اقلام واراء حماس 501
الثلاثاء
07/01/2014
مختارات من اعلام حماس
حتى لا نُفرط في التفاؤل!
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
كيري وحماس واتفاق السلام القادم
إبراهيم المدهون / الرسالة نت
إذا أردتم النصر فلا تشتروا السلاح ؟!
يوسف رزقة / الرأي
استفتاء دنيا الوطن واختيار الشعب لممثليه
عصام شاور / فلسطين اون لاين
ليس عيباً يا غزة
فايز أبو شمالة / فلسطين الان
عكا في وجه التهويد
غسان الشامي / الرأي
قرارات هنية..ماذا يقابلها؟!
حسن أبو حشيش / فلسطين اون لاين
حتى لا نُفرط في التفاؤل!
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
منذ الانقلاب في مصر كان واضحاً أن أجهزة السلطة في الضفة الغربية امتلكت نفَساً إضافياً مدّها بإلهام من نوع خاص لتعزيز هجومها الإعلامي والأمني ضد الجهات التي تمثّل المقاومة، وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي!
المجازر الدموية والفكرية التي نفّذها نظام الانقلاب كانت تعني للسلطة وأجهزتها شيئاً واحداً: نزع آخر غلالة من الحياء عن خطابها وسلوكياتها، أي الحياء الذي كان يحملها على مراعاة ردود الفعل أو التخوف من النظرة السلبية تجاهها ولو بالحد الأدنى، فرأينا على سبيل المثال جرأتها في إطلاق النار على عناصر من الجهاد الإسلامي في جنين واعتقالهم بعد إصابتهم، رغم أنها كانت سابقاً تحاول إبقاء معركتها ضد المقاومة متركّزة على حماس، لأن هذا يفيدها في تسويق تبريراتها الكاذبة أمام الإعلام والجمهور، كما يفيد فئة الجبناء والساكتين عن تلك الجرائم بالادعاء أن تلك الانتهاكات تتم على خلفية الانقسام.
دور السلطة التابعة لحركة فتح بأجهزتها المختلفة ككيان مكرّس لحماية أمن الاحتلال ومحاربة إمكانيات النهوض بالمقاومة لم يعد خافياً على أحد، لكن الغريب أن هناك من ظلّ وسيظلّ ممتهناً تقزيم إشكال القضية الفلسطينية كلّها واختزالها بموضوع الانقسام، ولستُ أبرّئ هنا أصواتاً في حركة حماس عند تعاطيها مع موضوع الانقسام والاختلاف على الساحة الفلسطينية.
هناك كثيرون ما زالوا يبنون نظريات هشّة تتصوّر أن الصلح السياسي بين الضفة وغزة سيخدم مشروع التحرر، ويُسقطون من حساباتهم –عمداً أو تغافلاً- أن قوام السلطة كلّها مرتكز على قوّة الأجهزة الأمنية، لأنها بمقدار التزامها بمحاربة المقاومة وضبط الأوضاع في الضفة والحيلولة دون اندلاع انتفاضة شعبية ستحظى بالدعم والتسليح، وسُيتاح للسلطة الاستمرار في التنفس الاصطناعي ككيان إداري.
ومن جهة أخرى، يبدو إصرار عباس وحاشيته السياسية على البقاء في مسار المفاوضات غير المنتهي أمراً غير قابل للتبدّل، لا بالمصالحة ولا بالنصح ولا بالاحتجاج على جناية هذا الفريق بحق قضية فلسطين، وحده مسار المقاومة من سيُبطل إفك التسويات ويُعيد القطار إلى سكته الطبيعية، وإن كانت المقاومة في أضعف حالاتها في الضفة فلا يجوز أن يكون البديل البحث عن مساحيق تجميل لمشروع السلطة أو إضفاء شيء من الشرعية على سياساتها!
