أقــلام وآراء إسرائيلي (606) الخميس 17/04/2014 م
في هــــــذا الملف
تعلموا العربية...على رغم أن العربية لغة رسمية في اسرائيل لا يُقبل الوسط اليهودي وجهاز التربية على دراستها وتدريسها كثيرا
بقلم: يردين سكوب،عن هآرتس
أشتاق لغولدا
بقلم: أوري بار ـ يوسيف،عن هآرتس
من يتسهار ستخرج التوراة
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس
بوتين في معركة حياته
بقلم: بوعز بسموت ،عن اسرائيل اليوم
لا بديل… واصلوا طريق السلام
بقلم: أريئيلا رينغل هوفمان،عن يديعوت
أوقفوا المفاوضات
بقلم: حجاي سيغال،عن يديعوت
تعلموا العربية
على رغم أن العربية لغة رسمية في اسرائيل لا يُقبل الوسط اليهودي وجهاز التربية على دراستها وتدريسها كثيرا
بقلم: يردين سكوب،عن هآرتس
حتى قبل تنفيذ اصلاح الوزير شاي بيرون في شأن شهادات الثانوية العامة، كان أحد أبرز قراراته مضاءلة تدريس اللغة العربية. فقد استقر رأيه في كانون الثاني الاخير على أن يسري واجب تدريس هذه اللغة في المدرسة الاعدادية فقط؛ واستقر رأيه على التخلي عن الزام تدريسها في الصف العاشر الذي أضيفت اليه وحدة واحدة في شهادة الثانوية العامة. وعلل بيرون قراره بعد ذلك بزعم أن جعل هذا الموضوع موضوعا اختياريا سيجعله أكثر جاذبية وأقل تنفيرا في نظر الطلاب.
وفي واقع الامر وعلى حسب معطيات وزارة التربية، جرى واجب تدريس العربية في الصف العاشر على 37 مدرسة فقط في أنحاء البلاد. وكان عدد الطلاب الذين تقدموا لتأدية امتحان الثانوية العامة (البغروت) في وحدة واحدة في نهاية 2012، كان 3947 طالبا. هذا الى أن واجب دراسة العربية في المدارس الاعدادية غير موجود ألبتة في المدارس الرسمية الدينية، ويمكن في عدد من المدارس الرسمية الاختيار بين العربية والفرنسية. في 2013 تقدم لتأدية امتحان الشهادة الثانوية العامة في خمس وحدات باللغة العربية، 2234 طالبا فقط، وهو عدد يكاد يساوي عدد الذين تقدموا في 2012.
لكن مشكلة تدريس العربية المركزية لا تنبع بالضرورة من عدد الطلاب أو من مدة الدراسة بل من سؤال ما الذي يدرسونه بالضبط وما هو العلم الذي يُجمع في مدة سنوات التدريس الست في جهاز التربية. ‘توجد مشكلة كبيرة في انجازات الطلاب وهم غير قادرين على التأدية بعد ست سنوات دراسة’، يقول البروفيسور محمد عمارة وهو لغوي اجتماعي في معهد بيت بيرل للتربية. ‘اسأل طلابي في بداية المساقات التدريسية ما هي اللغات التي يعرفونها، ولا يقول حتى من درس ست سنوات إنه يعرف العربية. ويخجل الطلاب لأنهم يعلمون أنه لا يمكن فعل أي شيء جدي بعلمهم. والسؤال ما هو العلم الذي نتحدث عنه وما الذي يمكن أن يُفعل بهذا العلم’.
إن المشكلة التي يثيرها عمارة معروفة منذ سنوات، لكن يبدو أنه لم يوجد لها حل الى الآن. تعتبر العربية واحدة من أكثر اللغات تعقيدا في العالم، ومن جملة اسباب ذلك أنها لغة ذات لهجتين الاولى تُستخدم للاتصال اليومي والاخرى تُستخدم لاتصالات أكثر رسمية (العربية الأدبية أو العربية السليمة الحديثة)، ولهما صفات لغوية مختلفة. هذا الى أن أكثر الطلاب ليست لهم معرفة سابقة بالخط العربي كمعرفتهم بالخط اللاتيني.
وفي اسرائيل أضيف الى العربية تعقيد آخر اجتماعي وتاريخي فهي لغة يراها كثيرون لغة العدو، ولغة مهددة. ‘إن الوضع الاجتماعي السياسي يفضي الى أن تكون قيمة اللغة العربية أدنى وكذلك الباعث على دراسة هذه اللغة ايضا’، يُبين البروفيسور عمارة، ‘إن المواقف منها سلبية وهم في المدارس لا يحثون الطلاب على دراسة اللغة، فهي لم تصبح لغة الجار ولغة الثقافة ولغة المنطقة بل ما زالت تُرى لغة العدو. والذين يحسنون دراسة اللغة العربية هم الذين يربطونها بالأمن. إن دراسة لغة ما تحتاج الى ظروف صالحة ومشجعة في المحيط الخارجي وفي محيط المدرسة’.
