اقلام وآراء
(544 )
الاحد
30/03/2014
مختارات من اعلام حماس
أقلام وآراء (544 )
الأرض .. عقدة ( إسرائيل )
بقلم غسان الشامي عن الرأي
وأشرقت الأرض
بقلم خالد معالي عن الرأي
اعترف عطوان بخطئه فهل يعترف ويعتذر هويدي؟
بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
أهمية زيارة أوباما للمملكة
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
قراءة في قمة الكويت
بقلم نبيل اسليم عن فلسطين اون لاين
حرصٌ إسرائيلي وتفريطٌ فلسطيني
بقلم مصطفى اللداوي عن فلسطين الان
قمة العرب وحصار غزة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
ماذا أنتم؟ من شحذ سكينكم؟
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
يوم الأرض
بقلم وائل المبحوح عن الرأي
يوم الأرض
بقلم وائل المبحوح عن الرأي
وأشرقت الأرض
الأرض .. عقدة ( إسرائيل )
عندما كانت الأرض قضيتنا بقلم / عماد أبو سته
في ذكرى يوم الأرض
يوم لحماية التراث والفكر والثقافة والهوية
كان يوم الثلاثين من مارس عام 1976 يوم انتفاضة فلسطينية شعبية عارمة داخل أراضينا المحتلة عام 1948، اختلط فيه الدم الفلسطيني الحر بتراب الوطن السليب، فأزهر يوماً خالداً يذكرنا كل عام بأن الحفاظ على الأرض والدفاع عنها يتطلب بذل المزيد من الجهد والعرق والدماء، حتى بات هذا اليوم في ثقافة كل الفلسطينيين رمزاً لحرية الأرض والإنسان الفلسطيني، ودعوة لحماية التراث والفكر والثقافة والوعي الفلسطيني من أن يُدنس أو يُلوث، بل إنه بات يزماً للتعبير عن التصاق الفلسطيني بارضه ووطنه، ويوماً للمحافظة على أرض فلسطين من التهويد، ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في مختلف بقاع الوطن، ومختلف أماكن الوجود الفلسطيني في الداخل وفي الخارج، وأصبح يوماً وطنياً خالصاً.
كان يوم الأرض هو اليوم الذي صنع فيه فلسطينيو الـ48 لأول مرة إحدى أهم المحطات في تاريخ النضال الفلسطيني، بعد أن تمسكوا بأرضهم، ووقفوا أمام سلاح التهجير والتهويد والإرهاب، وتحملوا في سبيل الدفاع عن أرضهم ووطنهم وأرضهم الكثير، ودفعوا من أجل ذلك من دمائهم وأرواحهم، لتختلط دماؤهم بدماء إخوانهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتحلق أرواحهم مع أرواحهم.
إن يوم الأرض يأتي كل يوم ليذكر العالم بأن الشعب الفلسطيني هو وحده صاحب الحق في الارض، وأنه لن يقبل بالتنازل عن شبر واحد منها هنا أو هناك، وأن هذا الشعب الذي بذل الغالي والنفيس دفاعاً عن أرضه منذ أكثر من 65 عاماً، لن يدخر جهداً في سبيل تحرير أرضه ونيل حريته وتقرير مصيره.
في يوم الأرض لا زالت أرضنا الفلسطينية كما جسّدها محمود درويش تنادي:
أيها العابرون على جسدي
لن تمرُّوا
أنا الأرض في جسد
لن تمرُّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرُّوا
أنا الأرض، يا أيها العابرون على الأرض في صحوها
الأرض .. عقدة ( إسرائيل )
بقلم غسان الشامي عن الرأي
مثلت أرضنا المباركة فلسطين، حلماً كبيراً للصهاينة بهدف السيطرة عليها، وتهجير وطرد أهلها الأصليين منها، وهذا ما تم فعله على الأرض، ففي نكبة عام 1948م قام الاحتلال (الإسرائيلي) بتهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني، وتدمير حوالي 531 قرية ومدينة و 11 حي، ونفذت العصابات الصهيونية خلال النكبة العشرات من المجازر في القرى الفلسطينية؛ بهدف تهجير الفلسطينيين ليحتلها الصهاينة وتصبح لهم وطنا قوميا.
وظل الصهاينة يرددون شعار " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " ويعملون على تحقيقه، فبدؤوا يرسمون الخطط الخبيثة للسيطرة على أرض فلسطين، في إطار سعيهم الدؤوب منذ المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة " بال " السويسرية عام 1897م للحصول على وثيقة ضمان دولية من الإمبراطورية العثمانية تمنحهم أرض فلسطين وطن قومي لهم.
وقد ظهرت أفكار وكتابات يهودية تدعو للعودة إلى أرض فلسطين منذ الحملة الفرنسية على بلاد الشرق عام 1798م، ووصول جيوش نابليون إلى عكا التي هزمتهم بعزيمتها وصمود رجالها المخلصين، كما أصدر الصهيوني النمساوي ( تيودر هرتسل ) عام 1896م كتاب يدعو إلى إقامة دولة يهودية، فيما دعا مؤسس الاشتراكية الصهيونية ( نحمان سيركن ) خلال مؤتمر بال الصهيوني إلى أن (فلسطين يجب أن يتم إخلاؤها لليهود ).
ومنذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897م الذي حضره المئات من اليهود، أقر المؤتمر خطط احتلال أرض فلسطين، ودعا مؤسس الحركة الصهيونية ( تيودور هرتسل ) إلى البحث عن الوسائل المثمرة التي يجب أن تتخذ للنهوض بالحركة الصهيونية، والعمل على إنشاء قرى ومستعمرات خاصة باليهود تكون حائزة للحقوق العمومية في أرض فلسطين .
مثلت أرض فلسطين بما تتميز به من؛ خصائص مكانية، وموقع استراتيجي، وجغرافية وتاريخ، وأهمية دينية- أهمية كبيرة لليهود الذين بذلوا جهودا كبيرة مع سلاطين الإمبراطورية العثمانية للحصول على أرض فلسطين وطن قومي لهم مقابل حل مشاكل الإمبراطورية العثمانية آخر زمانها ودفع الديون المتراكمة عليها كافة.
والتاريخ يسطر بأحرف من نور رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني طلب اليهود أرض فلسطين وطنا لهم قائلاً " أنصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه"؛ لكن رغم الرفض العثماني إلا أن اليهود واصلوا مخططاتهم الماكرة، وبدأت الهجرات اليهودية إلى أرض فلسطين منذ عام 1878م و قاموا بتأسيس المستوطنة اليهودية الأولى على أرض قرية ملبس الفلسطينية، حملت اسم " بتاح تكفا ".
وأذكر هنا ما أورده الصهيوني ( تيودر هرتسل ) في يومياته عندما تحدث عن أهمية المؤتمر الصهيوني الأول لدى اليهود قائلا : " لو طلب مني تلخيص مؤتمر بال في كلمة واحدة _ وعليّ أن أحرص على عدم تلفظها بصوت عالٍ- لكانت هي : في بال أسست الدولة اليهودية، ولو قلت بصوتٍ عالٍ لضحك الجميع مني، ولكن ربما خمس سنوات على وجه الاحتمال، وبعد خمسين سنة على وجه التأكيد، وسيعلم كل واحد بالأمر "، ومنذ المؤتمر المشؤوم واليهود يخططون للسيطرة على أرض فلسطين إلى أن تم تنفيذ ما عرف بالخطط الأربعة لنكبة عام 1948م وتنفيذ المخططات العسكرية لإخلاء الأرض واستقبال المهاجرين اليهود وتسكينهم في أرضنا المباركة.
ذكرى يوم الأرض تبعث في النفوس الكثير من الشجون، والآلام، والحرقة على أرض فلسطين التي تضيع يوما بعد يوم .. وما زاد مأساتنا التنازلات اليومية التي تقدمها جماعة أوسلو واللقاءات المتواصلة من أجل تحقيق المشاريع الأمريكية الصهيونية وتنفيذ خطط تبادل الأراضي وخطة الإطار الصهيونية التي تقوم بالأساس على الاعتراف بــــــ ( إسرائيل) كدولة يهودية وتبادل الأراضي، وتهجير فلسطينيي عام 1948م إلى الدولة الفلسطينية الجديدة.
ذكرى يوم الأرض التي ثارت فيها الجماهير الفلسطينية في 30/3/1976م على مخططات الصهاينة للاستيلاء على 60% من أراضي الجليل وتقليل نسبة الفلسطينيين العرب فيها، مأساة تتكرر معنا باستمرار فقد ظهر حديثا مخطط ( برافر ) الصهيوني للسيطرة على النقب المحتل، وهو مشروع خطير جدا ومن أكثر المشاريع الصهيونية خطورة في تاريخ فلسطين، حيث قدمت ( إسرائيل) خطة مشروع ( بيجين برافر )؛ بهدف الاستيلاء وفرض السيطرة على أكثر من ( 850,000) دونم من أراضي النقب المحتل، وهذا مشروع ينفذه الصهاينة، بصمت كبير؛ حتى لا يثور الفلسطينيون عليهم ويقفوا في وجهه، في حين يواصل الاحتلال بناء آلالاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة المحتلة وتجهيزها لاستقبال المهاجرين الصهاينة الجدد وإسكانهم فيها.
على مدار سنوات احتلال أرض فلسطين، لم يهدأ اليهود في السيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية، من خلال المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة، ومشاريع التطوير في أراضي عام 1948م، وذلك في إطار تنفيذ المخططات الصهيونية للاستيلاء على أرض فلسطين والاستئثار بخيراتها وثروتها إلى أن ينتهي بهم الأمر في هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم ..
وأشرقت الأرض
بقلم خالد معالي عن الرأي
30\3 من كل عام؛ هو موعد تجديد البيعة والتضحية بالروح والدم للأرض الطيبة، التي روت بدماء الشهداء على مر الأجيال. فيوم الأرض ليس ذكرى تعبر؛ بل هو يوم عنوانه تجذر والتصاق الفلسطيني بأرضه كالتصاق الروح بالجسد، وبأشكال شتى.
أشرقت الأرض الفلسطينية، في يومها؛ بنور من رووها بدمائهم الزكية، وأشرقت معها وجوه كل المقاومين والمشاركين في فعاليات يوم الأرض؛ فلا مكان، ولا نور، ولا ذكر طيب إلا لمن عشق أرضه وضحى لأجلها. فلسطينيو ال 48 الذي أراد أن يذيب الاحتلال هويتهم الحضارية والتاريخية، ويؤسرلهم ضمن خطط مبرمجه وممنهجة؛ ها هم يفشلون خططه وبرامجه؛ حيث درجوا منذ عام 1976 على تنظيم مظاهرات حاشدة في كل المدن والقرى الفلسطينية، احتجاجاً على مصادرة الأرض بقوة السلاح والإرهاب، واستشهاد ستة منهم بالرصاص الحي وقتها.
