اقلام وآراء
(508 )
الاحد
19/01/2014
في ذكرى الرحيل..الشهيد الهُمام سعيد صيام
بقلم محمد إبراهيم المدهون عن الرأي
الشريك الإسرائيلي
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
أمن وحصار لا يلتقيان
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
هل تعيش حماس في أزمة ؟!
بقلم عماد زقوت عن فلسطين اون لاين
حصار غزة يتضامن مع حصار اليرموك
بقلم حسن أبو حشيش عن المركز الفلسطيني للاعلام
مظاهرات مصرية على الطريقة الفلسطينية
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
المواطن بين مطرقة الفقر وسندان الاستغلال
بقلم عصام شاور عن الرأي
مختارات من اعلام حماس
في ذكرى الرحيل..الشهيد الهُمام سعيد صيام
بقلم محمد إبراهيم المدهون عن الرأي
في ذكرى الرحيل للشهيد الوزير الهمام سعيد صيام الخامسة تألقت وزارة الداخلية وهي تحتفي بقائدها الراحل المؤسس بعرض الفرقان ليؤكد أبو مصعب مواصلة طريق أبي مصعب في الجاهزية والإعداد.
الشيخ القائد النائب الوزير الهمام الشهيد سعيد بن محمد بن شعبان صيام المولود في مخيم الشاطئ بغزة في 22 من يوليو لعام 1959م، وتنحدر عائلته من قرية الجورة قضاء المجدل-عسقلان في جنوب فلسطين، من أبرز قادة حماس السياسيين في قطاع غزة، ويلقب بالرجل الحديدي في حركة المقاومة الإسلامية حماس, ووزير الداخلية في أول حكومة لحركة حماس, ومرسي دعائم الأمن في قطاع غزة, ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والحاصل على أعلى الأصوات قاطبةً في الانتخابات التشريعية في العام 2006, وقد كان متزوجاً وله ستة أبناء.
تخرج الشيخ سعيد عام 1980 من دار المعلمين في رام الله حاصلا على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وعضو اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في التربية الإسلامية. وعمل معلماً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة من العام 1980 حتى نهاية العام 2003 حيث اضطر إلى ترك العمل. وقد كان عضو اتحاد الموظفين العرب في وكالة الغوث لعدة دورات، وترأس لجنة قطاع المعلمين لمدة سبع سنوات متتالية، وكان عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة، وعضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل. وقد عمل خطيبا وإماما متطوعا في مسجدي اليرموك وفلسطين في مدينة غزة، وعمل كذلك واعظا وخطيبا في العديد من مساجد قطاع غزة.
الوزير الهمام صيام ممثل حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وعضو القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة حيث تسلم دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
اعتقل الشيخ سعيد أربع مرات إداريا من قبل الجيش الإسرائيلي خلال فترة الانتفاضة الأولى عام 1987م، وأحد مبعدي مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992م لمدة عام كامل.
كما اعتقله جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني عام 1995م ضمن اعتقالات شنتها السلطة الفلسطينية ضد كل من حماس والجهاد الإسلامي بسبب سلسلة من العمليات الاستشهادية داخل الكيان الغاصب.
وقد حاول الصهاينة اغتيال الشيخ سعيد عندما قصف سلاح الجو الإسرائيلي في حزيران 2006م مكتبه وذلك في أثناء العدوان على غزة بعد أسر الجندي شاليط.
وفي يوم 15 يناير 2009 - اليوم العشرين لعدوان الفرقان تم اغتيال الشهيد الوزير الهمام سعيد صيام مع شقيقه وولده محمد وثلة من الشهداء الأطهار.
الوزير الهمام صيام مدرسة كبيرة من التربية والعطاء والتضحيات، كان الأب الحنون فأجمل اللحظات يقضيها الأطفال والأحفاد مع جدهم أبي مصعب رحمه الله. الرجل الذي كان يقضي وقته في الطاعة والعبادة ينتقل من تلاوة القرآن إلى ذكر الله إلى التسبيح إلى الصلاة والقيام، يجتهد في ممارسة قليل من التمارين الرياضية، تلازمه دوماً نوتة جدول أعماله لا يترك شاردة ولا واردة.
