اقلام وآراء
(535 )
السبت
01/03/2014
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (535 )
سؤال القدس
بقلم أيمن أبو ناهية عن المركز الفلسطيني للاعلام
لماذا نرفض خطة كيري ؟
بقلم مصطفى الصواف عن الرأي
أزمة أوكرانيا تهيئ لتهجير يهودها إلى فلسطين
بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
الصلاة في جبل الهيكل..
بقلم غسان الشامي عن فلسطين اون لاين
هل يستطيع كيري تجاهل حماس في أي تسوية قادمة؟!
بقلم إبراهيم المدهون عن المركز الفلسطيني للاعلام
بلطجية بدرهم
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
المبادرة العربية للسلام" خطيئة يجب التراجع عنها
بقلم عصام شاور عن الرأي
المبادرة العربية للسلام" خطيئة يجب التراجع عنها
بقلم عصام شاور عن الرأي
طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جامعة الدول العربية بإسقاط "المبادرة العربية للسلام"، ردًّا على استمرار اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، وكذلك لأنها أغرت العدو بمزيد من التغول على القضية الفلسطينية، حسب تصريحات أحد القيادات من حركة "حماس".
أعتقد أن المطلوب من جامعة الدول العربية هو التراجع عن الخطيئة التي ارتكبتها في قمة بيروت 2002م، ليس بسبب ما يقترفه الاحتلال من جرائم وحسب، بل لأن المبادرة بحد ذاتها جريمة في حق المسلمين عامة والقضية الفلسطينية خاصة؛ لأنها تقوم على شرعنة الاحتلال ومنح الكيان العبري 78% من فلسطين، ولأنها في حال موافقة الكيان عليها ستمكنه من "التطبيع" الكامل مع الدول العربية، واختراقها، والاستفادة من ثرواتها وخيراتها، وهذا من شأنه تثبيت الكيان الغاصب، وإطالة عمر احتلاله لفلسطين.
أيضًا المبادرة العربية أسقطت حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة تحت مسمى "حل عادل متفق عليه"، أي أنه لا يكون إلا بموافقة الكيان المحتل نفسه، فضلًا عن اقتناع الأطراف العربية الرسمية بعدم إمكانية عودة اللاجئين إلى الأراضي المحتلة عام 1948م؛ لاعتقادهم بأن عودة 6 ملايين فلسطيني تعني نهاية الكيان العبري، فالحل العادل لن يكون عادلًا إلا من وجهة نظر العرب والكيان العبري.
أما من وجهة نظر اللاجئين فالحل العادل هو فقط عودتهم إلى ديارهم التي أخرجوا منها، وتلك لدى العرب ومبادرتهم مجرد أوهام لا تعترف بها أنظمة مستسلمة غاب عنها قدرة الله (عز وجل)، وتلبسها الخوف والرعب من "قوة" العدو المحتل.
قد يتخيل بعض أن إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 هو قاسم مشترك بين المبادرة العربية والهدنة التي تطرحها حماس، وقد سمعنا من يقول: "لقد وافقت حماس على ما وافقت عليه الدول العربية، مع تحفظها على الاعتراف بشرعية الاحتلال والتطبيع معه".
وهذا موقف غير جائز ومرفوض مع التحفظات؛ لأنه يحسن الوجه القبيح للتنازل عن فلسطين، ولأن ضرر المبادرة أكبر من نفعها بل ما يظنونه نفعًا، والمسألة لا ينظر إليها فقط من ناحية واحدة: الجغرافية دون السياسية، إذ إن استعادة أراضي الـ(67) في المبادرة يقابلها تنازلات خطيرة، مثل: الاعتراف بما يسمى (إسرائيل)، و"التطبيع" بينها وبين الدول العربية كلها، أما في هدنة "حماس" فلا اعتراف ولا "تطبيع" ولا تمكين للعدو الغاصب، وهذه فروق جوهرية تستوجب رفض المبادرة العربية جملة وتفصيلًا.
لماذا نرفض خطة كيري ؟
بقلم مصطفى الصواف عن الرأي
بعيدا عن الأسباب والتداعيات التي جعلت الإدارة الأمريكية في الفترة الحالية بوضع القضية الفلسطينية أولوية على أجندتها في أعقاب الاتفاق الذي وقع بين إيران ومجموعة 5+1 والذي أسفر عن تحجيم تخصيب اليورانيوم في المشروع النووي الإيراني ، وبعد أن نجحت الإدارة الأمريكية وفق ما تراه نجاحا في كل من العراق وأفغانستان كان لابد أن تسعى الإدارة الأمريكية للتقدم في الصراع الفلسطيني الصهيوني بعد أن تهيأت الظروف الإقليمية المحيطة بفلسطين وحالة الفوضى والضبابية التي تعيشها المنطقة بعد محاولة أمريكا والصهاينة من تشجيع الانقلاب على حالة الديمقراطية التي عاشتها مصر عقب ثورة يناير وإقصاء الشرعية المصرية المتمثلة بانتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر كأول رئيس مدني منتخب وما يحمله مرسي من فكر إسلامي ومشروع لإعادة الاعتبار لمصر كدولة قائدة واستعادة مكانتها في المنطقة الإقليمية وتصديرها للقضية الفلسطينية الأمر الذي اقلق أمريكا وإسرائيل وكذلك مشروع الديمقراطية ونجاح الثورات اقلق الرجعية العربية المتمثلة في السعودية والإمارات فكان تحالف الشيطان الذي نجح في إفشال التجربة الديمقراطية المصرية بالانقلاب العسكري للفريق السيسي وعودة حكم العسكر الذي نجحت الثورة في إسقاطه وإسقاط رأسه وفشلت في إنهاء النظام الحاكم في مصر والذي سرعان ما تحرك في إسقاط نتاج الثورة الديمقراطي.
