اقلام وآراء
(526 )
الثلاثاء
18/02/2014
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (526 )
هل رضي اليهود عن عباس؟
فايز أبو شمالة / الرأي
خطوط الإنزال وكمائن الإقلاع!
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
من غرائب القضاء
يوسف رزقة / الرأي
الصورة الواضحة
فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
ركاكة الانقلاب التي لا تحتمل
وائل قنديل / فلسطين الان
"الصعود نحو الهاوية"
ايناس ابو حمادة / الرسالة نت
حول لقاء عباس الأخير بالطلبة "الإسرائيليين"
إبراهيم حمّامي / المركز الفلسطيني للاعلام
هل رضي اليهود عن عباس؟
فايز أبو شمالة / الرأي
يشير ظاهر اللقاء الذي جرى بين السيد محمود عباس وبين مجموعة من اليهود الصهاينة إلى اختراق العقل الصهيوني، بينما يكشف باطن اللقاء عن تهيئة العقل الفلسطيني لتقبل ما يحدث على الأرض من استيطان وعدوان، واستيعاب ما يحدث على الأرض من تنسيق أمني، والاستعداد للتصفيق لاتفاقية الإطار التي يعكف كيري على إعدادها في حارات اليهود، بعد أن ضيق عباس مجال العمل الفلسطيني، وحصره في التوقيع على خطة كيري، ودون ذلك انهيار السلطة الفلسطينية كما أكد على ذلك صائب عريقات.
فما هي أبرز مفاصل كلمة عباس في لقائه مع اليهود، وكما وردت على لسانه:
1- لا يوجد حل آخر في هذه المنطقة إلا السلام.
2- السلام لا يأتي إلا من خلال الحوار والمفاوضات والتعرف على بعضنا البعض.
3- لنعيش بأمن وسلام، جيراناً في دولتين مستقلتين في هذه المنطقة.
4- هذا الحل سيأتي باعتراف كل الدول العربية والإسلامية، التي ستهرع وبسرعة لكي تطبع علاقاتها مع دولة إسرائيل.
5- لا للحروب والعداء بعد اليوم، ولنفتح صفحة من أجل حياة جديدة.
6- أريد أن أقول لكم ما هي التنازلات التي قدمناها تمهيداً لعملية السلام:
أ- قلنا لا مانع من إجراء تبادل طفيف بالقيمة والمثل في الأراضي لتسهيل بند تحديد الحدود، وكان هذا تنازل منا.
ب- ثم قيل: إن إسرائيل حساسة جدا تجاه الأمن، نقدر هذه الحساسية وإن إسرائيل خائفة من المستقبل وخائفة من التطرف أيضا لا بأس، لنأتي بطرف ثالث يأتي إلى أرضنا من أجل أن يحمي الأمن في المنطقة.
ت- قبلنا أن يكون الطرف الثالث هو حلف الناتو، وقلت لأولمرت أقترح أن يكون حلف الناتو هو الموجود لأنهم حلفاؤكم ليحمي الأمن هنا وهناك وتطمئن إسرائيل لأمنها ومستقبلها.
ث- قضية اللاجئين: هناك دعاية تقول إن أبو مازن يريد أن يعيد إلى اسرائيل 5 ملايين لاجئ لتدمير دولة اسرائيل، هذا الكلام لم يحصل إطلاقاُ.
ج- لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لنغير تركيبتها السكانية، هذا كلام هراء وما يقال في الصحافة الإسرائيلية هو غير صحيح.
ح- عندما نقول حلا عادلا ومتفقا عليه معناه أن لا أحد يفرض على أحد حلاً>
خ- هذه التنازلات لن نتراجع عنها، وهي أصبحت حقيقة واقعة ومستعدون للتفاوض على أساسها
د- لا نريد إعادة تقسيم القدس، فالقدس مفتوحة.
ذ- تعالوا نحدد الحدود وفق تبادلية معقولة بالقيمة والمثل.
ر- منحنا القرار 6719 الذي حصلنا عليه من الأمم المتحدة حقوقا وامتيازات كثيرة، لم نستعملها لأننا نريد أن نصل إلى حل من خلال مهمة وزير الخارجية الأميركي جون كيري
ز- أنا أقول عندي تحريض ضد الإسرائيليين، وتعالوا لنناقشه
س- لا أريد دولة مسلحة، نحن نريد قوة شرطية قوية' وهذا دليل على أننا لا نريد القتال والحرب وأيدينا ممدودة للسلام.
