أقــلام وآراء إسرائيلي (610) الثلاثاء 22/04/2014 م
في هــــــذا الملف
السعودية تتأرجح
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
ربح ايران الصافي
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
المفاوضات عالقة
بقلم: شالوم يروشالمي،عن يديعوت
لماذا توجه الفلسطينيون الى الامم المتحدة؟
بقلم: بن درور يميني،عن معاريف
حاجز يعلون
بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
لا تفسدوا علاقات إسرائيل بروسيا
بقلم: لورد أمنون ،عن معاريف
السعودية تتأرجح
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
النبأ الرسمي الذي نشر هذا الاسبوع باسم عبدالله ملك السعودية اكتفى، كالمعتاد، بتقرير موجز عن ‘الاعفاء بناء على طلبه’ لبندر بن سلطان، من منصب رئيس المخابرات واستبداله بالجنرال يوسف الادريسي.
ظاهرا، هذا تغيير آخر في المناطق ينفذه الملك في السنتين الاخيرتين. كما أن التفسير هو الاخر عادي ظاهرا، وذلك لان الامير بندر ابن الـ 65 يعاني من عدة أمراض. وقد خضع في الاشهر الاخيرة لعلاج طبي في الولايات المتحدة وأمضى بعد ذلك فترة الشفاء في المغرب. ولكن بندر الذي عين قبل سنتين فقط في منصبه لم يتطوع للاستقالة ومشكوك أن يكون توقع البيان الملكي الذي أنهى، مؤقتا على الاقل، الدراما الجارية في البلاط الملكي منذ سنة.
في نهاية شهر اذار هبطت طائرة الرئيس اوباما في الرياض في محاولة لتحسين العلاقات مع المملكة التي بدأت تبرد منذ شهر تشرين الاول عندما كانت المفاوضات بين القوى العظمى الست وايران في مسألة النووي على وشك الاختراق الذي أدى الى الاتفاق المرحلي. وقد هزت قصة الغرام الامريكية الايرانية المملكة التي ترى في ايران خصما ومنافسا سياسيا، دينيا وايديولوجيا، ليس فقط في الشرق الاوسط بل وفي وسط آسيا ايضا.
الامير بندر، ابن من كان ولي العهد، سلطان (الذي كان لنحو نصف يوبيل وزير الدفاع في السعودية وقائد الجيش في فترة حرب الخليج الاولى) أصدر عندها بيانا غير مسبوق جاء فيه ان السعودية ستنظر في انعطافة في سياستها تجاه الادارة الامريكية. فتأهبت واشنطن، حيث أن اوباما على علم جيد بخيبة الامل السعودية من قراره عدم الهجوم في سوريا في أعقاب استخدام السلاح الكيميائي، كما أنه يعرف الاحباط السعودي من عجز الادارة في معالجة النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، الاحباط الذي نجح في أن يهدىء قليلا منه بفضل نشاط وزير الخارجية جون كيري. ولكنه تبين للادارة الامريكية أغلب الظن بان الامير بندر ينتقد سياستها بالذات على مسمع من الخصوم الجمهوريين، ويشجعهم على مهاجمة سياستها من على كل منصة ممكنة ولا سيما في الكونغرس.
وحسب تقارير في السعودية، فقد كان الرئيس اوباما هو الذي طلب من الملك احالة بندر من منصبه كي يهديء الالتهاب الذي اشتعل في علاقات الدولتين.
بندر، الذي خدم كسفير للسعودية في واشنطن على مدى 22 سنة، وعاد الى وطنه في العام 2005 كان دوما رجل بوش الابن والابن. بل انه في واشنطن حظي بلقب ‘بندر بوش’.
وبين عائلة بوش والاسرة المالكة نسجت على مدى السنين علاقات تجارية واسعة ومنفعة متبادلة، شخصية وسياسية، جعلت السفير الملياردير وجه السعودية في الولايات المتحدة. وتمتعت السفارة السعودية في عهد ولايته بحماية دائمة من الجهاز السري، وكان لبندر قدرة وصول حرة في كل وقت الى الغرفة البيضاوية.
وعندما وقعت عمليات 11 ايلول، كان بندر هو الذي نجح، بخلاف موقف الـ اف.بي.آي، في نيل إذن خاص لنقل الطلاب السعوديين الى السعودية في الوقت الذي حل فيه حظر طيران في كل الولايات المتحدة. زوجة بندر، الاميرة هيفاء، اشتبه بها في حينه بعلاقة مع الوسيط ورجل الاموال اللذين عملا في خدمة القاعدة، ولكن التحقيق توقف.
انتخاب اوباما لم يجمد العلاقات بين العائلتين، ولكن البيت الابيض أصبح غرضا مشبوها. ورغم أن التجارة بين الولايات المتحدة والسعودية تطورت، والسعودية التي تحتفظ بأرصدة عملة صعبة بحجم نحو 650 مليار دولار، استثمرت مالا طائلا في سندات الدين الامريكية، أثارت سياسة اوباما في الشرق الاوسط قلقا بلغ ذروته في ثورة 25 يناير في مصر.