الولايات المتحدة تحسن استغلال الظروف ووجدت أن البيئة الإقليمية لن تمر في مرحلة ضعف أكبر من هذه المرحلة وبعد أن أنهت الموضوع الإيراني ولو بشكل مؤقت حتى تلتزم إيران بالاتفاق ووقف التخصيب العالي كان لابد أن تلتفت إلى الموضوع الفلسطيني قبل بلورة تحالفات جديدة في المنطقة في غير صالح المصالح الأمريكية والكيان الصهيوني والإجهاز على المشروع الفلسطيني وحلم إقامة الدولة وتحقيق العودة للمهجرين الفلسطينيين الذين لازالوا يحلمون بالعودة ويحتفظون بأوراق الطابو ومفاتيح منازلهم وطرح مشروع للسلام كما يحلو للإدارة الأمريكية تسميته وهو في حقيقة الأمر مشروع لتصفية القضية الفلسطينية بما يحقق الأهداف الصهيونية ومشروع نتنياهو القائم على السيطرة على الأرض الفلسطينية كاملة وصولا إلى البديل الأردني والذي يعتبر به الصهاينة أن الأردن هو دولة الفلسطينيين وأن فلسطين هي دولة يهود كاملة وهذا هدف صهيوني بعيد الأمد بدايته مشروع كيري بعد أن فشل أوسلو في تحقيق الهدف الصهيوني.
لماذا نرفض خطة كيري؟
خطة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لا يحمل في حقيقة الأمر مشروعا للسلام حتى في حده الأدنى لو وافقنا محمود عباس وحركة فتح في مشروع الدولتين لشعبين ومساندة المبادرة العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002 والتي شكلت انتكاسه حقيقية وعلنية تتبناها الدول العربية، هذه المبادرة التي كتبها خبير أمني سياسي أمريكي وتبناها مع الأسف الملك السعودي عبد الله واعتبرتها غالبية الدول العربية مشروعا للحل للصراع القائم على الأرض الفلسطينية.
نحن ومعنا جزء كبير من الشعب الفلسطيني وكل الأمة العربية والإسلامية إلا المستسلمين الخانعين المتصهينين من أمة العرب والمسلمين ممن لا ثقة لهم بمقدراتهم والمأسورين بنظرية التبعية والذل للغرب وأمريكا وهم فئة قليلة وإن كانت تملك القدرات الإعلامية والمالية المؤثرة على عقول المجتمعات العربية التي تعاني من ضعف في الذاكرة وضحالة في الثقافة وحالة من الجهل تجعل إمكانية السيطرة قائمة ما لم يقم الغيورين بحملة كي للوعي العربي والفلسطيني بشكل دائم مع تجنيد كل الإمكانيات.
خطة كيري قائمة على تحقيق المصالح الصهيونية وتتبنى الخطة التي طرحها نتنياهو في خطابه الأول الذي ألقاه يوم أن تولى الحكومة السابقة في بار ايلان والذي حدد فيه مشروعة القائم على ما يلي:
1- يهودية الدولة والقدس عاصمة الكيان الأبدية وهي غير قابلة للتقسيم ولن تكون جزءا من أي عملية تفاوض مع العرب أو الفلسطينيين.
2- لا عودة للاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين التاريخية التي هُجروا منها خلال حرب عام 48 مع إمكانية إعادة بعض آلاف منهم إلى الدولة الفلسطينية المرتقبة والناتجة عن أي عملية تفاوض.
3- الحدود مع الأردن ( غور الأردن ) هي حدود أمنية عسكرية الإسرائيلية لا يمكن إخلائها ويجب بقاء قوات الاحتلال على امتداد الحدود مع الأردن حماية لأمن الكيان وعدم ثقة الاحتلال بالفلسطينيين والأردنيين أو أي طرف آخر حتى لو كان الأمريكان أو حلف الناتو.
4- لا عودة إلى حدود عام 67 وإبقاء المستوطنات في الضفة الغربية مع إمكانية إجراء تبادل أراضي وليس كل الأراضي ، فالاحتلال يريد القدس وما حولها وفي نفس الوقت يريد التخلص من الكثافة السكانية الفلسطينية في فلسطين المحتلة من عام 48.
هذه هي خارطة الطريق التي رسمها نتنياهو والتي يتبناها كيري في خطته لتصفية القضية الفلسطينية مع إدخال بعض الرتوش والتعديلات هنا أو هناك بما يحفظ ماء وجه السلطة ومحمود عباس ويقلل من تحفظات الجانب الصهيوني.
كيري لا يطرح اتفاق، وما يطرحه أتفاق إطار، واتفاق الإطار يعني أن ما يتم التوقيع عليه هو مجموعة مبادئ كلية والجزئيات يتم التفاوض عليها وهذا يعني أطالة أمد التفاوض بين الجانبين مما يشكل عملية تفاوضية تتعثر عند كل نقطة وان السنوات التدريجية الثلاث التي يقبل بها عباس ستكون أشبه بالسنوات الخمس التي شملها اتفاق أوسلو بعد التوقيع كتاريخ لإعلان الدولة الفلسطينية والتي لم تتحقق رغم وعود الرؤساء الأمريكان .