مطلوب اليوم من فصائل المقاومة وتلك المصنفة عليها ومعها كل من يؤمن بكارثية الارتباط الأمني مع الاحتلال والتورط في عملية التفاوض أن يراعوا في خطابهم ومواقفهم هذا الأمر، فقبل الحديث النمطي المكرور عن المصالحة وضروراتها عليهم أن يشرحوا للجمهور ماهية ومفهوم تلك المصالحة والأسس التي ستنبني عليها، أهي المصالحة المستندة إلى مشروع وطني قادر على تحرير الإرادة من التبعية للاحتلال، أم مصالحة تنتج حكومة مشوهة وتركز اهتمامها على الغرق في وهم ووحل الانتخابات التي لن تفضي سوى لمزيد من التعقيد، بغض النظر عن إمكانيات إجرائها أو نتائجها؟
ولعلّ نظرة فاصحة لتفاعلات الإقليم من حولنا، ستدلّل على عبثية المسارات الضبابية والحلول المجتزأة وعمليات الترقيع المؤقتة، فالخيارات السليمة المبصرة مواضع خطواتها تتطلّب مشاريع واضحة حتى وإن كانت أثمانها كبيرة، أما الظن بإمكانية إحداث اختراق آني في جدار غير قابل لذلك فليس إلا تبهيتاً لموقف المقاومة، وإمداداً للمتآمرين بفرصة أخرى للحياة وعدم الحياء!
قرارات هنية..ماذا يقابلها؟!
حسن أبو حشيش / فلسطين اون لاين
مواضيع متعلقةتعيين منسق أمني أمريكي لأمن السلطة عباس يشترط إطلاق الأسرى والأسلحة للمفاوضات 87611 طالبًا وطالبة يتقدمون لامتحانات "التوجيهي"
منذ عدة شهور يسعى رئيس الوزراء إسماعيل هنية وقائد حماس في غزة ورجلها الثاني على مستوى الحركة ,وتحديدا منذ خطابه المطول الأخير لاتخاذ قرارات قابلة للتطبيق الميداني , يهدف من خلالها حسب تصريحاته لتهدئة الساحة الداخلية الفلسطينية , والتمهيد لإنهاء الانقسام, وتوحيد الجهود للتفرغ لقضية القدس وحق العودة وقضايا الأسرى ...
فعقد لقاءات تشاورية مع الفصائل , وأصدر تعليماته بالسماح لحركة فتح بالاحتفال بانطلاقتها السنوية , وأعاد افتتاح مكتب قناة العربية ومكتب وكالة معا رغم وجود شكاوى مهنية وقانونية ضد أدائهما الإعلامي , وأمس اتخذ قرارات جديدة على صعيد عودة بعض الهاربين , وإطلاق سراح بعض المعتقلين المتهمين بقضايا أمنية , ولكنهم ينتمون لحركة فتح , وسمح بعودة بعض نواب فتح الهاربين , وأخرى مرتبطة بنشاطات المستنكفين عن العمل في مؤسسات العمل الأهلي ...
وبدأت الأصوات من بعض الفصائل والكتاب والإعلاميين والسياسيين والناشطين تعلو مدحا في قرارات هنية وحكومته و حركته , وتعتبرها إيجابية يجب أن يُبنى عليها . لكن حسب المعادلات والمقاييس فإن اليد الواحدة لا يمكن أن تحقق صوتا بدون أختها , وأن الامور تحتاج لشراكة بين الافراد والجماعات حتى تتحقق .
فيا ترى هل تكفي قرارات حماس التي عبر عنها مسئولها الأول في قطاع غزة لتسجيل اختراق في جدار صمت المصالحة ؟! وهل فهمت السلطة وحركة فتح وقياداتها الرسالة , ووعت الدلالة ؟! ولديها استعداد لتقديم مقابل ضمن مسئوليتها يعزز التهدئة ؟!