واعتبر تأييد اوباما غير متحفظ لحركات الاحتجاج ودعوته مبارك الى ترك كرسيه، في نظر السعودية كخيانة سواء على المستوى الشخصي أم على المستوى الايديولوجي. ثورة محبي الديمقراطية التي من شأنها أن تنتقل الى دول الخليج، هي آخر ما يتمناه الملك.
بعد أربعة ايام من بدء المظاهرات في مصر، حذر عبدالله اوباما من الضغط على مبارك للاعتزال، والسماح له بان يشرف على اجراءات التحول الديمقراطي في الدولة وان يعتزل بعد ذلك فقط. وتعهد عبدالله ايضا بانه اذا ما اوقفت الولايات المتحدة مساعدتها لمصر فان السعودية ستملأ مكانها.
وتعاظم الضغط السعودي عندما حظي الاخوان المسلمون في الانتخابات الاولى للبرلمان المصري بعد الثورة باغلبية ساحقة بل واكثر من ذلك عندما فاز محمد مرسي بالسباق للرئاسة.
وسمعت المدائح التي اطلقتها الادارة الامريكية في حينه عن المسيرة الديمقراطية في مصر مثابة الشتيمة في آذان السعودية. ويعد التأييد الامريكي لحكم الاخوان المسلمين دعوة تشجيع للاسلاميين في المملكة والتي تدور ضدهم منذ بضع عشرات السنين معركة ضروس مضرجة بالدماء والضحايا.
وتنفست السعودية الصعداء عندما عزل مرسي في حزيران 2013 واستولى الجيش على الحكم، ولكن التلوي الامريكي وموقف الكونغرس والادارة ضد ما اعتبر بشكل غير رسمي كانقلاب عسكري، وحررت كل كوابح الاعلام السعودي حين غمر هذا المجال العام العربي بانتقاد لاذع للرئيس الامريكي براك اوباما.
وبينما الخلاف مع واشنطن هو كالزيت في عظام بندر فان الجدال في البيت الابيض بدأ يكثف السحب من فوق رأسه. بندر، كرئيس المخابرات كان مسؤولا ايضا عن سياسة السعودية في سوريا. وكان هو الذي وجه المملكة نحو موقف حازم طالب بالتدخل العسكري، العربي والدولي. ومارس ضغطا سعوديا على الاردن كي يكون ليس فقط قاعدة لتدريب الثوار بل ومنطلق لهجوم عسكري ضد نظام الاسد. ووجد بندر مصادر تسليح في اوكرانيا ودول اخرى، ونقل تمويلا سخيا لجماعات الثوار.
ولكن في ذات المعركة شجع ايضا متطرفين سعوديين للخروج الى الجهاد ضد الاسد. وطور في سوريا بعضا من الميليشيات المتطرفة التي يرتبط بعضها بعلاقات طيبة مع القاعدة. ونال بندر بالفعل اسنادا من الملك، ولا سيما لانه وعده بان هزيمة الاسد قريبة.
أثارت رعاية الثوار السعوديين قلقا عميقا في قلب وزير الداخلية شديد القوة، الامير محمد بن نايف، الذي كان أبوه وزير الداخلية وقبل أن يموت كان ايضا بين المرشحين لخلافة الملك عبدالله. محمد، مثل أبيه، أدار صراعا لا هوادة فيه ضد المنظمات المتطرفة في السعودية بل ونجح بقدر واضح في تقليص الارهاب الاسلامي في الدولة لدرجة ان قيادة القاعدة السعودية اضطرت الى الهجرة واقامة قاعدة لها في اليمن.
ويتمثل تخوف محمد بن نايف في أن يعود اولئك السعوديون الذين يقاتلون في سوريا الى وطنهم ليبثوا روح الحياة في الارهاب الاسلامي. وطالب بالكف عن ارسال المتطوعين بل واصدر أمرا يحظر على ابناء السعودية الخروج الى الحرب في سوريا.
وهكذا فقد اصطدم جبهويا مع بند وانتصر. في شهر شباط قرر الملك نقل ‘ملف سوريا’ من يد بندر الى يد محمد الكفيل هو نفسه أن يكون المرشح لخلافة الملك. وفي نفس الوقت عين عبدالله الامير مقرن، الابن الاخير للملك عبدالعزيز، ولي عهد لولي العهد الامير سلمان المريض بـالزهايمر. وكان مقرن هو رئيس المخابرات الذي حل بندر محله في تموز 2012، التغيير الذي نبع ايضا من الاخفاق في ادارة السياسة السعودية في سوريا.