ابتلاع الأرض، والاستيطان عليها لا يتوقف؛ في محاولة بائسة هدفها محو تاريخ الأرض الفلسطينية وهويتها الحضارية العميقة الضاربة الجذور في التاريخ، وزرع تاريخ وهمي مزيف على شاكلة جبل الهيكل المزعوم.
يوم الأرض يقول كلمته الفصل؛ بان الأرض لمن عمرها منذ الآف السنين وليس للدخيل الطارئ الذي أتى في ظل غفوة من الزمن والانحطاط العربي، ولا يضيع حق وراءه مطالب به وحريص على تحقيقه. يوم الأرض؛ هو مناسبة للوحدة ونبذ الخلاف؛ وهو يوم للمحافظة على الأرض الفلسطينية من التهويد، ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، والتمسك بحق عودة أكثر من سبعة ملايين لاجئ الى أرضهم في ال 48 .
هل حقق الاحتلال مبتغاه بعد 38 عاما من الإرهاب والطرد والترحيل؟ هل اقتراف المذابح والمجازر الجماعية لإرهاب أهل فلسطين وإجبارهم على الرحيل، ومحو 500 قرية فلسطينية بعد تدميرها حقق لهم أكاذيبهم وأساطيرهم الخرافية المختلقة. 92% من أراضي فلسطين التاريخية في عام 1948 صارت تحت تصرف الاحتلال، ويخشى ان تلحق بها الضفة الغربية في ظل غياب تام عن القيام بأي فعل حقيقي لطرد الاحتلال وجعله احتلاله مكلفا، وليس بهذا الرخص.
يوم الأرض من كل عام يكشف زيف حقيقة الديمقراطية في دولة الاحتلال التي تتغنى بها وتقول للعالم أنها وسط غابة من الوحوش، والعكس هو الصحيح؛ فالقتل لا يتوقف من قبل الاحتلال واقتحام المدن والقرى واعتقال المواطنين، ومصادرة وتجريف الأراضي لا يتوقف في القدس والضفة وال 48، فمن هو الإرهابي أذن!؟ سياسة التضييق والطرد والتهجير والخنق التي تمارس على أهلنا في ال48؛ هي محاولة واضحة لدفعهم دفعاً للخروج من وطنهم وأرضهم، قهرا وقسرا؛ ولكنهم ثبتوا ولقنوا الاحتلال درسا في الصمود والتشبث بالأرض.
فكل يوم يمر يزداد وجه الاحتلال سوادا وقبحا، وكل يوم يتراجع التأييد الغربي له، بفعل قبح وسوء أفعاله بحق شعب مسالم، وكل يوم يمر تتآكل هيبة وقوة الردع لديه؛ فمن كان يحلم أن يطرد من جنوب لبنان وغزة، وتنتصر عليه في حربين.
في يوم الأرض؛ نوجه التحية لأهلنا وأبناء شعبنا الفلسطيني الصامد والصابر في ال 48 وكل أماكن تواجده، ولن يستطيع الاحتلال نزع حب فلسطيني من قلوب 12 مليون فلسطيني، ولا 350 مليون عربي، ولا مليار ونصف مسلم.
قمة العرب وحصار غزة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
انتهت قمة التشرذم العربي المخيبة للآمال والتي لم تأتِ بجديد سوى مزيد من الخيبة والضعف، وعكست واقعاً مريراً للأمة العربية على الرغم من أنها جاءت بعد ثورات عربية، لكن ما زالت القوى الفاعلة في تشتيت الأمة العربية تلعب دورها، وإذا ما تم الحديث عن القضية الفلسطينية فإن بيان القمة العربية تجاهل قضية مهمة وهي حصار غزة، وهو يظهر جهل غالبية رؤساء العرب بقضايا أمتهم ومن بينهم الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.
استغرب الشارع الفلسطيني عندما طالب منصور برفع الحصار عن غزة في تجاهل للدور المصري وثقل مصر لدى الأمة العربية وهي قادرة على أن تلعب دوراً مهماً وتاريخياً في رفع الحصار عن غزة ولو بالحد الأدنى الذي تعامل معه الرئيس المصري المخلوع مبارك الذي قال يوماً: "إنه لن يسمح بتجويع غزة"، وإن قالها خشية انفلات الأوضاع في سيناء بعد هدم الجدار الفاصل بين غزة ومصر، ولا نريده كما كان في عهد مرسي الذي هب للدفاع عن غزة وهاجم الإسرائيليين.
وعلى فرض أن الاحتلال هو الذي يحاصر غزة بالكامل، فهل التنقل وخاصة المرضى والطلاب والمقيمين في الخارج يسمح لهم بالمرور من خلال معابر الاحتلال؟، وهل منصور لا يعرف عدد المسافرين الذي تجاوز الـ1000 مسافر فلسطيني بين قطاع غزة ومصر خلال فترة المجلس العسكري، باعتبار أن المجلس العسكري المصري أكثر مصداقية عند الرئيس المؤقت.