قد يكون هنية حسب كلامه المتكرر أنه لا يريد ولا ينتظر مقابلا فتحاويا , وهو يريد تحقيق تهدئة ساحة قطاع غزة , وهذا إيجابي وصحيح ,ولكنه قد لا يحقق المراد في كل الحالة الفلسطينية , لأنني أتابع ردود فعل بعض الكتاب والإعلاميين والناطقين والقيادات التابعة لحركة فتح، فأجدها تتعامل مع القرارات والمبادرات وكأنها تراجع وهزيمة لحماس , واعتراف بالخطأ ,وهي دليل بنظرهم على وجود معتقلين سياسيين ومشردين فتحاويين , ودليل على حالة القهر التي تعيشها فتح في غزة...
وهذا استمرار للعناد ولركوب الرأس وعدم الرغبة في قراءة الواقع والتاريخ بشكل موضوعي ومنطقي وسليم .وفي هذا المقام نُحذر من أمر في غاية الخطورة , وهو استغلال السلطة وفريقها التفاوضي لهذه الأجواء لخلق حالة تقارب شكلية تحسن وضعها التفاوضي مع الاحتلال كون عباس مطالبا بأن يكون رئيسا للسلطة متفقا عليه كشرط للتوقيع على أي اتفاق مقبل , وإظهار أن كل الشعب يقف وراءه , أو استغلال عباس لورقة التقارب مع حماس كأداة ضغط وتلويح بالبديل في وجه كيري . وتحذيرنا نابع من أن التجربة تكررت أكثر من مرة، حيث يأخذ عباس ما يريد من لقاءات المصالحة ثم يذهب مباشرة لمستوى معين من التفاوض أو الحراك الدولي ويضع بقية بنود المصالحة في الثلاجة .
وبحكم أنني أعيش في غزة أعلم جيدا قوة حماس , ومتانة الوضع السياسي والأمني والعسكري والجماهيري لها في قطاع غزة , وأُدرك مقاصد هذه القرارات ... لكن لسان حال الناس يقول ماذا سيكون المقابل سواء في نظرة فتح لحماس في غزة , أو مساهمة سفارات فتح في الهجمة الإعلامية لتشويه صورة المقاومة بقيادة حماس , أو في رفع فتح عصاها الغليظة عن حماس في الضفة , أو على صعيد وقف التنسيق الأمني , والمفاوضات الهزيلة , أو المساهمة في خلق الأزمات الإنسانية لقطاع غزة ... نأمل أن تجد هذه القرارات صدى إيجابيا عند حركة فتح حتى تتحقق الثمرة والفائدة للقضية الفلسطينية .
كيري وحماس واتفاق السلام القادم
إبراهيم المدهون / الرسالة نت
نشهد جهدا أمريكيا حثيثا للوصول لاتفاق سلام بين السلطة والاحتلال (الإسرائيلي)، بتشجيع من جون كيري شخصيا. ويطمح كيري من وراء إصراره على دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وتداعبه أحلام الحصول على جائزة نوبل للسلام. ورؤية كيري لأي اتفاق قادم تتمثل في أن يبقى الحال على ما هو عليه من سيطرة أمنية (إسرائيلية) على الضفة الغربية، مع قليل من الانجازات الاقتصادية للفلسطينيين. ويطمح أيضا لترتيب منطقة الشرق الأوسط على أساس مجموعة طفيلية متعددة الأعراق والطوائف، تكون (إسرائيل) عضوا طبيعيا ومركزيا فيها. ويعلم كيري أن قبول (إسرائيل) لن يكون إلا من خلال اتفاق سلام تُسوقه الأنظمة العربية لشعوبها كما سوقت أوسلو قبل ذلك الحكومة (الإسرائيلية) لديها خطة واضحة تقوم على الاحتفاظ بالمستوطنات الرئيسية والكبيرة في الضفة، وضم غور الأردن 23% من مساحة الضفة، وتوحيد القدس كعاصمة (إسرائيلية)، مع نزع اعتراف فلسطيني جديد بيهودية الدولة، مما سيشكل تهديدا لأكثر من مليون فلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 