ش- هناك من يقول أن أبو مازن ينكر المحرقة، كيف أنكر المحرقة؟ إنني أرّخت في كتابي هذه المحرقة، وأعرف أن ملايين اليهود قتلوا بالمحرقة.
ص- إذا لم يتحقق السلام وأضع خطاً أحمر تحت ما أقوله ' لن نعود إلى العنف، لكن ضعوا أنفسكم مكاننا وقولوا لنا ماذا نفعل.
انتهى كلام السيد عباس، واترك التعليق للقارئ.
حول لقاء عباس الأخير بالطلبة "الإسرائيليين"
إبراهيم حمّامي / المركز الفلسطيني للاعلام
لم نعد نستبعد أي شيء فكل شيء عند عباس وفريقه مباح...
لا نبالغ إن قلنا إنه لم يعد هناك شيء ليستباح...
لكننا نسجل النقاط السريعة التالية حول هذا اللقاء:
1. في الوقت الذي يتحرك العالم الغربي لمقاطعة ومحاصرة "اسرائيل" - آخرها 120 اكاديميا ايرلنديا يقررون مقاطعة "اسرائيل" – يتحرك عباس لدعمهم
2. في الوقت الذي تتعالى فيه الدعوات الفلسطينية لمقاطعة الكيان أكاديمياً يستقبل عباس المئات من "الطلبة" ليسترضيهم
3. مشاركة بقايا اليسار المهترئ في اللقاء ممثلاً بقيس أبو ليلى يدل على النهج النفاقي الذي تنتهجه هذه البقايا
4. ما قاله عبّاس عن عدم وجود نية لتغيير التركيبة الاجتماعية ل "دولة اسرائيل" واغراقها بملايين اللاجئين هو تكرار لذات الموقف الذي يسقط حق العودة بلا لبس أو مواربة
5. تضمن كلام عبّاس موافقة ضمنية على قبول ما يسمى ب "يهودية اسرائيل"
6. قبل عبّاس صرّح مستوزره القميء محمود الهباش عن قبوله بصلاة اليهود في المسجد الأقصى
7. ما قاله عبّاس في اللقاء لا يختلف اطلاقاً عن موقف عرفات سابقاً الذي كان يلتقي بدوره مع هؤلاء ويفاخر باعتقاله أبناء الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين ود. عبد العزيز الرنتيسي – راجعوا على سبيل المثال لقاء عرفات مع نشطاء "اسرائيليين" من بينهم يوري افنيري، ميخائيل فيرشيفسكي، ادم كيلر، بياتازيلورسميدت وأيضاً بحضور اليسار المهترئ وذلك في شهر يونيو/حزيران 2003
8. سياسة عبّاس تتبع سياسة عرفات شبراً بشبر وذراعاً بذراع ولا يوجد أي شيء مما قاله أو فعله محمود عبّاس لم يفعله ياسر عرفات، وهذا يؤكد أنها سياسة متأصلة في فتح والسلطة والمنظمة
9. لم يجد عزام الأحمد الذي حضر اللقاء ما ينقله ويتفاخر به إلا التالي بحسب وكالة فتح "وفا": "عندما تحدث الرئيس عباس للطلبة الإسرائيليين عن أهمية السلام، قوبل كلامه بالتصفيق الحار من الطلبة، وعندما أنهى كلمته وقفوا جميعا له وهم يصفقون"
10. افتتح عباس كلمتع باللغة العبرية قائلاً: شالوم حفريم و حفيرات استرضاء للجمهور العظيم أمامه
11. الفترة الأخيرة شهدت سلسلة من التنازلات العلنية المتتالية: قوات دولية، انسحاب على سنوات، تقاسم القدس، قبول الصلاة في الأقصى، النازل عن حق العودة، القبول بالمستوطنات، الجنسية المزدوجة للمستوطنين وغيرها، وكلها مرت مرور الكرام وكأن الأمر لا يعني الشعب الفلسطيني أو الفصائل التي تدعي تمثيله
12. كل ما سبق برره الناطق باسم فتح جمال نزال بطريقته المعهودة من الفلسفة والسفسطة حين قال: لقاء طلاب إسرائيليين إنزال استراتيجي خلف الخطوط الأيديولوجية الخلفية لليمين الرفضواتي! وذلك لإظهار الأمر وكأنه ضربة معلم على طريقة "الفكاكة"
13. الصحافة العبرية اليوم أجمعت على اندهاشها واستغرابها مما قاله عبّاس وكم التفريط الوارد فيه
14. ورغم "الفكاكة" وفلسفة نزال وغيره حول الاختراق الخلفي الرفضواتي الانزالي! وبعد تقرير مفصل حول كلمته أمام الوفد الإسرائيلي وخطابه "غير المعهود ".. 75% من الإسرائيليين يصوتون بـ "لا" على سؤال لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "هل تصدق الرئيس عباس؟".