الغريب أن الفلسطيني بات ينتظر أن يعلن الرئيس المصري عن تسهيلات على تنقل الفلسطينيين بين قطاع غزة ومصر بدلاً من انتظارها من الاحتلال الإسرائيلي، في حالة تهكم وسخرية من الواقع المؤلم، عندما يتحدث منصور عن ضرورة رفع الحصار، قد يكون معذورًا لانشغاله في الواقع المصري الصعب الذي تمر به مصر وقلوبنا تدعو ليلاً ونهاراً أن يحفظ مصر لأسباب كثيرة، منها العلاقة التاريخية بين الجانبين، وهي الرئة الرئيسة التي يتنفس منها أهل غزة خلال السنوات الماضية حتى في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على سوئها.
لن أتحدث عن الرئيس محمود عباس لأنه يعرف ولا يجهل حقيقة دور السلطة في رام الله في استمرار الحصار على غزة وليس أقله رفض أي شكل من أشكال التعاون أو المبادرات التي قدمت في هذأ الشأن.
وإلى لقاء في قمة عربية مخيبة للآمال جديدة في نسخة جديدة من الرؤساء عام 2015 بإذن الله، ولا يكون بينها استمرار حصار غزة.
ماذا أنتم؟ من شحذ سكينكم؟
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
كيف هان عليكم ذبح أم الأسير؟ ألم ترتجف قلوبكم لدمعتها التي نزفت منذ ثلاثين عاماً؟ فلماذا انتزعتم فلذة كبدها فجأة؟ كيف ارتضيتم يا سادة، أن تطعنوا الشرف الفلسطيني، حين شحذتم سكين الزمن لمدة تسعة أشهر، لتذبحوا اليوم الأسرى في أحلامهم وآمالهم؟ أيتها القيادة الفلسطينية، التي فتحت شهية الأسرى للحرية، وهيئت أهلهم لاستقبالهم، ثم عجزت عن تحقيق ذلك، ماذا نسميكم؟
ماذا نقول للشباب الفلسطيني؟ أنقول إن قيادتكم بلا رحمة، ولا يهمها مشاعر الأسرى وذويهم، أنقول: إن قيادتكم لم تتأثر بطرقات الزمن على قضبان السجن، ولم تقدر المأساة التي ستصفع وجوه المنتظرين؟
أيتها القيادة الفلسطينية، ألم تدركوا أنكم قد قتلتم البراءة في الانتماء، حين أغمضتم آذانكم المتحجرة عن صرخات الأسرى في السجون عشية استئناف المفاوضات؟ لماذا لم تلتفتوا لصرخة الأسير كريم يونس التي أرسلها لكم من سجن "هداريم" في 9/8/2013، بعد أيام معدودات من استئناف المفاوضات الراهنة، لقد حذركم كريم يونس، وتنبأ بما حصل.
وقال: "إننا نغرق مره أخرى في متاهات الضياع والتجزئة والمراحل والتقسيمات الأمنية والجغرافية، وكأن تجربة 20 عامًا من المفاوضات لم تكف للتعرف على عدونا، وعلى نتنياهو بشكل خاص، وعلى ألاعيبه المتكررة من أجل التهرب من التزاماته، أو على الأقل من أجل إفراغ أي اتفاق أو تفاهم من محتويات، أليس نتنياهو هو نفسه الذي اتفق على إطلاق سراح 750 مناضلاً، ولم يلتزم بذلك، وقام بإطلاق سراح 750 من سارقي السيارات؟
نحن لا نخفي قلقنا بشأن عدم إتمام الصفقة والاتفاق، وخصوصًا في ضوء ما أقرته حكومة (إسرائيل) بشأن إعادة عرض الدفعة الأخيرة والخاصة بإطلاق سراح أسرى الداخل مرة أخرى على مجلس الوزراء بعد 8 أشهر، ولاسيما في ظل تصريحات الوزراء والحملة الإعلامية غير المسبوقة ضد إطلاق سراح أسرى الداخل، ومشروعية المطالبة بهم أصلاً، حيث إن أغلبية الوزراء أعلنوا معارضتهم لذلك.
نحن قلقون أيضًا من غياب الطرف الفلسطيني المختص عما يجري، وتصوير ما تم الاتفاق عليه كإنجاز غير مسبوق، وهنا نتساءل: أين هو هذا الإنجاز؟ هل التراجع والموافقة على إطلاق سراحنا وتقسيمنا إلى 4 دفعات هو الإنجاز؟ أو هل الإنجاز هو بالتراجع عن الموقف الأساسي والموافقة بأن يطلق سراح الدفعة الأولى بعد شهر من بدء المفاوضات، وأن يستمر ذلك لمدة 9 أشهر وعلى طوال فترة المفاوضات؟ أم أن الإنجاز بالتراجع والموافقة على تجزئتهم وتقسيمهم وفقا لمعايير أمنية وجغرافية يحددها الجانب الإسرائيلي بشكل مطلق؟
أم أن تحويل إطلاح سراح الأسرى إلى أداة بيد الإسرائيلي لابتزاز الطرف الفلسطيني أثناء المفاوضات بعد أن أصبح تنفيذ الاتفاق مربوطًا باستمرار المفاوضات؟ انتهت رسالة الأسير كريم يونس، ولكنها ما زالت مفتوحة على مستقبل فلسطين، وتنتظر مزيداً من الأسطر التي سيخطها بدمائهم أشبال فلسطين، بعد أن يصرخوا في وجه القيادة الحالية، لقد كذبتم في وعدكم، أيها القادة، وخنتم عهد الشهداء والأسرى.
