اقلام اسرائيلي 540
28/1/2014
في هــــــذا الملف
كونفدرالية فلسطينية مع الاردن!
بقلم: رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
‘شولا’ في قلب الدولة
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
‘شارة الثمن’: نبذ الأقلية
بقلم: ايزي لبلار،عن اسرائيل اليوم
حلول المسألة السورية لا تزال بعيدة!
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
مؤتمر الاوهام
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
باقون في مستوطناتنا
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
يزرعون بالارهاب ويحصدون بالتفاوض
بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
‘خيانة الوعد’
بقلم: شالوم يروشالمي،عن معاريف
كونفدرالية فلسطينية مع الاردن!
بقلم: رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس
إن زيارة رئيس الوزراء المفاجئة للاردن قبل اسبوع ونصف تشهد على الأهمية التي يوليها نتنياهو لدور المملكة الهاشمية في الدفع قدما بالمسيرة السياسية، وبخاصة الدور الذي سيؤديه في المستقبل اذا ما نشأت الدولة الفلسطينية وحينما تنشأ.
إن مضمون احاديث نتنياهو مع ملك الاردن لم يتم تسريبه، لكن يمكن أن نعرف مواقف الملك وخططه الاستراتيجية من احاديث ليست للنشر مع اشخاص اردنيين كبار عدد منهم ذوو صلة مباشرة بالقصر الملكي.
إن أهم رسالة تظهرها الاحاديث مع الاردنيين هي تقديرهم أن من الضروري التوصل الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني يفضي الى انهاء الصراع لأن هذا الاتفاق لن يُمكن الاردن فقط من تحسين علاقاته باسرائيل في الصعيد المعلن بل ستكون له آثار بعيدة المدى على علاقات اسرائيل بدول المنطقة الاخرى. ‘يجب أن تفهموا أن القوى التقدمية في العالم العربي التي تؤيد انشاء علاقات ظاهرة باسرائيل لا تستطيع أن تمد يدها اليكم ما لم تُحل المشكلة الفلسطينية. والى ذلك يجب أن تكون هذه ايضا هي المصلحة الاسرائيلية لأن السبيل الوحيدة لصد سيطرة الحركات الاسلامية على الضفة الغربية هي اتفاق مع الفلسطينيين’.
يرسل الاردنيون رسالة مهمة ذات آثار استراتيجية بعيدة المدى بتناولهم لمستقبل المملكة بعد انشاء دولة فلسطينية. ويؤكدون قائلين نحن متنبهون الى أنه من المشكوك فيه أن يكون لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة حق في البقاء زمنا طويلا. ولهذا ستكون الخطوة التالية انشاء اتحاد كونفدرالي اردني فلسطيني. ومن المعلوم أن هذا هو موقف الملك عبد الله ايضا الذي يحذر من تأييده علنا لكنه لا يتبرأ منه.
تناول هذه القضية الملك في خطبة خطبها في حزيران في السنة الماضية، في مراسم توزيع شهادات في جامعة مؤتة. وأكد عبد الله قائلا: ‘لن يثار هذا الموضوع على الطاولة الى أن تنشأ دولة فلسطينية مستقلة’. وأشار الى أن الاتحاد الكونفدرالي سيكون هو الحل الصحيح والمناسب حينما يحين الوقت.
وقد أرسل الملك في الماضي الى اسرائيل سرا مندوبين اردنيين كبارا عرضوا فكرة الاتحاد الكونفدرالي على ساسة اسرائيليين. ويقول المفوضون الاردنيون إن انشاء الدولة الفلسطينية سيضع حدا لذلك التوجه الذي ما زال يوجد له انصار في اسرائيل والذي يرى أن ‘الاردن هو فلسطين’.
إن الاردن هو عمق اسرائيل الاستراتيجي، يقول المفوضون الاردنيون الكبار. والجيش الاردني المنتشر على طول نهر الاردن في جانبه الشرقي يمنح اسرائيل الأمن أكثر مما تمنحها الأمن قوة من حلف شمال الاطلسي توضع في غور الاردن. وليس للاردن على كل حال أية نية أن ينشر قواته في الجانب الغربي من نهر الاردن. ولا يعارض الاردنيون أن توضع قوات من الجيش الاسرائيلي في الغور فترة ما.
ويقولون: يجب أن تفهموا في اسرائيل أن الوضع الاقتصادي والسياسي في الاردن مضعضع وذلك في الاساس بسبب أمواج اللاجئين الذين يغرقون الدولة في العقدين الاخيرين. فاليوم يوجد في الاردن أكثر من 200 ألف لاجيء من العراق، ونحو من 200 ألف فلسطيني هربوا من الكويت ونحو من 600 ألف لاجيء سوري. وينبغي أن نضيف اليهم مهاجري العمل في مصر الذين تقدر السفارة المصرية في عمان عددهم بـ 800 ألف.