ثار في جهاز التربية مدة سنوات الجدل في الطريقة التي ينبغي بها تدريس العربية. هل ينبغي حصر العناية في اللغة العربية الأدبية التي تُمكن الطلاب من القراءة والكتابة والترجمة لكنها لا تُمكنهم كما يبدو من اجراء حوار بسيط أم في اللغة العامية التي تُمكن الطلاب من انشاء صلة بمن حولهم؟.
ذكرت لجنة اشتغلت بهذا الشأن في 2012 من قبل مبادرة البحث التطبيقي في التربية عن الاكاديمية القومية للعلوم، ذكرت أنه ‘لا يوجد تحديد واضح لاهداف تدريس العربية في جهاز التربية العبري: هل هدف الدراسة هو انشاء صلة بالعرب في البلاد بمنح القدرة على الحديث؟ ومنح القدرة على الاتصال المباشر بما يجري في الشرق الاوسط (بمنح القدرة على فهم وسائل الاعلام باللغة العربية)؟ أو فتح منفذ لدين الاسلام وثقافته؟ يعتقد الفريق أن تحديد الاهداف مهم لأنه منها تُشتق اهداف الدراسة في كل واحدة من مهارات اللغة الاربع′. وقد ورد في بدء التقرير ما يلي: ‘يمكن على العموم أن نقول إن أكثر مواطني اسرائيل من خريجي جهاز التربية العبري لا يفهمون العربية ولا يرون الأدب العربي مصدر إلهام للفكر والابداع′.
وقالت اللجنة في استنتاجاتها إن ‘هدف تدريس اللغة العربية يجب أن يكون انفتاحا على عالم الشرق الاوسط والاسلام بمنح القدرة على فهم نصوص. وينبغي جعل فهم العربية الأدبية هو الهدف الأعلى لتدريس اللغة العربية في التربية العبرية بسبب سعة استعمال هذه اللغة وكونها لغة وحيدة مشتركة للعالم المتحدث بالعربية كله’.
لكن يوجد من لا يوافقون على هذا الرأي ويعتقدون أن مشكلة تدريس هذا الموضوع كامنة في التأكيد المبالغ فيه للعربية الأدبية، وأن الطلاب تخيب آمالهم لأنهم لا يستطيعون اجراء حديث حتى بعد سنوات دراسة. كتب الدكتور يونتان مندل وهو باحث مشارك في معهد فان لير رسالته في الدكتوراة عن تدريس اللغة العربية في اسرائيل. ‘إن سؤال ما الذي أعرفه من العربية بعد ما درسته يُسأل في بدء الطريق. وهو يتكرر في كثير من التقارير منذ بداية خمسينيات القرن الماضي’، يقول. ‘يشعر كثيرون بـ ‘أنني درست العربية ولا أعرف شيئا”.
ويقول إنه ‘نشأت هنا لغة جديدة ‘عربية اسرائيلية’، مخصصة لليهود فقط وتستعمل لقراءة الصحف ولاحتياجات استخبارية. وتكاد تكون لغة لا يمكن الحديث والاتصال بها تُنقل وتُدرس في حدود واضحة. بحيث يُدرس اليهود يهودا آخرين. وفي حين أن المدرس الذي تكون العربية لغته الاولى تكون له الميزة في بلدان اخرى، يصبح ذلك نقصا هنا. فهذه لغة بدل أن تستعمل في نهاية المطاف جسرا يُمكن من الاتصال تُستعمل حاجزا بين دارسيها ومتكلميها’.
يشير مندل الى التوجيه الامني لدراسة اللغة العربية: ‘إن صورة دراسة هذه اللغة ينحصر في القدرات السلبية للترجمة والاستماع وليس ذلك أمرا عارضا. فحينما يكون التوجه المركزي للدارسين عسكريا وحينما يكون الجيش هو المستهلك المركزي لمتحدثي اللغة يؤثر ذلك في القدرات اللغوية المدروسة’.
يقول مندل: ‘إن مسألة الأدبية والعامية تثور في دول اخرى وليست هي المسألة الوحيدة. يجب ويمكن التأليف بين دراسة الأدبية والعامية وهذا أمر يجري في العالم. والسؤال ما مبلغ استعدادنا للدراسة وما مبلغ استعدادنا للتغير اذا كنا نريد حقا وبصدق أن يعرف أبناؤنا الذين يعيشون في هذا البلد، العربية، أو نفضل فقط اسقاط الواجب اذا كنا مستعدين لتغيير الوضع أعني تدريس العربية بصورة مختلفة دون الصلات الامنية ومع مكان مركزي لمتكلمي هذه اللغة في التدريس وكتابة كتب التدريس وتحديد السياسة’.
