1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 10/06/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 10/06/2014 م
|
في هــــــذا الملف
مناظرة الفيصل ويادلين
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
من يملك زمنا للطرد؟
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
مع كل الأسى من ذلك
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
وجه الرئيس
بقلم: سيما كدمون،عن يديعوت
سيناريو الرعب هو أن ينقض عباس السلطة
تخشى الحكومة الاسرائيلية والمستوطنون أن يحقق الرئىس الفلسطيني تهديده
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
|
مناظرة الفيصل ويادلين
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
يشكو صديقي (الجديد) من العربية السعودية أنه لم يجد عندنا أصداءا «للحدث التاريخي»، وهذا كلامه، وهو المواجهة التلفزيونية التي تمت بين الأمير تركي الفيصل ورئيس «أمان» السابق عاموس يادلين. وقال إن اللقاء عندنا بُث من القناة الرسمية، وحظي بمشاهدة بلغت الذروة وأحدث فورا صداما بين معسكرين.
فالمتشددون يزعمون أن مجرد الجلوس المشترك – في بروكسل بتوجيه الصحفي الامريكي القديم ديفيد اغنشيوس – هو رسالة ترمي الى إظهار الاتصالات التي كانت تجري تحت الطاولة بين الرياض والقدس. إن بين السعودية واسرائيل اليوم سلسلة طويلة من الاتفاقات السرية والمصالح المشتركة. فلا اختلاف في الرأي مثلا في الخطر الايراني. بل الامر بالعكس لأنهم في السعودية يرون أن طهران أكبر خطر.
وتابعوا في المعسكر الآخر في المملكة العرض الذي غطته وسائل الاعلام السعودي والإسرائيلي بحب استطلاع كبير: فكيف نشأت فكرة إجلاسهما معا؟ ومن ذا يعلم أنه لم تجر بينهما اتصالات حينما كانا في منصبيهما السابقين؟ فقد كان الفيصل رئيس الاستخبارات وشغل يادلين المنصب نفسه عندنا. ويجر الفيصل وراءه نسباً وسيرة دبلوماسي في السفارات المعتبرة. وبينت لصديقي الجديد من السعودية أن يادلين أمير من وجهة النظر الاسرائيلية، مع أسبقية طيار حربي. وكلاهما يرأس اليوم معهد بحث تنحصر عنايته في الأمن وبرنامج العمل القومي. وكلاهما يعلم ايضا أنه اذا بالغ كثيرا فان المؤسسة ستتبرأ منه.
لم تصدر في نهاية المطاف عناوين صحفية سمينة، فقد جاء الفيصل شقيق وزير الخارجية السعودي ليجاري السياسة وليحدد أهدافا. وأصبح يوجد في سجله عشرات اللقاءات السرية تحت غطاء اكاديمي مع ضباط وساسة وخبراء من طرفنا. وهو دائما مستعد وسخي ومتوخٍ للهدف. وكان حذرا في هذه المرة ايضا ألا يضبطوه بكلمة غير دقيقة. وقد أثر في صديقي من السعودية مثلا أن الأمير عرف كيف يرفض دعوة يادلين الى زيارة القدس. فهو لا يحلم بتحقيق حلم الصلاة في المسجد الأقصى حتى تستجيب اسرائيل للمبادرة السعودية، ولن يأتي ايضا ليخطب في الكنيست اذا لم يعلم قبل ذلك أنه «يوجد ما يُتحدث فيه».
من المهم أن ننتبه الى الشأن الذي يجمع حوله الاربع الجدد في حينا: فالسعودية والاردن واسرائيل ومصر الجديدة تفكر نفس التفكير في حماس وحزب الله والسلوك الايراني. سينصبون اليوم (أمس) في القاهرة الرئيس السادس الذي يتلقى دعما حارا من الرياض والقدس. فأما هم فيساعدونه بالمليارات وأما نحن فجندنا أنفسنا لانشاء جماعة ضغط كثيفة له في الادارة الامريكية. وهم يُبسط لهم بساط أحمر عند السيسي ونكتفي نحن بظهور منخفض في المراسم الرسمية.