وأكثر ما يميز الشهيد الهمام حرصه على صلة الأرحام. هذا الرجل حقاً قد جمع بين حزم ابن الخطاب, و صمت الصديق, وشجاعة علي, وحياء عثمان, وعلم معاذ بالحلال والحرام.
نعم قد كان رجل الحركة ورجل الحكومة والأمن ورجل المرحلة الحرجة الحساسة.
كم ملكت يا سيدي الوزير الهمام من مزايا وخصائل, حب الإسلام والاقتداء بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم, ورقة القلب وقصب السبق وإنكار الذات, والثبات على المواقف.
كانت الشهادة أسمى أمانيك، وكانت دعاءك الذي لا يتوقف, كم كنت تدندن "فتنت روحي يا شهيد, علمتها معنى الخلود, شوقتها للرحيل". وقد أكرمك الله باستشهادك وثلة من أهلك الكرام جميعاً.
في الليلة الظلماء غابت الذروة الشماء وافتقدنا البدر الذي رحل وهو يبني بيت الشموخ والكبرياء، ولما يكتمل البناء بعد.
رحل رحمه الله بعد أن ساهم في بناء مدرسة الجهاد والمقاومة والعزيمة والأمن والحكومة والتشريعي، وأصبح معلماً بارزاً وركناً عتيداً في قلعة البناء والتحرير والجهاد والاستشهاد.
الشهيد صيام أحسن القيام بأداء دور القائد في فلسطين الجريحة، فالتفّت الناس حوله وآمنت بخطه واتبعت نهجه، واستشهد تطبيقاً لمبادئه.
أكد الوزير صيام إنّ الأمّة في فلسطين لم تعد بحاجة إلى المزيد من التوعية والمهام الفكرية، وهل هناك نضج ووعي أكثر من إرادة الثورة والتضحية، إنّما الشعوب تحتاج إلى قائد يعيشها وتعيشه في علاقة حب متبادلة.
أثبت القائد صيام بأنّ الإنسان الفلسطيني لم يتعب أو يرهقه طول السير، فهو يتجدد مع الأيام، يتمرد على الجراح والأحزان، والأكثر من ذلك يستطيع أن يبدع القوة.. يجمع الأشلاء ليحولها إلى عملاق يتحدى..
كان النائب صيام وكما يفهم من تجربته ومن بعض الأحاديث الخاصة يؤمن بضرورة المبادرة القيادية عندما تكون مطابقة للحكم الشرعي. الشهيد صيام كان ظاهرة في العمل الإسلامي لتُحدِث التغيير في مرتكزات المفاهيم السائدة بالاستعلاء على حطام الدنيا الفانية.
الشهيد الهمام صيام ملحمـة خالدة لا تنتهي... ومدرسة عز نظيرها والمدرسة مشرعـة الأبواب .. تؤذن أن في الطريق سالكين قد سبقوك.. وأن الدرب الممهرة بالدم.. المسيجة بالتضحية.. المعبدة بالجهاد المتنوع اللامحدود لازال فيها متسع للسالكين.. ولازال في الوقت متسع.
وإن التوثيق واجب كي تبقى مدرسة " الوزير صيام " تتوارثها الأجيال كي تُحدّث أبناءك قصص العظام وتعلمهم أبجديات المقاومة.. وتقدم لهم القدوة شاخصة في دماء نازفة.. وأرواح توّاقة. قدوة من ذات العصر الذي تحياه كي لا تعتذر بتغير الأيام والأزمان... القدوة في أولئك النفر العظام الذين تمنطقوا بالشهادة وتسلحوا بالعقيدة.. وقدموا لأمتنا وشعبنا النموذج الأروع، ورفعوا أسهم قضية فلسطين، وتقدر العظمة بمقدار ما يقدم المرء لدينه وأمته وشعبه من عطاء.
إذا كنت قرأت سيرة الشهيد صيام فعد إليه ثانية فهي سلاح في مواجهة النوائب تدفع فيك العزم والهمة... أو حدث بها من أحببت كي تقذف فيه الروح. وأنبئ الجميع أن الوزير صيام مدرسة عظيمة خالدة، وجدير أن يسطر تاريخها بمداد النـور والنار ليبقى سجلاً تتوارثه الأجيال حتى يأذن الله بالنصر والتمكيـن.
و الله تبارك وتعالى نسأل أن يُسكن الشهيد الهمام سعيد صيام الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء..