إن احدى الخطط الأنجح اليوم لتدريس العربية في اسرائيل هي مبادرة خاصة من صندوق ابراهيم. إن ‘يا سلام’ خطة لتدريس العربية في الصفوف الخامس السادس، وهي تُدرس اليوم في ربع المدارس الرسمية في اسرائيل. و90 بالمئة من المعلمين الذين يُدرسون فيها عرب. وتُعرف هذه الخطة في منطقة الشمال بأنها الزامية بفضل تجنيد مديرة المنطقة الدكتورة أورنا سمحون نفسها. لكن المدارس الرسمية الدينية هناك ايضا لا تشارك فيها بسبب معارضة قيادة التربية الرسمية الدينية إدخال معلمين عرب الى المدارس. ‘نعتقد أن يكون باعث أكبر على الدراسة اذا كانت أكثر اثارة للتجارب الحية واذا درسوا قدرا أكبر من الثقافة’، يُبين دادي كومين، مدير مجال التربية في مبادرة صندوق ابراهيم، ‘يوجد الآن هدر للموارد في الظاهر اذا دُرس الكثير جدا وخابت آمال الطلاب’. ويقول: ‘جاءت الخطة بعد رسم خرائط لتدريس العربية. فقد أردنا أن نجعل بدء التدريس أبكر وأن نطيل مدة التدريس وأن نعطي بالعربية الاتصالية التي هي أساس العربية العامية، ورويدا رويدا في الصف الخامس والسادس بيقين يدرسون الحروف ويتعلمون القراءة والكتابة. ولا يتم ذلك من قبل لأنهم يعاملون العربية دائما على أنها لغتان عامية وأدبية’. ويفخر كومين بأنه يوجد ‘في الخطة تأليف بين الثقافة العربية واللغة العامية والمدرسات العربيات. ويكون ذلك على نحو عام أول لقاء مع عربي في المحيط الطبيعي للتلميذ. ويأتي الاولاد الى المدرسة الاعدادية مع علم باللغة العربية ويستطيعون أن يثرثروا باللغة العربية’.
في هذه الحالة ايضا يجعل النقص في الموارد توسيع الخطة لتشمل مناطق اخرى أمرا صعبا. وعادت وزارة التربية فأعلنت أن دراسة العربية في الصف الخامس الزامية في منطقتي حيفا والجنوب ايضا، لكن شهادات ميدانية تُبين أن مدارس قليلة فقط تجيز الخطة. ويعملون في الوزارة الآن على خطة لتدريس العربية في المدارس الابتدائية ايضا، وفي الخطة التدريسية الجديدة بالعربية التي أُدخلت الى الجهاز في 2009، أضيف جزء ادارة حديث أساسي في اللغة. إلا أنه ليس من المؤكد أن يكون مدرسو العربية الموجودون اليوم في الجهاز قادرين على تنفيذ التغييرات.
إن الدكتور ألون فيردمان هو عضو لجنة موضوع اللغة العربية ومُركز تدريس اللغة العربية في قسم دراسات الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون.
ويقول: ‘إن أكثر المعلمين الذين نتلقاهم لا يعرفون الحديث باللغة. فهم ضحايا ضحايا ضحايا الطريقة. وكلنا أسرى منظومة استمرت منذ سنوات كثيرة، ويجب أن يحدث شيء دراماتي جدا يغير الوضع. فهم لا يعرفون الحديث ولا يعرفون النطق كما يجب. ويشبه ذلك حال معلمة تعرف الجمع والطرح ولا تعرف الضرب والقسمة’.
توجد اليوم مسارات لاعداد مدرسين للعربية في معهدي تربية فقط. وبرغم أنه يوجد في اسرائيل معلمون عرب كثيرون من أبناء هذه اللغة، فان 13 بالمئة فقط من مدرسي العربية في الجهاز من أصل عربي. ويقول فيردمان: ‘ينقص الجهاز اليوم الكثير من مدرسي اللغة العربية وتوجد مدارس لا تستطيع تنفيذ واجب الواجب الدراسي في الاعدادية وسيزداد الامر سوءً. والمتوقع أن يتقاعد في السنوات القريبة عشرات من المعلمين كثيرون وسيُحتاج في غضون سنتين الى خمس سنوات الى 200 مدرس′.
ويوافق ايضا على أنه ‘يجب على أحد ما أن يسأل ما هي الاهداف. هل نحن لسنا قادرين على البقاء فيما كان مناسبا قبل عشرين ثلاثين سنة. كيف يمكن دراسة لغة دون التحدث بها؟ لا نريد أن تصبح العربية لاتينية، ولا تُبغضوها الى الطلاب’.
