1 مرفق
اقلام واراء محلي 27/05/2014
في هذا الملـــــف:
القدس ... القدس !!
بقلم: حديث القدس - القدس
أما الـقـدس فـلا بـواكـي لها!
بقلم: زهير الدبعي – القدس
الإنتخابات والحكومة والمصالحة.. أولويات وآليات
بقلم: الدكتور ناجي صادق شراب – القدس
الوفاق الوطني والقانون الأساسي
بقلم: هاني المصري – الايام
تغريدة الصباح - أخو الرئيس
بقلم: احمد دحبور – الايام
نتنياهو يكرس العنصرية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
لماذا تبدو بيت لحم قرية فقيرة .... لنبدأ تطوير بيت لحم الكبرى
بقلم: د.ناصر اللحام – معا
القدس ... القدس !!
بقلم: حديث القدس - القدس
القدس بلد الاسراء والمعراج .. والمسجد القدسي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ... القدس عاصمة العامل كله روحيا ودينيا .. والقدس عاصمتنا الموعودة .. والقدس مهد الحضارة والتاريخ التي لا مثيل لها في الدنيا ... القدس تجمعت حولها وبخصوصها المناسبات والتطلعات فقد كانت بالامس تحتضن الاحتفالات في ذكرى الاسراء والمعراج .. وكانت تستضيف قداسة البابا فرنسيس ومن اجلها انعقد في البيرة مؤتمر بيت المقدس الذي التقت فيه شخصيات عربية واسلامية من دول عديدة مختلفة..
هذه قدسنا التي تعاني وتكافح .. وهذه قدسنا التي يحاولون تهويدها ولكنها تقاوم بشجاعة واصرار ... هذه قدسنا التي تؤكد التقارير الاسرائيلية نفسها حجم المعاناة التي تواجهها على كل المستويات المعيشية والصحية والتعليمية وازدهار الفقر والظروف الصعبة بين ابنائها، والمساعي لتهجير ابنائها سواء بسحب هوياتهم او خلق الجدران لتمزيق وتشريد وعزل عشرات الآلاف من ابنائها.
هذه القدس وفي هذه الايام بالذات ترفع صوتها عاليا لتخاطب العرب والمسلمين والمجتمع الدولي عموما وتقول لقد انتهى زمن الكلام والخطابات وبيانات الاستنكار والتنديد .. ولا بد من العمل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعمراني لانقاذ مدينة الاسراء والمعراج هذه وعاصمتنا التي يحاولون تزوير تاريخها وتغيير واقعها وقد اتخذوا خطوات كثيرة في هذا المجال ويخططون للمزيد.
ما الذي ينتظره المسؤولون العرب والمسلمون والى متى يطول انتظارهم ؟ الا يرون ما يجري .. الا يدركون حجم المخاطر الحقيقية التي تتهدد المدينة ؟ الا يستوعبون مقدار التغيير الذي يمارسه الاحتلال .. ضد كل شيء ببيت المقدس وبصورة خاصة ما يبيتونه ضد المسجد الاقصى المبارك ومشاريع تقسيم الزمان والمكان فيه كما حدث في الحرم الابراهيمي بالخليل .. ؟
كفى كلاما .. وكفى مؤتمرات دون نتائج .. وكفى إهمالا للقدس واهلها .. وهذه صرخة القدس التي نأمل ان يسمعها اصحاب القرار فيتحركون..!!
اهلا برئيس الاتحاد
الدولي لكرة القدم
للرياضة دور هام واساس في حياة الشعوب وخاصة كرة القدم التي تستقطب الاهتمام الشعبي بدرجة لا توصف.
ونحن في بلادنا ورغم وجود الاحتلال ومعيقاته، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني في كل المجالات، نسعى بكل اصرار وقوة على احياء النشاطات الرياضية المختلفة سواء على المستوى المحلي او على المستوى الدولي.
ولان الاحتلال يضع العراقيل والعقبات امام كل النشاطات الفلسطينية بما فيها الرياضة، فقد طلبت فلسطين بصفتها دولة طرد اسرائيل من عضوية الاتحاد الدولي "الفيفا" بسبب ممارساتها، وقد زارنا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر بالامس في نطاق جولة تشمل الاردن واسرائيل ايضا في مسعى لايجاد حل لهذا الاشكال .. ويتوقف الامر اساسا على الموقف الاسرائيلي وضرورة التوقف عن وضع العقبات امام نشاطاتنا الرياضية.
اننا اذ نرحب بالسيد بلاتر ونقدر له زيارتنا وتجاوبه مع مطالبنا، فاننا نأمل ان ينجح في وقف هذه الممارسات الاسرائيلية.
أما الـقـدس فـلا بـواكـي لها!
بقلم: زهير الدبعي – القدس
ما يزيد عن مئات الألوف من الخطباء والدعاة والوعاظ في المساجد وغيرها، يتحدثون في هذه الأيام عن الإسراء والمعراج. وبعضهم من الفقهاء وكثير منهم من البلغاء الفصحاء الذين تنحني لهم المنابر لامتلاكهم ناصية البيان. يتحدثون ويشرحون في المساجد وفي وسائل الإعلام عن العبر والدروس للإسراء والمعراج ويسردون كثيراً من المعلومات والحقائق بنوايا طيبة. ولكن غالبيتهم الساحقة لا يتحدثون عن الدرس الأول من الإسراء و المعراج وهو الربط العقدي بين مكة المكرمة والقدس وواجب أجيال الأمة في الدفاع عن القدس وحماية أهلها وآثارها وترابها ومقدساتها.