48. تقلصت مطالب سلطة الضفة وانحصرت في الحفاظ على كينونتها وامتيازات قادتها ورواتب موظفيها، بعدما وضعت بيضها في سلة المشروع الأمريكي، وقدمت التزاماتها الأمنية كاملة قبل ان تبدأ المفاوضات. يدرك كيري أن السلطة لا تمتلك رؤية أو هدفا تسعى إليه، وهي مستسلمة للواقع (الإسرائيلي) والأمريكي، وتقوم بلعب دور الكومبارس في مشهد الترتيبات والاتفاقات القادمة، لهذا لا نتوقع منها انسحابا من المفاوضات أو تعليقها وإعلان فشلها، فهي لا تملك إلا أن تعطي الفرصة للاحتلال ليكمل مشاريعه التهويدية والاستيطانية. الانقسام الفلسطيني عامل مساعد للاحتلال في إكمال خطته، لهذا هناك فيتو أمريكي (إسرائيلي) على المصالحة، ونتنياهو خير عباس صراحة بين (إسرائيل) وحماس، وللأسف كل المؤشرات تقول أن الرئيس أبو مازن لا يمتلك قرار الاستجابة لمبادرات رئيس الوزراء إسماعيل هنية. وجود حركة حماس من أهم العقبات في وجه أي اتفاق مع الاحتلال، والسؤال المطروح في أروقة صناعة القرار الامريكي عن مدى مقدرة حماس التأثير على أي مشروع سياسي قادم؟! وما هو دورها وإمكانية إشراكها؟ ومدى تقبلها وردة فعلها؟ وما هي الطريقة المناسبة للتعامل معها؟ في السابق وقفت حركة حماس في وجه تسوية القضية عبر عملياتها الاستشهادية التي فجرها المهندس يحيى عياش رحمه الله. حركة حماس اليوم بصفتها رأس حربة المقاومة الفلسطينية قادرة إن امتلكت الجرأة والمبادأة ان تعرقل أي اتفاق قادم، ومحاولات إبعاد حماس وإشغالها بالحصار المصري سيبوء بالفشل، فجبهة غزة على حافة بركان تمتلك مفاتيح إخماده وتفجيره كتائب القسام.
عكا في وجه التهويد
غسان الشامي / الرأي
يوما بعد يوم تزداد المخططات التهويدية الصهيونية شراسة بحق المدن الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل، وها هي عكا الشامخة تقف بصمود في وجه طغيان التهويد والسرقة والتهجير والطرد عن الأرض، حيث تتعرض عدد من المواقع الأثرية في عكا في هذه الأيام لسلسلة إجراءات صهيونية تهويديه مخططة تهدف إلى تغيير معالم المدينة وطمس آثارها وتراثها وتشويه معالمها التاريخية، وتحويلها إلى مرافق سياحية صهيونية، فقد أعلنت مؤخرا وزارة السياحة " الإسرائيلية" عن مناقصة لبيع أحد أبرز مواقع التراث العالمي " خان العمدان" في مدينة عكّا المحتلة، وذلك من أجل تحويله إلى فندق سياحي صهيوني، وتم نشر المناقصة للمقاولين التي اشترطت العمل على إخلاء جميع المراكز التجارية المحيطة بهذا الموقع الأثري، وهذا ما يؤدي إلى إخلاء أكثر من 36 متجر عربي حول هذا الموقع الأثري المهم .
عكا التاريخية تقف اليوم بثبات وصمود أمام المحاولات الصهيونية لتغيير آثارها ومعالمها التاريخية وطمس هويتها الفلسطينية الإسلامية... عكا هذه المدينة التاريخية الخالدة التي خلبت عقول المؤرخين والرحالة، وأبهرت نفوسهم من جمالها وفساحتها وعراقتها، وقد تحدث عنها الرحالة والمؤرخون والجغرافيون في كتبهم ومذكراتهم، وصفوا فيها الشوارع والسكك والحارات والميناء الكبير الذي بناه حاكم مصر آنذاك أحمد بن طولون فقد كان دوما يعج بالمسافرين والسياح.