15. يقول المثل: من أمن العقاب أساء الأدب، وفي حالتنا من أمن اي ردة فعل فرّط وباع وتنازل دون أن يرف له جفن
16. لا يكترث عبّاس وأتباعه اليوم بأية ردود فعل من اي نوع بعد أن ضمن أن الشعب الفلسطيني في سبات عميق لا يتحرك إلا من أجل راقص أو مغنٍ أو ميت مقبور!
17. الشعب الفلسطيني ينطبق عليه اليوم وصف: يجمعه طبل – معبود العرب مثالاً – وتفرقه عصا – سواء كانت عصا الاحتلال أو عصا عبّاس!
خطوط الإنزال وكمائن الإقلاع!
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
سيكون من بواعث الشفقة أكثر من أي شيء آخر حين تشاهد هذا الذي يعي تماماً أن ميدان المعارك محرّم عليه، بقانون أعدائه، وبمقاس مشروعه، وبمدى خيبته، وقد تفنّن في استعارة المصطلحات الحربية ليسبغها على لقاءاته التطبيعية مع محتليه، وجلسات خضوعه لهم ولمنطق ابتزازهم في الجولات المسماة (تمويها) مفاوضات!
بل إن لجوء المستويات الإعلامية والسياسية لقيادة السلطة على مرّ تاريخها إلى توظيف التعابير الحربية لوصف حراكها العقيم، لا يخفي فقط محاولات لتزويق الفشل وتسويقه إعلامياً بأغلفة براقة، إنما يشي كذلك بمكانة فقه المعارك وأدواته ووسائله في الوعي العام، حتى لدى مناوئيه أو العاجزين عن خوض غمار المعارك الحقيقية، ولذلك تجدهم يتعلّقون بأسمال مصطلحات العسكرة، ويحشرونها بين رفوف اتفاقاتهم، فتغدو التسوية المذلة هجومَ سلام، واللقاءات التطبيعية إنزالاً خلف خطوط العدو، وسفسطات صائب عريقات في شرح نظرية التفاوض خطة إستراتيجية ستوقع إسرائيل يوماً في كمائنها، وتوهان ممثلي السلطة في أروقة الأمم المتحدة (غير النظيف ولا المبرأ من التواطؤ مع إسرائيل) حرباً دبلوماسية ترتعد بسببها فرائص ليبرمان، وتصيب نتنياهو بداء الاكتئاب!
فليس فقط لأن الشارع الفلسطيني يعشق لغة السلاح وتعابير المواجهة ينبغي إتخام ذاكرته بما لذّ وطاب من توصيفاتها، بل كذلك لتذكيره بأن (قيادته) ما زالت على عهد النضال والثورة، حتى وهي غارقة في وحل العلاقات السياسية والتطبيعية الحميمية مع عدوها، وهي حميمية لدرجة أن إحدى الوكالات الفلسطينية المعروفة لم تجد غير عنوان يضرب على الوتر العاطفي لتنعت به لقاء محمود عباس بوفد من طلبة الجامعات الإسرائيليين، فقالت "ماذا فعل أبو مازن بقلوب طلبة الجامعات الاسرائيلية؟".. هكذا توهمت أو حاولت إيهام الغاضبين من اللقاء، بأن ثمة تغييراً (شعوريا) جذرياً قدّ حل فجأة بقطاع طلبة الجامعات في إسرائيل على خلفية اللقاء، وكأن جيلاً نشأ في أرض يراها موروثة عن أجداده، وتجنّد عسكرياً لخدمة جيشها ولدرء خطر من يحاولون زعزعة أمنه، يمكن أن تخلخل قناعاته كلمات موغلة في استجداء السلام وإنكار الحقوق وبذل ماء الوجه في سبيل إظهار نوايا الفلسطيني (المسالم)!