إن وضع الاردن الاقتصادي سيتحسن جدا على إثر انشاء الدولة الفلسطينية والاتحاد الفدرالي بعدها، ومن اسباب ذلك التعاون الاقتصادي الظاهر الذي سيصبح ممكنا مع اسرائيل. سيمكن مثلا انتقال السلع من اوروبا عن طريق ميناء حيفا الى الاردن ومن هناك الى دول الخليج والسعودية وستزهر السياحة في المنطقة كلها. ينبغي أن نفرض أن يكون نتنياهو سمع هذه الرسائل في زيارته الاخيرة لعمان. ويجب أن نأمل أن يساعده ذلك في طريقه الى التوقيع على الاتفاق مع أبو مازن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘شولا’ في قلب الدولة
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
‘في نطاق المشروع الاستعماري دفع الأقلية العربية الى الخارج وتعريف اليهود الشرقيين من جديد باستعمال القوة لم تُطق دولة اسرائيل الشابة الليبرالية. فقد طلب المجموع الذي احتل ما كان يُعرف بأنه ارض جرداء طلب السير معه باسم الدولة. فسار الاشتراكيون في مقدمة المسيرة التي شملت حكما عسكريا ايضا ومصادرة اراض واماكن سكن مؤقتة ومدن تطوير وأناشيد بين أظهر الجمهور. ومهد اليسار الصهيوني للمظالم مستعينا بالروح العامة الجماعية. هذا الى أن هذا اليسار قسم العمل منذ ثلاثينيات القرن الماضي بحيث يسير فريق والحق أمامهم ويسير آخر وفي أيديهم العصي أو طائرة اف16. ولم يكن لليبرالية وجود ولهذا اكتفت بالعداوة لدولة الرفاه وبشعور وطني مصدره مركز اوروبا. ومثلت الطبقة الوسطى لكنها لم تنشيء تراثا انسانيا، وهُدمت في أمعاء اليمين الى أن بُعثت حية بين أذرع لبيد الأب والابن.
هذا هو السياق الذي ينبغي أن نقرأ فيه عظمة (وفشل) شولاميت الوني الزعيمة القوية الحضور التي عملت وتحدثت بصورة ديمقراطية الى النشطاء معها واشتغلت بالسياسة وصدعت بالحقيقة وعلمت ما هو انتصاب القامة النسائية والانسانية. فقد انشأت الوني الليبرالية الانسانية حزبا في مطلع سبعينيات القرن الماضي عن اعتقاد (ساذج) أن وثيقة الاستقلال كافية بصفة برنامج حزب.
وكانت العقدة الاستعمارية عميقة جدا انشأت يمينا شديد الوطأة. فجندت القوات لليبرالية الانسانية من اليسار الاسرائيلي: من ذوات التصور النسائي، ومعارضي المتدينين، وكارهي الهستدروت و/ أو الشيوعية، وقدماء مكافحة الحكم العسكري، ومعارضي الاعتقالات الادارية ومصادرة الاراضي. وقد وجدوا القاسم المشترك السياسي والاخلاقي في النضال من اجل السلام. وفضلوا بعد ذلك، وكان ذلك كارثة على ميرتس، أن يروا مكافحة الحريديين ولا سيما شاس، قاسما مشتركا ذا شعبية.
لا يمكن أن نتفهم عظمة الوني ونجاحها في بناء حزب جمعت فيه ما شذ عن الغول الاستعماري، اذا لم نقرأ كلامها وافعالها وبين يديهما المكان والزمان اللذان جاءت منهما والاماكن التي اتجهت اليها مخالفة أبناء جيلها ومن سبقوها. ونقول من اجل المقارنة إن اشعياء ليفوفيتش علم آنذاك أنه لن ينشيء حزبا وفضل وبحق أن يكون مرشد الجيل. واعتقدت الوني وبحق أنه يُحتاج الى حزب سياسي، وبرغم الفروق والعداوة بينهما فان هذه واحدة من المقارنات المناسبة بين هذين العظيمين في السنوات التي تلت الاحتلال. لم يكن الامر سهلا عليها، فحينما نشبت حرب لبنان في 1982 مثلا، لم يصوت حزبها حاجبا الثقة عن الحكومة وهو حجب الثقة الذي تقدمت به الجبهة الديمقراطية للسلام الوحيدة. لكن حينما أنشئت في ذلك الاسبوع ‘لجنة معارضة الحرب في لبنان’، أمرت حزبها بأن ينقل اليها مبلغا جليلا. وحينما نشب الجدل في ميرتس في رفض الخدمة العسكرية، أيدت رافضي الخدمة. وقد صنفها خصوم قيادتها آنذاك بأنها ‘يسارية متطرفة’ ووجدت نفسها مرة بعد اخرى بين السياسة التقليدية وهي اظهار المرونة والتأثير من الداخل والمشاركة في طرد 300 من رجال حماس الى لبنان ايضا وبين مقاومة صارخة للظلم.
