اقلام وآراء
(524 )
الاحد
16/02/2014
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (524 )
نحو خطة استراتيجية لتفعيل قضية الأسرى
بقلم فؤاد الخفش عن الرأي
القضية الفلسطينية ... خطط وتصورات
بقلم غسان الشامي عن الرأي
محمد مرسي ومحمد فايز وصدام
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
حوار جاد مع مرتد عن الجهاد
بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين
خطة لافاش كيري للسلام!!
بقلم هشام منور عن المركز الفلسطيني للاعلام
حماس والاعتراف بـ(إسرائيل) أو يهوديتها
بقلم عصام شاور عن الرأي
نحو خطة استراتيجية لتفعيل قضية الأسرى
بقلم فؤاد الخفش عن الرأي
نعتمد نحن “الفلسطينيون ” في عملنا على الارتجالية، وغالباً ما تكون تحركاتنا عاطفية موسمية بعيدة عن التخطيط بعيد أو قصير المدى، وهذا التفاعل العاطفي يكون عبارة عن فعل آني وموسمي ينتهي مع انتهاء الحدث، وقد يختلف من حالة إلى أخرى حسب حجم ووزن الحالة.
وإن الأعمال والأفعال المرتبطة بردة الفعل العاطفية تنتهي مع انتهاء الحالة، وكثيراً ما شهدنا مثل هذه الأمور، فعلى سبيل المثال: تفاعل الناس لثلاثة أيام مع قضية اغتيال الشهيد عرفات جردات، ويومين آخرين مع الشهيد ميسرة أبو حمدية وساعات مع الشهيد حسن الترابي، وجميع هؤلاء استشهدوا داخل سجون الاحتلال.
أما الحل الذي يمكن أن يخرجنا من التفاعل الموسمي إلى العمل المبرمج والمخطط له، فهو وضع آليات وخطط وتصورات قابلة للتطبيق تكبر مع الوقت، وهذا أساس العمل الإداري السليم الذي يعتمد على التخطيط ويبتعد عن الارتجالية النابعة من ردود فعل عاطفية مرتبطة بحدث يضعف ويزول مع الوقت.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان لدينا عشرات المؤتمرات الصحفية التي نظمت وصرف عليها مبالغ كبيرة من أجل دعم وتفعيل قضية الأسرى، والتي خرجت بتوصيات رائعة لو طبق عشرها لانتقلنا بقضية الأسرى إلى مراحل متقدمة.
أما تفاعل الشارع الفلسطيني خلال العام الماضي مع قضايا الأسرى بشكل كبير، فكان رائعاً ومميزاً وشعرنا إن هناك ثقافة جديدة بدأ يكتسبها المواطن الفلسطيني، وإن هناك عملية زرع لهذه القضية تتم في وعي المواطن الفلسطيني الذي تفاعل معه الشارع العربي فترة إضراب أيمن الشراونة، وسامر العيساوي ومعه عدد من قيادات الشعب الفلسطيني كطارق قعدان وجعفر عزالدين.
ولقد حذرنا في ذلك الحين، من انتهاء حالة التفاعل بحل مشاكل هؤلاء الأسرى، وطالبنا بوضع خطة وطنية واستراتيجية مدروسة يشارك فيها الجميع ويضع خطوطها العامة والتفصيلية، والأهم أن تكون جميعها قابلة للتطبيق والتنفيذ.
ومن هنا نقول إن قضية الأسرى، لها أبعاد عديدة من بينها ذلك البعد العاطفي، حيث لا يستطيع الإنسان إنكار تعاطفه مع هذه القضية، ولكن ليس هذا هو المطلوب فقط، بل يجب أن يتم تفعيل البعد القانوني، فأنسنة القضية أمر هام، ولكن بعدها القانوني أمر أهم.
أمر آخر هام، هو إن الشارع الفلسطيني يجب أن يتم تثقيفه وتعبئته مع قضية الأسرى من خلال تضمين المناهج التعليمية لتجربة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وخلق جيل واعي يتفاعل مع قضايا شعبه بفهم وليس بعاطفة، فالحب مع الفهم أثره يدوم أكثر من التفاعل عاطفي دون دراية أو علم.