خطباء المساجد وغيرهم يعطون الأولوية في حديثهم عن الإسراء والمعراج لانتشال الخالق سبحانه وتعالى للرسول صلى الله عليه وسلم من أحزانه بعد وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها. وهذا أمر طيب وصحيح، لكن هذا العدد الهائل من الخطباء والدعاة والوعاظ والإعلاميين والكُتاب، لا يلتفتون إلى أحزان أهل القدس الذين يدّمر الاحتلال منازلهم، وإلى أهلها الذين سحبت منهم هوياتهم. ولا يتحدثون كذلك عن جدار الضم العنصري الذي اخترق لحم وعظام القدس. ولا اندفاع الإحتلال نحو مزيد من الخطوات والإجراءات لحسم معركة صهينة القدس واستهداف هويتها وهوية المسجد الأقصى المبارك. ولا يلتفتون في أحاديثهم إلى هوية القدس التي أصبحت بنداً من البنود التي يصدر الكنيست بحقها القرارات.
من المناسب الإشارة إلى أن القدس رغم قداستها ومكانتها في عقيدة الأمة وفي عقيدة أكثر من ملياري مسيحي في العالم فضلاً عن تاريخها وآثارها الفريدة وتضحيات أجيال الأمة للدفاع عنها وتحريرها. فإن القدس رغم كل ذلك فإنها مدينة، وبين المدن والبشر صفات مشتركة، فالمدن تولد فالله سبحانه وتعالى لم يخلق المدن وإنما شيدها بالبشر. فالمدن تقوى وتضعف وتبتسم وتبكي وتصرخ وتستغيث. والمدن يزداد نفوذها أوينقص. والأمثلة كثيرة في تاريخ أمتنا وتاريخ البشرية كلها. فقد كانت القسطنطينية عاصمة وكانت المدينة الأولى في أوروبا التي كانت في تنافس مع روما. فتح المسلمون القسطنطينية في العام 1453 لتصبح استنبول عاصمة للسلطان العثماني ومقراً لخليفة المسلمين. وكذلك غرناطة التي احتلها فرناندو وايزابيلا في عام 1492 وباحتلالها لم تعد حاضرة من حواضر العرب والمسلمين ومدينة أعطت المثال الأجمل في العيش المشترك ليجعلها المحتلون مدينة محاكم التفتيش والتعصب الديني واضطهاد المسلمين واليهود ثم بعد ذلك اضطهاد البروتستانت والتنكيل بهم.
قاومت أجيال شعبنا وأمتنا في القدس وفلسطين كلها منذ القرن التاسع عشر بجهود الرواد التوعوية التنويرية مثل ضياء يوسف الخالدي وشكري العسلي الدمشقي ونجيب نصار الذي أسس جريدة ( الكرمل ) في حيفا.
وواصلت أجيال شعبنا وأمتنا المقاومة بقيادة موسى كاظم الحسيني الذي أقاله الإنكليز عن رئاسة بلدية القدس، ومحمد أمين الحسيني (المفتي) الذي أدرك بعد أحداث آب 1929 الدموية الخطر الجدي على القدس والمسجد الأقصى المبارك، فعقد مؤتمر علماء المسلمين في المسجد الأقصى المبارك بتاريخ 7|12|1931 الموافق 27| رجب| 1350هـ. بمشاركة واسعة لكبار الفقهاء من عرب ومسلمين. وحقق المؤتمر رسالته المتمثلة بأن الدفاع عن القدس ليست مسؤولية الفلسطينيين فقط، وإنما الدفاع عنها إنما هو مسؤولية الأمة كلها. كما أصدر علماء المسلمين فتوى تحريم بيع الأراضي للمشروع الصهيوني، بأن من يبيع أو يسهل أو يسمسر هو كافر مرتد لا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين، كما قرر المؤتمر إنشاء جامعة عربية في القدس.
إن الفلسطينيين ومعهم آلاف من العرب والمسلمين دافعوا عن القدس في العام 1948، واستشهد آلاف منهم دفاعاً عن القدس وفلسطين. وبذل المؤرخ الفذ عارف العارف جهوداً في كتابه ( سجل الخلود ) الذي يضم بين دفتيه أسماء الشهداء من مختلف الأقطار العربية وغير العربية. كما يمنحنا المناضل المرحوم بهجت أبو غربية في مذكراته فرصاً قيمة للاطلاع على مواقف العز والشرف في الدفاع عن القدس، وكذلك مواطن الضعف والخلاف وآثارهما الوخيمة على القدس في العام 1948.
شرع الاحتلال في اليوم الأول لاحتلال البلدة القديمة للقدس ومدخليها في يوم الأربعاء 7|6|1967 في هدم حارة المغاربة، وما زال الاحتلال يراكم ضغوطه وإرهابه على القدس وأهلها ومقدساتها وهويتها وملامحها ومعالمها.
هل ننتظر بتر مساحات من المسجد الأقصى لتصبح معبداً يهودياً كما فعل الاحتلال في الحرم الإبراهيمي في الخليل في العام 1994 بعد مجزرة سفكت دماء المصلين؟
هل نترك الطيبين والطيبات وأهل المروءة والنخوة والشرف في القدس والساحل والنقب والجليل يخوضوا بمفردهم معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وحمايته؟
وهل نركن على مروءة وشجاعة مليون ونصف مليون فلسطيني يمكنهم الوصول إلى القدس للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك؟
وأين مليار ونصف مليار مسلم؟ وأين مئات ملايين المسيحيين العرب وغيرهم الذين لهم مواقف دينية وأخلاقية ووطنية من العنصرية والاحتلال والقدس وهويتها؟
وأين فرسان المنابر الذين زجوا بكثير من أبناء أمتنا للجهاد في أفغانستان؟ أو للجهاد في حمص وحلب؟ ما لم نسمع من استنبول وطهران والقاهرة والرياض وكراتشي وجاكرتا وكوالامبور نحنحة على الأقل وصوت ( 120 ) مليون مسلم في الهند و( 50 ) مليون مسلم في الصين وملايين المسلمين والطيبين الرافضين للعنصرية والاحتلال في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و( 42 ) مليون مسلم في أوروبا، فإن الاحتلال سوف يسلب مساحات من المسجد الأقصى المبارك كخطوة تتلوها خطوات كثيرة أكثر خطورة وظلماً وظلاماً.