لم يعرف التلفاز كيف يواجه موت الوني، وليست هذه أول مرة يجعل فيها التناقض الحداد صعبا على مذيعي الترفيه. ينبغي أن نتذكر موت اسحق بن اهارون (2006) وهو تجسيد للتناقضات التي وجودنا نتيجة لها، كي ندرك مبلغ تصعيب الوني وهي بعيدة جدا عنه على صناعة المضغ والبلع. يمكن أن نفسر عظمتها ايضا بالتناقضات التي عملت فيها وبنشاط موقفها المعارض ايضا. فحينما انتقض اليسار في أكثره مع بدء الانتفاضة الثانية وعزلها عن قيادة حزبها اولئك اليساريون الذين جمعتهم، بقيت في الجانب اليساري مع من تخرجوا على يدها من ‘بتسيلم’ ومن المنظمات التي ظل يشتعل فيها ما فهمته ونمته باعتباره يسارا ليبراليا. وقد اتجهت من البداية الى غير المضمون فانشأت حركة سياسية من العدم ولم تخدع نفسها ولم تطمس على التناقضات التي سيّرت حركتها فيها. إن منظرنا الطبيعي يتغير لأن اشجارا كبيرة تقتلع منه. فكيف يمكن ألا نحد؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘شارة الثمن’: نبذ الأقلية
بقلم: ايزي لبلار،عن اسرائيل اليوم
إن جرائم ‘شارة الثمن’ التي ينفذها زعران وعنصريون يهود في اوقات متقاربة وفشلنا في ضبط منفذيها فضيحة مستمرة. بدأت تلك الاعمال في 2005 حينما استعمل المستوطنون العنف ردا على ألمهم ويأسهم اللذين نبعا من اقتلاعهم بالقوة في اثناء الانفصال. وأخذت تزداد الامور شدة منذ ذلك الحين، فالذي بدأ باعمال انتقام قام بها افراد ردا على هجمات ارهابية وتخريبية من قبل العرب تطور ليصبح عملية رد على اخلائهم وعلى هدم الحكومة لبؤر استيطانية غير قانونية.
إن اعمال العنف والتدنيس غير المنضبطة هذه هي جرائم حرب بصورة قاطعة. ويوجه العنف في الاساس على مسلمين لكنه وجه في الماضي ايضا على مسيحيين وهو يشمل اعمال زعرنة موجهة على افراد وحرقا وتدنيسا لمساجد وكنائس، ورشقا بالحجارة واقتلاع اشجار واحراقها واحراق حقول ودخول قرى فلسطينية.
ليست تلك عمليات نشطاء قوميين يهود. فالزعران الذين ينفذونها يشاركون القوزاق في ايام اعمال التنكيل خصائص اكثر من اسرائيليين ذوي شعور وطني. وإن الاقنعة التي يضعونها على وجوههم احيانا تستثير التذكير بجماعة الكوك كلوكس كلان. ويُذكر سلوكهم بمعاداة السامية التي أفضت الى اعمال التنكيل بآبائهم في الجاليات، وقد وصف وزير الدفاع يعلون اعمالهم بأنها ‘ارهاب’.
إن هذه الاعمال تجلب النفع الى اصحاب الدعاية العرب الذين يتعاونون في فرح مع جهات ‘حقوق الانسان’ المعادية لاسرائيل لانتاج اوصاف فنتازيا ومبالغات هوجاء لهذه الاعمال. بل يبلغ ذلك الى اختلاق هجمات توجه عليهم هم أنفسهم. ومن حسن الحظ أنه لم تسجل الى الآن ضحايا من البشر. لكن اذا استمر هؤلاء الاوغاد على نهجهم فسنواجه في المستقبل كوارث أكبر.
وقد كانت المواجهة بين مستوطنين من بؤرة ايش كودش الاستيطانية وفلسطينيين من قرية قصرة الفلسطينية، بمثابة دعوة الى الاستيقاظ.
إن الكثرة المطلقة من المستوطنين مواطنون يحافظون على القانون. وتشتغل مجموعة هامشية ضئيلة فقط بهذا السلوك المخيف. لكن حركة الاستيطان مجبرة على أن تتحمل مسؤولية جماعية. ففي وقت يندد فيه قادتها وحاخاموها بهذه الجرائم، يفعل كثيرون ذلك دون غضب أو دون قوة عاطفية حقيقية. وأهم من ذلك انه يوجد من لا يحصون من المستوطنين الذين يعلمون بالجرائم التي تنفذ، لكنهم لا يتدخلون فيما يجري.
فشل حاخامون قوميون معينون ومنهم اولئك الذين يعارضون العدوان على القانون فشلوا في خلق محيط يبطل التوجه الى كراهية الاجانب. ولا يدرك حاخامون كثيرون يعوزهم العلم بالشؤون الدنيوية مقدار الضرر الذي تسببه اقوال تشبه العرب بالعمالقة من أعداء اسرائيل أو تتهم قادة الحكومة بالعدوان على الشريعة اليهودية حينما يعارضون توسيع المستوطنات. وتشجع هذه التوجهات الشباب الذين يسهل أن يؤثر فيهم اعتقاد أن التوراة تؤيد حقهم في النضال عما يبدو في نظرهم ارادة الله، وتُرخص لهم في تجاهل قوانين الدولة واستعمال العنف.
ليس من الكافي أن يندد الحاخامون بهذا السلوك بل عليهم أن يبينوا لطلابهم أن التوراة تأمرنا بأن نتصرف وفق قوانين الدولة، وأن عدل الافراد وعنفهم عدوان على الشريعة اليهودية لا يقل عن تدنيس حرمة السبت أو الطعام الحلال. وعليهم أن يربوهم على الجوانب الانسانية في التوراة التي تملي العدل والاحترام للاقليات ولكل البشر.