المواطن بين مطرقة الفقر وسندان الاستغلال
بقلم عصام شاور عن الرأي
أقرت وزارة الصحة في رام الله تفعيل قانون التسعيرة الدوائية بحيث لا تكون أسعار الدواء في فلسطين _بأي حال من الأحوال_أعلى منها في الدول المجاورة ودولة الاحتلال (إسرائيل)، وسوف يؤدي القرار إلى انخفاض ملموس في أسعار 120 صنفا من الأدوية في أسواق الضفة الغربية حسب ما قاله وزير الصحة د.جواد عواد.
أن تأتي القرارات الجيدة لصالح المواطن متأخرة خير من ألا تأتي مطلقا، ولكن تلك المعلومات التي أدلى بها الوزير تعقيبا على قرار تفعيل القانون تؤكد وجود حالة من الاستغلال والجشع التي مارستها شركات الأدوية المحلية والموردون المحليون للأدوية الإسرائيلية والأجنبية طوال السنوات الماضية، ولا داعي لتوضيح مدى الخطيئة التي ارتكبها هؤلاء عندما استغلوا حاجة المواطنين الملحة لعلاج أمراضهم وإنقاذ أرواحهم في وقت يمر فيه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة بأزمة اقتصادية قاهرة.
المثال أعلاه يكشف عن جزء بسيط لما يتعرض له المواطن الفلسطيني من استغلال فاحش من شركات وتجار ومؤسسات مدنية وحكومية مع غياب ملحوظ للرقابة والمحاسبة،وقبل أن نطالب بالرقابة لمنع استغلال المواطن لأخيه المواطن فإننا نطالب بالرقابة على المؤسسات الحكومية، فعلى سبيل المثال لا الحصر شهدت بعض مدن الضفة الغربية ارتفاعا جنونيا في أسعار الكهرباء والمياه والرسوم السنوية للصرف الصحي والنفايات حتى تسد المجالس المحلية لتلك المدن عجزها المالي بعد أن عجزت عن القيام بواجباتها لسوء إدارتها في التوظيف أو عدم مقدرتها على عمل مشاريع استثمارية تدر عليها دخلا كافيا لتغطية نفقاتها، فهي بالتالي تلجأ لجيوب المواطنين متسلحة بتبريرات لا تشفع لها في مراكمة أعباء المواطن المالية وضغوطه النفسية.
المواطن هو الضحية ولكنه أيضا هو السبب لما يحدث له لأنه لا يشكو من يستغله، فالمسألة تبدأ بـ" شو فيها لو زدنا شيكل واحد على كل معاملة أو فاتورة؟" ، لا يفكر في ذلك عضو مجلس بلدي فقط، بل يفكر فيها كل مسئول في مؤسسة، ويصبح الشيكل شواكل ومشاكل مالية لا قدرة للمواطن عليها،والأصل أن يكون هناك قانون واضح لا يسمح لأي مسئول باستغلال المواطن بالصورة التي ذكرناها أو بأي صورة أخرى،وكذلك فإن المواطن مطالب بمساءلة ومحاسبة كل من يحاول استغلاله دون وجه حق.
الشريك الإسرائيلي
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
منذ أن أقام الاستعمار البريطاني والغربي دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام ١٩٤٨م، حاولت ( اسرائيل) ومازالت تحاول أن تكون عضوا طبيعيا في المنطقة العربية والمشرق الإسلامي. ما بذلته دولة الاحتلال من جهود ذاتية، وما حظيت به من مساعدات خارجية وبالذات من اميركا، لم تنجح مجتمعة في إضفاء صفة الكيان، أو العضو الطبيعي على اسرائيل في المنطقة. فبعد عام ١٩٤٨م خاضت اسرائيل معارك عديدة مع إقليم عربي يلفظها، ويراها عضوا غريبا، ونبتا سراطانيا مضرا.
بالأمس فرض العرب مقاطعة شاملة على دولة الاحتلال بقرار إجماع عربي قادته الجامعة العربية انتصارا لفلسطين، ورفضا لهذا الجسم الغريب. المقاطعة الشاملة لم تحقق أهدافها لأنها كانت شكلية، ولم تنبع من إرادة حقيقية تؤمن بتطبيق المقاطعة عمليا.