تجهيل وضبابية
حتى اليوم لا يوجد مصدرا رسميا يمكن أن يتحدث عن محتويات خطة كيري وكل ما يتداوله الإعلام هو معلومات مسربة عبر وسائل إعلامية صهيونية غير مؤكدة حتى مصادر رسمية صهيونية على أي مستوى سياسي ، والجانب الفلسطيني يؤكد في كل مرة انه لم يقدم له أي خطة أو مشروع وان كل اللقاءات ما يتم فيها حديث ولم تقدم أي ورقة للجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي وان اللقاء لم تتبلور عن خطة مكتوبة وحتى ما يصرح به كيري نفسه والمصادر الأمريكية تقول أن كيري يبلور خطة وفق الرؤية الأمريكية لفرضها على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ولا خيار لهم إلا القبول بها وليطرح كل فريق تحفظاته على الخطة لا رفضها، وسمعنا جميعا عن التهديدات سواء للسلطة وهي التي تتأثر بها سواء من الاتحاد الأوروبي أو من الإدارة الأمريكية والمتعلقة بالدعم المالي الذي يشكل شريان الحياة للسلطة ، أما الجانب الإسرائيلي فالمقاطعة لمنتوجات المستوطنين أو لبعض الأنشطة أو غيرها هي التي يلوح بها الأوروبيون والأمريكان والتي لا تشكل تهديدا وجوديا للكيان على عكس التهديدات التي تستهدف عباس ومشروعه.
مواجهة مشروع كيري
الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبعض العرب يسعون إلى إنهاء الملف الفلسطيني الصهيوني ولكل منهم حجته ومصالحة ولا نريد أن نفصل في هذا الأمر لأن الجميع وصل إلى ضرورة إنهاء القضية الفلسطينية بأي شكل حتى لو كان على حساب الحقوق الفلسطينية وثوابته وهؤلاء جميعا يدركون أن ما يعطل أي مشروع للتصفية والإجهاز على القضية الفلسطينية يقتضي القضاء على المقاومة الفلسطينية ويدركون أن بقاء المقاومة يعني عدم الاستقرار للكيان الصهيوني وعدم توفر الأمن وبقاء الكيان في عد استقرار فوصل هذا الثالوث إلى قناعة تامة بضرورة تصفية المقاومة، وهذا المراد تحقيقه من الحصار المصري لقطاع غزة والهادف إلى تجفيف منابع المقاومة ووقف وصول الأسلحة وأدواتها إلى القطاع فكانت حرب الأنفاق التي يشنها الجيش المصري والذي ينفذ مخطط أمريكي قديم بدأ في نهاية عصر مبارك وكلنا يعلم الجدار الحديدي واليوم السيسي يكمل هذا المشروع.
وفي سياق تدمير المقاومة يأتي التدبير لعدوان واسع وكبير على قطاع غزة مؤجل إلى حين الوصول إلى اللحظة المناسبة التي تمكن الاحتلال تحقيق هدفه الذي فشل فيه في العدوانيين السابقين وسيبقى مشروع تصفية المقاومة هدف يسعى إليه الاحتلال والثالوث سابق الذكر.
الوسائل
مواجهة مشروع كيري تتطلب تحريك القطاعات الشعبية والدبلوماسية والعربية والمقاومة، ونقول المقاومة كعنصر فاعل في دوائره المعتمد في الأراضي الفلسطينية مع إبقاء الباب مفتوح لتوسيع هذا الدائرة وهذا يعتمد على طبيعة المواجهة وتطوراتها.
يجب على القوى الفاعلة والرافضية لخطة كيري التصفوية العمل على تحريك الشارع الفلسطيني في كل أماكن التواجد لمواجهة خطة كيري وعدم الاكتفاء بتظاهرات موسمية أو في بعض المناسبات بل تحريك الشارع وخاصة في الأماكن المؤثر على الاحتلال تفعيلا جادا ومستمرا وإن أدى هذا الأمر إلى شهداء ودماء وهذا التفعيل مطلوب منه أن يصل إلى مرحلة الانطلاق بانتفاضة ثالثة مدعومة بتحرك في القطاع وأماكن اللجوء وتفعيل بعض الأحرار في العالم المؤمنون بحق الشعب الفلسطيني في دولته وتحرير أرضه.
ضرورة تفعيل المقاومة في الضفة الغربية كونها الأكثر قربا واحتكاكا مع العدو ومستوطنيه رغم حالة التضييق والملاحقة من قبل الاحتلال وأجهزة السلطة، لأن عنصر المواجهة المسلحة قادر على إفشال خطة كيري القائمة على الأمن والاستقرار للاحتلال ومستوطنيه.
المقاومة في قطاع غزة إلى جانب الفعاليات الشعبية متطلب ضروري للمواجهة وإفشال مشروع كيري وفق خطة محكمة من قبل المقاومة في تحديد الكيفية والطريقة والزمان والمكان والذي يحقق الأهداف المرجوة.
القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني يتعرض لمؤامرة كبيرة ستعطل مشروع التحرير لسنوات ولكننا على يقين أننا في نهاية المطاف منتصرون، وان خطة كيري ستمر كغيري من مشاريع التصفية للقضية التي أفشلها الشعب الفلسطيني بإرادته وتضحياته، وحصان الرهان لازال الشعب الفلسطيني والذي يشكل العنصر الأساس والأقوى في المواجهة مدعوما بمقاومته التي بها يتم إفشال كل هذه المشاريع والتي تشكل العمود الفقري الذي يعتمد عليه الشعب الفلسطيني في استرداد الحقوق وإعادة الأرض والإنسان، وهذا يتطلب تحرك الجميع وان ينهض الكل بمسئولياته كاملة في مواجهة المشروع الصهيوني وعدم الركون جانبا بدعوى أن هناك من يقوم مقامه.