يجب على عائلات في مستوطنات معزولة محاطة بالعداوة أن تحذر أبلغ الحذر كي لا يُسمم اولادها بالكراهية المحيطة بهم. كان الدكتور يوسف بورغ الراحل، وهو من اكبر قادة الصهيونية المتدينة، يشاركني ذات يوم الخوف الذي يلتهمه من الداخل المتعلق بالشباب الذين يسكنون في المستوطنات ويحيط بهم جموع من العرب الكثيري الكراهية. وتنبأ بصورة نبوية تقريبا بأن هذه الكراهية المسمومة قد تضر ضررا شديدا باولئك الذين يعيشون حولها.
ينبغي أن تُستعمل عقوبة اجتماعية ومادية مطلوبة في مواجهة الاعشاب الضارة الى أن يدركوا أنه يتوقع مع حقيقة أنهم سيضطرون الى مواجهة عقوبات جنائية، يتوقع أن تلفظهم جماعاتهم الى أن يكفوا عن افعالهم. لم يكن الرواد الصهاينة المتدينون المثاليون الذين بنوا المستوطنات والكيبوتسات يتخيلون أن يصبح أبناؤهم وأبناء أبنائهم زعران أعداءا للثقافة، تعوزهم الاخلاق، وهم قُساة. واذا كان الشب
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حلول المسألة السورية لا تزال بعيدة!
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
طُلب من منظمي مؤتمر جنيف الثاني ان يجدوا قاعة لها مدخلان منفصلان، كي يتمكن وقد النظام السوري ووفد المعارضة من الدخول دون أن ينشب لا سمح الله اتصال جسدي بينهما. وبالفعل، فلم يحصل اي اتصال جسدي لا مصافحة ولا تحية.
اللقاء الثلاثي الذي أداره الوسيط القديم عن الامم المتحدة، الاخضر الابراهيمي كان ينبغي ان يتم يوم الجمعة، ولكن خلافات على الاجراءات وعلى جدول الاعمال أجلته الى السبت. وفي ذات الجلسة الاولى لم يصل الطرفان الى بحث جوهري. والقى الابراهيمي امام الوفدين خطاب تشجيع وتأكل البحث الجوهري الى السبت. وبين الجلستين لم يوفر اي من الطرفين النقد واللذع للطرف الاخر. وللحظة حام ايضا في الهواء تهديد وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمغادرة المؤتمر اذا لم يتحقق توافق على الامور الاجرائية في المباحثات.
ورغم ذلك، فان هذا هو المؤتمر الهام الاول الذي يجلس فيه جنبا الى جنب الطرفان المتخاصمان، اللذان يفترض ان يتوصلا الى اتفاق ما على وقف القتال وبدء مسيرة نقل السلطة. وكل طرف يأتي مشحونا بشحنات الكراهية والمقت تجاه الطرف الاخر، وكل طرف لا يزال مقتنعا بانه يمكنه أن يتغلب على الطرف الاخر بواسطة العنف. مهمة الابراهيمي تشبه حياكة نسيج حساس باسلاك شائكة.
أما المداولات الجوهرية فستجري هذا الاسبوع على مستويين. في القسم’ العملي الفوري، التطلع هو للوصول الى وقف للنار والموافقة على فتح قناة للمساعدة الانسانية على الاقل للمحاصرين في مركز مدينة حمص. ولكن هنا ايضا توجد هوة بين الطرفين. فالنظام يطلب ان تتضمن المساعدات وقف للعنف اي وقف النار من جانب ميليشيات المعارضة، والنقاش في الارهاب. اما المعارضة بالمقابل، فتطالب بالبحث بالتوازي سواء في الخطوات الانسانية ام في نقل الحكم واقامة حكومة مؤقتة.
كما سيسعى الابراهيمي الى تحقيق اتفاق على خطوات لبناء الثقة تمهد الاجواء للبحث في المسائل الاساسية، وعلى رأسها اقامة حكومة انتقالية. وهنا بالذات قد يقع الانفجار بسبب الخلافات بين صفوف المعارضة. فاحد الاطراف الكبرى في المعارضة، المجلس الوطني، انسحب من اطار الائتلاف الوطني قبل المؤتمر. وعلل المجلس خطوته في أن مجرد المشاركة في المؤتمر بينما لا يزال الاسد يسيطر يتعارض والمبادىء التي يقاتل في سبيلها السوريون.
وحتى بين المندوبين الذين وصلوا الى المؤتمر لا يوجد توافق على جدول الاعمال وعلى شكل ادارة المفاوضات. ويبدو ان زعيم المعارضة، احمد الجربا مستعد لان يبحث في اقامة حكومة انتقالية شرط أن تكون هذه ذات صلاحيات حقيقية وبالاساس الا يكون الاسد جزء منها أو يؤثر عليها. ويعتمد الجربا على موقف الولايات المتحدة التي اوضت بانه لن يكون للاسد مكان في الحكم الانتقالي.