يبدو مقرن في هذه اللحظة بانه المرشح المتصدر للخلافة، وابعاد بندر يأتي لتهدئة تراشق الضربات السياسية في البلاط الملكي. وسيكون الخلاف المتوقع التالي أغلب الظن بين الامير محمد وبين مقرن، والسؤال هو اذا كان الملك ابن التسعين ترك منذ الان وصية تضم اسم الملك التالي.
ستكون هذه هي المرة الاخيرة التي يقرر فيها الملك خليفته. فالملك التالي سيضطر الى التشاور والى أن يحصل على تخويل لجنة الامناء التي تضم 35 عضوا، وكلهم من ابناء العائلة الملكية.
يمكن لواشنطن على الاقل ان تكون هادئة فمعارضوها في البلاط الملكي قلوا، ويبدو أن الملك ايضا يفحص حلم اسقاط بشار الاسد بعينين مفتوحتين. وهي الان تنتظر ايضا الخليفة آملة بان يكون هذا هو الامير محمد، الذي ارتبط بعلاقات وثيقة بها واصبح رجل سر أوباما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ربح ايران الصافي
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
يستطيع العالم أن ينام في هدوء من وجهة نظر علي أكبر صالحي، وزير خارجية ايران في عهد احمدي نجاد والذي اصبح اليوم المسؤول عن الملف الذري في طهران لأنه يوجد اتفاق. هل يعني ذلك أن ايران تتخلى عن اجهزة الطرد المركزي لديها؟ يجب ألا نبالغ. بالعكس إن العدد قد يزيد. لكن لحظة، هل يعني ذلك أن منشأة الماء الثقيل في أراك يتوقع أن تغلق؟ لقد وقعتم على رؤوسكم. ستوجد هناك في الحاصل العام تغييرات تجميلية. وصحيح ايضا أنه سيوجد مراقبون ما بقي ذلك ملائما لايران.
نقول بعبارة اخرى إن ايران ستحتفظ لنفسها بالمسارين اللذين اختارتهما واللذين يُمكنانها من الحصول على القنبلة الذرية. ولن تتخلى عن ذلك أبدا وهما مسار اليورانيوم المخصب (الذي سمح لها به بمقدار منخفض في الاتفاق المؤقت في جنيف لكنها تستطيع الاستمرار على التخصيب) ومسار البلوتونيوم. وهذا ممكن في النهاية ايضا لأن طلب اغلاق المنشأة غير موجود. وباختصار، اذا كان الكلام صحيحا، فان ايران تحصل على اتفاق بسعر مخفض. فأين تشدد المجتمع الدولي على دولة ذات اقتصاد منهار؟.
يجب أن نفهم لماذا يحدث كل ذلك. لأن البقرة تريد أن ترضع أكثر مما يريد العجل أن يرضع. وبعبارة اخرى يريد العالم أن يمنح ايران اتفاقا كي لا يضطر الى القيام بالعمل الوسخ أكثر مما تريد هي اتفاقا، وهي تريد اتفاقا. إن ايران تريد أن تعيد بناء اقتصادها، وتريد أن تخرج من العزلة، وتريد تعاونا مع الغرب. لكن ايران تريد قنبلة ذرية ايضا. ولا تضيع ايران فرصة للكذب كما حدث في الفترة الاخيرة مع تصدير النفط، لكن من يهمه ذلك؟. إن الشأن الايراني بعيد عن أن ينتهي ولا سيما اذا أحرزوا اتفاقا هائلا كما يقول لنا صالحي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المفاوضات عالقة
بقلم: شالوم يروشالمي،عن يديعوت
‘أنا لا أحتاج بنيامين نتنياهو’، قال أول أمس الرئيس الفلسطيني أبو مازن للنواب من اليسار ممن زاروه. ‘انا لا احتاج أيضا رئيس الاركان. اعطوني ضابطا صغيرا، حتى ملازم، فأسلمه مفاتيح السلطة الفلسطينية. ها هي، خذ وأدر، وفي غضون ساعة أكون في الخارج’.
الكثير من الاحباط كان في قول ابو مازن هذا، والذي ترافق وحركات يد واسعة، رغم أنه بدا في اللقاء نفسه متسامحا ومتصالحا. فقد روى ابو مازن لضيوفه ما عرفوه جيدا، رغم كل التصريحات المتفائلة والنفي من تسيبي لفني. ففي اثناء الاشهر التسعة الاخيرة، منذ بدأت المفاوضات، لم نتقدم في شيء. الامور صعدت وهبطت، اجرائيا أيضا، ولكن احدا بعد لم يلمس بجدية ايا من المسائل الجوهرية: القدس، اللاجئين، المستوطنات أو حدود الدولة الفلسطينية.