وإلى أن يأتي ذلك الوقت الذي نرقى به في عملنا وفعلنا لهذا المستوى من الفهم والتخطيط، ستبقى قضية الأسرى ترواح مكانها معتمدة على الشجب والاستنكار والمطالبة دون خطط مبنية، وآفاق مرسومة وعمل مهني.
حماس والاعتراف بـ(إسرائيل) أو يهوديتها
بقلم عصام شاور عن الرأي
حماس لن تعترف بـ(إسرائيل) ولا تفكر بذلك تحت أي ظرف من الظروف، ومنذ تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس لم يصدر عنها أي إشارة تخالف تلك الحقيقة، ولذلك نجد خصوم حماس من التيارات الوطنية وحاسديها من التيارات الإسلامية لا يضيعون فرصة لرميها بتلك التهمة سواء بتفسير بعض مواقفها على أنه اعتراف، أو بتلفيق التصريحات المنسوبة لقادتها.
موقع إلكتروني فلسطيني نشر مقابلة للشيخ حسن يوسف القيادي في حماس مع صحيفة إسبانية، ادعى أحد المصدرين بأن الشيخ قال: " نستطيع الاتفاق على هدنة تستمر من 5 إلى 10 سنوات، كما أعلنت منظمة التحرير في حينه، في هذه الفترة ربما نعترف بـ(إسرائيل) إن اعترفت هي بحقوقنا كفلسطينيين"، ولمعرفتنا لطبيعة المصادر المشبوهة وكذلك لمواقف حماس الواضحة فقد رأينا أنه لا حاجة لانتظار نفي حماس أو حتى مراجعة مسئوليها للتأكد من الخبر، ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أمرين رغم تباينهما من حيث الأهمية.
الأول هو أن الخبر المشار إليه تزامن مع اتهام حماس بإرسال إشارات إلى العدو الصهيوني من خلال موقفها الرافض لاستقدام أي قوات أجنبية إلى أراضي السلطة الفلسطينية واعتبارها قوات معادية، بادعاء أن ذلك الموقف يتساوق مع موقف نتنياهو، ولكن موقف حماس تم تأكيده من خلال رئيس الوزراء ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس السيد إسماعيل هنية الذي أكد أول أمس قائلا: " لن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين ولن نتنازل عن حق من حقوق الشعب الفلسطيني ولا أي ثابت من ثوابته الوطنية" وهذا يدحض بشكل لا يقبل الشك كل ما نسب إلى الشيخ حسن يوسف أو إلى حركة حماس.
الأمر الثاني هو قضية الاعتراف بـ" إسرائيل"، وقد تأكد للقاصي والداني أن العدو الإسرائيلي لا تقف أطماعه في التنازلات الفلسطينية عند أي حد، فبعد اعتراف منظمة التحرير بـ" إسرائيل" فإنه يطالبها بالاعتراف بيهودية الدولة، وعندما تنازلت المنظمة عن كامل المناطق المحتلة عام 1948 يطالبها بالتنازل عن أجزاء من الضفة الغربية، وعندما تخلت عن غربي القدس فإنه يطمع بشرقها، ولذلك فإننا نتوقع من منظمة التحرير أن تتراجع عن تنازلاتها لا أن تلحق بها حماس أو الجهاد أو الأحزاب المعارضة لاتفاقية أوسلو.
القضية الفلسطينية ... خطط وتصورات
بقلم غسان الشامي عن الرأي
كثيرة هي الرؤى والتصورات والخطط التي تطرحها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا لإيجاد الرؤية المثلى والحلول السحرية لإنهاء الصراع على أرض فلسطين، ولكن هذه الخطط التي تظهر بين الفنية والأخرى تحمل وجهة نظر واحدة وهي الرؤية الصهيونية في الحل، وتعمل هذه الخطط على تقزيم القضية الفلسطينية وتهميش الكثير من القضايا والأمور الجوهرية، وتبقى في إطار مبادرات هناك وهناك لا تعطي الفلسطينيين وطنا ولا تجلب لهم أرضا، فيما تخلو هذه التصورات من الحديث في جوهر القضية الفلسطينية وأصلها المتمثل احتلال أرض فلسطين وتشريد أهلها و حقوق اللاجئين الثابتة، بينما تركز الخطط على أمن اليهود وكيفية تثبيت كيانهم على أرض فلسطين، وآليات حماية الصهاينة من أية شرور تواجههم .
