اقلام وآراء
(507)
الثلاثاء
14/01/2014
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (507)
هل العلاقة مع أمريكا خيانة للوطن؟
بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
المولد منهج للبناء
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
اليرموك جزء من كلّ
بقلم لمى خاطر عن المركز الفلسطيني للاعلام
أوراق الانقلابيين تتبعثر في الخليج
بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
وانتصر برنامج المقاومة
بقلم كمال الشاعر عن فلسطين اون لاين
قائمة بالمخاطر الإسرائيلية للعام الجديد
بقلم عدنان أبو عامر عن المركز الفلسطيني للاعلام
بكم نرتقي
بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
هل العلاقة مع أمريكا خيانة للوطن؟
بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
من المؤكد أن العمل مع المخابرات الإسرائيلية خيانة عظمى، ومن المؤكد أن العمل مع المخابرات الأمريكية لا يقل فاحشة وقذارة عن العمل مع المخابرات الإسرائيلية، وذلك لأن المخابرات الأمريكية توظف جل طاقتها وخبرتها لخدمة المخابرات الإسرائيلية، ولتعزيز قدرات الدولة الصهيونية في الهيمنة على المنطقة العربية.
ومن المؤكد أن الممارسة العملية للوطنية تعني معاداة (إسرائيل) وأمريكا، ومحاربتهما في كل مجال، وهذا يعني أن التحالف مع (إسرائيل) وأمريكا ومساعدتهما خيانة من الدرجة الأولى، ويعني أيضا أن مصادقة أمريكا و(إسرائيل) أو التنسيق معهما خيانة من الدرجة الثانية، وإذا جاز لنا التفريق في مستويات العمالة، فهذا يعني أن التواصل أو الحديث أو اللقاء مع (إسرائيل) وأمريكا خيانة من الدرجة الثالثة على أضعف تقدير.
ضمن هذا المنطق البسيط الذي يميز بين الوطنية والعمالة، ماذا نسمي من يرتبط مع أمريكا بعلاقات حميمة؟ وما التسمية المناسبة لمن يتلقى من أمريكا دعمًا ماديًا أو عسكريًا؟ بمعنى آخر؛ من هم عملاء أمريكا و(إسرائيل) في المنطقة؟
يتهم معظم اليساريين والعلمانيين جماعة الإخوان المسلمين بأنهم عملاء أمريكا و(إسرائيل)، وأنهم الذراع التنفيذي للسياسة الأمريكية في المنطقة، بل ذهب الأمر بفلول نظام مبارك، وأعداء ثورة يناير في مصر، أن زجوا باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس في أتون الصراع الداخلي، واتهموها بالعمالة لأمريكا و(إسرائيل)، رغم إدراج أمريكا اسم حركة حماس ضمن قائمة (الإرهاب)، ورغم الحصار البشع الذي تفرضه أمريكا و(إسرائيل) على قطاع غزة، ورغم سماع العالم لدوي صواريخ المقامة التي أطلقها رجال حماس على ( تل أبيب).
فلماذا يصر البعض على اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالارتباط بأمريكا؟ ويصر على اتهام حركة حماس بالخيانة، والتعامل مع (إسرائيل)؟
وهل معنى هذا الاتهام أن الأنظمة العربية التي دعمت الانقلاب في مصر هي أنظمة عربية معادية لأمريكا و(إسرائيل)، وسيفها يقطع رقاب كل من يقيم علاقة مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية؟
أزعم أن المزاج العربي لما يزل يرى في مصادقة أمريكا خيانة، وأزعم أن التواصل مع حكام أمريكا الذين ما برحوا يقدسون العجل الصهيوني، هو عار يندى له جبين العرب، وينزُّ صديدا في شوارع مصر، لذلك كان لزاما على بعض السياسيين التهرب من صداقتهم الحميمة لأمريكا و(إسرائيل) ، بل والتسابق لإلصاق هذه التهمة بالخصوم السياسيين، والقصد من ذلك لا يهدف إلى خلط الأوراق، وتشويه سمعة الآخر فقط، ولا يهدف إلى تذويب المسافة الفاصلة بين الوطني وغير الوطني فقط، وإنما يهدف إلى نفي تهمة العمالة لأمريكا عن النفس أولا، وكي يصير طعن الآخر بوطنيته، ومن ثم التحريض عليه بتهمة العمالة لأمريكا، وهذا ما ذهبت إليه المستشارة تهاني الجبالي وهي تقول: إن الإخوان المسلمون وحلفاؤهم في المنطقة هم عملاء أمريكا و(إسرائيل).