أبو مازن، يقترح، بالتالي، بانه عندما تستأنف المفاوضات، يبحث الطرفان في الاشهر الثلاثة الاولى في موضوع الحدود. هذا في واقع الامر هو شرطه لاستئناف المحادثات. لنفترض أن هكذا حصل، واضح للجميع بان المفاوضات ستتفجر مرة اخرى، وبسرعة. فقد تعرفنا جيدا على هذه المسألة قبل بضعة اشهر، عندما وضع موضوع غور الاردن على الطاولة. ابو مازن لم يكن مستعدا لاي تواجد اسرائيلي على نهر الاردن. وأول أمس كشف النقاب امام محادثيه بانه وافق على تواجد أمريكي على النهر.
ما معنى الامر؟ ابو مازن لا يوافق على دولة فلسطينية يتحكم الاسرائيليون بحدودها. اسرائيل غير مستعدة لان يكون جنود أجانب مسؤولين عن هذه الحدود. فكيف سيكون ممكنا الوصول الى حل وسط في هذه المسألة الهامشية نسبيا؟ حتى وزير الخارجية جون كيري لم يجد لذلك جوابا، رغم أنه بعث الى هنا بجنرال امريكي مع مئة من رجال الطواقم والخبراء.
سقوط في الجهل
وفي هذه الاثناء فان لعبة الاتهامات المتبادلة في ذروتها. ادعاءات اسرائيل معروفة. وهي في نظر الكثيرين تعتبر مبررة. فالرفض الفلسطيني للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية مقلق. ابو مازن يحاول ان يري بانه هو بالذات الرجل الذي يقترب منا على مدى السنين، ونحن الذين ندحره.
‘وافقت على دولة مجردة’، قال ابو مازن للنواب حيليك بار، تمار زندبرغ ورفاقهما من اليسار. ‘وافقت على تبادل للاراضي. أنا الرجل الذي جاء الى الجامعة العربية وقال انه مستعد لتحل مشكلة اللاجئين بشكل يكون مقبولا من اسرائئيل ايضا. وافقت على طرف ثالث على الحدود. ماذا يريدون مني؟’. هذه الايام يقدم في تل أبيب معرض رائع للفنان الاسطوري ليوناردو دي فنشي، الذي كان يعيش في القرن الخامس عشر.
‘أسوأ شيء يمكن أن يحصل للفنان هو ان يعجبه فنه’، قال دي فنشي ذات مرة. يمكن ان نقول ذات الامر ايضا على السياسيين في الشرق الاوسط، الذين يعرضون حلولا خاصة بهم للنزاع، لا يمكنها أن تقدم أي شيء.
في هذه اللحظة . ورئيس الوزراء نتنياهو ملزم بايجاد حل يرضي بالذات نفتالي بينيت، في موضوع السجناء الاسرائيليين الذين يفترض أن يتحرروا في الدفعة التالية. معقول الافتراض بانه سيتم الوصول الى صيغة، حتى على حساب التفجير المؤقت للمفاوضات مع الفلسطينيين. فأحد لا يعتزم التوجه الى الانتخابات، ولا حتى بينيت.
بالمناسبة، ابو مازن وجد على حد قوله حلا ممتازا للتصريحات المتطرفة لبينيت، بوغي يعلون، زئيف الكين او داني دانون. ‘أنا أستمع لنتنياهو فقط. من ناحيتي هم ليسوا ذوي صلة’، قال ابو مازن اول امس لضيوفه وكشف عن بعد آخر من الجهل في السياسة الاسرائيلية. فنتنياهو متعلق بحزبه وبائتلافه. وحتى لو اراد ان يتقدم، فهما اللذان يربطان يديه وقدميه.
مسألة الاقصى
كلمة أخيرة عن الحرم. أول أمس بعث اليّ عيرا ربابورت، عضو مركز الليكود ورجل التنظيم السري اليهودي السابق، الرسالة التالية. ‘صحفي باحث كان سيكون أشد قليلا على وزير الامن الداخلي’، كتب ربابورت، من سكان مستوطنة شيلو. ‘الوزير يبعث الى يتسهار بوحدة مختارة كي تسيطر على ستة أو سبعة فتيان لم يستوعبوا بعد بانه توجد دولة. في الحرم عشرات المشاغبين العرب يرشقون الحجارة بهدف المس باليهود وبالشرطة ولالقاء شعب اسرائيل من بلاده، وليس للشرطة قوة لهم؟’.
‘فلعل الوزير يسيطر مثلما في يتسهار على المسجد الاقصى؟ ولكن أسئلة كهذه لن تسأل لان هذا لا يلائم الاجندة’، أجمل ربابورت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لماذا توجه الفلسطينيون الى الامم المتحدة؟
بقلم: بن درور يميني،عن معاريف
في الاسابيع الاخيرة انشغل جون كيري ومحللون وسياسيون في اسرائيل في محاولة تبرير الخطوة الفلسطينية للتوجه الى منظمات دولية كخطوة رد على تأخير تنفيذ النبضة الرابعة من تحرير السجناء والاعلان عن البناء في غيلو.