ليس بعيداً عن محاولات إلباس نهج التسوية العاري رداء (التقوى) العسكرية، تكمن حرب تمييع القضايا واللعب بالكلمات التي تخوضها أجهزة الأمن التي تسالم عدوّها وتخاصم شعبها، فلا ينفكّ محققوها وهم ينتزعون المعلومات من ضحايا بطشهم يمارسون محاولات بلهاء لغسل أدمغتهم، فيمنحون التنسيق الأمني بعداً وطنياً تتطلبه المصلحة العليا، كون (المعركة الدبلوماسية) الافتراضية التي يخوضها الرئيس وفريقه تتطلب هدوءاً قاتلاً على جبهة الواقع، وفرصة لإنجاحها غير قابلة للتعكير، ولو بزجاجة حارقة يرشق بها الشبان المنتفضون على الحواجز جيش الاحتلال.
ليس هناك ما يجلب الغرابة أو الاندهاش في كلّ سياسات السلطة مهما أوغلت في الانبطاح، إنما الغرابة فقط من قابلية المصطلحات والتوصيفات للتزييف في المشهد الفلسطيني، إذ لن تكون هناك مشكلة أبداً لو تسمّت الخيانة باسمها، وافتخر المطبّعون بتطبيعهم، وكشفوا عن نواياهم، وأبرز وكيل الاحتلال مهنته حين ينوب عنه في مهمة، بل حتى لو بقي اسم تلك العملية خطَّ تسوية أو حلّاً سلمياً أو مفاوضات طويلة الأمد.. أما السطو على (المقامات العليا) للألفاظ، وحشوها برديء المعاني فهي جريمة أخرى، لأن فيها سطواً آخر على عقول الناس، وعبثاً بذاكرتهم، ومحاولةً لتهيئتها لتقبّل الانحطاط إذا ما غيّر رداءه التقليدي، أو البكاء خشوعاً بين يدي الثعلب إذا ما خرج يوماً "في ثياب الواعظين"!
"الصعود نحو الهاوية"
ايناس ابو حمادة / الرسالة نت
منذ بدء الخليقة والصعود بطبيعة الحال يتجه نحو القمة لكن من جديد وفي عرف الرؤساء أصبح الصعود نحو الهاوية حيث تبدأ القصة من لحظة الوقوف خلف من وقع الاتفاقيات مصفقاً مروراً بمشاركة الأطراف المعادية والمتآمرين في قتل من مثّل القضية ونفخ له في حبر القلم للتوقيع على الاتفاقيات بعد الفراغ من قراءة ما لا يتعدى عن صفحة المقدمة انتهاء بتولي زمام شطري الوطن ويظهر كالمنقذ للشعب وحامي الحمى لتبدأ بعدها سلسلة المفاوضات اللعينة التي لن يدرك الشعب حجمها إلا في وقت متأخر كما أدركنا سابقين عهده وحتى وإن فهم الشعب حجم المؤامرة مبكراً فقد استدرك المبجل الوقت أبكر منهم وعاجل بتحضير مخدر الدولة بين رصاصتين ليُسكت أو يُخفى حجم الخسائر التي تنزفها المفاوضات لكن قل للرئيس أدام الله دولته أن حجم التلميع في آخر زمانه سيكون بمثابة الصعود نحو الهاوية .