في الوقت الذي قال فيه المستشار أحمد الزند في آخر لقاء له: يجب أن نواجه الإخوان المسلمين ومن وراءهم من أمريكان وقطريين وأتراك.
أما من أراد أن يتعرف على عملاء أمريكا في مصر، فعليه أن يدقق في العلاقات الأمريكية مع بعض الدول العربية التي رعت الانقلاب في مصر، وقدمت له مليارات الدولارات، وعليه أن يدقق في الموقف الإسرائيلي الرسمي الذي مثله وزير الحرب الصهيوني موشي يعلون الذي بكى قبل عام على مستقبل (إسرائيل) المظلم، وهو يقول: إن (إسرائيل) ستواجه منظمات إرهابية مدربة ومسلحة من أخمص قدميها حتى رأسها، ويصعب لجمها، ويصعب مواجهتها، ستحل محل الجيوش العربية في السنوات القادمة.
بكم نرتقي
بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
من طبيعة المسلم أنه لا يقبل البقاء على الحالة التي هو عليها، لذلك فهو في عمل دءوب ومتواصل لتغيير هذا الحال أو الحالة إلى أحسن حال. فالمسلم يسعى دائماً في حياته وفي كل المجالات إلى الأفضل، وبالتالي يعمل جاهداً على زيادة الإيجابيات وتقليل السلبيات. وهو لا يقبل كذلك البقاء على نفس المستوى الذي وصله مهما كان مميزاً، بل يطمح إلى الرقي والارتقاء بذاته بأهله بمن حوله بمجتمعه بشعبه. وفي مجال العمل المؤسساتي فهو يعلم أن الله يرى عمله ورسوله والمؤمنون، وهو محاسب على ذلك.
ويزداد الشعور بالمسؤولية وبالأمانة الملقاة على عاتقه إذا كانت طبيعة العمل خدماتية، فيها تواصل مباشر مع الجمهور، وفيها معاملات مالية، بل الأهم من ذلك فيها الحفاظ على الروح والنفس والمال، فهي مقاصد من واجب المسؤول الحفاظ عليها. فالقيام بهذه الأعمال والخدمات والتميز بها بل والارتقاء في أدائها هو واجب شرعي ومجتمعي وأدبي وأخلاقي.
من هنا يستشعر موظفو الحكومة على وجه العموم وموظفو وزارة النقل والمواصلات على وجه الخصوص هذه المفاهيم وهم يؤدون واجبهم، قد يقصرون أحياناً، وقد يخطئون أحياناً أخرى، ولكن ذلك يقع ضمن المجهود البشري، أما الأساس والمبتغى والنهج فهو تقديم الخدمات على أحسن وجه. ولهذا شهدت الأعوام الأخيرة بفضل الله تعالى نقلة نوعية في أداء الوزارة، وزاد رضا الجمهور عن هذا الأداء. ورغم الأداء الجيد إلا أنه مع بداية كل عام يتساءل بعض المدراء العامين عن الإضافة النوعية التي يمكن أن يقدموها في خطتهم التشغيلية.
