1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 9/05/2014 م
|
في هــــــذا الملف
مفترق طرق: إما اقامة دولة فلسطينية أو الضم
بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف
نعم للانسحاب من طرف واحد
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
هل تحبون أولادكم؟
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
لا سامية إسرائيل
بقلم:يزهار هاس/ محامي مدير عام الحركة التقليدية، العضو في منتدى ‘شارة إنارة- نور بدل ارهاب’ ،عن يديعوت
بيرس الحالم
بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم
|
مفترق طرق: إما اقامة دولة فلسطينية أو الضم
بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف
فوجئت جدا من ردود الفعل الكثيرة جدا على مقالي الاخير، ‘كيري محق، الابرتهايد في اسرائيل أقرب من أي وقت مضى’، ومعظمها غاضبة، بما في ذلك وصمي بالنازي، الخائن، ولم لا؟ أعترف دون خجل باني لم أتصور أن يحدث المقال ضجيجا أكثر من الحجم المعروف. ما يقلقني جدا هو الجهل الذي لا يصدق للاغلبية الساحقة من المعقبين، وكم يصعب عليهم فهم المقروء.
الحقيقة هي أنه في الدولة التي تقرأ فيها العناوين لغرض احداث عناوين اخرى، بدلا من مواجهة الرأي بالرأي الاخر لا يجري جدال موضوعي بل يتم الهجوم على الكاتب، كان ينبغي لي أن أتوقع ذلك. من الافضل ان يكون هذا متأخرا على الا يكون على الاطلاق.
نعود الى المسألة. كل من في رأسه قليل من العقل يفهم بانه لا توجد حلول غير منقولة للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. لشدة الاسف، الحلول معروفة جدا، بفضائلها وبنواقصها. وهذه هي الحلول التي توجد اليوم على جدول الاعمال: استمرار الوضع الراهن، الحكم الذاتي، الضم، دولة فلسطينية، فدرالية اردنية فلسطينية، ترحيل. هذا هو وليس أكثر من ذلك.
من يريد ان يجرب امكانية الحكم الذاتي، الفدرالية مع الاردن او الترحيل، مدعو لعمل ذلك. يخيل لي أن من يحلمون باضغاث الاحلام وحدهم قادرون على أن يتصوروا بانه يمكن تحقيق أي من هذه الحلول دون إرادة الطرف الثاني أو الثالث، مثل الترحيل.
ما يتبقى هو الاختيار بين حلين أكثر عملية، أي اقامة دولة فلسطينية أو ضم الضفة لاسرائيل واحلال القانون الاسرائيلي على المنطقة. ثمة من يعتقدون بانه يمكن العمل على مراحل بمعنى احلال السيادة فقط على المستوطنات وكل الباقي تسليمه الى الاردن. وكيف يسلم الى الاردن؟ لعل لدى المقترحين جواب.
حسب افضل علمي، فانه عندما تحدث كيري عن الابرتهايد كان يقصد انه اذا ضمت اسرائيل المناطق كلها، فانها ستصبح دولة أبرتهايد. وهذا كان في واقع الامر جوهر مقالي المذكور اعلاه. إذا ضمت المناطق مثلما يعتقد بعض من الجمهور الاسرائيلي، فثمة امكانيتان ليس إلا: إما منح عرب المناطق حقوق متساوية ليصبح الجميع مواطنين، أو لا تمنح الحقوق المتساوية وعندها سيصبحون سكانا من الدرجة الثانية.
امكانيتان سيئتان بذات القدر. في اللحظة التي تعطى فيها حقوق متساوية لعموم عرب المناطق، ستكف اسرائيل عن أن تكون دولة قومية يهودية وستكون نوعا من الدولة ثنائية القومية أو ربما دولة عموم مواطنيها. من الشرعي التفكير هكذا اذا لم تكن الدولة اليهودية هامة لك. فقد كانت هذه هي فكرة عزمي بشارة التي تبناها ممثلو المواطنين في اسرائيل من حيث تحويل اسرائيل منذ الان الى دولة عموم مواطنيها. في حالة الضم لملايين اخرى من العرب، فان الاحتمال كبير بشكل ذي مغزى للغاية. الامكانية الثانية هي عدم منح أي مساواة حقوق وضم الارض فقط، وتكون لليهود على أي حال مساواة أما للعرب فلا. في هذا الوضع، حتى لو قلبوا وقلبوا، المعنى سيكون أبرتهايد. العرب لن يجلسوا بصمت والعالم ايضا لن يسجد لنا في هذه السياسة. هذا، على افضل علمي، هو ما قصده كيري، وبالتأكيد أنا أتبناه. اذا كان كيري قصد بانه يوجد اليوم أبرتهايد في اسرائيل، فان كيري أخطأ خطأ مريرا. هذا ايضا كتبته في المقال الذي ذكرته أعلاه، ولكن ما العمل اذا كان الناس يختارون أن يقرأوا ما يروق لهم.