وهنا أقصد رفض مشروع كيري وما يترتب عليه من تحمل التبعات فقد طبّق الرئيس مقولة "دجاجة حرفت على رأسها عفرت" ولم يعد القلق من قبل الطبقات الواعية على من سيقف ويحمى الدولة "عضو المراقب" ويمثلها فهو معد مسبقاً في أروقة الشمبيت ولكن كل التخوف على ذاكرة الناس التي لا تعدو عن كونها ذاكرة حسية تنسى كمية النزف التي سببها كل من ألصق اسمه برئاسة الوطن وتتذكر فقط حجم التلميع الأخير لكل شخص أو ما سيسميه الشعب حينها المواقف البطولية للرئيس الراحل ولن يتوانوا عن استدعاء سيرته وذكر مآثره كأنه لم يتنازل ويوقع ويقتل ويسجن ويلعن قضية اللاجئ جهراً ومراوغة أرجوكم يا شعبي لا تساوموا على النسيان ولا تقدسوا الأشخاص كما فعل أسلافكم فدفعوا الثمن غالياً وتذكروا أن الضحية وقتئذ ستكون فقط أنتم والوطن.
من غرائب القضاء
يوسف رزقة / الرأي
كان في القفص الزجاجي لمحكمة الجنايات المصرية التي انعقدت أول أمس في أكاديمية الشرطة بالقاهرة مهتمان: الأول الرئيس محمد مرسي وآخرون. والثاني حركة المقاومة الإسلامية ( حماس).
التهمة الموجهة للرئيس محمد مرسي هي: ( التخابر مع حركة حماس ؟!! وتعريض أمن مصر القومي للخطر)، وهي تهمة تتوفر فيها شرط الإعدام إذا ما تحققت الإدانة. ومن ثمة قالت بعض التحليلات إن قائد الجيش يسعى لإعدام محمد مرسي بحبل القضاء.
لا أود الخوض في تفاصيل ما يتعلق بالرئيس محمد مرسي، فقد حظي بهيئة دفاع مصرية محترمة برئاسة محمد سليم العوا الذي يعرف القانون المصري، ويعرف خبايا السياسة المصرية جيدا، وكان الشخصية المصرية الأولى التي قالت علنا إن محمد مرسي مازال رئيساً لمصر لأنه لم يتنح، ولم يعزل أيضاً. ولكن أود الدفاع عن حماس التي جعلتها لائحة الإتهام الصادرة عن النيابة المصرية عدوا لمصر، وتهديدا لأمنها القومي؟! وهي المرة الأولى التي نسمع فيها هذا الكلام الغريب المثير للأعصاب.
ليس في القانون المصري مواد تجرم الاتصال والتخابر مع حماس. وليس في السياسة المصرية موقف سياسي يصف حماس بالعدو. بل لقد استقبلت القيادة المصرية قادة حماس وقادة المقاومة الفلسطينية في القاهرة في اجتماعات رسمية قادها عمر سليمان، ثم مراد موافي، ثم رأفت شحادة، ومازال جهاز المخابرات على تواصل مع قادة حماس. وأنبه أن مؤتمر القمه العربية استقبل اسماعيل هنية في اجتماعاته. وأن جل قادة الأحزاب المصرية الحالية زاروا غزة والتقت بإسماعيل هنية وبقادة حماس، ومنهم: حمدين صباحي، وسيد بدوي، وعمر موسى، ولا يعقل اتهام هؤلاء، فلماذا يتم اتهام مرسي من بينهم؟!
إن ما يؤلمنا في فلسطين هو أن يضع القضاء المصري المقاومة الفلسطينية في قفص الاتهام، وخانة الأعداد، تماماً كما تضع اسرائيل حماس والمقاومة. فهل يعقل هذا التعمد و التجريف في المفاهيم؟! هل يجب على حماس والمقاومة بشكل عام أن تدفع ضريبة التقارب المشين بين السلطات المصرية وإسرائيل ، لعداوة الطرفين للإخوان. لقد كان بشار الأسد قبل الثورة السورية أكثر حصافة، فقد احتضن حماس رغم عدائه للإخوان.
إن شعبنا الفلسطيني لا يقبل أبدا من القضاء المصري أن يضع حماس في قفص الاتهام، أو في خانة الأعداء، من أجل الانتقام من محمد مرسي أو الإخوان، فحماس في النهاية حركة تحرر وطني فلسطيني، رسمت طريقها بدم الشهداء، ومثلت بمقاومتها شرف الأمة العربية والإسلامية ، وترفض التشويه الذي يجري لها في القضاء والإعلام المصري، ومع عضها على جراحها ستبقى ( حماس والمقاومة) وفيّة لمبادئها، ولشعبها الفلسطيني، ثم لأمتها العربية والإسلامية. إن ما جرى اول أمس في القضاء المصري هو إهانة وعدوان لا على حماس، بل على المقاومة كلها، وعلى شرف الأمة العربية، وعلى تاريخ مصر المشرف في احتضان فلسطين وأحرار العرب والمسلمين المضطهدين في زمن الاستعمار. فلا تهدموا مصر التي نعرفها وتاريخها بهذه المهزلة الكيدية.