فبعد القضاء بصورة كبيرة على ظاهرة الفلتان المروري، وبعد التطويرات في الخدمات والمرافق والأنظمة المعمول بها، وبعد التغذية الراجعة عن الأداء من خلال بعض مؤشرات القياس، ومنها عدد المعاملات السنوية وجودة الخدمة وعدد قتلى الحوادث المرورية وخلافه من أمور، ولا أريد أن أتطرق إلى مؤشر الإيرادات، كونه لم يكن الهدف الأساس في قرارات الوزارة، فالهدف دائماً هو ضبط الحالة المرورية، وإن كان لا ضير في الاجتهاد في ذلك من أجل تحسين الخدمات وتطويرها. وفي هذا العام جاء التساؤل ماذا بعد عام الأمن المروري، وعام خدمتكم غايتنا، وعام لأجلكم نتميز، فكان الإصرار أن يأتي هذا العام بشعار فيه نوع من التحدي مع الذات، بل نوع من الإصرار في المضي قدماً في خدمة المواطنين من خلال التطور والجودة بمفاهيمها الشاملة، فكان الشعار الذي استمزجنا فيه آراء المواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي هو: بكم نرتقي.
يأتي هذا الشعار ليجسد أن أي تطور أو تقدم أو نهضة أو رقي لا يكون إلا بالتكامل بين الجميع، والمقصود هنا القطاع العام والخاص والمواطنين على حد سواء، فهي منظومة متكاملة لا يتحقق فيها الارتقاء إلا بالمشاركة في هذا النهج من الجميع، الكل يشارك في ارتقاء الكل، والكل يعمل على تحقيق المصلحة العامة والخاصة. هذه المصلحة التي ستتحقق بإذن الله من خلال الهدف العام الذي بنيت حوله الخطة التشغيلية، ألا وهو الارتقاء بالخدمات والبنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات، والذي من خلاله سيتم العمل على استكمال ما تم البدء به في الأعوام الماضية من برامج خدماتية قائمة على خدمة المواطن على أحسن وجه، وتحسين البيئة المرورية من خلال تحديث القوانين والأنظمة والتعليمات واللوائح المعمول بها في كافة مجالات عمل الوزارة، وكذلك من خلال تعزيز العلاقة المبنية على أساس التكامل مع الجمعيات والمؤسسات والشركات.
وحتى يسير العمل بصورة حضارية تحقق رضا الجميع، سيتم العمل على التسوية القانونية لكل الشركات والمعارض والمكاتب والمهن ذات العلاقة، ليتحقق معها التنافس المطلوب. ولم تغفل الخطة عن دور التكنولوجيا والحوسبة في الارتقاء بمنظومة العمل، وذلك من خلال تطوير الأنظمة والبرامج الالكترونية لتحسين الكفاءة التشغيلية ولتحقيق المزيد من الراحة والشفافية والنزاهة، وكذلك زيادة الخدمات الالكترونية المقدمة للجميع من خلال موقع الوزارة. وإذ نضع بين أيديكم بعض معالم الخطة التشغيلية لوزارة النقل والمواصلات لهذا العام، ندعو الله أن يوفقنا لتحقيقها، وندعوكم من باب التكامل ومن القناعة التامة بأن كل رأي فيه الخير الكثير، ولأنكم جميعا أهل رأي ومشورة ولأننا نسعى بصدق لخدمتكم: ندعوكم جميعاً لتقديم أرائكم نصائحكم توجيهاتكم طلباتكم شكاويكم انتقاداتكم استفساراتكم في كل ما يتعلق بعمل الوزارة لنحقق سوياً شعار هذا العام: (بكم نرتقي).
المولد منهج للبناء
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
احتفلت غزة بالمولد النبوي الشريف على طريقتها الخاصة كعادتها في البحث عن الفريد والمتميز. الاحتفال بالمولد احتضن بداخله ( ذكرى حرب الفرقان ، والقادة الشهداء). وقد صلى المحتفلون على صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم ، كما صلوا على الشهداء رحمهم الله، ثم كان العرض العسكري المنظم لأجهزة وزارة الداخلية إعلاء لكلمة ( الحق والقوة) في يوم المولد العظيم، وفي ذكرى الشهادة والبطولة في يوم الفرقان الفلسطيني المعاصر.