اعترف عطوان بخطئه فهل يعترف ويعتذر هويدي؟
بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
اعترف الصحفي والكاتب الكبير عبد الباري عطوان بخطئه في تصديه ووقوفه ضد الرئيس الشرعي المختطف محمد مرسي عندما حاول تغيير قضاة المحكمة الدستورية وتعديل نظامها الأساسي. الاعتراف بالخطأ فضيلة والأفضل من ذلك تجنب الوقوع فيه سيما والصورة واضحة جلية ولا يحتاج الأمر إلى بعد نظر لخبير مثل السيد عطوان، حيث كان القضاء في عهد الرئيس المختطف مرسي الذراع الضارب للثورة المضادة وفلول مبارك.
الاعتراف بخطأ انتقاد بعض سياسات الرئيس مرسي أو التراجع عن تأييد الانقلابيين على الشرعية لم يأت من فراغ وإنما جاء بعد أشهر من حكم انقلابي حفل بالمجازر والمذابح والقمع للناس وحرياتهم على عكس ما كان في عهد الشرعية وحكم الإخوان،ومن الطبيعي أن ينتقل الناس أفواجا من صف الانقلاب إلى صف الشرعية.
الكاتب فهمي هويدي سار بعكس التيار وجاء بما لا يتفق مع منطقه السليم وتفكيره السوي حين كتب مقالا بعنوان " ليحسم الإخوان موقفهم من العنف والإرهاب"، والمقام لا يتسع هنا لعشرات الشواهد مما كتب هويدي عن حسم الإخوان لموقفهم.
في مقاله العجيب يدعو هويدي إلى استثمار استحقاقات الانتخابات الرئاسية(غير الشرعية) بحيث تصبح عنصرا ايجابيا يصحح المسار، ويطالب جماعة الإخوان بهدنة من طرف واحد والمح الى مطالبتها باعتذار كما انه لا مانع لديه من استمرار الصراع كما هو شريطة أن يظل سياسيا وسلميا، والذي دعاه الى هذا النهج حسب قوله تزايد القتلى في صفوف الشرطة والجيش.
لا نود الرد على ما كتبه هويدي ولكننا فقط نذكر بأن ما بني على باطل فهو باطل، ومن العار عد انتخابات مهزلة يقررها الانقلابيون لتتويج زعيم الانقلاب رئيسا للجمهورية استحقاقا يجب استثماره،وكذلك فإنه من الغباء الاعتقاد بإمكانية تصحيح المسار على يد من انقلب على الشرعية وارتكب المجازر وذبح 5000 آلاف مواطن مصري في رابعة وغيرها وفي ظل قضاء انقلابي يغتال الناس باسم القانون ويحكم _دون محاكمة _ ودفعة واحدة بإعدام أكثر من 500 مواطن بتهمة التحريض.وكذلك فإن مطالبة الاخوان بالاعتذار او عقد هدنة من طرف واحد يعني اتهامها بالارهاب ومطالبتها بالاستسلام، وهذا لا يجوز ولن يكون، وذلك فإننا نطالب الكاتب فهمي هويدي بأن يتقي الله عز وجل وأن يعتذر عما خطت يداه وأن يحاسب نفسه قبل فوات الأوان.
حرصٌ إسرائيلي وتفريطٌ فلسطيني
بقلم مصطفى اللداوي عن فلسطين الان
إنها مفارقةٌ عجيبةٌ غريبة، معكوسةٌ متناقضة، تخالف المنطق، وتتعارض مع الواقع، فأصحاب الحق يفرطون، والمدعون يتمسكون، والمالكون يساومون، واللصوص يرفضون، والسكان الأصليون يهاجرون، والمستوطنون يفدون، والممتلكات الشرعية تصادر، والسرقة والاغتصاب والاستيطان يشرع، والبيوت والمساكن الأصلية تهدم وتخرب، والمستوطنات والمغتصبات تبنى وتعمر، والمضطهدون المعذبون يحاصرون ويعاقبون، والمحتلون الغاصبون ينعمون ويساعدون، والأبرياء يقتلون، والقتلة المجرمون يبرؤون، والمقاومون يطاردون ويعتقلون، والمحتلون الغاصبون يكرمون ويكافئون، والأخوة والأشقاء يبتعدون وينؤون، والمعتدون الغاصبون يتقاربون ويتحالفون، وأهدافنا تتعقد ويصعب تحقيقها، بينما أهدافهم تكثر ويسهل تحقيقها.
الفلسطينيون الذين هم أصحاب الحق الشرعي الحصري، والقانوني الدولي في فلسطين، يظهرون مرونةً في سياستهم، ووسطيةً في مواقفهم، واعتدالاً في تصوراتهم، ويبدون استعداداً للتنازل عن الجزء الأكبر من فلسطين، ولا يرفضون مبادلةً للسكان، وإزاحةً للأراضي، وتعديلاً للحدود، وشطباً للحقوق، وغير ذلك مما ينفي عنهم صفة التشدد والتطرف، بينما ينعتهم بالعقلانية والاعتدال، ويجعل منهم طرفاً مسؤولاً ومقبولاً، فيمكن مفاوضتهم والجلوس معهم، ويجوز دعوتهم والتعاون معهم، ويجعل من التفريط بهم كارثة، والتخلي عنهم مصيبة، لاعتقاد الآخرين أن الزمان لن يجود بمثلهم، ولن يتكرر في الشعب الفلسطيني وجودهم، ولن يكون هناك من هو أجرأ منهم، أو مثلهم، فضياعهم مصيبة، وفقدانهم خسارة لا تعوض، ونكبة لا يقوون على تحملها، أو استيعاب نتائجها.