هاكم درسا في سياسة المصالح: حينما سيهبط الرئيس الايراني على ارض مصر، ستخنق السعودية الشتائم الأكثر بذاءة وستؤكد اسرائيل في الورقة الاستخبارية أن السيسي يجب أن يحتضن روحاني خاصة. إن الايراني هو العدو الخطير والسعودي صديق.
نظرت في تسويغ الأمير السعودي للقاء مع يادلين، فقد أرسلوه ليحصل بمرة واحدة والى الأبد على جواب من شخص حكيم يُبين لماذا ما زالت اسرائيل منذ 12 سنة تتهرب من مبادرة السلام السعودية. والمبعوث صادق لأن اسرائيل تتهرب حقا. ونحن صادقون ايضا لأن المبادرة وقعت علينا بغتة في اطار «خذوا كل شيء أو لن يكون أي شيء». ولا يُصنع السلام على هذا النحو. فاذا كان عند السعوديين قوة وصبر فلينفضوا الغبار عن الخطة وليدمجوا فيها المُركِّب الفلسطيني وليرفعوا مستوى الاتصال بنا. فالمفاتيح عندهم ويجب تشغيل المحرك فقط. وليس عندهم ما يخسرونه بعد أن رفع الامريكيون أيديهم استسلاما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من يملك زمنا للطرد؟
بقلم: عميره هاس،عن هآرتس
نشرت مقالتي في الاسبوع الماضي والتقرير الصحفي الذي صاحبها، وبقيت قافلة صديقاتي واصدقائي (في العالم الحقيقي وفي الفيس بوك ايضا) تسير دون أن تُظهر علامات زعزعة. وقد كنت اعتقد أن نصين يتناولان الطرد الجماعي المخطط له في هذه الايام سيستخرجان منهم عددا أكبر من الردود.
تلقيت مكالمات هاتفية ورسائل الى بريدي الالكتروني معدودة ولا سيما من نشيطات ميدانيات من مراقبة الحواجز يرين واقع الطرد أمام أعينهن، ولم يكن سوى ذلك. وحينها بدأت احاول أن افسر معنى الخرس وعدم الزعزعة. واعتقدت قبل كل شيء بالطبع أنني أنا السبب وأن الكتابة كان فيها شيء من العيب في العنوان أو في المقدمة أو في الاسلوب. ولن أطيل كي لا يفسر ذلك بأنني أريد أن أستخرج انكارات مهذبة أو أشجع موافقة متحمسة على وجود عيب. بعد ذلك اتصلت بي س. من تل ابيب لتقول إنها قرأت وشعرت بالسوء ففرحت. وشكرتني اثنتان من نيويورك على الغضب الذي كتبت به عن الخطة الاسرائيلية لطرد آلاف البشر قريبا. ولا يخطر ببال الباقين أنني محتاجة الى نوع من الدعم النفسي وملء البطاريات بعد صوغ جمل من هذا النوع البغيض.
وتحولت بعد ذلك الى اتهام الموقع في المكان ووقفت فورا. فالموقع أمر علمي خالص – موضوعي، بالطبع. وكان الموقع سيكون مختلفا، كما أتخيل لو أنني كتبت عن محمد عساف، المطرب الفلسطيني الذي فاز في مسابقة «محبوب العرب» وسيغني في ألعاب كأس العالم، بدل أن أكتب عن خطة الطرد واعداد آلاف الدونمات الاخرى لليهود.
وتحولت في سريرتي الى البحث عن ذوات صديقاتي واصدقائي فلم استطع أن اغضب على ج. وق. أ. وع. لأنهم لم تعجبهم قصصي عن الترحيل لأنهم يعيشون في جنوب الضفة ويحاولون مع آخرين أن يصدوا محاولات الترحيل التي تجري هناك كل يوم. فالمستوطنون يستولون على قطعة ارض اخرى ويساعدهم الجيش على طرد فلاحيها (كي لا يقع احتكاك)، وتقبل المحكمة الاستيلاء بسبب التقادم. ويحلل وزير الدفاع بؤرا استيطانية. إن البقرة اليهودية سمينة تغتسل كل يوم وقد صدر أمر بهدم بئر ماء المطر المجاورة.
