، وللقدس: إنا قادمون، وطريق تحريرها بدأ مع انتصار الفرقان وحجارة السجيل، فلا حياد عن المقاومة مهما كانت الصعوبات والعقوبات التي سيفرضها الاحتلال وأعوان الاحتلال على هذا الشعب، فقد أعلنها أن فجر الانتصار سيبزغ من قلب الحصار. لقد أكدت حماس ومعها الشعب الفلسطيني أنها لن تعترف (بإسرائيل)، وستبقى المدافعة عن الثوابت الفلسطينية، لا تهاب في سبيلها الموت، ولن تقدم أي تنازلات مهما صغرت، حتى لو كانت المغريات كبيرة، فما عند الله خير وأبقى، فلذلك لن تسقط القلاع، ولن تخترق الحصون، ولن ينتزعوا المواقف. هذا هو لسان حال الطفل الفلسطيني قبل المجاهد، وهذا ما يعمل على تحقيقه الجندي قبل القائد، ولهذا يرفع السبابة في السماء معلناً ولاءه لله هذا الشعب الصامد. ولا يخلو أي قرار بأي حال من الأحوال ومهما كان، من الإيجابيات أو السلبيات، وهذا أمر طبيعي، فهو من صنع البشر. ولا يختلف اثنان على أن القرار الحكيم هو الذي يأخذ بعين الاعتبار كل الأجواء المحيطة به من الفئة المستهدفة منه أو تلك التي ستتأثر به، وكذلك تداعياته على المحيط الداخلي والخارجي، وخصوصاً أن كل الأنظار مسلطة على هذه البقعة الصغيرة من المعمورة، ولكنها كبيرة في التأثير على السياسة العالمية. وقلتها قبل ذلك وأكررها من جديد أنه من غزة بدأ التغيير: (فلقد ثارت غزة من أجل الكرامة والأمن والأمان والحرية، ولقد بدأت برسم خارطة طريق جديدة في المجتمعات العربية، وبتحديد معالم الحياة الشريفة والكريمة التي تتناسب مع الإنسان العربي المسلم التواق للحرية، لتبدأ بعدها ورغم الحصار والاحتلال والحرب والحدود المغلقة بتصدير معاني العزة والحرية والكرامة والإصلاح والتغيير). ولأن الحصار اشتد على غزة هذه الأيام، وازداد تكالب المرجفين عليها، ليبقوها غارقة في الظلام، والأزمات، فغير مسموح لأهلها التفكير بالامتداد في تجربتهم وفي مخططاتهم التحريرية والوطنية شرقاً ولا شمالاً، فزاد الوضع الاقتصادي والمعيشي والإنساني صعوبة، ولذلك كان هذا القرار. وكما حملت مهرجانات حماس السابقة رسالات للجميع، حمل قرار الإلغاء رسالات كذلك، فأكد هذا القرار الحكيم أن حماس من الشعب وللشعب، وأن قرارتها ليست حزبية، بل لخدمة المجتمع، وللوقوف بجانبه ولدعم صموده. وأثبت هذا القرار أن الحركة حركة شعبية شورية مؤسساتية على قلب رجل واحد، لذلك يكتب لها النجاح والتوفيق في كل أمورها، فهنيئاً لحماس بانطلاقتها وبشعبيتها وبمؤسساتها وبقراراتها الحكيمة، والله هو الهادي إلى سواء السبيل، وهو ولي التوفيق.
في أنجولا.. لا عناق بين الصليب والهلال
عصام شاور/فلسطين اون لاين
بداية فإننا نؤكد على ما كفله الدين الإسلامي الحنيف من حقوق للأقليات غير المسلمة كما نؤكد على ضرورة التعايش والاحترام المتبادل بين أصحاب الأديان السماوية، أما في هذا المقال فإن موضوعنا يدور حول التطرف في الاتجاهين، إقصاء الآخر أو الإقبال عليه بطريقة مبتذلة ومخالفة للعقيدة والدين.
قبل سنوات استحوذ هجوم طالبان على أصنام بوذا في أفغانستان على الرأي العام العالمي، وقد خرج من بين ظهرانينا من يدافع دفاعا مستميتا عنها ومتخذا منها ذريعة لمهاجمة الإسلاميين بل والدين الإسلامي ذاته، وهناك من وقف موقفا وسطيا في معارضة الفعل الخاطئ دون تطرف، ولكن العالم المنافق يقف متفرجا على الجرائم التي ترتكبها انجولا بهدمها للمساجد وحظرها للدين الإسلامي وذلك تمهيدا لملاحقة المسلمين وإبادتهم كما حدث في مناطق أخرى في العالم، فأين الذين انتفضوا من اجل أصنام بوذا؟
الذين انتصروا لبوذا في مصر يرفعون الصليب إلى جانب الهلال، متوحدين في قمع جماعة الإخوان المسلمين، أولئك لم يخرجوا للتظاهر ضد ما فعلته حكومة انجولا، شيوخ الفضائيات لم يعقبوا على إعلان الحرب على المسلمين، وأقباط مصر لم يستنكروا الجريمة بل إنهم يقرعون الكؤوس للانتصارات التي حققوها في لجنة الخمسين لتعديل الدستور بعدما تلاعبوا بالمواد التي تعزز دور الإسلام والأخلاق الكريمة في المجتمع المصري، وكذلك ظفروا بانجازات ليست من حقهم وإنما هي جائزتهم للدور القوي الذي لعبه الأقباط في الانقلاب على الرئيس الشرعي د.محمد مرسي بمساعدة علمانيي مصر وتواطؤ حزب النور الذي اثبت أنه مع الانقلاب قلبا وقالبا وانه لا يقل علمانية عن الآخرين.
المسلم كيس فطن، وعليه أن يقارن بين الاضطهاد والإبادة التي تحل بالمسلمين حين يكونون أقلية وكيف تكون المؤامرة عليهم حين يشكلون الغالبية العظمى، وهذه دعوة لعدم الانجرار الساذج خلف دعاة " عناق الهلال والصليب" فهي دعوة علمانية ظاهرها التعايش وباطنها الانقلاب على المسلمين، وكما بدأنا المقال ننهيه بالتأكيد على احترامنا لحق الآخرين في العيش وفقا لشريعتهم طالما التزموا ولم يتآمروا أو يعتدوا كما هو حال المحتلين في فلسطين والمعتدين في بعض البلاد العربية.