وفي المقابل تمكنت دولة الاحتلال من تفكيك وتفتيت المقاطعة العربية، ثم اخترقتها بأشكال مختلفة من الاتفاقيات، ومن ألوان التطبيع العلني، والخفي، وباتت دولة الاحتلال الدولة الأقرب الى بعض الأنظمة العربية، وباتت موضع ثقة أنظمة أخرى لا تقيم علاقة علنية مع تل أبيب، بل وتكاد تكون الدولة الأكثر مبادلة للمعلومات الأمنية مع العديد من الدول العربية، حتى أعلن شيمعون بيرس الانتصار مؤخراً بقوله : ( لقد أدرك العالم العربي أن مشكلته ليست مع اسرائيل، وإنما مع الإرهاب من ناحية، ومع الدول المتمردة من ناحية أخرى، وهذا انتصار كبير حققته اسرائيل بالصبر والجهد المتواصل؟! )
اليوم تحاصر دولة الاحتلال والغصب غزة، ولكنها لا تحاصر غزة وحدها، بل هي تستعين بعدد من الأنظمة العربية في إحكام الحصار على غزة وعلى المقاومة الفلسطينية أينما وجدت. والأسوأ مما تقدم أن اسرائيل باتت تحلم بعمل عسكري ( إسرائيلي عربي مشترك) ضد غزة بزعم إسقاط حكم حماس. وهي تتجه إلى الاستعانة بمخابرات دول عربية لإشعال فتن داخلية في فلسطين كمدخل لتدخل عسكري إسرائيلي عربي محتمل كما يقول د. عدنان قاسم.
يمكنك أن تسمع بنيتنياهو في عمان، أو بسلفان شالوم في دبي، أو بإسحاق مؤلخو في القاهرة، وتسمع عن وفد عربي في عزاء شارون، ولكنك لا تسمع بخالد مشعل، أو اسماعيل هنية في هذه العواصم العربية، الأمر الذي يعني انعكاس الآية.
تل أبيب تعيش أطيب أيامها بعد أن صارت جارا مقبولا لعدد من الدول العربية، ولم تعد العضو المنبوذ في الإقليم العربي، لا سيما بعد الملفين ( المصري، والسوري الإيراني)، وأحسب أن المسئولية الأولى والأساس في هذه التحولات الضارة تقع على منظمة التحرير، وقيادة السلطة، وهي أبرز علامات فشلهما. لم يعد يقف أمام هذه التحولات الضارة أحد غيرالمقاومة الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، إضافة إلى الوعي الشعبي الفلسطيني الذي يدعو الفلسطينيين للاعتماد على أنفسهم في مواجهة التحولات الضارة.
مظاهرات مصرية على الطريقة الفلسطينية
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
دققت في بعض المشاهد التي عرضتها الفضائيات للمتظاهرين في شوارع مصر، ولاحظت أن حشود المصريين في بعض المظاهرات لا تشبه ما ألفينا عليه مصر في ثورة يناير، ولم تكن الحشود بالعدد ذاته الذي ميز الحراك الجماهيري في بداية الانقلاب، وقد يكون لانتشار الجيش دور في تقليص عدد المتظاهرين، وقد تكون للقبضة الحديدية دور في ترهيب الناس، ولكن الملفت هو توالي سقوط الشهداء في شوارع مصر دون توقف، رغم ضعف الحشد الجماهيري، والملفت أيضاً أن معظم الشهداء هم من الشباب.
لقد دققت في مشاهد المظاهرات فلاحظت وجود الكوفية الفلسطينية تلف أعناق بعض المتظاهرين، وهذه رسالة خطيرة تؤكد أن الشباب المصري بدأ يحاكي الشباب الفلسطيني في انتفاضته، والذي يعزز هذا المنطق هو انتشار ظاهرة اللثام وسط المتظاهرين، واللثام يهدف إلى إخفاء معالم الوجه، وهذا ما ميز انتفاضة الحجارة التي قادها شباب فلسطين ضد الصهاينة.
إن من يدقق في مشاهد المظاهرات المصرية يلاحظ وجود المقلاع في يد المتظاهرين المصريين، وهذا تطور جديد استوجبته المواجهة الميدانية للدفاع عن النفس، وللعلم، فإن هذا المقلاع ينسب تاريخياً إلى أرض فلسطين، وقد واجه من خلاله شباب الانتفاضة الفلسطينية جنود الصهاينة المدججين بالسلاح.