لننهض جميعا في مواجهة خطة كيري بكل الوسائل المتاحة لدينا وهي ليست بسيطة بل عظيمة وقادرة على تحقيق الهدف وتحريك الشارع العربي والإسلامي رغم كل الضبابية والسواد الذي يغلف المنطقة وستكون القضية الفلسطينية هي العامل المهم في إنهاء هذه الحالة وأول الطريق نخو عودة الروح لفلسطين والمنطقة.
بلطجية بدرهم
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
( استهداف للأصوات الحرة والجريئة )، بهذه العبارة الموجزة لخص حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي جريمة الاعتداء البدني على ( وصفي قبها) وزير الأسرى في حكومة إسماعيل هنية العاشرة. ما يقوله خريشة في عبارته أنها جريمة متعمدة، وأنها مع سبق الإصرار، هذا أولا، أما ثانيا ، فهي جريمة سياسية تستهدف إسكات الصوت السياسي الجريء، الذي يمارس صاحبه حقه الوطني في نقد سياسة رئيس السلطة التفاوضية، (العبثية والضارة ) كما وصفتها الجبهة الشعبية وغيرها من الفصائل.
وصفي قبها ليس شخصا عاديا، إنه قيادي محترم في التيار الإسلامي، تقلد منصبا وزاريا مرموقا في حكومة اسماعيل هنية، فهو شخصية تعمل في إطار الخدمة العامة الوطنية والإسلامية، وهو صوت حرّ يقود أصواتا حرة في جنين ونابلس، وطولكرم ورام الله والخليل والقدس وغزة والشتات، إنه الصوت الجريء الذي لا يخشى في الله لومة لائم. إنه القيادي الذي لا يبيع مواقفه، ولا يداهن في مبادئه، نعرفه كذلك ولا نزكيه على الله. ومن ثمة فإن العدوان عليه ليس عدوانا على شخصه فحسب، بل هو عدوان غاشم على من يمثلهم في داخل فلسطين وفي خارجها.
السؤال الذي طرحته فلسطين على نفسها يقول: من الذي ارتكب جريمة العدوان هذه ؟ ومن يمثل هذا المعتدي المجرم؟ إن كان قبها يمثل الصوت الحر الجريء بحسب حسن خريشة، و يمثل التيار الإسلامي في الأبنية التنظيمية، و يمثل الصوت الوطني المدافع عن حق العودة وحقوق المظلومين في سجون السلطة وسجون الاحتلال. إذا كان هذا هو وصفي قبها في نفسه وفيمن يمثل، فمن يمثل هؤلاء المجرمون المعتدون؟ هل هم جماعة من البلطجية، الذين يقدمون خدمات إجرامية للسلطة أو لأجهزة أمنية فيها،أم هم من المتجنحين من فتح؟! أم هم مستأجرون من الاحتلال ؟! إنه وبغض النظر عن النسب القائم بينهم وبين من ذكرت (كلهم، أو بعضهم) ، فهم بالتأكيد مجرمون لا يمثلون الوطن، ولا يمثلون المحترمين من فتح أو السلطة. هم يمثلون الاحتلال ، ودعاة الفتنة والفلتان الأمني.
المستغرب في عملية الاعتداء الآثم ، هو توقف اعلام السلطة وفتح عن تغطيتها تغطية حقيقية تستهدف منع تكرارها من خلال توعية الرأي العام لخطورة هذا المنهج، هذا من ناحية، ثم توقف أجهزة الأمن عن ملاحقة المجرمين واعتقالهم، وتقديمهم للعدالة، وتقف المستوى السياسي القيادي في السلطة وفتح عن الاهتمام بالموضوع ومتابعته بوصف قضية قبها قضية رأي عام من ناحية أخرى، ولولا وسائل الإعلام الجديد ( كفيس بوك) وغيرة لما علم الناس بهذه الجريمة.
لقد طلب اسماعيل هنية من عزام الأحمد تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن المجرمين واعتقالهم، بغرض حماية المجتمع الفلسطيني من ظاهرة البلطجية المستوردة إلينا من الخارج. الشعب الفلسطيني لا يعرف تاريخيا ظاهرة البلطجة، بل يرفضها رفضا تاما، ولا يسمح لها أن تحرق سلامه المجتمعي، وعلى السلطة في رام الله أن تبادر الي قطع رقبة هذه الظاهرة الخبيثة، قبل أن تحترق بنارها ، وتحرق المجتمع المجتمع الفلسطيني بها. وعلى فصائل العمل الوطني والإسلامي واجب الضرب بيد من حديد على قادة البلطجية، قبل فوات الأوان، والوقاية المبكرة عادة خير من العلاج.
سؤال القدس
بقلم أيمن أبو ناهية عن المركز الفلسطيني للاعلام
وزير الخارجية الأميركي جون كيري يمارس احترافًا سياسيًا في تسويق خططه التهويدية من خلال "اتفاق إطار" المنسجم تماما مع موقف الاحتلال الإسرائيلي في الكثير من القضايا، وعلى رأسها عدم تحديد القدس العربية المحتلة كعاصمة للدولة الفلسطينية والاكتفاء بعبارة ضبابية تنص على وجود العاصمة الفلسطينية في القدس، أو فيما يتعلق الأمر بمنطقة الغور انتشار جيش الاحتلال على الخط الفاصل بين الأردن والضفة الغربية، أو المطلب الصهيوني الخاص بالاعتراف بالكيان دولة يهودية بحتة بما يسمى بـ"يهودية الدولة"، أو كذلك تجاهل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
تأتي خطة كيري في غمرة هجمة التهويد الشرسة التي ينفذها الاحتلال في مدينة القدس هذه الأيام وبالأمس هدمت جرافات الاحتلال عددا من بيوت المواطنين في مناطق مختلفة من المدينة المقدسة وأقرت في المقابل بناء عدد كبير من المباني الاستيطانية.. وهذه العملية المزدوجة، أي الهدم لنا من جهة والاستيطان من جهة أخرى لهم، ليست جديدة ولا طارئة وإنما هي ممنهجة وتستهدف تغيير واقع القدس ومحاصرتها بالجدار والاستيطان والحفريات والحدائق العامة والتضييق على أبنائها وغير ذلك من الممارسات والإجراءات، وهذه السياسة ليست جديدة، فالمدينة المقدسة تتعرض ومنذ الاحتلال في عام 1967م الذي بدأ فورا بهدم حارة المغاربة وتشريد سكانها لتوسعة ساحة البراق أو الهيكل الذي يتحدثون عنه، وحتى اليوم. والأهم والأخطر في مخططات الاحتلال سعيهم الشيطاني لتغيير واقع الحرم القدسي والتمهيد لبناء الهيكل المزعوم، وذلك من خلال الاقتحامات المتكررة والدعوات العلنية التي تقودها جماعات موغلة بالتطرف ومستوطنون يدعون علنا ومرارا إلى بناء الهيكل واقتسام المكان والزمان في الحرم القدسي الشريف.
فالاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى لم تتوقف لحظة من قبل المستوطنين والمتطرفين والطلاب وأعضاء الكنيست بمساندة عناصر من الجيش والشرطة والمخابرات لاقتحام قبة الصخرة المشرفة والمصلى المرواني وصولا إلى منبر صلاح الدين، بهدف دخول الحرم من أكثر من بوابة واحدة وفي كل الأوقات، أيضا بهدف جعل العالم، ونحن والعرب والمسلمون في المقدمة، يتقبل ويعتاد على هذه الممارسات، وكانت تصريحات محمود الهباش أول هذه الدعوات للسماح للمتطرفين اليهود لإقامة الصلوات داخل المسجد الأقصى تمهيدا لتقبل تهويده وهي تصريحات ومواقف يندى لها الجبين، حين نجد أيضا بعضاً من الدول العربية تفتح أبوابها وقاعاتها لاستقبال المسؤولين والوزراء ورجال الأعمال والرياضيين الصهاينة، وأن منتجاتهم وبضائعهم تغرق الأسواق العربية، في حين ينفق العرب المليارات هنا وهناك ويبخلون على القدس ببعض المال. وإلى آخر هذه الاسطوانة المشروخة من المواقف والممارسات المخجلة بحق القدس والشعب الفلسطيني المرابط في المسجد الأقصى وأكنافه.
إنهم مخطئو الظن، فالغطرسة بالقوة التي يحتمون خلفها، والتمادي بالاعتداءات التي يمارسونها تحت سقف الضعف العربي أو التجاهل أو الانشغال بالقضايا الداخلية، لن تدوم طويلا، والسياسات التوسعية والتهويدية ضد بلد الإسراء والمعراج، ستنقلب عليهم فعلا، فالقدس عاصمتنا وتاريخنا وحضارتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ولا حل بدون القدس ولا سلام بدونها ولا تنازل عنها أو فيها .. كلنا متفقون على هذه الحقائق ولا نقاش في ذلك مهما تعددت الاتصالات والمقترحات وكثرت الزيارات والوساطات ولا اعتراف جزئي ولا ضمني بيهودية الدولة التي ستجردنا من حقنا التاريخي في فلسطيننا وقدسنا.
فمدينة القدس ضحية لاحتلال غير مشروع واقع عليها منذ عقود وسؤالها لا يزال عالقًا، وحله بإرجاع المدينة إلى طبيعتها في الخارطة الفلسطينية وإزالة وإنهاء هذا الاحتلال عنها ووقف كل أشكال التهويد والتخريب فيها وعدم المساس بالمسجد الأقصى المبارك ووقف اعتداءات المتطرفين عليه وعلى الأماكن المقدسة العربية الإسلامية والمسيحية وإعادتها إلى مكانتها المقدسة كأولى القبلتين وثالث الحرمين.
هل يستطيع كيري تجاهل حماس في أي تسوية قادمة؟!
بقلم إبراهيم المدهون عن المركز الفلسطيني للاعلام
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مقصود تهميش حركة حماس من أي لعبة سياسية قادمة، وتتجاهل حضورها الفاعل وترفض إشراكها في عملية التسوية بسبب عدم اعتراف الحركة بإسرائيل، ولاستمرارها بتبني الخيار العسكري، ولرعايتها للمقاومة الفلسطينية المسلحة، ولعدم التزام حكومتها بجميع الاتفاقات غير المنصفة للشعب الفلسطيني، فيحاول كيري الاستفراد بالضلع الفلسطيني الأضعف المتمثل في الرئيس محمود عباس لابتزازه والضغط عليه لتقديم المزيد من التنازلات.
ترفض السلطة الفلسطينية من جهتها إشراك حماس في المفاوضات، وذلك لطبيعة العقلية الفتحاوية القائمة على احتكار التمثيل والقرار الفلسطيني، أما الاحتلال الإسرائيلي فيعمل على تقسيم المقسم، وعزل الضفة عن غزة، والتعامل مع كل كيان على حدة وبأسلوب مختلف، ومن هنا تلتقي إرادات الأطراف المختلفة لتجاهل وجود قطاع غزة وحركة حماس.
حماس الغائب الحاضر في مفاوضات كيري، بصفتها العنصر الأقوى بالمعادلة الفلسطينية، ولامتلاكها الكثير من أوراق الضغط والقوة، كفوزها بالانتخابات الفلسطينية الوحيدة، وشرعيتها المستمدة من جماهيريتها وحضورها ومقاومتها، ولسيطرتها المحكمة على قطاع غزة، وبنائها المتين للجناح العسكري كتائب القسام، وقدرتها على إشعال مواجهة كبيرة مع الاحتلال في الوقت الذي تريده.