لماذا لا نسمع نحنحة من أهلنا الذين أسرى الله برسولهم صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى؟ أين موقف الرؤساء والأمراء الذين ترفع صورهم في عدد من مدن فلسطين؟ بدون حراك أهلي قوي وفعّال ومؤثر ومثمر لن يتحرك هؤلاء ولا غيرهم.
وهل يكون حراك الناس قوياً وفعّالاً بالشتائم والسباب وبحرق الأعلام الأمريكية أو غيرها أو بتحطيم السيارات وواجهات عرض محلات وحرق ممتلكات عامة وخاصة؟ علينا أن لا نغفل قوتنا وقدرتنا التي يجب التعبير عنها بالأرقام وليس بالصراخ والهتاف.
قلوب الشركات التي ميزانية كثير منها يزيد عن ميزانيات عدد من دول أفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية من الحديد الصلب لا يسمع ولا يرق ولا يلين ولا يرتجف إلا بالأرقام. بأيدينا تغيير الأرقام والحقائق والمشهد السياسي بالإقلاع عن تدخين السجائر والمشروبات الغازية الأمريكية فضلاً عن آلاف السلع والخدمات الأمريكية والإسرائيلية الأخرى.
إما أن نتحرك ونفعل ما بأيدينا فعله وإلا فإننا شركاء في تدنيس المسجد الأقصى المبارك واختطاف هوية القدس.
الإنتخابات والحكومة والمصالحة.. أولويات وآليات
بقلم: الدكتور ناجي صادق شراب – القدس
العلاقة بين الإنتخابات والحكومة والإنتخابات والمصالحة علاقة تكاملية، وبالموافقة على تشكيل حكومة فلسطينية واحدة أيا كانت تسميتها كما يحلو للبعض أن يسميها، المهم لدينا حكومة واحدة، هذه الخطوة لا شك في أهميتها لأنها فكت لنا لغز البيضة والدجاجة، الحكومة أم الإنتخابات، سنجد إن المصالحة هي الناتج للتوافق السياسي ولإجراء الإنتخابات أي أن المصالحة أو التصالح الحقيقي لا يمكن الوصول إليها بدون إجراء الإنتخابات، واما الحكومة فهي إجراء مؤقت ولفترة زمنية لأن هذه الحكومة ليست هي الحكومة الفلسطينية التي تهدف إليها المصالحة، ومن ثم قيمتها فقط بما تقوم به من وظائف محددة، ولفترة زمنية قصيرة يفترض إن لا تتعدى ستة أشهر على أكثر تقدير وإن كان احتمال استمرارها قائم، وهنا تكمن أهمية خطوة أن تتحول إلى حكومة مصالحة حقيقية.
أما إذا نظرنا إلى الإنتخابات فهي ليست مجرد إجراء مؤقت، بل هي ركيزة ومبدأ أساسي للمصالحة وعلى أساسه يتم إعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية بكاملها على أسس من الشراكة والتوافق السياسي. فهدف الإنتخابات هدف ثابت لا يتغير بإجرائها لمرة واحدة، بل هي ثابت متجدد في المنظومة السياسية الفلسطينية، وهي الهدف والوسيلة الثابتة لقيام نظام ديموقراطي. وبدونها تفقد كل المؤسسات السياسة الفلسطينية شرعيتها التمثيلية. وهي تجسيد لإرادة شعبية، فعبر الإنتخابات يقوم الشعب وخلال فترة زمنية متفق عليها بتجديد تفويضه السياسي لمن يراه الأقدر على تحقيق آماله وأهدافه الوطنية، وقادرا على تلبية والإستجابة لمطالبه وإحتياجاته المادية والرمزية.
وإذا تساءلنا: لماذا الإنتخابات؟ والسؤال بصيغة أخرى هل تملك المؤسسات السياسية القائمة شرعية سياسية تؤهلها للإستمرار في أداء مهامها؟ بل والأهم من ذلك لا أحد يملك تفويضا في تقرير مصير هذا الشعب. وبعبارة أخرى نحن في حاجة للإنتخابات في هذه المرحلة المصيرية ليس من أجل إنهاء الإنقسام فقط والترسيخ لمصالحة توافقية يحدد أسسها الشعب الفلسطيني، بل لأن هناك قضية واحدة ، وهناك إحتلال إسرائيلي واحد لكل الأرض الفلسطينية، وهناك شعب واحد، ولا يجوز في غياب الإنتخابات مثلا القيام بعمليات التفاوض لان فيها تقرير لمصير شعب بأكمله.
وكذلك لا يمكن ربط ورهن القضية الفلسطينية وخياراتها حتى المقاومة وهي خيار شعبي دون أن تملك كل المؤسسات الفلسطينية شرعيتها، بمعنى آخر لا يملك أحد تقرير خيارات الشعب الفلسطيني دون أن تكون له شرعية سياسية، ولا يملك أحد إصدار قوانين وتحديد هوية الشعب الفلسطيني دون شرعية، الإنتخابات لها أكثر من وظيفة جوهرية: أولا تجديد شرعية كل المؤسسات السياسية القائمة ،لأن فترة التفويض السياسي التي منحتها لها الإنتخابات السابقة قد إنتهت، ومن ثم البديل لذلك هو شرعية الأمر الواقع المستند على القوة الأمنية والأذرع العسكرية للتنظيمات.