كي أوضح باني لا أمثل أي فكر خائن كما حاول بعض المجانين الصاقه بي، طرحت ما أورده معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل أبيب في صيغته السابقة، والذي يؤكد ما ادعيت به. على أي حال، فان اولئك الذين كتبوا البحث منذ العام 1989، كانوا أغلب الظن في نظر الهاذين الذين عقبوا، خونة ونازيين، رغم ان كل واحد من الباحثين ساهم في أمن اسرائيل ما لم يساهم به ولن يساهم به أبدا كل المعقبين المجانين معا.
الحقائق في نظرهم ليست هامة، بل ايديولوجيتهم الاصولية. رئيس الوزراء الحالي هو الاخر أعلن بان دولة ثنائية القومية هي خطر على مجرد وجود اسرائيل كدولة يهودية. هذا ايضا غير كافٍ. مفهوم أن الحل الاكثر مناسبا والاقل سوءاً من كل الحلول الاخرى هو اقامة دولة فلسطينية حسب صيغة كلينتون. هم ونحن نعيش في دولة يهودية وهم في دولة خاصة بهم.
لقد أبدى الزعماء الفلسطينيون على أجيالهم قدرا كبيرا من السخافة وقصر النظر التاريخي. ويواصل ابو مازن والآخرون هذه التقاليد. حاليا، لا يوجد نور في نهاية النفق، وينبغي أن نقول على رؤوس الاشهاد بان عندنا أيضا ثمة من يعربون عن الرضا عن سلوك الفلسطينيين لان حلمهم يتجسد.
في يوم الاستقلال الـ 66 لدولة اسرائيل مسموح التفكير موضوعيا وعقلانيا ايضا وليس عاطفيا. ما العمل من أجل تحقيق حل؟ الزعماء المنتخبون يقررون ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نعم للانسحاب من طرف واحد
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
كان الانسحاب من طرف واحد من جنوب لبنان مختلفا جدا عن الانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة. فقد خرجنا من لبنان (في صيف 2000) على نحو متسرع متعجل، بموافقة الامم المتحدة، أما غزة فخرجنا منها (في 2005) بصورة منظمة مرتبة دون حصول على تأييد المجتمع الدولي. وقد أنهينا الاحتلال الشمالي لأن الحكومة أدركت أن الجمهور لم يعد مستعدا لدفع ثمن الدماء الذي يصاحب السيطرة على الشريط الامني، أما الاحتلال الجنوبي فأنهيناه لأن الحكومة أدركت أن العالم لم يعد مستعدا لقبول استيطان اليهود في قطاع غزة.
أفضى الانسحاب الاول الى التخلي عن حلفائنا المسيحيين والشيعة، واضطرنا الانسحاب الثاني الى أن نقسوا على أبناء شعبنا المستوطنين، وقد كان التحديان مختلفين وكانت المشكلات مختلفة. فكما كان ايهود باراك واريئيل شارون مختلفين بعضهما عن بعض كان الانسحابان اللذان بادرا اليهما ونفذاهما كذلك ايضا.
لكنهما كانا متشابهين ايضا، ففي الحالين نبع ذلك الاجراء القاسي من ادراك أن وضع دولة اسرائيل يائس تقريبا، وعليها أن تغير موضعتها في وقت قصير بعمل جذري. ونبع الاجراء المركب في الحالين من ادراك أنه لا يوجد شريك عربي في السلام وأن استمرار الاحتلال يأكلنا من الداخلي ويُفنينا من الخارج. فقد كان الانفصال عن لبنان وعن غزة قائمين على تقدير أن اسرائيل بتقليص المساحة التي تحكمها ستصبح أكثر شرعية وأقوى.