أما الإسرائيليون الغاصبون المحتلون، الوافدون الغرباء، المعتدون القتلة، المنبتون عن الأرض، والمطرودون من العالم، فإنهم يظهرون تشدداً في مواقفهم، وتطرفاً في سياستهم، ويستخدمون لغةً خشنة في مفاوضاتهم، ويضعون على طاولة المفاوضات عصا غليظة، ويسيرون في بلداتنا بأقدامٍ ثقيلة، يهددون ويتوعدون، ويقتلون ويغتالون، ويسجنون ويعتقلون، ويحاصرون ويضيقون، ويصادرون ويحرمون، ولا يخجلون من تطرفهم، ولا يترددون في إبداء مواقفهم، ولا يستحون من طلب تأييدهم، وسؤال مساعدتهم، ويريدون من العالم كله أن يقف معهم، وأن يساند ظلمهم، وأن يؤازر بطشهم، وأن يكون عوناً في اعتداءاتهم، وأن يصدق روايتهم، وأن يؤمن بمظلوميتهم، وأن يكون إلى جانبهم، وأن يرى الحق في موقفهم، وأن يسعى في مصالحهم، وأن يحقق مطالبهم، وأن يلبي احتياجاتهم، فهي التي تحقق أمنهم، وتؤمن سلامتهم، وتجعلهم الأكثر قدرةً وتفوقاً، وإلا فإن من يتردد ويقصر، أو يجبن ويمتنع، فإنه يتهم بأنه عدو السامية، وشريكٌ في الجرائم التاريخية، وراضٍ عن المحرقة اليهودية.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يخاف من سقوط حكومته، وتفكك تحالفه، وانهيار ائتلافه السياسي، إن هو أفرج عن أسرى فلسطينيين، وأطلق سراح معتقلين مضى على اعتقالهم عشرات السنين، إذ سيكون في نظر مواطنيه وحلفائه مغامر، وسيظهر بأنه يفرط في أرواح الإسرائيليين، وأنه يعفو عن قتلة مواطنين يهود، وسيكون بقراره مشجعاً لآخرين، يقتلون ويعتدون، ويقدمون ولا يترددون، لقناعتهم أنه سيفرج عنهم، ولن يطول في السجن بقاؤهم.
ويخشى نتنياهو أن يتهمه مواطنوه بالخيانة والتفريط، إن هو تنازل لمفاوضيه عن جزءٍ من الأرض، أو أبدى استعداده لمقاسمتهم بعض المناطق، أو تخلى لهم عن حقوق اليهود التاريخية والدينية في ممالك يهودا والسامرة، التي سماها لهم الرب، وارتضاها لهم وطناً، وسكن فيها أنبياؤهم، وأقام فيها ملوكهم، وعمرها شعبهم.
لذا فهو يتمسك بالقدس عاصمةً واحدةً موحدةً، لا تقبل القسمة ولا المشاركة، فشعبه لا يقبل معهم بها شريكاً، ولا يرضى باقتسامها، ولا بالتخلي عن حزءٍ منها، مهما صغُرَ أو بعُد، وهو يريد أن يقتحم الحرم، ويستولي على المسجد الأقصى، ليعيد بناء الهيكل، فهو علامة يهوديتهم، وعنوان مملكتهم، ودليل بقائهم، وعنوان وجودهم، والأساس الذي يجتمع عليه شملهم.
فهو إن فرط وتنازل، فلن يكون رئيساً للحكومة، كما لن يبقَ على رأس حزبه، ولا زعيماً لإئتلافه، بل قد يعتزل السياسة، ويغادر منصة الحكم ومنبر البرلمان، وينتقل إلى قاعات المحاضرات، ومدرجات الجامعات، يحاضر ويدرس، ويتقاضى أجراً على ما يقدم، إذ لا وجود في نظره لزعيمٍ يهودي يفرط، ولا مكان لرئيس حكومةٍ إسرائيليٍ يتنازل، وهو الذي يطمح لأن يكون ملك بني إسرائيل، وصلاً للسابقين، وامتداداً للاحقين، والملك الإسرائيلي في رأيه هو أكثر اليهود محافظةً على الحق، وحرصاً على الإرث، ووفاءً للوصية، وتمسكاً بالأرض، وسعياً لخلاص الشعب، واستعادة الملك والهيكل.
في المقابل فإن رئيس السلطة الفلسطينية لا يخشى السقوط، ولا يبالي بالشركاء، ولا يسأل عن الآخرين، ولا يهمه من شعبه أحد، ولا يخيفه من تنظيماته حزبٌ أو حركة، ولا يشعر بأنه يخاف شعبه، أو يعبأ بمواطنيه، أو أنه يفرط في حقوقهم، وأنه يقامر بوطنهم، ويتخلى عن أرضهم، ويخون تضحياتهم، وتهون عليه دماء شهدائهم، فلا يضيره إن أبدى ليونةً مع العدو، أو قبل باعتراضاته، أو وافق على لاءاته، أو سكت عن رفضه، أو قبل بتأخيره ومماطلته.
ولا يعنيه إن كان وحيداً، أو بدا أمام الآخرين ضعيفاً، لا أحد معه، ولا يوجد من يؤيده، أو يقف معه ويسانده، فقد اعتاد ألا يتسلح بإخوانه، وألا يقوي عضده بشركائه، إذ لا قيمة عنده للوحدة، ولا ضرورة في سياسته للتوافق، ولا يقلقه أن يخاصمه شركاؤه، أو أن يعترض عليه إخوانه، فوجودهم بزعمه لا يقويه، وغيابهم عنه لا يعزله ولا يقصيه.