موقع مدينة عكا الساحلي أعطاها أهمية استراتيجية كبيرة، وجعل منها بوابه فلسطين على أوروبا، وقد وصفها المؤرخ المسلم الحميري في كتابه الروض المعطار بأنها مدينة كبيرة، من ثغور الشام واسعة البنيان، وهي قاعدة مدن الافرنج ( الصليبيين) بالشام ومحطَ الجواري المنشآت في البحر كالأعلام، وشبهها في عظمها بالقسطنطينية".
مثلت مدينة عكا محط أنظار الغزاة والطامعين، وأكسبها الموقع الإستراتيجي وظيفة عسكرية ميزتها عن غيرها من مدن الساحل الفلسطيني الذي يمتد لأكثر من مائتي كيلو متر من الشمال حتى جنوب فلسطين المحتلة، فقد تعرضت عبر العصور للكثير من الهجمات ووقفت بصمود وشموخ في وجه الطغاة، ومازالت أسوار عكا وطرقها وبحرها تمثل شواهد تاريخية على نضال أهلها وانتصارهم على الطغاة، فقد هزمت عكا بأسوارها العاتية جيش نابليون خلال حصار نابليون لها في عام 1799م، كما تعرضت المدينة خلال القرون الماضية لعدد كبير من عمليات التدمير ثم تم إعادة ترميمها من جديد وبناء المساجد والكنائس والخانات فيها، حيث أقيم في المدينة في عهد ظاهر العمر وأحمد باشا الجزار خانات متعددة كان ينزلها المسافرون والتجار والقوافل المتعددة التي تحمل خيرات البلاد لتنقلها السفن إلى دول العالم.
ومدينة عكا زاخرة بالمواقع الأثرية التاريخية منها مسجد أحمد باشا الجزار الذي بني عام (1781م ) وقد جلب الوالي لبنائه خبراء من اليونان وقبرص، ومسجد الزيتونة أقيم سنة (1745م ) ومسجد جامع ظاهر العمر بناه والي عكا ظاهر العمر الزيداني سنة (1748م ) كما أن هناك عدد من الكنائس الأثرية فيها.
في هذه الأيام يتعرض " خان العمدان " أحد المعالم التاريخية العالمية، للسرقة والبيع ليتحول إلى مرفق سياحي صهيوني، وهو من أبرز معالم مدينة عكا بناه الوالي العثماني أحمد باشا الجزار سنة 1784م ونظراً لكثرة اعمدة الخان اطلق عليه اسم "خان العمدان"، وكان لخان العمدان على مدار التاريخ، أهمية تجارية كبيرة نظرا لقربه من الميناء، حيث استخدمه التجار القادمين إلى عكّا كمستودع وغرف تجارية في الطابق الأول، وكفندق في الطابق الثاني، ويتم الدخول إلى الخان من ساحة عمومية فسيحة في الناحية الشمالية عبر بوابة مقنطرة يعلوها برج عصري مزود ساعة كبيرة، وهو يحتوي على باحة داخلية كبيرة محاطة بالأعمدة، وفي العام 2001م وضع " خان العمدان" على قائمة التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو).
ما تتعرض له مدينة عكا التاريخية الشامخة هو جزء من سلسلة مخططات صهيونية لسرقة الأرض الفلسطينية وتدمير المعالم التاريخية الفلسطينية، حيث تعكف سلطات الاحتلال على تجهيز المئات من المخططات والمشاريع التهويدية للكثير من المدن والمناطق الفلسطينية الهامة منها مناطق الأغوار والنقب والجليل الفلسطيني..
أمام هذه المخططات الصهيونية المطلوب فلسطينيا وعربيا العمل على دعم ومساندة فلسطينيو الداخل، في الوقوف في وجه المخططات العنصرية الهادفة لاقتلاعهم وتهجيرهم من أرض، ويجب على السلطة الفلسطينية الاستفادة من عضويتها في الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو الدولية في فضح الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق التراث والمواقع الأثرية الفلسطينية، والمطلوب أيضا تفعيل وسائل الاعلام العربية والعالمية والدولية في فضح الجرائم " الإسرائيلية " بحق الأرض والتاريخ والتراث الفلسطيني، والتنبيه لهذه المخططات الإسرائيلية العنصرية.