لحماس أيضا حلفاء وامتداد إقليمي مهم وفاعل وقادر على دعمها وحمايتها في مواجهة التحديات، لهذا العمل على استثناء حماس من المشهد السياسي لن يخدم الرؤية الامريكية وسيعرقل خططها التصفوية، والاكتفاء بإشغال الحركة بحصار غزة وإغراقها في تشابكات الواقع المصري لن ينجح بإضعاف سيطرتها وحضورها وتأثيرها على أي اتفاق قادم.
سيناريوهات المفاوضات الجارية معقدة جدا، ووصلت لطريق مسدود، ولا أعتقد أنها ذاهبة لدولة فلسطينية كما يريدها عباس، ففلسطين التاريخية لا تحتمل دولتين مهما حاول كيري التذاكي. فخطة الاحتلال المعلنة تقوم على إحكام السيطرة الاسرائيلية على ما تستطيع من أراض الضفة، وتحويل ما تبقى منها لكنتونات متفرقة وإغراق الأردن باللاجئين الفلسطينيين بدلا عن عودتهم لأراضيهم المحتلة عام 48، وأن تبقى غزة حبيسة التطورات الدراماتيكية المتعلقة بقرارات حماس وقدرة النظام المصري على تغيير الواقع هناك.
الاحتلال الاسرائيلي لن يخاطر بحرب على حركة حماس في الوقت الراهن لأهداف سياسية، إلا إن أجبرته المقاومة على ذلك بعملية نوعية مفاجئة، وأعتقد أن حماس اذكى من التورط بمواجهة مع الاحتلال في هذه الفترة التي يعاني فيها الإقليم العربي من مأزق التشتت والحرب الاهلية.
القضية الفلسطينية تتعرض لعملية تصفية مركزة وممنهجة، ولا أمل اليوم إلا في اتخاذ حركة حماس قرارات صعبة غير تقليدية والتفكير خارج الاطار كما عودتنا دائما للخروج الفلسطيني الآمن من تسونامي الضغوط الأمريكية، وكما وقفت حماس في وجهة أوسلو واستطاعت استثمار المشهد فإنها قادرة أن تعيد الكرة من جديد.
أزمة أوكرانيا تهيئ لتهجير يهودها إلى فلسطين
بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
بينما يستفحل الانقسام الداخلي في أوكرانيا ويتصاعد الصراع الغربي - الروسي على النفوذ فيها، تتخذ المنظمات الصهيونية واليهودية من انعدام الأمن الناتج عن ذلك ذريعة لحث من لم يهاجر بعد من يهود أوكرانيا إلى فلسطين المحتلة إلى اللحاق بمن سبقهم إليها، والنتيجة الحتمية المتوقعة لذلك هي إطلاق موجة هجرة يهودية جديدة تعزز الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.
إن حجم الدور اليهودي في استغلال الأزمة المتفاقمة في الجمهورية السوفياتية السابقة مغيب عن أضواء الإعلام، مع أن تلك المنظمات قد دعمت وحرضت على "تغيير النظام" في أوكرانيا ورعت الدور القيادي الذي لعبه يهودها في "ميدان الاستقلال" في العاصمة كييف لكنها في ذات الوقت تشن الآن حملة دولية واسعة تصور يهود أوكرانيا بأنهم معرضون للخطر وتدعوهم إلى الرحيل عن كييف وعن أوكرانيا بكاملها، وتستنجد بدولة الاحتلال الإسرائيلي لإنقاذهم.
في الثالث من شباط الماضي قال مدير اللجنة اليهودية الأوكرانية إدوارد دولينسكي لوكالة "جويش تلغرافيك ايجنسي" إنه طلب من وزير خارجية دولة الاحتلال أفيغدور ليبرمان المساعدة في إرسال "وفد من محترفي الأمن الإسرائيليين لتقييم الاحتياجات الأمنية للمؤسسات والمنظمات اليهودية في أوكرانيا".
وفي الحادي والعشرين من الشهر ذاته حذر رئيس "مؤسسة التفاهم العرقي" مارك شناير في يومية "فوروورد" اليهودية من خطر استخدام يهود أوكرانيا كـ"كبش فداء" لسوء حظ الأوكرانيين، مذكرا بتاريخ العنف ضد يهود أوكرانيا الذي أودى بحياة أكثر من مائة ألف منهم في القرن السابع عشر.
وفي اليوم التالي نقلت هآرتس عن معاريف العبريتين قول الحاخام الأوكراني موشي روفين آزمان إنه حث يهود كييف على الرحيل "عن مركز المدينة أو عن المدينة بكاملها وحتى عن البلاد إن أمكن" بينما حثت سفارة دولة الاحتلال في كييف يهودها على عدم الخروج من بيوتهم.
وفي اليوم الذي تلاه ذكرت "جويش تلغرافيك ايجنسي" أن الوكالة اليهودية العالمية أعلنت بأنها سوف تقدم "مساعدات فورية طارئة" ليهود أوكرانيا وتساعدهم في حماية أمن المؤسسات اليهودية فيها.
وفي الرابع والعشرين من الشهر أصدر رئيس المؤتمر اليهودي الأوكراني ومالك قناة "جويش نيوز 1" التلفزيونية فاديم رابينوفيتش بيانا قال فيه إن علاقة المحتجين مع الطائفة اليهودية "متسامحة وسلمية" وأن "أي ادعاءات تقترح العكس هي استفزازات فحسب".