وتأتي وثيقة فلسطينية لتوضح بأن القصة مختلفة تماما. الوثيقة هي خلاصة للمفاوضات وتوصيات. والكاتب هو صائب عريقات. وكانت الوثيقة قدمت في شهر آذار ويوضح الموقف وخطوط العمل المذكورة فيها بأن الخطوات الفلسطينية كان مخططا لها مسبقا دون أي صلة بالمسرحية الرابعة.
الوثيقة التي صيغت لتبرير الخطوة الفلسطينية نشرتها دائرة المفاوضات التي يترأسها عريقات، وتقول الوثيقة بالنسبة للتوجه الى المؤسسات الدولية: ‘هذا تنفيذ لحقوق فلسطين ولا صلة لذلك بالمفاوضات أو بالوصول الى اتفاق’. وثيقة اخرى، استمرارا لطلب الانضمام الى جهات دولية، تكرر الطلب الذي لا مساومة فيه لتحقيق ‘حق العودة’.
ثمة أمر مقلق في هذه الوثائق. فهي تكشف موقفا فلسطينيا متطرفا، يوضح بأن احتمالات تحقيق حل وسط مع الفلسطينيين كانت قريبة من الصفر. هكذا، مثلا، المادة 4 في توصيات الوثيقة الاولى تقول: ‘معارضة الاقتراح الاسرائيلي في أن تكون الكتل الاستيطانية جزءاً من اسرائيل في كل تسوية دائمة’.
بمعنى أن الفلسطينيين لم يصروا فقط على رفض كل تواجد اسرائيلي في غور الاردن، بل اعترضوا ايضا على ما كان يُخيل كموضوع اجماعي. فابقاء الكتل في يد اسرائيل منصوص عليه سواء في مبادىء كلينتون، أم في صيغة جنيف، أم في اقتراح اولمرت، وكانت تلميحات حتى من جهة الجامعة العربية، بأنه سيكون اعتراف بتبادل الاراضي، بشكل يتضمن الكتل في نطاق اسرائيل.
ولكن ها هو يتبين أن الموقف الفلسطيني، كما يصوغه المسؤول عن المفاوضات هو موقف حتى يوسي بيلين وزهافا غلئون سيرفضاه رفضا باتا. في الماضي، تجدر الاشارة، عرض عريقات نفسه مواقف أكثر سواءً للعقل، في الوثيقة التي عرضها على الاتحاد الاوروبي. وحتى في محادثات طابا كان تقدم نحو توافق على ابقاء الكتل. بحيث أن الموقف في الوثيقة يبعث على القلق.
الوثيقة التي تحمل تاريخ 2/4/2014، تعنى بالسبب لتوجه السلطة الى المؤسسات الدولية، في ظل الخرق الفظ للاتفاقات السابقة التي أتاحت بدء المفاوضات: فالوثيقة توضح على النحو التالي: ‘هذا تحقيق لحق فلسطين وليس لذلك أي صلة بالمفاوضات أو بالوصول الى اتفاق’. بمعنى أن ليس تأخير الدفعة الرابعة فقد كانت هناك صفقة تضمنت تحرير عدد أكبر من الفلسطينيين، ويتبين أن ليس هذا ايضا الاعلان عن مزيد من البناء (الاعلان الزائد بحد ذاته).
وها هم الفلسطينيون أنفسهم يوضحون بأن التوجه الى المؤسسات الدولية كان مخططا مسبقا، دون أي صلة بما فعلته أو تفعله اسرائيل. الوثيقتان، كما كشف النقاب عنهما وترجمتا على يد الباحث يونتان دحوح هليفي، من المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية.
على هذه الخلفية، فان التساؤلات تتسع فقط. أولا، هذه سخافة اسرائيلية. وذلك لأنه بدلا من تنفيذ كشف دراماتيكي للموقف الفلسطيني الذي في رمته رفض تسببت اسرائيل في القاء المسؤولية على نفسها، في أنها لم تنفذ الدفعة الرابعة. مرة اخرى كانت اسرائيل محقة، ولكنها لم تكن حكيمة. مرة اخرى يعلن الفلسطينيون، في وثيقة خاصة بهم، بأن موقف الرفض بقي على حاله، ولكن اصبع الاتهام موجهة الى اسرائيل.
وثانيا، عندما تتهم حتى محافل المعارضة في اسرائيل، بمن فيها حزب العمل، نتنياهو في أن المسيرة السلمية كانت مجرد عرض عابث، فانها تكرر ذات الخطأ الذي يطيب لها: فهي تتجاهل اقوالا صريحة من الطرف الفلسطيني. يمكن ويجب النزول باللائمة على استمرار البناء في المناطق في اثناء المفاوضات. وقد فعل الموقع أدناه ذلك المرة تلو الاخرى، بما في ذلك في الاشهر الاخيرة. ولكن هذا لم يكن السبب في الازمة في المفاوضات. السبب مزدوج: الموقف الفلسطيني ايضا الذي لا يقبله معظم اليسار بل وخُطط مسبقا للتوجه الى المؤسسات الدولية في ظل خرق الاتفاقات.