وثانيا الحاجة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته على أسس من الشرعية السياسية وهي التي تعني في أوسع معانيها القبول الشعبي بمن يحكم ويمارس السلطة.
وثالثا وحدانية القضية الفلسطينية تستوجب وحدانية السلطة السياسية.
ورابعا انه في مرحلة التحول العربي والتحول نحو الإصلاح السياسي تصبح الإنتخابات حتمية تفرضها هذه التحولات، ليس فقط على المستوى الإقليمي بل والدولي من منطلق أساسي وهو أن القضية الفلسطينية هي نتاج لتحولات إقليمية ودولية ، وإذا لم ترقى القضية الفلسطينية إلى مستوى أبعادها ومكوناتها الإقليمية والدولية ستبقى القضية تدور في دائرة ضيقة صغيرة من الإنقسام الذي تكمن هنا خطورته، وهذا ما ينبغي التنويه به أنه سيلتهم القضية ذاتها، فالإنقسام السياسي ثمنه القضية والشعب نفسه.
ولا يقاس بوجود حكومة هنا أو هناك أو بإنجازات مادية ، ولا بقدرة على دفع رواتب، ولكن المعيار الحقيقي هو الإنجاز السياسي المرتبط بقيام الدولة الفلسطينية، وإنهاء الإحتلال ، ويكفي إن نسأل هل الإنقسام ينهي إحتلال، او يقيم دولة؟ وأخيرا أن الإنتخابات لها وظيفة مهمة ولها علاقة بالمستقبل السياسي الفلسطيني الذي نفتقده في ظل الإنقسام، وهو أن الإنتخابات لا تعني فقط التوافق السياسي، ووجود حكومة شرعية، بل يعني توافقا سياسيا على الرؤية السياسية ، وعلى برنامج العمل السياسي، الذي من شأنه أن يوفر إطارا للحركة السياسية لأي حكومة في المستقبل حتى لا يتكرر خيار الإنقسام السياسي من جديد، من قناعة وخلاصة تاريخية أنه يكفي إن تقوم بإنقلاب واحد حتى يقود إلى ثان وثالث.
وهذه المرة قد لا يقتصر على فريق دون الآخر. لكل هذه الأسباب نرى أن الإنتخابات هدفا حتميا لا بد منه، وان الشروع في إجراء الإنتخابات تقتضيه المصلحة الوطنية الفلسطينية، حماية القضية الفلسطينية والحفاظ على الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني .
الوفاق الوطني والقانون الأساسي
بقلم: هاني المصري – الايام
مضى على "إعلان مخيم الشاطئ" أكثر من شهر. وستشهد الأيام القادمة تشكيل حكومة الوفاق الوطني من دون إصدار مرسوم رئاسي حول تشكيل الحكومة حتى الآن، وآخر حول تحديد موعد لإجراء الانتخابات التي اتفق على إجرائها بعد ستة أشهر على الأقل. وهذا وذاك مخالف للقانون الأساسي.
المشاورات لتشكيل الحكومة لا يقوم بها رئيس الوزراء المكلف، لا عندما كان الرئيس نفسه هو المكلف وفقًا لـ "إعلان الدوحة"، ولا عندما كلف الرئيس رامي الحمد الله شفويًا برئاسة الحكومة، بل تجري المشاورات بين عزام الأحمد ووفد من "حماس" برئاسة موسى أبو مرزوق، أما رئيس الحكومة القادم فهو سيحصل على حكومة جاهزة مباشرة تمامًا مثلما ترأس حكومة سلفه سلام فياض بتعديلات طفيفة.
طبعًا، الرئيس هو الذي يقرر في نهاية الأمر، فالحكومة كما أعلن حكومته وبرنامجها برنامجه، وهو الذي سيصادق على تشكيلها.
يضاف إلى ذلك أن الحكومة لن تحصل على الثقة من المجلس التشريعي كما ينص القانون الأساسي، وإنما من الرئيس، وسيُدعى المجلس للانعقاد وفقًا لـ "إعـلان الشاطئ" بعد شهر على تشكيل الحكومة. وهناك خلاف في التصريحات حول: هل سيقوم بمنح الثقة للحكومة مرة أخرى؟، وهذا مستبعد لأن تأجيل عقد المجلس التشريعي يهدف إلى توفير أجواء إيجابية وتمرير الحكومة، لأنها إذا تعرضت لامتحان الحصول على الثقة من التشريعي فإنها تجازف وتتعرض لاحتمال حجب الثقة عن الحكومة بشكل عام أو عن وزراء، نتيجة أن "حماس" لديها أغلبية، وتستطيع من خلالها أن تتحكم بالحكومة إذا أرادت.
كما أن حصول الحكومة على الثقة من الرئيس لا من المجلس التشريعي يستهدف نزع الذريعة من أيدي الكونغرس الأميركي، الذي يمكن أن يضغط على الإدارة الأميركية لوقف المساعدات عن السلطة التزامًا بالقانون الأميركي، الذي يمنع تقديم مساعدات لحكومة يشارك فيها أو يؤثر عليها أحزاب مصنفة "إرهابية" مثل "حماس".
إن هذه النقطة قد تؤدي إلى نوع من التجميد للمجلس، واعتماد التوافق عند إصدار القوانين؛ حتى لا يتم وقف المساعدات الأميركية ووقف التحويلات الجمركية التي تجمعها الحكومة الإسرائيلية.