لم يكن باراك وشارون فتيي أزهار. ولم ينشد كلاهما في جوقة جيش الخلاص. فقد كان رئيس الوزراء العاشر ورئيس الوزراء الحادي عشر قائدين عسكريين صارمين ينفيان الاوهام عن أنفسهما. لكن في وقت ما خلص المقاتل من الوحدة 101 والمقاتل من دورية هيئة القيادة العامة ايضا الى استنتاج أن السيطرة على شعب آخر والسيطرة على ارض معادية قد استنفدتا أنفسهما. وينبغي لاستمرار الصهيونية وتأمين مستقبل الوطن القومي اليهودي أن تُمنح دولة اسرائيل حدودا قانونية تستطيع حماية نفسها منها.
إنتهى انسحاب باراك وانسحاب شارون ايضا الى أسى عميق. ففي لبنان كان حزب الله هو المنتصر الأكبر، وفي غزة كانت حماس هي المنتصرة الكبرى. وفي الشمال أفضى الانسحاب الى انشاء قاعدة صواريخ شيعية، وأفضى في الجنوب الى انشاء قاعدة صواريخ للاخوان المسلمين. وفي الحالين تحقق سيناريو الشر. فلم تعد لبنان لتصبح سويسرا الشرق الاوسط، ولم تتحول غزة الى سنغافورة الشرق الاوسط. وساءت سمعة الفعل من طرف واحد سريعا. وصُنفت محاولتا باراك وشارون الشجاعتان لرسم حدود على أنهما فشل.
لكن نظرة دقيقة تُظهر صورة مختلفة. فقد أفضى الانسحاب في الشمال في الحقيقة الى حرب هناك لكنها انتهت الى تهدئة. وأفضى الانسحاب في الجنوب في الحقيقة الى معركة في الجنوب لكنها أحدثت ردعا. وحينما أثمر الانسحابان من طرف واحد ايضا سيناريوهين قاسيين، لم تكن النتيجة كارثة، فقد تبين أننا نستطيع مواجهة الصواريخ لكن لا رد عندنا على اضاعة الاكثرية الاسرائيلية، وثبت أننا نستطيع ضرب حزب الله وحماس لكن فقدان الشرعية الدولية تُعرض وجودنا القومي للخطر.
ولهذا فان الانسحاب من طرف واحد برغم كل محدوديته ما زال هو أخف الاضرار بين جميع الامكانات المطروحة للبحث. ويجب أن ينفصل الاسرائيليون والفلسطينيون حتى من غير اتفاق موقع عليه مع عدم وجود سلام اسرائيلي فلسطيني، لكن ينبغي في هذه المرة العمل بصورة أذكى مما حدث في المرتين السابقتين ومن الواجب التعلم من أخطاء الماضي (وقد كانت) ومن الواجب انتهاز فرص الحاضر (وهي موجودة) لضمان المستقبل. إن أهم مهمة تواجه اسرائيل في سنتها الـ 67 هي أن تبادر الى اجراء من طرف واحد طويل ومُحكم ومنسق وتدريجي وخلاق يفضي الى السلام ايضا بعد زمن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
هل تحبون أولادكم؟
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
هل يحب الأب إبنه الصغير حينما يرسله ليزحف في يوم الاستقلال على الرمل تحت جدار وهو يلبس على جسمه الصغير درعا عسكرية ضخمة؟ وهل يحب الأب إبنه حينما يرسله الى روضة الاطفال كي يعود وفي يده شمعة الموتى وقناع الكارثة؟ وهل تحب الأم إبنتها حينما تخبز كعكا للجندي الذي سيأتي الى الروضة ويُحدث الصغيرة عن بطولاته في المناطق؟ وهل نحب أولادنا حينما نضمهم الى العملية الغولية ‘تبنَ حاجزا’؟ وهل نحب أولادنا الصغار حقا؟.
هل نحبهم حينما نرسلهم الى المدارس الثانوية التي ينافس بعضها بعضا في عدد خريجيها الذين يُجندون للوحدات القتالية، بل تتمدح بعدد القتلى؟
وهل نحب الاولاد حقا حينما نوافق على أن تبدأ دراساتهم عن الكارثة في سن الصفر تقريبا؟ وهل نحبهم حقا حينما نوافق على أن تعرض المدارس عليهم صورا فظيعة من عملية تفجيرية؟ وهل يحب الوالدون الصامتون وربما المتحمسون، بازاء حملة غسل الأدمغة، وبث المخاوف والقومية والعسكرية التي تبدأ هنا في سن مبكرة جدا وقريبا في طور الرضاعة هل يحبونهم حقا ويهتمون بسلامتهم؟.