‘ومن الجهة الاخرى ستصر سوريا على الا تكون اي شروط مسبقة لاقامة الحكومة المؤقتة وان ‘الشعب يقرر’ مكانة الاسد. بمعنى انه حتى الانتخابات التي ستجرى اذا ما جرت سيواصل الاسد كونه الرئيس، كما أن مسألة تنافسه للانتخابات القادمة لا ينبغي ان تكون جزء من المباحثات. ويستند موقف سوريا الى تأييد روسيا وايران رغم أن الدولتين أعلنتا بانهما غير ملتزمتان بزعيم ما بل بـ ‘ارادة الشعب السوري’.
واتفق الطرفان على اللقاء على اساس مبادىء جنيف 1 في حزيران 2012. ولكن الصعوبة الكبرى تكمن في التفسيرات لتلك المبادىء. فلم يقل اي منها انه يجب عزل الاسد بل يجب اقامة حكومة مؤقتة ذات صلاحيات. وتفسر واشنطن بند نقل الحكم بانه يستوجب رحيل الاسد. اما روسيا التي تركت يوم الخميس المؤتمر فتعتقد بان هذا تفسير خاطيء.
عمليا، ليس مهما أي التفسيرين هو الصحيح وذلك لان الطرفين الخصمين يتوجب ان يتفقا او لا يتفقا على تفسير مقبول يتيح التقدم في المحادثات او يؤدي الى انهيارها. ويبدو في هذه المرحلة ان تطلع الابراهيمي للوصول الى اتفاق في هذه المسألة الجوهرية حتى نهاية الاسبوع القادم بعيد عن الواقعية. ولكن حتى في الخطوات الاولية التي يرغب في تحقيقها توجد عراقيل كثيرة على الارض. فالمعارضة تدعي بانها تحققت موافقة الميليشيات المقاتلة في اطار الجيش السوري الحر للاستجابة لكل طلب يتحقق في موضوع وقف اطلاق النار. ولكن الى جانب هذه الميليشيات تعمل منظمات لا تنسق مواقفها مع الجيش السوري الحر، وبالاساس لا يوجد اي تأكيد على ان نشطاء القاعدة سيلتزمون بهذه الاتفاقات. وفضلا عن ذلك فان الجيش السوري الحر لم يؤكد بعد علنا موافقته. ومن جهة اخرى، يمكن لجيش النظام ان يضمن طاعة قواته، ولكن لا ضمانة الا يواصل القادة في الميدان اطلاق النار بمبادرتهم.
وأخيرا فان نتائج المؤتمر متعلقة بقدر كبير بالتعاون بين روسيا وواشنطن، وبينهما وبين السعودية، قطر وايران التي كلها مشاركة في الدعم، التمويل والتسليح للطرفين المتخاصمين. لجميعها مصالح خاصة بها في سوريا وكذا بالنسبة لمكانتها في الشرق الاوسط. بوسعها على الاقل ان تهدد وتضغط على الطرفين للوصول الى اتفاقات، ولكنها لا يمكنها ان تقرر بدلا منهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مؤتمر الاوهام
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
ذات يوم عندما كنت مستشارا لرئيس الوزراء للشؤون العربية، وصل الى مكتبي رجل طويل القامة، مشطب الوجه، بيدين ترتعدان وبعين واحدة. ‘اسمي كذا وكذا’، قال. ‘كنت في سجن تدمر في وقت المذبحة الكبرى في 1980. نجوت، وأريد ان تسمع قصتي’. سمعت والذكريات غمرتني.
في أحد الايام، في ظلمة الليل، انزلت قوة كوماندو تابعة لرفعت الاسد (شقيق حافظ الاسد، والد بشار) في هذا السجن، الذي يقع في الصحراء، وفي ليلة واحدة قتل هناك أكثر من الف سجين ‘أمني’. لماذا؟ ربما لان الاسد انتابته لحظة رحمة فقرر تخليص الكثير من السجناء من التعذيبات القاسية التي كانوا يجتازونها هناك.
لم تكن هذه هي المرة الاولى التي اطلعت فيها على الوحشية السورية الحيوانية. اذا كنا نريد اعطاء أوصاف للسوريين، فان أحد هذه الاوصاف هي الحيوانية التي تقشعر لها الابدان والتي يتعاملون فيها مع بني البشر: ابناء شعبهم والاجانب على حد سواء.
نحن كاسرائيليين شهدنا ذلك في معاملة أسرانا. كان لنا أسرى في لبنان، في الاردن، في مصر ولكن لم تقترب الوحشية تجاه الاسرى في أي مكان من الوحشية السورية. العراقيون، على الاقل في زمن صدام حسين، كانوا معروفين بوحشيتهم ولكن يخيل لي ان السوريين يفوقونهم بكثير. اذا كانت هناك وحشية حيوانية موازية للوحشية السورية، بل وتفوقها، فهي برأيي ما كانت في كمبوديا في زمن حكم ‘الخيمر روج’، في 1975 حتى 1978، وربما ايضا في عدة دول افريقية.