والمستعرض لتاريخ القضية الفلسطينية يجد أن الغرب الأوربي والأمريكان قدموا الكثير من التصورات والخطط والحلول للقضية الفلسطينية والصراع على الأرض، فضلا عن الوفود ولجان التحقيق التي كانت تزور فلسطين بين الفنية والأخرى لتقديم التصورات.
والتاريخ الفلسطيني يذكر لنا أن الحكومة البريطانية خلال فترة " الانتداب " على أرض فلسطين قدمت أربعة كتب بيضاء شملت الرؤية البريطانية الصهيونية للكثير من الأمور التي تتعلق بفلسطين، وكان أول هذه الكتب كتاب تشرشل الأبيض صدر في 3/6/1922م سعت فيه بريطانيا لتوضيح وجهة النظر في وعد بلفور ومفهوم الوطن القومي لليهود، فيما صدر الكتاب الثاني في 19/11/1928م، أكد على الملكية الإسلامية لحائط البراق في القدس، مع حقوق يهودية محددة للوصول إلى الحائط للصلاة، أما الكتاب الثالث صدر في أكتوبر 1930م جاء للتأكيد على التزام الحكومة البريطانية بمصالح مجموعتي السكان من عرب ويهود، وليس بمصالح مجموعة واحدة، أما الكتاب الرابع صدر في 27 أيار1939م، ويتحدث عن إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تشمل كل فلسطين الانتدابية غربي نهر الأردن، ويتمثل فيها جميع سكانها من عرب ويهود على قاعدة التمثيل النسبي.
كما شهد تاريخ فلسطين في الثلاثينيات من القرن الماضي قدوم الكثير من لجان التحقيق الأوربية والأمريكية للتحقيق في قضايا الاشتباكات التي كانت تحدث بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والصهاينة، من هذه اللجان لجنة بيل الملكية البريطانية جاءت للتحقيق في أسباب الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م وقد اقترح تقرير اللجنة تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق، كما أوصى التقرير لأول مرة، بتبادل سكاني بين المنطقتين العربية واليهودية، وبعد ذلك توالت الأفكار والتصورات إلى أن صدر قرار تقسيم فلسطين الذي أقرته الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947م.
أمام التصورات والمقترحات واصل الكيان الصهيوني تنفيذ خططه لاستكمال احتلال أرض فلسطين وذلك من خلال فتح أبواب الهجرة إلى أرض فلسطين وسرقة الأراضي الفلسطينية وإنشاء التجمعات والاستيطانية وتكوين العصابات الصهيونية والعمل على تسليحها تمهيدا لتنفيذ حرب 1948 واحتلال أرض فلسطين وتدمير أكثر من 50 قرية وبلدة فلسطينية وتشريد أكثر من 750 ألف فلسطين، ومن أجل تنفيذ هذه الخطط عمل الصهاينة على الاستعداد لها منذ عشرات السنين .
وبعد احتلال الصهاينة جزء كبير من أرض فلسطين واصلوا العمل لإكمال السيطرة على كل فلسطين في العام 1967م وبعدها بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب تخللها العمل على تثبيت أركان الدولة العبرية والسعي الدءوب لاعتراف العرب بها، حيث تم صياغة تصورات وخطط صهيونية للسلام مع الدول العربية بما يضمن أمن الكيان الصهيونية، كما تم عقد العشرات من الاتفاقيات الاقتصادية واتفاقيات التطبيع وتبادل الخبرات مع دولة الكيان الصهيوني في إطار تحقيق نظرية التعايش والسلام بين العرب واليهود، إلى أن اشتعلت انتفاضة الحجارة عام 1987م وبدأ الصهاينة والغرب يطرحون خطط وتصورات جديدة للتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية وبدأت المفاوضات والجلسات السرية التي نتج عنها خطط السلام والحكم الذاتي وقدوم السلطة الفلسطينية وطرح فكرة دولة على جزء بسيط من فلسطين، وتوالت بعد ذلك الكثير من التصورات تتضمن أفكار ومقترحات أمريكية وأوربية للحل .