التفسير لكل الاختراقات السابقة وغيرها للقانون الاساسي أن المصلحة الوطنية التي يجسدها الوفاق الوطني تقتضي ذلك، وأنها فوق القانون الأساسي الذي كان أحد ضحايا الانقسام، وسيظل كذلك إلى أن تتوحد المؤسسات والأجهزة الأمنية والوزارات والقضاء ... إلخ.
نعم إن المصلحة الوطنية المعبر عنها بوفاق وطني تعلو على كل شيء شريطة أن يكون وفاقًا وطنيًا حقيقيًا وليس محاصصة فصائلية ثنائية أو جماعية، ولكن هذا لا يبرر كل هذه الانتهاكات التي حصلت.
هل تحول المصلحة الوطنية دون إصدار مرسوم رئاسي يكلف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة، ويحدد الأهداف التي ستعمل من أجل تحقيقها، والمعايير التي تستند إليها؟ بحيث يقوم رئيس الوزراء المكلف بالتشاور مع الكتل النيابية والقوى وبقية مكونات المجتمع المدني ومع القطاع الخاص، ويرى أفضل الصيغ لتشكيل الحكومة؛ حتى تكون حكومة وفاق وطني وتراعي الأصول والقانون. ووصلت المسألة إلى حد أن كل أو معظم الوزراء المرشحين للمشاركة في الحكومة القادمة لم يتم سؤالهم عن استعدادهم للمشاركة بحجة أنهم تمت مشاورتهم في العام 2012.
لقد استمعنا لتصريحات من أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح بعد اجتماعها الأخير، جاء فيها: أن المركزية لم تعرض عليها الأسماء المقترحة، واستمعنا إلى تصريحات من الجبهتين الشعبية والديمقراطية جاء فيها: أنهما لم تشاركا في المشاورات، وأن المشاورات ثنائية، ولاحظنا أن بقية الفصائل والشخصيات المستقلة تحولوا إلى مراسلين وناطقين باسم الرئاسة أو باسمي عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق، ودورهم يكاد أن ينحصر بمحاولة زج اسم في الحكومة القادمة، أو تقديم قائمة كاملة لإرضاء النفس، والإيحاء بلعب دور أساسي في تشكيل الحكومة، وذلك بدلًا من لعب الدور المفترض في تصويب أو تطوير برنامج الحكومة ومعايير تشكيلها، واتخاذ المواقف التي تساعد على خروج الحكومة بأفضل شكل، لا إخبارنا بأخبار منتشرة في كل وسائل الإعلام حول: أين وصلت المشاورات، وهل سيرأس الرئيس الحكومة أم الحمد الله؟
كل ما سبق ناجم عن أن المصالحة أتت كجسر لعبور الأزمة التي تمر بها حركتا "فتح" و"حماس" أكثر من كونها خطوة أو وسيلة لتوفير أفضل الشروط لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد القضية والشعب الفلسطيني؛ بدليل أنها ركزت على الخطوات الإجرائية وتجاهلت أو أجلت القضايا الجوهرية.
يضاف إلى ما سبق ويعمقه، أن السلطة مرتهنة لاتفاقيات مجحفة ولمساعدات لا تقدم مجانًا، بل مقابل ثمن باهظ مثل الالتزام بشروط الرباعية الظالمة، بحيث أن معيار الحكم على أي خطوة يجب أن يكون من مدى قدرتها على المساعدة على الخلاص من هذا الوضع، الذي لا يمكن أن يقود استمراره إلى استقلال وحرية ولا إلى عودة ولا تقرير مصير.
في هذا السياق، فإن الحكم على "إعلان الشاطئ" والخطوات القادمة يتحدد من خلال مدى تكريسها للوضع القائم، وهل أن أقصى ما يمكن أن تؤدي إليه، من دون ضمان ذلك، هو تحسين حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال والحصار، أم ستساعد في شق مسار جديد قادر على إنهاء الاحتلال، وإنجاز الحرية والعودة والاستقلال، وتقرير المصير للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، وليس في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط؟.
الجبهة الشعبية خارج المنظمة
إذا صحت الأنباء حول اعتبار الجبهة الشعبية خارج المنظمة، وقطع حصتها من الأموال الشهرية على خلفية انسحاب وفدها من الجلسة الأخيرة من جلسات المجلس المركزي، احتجاجًا على تضمين البيان الختامي فقرة تسمح باستئناف المفاوضات؛ فإن هذا موقف خطير وغير مسبوق، وتوقيته غريب جدًا، إذ إنه يحدث في أجواء المصالحة التي من المفترض أن تفتح الطريق لوحدة وطنية حقيقية على أساس شراكة سياسية حقيقية.
وفي هذه المناسبة، لا بد من توضيح أن المشاركة في السلطة، وتحديدًا في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، لا تعني تلقائيًا الموافقة على "اتفاق أوسلو" وإفرازاته، كما يروج ويطالب البعض، وإنما ممارسة لحق طبيعي. صحيح أنها تعكس نوعًا من التعايش مع الأمر الواقع، ولكن المشاركة يمكن أن تعني إما القبول وتكريس أوسلو، أو يمكن أن تكون محاولة للتخلص منه بشكل سلمي وقانوني.
لو كان هناك شرط على كل مشارك في الانتخابات أن يوافق على أوسلو، عندها يطالب كل منتخب بالالتزام بما تعهد به، وما دام هذا الشرط غير موجود، ووجوده يعتبر ضربًا للديمقراطية بالصميم، فلا يحق لأحد أن يتهم الجميع من أعضاء المجلس التشريعي بالموافقة على أوسلو في وقت يعلن معظم الأعضاء رفضهم له، وما يمنعهم من وضع معارضتهم موضع التنفيذ أن السلطة مرتهنة وأسيرة للاتفاقات والمساعدات، ما يجعل التخلص من أوسلو مهمة صعبة ولكنها واجبة، وإن لم تكن ممكنة في ضربة واحدة وفورًا، فلا بد من العمل لإنجازها خطوة خطوة وبالتدريج وبأسرع وقت وبأقل التكاليف.