تعالوا نتذكر حقيقة مركزية واحدة: في مصر سقط مبارك لان الجيش لم يوافق على اطلاق النار على المتظاهرين. هكذا كان ايضا في تونس. في ليبيا تدخل الغرب بحجة ان القذافي قد يذبح المواطنين. في سوريا بدأ كل شيء في اذار 2011، عندما خط فتيان شعارات على الحائط فالقي القبض عليهما، عُذبا وتعرضا لتنكيل جنسي (وهو مستحب جدا من المعذبين السوريين)، قتلا والقيت بجثتيهما الى الشارع. وعندها، عندما بدأت مظاهرات المواطنين، حصل في سوريا ما لم يحصل في أي مكان آخر: الجيش وقوات الامن لم تتردد للحظة وفتحت النار الحية على المتظاهرين. هكذا بوضوح تام. هذا بدأ بنار البنادق وسرعان ما انتقل الى الدبابات، المدفعية وسلاح الجو. اذا كان النظام يشك بان في حي معين يوجد مثلا عشرين ثائرا مسلحا، فانه يبيد الحي بسكانه وبيوته. واذا كانت حاجة الى إثارة الخوف حتى الموت، فعندها يستخدمون ايضا السلاح الكيميائي (على الاقل حتى قبل بضعة اشهر). هذا هو الفارق الهائل بين سوريا وكل باقي الدول العربية التي كانت فيها مظاهرات ‘الربيع/الشتاء العربي’.
‘عندما ترتبط الوحشية المفترسة السورية بنظام غير مستعد بأي حال للتخلي عن الحكم لجملة من الاسباب، فان لديه كل أدوات السحق والتعذيب والمساعدة المتواصلة والمصممة من روسيا، ايران وحزب الله، وامامهم يقف الغرب المتردد، مزدوج الاخلاق، عديم التصميم فان النتيجة هي الدمار المنهاجي لسوريا وقتل الشعب، بكل ما في الكلمة من معنى. وعندما تضاف الى هذا وحشية قسم من الثوار، فان أمامنا وضع يبدو بانه مأخوذ من مشاهد الجحيم. ولا يوجد شيء اكثر سخافة، اكثر انقطاعا عن الواقع من ذاك المؤتمر الدولي المسمى ‘جنيف 2′، الذي بدأ في نهاية الاسبوع بالهدف المعلن لاحلال مصالحة ونهاية للحرب في سوريا. لا يمكن لاي دبلوماسية واي كلمات عالية ان تضع حدا للجحيم السوري الذي من المتوقع ان يستمر بتقديري في السنوات القادمة. فالحرب الاهلية اللبنانية استمرت 15 سنة.
المذهل هو عدم الاكتراث والسلبية من كل ‘طالبي الخير والعدل والحقوق’ في العالم. كنت أتوقع أن تكون في العواصم الاوروبية مظاهرات دائمة امام الممثليات السورية، وأن في شوارع المدن يتظاهر الناس ضد جرائم الاسد، فضلا عن أن الاف الفلسطينيين قتلوا وعشرات الالاف تحولوا الى لاجئين. ولكن لا شيء، صمت. ولعله يمكن فهم الاوروبيين. فهنا لا يدور الحديث عن اسرائيل وعن اليهود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
باقون في مستوطناتنا
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
لي صديق فلسطيني يسكن في قرية العيسوية، في المنحدر الشرقي لجبل المشارف.
في كل مرة يُنشر فيها نبأ عن اقتراحات تثار في اطار التفاوض بشأن احتمال تقسيم القدس وانشاء عاصمة فلسطين في شرق المدينة، يقرع هاتفي ويسأل ذاهلا: أهذا صحيح، هل نعيش تحت سيادة فلسطينية دون تأمين وطني ودون تأمين صحي؟
ويقول في جزم: لن نوافق على العيش في ‘ديمقراطية فلسطينية’.
وأسارع أنا الى طمأنته قائلا: لا تقلق، هذه فكرة سخيفة اخرى لن تنضج لتصبح شيئا.
أقترح ايضا على الاسرائيليين الذين استوطنوا خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة في يهودا والسامرة أن يطمئنوا. فان فكرة أن يبقوا تحت حكم فلسطيني في اطار التسوية الدائمة ليست أقل هذيانا من فكرة أن توافق حكومة اسرائيلية على تقسيم القدس.
يُبينون حول رئيس الوزراء أن نتنياهو قد عرض في الماضي أن تبقى مستوطنات مفرقة في مجال سيادة الدولة الفلسطينية.
فاذا لم يرد المستوطنون ذلك كما يُبين أناس نتنياهو فانهم يستطيعون المغادرة والاستيطان في الكتل الاستيطانية.
وهذا ما قصد اليه نتنياهو حينما قال في نهاية الاسبوع في دافوس إنه لا ينوي أن يخلي اسرائيليا واحدا ولا مستوطنة واحدة ايضا.
‘هل يبدو هذا منطقيا؟ انه هزلي في الاساس.
‘لنبدأ بأن الفلسطينيين قد قالوا في الماضي انه لن تبقى أي مستوطنة قائمة على حالها في فلسطين، أو بعبارة اخرى انهم يقولون سلبتم ما يكفي من اراضينا وفي كل اتفاق ستخلى المستوطنات جميعا. ويحاول نتنياهو من جهته أن يحشر المستوطنين في الركن وأن يتحدى الجانب الفلسطيني باعلان انه سيجيب بـ ‘لا’ بصورة مطلقة.