بعد الاسبوع القومي الذي يُحقن فيه كل شيء في أدمغتهم كما يحدث في جميع ايام السنة لكن بكميات مركزة بصورة مميزة، يثور عندنا ظن أن الآباء في اسرائيل لا يحبون أبناءهم حقا ولولا ذلك لما أرسلوهم الى هذه الحمأة التربوية. فهل يسكتون عما يفعلونه بأبنائهم؟.
إعتيد اعتقاد أن الآباء في اسرائيل هم من أكثر الآباء اهتماما ومشاركة وخوفا وحماية. فلم يولد حتى الآن السياسي الذي لم يخلط ‘مستقبل أبنائنا’ في كل خطبة، ولم يولد بعد الوالد الذي لا يتعمق في أدق تفاصيل حلقة الحساب بابنه. فثم دروس ‘إغناء’ تحت كل شجرة ناضرة، ولجان آباء تكون رعبا للمدرسة ومديرها بالفعل. ويبلغ الآباء المخلصون حتى الجيش، فهم يهاتفون القائد في الليل حينما لا ينام ابنهم الجندي أو حينما يكون حذاؤه يضغط على رجله الحساسة. لكن هؤلاء الآباء يؤيدون بالصمت أو بالموافقة جهاز تربية لا مثيل له في العالم إلا ربما في كوريا الشمالية.
أين يضطرون ولدا صغيرا الى الزحف وهو يلبس درعا كما أظهرت أمس الصورة التي لا تُصدق في صفحة صحيفة ‘هآرتس′ الاولى التي نشرتها وكالة الانباء الفرنسية التي من المؤكد أنها نشرتها في جميع أنحاء العالم.
حينما يفعل الفلسطينيون ذلك بأبنائهم يفرقعون هنا بألسنتهم في نفور قائلين أنظروا الى اولئك الحيوانات وانظروا ماذا يفعلون بأبنائهم. لكن ذلك مصدر فخر بالطبع في مستوطنة أفرات حيث تم ذلك المشهد الفظيع.
لولا أن هذا الامر محزن لكان مضحكا الى درجة الدمع وأعني الرائد الذي يوجه الصغير في حضرة الآباء الذين ذوبهم المشهد. وكان يجب أن تكون هذه الصورة دليلا في شكوى تُرفع الى مجلس سلامة الولد (والتي لن يرفعها أحد.
ولماذا ايضا يجب على ولد صغير أن يعود من الصف الثاني حاملا شمعة موتى مع تعليمات استعمال؟ ‘مرتبطون بالكارثة’ هذا هو اسم هذه القصيدة التعليمية لاولاد في الثامنة من أعمارهم.
‘في يوم الخميس سنستضيف جنود نحشون’، كتبت في الاسبوع الماضي حاضنة في روضة من تل ابيب الى الآباء، ‘أرسلوا من فضلكم حوائج وسنجمعها في رزمة واحدة. يمكن ارسال نقارش ومكسرات وقهوة وصابون صلب وكل ما ترونه مناسبا… ومن الخسارة أن يضيع الاولاد ذلك’. إن أبناء الروضة في الثالثة من أعمارهم و’نحشون’ كتيبة في لواء ‘كفير’ ومعظم عملها في المناطق المحتلة.
فهل يجب أن نضيف شيئا ما آخر؟ وهل الآباء الذين يُعرضون أبناءهم لكل ذلك هم آباء يحبون أبناءهم؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا سامية إسرائيل
بقلم:يزهار هاس/ محامي مدير عام الحركة التقليدية، العضو في منتدى ‘شارة إنارة- نور بدل ارهاب’ ،عن يديعوت
إقرأوا ببطء الجملة التالية: بشكل نسبي، في اسرائيل توجد أحداث كراهية ضد العرب أكثر مما في فرنسا ضد اليهود. ينبغي قراءة هذه الجملة مرتين كي نفهم معناها الباعث على الصدمة. وحتى عندها، فان الميل الطبيعي هو التشكيك في المعطيات، الكبت، التجاهل. المعنى كثيف جدا. ولا سيما بالنسبة لنا، أبناء وبنات الشعب الذي كان ضحية ظاهرة الكراهية الاكثر رعبا في التاريخ البشري. معنى المعطيات المقارنة عسير على الهضم، ولكن النفي اكثر خطورة.