لكن "ذى تايمز أوف إسرائيل" في اليوم التالي ذكرت أن رئيس الجمعية اليهودية الأوروبية الحاخام مناحيم مارجولين بعث رسالة إلى رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب فيها بصفة عاجلة "إرسال حراس أمن مدربين لحماية التجمعات اليهودية في المدن والبلدات الأوكرانية" لأنها تشعر بالعجز في مواجهة "الموجة المتنامية للهجمات المعادية للسامية". وفي اليوم ذاته قالت "ذى جويش ويك" في نيويورك إن "الاضطرابات في أوكرانيا قد تركت واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في أوروبا على المحك".
وكانت المؤلفة ومديرة دراسات أوروبا الشرقية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، اميليا جلاسر، تنشر مقالا في اليوم ذاته قالت فيه إن "بعض اليهود المولودين في أوكرانيا ممن هاجروا إلى (إسرائيل) وخدموا في جيشها قد عادوا إلى كييف ... من أجل وضع خبراتهم العسكرية موضع التطبيق"، مضيفة أن "عددا كبيرا من منظمي الاحتجاجات عبر أوكرانيا هم من المثقفين اليهود: فنانون ومدرسون وأكاديميون ضمن آخرين من أعمار مختلفة" وكذلك فعل "كثير من اليهود البارزين".
وفي التاسع من الشهر الماضي خاطب اليهودي الفرنسي برنار - هنري ليفي المحتجين الذين احتلوا "ميدان الاستقلال" في كييف، وهو الذي حرض على غزو حلف الناتو لليبيا وقبل ذلك على التدخل العسكري الأميركي في البوسنة وقد وصفته الجروزالم بوست بأنه يحتل المرتبة (45) بين اليهود الأكثر نفوذا في العالم.
وتذكر تقارير الأخبار أن زعيم الحزب النازي الجديد "الحرية" الذي قاد أعمال العنف وخطف الاحتجاجات السلمية، تياجنيبوك فروتمان، هو نصف يهودي لكنه يعلن بأن "المافيا اليهودية الروسية" تسيطر على أوكرانيا، وأن مصرف "برافيتبانك" الذي يملكه اليهودي ايغور كولومويسكي من الممولين لهذا الحزب الذي تتخذ المنظمات الصهيونية واليهودية من نازيته حجة لإثارة الذعر في أوساط يهود أوكرانيا وذريعة لحثهم على الرحيل إلى فلسطين المحتلة.
وكانت الجروزالم بوست العبرية في الثالث عشر من كانون الأول الماضي قد ذكرت بأن "اليهود الشباب كانوا في الخطوط الأمامية للاحتجاجات ضد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش"، واقتبست من الناشطة اليهودية الكسندرا أولينيكوفا قولها إن "أصدقائي كانوا في خطوط القتال الأمامية ضد القوات" الحكومية، وأن "بعض اليهود الأوكرانيين الشباب ممن يعملون مع منظمات دولية" يهودية كانوا "ناشطين حقا" في تقديم الدعم وفي "تنظيم المتاريس".
وبالرغم من كل ذلك قال رئيس اللجنة اليهودية الأوكرانية دولينسكي للصحيفة العبرية إن لجنته "شجعت" يهود أوكرانيا على "زيادة الأمن في كل مكان يهودي عام" خشية وقوع ما سماه "استفزازات" ضد اليهود ولهذا الغرض "تحدثنا أيضا مع اللجنة الأميركية اليهودية المشتركة ومع اللجنة اليهودية الأميركية ونود دعوة خبراء أمنيين إسرائيليين وغيرهم من اليهود من أجل وضع خطة أمنية شاملة" تحمي يهود أوكرانيا من الفوضى الأمنية التي يقومون بدور قيادي في خلقها!
ويتضح من هذه الأمثلة أن أوكرانيا قد تحولت إلى ساحة مفتوحة مستباحة لـ"الخبراء الأمنيين" الإسرائيليين واليهود يصولون ويجولون فيها بحجة حماية أمن اليهود.
ولا يحتاج المراقب إلى كثير من الاجتهاد للاستنتاج بأن هذه الحجة ليست إلا ذريعة للتغطية على دورهم في استغلال أزمة أوكرانيا، كما استغلوا الأوضاع المماثلة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، لتنظيم هجرة من تبقى من يهودها إلى فلسطين المحتلة، حيث تسابق دولة الاحتلال الإسرائيلي الزمن لتعديل الميزان الديموغرافي الذي يعمل لصالح عرب فلسطين.
فهجرة يهود العالم إليها في تراجع، وفي سنة 2011 لم يهاجر منهم إليها سوى (17500) فقط، وهذا أدنى معدل للهجرة في تاريخها كما كتب بن بيرنباوم في الواشنطن تايمز في الثامن من آذار من العام التالي.
وحسب ما كتبت د. بتسي جيدويتز في "مركز القدس للشؤون العامة" الإسرائيلي في الخامس عشر من أيار 2007، هاجر (315) ألف يهودي أوكراني إلى فلسطين منذ عام 1989. وكان اسحق بن زيفي ثاني رئيس لدولة الاحتلال من يهود أوكرانيا وقد وصفهم بأنهم كانوا "رأس رمح الحركة الصهيونية المعاصرة".
ونقلت "جويش تلغرافيك ايجنسي" عن الوكالة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي أن حوالي (200) ألف يهودي ما زالوا في أوكرانيا وكانت دائرة الإحصاء الأوكرانية قد ذكرت بأن عددهم كان (106) آلاف عام 2001 لكن معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي قدر عددهم عام 2005 بـ(84) ألفا. وحسب موسوعة "ويكيبيديا" فإنهم كانوا عام 2012 خامس أكبر جالية يهودية في أوروبا والحادية عشرة في العالم.