ما تم استعراضه هنا جزء يسير من الخطط والتصورات الغربية ورؤيتهم للقضية الفلسطينية، لكن التصورات الأمريكية والأوربية تبقى كما هي تدور في فلك تقسيم أرض فلسطين وتبادل الأراضي وتثبيت الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وتبقى الفوارق بسيطة بين التصورات والخطط الماضية وخطة كيري التي تطرح في هذه الأيام.
خطة لافاش كيري للسلام!!
بقلم هشام منور عن المركز الفلسطيني للاعلام
يوماً بعد يوم، تتضح الصورة التي بات الجميع في السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري يروجون لها عربياً وإقليمياً عسى أن تكون مطيته الجديدة في سباق الرئاسة الجديد الذي سبق أن فشل فيه سابقاً، أو الحصول على الأقل على جائزة نوبل (للسلام) إذا نجح فيما عجز عنه أسلافه في المنطقة والعالم.
ما يعرف بـ "خطة كيري" الخاصة بالتسوية السياسية للقضية الفلسطينية، والتي لم تعلن رسميا بعد، تحظى بدعم رسمي أردني وفلسطيني، ولو بشكل سري في المرحلة الحالية، حيث يرى هؤلاء أن القبول بهذه الخطة ينقذ ما تبقى من الأرض الفلسطينية، ويحل مشاكل الأردن الاقتصادية، حتى ولو لم تحقق كل ما يصبو إليه الشعبان الأردني والفلسطيني، فهي تنهي المخاوف التي يتحدث عنها الأردنيون بشأن مقولة الوطن البديل ولو بشكل جزئي، حيث تصبح افتراضات إن "الأردن هو فلسطين" من الماضي، بعد قيام "الدولة الفلسطينية" على جزء من الأرض العربية المحتلة.
تتضمن الخطة إغلاق ملف حق العودة التاريخي بشكل كامل، دون الإعلان عن ذلك صراحة، بل ستتم ممارسة هذا الحق بشكل ملتبس وجزئي، حيث تتضمن الخطة إعادة جزء من اللاجئين إلى الأراضي التي قامت عليها (إسرائيل) إثر النكبة عام 1948 بذريعة "لم شمل الأسر" الفلسطينية التي شتتتها الحروب المتتالية، ويتحدث البعض عن عودة بضعة آلاف من اللاجئين إلى مناطق سكناهم، وهو إجراء "رمزي" كي يُقال إن الخطة تضمنت تطبيق حق العودة على نحو أو آخر.
أما فيما يتعلق ببقية اللاجئين والنازحين، فسيتم استيعاب لاجئي الأردن حيث هم، خاصة أولئك الذين يحملون الجنسية الأردنية، وسيتم تعويضهم بشكل شخصي، بعد حصر أملاكهم التي وضع الاحتلال يده عليها، وهنا تناقش عدة احتمالات، حيث تقول مصادر إن الأردن سيُعوض كدولة لقاء استيعاب هؤلاء بمبالغ تزيد عن خمسين مليار دولار، شريطة سداد مديونيته التي تقل قليلا عن الثلاثين مليار دولار، وقد طلب الأردن أخذ التعويضات الفردية ليصار إلى توزيعها عن طريقه لمن يستحقها، إلا ان طلبه رفض، وتم الإصرار على أن تتولى الأمم المتحدة ووكالاتها التعامل مباشرة مع أصحاب هذه الحقوق وبشكل شخصي.
بالنسبة للاجئي لبنان، الأكثر فقراً ومعاناة فيما سبق بين اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، سيتم استيعابهم وفق طريقتين: الأولى هجرة من يشاء منهم إلى دول مثل كندا واستراليا، وبعض الدول الأوروبية، والثانية: بناء مدينة فلسطينية خاصة بهم على شاطئ البحر الأحمر. أما بالنسبة للاجئي سوريا، فسوف يتم استيعابهم حيث هم، مع ترتيبات خاصة تتعلق بإقفال ملف الأزمة السورية، وربما يتم استيعاب جزء منهم في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة، وتأمين هجرة بعضهم او من يشاء الى حيثما يشاء من الدول الأوروبية والغربية الراغبة باستقبالهم.