545 حادثة لا سامية سجلت في أرجاء العالم في العام 2013، كما يفيد تقرير شامل لمركز كنتور في جامعة تل أبيب. وتشير المعطيات الى انخفاض ما مقارنة بالسنة الماضية، ولكن لا تزال اللاسامية ليس فقط لم تنصرف عن مسرح التاريخ، بل في اماكن معينة هي لاعب أساسي. قد لا تكون لاعبة رئيسة، ولكنها لاعبة طابع. موجودة، قائمة، حاضرة فوق وتحت السطح. ولكن هل يمكن ان نندد باللا سامية بشكل قاطع، واضح، لا لبس فيه كما يجدر بها دون أن نوجه نظرة الى ما يجري في ساحتنا الخلفية؟
19 حادثة كراهية ضد العرب سجلت في اسرائيل في العام 2013. الاولى وقعت في القدس في كانون الثاني، حين افسد مسجد النبي داود بالشعارات المضادة، والاخيرة في اليوم الاخير للسنة في قرية دورا القرع. ثلاث سيارات احرقت، وشعارات مضادة لم تترك مجالا للشك: شارة الثمن.
عند مراجعة هذه الاعداد بشجاعة، تبدأ الارض بالاهتزاز. 8 مليون نسمة يسكنون في اسرائيل. ويدور الحديث، بالمتوسط، عن حادثة لا سامية واحدة لكل اربعمائة الف نسمة. في روسيا، مثلا، حيث يعيش 142 مليون نسمة، سجلت في نفس السنة 15 حادثة لا سامية، حادثة واحدة لكل 9.5 مليون نسمة. في المانيا، حيث يعيش 81 مليون، سجلت 36 حادثة، أي واحدة لكل 2 مليون نسمة. وحتى في فرنسا، صاحبة الرقم القياسي في الاحداث اللا سامية في العام 2013، سجلت 116 حادثة. بالنسبة لـ 66 مليون نسمة في فرنسا، فان الحديث يدور عن حادثة واحدة لكل 600 الف نسمة.
الى أين يؤدي بنا هذا العار؟ سؤال جيد. محظور الانجرار الى الجدال السياسي المعروف جدا. هذا ليس موضوع يسار ويمين، ولا حتى موضوع تحدٍ سياسي من النوع العادي. فقد حصل شيء في اسرائيل.
التقاليد اليهودية متعددة الوجوه. فمن يرغب في أن يجد فيها اساسا للمفاهيم العنصرية يمكنه على ما يبدو أن يفعل ذلك، ولكن من يسعى الى ان يستمد منها مضمونا اخلاقيا انسانيا سيخرج دوما ويده هي الاعلى. عندما طلب من الشيخ هيلل ان يوجز القاعدة الواحدة التي تقف عليها التوراة كلها، قال: ‘ما تكرهه لا تفعله لغيرك’. لقد منحنا هيلل قاعدة اساسية واسعة النطاق وتتجاوز الاجيال في كل تردد أخلاقي وقانوني، شخصي وعام.
اللا سامية هي لا سامية هي لا سامية. وهي مشابهة في دوافعها وفي مرضها في كل اللغات. والتوقع الطبيعي من كل انسان هو أن يشعر بالثورة الداخلية، الجسدية حقا، عندما يصطدم بها. فما بالك اذا كان يهوديا. نعم، على اليهود واجب زائد في كل ما يتعلق بالعنصرية، فأظافر العنصرية حزت هذا الواجب على أذرعنا. علينا جميعا أن نشعر بالعار الكبير في ضوء جرائم الكراهية هذه التي تقع تقريبا كل يوم مؤخرا ويقوم بها زعران ملثمون وغليظو القلب، ممن يسعون للاحتفال بتفوق الشعب اليهودي في بلاد أبائه واجداده من خلال تحقير واهانة الآخر. فقط اذا ما لفظنا هذا الامر الشائن من أوساطنا سيكون بوسعنا باستقامة ان نضع مرآة امام أمم العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بيرس الحالم
بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم
في دولة اسرائيل مجموعة صغيرة يتناسب كبرها تناسبا عكسيا مع تأثيرها، تمنع الواقع من أن يُبلبلها. ولم يزل اعضاء هذه المجموعة يعملون منذ سنين كثيرة بلا كلل لاقناع المواطنين بأن الفلسطينيين على حق وأنه يجب على دولة اسرائيل أن تفعل كل شيء لارضائهم ويشمل ذلك تخلياً عن مصالح أمنية أساسية.