هذه هي الحقائق، ولكن لدى الكثيرين من بيننا، كما هو معروف، توجد عادة نكراء. محظور تشويش العقل بالحقائق التي تتضارب والأوهام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حاجز يعلون
بقلم: أمير أورن،عن هآرتس
في احدى اللحظات المحبطة في مسيرة السلام الاسرائيلية المصرية، تفرغ الرئيس جيمي كارتر ليشغل نفسه بصداع آخر هو قبرص. فقد شجع كارتر، بحسب مجلد وثائق السياسة الخارجية لادارته الذي نشر هذا الشهر، شجع قادة اليونانيين والاتراك في الجزيرة على التحادث كثيرا. وكان ذلك هو درس القطيعة الطويلة بين مناحيم بيغن وأنور السادات. وقد سمى لقاءاتهما النادرة ‘تشويهات’. وكان ضرر هذه اللقاءات أكثر من نفعها لأن الطرفين يستنفدان قوتهما في ترتيب اللقاءات، ويحصران العناية بين لقاء ولقاء في تحليل اسباب الامتناع عنها، وهكذا يتحصن كل طرف في موقفه وعدالته.
يوجد في العلاقات بين ينيامين نتنياهو ومحمود عباس صدى خافت من العلاقات بين بيغن والسادات دون النهاية الطيبة لكامب ديفيد الاولى واتفاق السلام. والشيء العجيب أن نتنياهو كانت له علاقات عاصفة سيئة جدا وطيبة جدا بياسر عرفات الاشكالي على نحو سافر، أما عباس الرمادي فليست معه ازمات كبيرة ولا عناق حار بل مجرد اضاعة وقت بلا غاية.
إن أحد الفروق العظيمة بين بيغن ونتنياهو هو وزير الدفاع في حكومتيهما. منذ كان موشيه ديان في حكومتي اشكول وغولدا أصبح وزير الدفاع نائب الملك. إن وزير الدفاع الذي هو خصم فكري لا شخصي فقط قادر على إفساد جهود رئيس الوزراء لتجنيد دعم عام وسياسي لسياسته ولا سيما حينما يُعرض السلام على أنه ضد الأمن. في حكومات مشتركة بين الليكود والعمل، من الطبيعي أن يكون وزير الدفاع من قبل حزب العمل أكثر اعتدالا في برنامجه السياسي من رئيس وزراء من الليكود. وهذه لعبة أدوار مطلوبة. ومما هو أكثر اثارة أن نعلم التأثير الموازن لوزراء دفاع في رؤساء وزراء من احزابهم هم.
إن العينة في الحقيقة أصغر من أن تكون دعوى استنتاج علمي، لكن ينتج عنها قانون وهو أن وزير الدفاع في حكومة ليكودية يكون عن يسار رئيس الوزراء، وفي حكومة لحزب العمل عن يمينه. فقد التف وزير الدفاع شمعون بيرس عن يمين رئيس الوزراء اسحق رابين في سبعينيات القرن الماضي ووجد نفسه حينما كان رئيس الوزراء في ثمانينيات القرن الماضي وقد التف عليه وزير الدفاع رابين عن يمينه. وكان وزير الدفاع موشيه آرنس عن يسار رؤساء وزراء حكومتي بيغن واسحق شمير. وكذلك كان اسحق مردخاي في حكومة نتنياهو الاولى.
كان وزير الدفاع عيزر وايزمن رجلا رئيسا في مسيرة العلاقات الدقيقة بالسادات وكارتر. إن ادراك الوزن الحاسم للمساعدة الامريكية أكثر من 120 مليار دولار في العقود الاربعة الاخيرة بحسب حساب مُحدث نشره قبل اسبوع جهاز البحث في مجلس النواب الامريكي والطائرات والدعم السياسي يُبرد المؤمنين بالقتال من العسكريين الذين اصبحوا ساسة. فالوداع يا ارض اسرائيل الكاملة، وأهلا وسهلا بالولايات المتحدة الدافعة للمال.
في هذه النقطة دخل الصورة موشيه يعلون وأفسدها. فهو لا يزيد في اعتدال نتنياهو بل يستوطن عن يمينه. ولذلك سابقة واحدة فقط تنذر بالسوء هي سابقة شارون في حكومة بيغن الثانية.