ومن اجل الحقيقة نقول انه اذا كان يوجد أصلا احتمال للتسوية فانه يوجب اجلاء عشرات آلاف المستوطنين وهو شيء لا يخطر ببال نتنياهو بسبب تصوره العام وبسبب الدروس التي تم تعلمها من اخلاء المستوطنات من غوش قطيف وخشية حرب اهلية بين الاسرائيليين. وقد استطاعت الاشارت الخفية التي صدرت عن ديوان رئيس الوزراء أن تؤجج النار بين شركاء نتنياهو في الحكومة وبين اعضاء حزبه.
ويتبين انه كلما قضى وزير الخارجية الامريكي كيري ساعات اكثر مع نتنياهو، أخرج رئيس الوزراء من كمه افكارا كانت قد صدئت. وسيحتاج نتنياهو في نهاية المطاف الى أن يقوم علنا ويعبر عن موقف وعن خطة متسقة واضحة ذات منطق داخلي. ويمكن في هذه الاثناء أن نقتبس ما جاء في أنشودة ‘باقون في البيت’. لا أحد سيُخلى، لا صديقي من العيسوية ولا المستوطنين من يتسهار ولا نفتالي بينيت من وزارة الاقتصاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يزرعون بالارهاب ويحصدون بالتفاوض
بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
قفز توفيق وخرج الثعبان من الكيس: فقد أوجد توفيق الطيراوي، وهو مساعد للارهاب سابق، كان في سنوات الانتفاضة الثانية يترأس جهاز الاستخبارات الفلسطيني، وهو يعمل اليوم المستشار الامني لرئيس السلطة أبو مازن، أوجد في نهاية الاسبوع من جديد مصطلح التفاوض وعرفه بأنه ‘نوع من المقاومة’.
وقد أشرب الطيراوي النفوس أن التفاوض أو ‘المقاومة’ بلغته سيكون من الضروري أن يعزز من الميدان بالسلاح بمقاومة شعبية أو بكل طريقة اخرى.
لو كان الحديث عن الطيراوي فقط لقلنا ليكن لأن هذا الشخص الذي عرفته اسرائيل بأنه المطلوب الاول في فترة حصار المقاطعة في رام الله وحصل بعد ذلك على ‘غفران’ عوض تعاون امني مع اسرائيل، ‘شخص حالته’ رئيس ‘الشباك’ السابق يوفال ديسكن، بأنه ‘مريض نفسي وقاس وخطير ومرشحا لتغييرات متطرفة في حالته النفسية’ (تقرير موقع ‘ويكيليكس′ عن لقاء ديسكن مع سفير الولايات المتحدة السابق في اسرائيل ريتشارد جونز في حزيران 2007).
بيد أن الطيراوي ليس وحده، ففي فتح التي يُعتبر الطيراوي من كبار قادتها وفي حماس يرون أن الارهاب و’الكفاح المسلح’ وسيلة مشروعة يؤتي الجمع بينها وبين الدبلوماسية نتائج ممتازة. وقد سمى كبار مسؤولي جهاز الاستخبارات عندنا هذه الطريقة باسم ‘يحصد ويزرع′، يزرع بالارهاب ويحصد بالتفاوض وهكذا دواليك، والامثلة على ذلك كثيرة تمتد في فترة تبلغ نصف يوبيل منذ كانت الانتفاضة الاولى الى ايامنا هذه. بل تحدث أبو مازن في الماضي عن ‘التوقيت والفائدة في أنواع المقاومة المختلفة’، وبيّن أحد وزرائه أن اوسلو لم تكن سوى المستنبت القوي الناجع للمقاومة الفلسطينية وأنه ‘ما كانت لتنشأ مقاومة دون اوسلو’ (توثيق ذلك بفضل موقع ‘نظرة على الاعلام الفلسطيني’).””
كان ذياب اللوغ عضو مجلس الثورة في فتح أصرح الجميع إذ قال: ‘تعلمنا في النضال أنه توجد مرحلة زرع وفلاحة للارض. فالبندقية تزرع والنضال الدبلوماسي يحصد’.
إن هذه التصريحات مدمجة في مجموع النضال الفلسطيني كالرمل على ساحل غزة، ويعرض الطيراوي علينا الآن أن نستعد لجولة ‘يزرع ويحصد’ اخرى.
إن وزير الدفاع موشيه يعلون ليس محتاجا الى الطيراوي كي يدرك الى أين تتجه الامور، فعنده مصادر معلومات وتقدير خاصة، لكن ربما يحسن أن يُشرك فيها ايضا وزراء خارجية الدول الاوروبية والولايات المتحدة. لأنه ما زال يجري حتى اليوم، حتى عندنا، الجدل الساذج في سؤال لماذا نشبت الانتفاضة الثانية، هل كانت ثمرة تخطيط سابق كما ثبت أم كانت احتجاجا شعبيا عفويا لشعب كان يئن تحت الاحتلال والاضطهاد، اشتعلت لتصبح حريقا كبيرا؟
ويحسن على كل حال أن نكتب أمامنا تصريح الطيراوي هذا وأن ننظر فيما يتوقع بعيون مفتوحة دون أوهام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘خيانة الوعد’
بقلم: شالوم يروشالمي،عن معاريف
‘في نهاية الاسبوع بدأت مرة اخرى تتطاير التخمينات والالاعيب. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في دافوس انه لا يعتزم اخلاء اي مستوطنة من مكانها، ولوحظ أنه اهتم بان يطرح هذا القول العام والملزم فقط بعد ان سُئل عن مستقبل غور الاردن تحديدا. وزراء اليمين في الليكود الموالين لنتنياهو أو المتدينين الوطنيين الذين يريدون أن يصدقوا نتنياهو قالوا: ‘انتصرنا. رئيس الوزراء لن يحرك اي مستوطنة واذا كان هذا هو الوضع فهذا يدل على أنه لا يوجد اي تقدم سياسي بل ولن يكون إذ لا يعقل ان تكون تسوية سياسية دون أن تتحرك اي مستوطنة من مكانها’. يا له من جميل.