يرأس هذه المجموعة رئيس الدولة شمعون بيرس، الذي يدفع قدما بلا كلل في اسرائيل وأنحاء العالم برؤيا تتعلق بالشرق الاوسط الجديد. وتحظى رؤياه بدعم واسع في الولايات المتحدة واوروبا، لكن ماذا نفعل وقد أصبح سكان المنطقة من اليهود والعرب معا يدفعون ثمن هذا الحلم. فانه لم توجد قط رؤيا سلام كلفت مثل هذا الثمن الباهظ من حياة الانسان. واذا كان السلام يبدو على هذا النحو فكيف تكون الحرب.
تقدم البشر تقدما كبيرا بفضل الحالمين، لكن حينما تتشوش معرفة الواقع عند الحالمين تصبح الاحلام خطيرة جدا. كشف شمعون بيرس في يوم الاستقلال عن أنه توصل الى اتفاق مع أبو مازن، وهو اتفاق سري لم يعلم به أحد. وتبين سريعا جدا أن هذا الامر غير صحيح. فمن السهل جدا بيع الاوهام لكن ثمن الصحوة منها باهظ جدا. حصل شمعون بيرس ذات مرة على جائزة نوبل للسلام مع ياسر عرفات، وقيمة هذه الجائزة تعادل قيمة تلك التي حصل عليها الرئيس اوباما الذي أدخل العالم كله في دوار لا يعلم أحد الى الآن كيف سينتهي. إنها جوائز نوبل التي تذوي قبل أوانها.
لشمعون بيرس منزلة جليلة في العالم، وكلامه يُسمع وتوجد اماكن يؤثر فيها ايضا في تقرير السياسة واتخاذ القرارات. ويخشى أن يكون موقف الاوروبيين والامريكيين الذي يعادي سياسة حكومة اسرائيل قد تأثر تأثرا كبيرا بخواطر بيرس وهي خواطر تصاحبها تفسيرات بالنسخة الانجليزية لصحيفة اسرائيلية كانت تؤيد الدولة حتى سنة 1948.
إن قدرة المواطنين على الصمود متعلقة بحقيقة الزعامة التي تُعرض عليهم. وقد كانت الاكاديميا ووسائل الاعلام الاسرائيلية منذ سنوات كثيرة تحاول أن تقنعنا بأن السلام على الباب. ومن حسن الحظ أن أكثر مواطني اسرائيل يرفضون اقتراح أن يكونوا نعاج تجربة لسلام هاذٍ.
في خضم بحر الثرثرة المضللة عن السلام، فقد الشباب في اسرائيل الحافز الى الخدمة في الجيش الاسرائيلي والى البقاء في هذا البلد حيث لم تعد الحياة اليومية سهلة دائما. والذي رأى الجنود المتميزين في بيت الرئيس كان يمكنه أن ينتبه الى أن كثيرين من المتميزين هم من بنات وأبناء الاطراف الاجتماعية في اسرائيل وهي اطراف لا توجد فيها سذاجة وفيها حب بسيط أساسي لهذا الشعب وهذا البلد.
يفخر الاسرائيليون بأنهم لا يتأثرون بمفكرين يعلمون ماذا سيحدث بعد مئة سنة وهم غير قادرين على أن يروا ما سيكون غدا وبعد اسبوع.
يجب على قادة اسرائيل في هذه الايام أن يقولوا الحقيقة بكل لسان وفوق كل منصة وهي حقيقة واحدة وحيدة هي أن شعب اسرائيل مستعد لأن يتحمل عبء الحرية مع طُلب اليه ذلك حتى لو عاش على سيفه الى الأبد.
إن سيف بعث اسرائيل سيكون دائما مستعدا جاهزا ليحمي حقنا في أن نعيش أحرارا في هذا الوطن. وسيحسن رئيس الوزراء الصنع اذا دفع قدما بسن قانون الوطن القومي ولا سيما بالنسبة لاولئك الذين نسوا معنى ومغزى صلتنا بهذا الوطن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