ركاكة الانقلاب التي لا تحتمل
وائل قنديل / فلسطين الان
إذا كانت الثورات تتغذى على الجمال، فإن الثورة المضادة تعيش على القبح، ولذلك ليس غريبا أن سلطة الانقلاب في مصر تنفق بسخاء على تنمية محصول القبح الأخلاقي والمعرفي.
ففي الثورات ومعها وبها يتألق الوجود الإنساني، ويستخرج البشر أرقى وأنقى ما في أعماقهم، ذلك أن الجماهير في خضم الثورة ينشئون في توافق صامت نوعا من التعاقد المجتمعي على التطهر، لتمارس كل "أنا" وجودها المثالي.
إن قليلين جدا من الجماهير الغفيرة لثورات الربيع العربي ربما سمعوا عن "هيجل" ومثاليته في "فينومينولوجيا الروح" وربما لم يقرأ أحدهم عن "هايدجر" وما طرحه من "أنطولوجيا الدازاين" لكن الجميع في لحظة نادرة قرروا أن يكونوا مثاليين.
ومن هنا فإن أول ما يفعله الراغب في الانقلاب على ثورة هو تغذية الجموع بكميات هائلة من القبح والرداءة، ليرتد الوجود الإنساني إلى الحالة الغريزية فيصبح منتهى الأحلام رغيفا وخفيرا نظاميا، أو ثنائية "التوت والنبوت" في عالم نجيب محفوظ .
إنها دولة الركاكة تتأسس على أنقاض دولة الحلم، فطبيعي هنا أن يصبح الغناء بالمؤخرة عملا طليعيا، ويكون ثغاء خرساء الفضائيات نشيدا وطنيا، وفي المقابل يقبع خالد السيد وعلاء عبدالفتاح وأحمد ماهر وباسم عودة و طابور طويل ممن تسري في عروقهم دماء 25 يناير.
ولأن الثورة عمل أخلاقي، بينما الانقلاب سلوك غير أخلاقي، كان لابد من التأسيس لمنظومة قيم جديدة فاسدة ومهترئة، وكما أن للمدن الفاضلة مبادئها ورجالها وعدتها، كذلك لمدن القبح رموزها و جنودها وقيمها وسلوكياتها المشينة التي يمنحها إعلامها الرديء النياشين والأوسمة، ويصعد بها قادتها إلى الرتب الأعلى.
لقد عملت دولة القبح بدأب شديد على إغلاق مسام المجتمع، فصار أكثر بلادة مع مشاهد الدم والتعذيب، وبات يستمتع أكثر بما يلقى في دماغه من ملوثات سياسية وإعلامية، وفي مناخ كهذا لا يتوقف أحد عن صرخة أحد أنصع وجوه ثورة يناير الشاب خالد السيد من معتقله، والتي يروي فيها أهوال الجحيم منذ القبض عليه وزميله في جبهة طريق الثورة ناجي كامل وحتى استقرارهما في سجن أبي زعبل الكريه، مرورا بمقر الاحتجاز في قسم الأزبكية، حيث يتحول امتهان الوجود الإنساني بكسر أنف الرجال عن طريق الاعتداء عليهم جنسيا نوعا من حفلات السمر للسادة الضباط، يمضغون بها الوقت ويشحنون حناجرهم بالضحك الهيستيري.
يحكي خالد في رسالته المنشورة على بوابة يناير "في سجن أبو زعبل وبمجرد دخولنا السجن مرينا بالأهوال التي كنا قد سمعنا هنها ولم نجربها. قلعونا هدومنا ورشوا علينا مياه ساقعة وسابونا ساعات"
بالمناسبة لخالد السيد صورة شهيرة للغاية يقف خلفه فيها عبد الفتاح السيسي وابتسامة فخر تعلو محياه لأنه يظهر في اللقطة مع شباب ثورة يناير، كان ذلك في الأيام الأولى لما بعد خلع حسني مبارك، حين كان جنرالات مبارك وتلاميذه يتدافعون للفوز بصورة تذكارية مع وجوه الثورة الناصعة.