هذه غزة التي نحبها. غزة التي حيرت الغزاة والقادة على مر التاريخ. غزة اليوم تعلن للملأ أن المولد ليس حلوى تؤكل، ولكن منهج يصنع الرجال. المولد ليس أورادا تتلى، وإنما قوة تنزع اليأس من قلوب المستضعفين. غزة في يوم المولد أقوى من الحصار، وأقوى من التهديدات.
احتفلت غزة بالمولد وبالشهداء ، بينما احتفل العدو بجنازة الهالك ( شارون) قاتل الأطفال في صبرا وشاتيلا وغزة والضفة. غزة أجبرت شارون على تفكيك المستوطنات والرحيل عنها من طرف واحد، هي غزة التي بددت أحلام أولمرت ونيتنياهو في معركتي (الفرقان وحجارة السجيل )، وهي التي تتجهز لصد كل عدوان، وتتجهز لإحباط خطة جون كيري وتجار القضية.
غزة كما شاهدتها في العرض العسكري لقوى الداخلية لا تقبل الدنية في القدس، أو في حق العودة، أو في حق الشعب في الحرية، وفي تقرير المصير. وهذا سر إعجاب الناس بقيادة حماس للمجتمع ، رغم وطأة الحصار الذي يشتد يوما بعد يوم منذ أن تغير النظام في مصر في ٣/٧/٢٠١٣.
إنه لمن المؤسف ونحن في ظلال المولد الكريم ان يهدد السيد ( محمود خلف ) اللواء المتقاعد حماس وغزة بعمل عسكري قائلا وقعة حماس( مهببة). أي والله بهده اللغة التي تنتمي الى لغة الأعداء والبلطجية. هو لم يهدد اليهود الذين قتلوا المصريين الأسرى بدم بارد، ولكنه يهدد أهل الدين والإيمان ممن دافعوا بدمائهم عن شرف الأمة وكرامتها.
مثل هده التهديدات البلطجية، التي تصدر بلا مبرر تكشف عن جهل بغزة وبحماس.
لست أدري لماذا تتقرب قيادات مصرية متقاعدة إلى العدو، أو إلى الشيطان بكراهية حماس ، والإعلان عن هذه الكراهية من خلال وسائل الاعلام، وكان بإمكانها أن تحتفظ بكراهيتها داخل نفسها، لاسيما وأن إبداء ذلك لا يقدم ولا يؤخر، ولكنه يكدر النفوس، ويعكر المياه الراكدة.
غزة التي قررت أن تقفز عن كلام العار والتهديد، تؤمن بأن الرد الحقيقي يقوم على البناء الداخلي، وتعزيز الصبر على الجفاء الذي يبديه هذا أو ذاك ، لأسباب داخلية، أو لاسباب تتعلق بمواقف خارجية. حماس تعلمت من تجارب الحياة البناء في المساحات المشتركة مع الأنظمة العربية، والصمت عند الخصومة، وتجاوز المهاترات الإعلامية، وتلك المسترزقة بكراهية حماس، والجهر بذلك في وسائل الإعلام.
قائمة بالمخاطر الإسرائيلية للعام الجديد
بقلم عدنان أبو عامر عن المركز الفلسطيني للاعلام
يستقبل الإسرائيليون العام الجديد وأمام صناع القرار لديهم قائمة تبدأ ولا تنتهي من المخاطر الأمنية والتهديدات العسكرية والتطورات السياسية، مع قناعات تتزايد يوماً بعد يوم أن هذا العام سيكون الحاسم في كثير من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
على صعيد الجارة الجنوبية مصر، تزعم مصر أنها ستمضي في خارطة الطريق التي وضعها الانقلاب، وستكتفي القوى المعارضة ممثلة بالإخوان المسلمين بمقاطعة الاستفتاء، وحشد الجمهور للتصويت بـ"لا"، لافتة للأجواء السائدة بين أعضاء الجماعة، بعد اعتقال قياداتها، وأنها تتسم بمشاعر الغضب عوضاً عن التخطيط الاستراتيجي لدخول الانتخابات.