‘انتظروا، انتظروا، على ماذا الحماسة؟’ هكذا وبخهم الوزراء اليمينيون الاكثر شكا، ممن لا يصدقون اي كلمة لرئيس وزرائهم. ‘وهنا ولد التلوي التالي: نتنياهو بالاجمال اعلن: ‘انا لا اعتزم اخلاء اي مستوطنة من مكانها’. هذا جيد وصحيح، ولكن نتنياهو لم يتبرع للسائلين باي جدول زمني. بمعنى أنه يريد القول: نتنياهو سيعقد اتفاقا جوهريا مع الفلسطينيين، المستوطنات ستخلى بل وستخلى جدا، ولكن ليس رئيس الوزراء هو الذي سيخليها. فعلى اي حال، يدور الحديث عن مسيرة متدرجة، والى ان نصل الى اخلاء المستوطنات فان نتنياهو لن يكون هناك. ‘هذا لن يحصل في ورديتي’ وكأنه هكذا يلمح نتنياهو للمهتمين.
وكان هناك وزراء في الحكومة رأوا في تصريحات نتنياهو اشارة ودليلا على انه تبنى نهائيا مذهب وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. إذ ما هو معنى جملة ‘انا لن اخلي اي مستوطنة؟’. فقد وجدنا ان ليبرمان يطلب الا تتحرك المستوطنات ملمتر واحد، لا اليهودية ولا العربية، بل الحدود وحدها هي التي تتحرك. بمعنى ان نتنياهو ووزير خارجيته يبنيان خطة عظمى لتقسيم البلاد، واذا ما تحفز الليكود وترك زعيمه، فان ليبرمان سيقدم له البنية السياسية التحتية البديلة للدفع بخطته الى الامام.
وحسب هذه الرياضيات المشوقة فان ليبرمان يتخذ عدة خطوات لزيادة قوة كتلته ‘اسرائيل بيتنا’ في الكنيست وهو كفيل بان يضع′ تحت تصرف نتنياهو قرابة عشرة اعضاء كنيست يسيرون معه الى مثل هذه التسوية (علامات استفهام على استعداد الوزيرين يئير شمير وعوزي لنداو في الانضمام الى الخطوة). اما نتنياهو نفسه فيجند الى التسوية السياسية المشتركة أربعة خمسة اعضاء كنيست آخرين من الليكود. والاسماء المذكورة هي تساحي هنغبي، يوفال شتاينتس، ليمور لفنات، غيلا جمليئيل ومتردد واحد أو اثنين. اعضاء آخرون في الكنيست سيسرهم الانضمام اذا تبين ان الخطوة تنال الزخم بين الجمهور، وكفيلة بان تعطي نتنياهو ليبرمان 50 مقعدا في الانتخابات القادمة.
الى الامام: وزراء الوسط اليسار، ولا سيما رجال تسيبي لفني في الحكومة وفي الكنيست، شعروا بالحرج في ضوء التصريحات في دافوس. فقد ضايقهم إذ رأوا في رفض نتنياهو ان يخلي حتى ولو مستوطنة واحدة نوعا من التكتيك. وشرحوا بان نتنياهو يوشك على ان يتلقى على رأسه اتفاق اطار وزير الخارجية كيري وهو يرفع المستوى ويعد التحفظات. هذه مسيرة طبيعية في المفاوضات، هكذا واسوا أنفسهم رجال لفني، اما نفتالي بينيت، المفعم بالروح القتالية، فطار على نفسه في جلسة الحكومة وقال لوزيرة العدل ‘انها تتراكض في العالم فقط وتبرر المقاطعات ضد اسرائيل’.
اما وزير كبير آخر (وزير كبير من ناحيتي فهو وزير في المجلس الوزاري)، شاهد الجدال المتحمس هذا من الجانب فقال لي ببساطة: ‘لن يحصل اي شيء. فهدفنا هو تذويب المفاوضات على مدى العام 2014، على الاقل حتى الانتخابات للكونغرس في السنة القادمة. هذه هي الاستراتيجية وهذا هو التكتيك ايضا. الكل يعرف بانه بعد الانتخابات للكونغرس، في منتصف الولاية الثانية، يصبح الرئيس اوزة عرجاء. اذا لم تكن الانتخابات جيدة من ناحية اوباما، فانه سيكون ايضا اوزة مقطوعة الساق’. وانا الصغير، بعد مسيرة ذاتية من الفحص والنظر، اميل الى ان اشتري هذه الرواية السياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