خطة كيري وفق المصادر، تقضي بأن يعترف الفلسطينيّون بـ(إسرائيل) كدولة "أمر واقع"، وفق التعبير الذي توصَّل إليه كيري، كمخرج يرضي الجميع. وهو يعني لـ(إسرائيل) اعترافاً بيهوديتها، وأمّا بالنسبة إلى الفلسطينيين، فيعني منح (إسرائيل) اعترافاً بإنهاء النزاع معها، وهنا يتردد كلام كثير، منه، أن لا تتم عملية نقل سكان، لا من الأراضي التي قامت عليها (إسرائيل) في العام 1948 ولا من أراضي الضفة الغربية، حيث يستوطن الآلاف من اليهود في تجمعات استيطانية كبرى، سيتم ضمها إلى (إسرائيل)، ضمن معادلة: (إسرائيل) وطن قومي لليهود، مع القبول بالفلسطينيين الذين يحملون جنسيتها، وفلسطين وطن قومي للفلسطينيين، مع بقاء بعض المستوطنات اليهودية، حيث يمكنهم حمل الجنسية الفلسطينية، مع "حقهم" بحمل الجنسية الإسرائيلية.
وتقضي خطة كيري بإقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس، وفي شعفاط تحديدا، مع إبقاء المقدسات الإسلامية والمسيحية إما في عهدة الأردن، أو تحت إشراف دولي، بالنظر إلى أن شعفاط تتصل جغرافياً مع رام الله، مقر السلطة الفلسطينية الراهن. ويبقى ملف الحدود كما تقول التسريبات مفتوحا إلى حد ما، حيث تطالب (إسرائيل) بسيطرة كاملة ولكن غير مرئية على المعابر الحدودية، وبالتنسيق الكامل بين فلسطين والأردن وتحت إشراف دولي، أما فيما يختص بغور الأردن، فتطالب (إسرائيل) بسيطرة كاملة لمدة 10 سنوات، بعد أن كانت تطالب بعشرين سنة، فيما يوافق الفلسطينيون على بقاء الغور تحت سيطرة الاحتلال لمدة خمس سنوات، وترفض (إسرائيل) أي وجود لقوات دولية فيه.
الحديث يجري أيضا في خطة كيري عن تبادل أراض بشكل محدود وترتيبات لضمان تواصل آمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة مشاريع دولية لاستثمار الغاز الفلسطيني في أكثر من مكان، سواء في البحر أو في اليابسة، والاتفاق على ترتيبات تضمن حل مشكلة المياه في غزة وبعض مناطق الضفة الغربية، كما هو الحال بالنسبة للأردن.
ومع ذلك، ورغم الحمى التي أصابت الجميع بخصوص إمكانية تطبيق وتنفيذ بنود هذه الخطة، فإن هناك بنوداً ترفضها السلطة الفلسطينية في وثيقة اتفاق الاطار التي صاغها وزير الخارجية الامريكي "جون كيري" بحيث تكون أساسا لاتفاق حل دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين. فالوثيقة مرفوضة فلسطينياً بصيغتها الحالية كما عرضت على الجانبين كونها اشتملت على كل ما تطلبه (إسرائيل) بينما لم تتطرق للطلبات الفلسطينية ضمن المفاوضات الجارية.
وارجع مسؤولون رفض بنود الوثيقة لعدة اسباب منها أن مسألة الحدود والمستوطنات تتضمن العديد من الاشكالات وهي اوسع من وضعها في نقاط اجمالية دون تفسيرات، والمشكلة الأكبر تتعلق بمدينة القدس وما معنى ان العاصمة الفلسطينية في القدس؟ كما نصت الوثيقة.
هي خطة تستغل الظروف الإقليمية الصعبة التي تعرفها المنطقة وبالذات المتعلقة بظروف الفلسطينيين اللاجئين في دول الجوار أو الطوق العربي، علها تنجح في إيصال عرابها الأمريكي إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، أو نيل جائزة نوبل للسلام كجائزة ترضية ليس إلا!
محمد مرسي ومحمد فايز وصدام
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
حزنت كثيراً لشكوى الرئيس المصري محمد مرسي، ولم أتخيل أن الحقد والبغضاء قد تنحط بأصحابها إلى هذا الحد من الجور والفجور والتجبر والثبور، حزنت كثيراً حين قرأت أن الدكتور محمد مرسي لم يكن يعرف أنه قد رزق بحفيد اسمه "محمد" إلا بعد شهرين من مولده، فقد تعمد أعداؤه عزله عن الدنيا، وتجهيله بالحدث الدائر في مصر.