إذا أردتم النصر فلا تشتروا السلاح ؟!
يوسف رزقة / الرأي
في قضية السلاح مفارقات. المفارقة الحارقة التي تجبه كل عربي تقول: ( الدول الصناعية الكبرى تنتج السلاح، والعرب أول من يجربونه، فيقتل بعضهم به بعضا ؟!). العراق وسوريا والسودان واليمن وغيرها من الدول العربية ليست دولا منتجة للسلاح، ولكنها أكثر الدول استخداما له. هي لا تستخدمه ضد الأعداء ولكن في النزاعات الداخلية. الغرب ينتج السلاح ولكن لا يستخدمه داخليا، وإذا استخدمه فإنه يستخدمه في البلاد العربية والإسلامية؟! الغرب يصدر لنا ما يمكن أن نقتل به بعضنا بعضا ، و لا يصدر لنا ما يمكن لنا ان ننتصر به على اسرائيل.
الغرب مصنع سلاح، والوطن العربي ميدان قتال. منذ عقود لم تقتتل الدول الغربية معا، ومنذ عقود لم تقتل الدولة الغربية جزءا من شعبها، بينما يمكن إحصاء عشرات من عمليات الاقتتال الداخلي بين مكونات المجتمع في الدول العربية، إضافة الى عشرات من عمليات القتل التي تقوم بها الدولة ضد أبنائها لسبب أو لآخر.
القتال في العراق أخذ مؤخراً منحنى خطيرا يهدد البلاد بالتقسيم وبحرب طائفية ممتدة. والقتال في سوريا لم تسجل كتب التاريخ المعاصر مثيلا له في القسوة والتدمير العشوائي، لا في بلاد العرب ولا في بلاد العجم. القتال في السودان واليمن، إضافة إلى أفغانستان، وإلى تفجيرات لبنان المدمرة هو اليوم حديث وكالات الأنباء.
بلاد العرب لا تنتج السلاح، ولكنها الأكثر عالميا في استيراده ، وفي انتاج الخلافات والمنازعات، وهي الأسوأ استخداما للسلاح وللخلاف.
العرب يشترون السلاح لقتل أنفسهم ، لا لأعدائهم؟! في سن الشباب وقبل أن نتعرف جيدا على أنفسنا وعلى القيادات العربية، كنا نتفاخر بما تمتلكه مصر وسوريا من دبابات وطائرات وغيرها، وكنا نجري في حينه موازنات بين ما تمتلكه هذه الدول وإسرائيل، لأننا ومن سذاجتنا كنا نحسب أن العرب تتسلح لقتال اسرائيل وتحرير الأرض الفلسطينية، وأن تفوق العرب في أعداد السلاح يعني لنا النصر المؤزر والعودة القريبة. ولكننا صدمنا مرتين: مرة مع هزيمة ١٩٦٧ م. ومرة مع قتل العربي لنفسه بقتله أخاه بما اشتراه من سلاح كنا نحسب أنه لإسرائيل.
لم نشاهد الدبابات تقاتل إلا في العواصم العربية. الدبابات تجوب الشوارع الآن في دمشق، وبغداد، والقاهرة، وبيروت، واليمن وتتخذ مواقع قتالية ضد الشعب ؟! ولم نشاهد الطائرات العربية تقصف تل أبيب ، ولكنا شاهدناها تقصف حلب والغوطة.
اسرائيل وحدها تنتج السلاح ، وتستخدمه في قتل العربي والفلسطيني، ولم تقتل به يوما إسرائيليا، على ما بين أحزابهم والحكومة من خلافات ومنازعات. اسرائيل تقتلنا لتنتصر. ونحن نقتل بعضنا للنتصر على اسرائيل؟! تخيل أن ثقافة النصر العربي على اسرائيل باتت مرهونة بقتل بعضنا بعضا بسلاح تنتجه اسرائيل والدول الغربية، لذا نحن نستورد السلاح بلا تحفظ.