إن دراسة العربية مجدية بصورة خاصة في الجيش الاسرائيلي. تُبين موظفة كبيرة في الاعداد للعربية في سلاح الاستخبارات أنه يمكن في غضون ستة اسابيع تدريس شباب قبل أن يجندوا اللغة في مستوى الكتابة والفهم: ‘إن الرفاق الذين يدرسون في سلاح الاستخبارات هم رفاق يعيشون ويتنفسون ويشتغلون في كل لحظة بالعربية، ويُحادثونهم بالعربية طول الوقت حتى إن ترتيبهم في الصف يكون بالعربية’.
ولا توافق الموظفة الكبيرة على رأي أن للجيش الاسرائيلي والتفكير الامني تاثيرا كبيرا جدا في تدريس اللغة العربية في جهاز التربية: ‘إن رأينا مهم لكننا لا نستطيع أن نحدد بالضبط المضامين والاهداف. ومن معرفتي لمضامين وزارة التربية لا اعتقد انها تلائم حاجات الجيش فقط. بل توجد اشياء اخرى كثيرة وذلك حسن’. وتضيف مع ذلك أن مندوبي جهاز الامن التقوا اصحاب مناصب في جهاز التربية كي ‘يبينوا ما هي حاجاتنا وليجعلوا عددا اكبر من الاشخاص الذين يشتغلون باللغة يأتون الى مجال الشغل. لأنه اذا كان يوجد اشخاص يدرسون العربية لكننا لا نستطيع أن نأتي بهم الينا فما حاجتنا الى ذلك، إن ذلك من الخسارة’.
اتفق الاشخاص المشتغلون بهذا الشأن جميعا على شيء واحد وهو أن ما ينقص هو رؤية بعيدة المدى كما هي الحال في مجالات اخرى في الجهاز، ونصب اهداف لسنوات قادمة والقدرة على احرازها. ويطلب مندل الاهتمام بجانب يتعلق باللغة العربية يمكن أن يغير فورا.
ويسأل: ‘لماذا يسمون العربية لغة اجنبية ثانية؟. إن اسرائيل دولة العربية فيها لغة رسمية يتكلم بها 20 بالمئة من السكان باعتبارها لغة الأم. وإن نحوا من 50 بالمئة من اليهود لهم أصول عربية على نحو ما، وهي لغة كانت حتى القرنين 12 13 أساسية بين اليهود لها صلة ايضا بالدين اليهودي وبالجمهور اليهودي الاسرائيلي ولها صلة بالمنطقة التي نعيش فيها. وبرغم ذلك تدرس على أنها لغة اجنبية ثانية بعد الانجليزية ومساوية في قيمتها للفرنسية. إن العربية ليست لغة اجنبية ويجب ألا تعتبر كذلك أو تدعى كذلك. لكنهم في اسرائيل ولزيادتها غربة يضيفون كلمة ‘ثانية’ بعد ‘اجنبية’. فيجب تغيير المصطلح لكن يجب تغيير الجوهر قبل كل شيء’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أشتاق لغولدا
بقلم: أوري بار ـ يوسيف،عن هآرتس
لم أكن أبدا ممن أعجبوا بغولدا مائير. ومع أنه كان في سلوكها الشخصي كرئيسة للوزراء جوانب محببة، الا انها كانت في نظري دوما المسؤولة الرئيسة عن السلوك الاسرائيلي الرافض في الاتصالات مع مصر في السنوات ما قبل حرب يوم الغفران، السلوك الذي شهدنا نتائجه في تلك الحرب.
ولكني بدأت مؤخرا اشتاق لغولدا. والمسؤول اكثر من أي شخص آخر عن هذه الاشواق هو رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. إذ عند مقارنة طريقة سلوكه الملتوية في المفاوضات مع الفلسطينيين بطريقة سلوك غولدا، تبرز مع ذلك أربعة فوارق مبدئية، تشرح لماذا كانت هي سياسية أيضا، بينما كان نتنياهو ولا يزال زعيما عديم كل رؤيا واقعية.
الفارق الاول يتعلق بالفكر. غولدا، مثل كل رفاقها في القيادة ومثل معظم الجمهور الاسرائيلي في حينه، لم تصدق بان العرب سيكونون مستعدين لان يسلموا في أي وقت من الاوقات بوجود اسرائيل. ولهذا فقد رفضت كل خطوة سياسية، كان من شأنها برأيها ان تؤدي الى انسحاب الى خطوط 67 ومرابطة الجيوش العربية على حدود اسرائيل، في ظل خلق تهديد وجودي جديد عليها. ولكن عندما آمنت غولدا بذلك، لم يكن السادات قد هبط في البلاد بعد، وكان اتفاق السلام مع مصر موضوعا غامضا، وليس عنصرا اساسيا في أمن اسرائيل منذ 35 سنة، والعالم العربي لم يعرض علينا انهاء النزاع وتطبيع العلاقات بيننا مثلما تفعل الجامعة العربية اليوم.