أما عن السعودية، فقد رصدت أجهزة الأمن الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، تنامي الضغوطات الشعبية على الأسرة الحاكمة، وبروز الخلافات بينها وبين الولايات المتحدة شريكتها الاستراتيجية، على الأصعدة السياسية والاجتماعية، وحثت صناع القرار في تل أبيب على المضي قدماً في عقد لقاءات خاصة مع الزعماء السعوديين، للأهمية المعلقة عليهم للحفاظ على المصالح الأميركية.
أما عن تركيا، فإن (إسرائيل) تبدو قلقة من نتائج الانتخابات النيابية والبلدية في آذار المقبل، لأنها تحمل بداخلها إمكانية تحديد مسار الديمقراطية في هذا البلد الذي تحول من "الحليف الاستراتيجي إلى العدو اللدود"، ولأن الأمر يشكل تحدياً كبيراً للولايات المتحدة بشأن مستقبل التحالف معها، والخطر يتفاقم، ويهدد العلاقات الثنائية بفعل تصرفات مسئولين بارزين في الحزب الحاكم، ذهبت حد تهديد "أردوغان" للسفير الأميركي مغادرة أنقرة، وهي الحادثة الأولى من نوعها في الذاكرة الحية.
ولدى الحديث عن إيران، تقدر الأوساط الإسرائيلية احتمال إقدامها على تطبيق لنصوص تعليق التخصيب الواردة في خطة العمل، وليس الذهاب بمستوى التعاون إلى المديات التي تراها الوكالة الدولية ضرورية.
على الصعيد المحلي، قد تواجه (إسرائيل) عام 2014 تحديات استراتيجية وأمنية وسياسية غير مسبوقة، خاصة تبعات الفشل المحتمل للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، في ظل الفجوة الكبيرة في المواقف بين الجانبين، كما ستواصل مواجهة تبعات السياسة التي تصفها بـ"الانبطاحية" التي يتبناها الرئيس الأميركي "باراك أوباما" في المنطقة والعالم، يعكسها ميله للتردد في مواجهة الأطراف التي تشكل تحدياً لـ(إسرائيل) والولايات المتحدة، وتوجهه للتوصل لتوافقات غير واقعية.
لكن إحدى القضايا المهمة التي تقلق المؤسستين السياسية والأمنية بـ(إسرائيل) في العام الجديد تعاظم أنشطة الحركات الجهادية العالمية المرتبطة بتنظيم القاعدة على حدود سوريا ولبنان ومصر، مما دفع لاعتبار إطلاق قذائف الكاتيوشا مؤخراً من لبنان مقدمة للواقع الأمني الجديد الذي يتوقع أن يسود العام الحالي، لأن خطورة أنشطة التنظيمات الجهادية تتمثل في حقيقة أن (إسرائيل) لا تملك عنها معلومات كافية، مما يقلص قدرتها على إحباط عملياتها.
كما أن هذه التنظيمات غير قابلة للردع، مما يجعل الأمور بالغة التعقيد، لأن هذه التنظيمات ترى أن كل الأهداف مشروعة، وبالتالي الوسائل التي توظف لتحقيقها مشروعة أيضاً.
كما أن (إسرائيل) تستقبل العام الجديد ولم يعد بوسعها أن تعيش كدولة تنكر ما يدور فيها، ويجب عليها أن تتخلى عن أحلامها الكبرى، وهناك أصوات تتزايد فيها تطالب صناع القرار فيها للسعي بنشاط للسلام في المنطقة، لكنها ستحتاج إطاراً جديداً لمثل هذه الأفعال، التي تعكس بجلاء المعضلة السياسية-الأمنية التي تواجهها.
ومن غير المرجح بدرجة عالية إحراز اتفاق مستقر مع الفلسطينيين يلبي احتياجاتها الأمنية، لكن من دون تحقيق تقدم جوهري في عملية السلام، من المرجح أن تواجه (إسرائيل) هبوطاً سياسياً واقتصادياً، وأخطاراً أمنية متصاعدة.