في ضوء ما تقدم من نكبة نقول : إن للشعوب العربية مطالب عديدة مهمة، ولكن أهمها القائل للنظام العربي : لا تشتروا سلاحا، ولا تطلبوا التفوق على العدو، حتى ننتصر على اسرائيل مبكرا، لأن سلاحكم يعيق النصر.
ليس عيباً يا غزة
فايز أبو شمالة / فلسطين الان
الحصار المفروض على قطاع غزة ليس عيباً، ولا يخجل الحكومة الفلسطينية من قريب أو بعيد، ولا يلقي عليها بالمسئولية عن اختفاء مواد البناء، ولا النقص بالوقود، ولا انقطاع الكهرباء، ولا يعيب الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إغلاق المعابر والتضييق على سفر المواطنين، وعدم توفر فرصة عمل، لأن الحصار المفروض على غزة شهادة عز تفصح أن في هذه البقعة من الأرض رجال مقاومة، يستهدفون وجود إسرائيل فستهدف بقاءهم على الأرض، وهو شهادة وفاء للأرض، ووثيقة يوقعها العدو الصهيوني بجهاز الحاسوب الذي يقيس عدد نبضات السكان، ويحسب بدقة كمية الوقود اللازم لاستخراج مياه الشرب.
الحصار المفروض على قطاع غزة يلقي على كاهل الحكومة المسئولية في فضح الحصار، وربطه بالسياسة، ومن ثم إظهار آثاره السلبية على حياة الناس، والخطأ أن تعتمد الحكومة سياسة تكميم الصرخات في وجه الوجع، فمن فجعته مصيبة سيفغر فاه، ويصرخ بأعلى صوته، وهذا ما يجب أن يكون عليه حال الناس عند معبر رفح، الذي يبدو هادئاً هانئاً بفعل سياسة الحكومة، التي تحول دون تجمع عشرات ألاف الراغبين بالسفر على المعبر، وتحاول أن تنظم وصولهم إلى هنالك من خلال القوائم، هذا الشكل المنظم في التعامل مع المعبر لا يعكس حقيقة المعاناة من إغلاق المعابر، ولا يكشف عن مأساة أولئك الممنوعين من السفر، ويخفي عن العالم صورة ألاف الأبرياء الراغبين بالسفر، الذين ينتظرون دورهم وهم في بيوتهم.
على الحكومة الفلسطينية أن تترك جماهير الشعب تتزاحم على محطات الغاز في غزة كما كانت في السابق، فمنظر المصطفين في انتظار اسطوانة الغاز لا يعيب الحكومة، وإنما يعيب الأعداء المحاصرين لغزة، وعلى الحكومة أن تترك الناس تزحف باسطوانات الغاز على المحطات، ولتجعل من هذا المنظر وسيلة إعلام سلبية في حق العدو.
إن منظر عشرات السيارات التي تتزاحم في الطابور أمام محطات الوقود لا يسيء لسمعة الحكومة، وإنما هي شهادة عملية على أن غزة في حصار، طالما يسكنها أولئك الرجال الذين يتمسكون بالمقاومة، ويرفضون المساومة.
كما أنصح الحكومة الفلسطينية بأن تفتح للمهربين باب الاجتهاد في تأمين وصول مواد البناء والوقود والغاز ومواد الطعام والأدوية، وأن تغض طرفها عن الأرباح التي قد يحققها المهربون، طالما أنهم سيغطون حاجات الناس، ولا يعملون في الممنوع، ولا يهربون ما يسيء للمجتمع، وما يمس بأمن المواطن.
وأخيراً، لقد قدم رئيس الوزراء إسماعيل هنية جملة من المبادرات الإيجابية التي تعكس الإحساس الوطني على أهمية وحدة الصف، ولا شك أن هذه المبادرات الطيبة تنتظر المقابل، وكما قال المثل: فإن يداً واحدة لا تصفق.