الصلاة في جبل الهيكل..
بقلم غسان الشامي عن فلسطين اون لاين
لا يتوانى الصهاينة في كل ساعة عن الحديث عن آمالهم وأحلامهم العنصرية ونواياهم الخبيثة تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك، فهم يواصلون طرح الخطط الماكرة والمشاريع التهويدية الخطيرة، فضلا عن فرض المزيد من الضغوطات على الفلسطينيين من أجل دفعهم للقبول بمشاريع وقرارات الدولة العبرية وعلى رأسها الاعتراف بـ " يهودية الدولة".
أقدم الكنيست الصهيوني حديثًا على طرح خطوة خطيرة تتمثل في مناقشة مشروع قرار سحب الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى والمقدّسات الفلسطينية وسحب التفويض القديم الممنوح للأردن بالإشراف على المسجد الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وذلك ضمن السياسات الصهيونية والمخططات الماكرة من أجل فرض السيطرة الكاملة لليهود على المسجد الأقصى وما يسمونه (جبل الهيكل).
ويعد قرار فرض السيادة اليهودية على القدس من أخطر المشاريع والقرارات منذ عام1967م، حيث صرح عضو الكنيست الصهيوني عن حزب الليكود " موشيه فايغلين " هو صاحب هذا المشروع " إذا أراد المسلمون أن يصلوا في جبل الهيكل فسنسمح لهم، ولكن بشروط أن يقبلوا الحق المطلق على المكان".
ويكشف مشروع قرار السيطرة اليهودية على المقدسات الفلسطينية نوايا صهيونية خبيثة تتواءم مع مشروع "يهودية الدولة" الذي تطرحه (إسرائيل) وواشنطن كشرط أساسي في الخطة الأمريكية الجديدة "خطة كيري"، وحديثا صادقت دولة الكيان الصهيوني على مشروع قانون يقضي بحظر تسجيل أي جمعية لا تعترف بـ (إسرائيل) دولة يهودية.
تتغول دولة الكيان العبري كل يوم في طرحها مشاريع السيادية الصهيونية ويهودية الدولة على الفلسطينيين، كما تواصل تنفيذ العشرات من مشاريع التهويد في القدس ومناطق الضفة المحتلة، كما تستمر الاقتحامات الصهيونية للقدس والاعتقالات وتهديد المقدسيين وسياسات هدم المنازل ضمن مسلسل الجرائم اليهودية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما أصدر الكنيست الإسرائيلي مؤخرا قراراً بتعيين لجنة فرعية خاصة لبحث ملف ما أسمته "صعود اليهود إلى جبل الهيكل"، فيما يسعى الصهاينة إلى تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع من خلال العمل على تكثيف وتهيئة الأوضاع والأرضية لاقتحامات يهودية جماعية، وفتح المجال أمام المستوطنين لتأدية طقوس تلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك، كما طالب أحد أعضاء الكنيست بزيادة حجم القوات العسكرية المتمركزة داخل الأقصى وفي محيطه من أجل تشكيل حماية قوية لليهود عند تنفيذ اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.
وتجري استعدادات وتحضيرات صهيونية على مستوى عالٍ لاستقبال عيد الفصح العبري الذي يصادف منتصف شهر نيسان (أبريل) القادم، وذلك لتنظيم اقتحامات يهودية جماعية للمسجد الأقصى وطقوس تلمودية خلال العيد، لتؤكد على وجود نوايا صهيونية خبيثة لتنفيذ سلسلة اعتداءات كبرى على الأقصى وتضييق الحصار على القدس.
كما تفيد مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال الصهيوني كثفت من اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك خلال العشر سنوات الماضية، حيث تسارعت الحفريات وصور القمع وتم مصادرة المئات من الأراضي والاعتداء على الأماكن التاريخية والأثرية وتغيير أسماء الشوارع في القدس، كما زاد عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، في سعي صهيوني يتمثل بفرض واقع جديد على المسجد الأقصى.
ويشار إلى أن الصهاينة بدؤوا منذ عام 2007م بالتحضيرات الفعلية لبناء الهيكل المزعوم من خلال تجهيز المخططات والمجسمات ونشر الصور والخرائط الصهيونية والقيام بالحملات الدعائية والترويجية للهيكل وهدم تلة المغاربة وتوسيع الاستيطان في القدس وإصدار المئات من قرارات هدم منازل المقدسيين، وغيرها من السياسات الصهيونية الهادفة لعزل المسجد الأقصى المبارك عن محيطه الإسلامي والعربي وإزالته عن الوجود.
أمام هذه الاعتداءات اليهودية على القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ أهلنا المرابطون في القدس في ثورة دائمة، حيث تجد المئات من شباب القدس والمرابطين وطلبة مصاطب العلم يقفون سدا منيعًا في وجه الاقتحامات الصهيونية ويحرسون المسجد الأقصى من جرائم العدو، هم وهبوا أرواحهم للقدس والمسجد الأقصى، وهم يدافعون عن شرف الأمة وطهرها وهم يقدمون الغالي والنفيس من أجل القدس والمسجد الأقصى، أمام جهود أهلنا المرابطين في القدس تجد أشراف العرب والرؤساء لا يحركون ساكنًا سوى الخطابات والبيانات التي لا ترتقي درجة للتنفيذ أو التحرك الفعلي بالدعم المادي لأهل القدس والمرابطين فيها..
والرسالة التي أوجهها للزعماء والبرلمانات العربية أن القدس والأقصى في خطر كبير، متى التحرك من أجل إنقاذ القدس والمسجد الأقصى المبارك قبل أن يحقق المحتل مخططاته لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم؟!..