لماذا يفعلون ذلك مع أبناء يناير؟
الإجابة في الفقرة الأولى من هذا المقال
الصورة الواضحة
فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
ليس صحيحًا أن النائب العام هو الذى «أمر» بإخلاء سبيل السيدة دهب حمدي التي ولدت طفلتها وهي مقيدة اليدين ومكبلة «بالكلبشات». ولا أصدق أن تقييدها كان تصرفا شخصيا من الشرطي الذى كان يحرسها. أما الادعاء بأن تقييدها كان لحماية رجل الأمن ــ كما ذكرت إحدى الصحف أمس ــ فأعتبره نكتة سمجة لا تُضحك ولا تستحق التعقيب. الصحيح أن النائب العام «وقع» القرار والأصح أنه اضطر إلى ذلك لستر الصورة التي هزت مصر وفضحتها أمام القاصي والداني.
أما الذى استصدر القرار فهو الصورة التي سجلت المشهد والمظاهرة الصاخبة التي انطلقت في الفضاء الإلكتروني بعدما تم وضعها على المواقع. وما أن حدث ذلك حتى استفزت ضمائر الشرفاء الذين ظلوا يهتفون طول الوقت من خلال تغريدات اليوتيوب معربين عن غضبهم واستهجانهم لذلك المسلك المهين الذى اتسم بالقسوة وانعدام الإنسانية. بسبب ذلك فإنني أزعم أن الشخصية الرئيسية في مسألة الإفراج عن دهب كانت تلك التي التقطت الصورة ووضعتها على الإنترنت ثم تركت المسألة تتفاعل من خلال الصمت المدوي الذى كان أبعد أثرا من أي شيء آخر. أما جهد النائب العام ودور إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية التي اكتشفنا وجودها بعد الفضيحة وما يتردد عن توجيهات سيادية وسياسية، فذلك كله يصنف ضمن رد الفعل الاضطراري وليس الفعل التطوعي والإنساني.
القصة تعيد إلى الأذهان فضيحة تلميذات الإسكندرية الأربع عشرة، التي حكم على الواحدة منهن بالسجن أحد عشر عاما بسبب «وقفة» نظمنها على كورنيش المدينة في شهر ديسمبر الماضي، ونشرت الصحف والمواقع الإلكترونية صورهن وراء القضبان بملابس السجن البيضاء، الأمر الذى كان له دوي واسع النطاق في داخل مصر وخارجها، وإزاء ضغوط الرأي العام والاستهجان الذى تردد محليا ودوليا لم يكن هناك مفر من احتواء الفضيحة بإطلاق سراح الفتيات بعد الحكم على كل واحدة منهن بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ.
المشهد يستدعي عدة ملاحظات هي:
• إن للصورة سحرها القوي في عصر «الفرجة» الذي نعيشه، والمصطلح ليس لي ولكنه ينسب إلى أديب نوبل ماريو بارغاس يوسا الذي أصدر كتابا بعنوان «مجتمع الفرجة»، تحدث فيه عن القدرة الفائقة للصورة ودورها في تشكيل الرأي العام على نحو باتت تعجز عنه الكلمة المكتوبة.
• إن إخلاء سبيل دهب خطوة لا بأس بها تسكن الغضب وتمتصه مؤقتا لأنها لاتزال متهمة فى قضية التظاهر وتكدير السلم والأمن العام.. الخ، لكن السؤال الأهم هو لماذا تم اعتقالها وهي حامل في شهرها الثامن؟، وكيف اقتنع وكيل النيابة الذي أمر بحبسها بأنها وهي في تلك الحالة يمكن أن تهدد الأمن أو حتى تمشي في مظاهرة؟، وألا يعني هذا أن قرارات تمديد الحبس تتم بتلقائية دون أي منطق أو عقل أو حتى نظر؟.