كل ما سبق يؤكد بوضوح الحاجة الملحة إلى المراجعة الشاملة واستخلاص الدروس والعبر ووضع إستراتيجيات مناسبة للتحرر الوطني، ووضع الانتخابات وكل شيء في سياق خدمة هذه الإستراتيجيات التي تحقق المصلحة والأهداف الوطنية.
تغريدة الصباح - أخو الرئيس
بقلم: احمد دحبور – الايام
فوجئت السبت الماضي، بنبأ رحيل الدكتور محسن عرفات، الاخ الاصغر لزعيمنا القائد ابي عمار، وكما كان المرحوم الراحل متواضعا بسيطا في حياته، جاء رحيله المفاجئ كأي خبر عادي، حتى ليمكن القول ان اذاعة الخبر كانت من باب «تبليغ من يلزم» فهذا الطبيب الاليف الذي قضى سنواته الاخيرة في دولة الامارات، وقصره الرسمي ابوظبي، ما كان ليحدث ضجيجا او يبلغ من حوله بأنه اخو القائد الذي ارتبط باسمه تاريخ شعب كامل على امتداد عقود من السنين.
ما زلت اذكر لقائي بالرجل، كانت المناسبة واحدة من الفعاليات التقليدية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دولة الامارات العربية المتحدة، وكنت واحدا من جمهور المدعوين، والى جانبي الشاعرة ظبية خميس، حين هزت رأسها برفق ولباقة وهي تحيي رجلا في مقتبل العمر، على شيء من الصلع، ذا وسامة لا تخفى، ثم التفتت الي متسائلة: لماذا لا تحيي الدكتور؟ وبتلقائيتي البريئة سألتها: اي دكتور؟ وغني عن القول اني لم ألبث ان تعرفت على الرجل الوديع الذي رد على تحيتي بأحسن منها. لم اقاوم فضولي فسألته عما يشغل من مهام في مكتب المنظمة، فأجابني ببعض الخجل اللطيف: انني احد افراد الجالية الفلسطينية وانا طبيب!!
يومها شرحت لي ظبية ان الطبيب الشاب ليس من العاملين في مكتب المنظمة، وانه من الممكن ان بعض افراد الجالية لا يعرفون الصلة التي تربطه بالرئيس الفلسطيني.
وازددت معرفة بالرجل فيما بعد، من خلال شقيقته السيدة مديحة عرفات التي عملت واياها عام 1977 في اذاعتنا التي كانت تبث من القاهرة والحق ان معرفتي بالرجل لم تزدني الا تقديرا لعفويته ودماثته وتواضعه، فهو لم يستخدم اسم شقيقه الرئيس، على ما اعلم، لأي نوع من المناسبات، وكان سفيره الى الآخرين هو عمله ولطفه وعدم اقحامه نفسه في شؤون الآخرين.
وكان -والحق يقال- للدولة المضيفة دولة الامارات، دور في ان يأخذ الدكتور محسن هذا الوضع الطبيعي بلا ابهة او احتفالية او اي نوع من الرسميات، فالفلسطينيون هناك لا يشكون تقصيرا من مضيفهم حتى يضطروا الى الاستعانة بأحد لتيسير امورهم، وكان الدكتور محسن بدوره لا يسند لنفسه صفات خاصة، فهو مجرد واحد من الناس، دكتور فلسطيني، تميزه لهجة مصرية اقوى من لهجة اخيه الكبير الاشهر. وفهمت من الاخت مديحة ببساطة ان امهما مصرية وقد اخذا لهجتهما منها، بل ان اسميهما يتميزان بوقع مصري مألوف، وزيادة على ذلك فإن لهما شقيقة ثالثة، اسمها مرفت، تتكلم مثلهما باللهجة المصرية، وهذا ما فسر لي تلك اللهجة المتميزة للقائد العام، فهو لا يتكلم باللهجة المصرية وان كانت مفردات كثيرة منها تجد طريقها الى لسانه فهو من ام فلسطينية ولكن نشأته كانت في ام الدنيا..
واتفق في تلك الفترة التي اقتربت فيها من الدكتور محسن عرفات، ان جريمة الانشقاق كانت قد وقعت في صفوفنا، وان للمنشقين نشاطا ملحوظا تشهده ابوظبي، وقد رأيت هناك رجلا فلسطينيا كان من معارفي البعيدين في مخيم حمص للاجئين، وفوجئت بالرجل يؤيد الانشقاق بعصبية ظاهرة على غير دراية بظروف الانشقاق ومسبباته، اما كيف عرفت ذلك، فلأنه كان يتحدث بغير لباقة مع د. محسن في موضوع «الانتفاضة».. ولم ينجح الرجل في استفزاز د. محسن ولا حتى باستدراجه الى الجدل. وفي تفسيره لذلك، اذكر انه قال لي رحمه الله: انا هنا واحد من الجالية، ولست موظفا برتبة اخ لرئيس اللجنة التنفيذية. فقلت له: ولكن ابن الجالية يدافع عن مشروعه الوطني.. تنهد الرجل وابتسم قائلا: ان هذا الاخ المغرر به من افضل الفلسطينيين في هذا البلد، فأكتفي بالقول: الله يهديه..