ولا يعيبه إن فرط بالقدس، أو قبل بجزءٍ منها، أو بحيٍّ بعيدٍ عنها، ليكون عاصمةً لكيانه، وقلباً لسلطته، فلا عبرة للمكان، ولا تقدير للمقدسات، فالأرض واحدة، والأماكن متشابهة، والفلسطينيون لا يفرقون بين أرضهم، ولا يميزون في ديارهم، فكل شبرٍ من أرضهم عزيز، وكل مكانٍ من بلادهم يصلح أن يكون مصلى ومسجداً، فالأرض كلها مسجدٌ وطهور، هكذا قال النبي الرسول.
أليست هذه مفارقة عجيبة، ومعادلة غريبة ومقلوبة، الأدعياء يتمسكون ويتشددون، ويحرصون ويخافون، والأصلاء يفرطون ويتنازلون، ويبيعون ولا يتمسكون، أم أن هذه المفارقة تنطبق فقط على من يدعون القيادة، بينما يرفضها الشعب، ومن حمل راية المقاومة.
أهمية زيارة أوباما للمملكة
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
الرئيس باراك أوباما في السعودية زائراً للمرة الثانية خلال خمس سنوات. الإعلام يبحث في سبب الزيارة، ويسأل لماذا الآن؟ وما الملفات التي بحثها الطرفان؟ وكيف كانت الأجواء، ووجهات النظر؟ وما تأثير الزيارة على العلاقات الثنائية، وعلى الوضع الإقليمي، وعلى الملفات الشائكة؟ وهل قفز الطرفان عن الملف الفلسطيني؟ ولماذا؟ وهل كان الملف المصري حاضراً؟ وغير ذلك من الأسئلة السياسية المشروعة.
إنه من المبكر الإجابة عن كافة الأسئلة، لا سيما حين تكون تصريحات الطرفين قليلة، ومقتضبة. ومن ثم فإننا في حاجة إلى التحليل، وبعض الخيال. في نظري أن قيمة الزيارة وأهميتها ترتبط بثلاثة عوامل رئيسة:
الأول - أنها كانت على مستوى القمة، وأن أوباما هو الزائر وليس العكس. والثاني - أنها كانت في هذا التوقيت. والثالث - أنها تناولت ملفات ساخنة ومتحركة.
من المعلوم أن حالة من الجفاء، والقلق، والشك، والشعور بالخيبة، وجدت طريقاً لها في الموقف السعودي في وسائل الإعلام من موقف الإدارة الأميركية، وبالذات من الرئيس نفسه، حيث تباينت المواقف بين القيادتين في عدة ملفات ، وبالذات الملف السوري، والملف الإيراني.
وقد رأت بعض الدراسات في هذا التباين تغييراً استراتيجياً تقوم به الإدارة الأميركية، فيه إضعاف للدور السعودي، وتعزيز للدور الإيراني. وكان السؤال الأبرز يقول: هل استغنت إدارة أوباما عن خدمات المملكة؟ ولماذا؟
التباين بين الموقفين واضح في الملف الإيراني ، وفي الملف السوري.
أوباما جاء برسالة طمأنة شخصية مباشرة بدون وسطاء، ومن ثم كان تصريحه الرئيس في الزيارة ( إن إدارته لن تقبل اتفاقاً سيئاً مع إيران؟!). الإجابة غامضة، لأن مفهوم ( سيئاً) غير محدد. أي متى يكون جيداً، ومتى يكون سيئاً؟ لست أدري، ولكني أتوقع أنه أوضح ذلك للمملكة.
ليس في الملف السوري تصريحات ذات مغزى، غير أن موقف المملكة من صفقة الكيمياوي السوري كان متحفظاً، بعد أن تبنت المملكة الضربة العسكرية، ورأت في الصفقة تعزيزاً لدور إيران، وخذلاناً لها. الانتقادات السعودية عبرت عنها أقلام سياسية وإعلامية مقربة من السلطات الحاكمة. التوضيحات الأميركية بالطرق الدبلوماسية لم تُزل كامل الغبار، والقلق، ومن ثم كانت الزيارة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ، جرت مياه كثيرة بعد ذلك تحت الجسر، بعد أحداث أوكرانيا، والقرم، والعقوبات المتبادلة، وبرزت هنا حاجة أوروبية أميركية إلى تعويض في إمدادات النفط والغاز ، بسبب النقص المتوقع، إذا ما توقفت الإمدادات الروسية.
ماذا طلبت السعودية في الملف السوري؟ وماذا طلبت في الملف الإيراني؟ لا يبدو من المنطق الإجابة الآن، ولكن هل نجحت الزيارة في استعادة الدفء للعلاقات، وهل سنشهد أعمالاً ذات مغزى تكون دالة على نجاح الزيارة، وأنها حققت أهدافها، أم أنها كانت شخصية ، وعلاقات عامة؟ دعنا نرى. والعجلة من الشيطان.