فضلاً عما تقدم، فإن العام الجديد ستعيشه (إسرائيل) مع بروز أشكال هجوم مبتكرة كالحرب الإلكترونية المعرضة لخطرها، واكتساب إيران القدرة النووية بصورة أو بأخرى، والضغوط الدولية المتعاظمة لإنهاء كونها "قوة احتلال" وصولاً لحل مفروض بالقوة، كما أن مفارقة الاضطراب في الدول العربية يمكن أن تسفر عن إمكانية خلق جبهة موحدة، توجه طاقتها الثورية ضد (إسرائيل)، مع وقوع كارثة تشمل الشرق الأوسط بأسره.
أخيرا..مواجهة (إسرائيل) لهذه السلة المتنامية من المخاطر والتهديدات مع بداية العام الجديد، يحتم عليها أن تبتلع "القرص المر"، وإلا من المرجح جداً أن تسفر الأوضاع المضطربة عن انهيارها، إذا ما تعاظمت كرة النار يوماً بعد يوم، وربما تصل حدودها خلال هذا العام، وقد تتجاوزها، مما يعرض مستقبلها ذاته للمخاطر... هكذا تفكر دوائر البحث المرتبطة بمراكز صنع القرار فيها!
اليرموك جزء من كلّ
بقلم لمى خاطر عن المركز الفلسطيني للاعلام
حيثما وليت وجهك تطاردك عيونهم وجلودهم الملتصقة بالعظم، ففي عصر الانفتاح يتكوّم العالم كلّه في شاشتك، وتحفل المواقع والصفحات بمشاهد الجثث وصور القتلى (قبل وبعد)، وبعضها يتبارى في انتخاب أفظع صورة للعام، وأكثر مشاهد الموتى تأثيراً وإدراراً للدموع.. ذبحاً أو سحلاً أو تعذيباً في السجون!
وفي مأساة مخيّم اليرموك ليس مهما أن تتكهن بهوية الجوعى؛ فلسطينيين كانوا أم سوريين، لتقرر القدر المطلوب من الحزن والتذكّر والاهتمام، ولا حاجة للتعصّب لهويتك الوطنية وأنت تطالب كغيرك بنصرة المظلومين وإنجاد المحاصَرين وإغاثة الجوعى، فبقدر ما فيك من حسّ إنساني سويّ ستفهم أبعاد المأساة وسيشغلك جوع الضحايا، للحرية والهواء والماء والطعام.
المهم أن هناك من يموت موتاً بطيئا بسبب الجوع، وأن هناك مدى إضافياً لتهتّك جدار آخر من الأخلاق، الأخلاق التي ندر أن تحضر في جبهات القتال واعتبارات الحروب، أو الحسابات الدولية المنافقة، لأن من أجبر النظام السوري على تسليم سلاحه الكيماوي، قادر على إلزامه بفك الحصار عن الجائعين لو شاء، ما دامت السلطة نقطة ضعف هذا النظام الأزلية!
لا يجوع قاطنو اليرموك بسبب الفقر، لأن الفقر في هذا الزمن ما عاد يقتل أحداً أو يحرمه قوت يومه ولو بما يقيم صلبه، إنما يجوّعون بفعل الحصار، حصار (الممانعين) وأشياعهم من المرتزقة المحسوبين على فلسطين، والمجعجعين باسمها حتى وهم يغلقون المنافذ على المدنيين، فلا يسمحون بدخول قوتهم، ولا يُتيحون لهم الخلاص من الجحيم والنزوح عن المخيّم!
يصفع اليرموك بدوره وجه الممانعة الكاذبة، كما صفعته من قبل جميع الحواضر السورية.. يفتك بآخر أوراق المتاجرة بفلسطين، كما فتك الجوع بأمعاء أهله، وكما كشفت حجارة المدن المهدّمة حقيقة مدمني الدم والتسلّط. لكنّ اليرموك يقول للفلسطيني شيئاً إضافيا، وهو أنك إن ارتضيتَ أن تأخذ مصروف جيبك من الأغراب مقابل تأجيرهم بندقيتك فلن تشفع لك فلسطينيتك ولا شعاراتك المنتفخة، وأنك إن فتّشتَ عن طريق للقدس من بين جماجم الأبرياء فستذوب بين لعنات عظامها، ويتلاشى تاريخك كلّه، وأنك إن ظننتَ أنك جدير بالحريّة دون أشقائك فستظلّ راسفاً في أغلال العبودية.