ربما تكون تلك المشاهد الفلسطينية التي ظهرت في المظاهرات المصرية هي المحرض للإعلام المصري على اتهام حركة حماس بأنها تتدخل في الشأن المصري، ربما، ولو صح ذلك، فكان يجب على الإعلام المصري أن يتهم حركة فتح أيضاً بتدخلها في الشأن المصري، لأن حركة فتح لما تزل جزءاً مهماً من انتفاضة الحجارة الفلسطينية التي واجهت الغطرسة الصهيونية المسلحة، وعليه فلا يصير اتهام جزء من الشعب الفلسطيني والتغافل عن جزء آخر.
إن محاكاة الشباب المصري للشباب الفلسطيني في انتفاضته لا يبشر بالهدوء، ولا يطمئن قادة الانقلاب في مصر على المستقبل الآمن الذي يسعون إليه، وذلك لأن هتافات المتظاهرين الفلسطينيين ضد الاحتلال قد تطورت مع القمع فصارت حجارة، ومع تواصل القتل وإطلاق الرصاص تطورت الحجارة فصارت عبوات ناسفة، وصارت مع الزمن قذائف صاروخية، وهذا ما نخشاه على مستقبل مصر إذا استمر قادة الانقلاب في غض الطرف عن مطالب المتظاهرين السلمية، وإذا أوغلوا في استخدام القمع والعنف والرصاص ضد المتظاهرين.
إن الانتفاضة الفلسطينية التي يحاكي فيها شباب مصر شباب فلسطين لتفرض على قادة الانقلاب في مصر أن يتفادوا تطور الأحداث، وأن يجنبوا مصر نتائج تدفق الدم في الشوارع، وأن يسارعوا للبحث عن حلول توافقية تجمع عليها كافة القوى السياسية في مصر.
أمن وحصار لا يلتقيان
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
يعمل الاحتلال على فرض معادلة الأمن مقابل الأمن ، سواء كان عبر المفاوضات التي تجري مع السلطة في الضفة الغربية، أو محاولة فرض المعادلة ذاتها على حدود غزة بأن الأمن للاحتلال مقابل الأمن لقطاع غزة، مع عزل كافة العوامل الأخرى، وتجزئة الأرض الفلسطينية، حيث كل منطقة جغرافية قائمة بذاتها.
يتجاهل الاحتلال أن قطاع غزة يعيش أزمة اقتصادية قاسية نتيجة الحصار المشدد الذي يصل إلى درجة 100% بسبب هدم وإغلاق الأنفاق والمعابر من قبل السلطات المصرية منذ حزيران الماضي، وفي نفس الوقت يغلق الاحتلال كافة المعابر لوصول المساعدات الإنسانية فضلاً عن إدخال المواد الأساسية التي تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد اليومي في غزة، واستمرار عمل المصانع والورش، إضافة إلى الأزمات المالية التي تعاني منها الحكومتان سواء في غزة أو الضفة الغربية وكذلك تلويح وتسريب وكالة الغوث حول اضطراب في صرف الرواتب.
التسريبات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة والتلويح بضربة لغزة، قد يكون جزء منها واقعياً نتيجة تآكل التهدئة لأسباب ترتبط بتهرب الاحتلال من كافة الالتزامات والتعهدات التي ترتبت على اتفاق التهدئة في نوفمبر 2012، ولم يبقَ منها شيء، و للتذكير فهي تشمل رفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة، في حين أن حماس التزمت التزاماً شديداً بالتهدئة لأسباب تخصها بإعداد وتجهيز ذاتها لمرحلة انهيار التهدئة بالكامل.
الاحتلال يتحدث دوماً عن أمن مقابل أمن، و عَزَل عامل الحصار عن اعتباره جزءاً مهماً وأساسياً من العدوان والتضييق وخلق واقع اقتصادي يصعب السيطرة عليه بسبب الإجراءات الإسرائيلية المرتبطة بخلق أزمة اقتصادية أمام حماس وحكومتها في غزة يتسبب لها في أزمة علاقة مع المواطن، وقد حاولت حماس طوال الأشهر الماضية السيطرة على هذا الأمر وتقديم الكثير من المساعدات للتخفيف من وقع الحصار، لكن هذا النجاح لا يستمر مع توسيع الأزمة ووصولها الى أدق التفاصيل.