إن ع. وأ. وأ. من تل ابيب وعكا لن يستطيعوا حتى القراءة في رأيي، أو أن جعبة زعزعتهم قد امتلأت بالتقارير عن المعتقلين الادارييين المضربين عن الطعام. وقد بدأت الزعزعة لمجرد الاعتقال بلا محاكمة مدة سنين ولأن الكثرة الغالبة لا يؤثر فيها ذلك. والزعزعة هي بسبب الاضراب عن الطعام منذ 45 يوما الذي هو في أدنى سلم الاهتمام ايضا. وتتابع الزعزعة وتنحصر في خطوات عقاب مصلحة السجون، فزيارات العائلات ممنوعة، وهناك تكبيل بالسلاسل الى أسرة المستشفيات، وزيارات المحامين ممنوعة.
ولم أستطع أن أغضب ايضا على م. وف. ون. وف. في غزة. فهم يعيشون بين انقطاع الكهرباء وجر قوارير الماء المنقى على الدرج حتى الطابق السابع وأصبحوا غارقين في مشكلات الحكومة الموحدة: فقد قطع موظفو حماس ورجال شرطتها طريق الوصول الى مصارف الموظفين الذين يحصلون على رواتبهم من السلطة الفلسطينية في رام الله. وقد غضبوا لأن رام الله ترفض أن تدفع رواتبهم فالى أين سيتطور ذلك؟.
إن ل. وم. وم. وس. وج. من رام الله يقللون من قراءة صحيفة «هآرتس». واذا كانت التقارير الصحفية عن الترحيل قد ترجمت للعربية فانها غرقت بين سائر التقارير مثل أن اسرائيليين أحرقوا مزرعة قرب نابلس، واعتقل «الشباك» والجيش الاسرائيلي الليلة ثمانية اشخاص (أو 12 أو 5) في أنحاء الضفة، وفض الجيش الاسرائيلي بالعنف المظاهرات الاسبوعية، وأن عائلة القتيل من حوارة تنفي امكان أن يكون ابنها – وهو والد اثنين – أطلق النار على موقع عسكري فقتله الجنود لذلك. هذا الى أن الجميع مشغولون بامتحانات الشهادة الثانوية العامة أو بمهرجان الأدب، في نسخته السادسة. فقد جاء أدباء وشعراء من العالم ليقرأوا من اعمالهم الأدبية لجمهور النخبة وليؤدوا التقارير للعالم بعد ذلك عما رأته أعينهم: عن الخليل واسواقها وشوارعها الفارغة باعتبارها مثلا على اسرائيل المحبة للترحيل.
وماذا عن صديقاتي مؤيدات «نتذكر»؟ إنهن يأتين بالعجب بالتنبيه على طرد 1948 ويخططن لانشاء لجنة حقيقة ومصالحة، لكن يبدو أنه لم يبق عندهن وقت فراغ لتناول اعمال الطرد التي يمكن منعها اليوم.
ويستعد ج. وح. وأ. من تل ابيب لمداولة في المحكمة العليا اعتراضا على الطرد من قرية العراقيب في النقب. فلم يفرغوا ليظهروا اعجابهم وليقولوا لي إنهم قرأوا ايضا فصل المتابعة في تاريخ طرد البدو من النقب، ونقلهم الى الضفة والتضييق عليهم منذ 1967. وكان التباحث في الاستئناف المرفوع اعتراضا على قرار القاضية سارة دفيرت على رفض مطالب ملكية أبناء العُقبي للاراضي التي طردوا منها في 1951. ووافق قضاة المحكمة العليا على اقتراح المستأنفين أن يتم اجراء وساطة ويجب على الدولة أن تعرض موقفها في غضون اسبوعين.