لم يتعلم نتنياهو تاريخ النزاع. ومع انه لا يقول علنا ان ‘البحر هو ذات البحر، والعرب هم ذات العرب’، الا انه عمليا يتصرف مثل اسحق شمير، وكأنه لم يطرأ اي تغيير في مواقف العالم العربي منذ 1967. سياسة الرفض لديه اكثر تطرفا وهي أقل منطقية وعقلانية من سياسة غولدا.
فارق ثان يتعلق بحجوم التهديد. فالتهديد العربي الذي تصدت له غولدا كان مبنيا على الاف الدبابات، المدافع والطائرات، التي في ظروف معينة يمكنها أن تشكل خطرا وجوديا على اسرائيل. غولدا، التي شهدت حرب التحرير والازمة التي سبقت حرب الايام الستة، رأت في سيناريو الاجتياح العسكري العربي الكبير خطرا حقيقيا، حتى وان كانت موازين القوى مع الجيوش العربية قد تغيرت منذ حرب الايام الستة في صالح الجيش الاسرائيلي.
أما لنتنياهو فثمة قليل من الكوابيس الاستراتيجية، ولكن من الصعب التصديق بان في احلامه الاكثر سوادا يتصور تهديد اجتياح كهذا. فبعد كل شيء نتنياهو هو الاخر يعرف بان التهديد العسكري العربي يوجد في سياق مواظب من التآكل منذ نهاية السبعينيات، وهذا السياق يصل اليوم الى ذروته، مع تفكك الجيش السوري. صحيح أنه يوجد تهديد صاروخي من جانب حزب الله وحماس، ولا يجب الاستخفاف به، ولكنه بعيد عن أن يكون تهديدا وجوديا.
السياسي الحكيم يحافظ على تناسب معقول بين أخذ المخاطر وبين شدة التهديد. يمكن الادعاء بان غولدا مالت في هذا الموضوع الى التشدد وهكذا فوتت الفرص في تحقيق السلام ومنع الحرب، ولكن كان لمخاوفها على الاقل اساس متماسك ما. ومقابلها يظهر نتنياهو كجبان، ويمتنع عن أن يأخذ اي مخاطرة أمنية، حتى وان كانت صغيرة، الامر الذي في نهاية المطاف قد يضع اسرائيل امام مخاطر أكبر بكثير.
الفارق الثالث يتعلق بخريطة الحدود ما بعد التسوية. فقد كان يمكن لغولدا ان تقع في الاوهام في أن بوسع اسرائيل ان تحتفظ باجزاء كبيرة من المناطق التي احتلتها في العام 1967. هكذا اعتقد في حينه الجميع تقريبا. اما نتنياهو فقد بات يعرف بان اسرائيل أعادت كل سيناء، حتى آخر سنتيمتر مقابل السلام مع مصر. كما أن اسرائيل أعربت عن استعدادها للعودة الى الحدود الدولية مقابل السلام مع سوريا، وخرجت من كل قطاع غزة دون أي تسوية مرحلية. كما يعرف نتنياهو ما هو الموقف الدولي بالنسبة لحدود التسوية بيننا وبين الفلسطينيين. ومع ذلك فانه يتمسك بالاعتقاد بان الموقف المتصلب الذي يصر على المساومة سيبقي بيد اسرائيل اراض كبيرة في الضفة وهو مستعد لان يفشل الفرصة لتحقيق التسوية على أساس هذا الاعتقاد وكأن ليس لتجربة الماضي وواقع الحاضر اي معنى.
وأخيرا توجد مسألة ثمن استمرار الجمود. فعندما اختارت غولدا تجميد الوضع القائم على التقدم السياسي، كانت تعرف بان الثمن قد يكون الحرب. ولكنها اعتقدت، تماما مثل الجميع، بان الحرب التالية ستكون مثابة اليوم السابع لحرب الايام الستة. اما نتنياهو، كما من المعقول الافتراض فليس لديه اوهام كثيرة في هذا الشأن. وعلى جدول الاعمال تقف عقوبات سياسية واقصادية، تقليص الدعم الامريكي، انتفاضة مسلحة أو غير مسلحة في المناطق، تفاقم العلاقات مع جيراننا وغيرها.ي ليس واضحا اذا كانت كل هذه التهديدات ستتحقق، ولكن من المعقول الافتراض باننا سندفع ثمنا غير قليل على الفشل السياسي المحدق امامنا.