استفتاء دنيا الوطن واختيار الشعب لممثليه
عصام شاور / فلسطين اون لاين
تزعم إدارة "دنيا الوطن" بأن لجنة متخصصة هي التي اختارت الشخصيات حسب نشاطها وحسب ظهورها الإعلامي، ولكن د.سمير قديح كتب مقالاً في دنيا الوطن قال فيه بأن رئيس التحرير ((قام شخصياً باختيار الشخصيات السياسية والإعلامية والوطنية والفنية دون علمها)).
ونلاحظ أن الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين وأكثر السياسيين ظهورا لم يظهر ضمن الشخصيات الفتحاوية أو السياسية أو المحلية ولم يظهر في الاستفتاء مطلقا، كما ان قياديا مثل نبيل عمرو لم يدرج ضمن السياسيين او القياديين في حركة فتح بل في قائمة الكتاب، وحصل ذات الأمر مع وزير صحة سابق .
ومن الاختيارات العجيبة للأسئلة نأخذ "من هو أفضل برلماني لعام 2013" ونحن نعلم ان المجلس التشريعي معطل ومع ذلك تم اختيار 8 برلمانيين من أصل 132 برلمانيا فأين المنطق وما هو المعيار في اختيار الاسئلة والشخصيات؟
وكذلك سؤال " من هي أهم سيدة فلسطينية؟"، بالنسبة لدنيا الوطن فإن السيدة محافظ رام الله هي أهم سيدة وتليها زوجة قيادي فتحاوي من غزة، ومع احترامي لهما وللثلاثة اللائي انسحبن من الاستفتاء أو تلك العاملة في الإحصاء فإنهن غير معروفات لعامة الناس بسبب عدم انجازهن ما يستحق الذكر مع احترامنا لجميع المتنافسات.
وأيضا فإننا نلاحظ عدم وجود أي سيدة محسوبة على التيار الإسلامي وهذا يبرز التحيز التام لدنيا الوطن التي حاولت إظهار اكبر قدر من الشخصيات الفتحاوية في استفتائها أو "استطلاعها للرأي" إلى درجة أنها أضافت سؤالا ميزت به فتح عن حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية وهو " من هي أبرز شخصية في حركة فتح؟"، كما لوحظ في الأسئلة الخاصة بالمنافسة بين فتح والآخرين وضع حركة فتح او الشخصية الفتحاوية " المختارة" في البداية(أقصى اليمين) وأكثرهم فاز في المرتبة الأولى، مع عدم اغفالنا لبعض النتائج التي زينت الاستفتاء لإضفاء نكهة النزاهة حيث فازت ثلاث شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي في مجالات ثانوية .
أما السؤال الاكثر غرابة وإثارة للدهشة فهو" من هو أهم سياسي عربي في 2013؟" والغرابة أن يكون جميع المتنافسين رؤساء وملوكاً إلا الانقلابي عبد الفتاح السيسي والأخضر الإبراهيمي،وقد نتفهم وضع السيسي مع الرؤساء لأنه الحاكم الفعلي لمصر، ولكننا لا نتفهم وضع الاخضر الابراهيمي، والامر الثاني هو استفراد العاهل السعودي باقتران لقبه باسمه" الملك عبد الله" دون باقي الملوك والرؤساء، حيث وضعت باقي الأسماء مجردة دون ألقاب مثل " عبد الله الثاني" و"محمد السادس" وفي نهاية المطاف فاز " الملك عبد الله" رغم تقدم الرئيس محمد مرسي حتى يومين قبل نهاية الاستفتاء الذي انتهى بخسارة مرسي أمام السعودية والأردن وسلطة الانقلاب المصرية.في الختام نؤكد بأن استفتاء دنيا الوطن مجرد استطلاع للرأي لا يتخطى حدود الموقع الالكتروني وقد سبقتها وكالة معا باستطلاع مشابه عام 2009 ولا يجب تهويل الأمور او تضخيمها، فالطريق الى الشرعية هي صناديق الاقتراع وليست استطلاعات الرأي أو "ثورات" الفوتوشوب.