على ان هذا الوجه المتسامح للدكتور محسن، كان وجها آخر يوم حضرنا اجتماعا شبه شعبي كان فيه تطاول على المنظمة، عندها انبرى الدكتور المهذب للدفاع بالحجة المقنعة، وبالاسلوب الرزين حتى كسب تعاطف الحضور..
لم يكن كبيرا في السن الى حد كبير، ولم يظهر عليه اي نوع من المرض، ولكن للآجال مواعيد، كان رحمه الله مطفئ حرائق، لكنه لم يكن ليحيد عن الحق، حتى ليحضرني، لهذه المناسبة ابيات للشاعر الكبير بابلو نيرودا يقول فيها:.. ولهذا لا تتوقعوا مني عودة، فلست ممن يعودون عن النور..
رحمه الله..
نتنياهو يكرس العنصرية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
منذ قامت دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وهي تنضح عنصرية، وتنتج الكراهية والحقد والاحتلال، رغم ان قادتها الاستعماريين المؤسسين، حاولوا إلباسها ثوبا "ديمقراطيا" للتغطية على بشاعة النكبة، التي خلقتها وزرعتها على مدار العقود السبعة الماضية من وجودها في اوساط الشعب العربي الفلسطيني.
وكون الغرب الاستعماري بكل الوانه واطيافه الرأسمالية المعمد لها، والمؤصل لنشوئها وتطورها في الارض العربية الفلسطينية روج وعمم الفكرة المسخ عن "ديمقراطيتها، لا بل نفذ عملية غسل دماغ في اوساط الرأي العام العالمي، حين اشاع ان إسرائيل، هي "واحة الديمقراطية الوحيدة" في اقليم الشرق الاوسط الكبير عموما وفي اوساط شعوب الامة العربية، لغايات واهداف معروفة تتعلق بمصالح الغرب الرأسمالي عموما واميركا خصوصا، التي تبوأت مركز القرار في العالم الرأسمالي بعد الحرب العالمية الثانية 1945، ثم في العالم ككل مطلع تسعينيات القرن الماضي.
دولة "الجيتو" اليهودي الجديد سنت العديد من القرارات والتشريعات، التي تجذر طابعها العنصري كدولة لليهود الصهاينة، وارتكبت ابشع اشكال التمييز ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين تجذروا في ارض الآباء والاجداد، وما زال قادة إسرائيل الجدد الاكثر تطرفا ينضحون من وعاء الايديولوجية الصهيونية بمشتقاتها وتلاوينها المختلفة، بانتاج التشريعات العنصرية البغيضة، ولعل ما شرعته الكنيست الثامنة عشرة السابقة يدلل على طبيعة ومركبات الدولة الاسرائيلية، دولة الارهاب المنظم.
نتنياهو، اعلن قبل يومين، انه يريد سن قانون جديد يضفي رسميا الطابع العنصري على الدولة الاسرائيلية المارقة، باعتبارها دولة "قومية لليهود"، وذلك لتكريس طابعها العنصري دون رتوش أو مساحيق. وهو ما يعني الانزلاق نحو الفاشية أكثر فأكثر، التي تجلت في الانتهاكات والممارسات المنهجية المنظمة لمؤسسات واجهزة الدولة المدنية والامنية ليس فقط ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني داخل الخط الاخضر، بل وضد ابنائه في الاراضي المحتلة عام 1967.
القانون العنصري هلل له قطعان المستعمرين الصهاينة أمثال فايغلين وبينت وارئيل وليبرمان ودانون وغيرهم، ورفضه آخرون امثال تسيبي ليفني. والتصدي ليس ناتجا عن رفض جوهر وطبيعة الدولة الاسرائيلية، وانما لابقاء ورقة التوت تغطي عورتها العنصرية، ولاستمرار عملية التضليل للرأي العام العالمي. والايحاء ان إسرائيل دولة "ديمقراطية". لا سيما وان سن القانون النتنياهوي يسقط كليا القناع الاخير عن وجه الدولة العبرية، ويلقي بخرقة "الديمقراطية" المهترئة في وجه الغرب، الذي دافع وما زال يدافع عنها.
كما ان توجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بسن قانون ترسيم العنصرية، يدلل على أن الهدف الاستراتيجي لقادة الصهيونية الحاليين، هو مواصلة عمليات القهر والاضطهاد لابناء الشعب العربي الفلسطيني حيثما كانوا وخاصة داخل الخط الاخضر، ورفض خيار السلام القائم على حل الدولتين على حدود ما قبل الرابع من حزيران عام 1967، وحتى رفض اي خيار للتعايش مع الفلسطينيين والعرب عموما في المنطقة.
مع ذلك على الفلسطينيين داخل الداخل وحيثما وجدوا التعاون مع انصار السلام والتعايش الحقيقي مع الاسرائيليين، وحتى اولئك المعنيين بالجانب الشكلي في رفضهم لقانون نتنياهو التصدي الحازم لمشروع رئيس الوزراء، والدفاع عن دولة كل مواطنيها، بهدف حماية حقوقهم وحريتهم وثقافتهم وهويتهم القومية، ولتوسيع دائرة مؤيدي السلام والتعايش داخل اسرائيل ومع شعوب المنطقة لتعزيز خيار السلام القائم على حل الدولتين المذكور آنفا.
ايضا على دول العالم خاصة الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة التصدي للتشريعات والقرارات والسياسيات والانتهاكات الاسرائيلية الخطيرة، المهددة للسلم الاقليمي والعالمي، والضغط على حكومة نتنياهو للالتزام بالتسوية السياسية لحماية مصالحه في المنطقة.