ولكن ما يقلق نتنياهو هو تقليض الاضرار من خلال القاء الذنب على الفلسطينيين، وليس منع المخاطر والسير باسرائيل الى الامام نحو مستقبل افضل. هذه رؤيا رجل مبيعات وليست رؤيا سياسي مسؤول. ومع زعيم كهذا ثمة مكان للاشواق. حتى لغولدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من يتسهار ستخرج التوراة
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس
‘كيف يمكن القتال للقضاء على ظاهرة ‘شارة الثمن’ بالتوازي مع اتخاذ سياسة مشابهة تجاه مواطنين عاديين؟ هل تتخذ هذه السياسة، على سبيل الخلاف، تجاه اعدائنا العرب… وهل عندهم ايضا تهدم المنازل غير القانونية كعقاب على الارهاب الذي يقومون به؟’ بالفعل، هذه التساؤلات طرحتها سكرتارية مستوطنة يتسهار في رسالة علنية بعثت بها الى وزير الدفاع. اساسها ليس المطالبة بالمساواة في الوحشية التي يمارسها الجيش الاسرائيلي تجاه اليهود والعرب، بل منح مكانة قانونية لاعمال شارة الثمن. وكما يذكر فانه طالما يتبنى الجيش الاسرائيلي طريقة الارهاب للمستوطنين، فليس فقط لا توجد امكانية للقضاء على الظاهرة بل ان الجيش الاسرائيلي يمنحها الشرعية. ‘معادلة يتسهار’ تقضي بان هدم المنازل غير القانونية الذي أمر به موشيه يعلون هو عمل عقابي على ثقب دواليب سيارات ضباط الجيش الاسرائيلي. وعلى عملية رد كهذه مسموح الرد بـ ‘شارة ثمن’.
الجزء المشوق في هذا الحوار يكمن في النقاش العملية الذي يجري في يتسهار في مسألة اذا ما وفي أي ظروف مسموح المس بالجيش الاسرائيلي. ولا يزال البحث لم يحسم ومشكوك أن يحسم وهو بالتأكيد لا يتعلق فقط بيتسهار. هذا مفهوم شامل يشارك فيه مستوطنون كثيرون، وبموجبه يستخدم الجيش من قبل حكومة مستعدة لان تتخلى عن المناطق، تخرق الاوامر الالهية وتذعن للضغوط الامريكية. وبصفتها هذه فانها حكومة طغاة، غير جديرة بان تحتفظ بالاحتكار على وسائل العنف.
حسب فكرهم، فان القيادة عديمة القيم، لا تعمل دوما بشكل ديمقراطي، متورطة جنائيا وتقوم بالمناورات. من ناحيتهم، القيادة تعمل بشكل غير ديمقراطي كي تخرجهم من اراضيهم بشكل ‘غير مناسب وضار’، هكذا وصف رئيس المخابرات، يورام كوهين، قبل سنتين، أساس معتقد ‘الجمهور الايماني’. في محاضرة في شباط 2012 وجه اصبعا دقيقة عندما تحدث عن مجموعة مستوطنين فقدت الثقة بالدولة: ‘يدور الحديث عن مجموعة متطرفة تضم بضع عشرات من النشطاء، توجد اساسا في يتسهار… قرروا العمل بطريقة الارهاب وفرض الرعب والذعر على حكومة اسرائيل. ولما كانوا لا يستطيعون المس بالحكومة وبالجيش الاسرائيلي، فانهم يمسون بالعرب والمقدسات الدينية. ونحن نتعامل مع هذا كارهاب… عموم الجمهور في المناطق يحترم القانون ولا يمارس العنف’.
الخطأ الاساس في اقوال كوهين هو الاعتقاد الذي تبدد بان ‘هم’ لا يمكنهم ان يمسوا بالحكومة وبالجيش؛ الخطأ الثاني هو الاعتقاد بان الوباء لا يوجد الا في اوساط بضع عشرات من المستوطنين في يتسهار؛ والخطأ الثالث يتعلق بتعريف عملهم كارهاب. فاضرار المستوطنين بجنود الجيش الاسرائيلي يعود عهده الى عهد بداية الاستيطان. فالحاخام موشيه لفينغر لم يتردد في البصق على الجنود والضباط. زوجته صفعت الضابط على وجهه والمستوطنون ثقبوا عجلات السيارات وهددوا حياة القادة العسكريين. ولم يحصل في اي حالة ان اتهم المنفذون (هذا اذا اعتقلوا اصلا) باستخدام العنف وحتى زعران شارة الثمن ليسوا ارهابيين. ورفض رئيس الوزراء طلب المخابرات تعريفهم كمنظمة ارهاب واكتفى بتعبير أرق بكثير تجمع غير مسموح به.