ليس يعلون سياسيا بل هو تقني أمن. وقد كان شاؤول موفاز كذلك في حكومة شارون لكن موفاز ليس له أي اساس سياسي وكان مُعدا ليُستعمل أداة لسيطرة شارون على جهاز الامن وفيه رئيس الاركان يعلون ايضا. في الجيش الاسرائيلي يربون الضباط على أن يفكروا فوق رتبتهم برتبتين كي يفهموا تقديرات القيادات المعينة؛ فقائد الكتيبة يفترض أن يعلم كيف يفكر قائد الفرقة. لكن الوضع مختلف عند يعلون فقد بقي عالقا في منصبه السابق. فحينما كان رئيس اركان بقي قائدا لمنطقة المركز، وحينما أصبح وزير الدفاع بقي رئيسا للاركان (ويُمكنه بني غانتس الذي كان قائد منطقة الشمال تحت إمرته، من ذلك).
يطمح يعلون بوضوح الى أن يرث نتنياهو. وإن القوى الامريكية والاسرائيلية التي أحلت نتنياهو الحكم في الليكود قادرة على أن تسقط دعمها له اذا تجرأ على العدول يسارا، وأن تنقله الى يعلون. لو أراد وزير الدفاع لأصبح معبرا الى السلام أو حاجزا. لكن يعلون اختار أن يزيد في مخاوف نتنياهو لا أن يُهدئه. وستكون النتيجة السياسية والامنية مدمرة (وقد أصبحت كذلك).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا تفسدوا علاقات إسرائيل بروسيا
بقلم: لورد أمنون ،عن معاريف
إعتلى سفير روسيا في بولندة المنصة للحديث في الخيمة الكبيرة التي نصبت في معسكر بركناو. وذكر مؤكدا أن قوات الجيش الاحمر الروسي هي التي حررت اوشفيتس بركناو. وكان قائد القوة التي حررت المعسكر رائدا يهوديا. ولم يكن ذلك نزهة وفتح أبواب كما تبين من كلام السفير الروسي. فقد أشرف الضابط اليهودي الروسي على معركة دارت لاحتلال المعسكر من الالمان وقتل في المعركة نحو من 250 جنديا روسيا. وهذا من الاشياء التي لم تجهد وسائل الاعلام في اسرائيل ومنها الفيس بوك نفسها في تأدية تقارير عنها من زيارة وفد اعضاء الكنيست لاوشفيتش بركناو في نهاية كانون الثاني هذه السنة في يوم ذكرى المحرقة الدولية.
اعتيد اليوم ايضا أن يُزعم أن السلاح التشيكي بدعم سوفييتي هو الذي أنقذ الوضع في حرب الاستقلال. ويمكن أن نصف بذلك العلاقات بين اسرائيل وروسيا مدة القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين بأنها متجهمة ومرة احيانا لكنها حلوة وتكون احيانا شديدة الحلاوة. وانظر الى قصائد نتان يونتان الروسية.
كان يوجد في داخل المركز المعادي للسامية الذي كان يحكم سياسة الاتحاد السوفييتي نحو الاستيطان العبري في ارض اسرائيل ونحو دولة اسرائيل بعد ذلك، كانت توجد نواة موالية للصهيونية في الادارة السوفييتية ولا سيما وزارة الخارجية وبخاصة أندريه غروميكو. وكان يوجد دائما في داخل المؤسسة الصهيونية ناس اتصال تحملوا المخاطرة وحافظوا على علاقة قريبة بالعناصر الموالية للصهيونية في الاتحاد السوفييتي وكان أحدهم ناحوم غولدمان الذي حافظ على قناة اتصال بـ غروميكو منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي الى مطلع سبعينياته.
إن الغضب في البيت الابيض الذي غطته وسائل الاعلام بتوسع، على ‘موقف اسرائيل المحايد’ من المواجهة الروسية الامريكية حول الغزو الروسي للقرم وزعزعة اوكرانيا، يعيد النقاش في توجه اسرائيل الصحيح بين الكتلتين. إن رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية ليبرمان يسلكان في هذه الجولة خطا يخالف الخط الذي سلكه دافيد بن غوريون في مطلع خمسينيات القرن الماضي.
حتى لو لم تكن هذه هي بالضبط سياسة الحياد الذي أوصى بها بعد حرب الاستقلال اشخاص مثل كوبا رفتن، وموشيه سنيه، ونتان يلين مور، واسحق شمير واوري افنيري، فانها مع ذلك نوع من البراغماتية يمكن أن نسميه حيادا فعالا حراكيا. ويحسن ألا توالي اسرائيل جانبا في المواجهة الاوكرانية لا لأن فلادمير بوتين هو نبأ خيّر. فقد بقي بوتين نبأ سيئا لكن المصالح الامنية الواضحة تملي على اسرائيل سلوكا خلاصته: من الخسارة الافساد.
لاسرائيل علاقات طيبة نسبيا بروسيا، وفي اسرائيل مجموعة كبيرة من المهاجرين من روسيا، وفي روسيا مجموعة يهودية وليست المواجهة الروسية الامريكية شيئا يفيد اسرائيل اذا استقر رأيها على أن تلقي بكامل ثقلها في الجانب الامريكي. في حديث مع شخص روسي قبل ثلاثة اسابيع في مؤتمر تناول العلاقات بين اوروبا واسرائيل قيل لي بصراحة تقريبا إن روسيا تفهمت جيدا موقف نتنياهو وليبرمان وهي راضية عنه.