وطالما كانت الثاكل تبكي للثاكل، فقد استرجعت تلك اللحظات من عمري خلف الأسوار؛ حين أبلغني المحقق الصهيوني بأنه قد أحضر زوجتي النفاس إلى غرف التحقيق؛ وأنها الآن سجينة مع الساقطات، لقد أخبرني المحقق - قبل أن أرى زوجتي بدقائق - أنها قد ولدت حديثاً، وأنها قد أنجبت قرداً، وأنها قد أسمته محمد.
عدوي الذي استخف بإنسانيتي كان سجاناً صهيونياً حاقداً، فبأي شيء يمكنكم أن تصفوا السجان الذي استخف بإنسانية محمد مرسي؟ عدوي الصهيوني أخبرني أن اسم ابني محمد ولكن عدو مرسي لم يخبره باسم حفيده محمد؛ لأن اسم محمد يحمل دلالة الثورة والحرية والكرامة، ورفض التجبر، ورفض الركوع، ومحمد هو الاسم الذي يكرهه اليهود، ويرهبونه، وهو الاسم الذي يؤرقهم، ويحاربونه.
تختنق أنفاسي مع الدكتور محمد مرسي، وتنقبض روحي للرئيس الجائع في قفص، وأتوجع مع الشعب المصري الذي يتوجع لرئيسه المنتخب، وهو يستحث محاميه لأن يضعوا له المال الكافي؛ ليشتري حاجته من الطعام والشراب، فالجوع كافر، وقد عشت شخصياً تجربة الجوع في السجن، إنه الجوع نفسه الذي يشقى له مرسي، ولكن مع الفارق في التجربة الإنسانية بين السجن المصري والسجن الصهيوني.
فقد التجأت أنا السجين الفلسطيني المتهم بالتخريب إلى المحاكم الصهيونية، واشتكيت على إدارة سجن نفحة؛ التي لا تقدم ما يكفيني من الطعام، ولقد نظرت قضيتي المحكمة الصهيونية في مدينة بئر السبع، وسمحت لي بأن أدلي بحجتي أمام القضاء الإسرائيلي، كما سمحت لإدارة السجن بأن تقدم حجتها؛ فادعت أن كمية الطعام التي تقدم للسجين تعادل كمية الطعام التي تقدم للجندي الصهيوني، ومع ذلك، فقد أصدر القاضي حكماً يقضي بتوفير كمية إضافية من الطعام تتناسب والحاجات الخاصة لهذا السجين. فأين منظمات حقوق الإنسان في مصر؟
وأين العالم الحر الذي يبكي لمواء قطة؟ وأين أنصار الديمقراطية الذين يصرخون بالحرية والعدالة؟ ألا تؤكد شكوى الدكتور محمد مرسي الدليل القاطع عن طبيعة النظام الحاكم؟ ولماذا لا تنظر المحاكم المصرية في حالة الرئيس محمد مرسي المعيشية خلف الأسوار، قبل أن تنظر في التهم الموجهة إليه؟ ألم يشاهد القضاة المصريون وقائع محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين؟
ألم يدركوا حجم التعامل الإنساني مع صدام رغم وحشية أعدائه؟ وهل ضن الأمريكيون الفجرة الكفرة بالطعام والشراب على عدوهم الرئيس صدام حسين؟ العدو الأمريكي الوحشي لم يحاول أن يغلق فم الرئيس العراقي صدام حسين، فاستغل جلسات المحكمة لمهاجمة أعدائه، بل واصل صدام حسين هجومه على أمريكا و(إسرائيل) من بداية المحاكمة ـ التي استمرت سنوات ـ حتى حبل المشنقة؛ الذي ما زال معلقاً، كي يشهد رقاب أعداء صدام حسين وأعداء محمد مرسي، وأعداء فلسطين.