ما حصل في يتسهار، وما سيحصل في اماكن اخرى ليس ارهابا بل حملة لخلق ميزان رعب وردع بين ما هو مخول لممارسة العنف وبين من يشكك بمجرد قانونية هذه الصلاحية. إذ ان القبض على المشاغبين، وهؤلاء ليسوا فقط ثاقبي العجلات وممزقي خيام الجنود، بل وايضا كل من سارع الى حمايتهم. فالجيش الذي يستخدم تكتيك ‘شارة الثمن’ ليس جيشا شرعيا. والادق هو أن هذا هو جيش عصابات وزعران. وكبديل، من يرى في مثل هذا الجيش جسما شرعيا يسوغ على اي حال بذلك اعمال شارة الثمن. في الحالتين، تتحول ‘شارة الثمن’ من عملية ارهاب الى مقياس للشرعية تهدد صلاحية الجيش الاسرائيلي ومكانته كصاحب السيادة في المناطق. هذه هي التوراة التي تخرج من يتسهار، ولكنها لن تتوقف في بواباتها. وهي ستزحق وتستولي على كل المستوطنات. للجيش الاسرائيلي توجد قوة هائلة، يمكنه أن يعمل ضد ايران وضد حماس، ولكن في المعركة على الشرعية انتصر المشاغبون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بوتين في معركة حياته
بقلم: بوعز بسموت ،عن اسرائيل اليوم
بعد أقل من شهرين ستجرى انتخابات الرئاسة في اوكرانيا، لكن يبدو أن مستقبل أكبر الدول الاوروبية متعلق على الخصوص بمصير المنطقة الشرقية منها. أصبح الكرملين يهدد منذ كان ضم شبه جزيرة القرم بالفعل بضم شرق اوكرانيا ايضا وهي منطقة كثيرة المناجم يسكنها ربع الـ 45 مليونا من مواطني اوكرانيا.
بيد أن روسيا التي تعلم أن تأييد الانضمام الى روسيا بين سكان الشرق أقل مما كان في القرم، تراهن على احداث فوضى في الشرق تسهل بعد ذلك ابتلاع الشرق وهضمه.
ويأملون في موسكو أن تفضي الفوضى التي ستنشأ في الوقت نفسه الى انجاز آخر وهو تأجيل الانتخابات التي يفترض ان تعيد النظام والقانون الى اوكرانيا لأنه كيف يمكن اجراء انتخابات في اثناء حرب أهلية؟.
يدير فلادمير بوتين بنفسه المعركة الاوكرانية التي اصبحت بالنسبة اليه معركة حياته: فرئيس روسيا يؤمن بأن الطريق لاعادة روسيا الى مكانة القوة العظمى تمر باوكرانيا. ومن المنطق أن نفرض أنه اذا نجح في تحقيق طموحه فلن يقف هناك. بيد أن شبه جزيرة القرم كان المحطة الاولى ولا شك في أن سهولة الضم التي لا تحتمل زادت في شهوته. وليس عند الغرب الذي لا زعامة له خيارات كثيرة اخرى لمواجهة روسيا سوى تشديد العقوبات الاقتصادية والغاء جوازات كبار المسؤولين الروس.
أمر رئيس اوكرانيا المؤقت توتشينوف أمس ببدء ‘عملية على الارهاب’ في شرق الدولة. وبينوا في كييف أن العملية ‘ستجري على مراحل، وبصورة مسؤولة’. وهم في عاصمة اوكرانيا يعلمون جيدا أن السيناريو الذي يناسب الروس هو وقوع مصابين كثيرين فموسكو تريد دما في الشرق وقد نشرت بسبب ذلك أمس أنه قتل 11 شخصا في استيلاء الجيش الاوكراني على قاعدة سلاح الجو في كرمتوكس في اقليم دانتسيغ. إن الحكومة المؤقتة في اوكرانيا في شرك، وكما صاغ ذلك محلل صحيفة ‘تلغراف’ ديفيد بلير: ‘اذا ردت كييف بعنف زائد يفضي الى مصابين كثيرين من المعسكر الموالي لروسيا فانها ستستدعي بذلك تدخلا عسكريا من روسيا التي ستزعم أنها تعمل على حماية مواطنيها. لكن اذا ترددت كييف وتأخر ردها فستنجح موسكو في زيادة نشاط العصابات المسلحة الموالية لروسيا في الشرق، وسيفضي هذا السيناريو ايضا الى نتيجة مشابهة وهي سيطرة روسية فعلية على شرق اوكرانيا’.
لا شك أن الازمة في اوكرانيا يمكن أن تفضي الى ازمة دولية كبيرة. فهذه اول مرة في واقع الامر منذ انتهت الحرب الباردة تبتلع فيها ارض من دولة اوروبية على يد جارتها.
والغرب ايضا في شرك: فهو من جهة يريد ان يعاقب روسيا وان يردعها ايضا وهو معني من جهة اخرى بالحفاظ على علاقات طيبة بموسكو من اجل المستقبل ومن اجل حل ناجح لصراعات اخرى (سوريا وايران).