لكن سلوك اسرائيل المستقل في الشأن الاوكراني ليس تجديدا. ففي السنوات الثلاث الاخيرة كلها وهي سنوات الربيع العربي، التزمت اسرائيل بسياسة تخالف سياسة الولايات المتحدة. فسياسة نتنياهو نحو مصر وسوريا وحزب الله ونحو تركيا وايران وحماس في غزة تغاير سياسة ادارة اوباما بل هي نقيضها. وأيهما عملت بحكمة أكبر هل اسرائيل أم الولايات المتحدة؟ إن الجواب بعد ثلاث سنوات لا لبس فيه، فقد اثبتت اسرائيل سلوكا حكيما مع استعمال القوة حينما اقتضى الامر ومع انشاء قنوات اتصال طيبة بمصر والسعودية. أما الولايات المتحدة في مقابلها فهي في انهيار اقليمي.
وهذا ايضا سبب آخر يدعو الى الحفاظ على موقف اسرائيل الحيادي في المواجهة الروسية الامريكية. إن الولايات المتحدة التي تخلت عن الشرق الاوسط وأفضت الى هيمنة روسية وايرانية أصبحت تُرى بعد السنة الاخيرة دعامة هشة إن لم نقل محطمة.
لا تستطيع اسرائيل أن تستثمر في صندوق امريكا اسرائيل فقط، بل هي ملزمة أن تكون أكثر اعتدادا بروسيا. ففي السنوات التي استقر رأي اسرائيل فيها على توجه موال للغرب، دفعت عن ذلك ثمنا باهظا، بل يمكن أن نعيد النظر في السياسة التي أقرها بن غوريون بعد حرب الاستقلال وبعد 1950 على الخصوص حينما نشبت الحرب الكورية، ألم تكن خاطئة آخر الامر. فلم يكن يجب على اسرائيل أن تسجد لستالين ولأسرة كيم إيل سونغ الكورية الشمالية للحفاظ على حياد في المواجهة العسكرية بين الكتلتين التي نشبت في 1950.
لكن بن غوريون استقر رأيه على اظهار أن اسرائيل في الجانب الامريكي، الغربي. وكانت اسرائيل هي التي قدمت في كانون الثاني في 1951 اقتراح القرار في الامم المتحدة لبدء محادثات وقف اطلاق النار في كوريا. وفي 1953 استقر رأي سفير اسرائيل في الامم المتحدة (وفي الولايات المتحدة) آبا ايبان على تطويع 200 ألف جندي اسرائيلي للحرب. وعلى إثر اعلانه كتبت تلك المقالة في ‘كول هعام’ (صوت الشعب) لحزب ماكي التي أفضت الى اغلاقها المؤقت. ونقول بالمناسبة إن من يقرأ اليوم تلك المقالة التي تتحدث عن الحفاظ على استقلال دولة اسرائيل القومي وعن ابقاء النقب في يد اسرائيل، يصعب عليه أن يصدق أن الأبناء الايديولوجيين لكتبة تلك المقالة يسعون الى نقض مناطقي وقانوني وسياسي واجتماعي لاسرائيل. فهي مقالة وطنية تقع على نحو ما بين حزب العمل والليكود بحسب المفاهيم الحالية. لكن بن غوريون رأى أن المقالة التي تنتقد حكومته كانت سببا لاغلاق الصحيفة الشيوعية.
ذكر عاموس منور، رئيس ‘الشباك’ في خمسينيات القرن الماضي ومطلع ستينياته، ذكر دائما الحلف مع الامريكيين باعتباره واحدا من أسس نظرية الامن الاسرائيلية كما أقرها بن غوريون. ووصف في مقابلة صحفية مع المؤرخ نير مان المشكلة التي واجهها بن غوريون: ‘طمح بن غوريون الى انشاء علاقات وتفاهمات سياسية مع الولايات المتحدة باعتبارها هدفا استراتيجيا. وصادمت رغبته في أن يبرهن للولايات المتحدة على توجهه الموالي لامريكا، صادمت تحفظ الادارة في واشنطن من اسرائيل’. وقال إن اسرائيل كانت تُرى في واشنطن لونا زهريا يميل الى الاحمر. وسمعت أنا ايضا من منور عن التصور الذي يرى أن الحلف الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة يجب أن يبقى لبنة أساسية في النظرية الامنية. فهل أحسن ذلك لاسرائيل على مدى السنين؟ من المفيد أن نفحص مرة بأي قدر كانت جولات الحرب التي انشأت جمود الصراع الاسرائيلي العربي، نتيجة لالتزام اسرائيلي مبالغ فيه للامريكيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