الفلسطيني اللاجئ إلى سوريا ذاق ما ذاقه السوري اللاجئ في وطنه والرازح تحت حكم تلك العصابة، والغربة تفتك اليوم بالفلسطيني كما السوري، والظلام يحاصر أحياءً سورية كما يحاصر تلك البقع التي انتشرت فيها مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، ومثلما نزح الفلسطيني من بلاده الأصلية قبل عقود، فقد نزح السوري كذلك قبل أعوام من مدنه وقراه، وتشتّت نفر غير قليل من بنيه في بلاد عدّة، أي أن وحدة الجرح والهمّ والمصير لا تحتمل التفرقة الشعورية ولا المطالبات غير الواقعية بإغاثة الفلسطيني دون السوري، مثلما أنها لن تَحتمل مزيداً من تحامق مأجوري النظام المدّعين وصلاً بفلسطين ومشروع تحريرها، وإن كانت معركتهم لأجل البقاء تُحتّم عليه التجنّد في معارك من يموّلهم، فليفعلوا هذا دونما استحضار قضية فلسطين وحشرها في فوهات بنادقهم الآثمة، لأن نجمة صهيون لن تكون في مدى رصاصهم بعد الآن.. وما كل شيء يمكن ترميمه بالأكاذيب، أو الروايات المضللة.
وانتصر برنامج المقاومة
بقلم كمال الشاعر عن فلسطين اون لاين
في الثامن من شهر كانون الأول/ ديسمبر 1987م، انتفضت جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وشرقي القدس المحتلة، ضد العنجهية الإسرائيلية وسياسة تكسير العظام التي انتهجها -آنذاك- الجنرال/ إسحق رابين- وزير حرب الكيان الإسرائيلي- وباشتعال الانتفاضة سقطت مقولة(الكبار يموتون والصغار ينسون)، لتعود القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية.
وفي خضم اشتعال الانتفاضة بزغ فجر جديد- قديم- للمقاومة الإسلامية في الرابع عشر من نفس الشهر؛ وهو انطلاق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ذات طابع إسلامي لأول مرة في فلسطين منذ اغتيال الشهيد الشيخ/عزالدين القسام في ثلاثينيات القرن المنصرم.
وبقيت الانتفاضة وتطورت من ثورة الحجارة إلى حرب السكاكين إلى خطف الجنود إلى العمليات الاستشهادية إلى العمليات النوعية؛ حتى جاءت اتفاقية أوسلو و كان من أولى مهامها إنشاء سلطة فلسطينية تأخذ على عاتقها تبني نهج المفاوضات مع الطرف الاسرائيلي بديلاً عن نهج المقاومة، ولكن ليس بالتوازي بل بطريق الدومينو؛ أي إحلال طريقة مكان طريقة أخرى، الهدف منها القضاء على مشروع المقاومة في فلسطين.
ومع قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994م، عادت وتفجرت المواجهات، لكن هذه المرة مع الإخوة في السلاح وزُجَ بهم في السجون حتى لم يبقَ من حركة حماس إلا بعض رموز قيادية؛ حتى عادت وانطلقت من جديد في شهر أيلول من عام 2000م، مع بداية انتفاضة الأقصى ولكن هذه المرة بحجارة من نوع ثان(حجارة السجيل) حتى تطورت من موقع المدافع إلى موقع المهاجم، وخطفت وضربت وأوجعت وأصبحت معادلة قوية من معادلات الصراع مع العدو الصهيوني بجانب دول كبرى في المنطقة.