كيف يفعلون ذلك؟ ليس ذلك واضحا. ويوجد الآن من يعملون على صيغة تتنازل بها اوكرانيا نظريا عن القرم وتتنازل روسيا عن اوكرانيا. ولا احتمال لحدوث ذلك بحسب علاقات القوى اليوم وسلوك بوتين في مواجهة اوباما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا بديل… واصلوا طريق السلام
بقلم: أريئيلا رينغل هوفمان،عن يديعوت
كل ما قيل عن قتل رجال قوات الامن، عشية العيد، صحيح ودقيق. صحيح قول رئيس الوزراء انه خلف هذه العملية يقف تحريض متواصل. صحيح قول وزير الدفاع بانه محظور التنازل، وان دولة اسرائيل لن ترتاح ولن تسكت الى أن يعثر على المسؤولين عن القتل ومعاقبتهم.
جديرة وهامة هي الحياة، والاسى على فقدانها عظيم هو الاخر. ولكن بالذات في هذه اللحظة صحيح وهام ايضا القول ان هذه العملية، مثل عمليات اخرى قبلها، مثل تلك التي لشدة الألم ستأتي إذ هكذا تحصل الامور في أماكننا محظور ان توهن أيدينا. وأن الحرب الكبيرة يجب أن تكون الحرب في سبيل السلام، في سبيل التسوية التي ليس لها بديل، وليس في مطاردة القتلة، أو حبسهم أو معاقبتهم.
ولماذا نحن ملزمون بان نقول هذه الامور الان، وبصوت واضح؟
لانه لا يوجد بديل. لانه اذا لم يقل في هذه اللحظة السيئة، فان الصوت الذي سيسمع سيكون صوت رئيس وزراء حماس، اسماعيل هنية، الذي رحب بالعملية، الذي قال انها أعادت طريق المقاومة.
الصوت الفرح لرئيس الوزراء هذا الذي يعيش مواطنوه في فقر مدقع، وحكومته، منذ زمن بعيد، لا توفر احتياجاتهم الاساسية، ومنذ سنوات تختار أن تستثمر المقدرات التي ليست لديها وليست لشعبها في تشجيع الارهاب على أنواعه المختلفة.
بما في ذلك العشرات إن لم يكن مئات ملايين الشواكل في الانفاق التي تجتاز الجدار.
لنقل الان ما يلي: لن يمس اي مجرم بايماننا بالسلام، بجهودنا لتحقيق التسوية، وان هذه ليست متعلقة بالنية السيئة لهنية وأمثاله. بل العكس، هذا هو واجب حكومة اسرائيل نحو ابنائها، نحو الجميع وكذا نحو اولئك الذين يدعون الان الى الثأر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أوقفوا المفاوضات
بقلم: حجاي سيغال،عن يديعوت
لقد التزمت قيادة جهاز الامن أمس بان تضع يدها بسرعة على الخلية الاجرامية التي عملت قرب حاجز ترقوميا. هذا اعلان تلقائي باعث على اليأس. وهو يأتي في ذروة مفاوضات حثيثة لتحرير آخر بالجملة للمخربين، والجمهور يفهم منذ الان بانه حتى لو القي القبض على القتلة من جبل الخليل في أقرب وقت ممكن فهم لن يحتجزوا في السجن على مدى الزمن. فالسلطة الفلسطينية، التي تجد صعوبة الان في ان تخرج على لسانها بيان شجب ستنظم لنفسها احتفال الاستقبال للابطال المحررين.
وفي اعلان نتنياهو ايضا بان القتل ينبع من التحريض ثمة شيء ما باعث على اليأس. فاذا كان ابو مازن يحرض على القتل، فلماذا نواصل الحديث معه؟ وكيف حصل اننا نسمح بمجرد التحريض؟ فكل بث وسائل الاعلام الفلسطينية يوجد في متناول يد الجيش الاسرائيلي. وفقط اذا ما شئنا، يمكن ان نعطله في غضون لحظة. المشكلة هي اننا لا نشاء.
لقد دفعنا هبوط مستوى العمليات في السنوات الاخيرة الى ان نستخف بظاهرة الكراهية الرهيبة في الطرف الاخر. وتطور قدرة الاحباط لدى المخابرات الاسرائيلية أغرانا لان نفكر بانه يوجد هنا ايضا تغيير في الاجواء. أردنا أن نصدق بان ابو مازن افضل من عرفات. تنكرنا للحفلات الجماهيرية التي نظمها الرئيس للمخربين القتلة، والشوارع التي دعاها في رام الله على أسماء الشهداء.
ان موت المقدم باروخ مزراحي يفترض أن يحررنا من غلاف النكران. محظور علينا أن نكتفي برد طفيف، فقط لان الحديث يدور ظاهرا عن حدث شاذ نسبيا في السنوات الاخيرة. ضربة واحد كافية، دون أن ندخل هنا الى التفاصيل العملياتية ستوضح لجيراننا الاشرار بان اسرائيل لا تسلم حتى بحقنة صغيرة من العمليات. والا، فانهم سينتقلون بالتدريج الى الحقنة العالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