الحصار جزء مهم وأساسي من العدوان على غزة، وهو جزء من اتفاق التهدئة بين الجانبين ، وتهرب الاحتلال منه يعني لا أمن، و أن التصعيد القادم بأي وقت يتحمل مسؤوليته و ما يترتب عليه الاحتلال.
حصار غزة يتضامن مع حصار اليرموك
بقلم حسن أبو حشيش عن المركز الفلسطيني للاعلام
كعادتها ومنهجها وفكرها تنتفض غزة كي تتضامن مع أهلها في مخيم اليرموك على مستوى الإعلام والتحرك السياسي وفعاليات الجماهير وحشد الميادين، وصولاً للدعم المالي والمادي. غزة فقيرة، محاصرة، محتاجة، تموت جوعاً ومرضاً، وتخاف الظلمة والعتمة، وأهلها في قلة الزاد والدواء...كل ذلك صحيح وأكثر من ذلك، لكنها صاحبة قرار وطني، وموقف ديني، ورأي إنساني، وتتسلح بالعزة والكرامة والإباء...
ولأنها لم ولن تعطي الدنية في دينها و لأنها تتوحد في مشاعرها وأحاسيسها مع مثيلاتها من بقاع الأرض التي تضم شتات الشعب الفلسطيني... فلقد قررت أن تنتفض من وسط ظلمتها وفقرها وحاجتها وحصارها لتتضامن مع اليرموك، تضامن الجريج مع الجريح، والمحاصر مع المحاصر، والصامد مع الصامد. فمنذ أسبوع تقريباً تتكاتف الفعاليات والتحركات... ففصائل العمل الوطني تخرج في مسيرة تضامنية، والحركة النسائية التابعة لحركة حماس تنظم وقفة دعماً لليرموك، وأطفال غزة يعربون عن تضامنهم مع أطفال اليرموك، و المجلس التشريعي يعقد جلسة خاصة بتوصيات عامة لمن يهمه الأمر بضرورة التحرك لرفع الحصار عن اليرموك، و أمس الجمعة نظمت حماس مسيرات كبيرة في قلب مدينة غزة لتوصل صوت التضامن، والحكومة في غزة تُجري اتصالاتها مع من تستطيع للضغط لفك الحصار الممتد لأكثر من مائة وتسعين يوماً تقريباً.
الفعل التضامني الأهم هو حملة التبرعات التي دعت إليها حركة حماس في مساجد قطاع غزة، وهنا كان الدرس والرسالة والفخر والاعتزاز، فبرغم أن الرواتب متأخرة ومتقطعة لمن له راتب، والحصار عطل كل الحركة الصناعية والإنشائية والتجارية، ورفع نسبة البطالة والفقر... إلا أن الفلسطيني تقاسم مع أخيه في اليرموك قلة الزاد، ورغيف الخبز، فتم جمع حسب متابعتي وعلمي أكثر من 400 ألف دولار في يوم الجمعة فقط، وقد تكون هناك أرقام لم تتضح لي فيكون المبلغ مضاعفاً، وسيصل لليرموك عبر الطرق الرسمية المعروفة. بعد ذلك نسأل لماذا يحاربون غزة؟! لأنها تكشف خيبة مليارات العرب، وتفضح سياسة الذل للحكام، ولأنها تُمثل نبض الشارع، وكرامة الأمة.
هل تعيش حماس في أزمة ؟!
بقلم عماد زقوت عن فلسطين اون لاين
علينا التفريق بين اثنين، ألا وهما: حركة المقاومة الإسلامية حماس، والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، فحماس تنظيم مستقل تماماً عن الحكومة، ولديها مؤسساتها وهيئاتها ومواردها المالية، أما الحكومة فهي هيئة عامة، وحركة حماس تقودها استحقاقًا لفوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006م، وأي أزمة تمر بها الحكومة لا يكن لها ارتداد على حماس، ويعود ذلك إلى استفادتها من أخطاء حركة فتح، التي انصهرت في السلطة الفلسطينية بكل هيئاتها وتشكيلاتها، ما نتج عنه أن فتح أصبحت هزيلة بضعف السلطة.