هل كان أحد منا يتصور في يوم من الأيام أن تصل حركة حماس إلى سدة الحكم في أقل من عقدين وتصل إلى هذه القوة العسكرية التي أصبحت تضاهي بعض القوى الإقليمية المقاومة لنهج التطبيع مع العدو الصهيوني؛ وتحت قيادة حركة سياسية إسلامية تتبنى المقاومة في برنامجها الانتخابي.
فاليوم لا ينكر أحد منا أن برنامج المقاومة الذي تبنته حركة حماس هو سر نجاحها في قيادة الشعب الفلسطيني واشتعال الانتفاضة الثانية وسقوط عروش بعض الدول العربية حينما اشتعلت الثورات العربية في مطلع عام 2011م، بعد حرب الفرقان والصمود الأسطوري للشعب والمقاومة في مواجهة الآلة الحربية الصهيونية.
أوراق الانقلابيين تتبعثر في الخليج
بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
"من الأفضل أن يبقى عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري قائدا للجيش بدلا من خوض انتخابات الرئاسة"، هذا هو أول تصريح لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد ظهور نتائج الاستفتاء على الدستور المصري في الخارج، حيث كانت نتائج الاستفتاء صادمة لدول الخليج الداعمة للانقلاب في مصر.
لندع الأرقام تتحدث بدلا من النسب المشابهة لنتائج انتخابات مبارك، حيث أثبتت نتائج استفتاء المصريين في الخارج على الدستور زيف الانقلاب وفشل الماكنة الإعلامية العربية والغربية في تلميع الانقلابيين ودستورهم، وسنكتفي بعرض نتائج الاستفتاء في السعودية والكويت والإمارات وقطر لأنها مجتمعة تمثل غالبية المغتربين المصريين ولأن تلك الدول_ما عدا قطر_دعمت عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المختطف محمد مرسي ولذلك أثر كبير على رأي الجالية المصرية فيها لصالح الانقلاب وليس ضده.
في السعودية شارك في التصويت على استفتاء الدم 23 ألف مصري، في حين صوت على دستور 2012 الشرعي 111 ألفا، وقد صوت بـ" نعم" للدستور الشرعي 92 ألف مصري، أما في الكويت فقد شارك نحو 28 ألف مقترع على دستور السيسي في حين شارك 46 ألفا في الاستفتاء على دستور مرسي.
أما في قطر فشارك نحو 7000 في حين شارك في الاستفتاء الشرعي_ عام 2012 _16 ألفا، وفي الإمارات العربية فقد شارك نحو 22 ألفا وهو ذات العدد الذي قال " لا " للدستور الشرعي عام 2012، علمًا بأن المشاركين في استفتاء 2012 بلغ أكثر من 44 ألف مقترع، ولا بد من التنويه هنا بأن نتيجة الإمارات لم تظهر بالأرقام ولكن تم احتسابها تقديرا، حيث أشار سفير مصر في الإمارات بأن نسبة التصويت بلغت 34% من المسجلين ((عددهم يقارب 67 ألفا)) .
بالإجمال نرى أن 80 ألفا شاركوا في استفتاء السيسي مقابل 217 ألف مشارك في استفتاء مرسي في أربع دول خليجية ،وقد حظي دستور مرسي أو دستور الإخوان بـ 152 ألفا لـ"نعم" مقابل 80 ألفا من أصوات الانقلابيين والعلمانيين وتابعيهم، ومن أصوات المرتشين والمهددين بالطرد والحرمان من العمل في الخليج وخاصة في الإمارات العربية، وبهذا يمكننا القول إنه آن لجماعة الإخوان المسلمين أن تمد قدميها في وجه الانقلاب والعلمانية والغرب و(إسرائيل)، نقول ذلك بغض النظر عن نتائج الاستفتاء الذي سيجري اليوم وغدا في مصر لأن الاستفتاء سيصنع على عين الانقلاب وكما تحول المليون إلى ثلاثين ملايين في ثورة الفوتوشوب سيتحول دستور الدم إلى دستور شرعي، ولكن ذلك لن يطيل في عمر الانقلاب ساعة واحدة.