حوار جاد مع مرتد عن الجهاد
بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين
إن أخطر أنواع الهزائم التي تصيب الأمم والأفراد هي الهزائم المعنوية التي تجعل المهزوم يفقد الثقة بنفسه وأمته وحضارته وعدالة قضيته، ويتخلى عن قيمه ومبادئه وعقيدته وثوابته، ويُعجب بثقافة وحضارة العدو المنتصر، ويعتقد أن فيها سعادته وخلاصه؛ ونتيجة للهزائم المتتالية التي منيت بها أمتنا، أصيب الكثير من أبناء العرب والمسلمين على اختلاف بلدانهم وانتماءاتهم الفكرية بالهزيمة المعنوية والردة عن الجهاد، وقد قابلت أحد هؤلاء المهزومين ودار بيننا حوار طويل، أَنكرَ خلاله أن القرآن الكريم والسنة النبوية يدعوان إلى قتال الأعداء المحتلين لأرض المسلمين المغتصبة، إذ كان كلما جئته بآية لأستدل بها على وجوب قتال الأعداء يقول:"إن هذه الآية خاصة بظروف نزولها، وأنها ربما نسخت بآية أخرى، وربما تحمل تفسيراً آخر لا يدل عليه ظاهرها، أو أنها قد تعني جهاد النفس لا قتال الأعداء، أو أنها تقصد الجهاد بمفهومه الأوسع من القتال"، وإذا جئته بحديث واضح الدلالة على وجوب مقاتلة الأعداء المعتدين، قال: "إن هناك الكثير من الأحاديث الموضوعة، وقد يكون هذا الحديث موضوعاً"، وإذا أثبتُّ له صحة الحديث قال: "إن العلماء يختلفون في شرح الأحاديث، ومن المحتمل أن تجد رأياً آخر يفسره على غير ظاهره"، وإذا جئته بأقوال العلماء المؤكدة لظاهر الحديث الواضح، قال: "إن هذه الأقوال قيلت في ظروف مختلفة عن ظروفنا، ولذلك ينبغي ألا تكون ملزمة لعصرنا"، وهكذا يتملص من كل النصوص الشرعية والفتاوى، ولا يعدها مرجعية لعصرنا، وهو لا يعتمد في دعم وجهة نظره إلا على حجج واهية تمليها عليه نفسه المنهزمة وعقليته المريضة وأهواؤه الشاذة؛ والمقام هنا لا يكفي لتفاصيل الحوار، ولذلك فإنني سأكتفي بذكر جزء يسير منه، لعله يفيد ويحفظ من الوقوع في ضلالات المنهزمين. قال صاحبنا: "إن فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة لا يمكن أن تحرر بالجهاد في ميادين القتال، لأن أعداءنا أكثر منا قوة وتحضراً وتقدماً علمياً، وإن السبيل الوحيد لتحريرها -وبدون قتال- هو التفوق الحضاري والعلمي والتكنولوجي، وإن الحركة الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي قد ارتكبت خطأ فادحاً عندما دعت الناس إلى الجهاد، وربَّت الأجيال على حب الاستشهاد، وإنها ما تزال ترتكب هذا الخطأ، ويتوجب عليها أن تتوقف عن ذلك، وتعيد تربية أبنائها على مناهج مختلفة، لتصنع منهم العلماء الذين يهزمون الأعداء حضارياً وليس في ساحات القتال، وإن على المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان أن لا يضيعوا أوقاتهم وجهودهم ودماءهم في قتال فاشل حتماً، وعليهم أن يلقوا سلاحهم، ويهادنوا أعداءهم، ويرضوا بالأمر الواقع، لأن حالهم يتغير فقط بالعلم والتكنولوجيا وليس بالجهاد". وسوف أختصر ردي عليه بالنقاط الآتية: أولاً: لقد انتصر الصحابة الكرام على إمبراطوريتي الفرس والروم بالرغم من الفرق الشاسع لصالح الأعداء في ميزان القوى والعلوم والصناعة والتطور التكنولوجي، وذلك عندما التزموا بدينهم ومبادئهم، وجاهدوا في سبيل الله؛ لأن دينهم لم يأمرهم بوقف الجهاد إلى أن يتفوقوا على الأعداء في النواحي المادية، بل أمرهم أن يجاهدوا بعد أن يعدوا