• إننا لم نسمع صوتا في الضجة التي أثيرت بشأن قصة دهب لا للمجلس القومي للمرأة ولا للمجلس القومي لحقوق الإنسان، علما بأن المحامين يتحدثون عن 200 سيدة وفتاة محتجزات في السجون، وهذا السكوت يجعلنا نضع أمثال تلك الجهات في مربع واحد مع إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، ان لم يكونا قد تحولا إلى فرعين تابعين لتلك الإدارة.
• إن خطورة الصورة لا تكمن فقط في اللقطة الفاضحة التي سجلتها، ولكن أيضا في كونها قرينة كاشفة عن المعاملة غير الإنسانية التي يتلقاها المعتقلون الذين لم تسجل الكاميرات عذاباتهم والمهانة التي يتعرضون لها. وهى التي لا تهدر حقوقهم فحسب ولكنها تهدر إنسانيتهم أيضا، وقد قرأنا شهادات روت لنا بعضا من تلك العذابات فيما ذكره أخيرا اثنان من النشطاء هما خالد السيد وإسلام أبوغزالة.
وقد تناقلت المواقع الإلكترونية شهادة كل منهما، حيث تحدث خالد عن معاناته هو وبعض زملائه في أقسام القاهرة وسجن أبوزعبل، في حين سجلت شهادة إسلام ما شاهده في سجن وادي النطرون. أما الحاصل في سجن العقرب الذي يودع فيه كل من يراد مضاعفة جرعة التنكيل به فلم يتح لنا أن نتعرف على ما فيه، باستثناء ما ذكره المحامي عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط ونقله عنه بيان أصدره الحزب، تحدث فيه عن مصادرة ثياب السجناء وتركهم بالملابس الداخلية في أجواء الصقيع الراهنة، ومنعهم من تلقي الطعام والدواء والكتب وحرمانهم من شراء مياه الشرب من مقصف السجن، وقد أيد تلك الشهادات بيان المنظمات الحقوقية الست عشرة الذي تجاهلته وسائل الإعلام، لأنه أدان «الادعاءات المفزعة التي تحدثت عن أعمال تعذيب وحشية واعتداءات جنسية تعرض لها محتجزون ومحتجزات في سجون وأقسام الشرطة».
لقد تراجع خطاب الغيورين على حقوق الإنسان وكرامته إلى الوراء، حتى أصبح يركز على وقف الانتهاكات التي يتعرض لها نزلاء السجون الذين تقدرهم المصادر المستقلة بنحو 21 ألف شخص. وما عدنا نسأل عن السبب في استمرار احتجاز ذلك العدد الكبير من المصريين والمصريات في السجون، ولماذا لا يحاسب من خالف القانون على فعلته، ولماذا لا يطلق سراح الأبرياء ويخلى سبيلهم من الجحيم الذي يعانون منه، إلا إذا كان المستهدف هو توسيع دائرة التنكيل والانتقام.
في محاولة لتهدئة الأجواء نقل عن مصدر قضائي هذا الأسبوع أنه تم الإفراج عن 4295 شخصا من المقبوض عليهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (منذ شهر نوفمبر الماضي). إلا أن المصدر المذكور لم يتحدث عن الذين ألقوا في السجون خلال الأشهر الأربعة السابقة (من شهر يوليو إلى بداية نوفمبر). ولم يشر إلى عدد الذين تقرر استمرار حبسهم ولم يخل سبيلهم خلال الأشهر الثلاثة التي تحدث عنها، كما أنه لم يدلنا على حجم الإتاوات والكفالات التي دفعها أهالي المفرج عنهم تنفيذا لقرار إخلاء سبيلهم، علما بأن هؤلاء الأبرياء يذل أهلوهم ويطالبون بدفع ألوف الجنيهات كشرط للإفراج عنهم.
إن الذين يشوهون سمعة مصر حقا ليسوا أولئك الذين ينظمون الحملات المضادة في الخارج، ولا هي الفضائيات المدرجة في قوائمنا السوداء، ولكن أخطر الإساءات وأقواها أثرا هي تلك التي تخرج من داخل مصر ذاتها. على أيدى أولئك الذين يصرون على إهدار كرامة البشر وإهانتهم، في حين انهم يهينون مصر ذاتها ويلطخون وجهها بالأوحال والدماء.