وحركة حماس تمر بأفضل حالاتها منذ تأسيسها عام م1987، ولنتأمل في النقاط التالية:
1- لديها هيكلية تنظيمية منظمة وواضحة ومتماسكة ومتناسقة من القاعدة حتى القيادة.
2- هيئتها الدعوية متماسكة، وتبسط نفوذها على شبكة واسعة من المساجد، وممتدة على مناطق قطاع غزة كافة.
3- ذراعها الأمنية أكثر خبرة وإمكانات من ذي قبل, وحققت إنجازات كبيرة على صعيد توجيه ضربات قوية لمنظومة التخابر مع الاحتلال, ونجحت إلى حد كبير في تجفيف منابع المعلومات لأجهزة العدو، وذلك بشهادته نفسه, علاوة على إنجازات أمنية ملحوظة، مثل استتباب الأمن مقارنة بما قبل 2006م.
4- تمتلك شبكة إعلامية قوية تتنوع بين الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية وغيرها، حتى إن المتابعين قالوا: "إن حماس تمتلك إمبراطورية إعلامية".
5- جهازها العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام) وصفه المتابعون بالجيش المنظم، فهو يمتلك وسائل قتالية دفاعية تمكنه من صد أي عدوان على أبناء شعبنا، وأيضًا إمكانات قتالية هجومية كالصواريخ التي أصبحت تصل إلى تل الربيع، وما بعدها، فضلًا عن أسلحة كشفتها يمكن أن تشكل مفاجآت للاحتلال، مثل الأنفاق وغيرها.
6- لديها شبكة من المؤسسات والجمعيات الخيرية والتعليمية والتنموية وغيرها تجعلها حاضرة في عمق المجتمع وغير منفصمة عنه، كالكثير من الأحزاب العربية .
7- تتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة, لا تحظى بها الكثير من الأحزاب الفلسطينية والعربية الأخرى, والحضور الكبير في مهرجاناتها دليل على ذلك.
وعلى ذلك أي حركة بهذه الإمكانات لا أظنها تعيش أزمات, وإن مرت بأي أزمة فإنها لديها القدرة على التجاوز عنها بخبراتها وإمكاناتها.
وتاريخ حركة حماس زاخر بالأزمات منذ تأسيسها حتى قبل خروجها للعلن، ولكنها ازدادت قوة من بعدها، ولنا في إبعاد 400 من قيادات وكوادر حماس عام 1992م إلى جنوب لبنان الأنموذج، الذي ظهر خلاله للناس أن الحركة انتهت ولن يكون لها عودة، ولكن تفاجأ العدو والصديق معاً أنها أصبحت أكثر قوة وتنظيماً حتى شهرة في العالم.
وها هي تواجه أزمة تتلوها أزمة في الضفة، ولكنها باقية ولم تندثر هناك، وقال بعضٌ: "لو ووجهت دول وحكومات بما تواجه به حماس في الضفة؛ لقضى عليها".
فما بالك بوجودها في قطاع غزة وهي تمتلك الإمكانات الكبيرة على المستويات كافة؟!، وفي المقابل نعم الحكومة في غزة تمر بأزمة، الأمر الذي يجعلها لا تستطيع صرف رواتب موظفيها، ونعم تأثرت بما يجري في مصر وبقية دول المنطقة, ومع ذلك إن الحكومة في غزة تستمد قوتها من قوة حركة حماس التي تمسك بزمامها، وإنها صامدة في وجه تلك الأزمات، ولذا على الإعلاميين والساسة أن يفرقوا بين الحكومة الفلسطينية في غزة وحركة حماس، وأن يعوا أن انهيار الحكومة لا يعني انهيار حماس، ولا يعني تأزم الحكومة أن حماس في أزمة، ولا يعني أن تتنازل حماس عن الحكومة، وتسلمها لمحمود عباس أن الحركة انتهت ولن يعود لها قوة، ولا يعني أن تتوجه حماس إلى المصالحة أنها ضعيفة، ولكن تتجلى قوتها في إنهاء الانقسام.
ونختم بقولنا: إن تسخير الإعلام المصري والصهيوني وبعض الإعلام العربي ضد حماس يعني شيئاً واحداً، أنها حركة قوية ومؤثرة.