قراءة في قمة الكويت
بقلم نبيل اسليم عن فلسطين اون لاين
ما أشبه اليوم بالأمس، قمة عربية تعقد وأخرى تختتم، وقد بلغ اليأس مداه من المواطن العربي عامة والفلسطيني خاصة من هذه القمم، التي لا تساوي عندهم الحبر الذي كتبت به، فقد عقدت قمة الكويت في دورتها الـ(25) في ظل واقع عربي مؤلم: جرح سوريا النازف، وتغول النظام السوري على الشعب، وضحايا بعشرات الآلاف، ومشردين بالملايين، وجرحى بلا عداد، وبلد مدمر، والمستقبل المجهول الهوية في سوريا بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة السورية، أما الوضع في مصر فحدث ولا حرج: انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية متكامل الأطراف، وعودة لحكم الطوارئ ودولة (البوليس)، وقتل لآلاف المنادين بعودة الشرعية، وامتلاء السجون بهم أيضًا، أما فلسطين فليست أفضل حالًا من سابقتيها، فالقدس تهود، والأرض تسرق، وقتلى وجرحى، وعصا صهيونية غليظة تلوح بين الفينة والأخرى بشن حرب جديدة على غزة، وحصار خانق طال كل شيء، وانقسام أشغل المنقسمين عن قضاياهم الجوهرية.
العراق أيضًا تعاني أزمة ثقة بين الشعب والحاكم، وقرب نشوب حرب طائفية طرفاها السنة والشيعة، ولبنان تعيش حالة من عدم الاستقرار والتجاذبات الحزبية، والتدخلات الخارجية في أمنها وسياستها.
لربما آخر القضايا العربية الساخنة الانشقاق داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وتكوين تحالف عربي جديد يضم السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر يعادي كل من يقدم الدعم لجماعة الإخوان المسلمين.
هذه القراءة السريعة للواقع العربي الذي اجتمعت قمة الكويت تناقشه، وتضع الحلول المناسبة له.
لقد عقدت قمة الكويت هذا العام، وقد حُكم بالفشل على نتائجها قبل أن تبدأ جلساتها، والقضايا التي تحتاج إلى قرارات لم تناقش أو نوقشت على استحياء، فقد ترك مقعد سوريا فارغًا، وهذا أحبط آمال السوريين الذين تقاعس العرب عن إمدادهم بالأسلحة، وتراجعت قمة الكويت عن قرار قمة الدوحة منح المعارضة مقعد سوريا في الجامعة، وتأجيل منح المعارضة المقعد إلى قمة آذار 2015م، عملًا بمبدأ: "قد يموت الراعي أو يموت الذئب أو يفنى الغنم"، ولم يرتق البيان الختامي للقمة إلى أدنى تطلعات الشعب السوري.
أما القضية الفلسطينية فقد كانت حاضرة بقوة في هذه القمة، ولم تخل أيٌّ من كلمات الرؤساء العرب من ذكر معاناة الفلسطينيين، وضرورة تقديم العون والمساعدة، وكان واضحًا في هذه القمة أن المجتمعين ركزوا حديثهم على القضية الفلسطينية ليتخذوها (ديكورًا) فقط؛ هروبًا من القضايا العربية التي لم يجرؤ المجتمعون على مناقشتها والتطرق إليها، وهذه القمة كسابقاتها لم تقدم أي خطوة إلى الأمام في القضايا الجوهرية، بل أسوأ من سابقاتها؛ لأن البيان الختامي ذكر الصراع العربي (الإسرائيلي) بصيغة جديدة هذه المرة "الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)"، وهذا يدل على إدارة الظهر للقضية الفلسطينية، وتخلي الدور العربي عن واجبه تجاهها، وترك الفلسطينيين وحدهم أمام الضغوط الدولية، ومن الغريب في قمة الكويت أن يطالب رئيس الانقلاب في مصر "عدلي منصور" بفك الحصار عن غزة، ضاربًا عرض الحائط بكل الممارسات غير الإنسانية التي تقوم بها السلطات المصرية ضد الغزيين.
لقد اعترفت القمة العربية بالانقلاب في مصر، بدليل تمثيل عدلي منصور مصر في القمة، بل تعدى الأمر الاعتراف بالانقلاب؛ فقد عمل البيان الختامي على تثبيت الانقلاب بدعم ومساندة الدول التي شهدت تحولًا سياسيًّا في إشارة واضحة إلى مصر، ولم يأت على ذكر الممارسات القمعية التي يقوم بها الجيش والداخلية والقضاء، وقد كان آخرها هدية القضاء المصري للقمة العربية: الحكم بالإعدام على 529 شخصًا من مؤيدي عودة الشرعية، أسوأ حكم في العصر الحديث انتقده القريب والبعيد، ولم يؤت على ذكره في احتفالية الكويت.
أمير قطر في كلمته تطرق فيها إلى القضية الفلسطينية بمكوناتها المختلفة، وقدم الدعم والمساندة، وأوصى بتشكيل لجان عمل تعكف على حل هذه القضايا، كما تطرق في حديثه إلى القضية السورية، وضرورة تنفيذ ما أقر في قمة الدوحة 2013م بخصوص الدعم والمساندة العربية للمعارضة السورية، لقد ركزت كلمة الشيخ تميم على القضايا العربية التي تحتاج إلى وقفة عروبية أصيلة لحلها.
لقد انتهت القمة العربية ولم تقدم أي حلول فعلية لأي من القضايا التي نوقشت، ولم تتخذ قرارات جريئة تجاه القضايا العربية الملحة، وتركت الأيام القادمة حبلى بالتجاذبات والحراك السياسي، فعلًا لقد أثبتت هذه الطقوس السنوية "القمم العربية" أنها لا تساوي الحبر الذي تكتب به.