لقتال أعدائهم ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل. ثانياً: هُزم المسلمون على أيدي الصليبيين وسقطت القدس في أيديهم سنة492هـ ومعها بلاد الشام بالرغم من التفوق الصناعي والعلمي والتكنولوجي الكبير للمسلمين على الصليبيين الذين كانوا متخلفين حضارياً وعلمياً وصناعياً، وسبب هزيمة المسلمين هو تركهم للجهاد، وظلت أرض المسلمين خاضعة للصليبيين لنحو قرنين، ولم تنجح تكنولوجيا المسلمين ولا علومهم في حماية أرضهم ومقدساتهم ولا في تحريرها، ولم يحققوا النصر والتحرير إلا بعد أن قاتلوا في سبيل الله. ثالثاً: سقطت بغداد في قبضة التتار سنة656هـ، وسقطت بعدها بلاد الشام ومعها أجزاء من فلسطين سنة658هـ، وقد حدث هذا بالرغم من تخلف التتار علمياً وصناعياً وحضارياً، وبالرغم من التقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي للمسلمين في بغداد والشام، وسبب هذا السقوط السريع لهما هو ترك الجهاد، ولم تسقط مصر التي توجه إليها هولاكو لاحتلالها لأنها جاهدت، حيث قرر قطز ومعه علماء المسلمين أن يجاهدوا التتار، فجاهدوا وهزموا المغول في عين جالوت، وحفظوا ديارهم، وحرروا بلاد الشام بعد نحو خمسة أشهر فقط من سقوطها. رابعاً: فتح المسلمون الأندلس سنة92هـ بالرغم من تفوق أهلها العلمي والصناعي والعمراني على المسلمين، وأقاموا فيها دولة قوية متحضرة حيث كانت تعد أولى دول العالم في العلوم والصناعات والفنون والعمران، لكن العلم والتقدم لم يحميا الأندلس من السقوط في أيدي الفرنجة المتخلفين علمياً، عندما ترك المسلمون الجهاد وغرقوا في الترف. خامساً: لن يتحقق التقدم العلمي في وجود الاحتلال، لأن الاحتلال يسعى إلى تجهيل المسلمين، ويقضي على كل أسباب تقدمهم، إذ يسيطر على ثروات البلاد، ويفقر الخاضعين له، ويفرض المناهج التي تحقق مصالحه فقط، وقد رأينا ما فعله الاحتلال الصهيوني بقطاع التعليم في بلادنا، ونرى اليوم ما يفعله الأمريكان في العراق، حيث دمروا في الأيام الأولى لاحتلالهم معظم المكتبات والمتاحف والآثار وقاموا بنهبها، كما تولوا قتل كبار العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات، حتى بلغ عدد من قُتل منهم نحو خمسمائة عالم وطبيب. سادساً: إن الذي يصنع التقدم والتكنولوجيا والإبداع هو الجهاد، أما القعود فيؤدي إلى الكسل والاسترخاء والتخلف، وقد رأينا ما أبدعته عقول وأيدي المجاهدين الفلسطينيين من وسائل وطرق قتالية أجبرت المحتل على الرحيل عن غزة. سابعاً: لم يحدث في التاريخ أن رحل المحتل عن أرض سكت عنه أهلها ولم يقاوموه، بل إن كل حالات التحرير قد تمت بعد قتال وتضحيات كثيرة، وإن من ينتظر الاحتلال إلى أن يرحل وحده واهم مغفل، ومن يتوقع أن يتفوق الخاضعون على المحتلين في المجالين العلمي والتكنولوجي أكثر وهماً وغفلة. ثامناً: إن المطلوب من المسلمين أن يجاهدوا بعد أن يعدوا لأعدائهم ما استطاعوا من قوة، وليس بالضرورة أن يصلوا إلى مستوى قوة أعدائهم أو يتفوقوا عليهم، وقد فعلوا هذا في كل حروبهم ومعاركهم مع الأعداء، وكانوا ينتصرون عليهم دائماً بالرغم من قلة أعدادهم وعتادهم. كان صاحبي ينصت باهتمام بالغ، وشعرت أن كلماتي قد تركت في نفسه أثراً عندما قال: "إن الحجج التي ذكرتها منطقية تستحق التوقف والتأمل"، فدعوت الله مخلصاً أن يهديه ويشرح صدره.