ويبقى من الضروري تذكير نتنياهو واضرابه من المتطرفين العنصريين الصهاينة، ان الشعب العربي الفلسطيني، سيبقى شوكة في حلوقهم، ولن يتمكن من مواصلة تجاهل وجوده وحقوقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وان واصل خياره التدميري لعملية السلام، سيكون ودولته العنصرية الخاسر الاكبر في تاريخ غير بعيد.
لماذا تبدو بيت لحم قرية فقيرة .... لنبدأ تطوير بيت لحم الكبرى
بقلم: د.ناصر اللحام – معا
لم ينم المسؤولون في مكتب نتانياهو وفي وزارة الخارجية الاسرائيلية الليلة الماضية . وكانت صدمتهم كبيرة بالخطوة التي قام بها الحبر الاعظم عند جدار بيت لحم ، حيث ارتجل من سيارته ونزل امام جميع كاميرات العالم ولمس الجدار الشاروني العنصري بيده وصلى من اجل زواله .
الجنود الاسرائيليون الذين كانوا على الجدار اصابتهم الدهشة ولم يعرفوا كيف يتصرفوا ، وقد شاهدهم الصحفيون وهم يحاولون الاتصال بمسؤولينهم يطلبون تفسيرا او اجابة . قداسة البابا يصلي من اجل زوال الجدار ، ورغم صمته اوحى للعالم بان هذا الجدار يجب ان يزول .
والفرق بين قداسة البابا وبين سئ الصيت رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني ، ان برلسوكني حين زار بيت لحم سأله الصحفيون عن موقفه من الجدار : فقال بكل برادة صدغ ( انا لم أر جدارا ) !!!!
والاسوأ منه المنقشع جورج بوش الصغير حين زار بيت لحم ، سأله الصحفيون في المؤتمر الصحفي بالمقاطعة عن الجدار والحواجز فأجاب : انا جئت الان من القدس ولم يوقفني اي جندي اسرائيلي ولم أر حواجز او جدار !!!!
وكشف تلفزيون اسرائيل القناة العاشرة اليوم ان المسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية وفي مكتب نتانياهو ظلوا في قلق وخوف طوال الليلة الماضية وهم يفكرون في كيفية مسح صورة قداسة البابا وهو يصلي من اجل ازالة الجدار ، من ذاكرة العالم . لا سيما وان جميع وسائل الاعلام في العالم اخذت الصورة واعتبرت هي الاهم في كل الزيارة .
وهذا الجدار اقيم اساسا قبل عشر سنوات مكان محل للحلويات ، وقد تواطئت اسرائيل مع بعض اللصوص والانذال في تزوير صفقة بيع ووضع يدها على هذه المنطقة وضمها لقبة راحيل وتحويلها الى ثكنة عسكرية . ستزول انشاء الله كما سيزول الذين تواطئوا معها .
وتكشف القناة العاشرة ان " عباقرة " السياسة والدبلوماسية في اسرائيل ، تفتقت عقولهم عن فكرة مضادة وهي ان يطلب نتانياهو من قداسة الابا ان يلامس جدارية اقامها الاستيطاني اليهودي في جبل الزيتون ( وليس جبل صهيون ) ، وقد فوجئ قداسة البابا حين طلب منه نتانياهو بكل وقاحة ان يسر معه عدة امتار ليقف عند تلك الجدارية الاستيطانية .
وقد فرحت اسرائيل فرحا عظيما ، وقررت وزارة الخارجية الاسرائيلية تعميم الصورة على كل وسائل اعلامها في العالم مع عبارة نتانياهو : نحن نحب السلام ولكننا نقيم الجدار لنحمي انفسنا من القتلة !!!
الاحتلال لا يتعلم من دروس التاريخ ، ويبقى في الدرك الاسفل من الاخلاق ـ ولا يمكن ان يرتقي لمستوى اللحظة الروحانية ، وفيما يصرخ قادة اسرائيل بأنهم يريدون دولة يهودية يقولون للبابا انهم يحبون السلام بين الاديان !!!
على كل حال فقد اثبتت بيت لحم امس انها بحاجة الى مئات المشاريع والعمران والمؤسسات المدنية الحديثة . وان استمرار السلطة في ادارتها على اعتبار انها قرية كبيرة يلتقطون فيها الصور مع الضيوف لن يفيد بيت لحم في شئ ولن يفيد المسيحيين ولا المسلمين فيها ، وعلى الوزارات والحكومات ان لا تكتفي باستقبال الضيوف في ساحة الكنيسة والتقاط الصور والمغادرة .
بيت لحم قلب الديانة المسيحية في العالم ، واذا كان الاحتلال يمنع علينا من اعادة اعمار القدس حاليا ، فيكفي حتى الان بنايات شاهقة وابراج في رام الله ، ولتبدأ الحكومات فورا بنقل المشاريع الكبيرة لاعلادة اعمار وهندسة بيت لحم بل انه لا يوجد مانع في توحيد بلدياتها الثلاث ( بيت لحم - بيت جالا - بيت ساحور ) في بلدية كبيرة وضخمة ذات مجالس بلدية متنوعة وهي فكرة طرحت عند دخول عرفات المدينة قبل عشرين عاما ، فهي الان مجرد مدينة عشوائية تفتقر للنظام الهندسي والتخطيط الاستراتيجي وفيها تجاوزات البناء وبناياتها لا تملك مواقف للسيارات ومصاعد البنايات تفتقر للصيانة ونظام المواصلات فيها ارتجالي وتفتقر لهندسة السير واماكن السهر للحجاج والسياح كما لا يوجد فيها مولات واسواق مفتوحة 24 ساعة وطرقاتها صعبة وبلدياتها فقيرة وغير منظمة . وشكرا للرئيس الروسي بوتين الذي تذكرها بعدة مشاريع اعمارية كبيرة في السنة الماضية .