وما هي الحال في الجانب الآخر من الخط الاخضر؟ في يوم الثلاثاء القادم يفترض أن تبحث الادارة المدنية في موعد ايداع للاعتراضات على الخطط لطرد البدو من خيامهم وحشدهم بخلاف رغبتهم في بلدات مكتظة تدمر ما اعتادوه من حياتهم واعتياشهم ونسيجهم الاجتماعي. وها هو ذا طرد وظلم آخران يمكن احباطهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مع كل الأسى من ذلك
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
كان يجب على فؤاد بن اليعيزر أن يعتزل المنافسة في الرئاسة. فهو لا يمكن أن ينتخب رئيسا اذا كان كما يبين التحقيق قد أقرضه مقربون مبالغ مالية كبيرة ولم يذكرها في حساباته المالية. لأنه توجد أمور لا تمر ولا يجوز أن تمر .
إحتج في الاعلان الذي نشره على أن التحقيق بدأ قبل التصويت في الكنيست باربعة ايام برغم أن الدعاوى التي تقول إنه اشترى شقة ثمينة بمال ليس له كانت معلومة منذ سنة. اجل إن الوقت غير ناجح لكن يصعب أن نرى المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين يسلك سلوكا مختلفا. فهل كان من الصحيح أن يؤجل التحقيق الى ما بعد التصويت؟ وماذا كان سيقول اعضاء الكنيست آنذاك؟ كانوا سيقولون إنهم مضوا الى صناديق الاقتراع مثل عميان، وإن المستشار القانوني للحكومة الذي خان عمله قد ضللهم. وماذا كان سيقول الجمهور لو انتخب بن اليعيزر وبدأ تحقيق معه في الغد؟ فيكون الرئيس الثالث الذي يخضع لتحقيق جنائي. وماذا كان سيحدث لمؤسسة الرئاسة؟.
يبدو أنه لا مناص من تعيين جسم ما أو لجنة عامة أو فريق محققين مختصين أو الاثنين معا، ينبشون في حياة المرشحين لوظائف رفيعة. إن لجنة كهذه برئاسة القاضي المتقاعد يعقوب تيركل تفحص عن مرشحين للوظائف غير السياسية الرفيعة. وإن عملها بعيد عن أن يكون كاملا كما نعلم من الفضائح التي صاحبت اختيار القائد العام للشرطة ورئيس هيئة الاركان ومحافظة بنك اسرائيل. فهي لا تعرف كيف تحقق. فيجب انشاء جسم يكون ذا أسنان وتوسيع صلاحيات تحقيقه لتشمل الوظائف السياسية ايضا. ويجب الفحص عن كل الحسابات المالية لعضو من اعضاء الكنيست وكأنه مرشح لرئاسة الحكومة أو مرشح للرئاسة. ويجب الفحص عنهم قبل انتخابهم وفي زمن ولايتهم.
ولا مناص لأن الايام التي كان الجمهور فيها يتساهل مع حياة منتخبيه الخاصة ومصادر دخلهم وسلوكهم مع مرؤوسيهم ومرؤوساتهم قد انقضت ولم تعد موجودة. ويمكن أن نبارك الازمان الجديدة أو نحن الى القديمة لكن لا داعي الى انكار الواقع.
إن كل اسم يظهر مرشحا لوظيفة عامة مشتهاة يصبح مشتبها فيه فورا في الشبكات الاجتماعية وشتائم المتصفحين وبلاغات الجمعيات الى وسائل الاعلام والشكاوى للشرطة. يزعم فؤاد أنهم صفوه تصفية مركزة. ربما. لكن الشيء المؤكد أن الجو العام نحو كل الساسة يستعير مصطلحاته من عالم الارهاب. والنصيحة المطلوبة لكل من يفكر في أن يعرض ترشحه لمنصب عام أن يفحص قبل ذلك بصورة جيدة هل عنده هياكل عظمية في الخزانة.
من السهل قول ذلك ومن الصعب تنفيذه لأنه لا أحد يشم رائحته الكريهة كما قال ناس أحكم مني. فالناس ينظرون في خزائنهم ولا ينجحون في رؤية الهياكل العظمية المعلقة فيها. فهم على يقين من أن كل شيء على ما يرام عندهم. وهم لا يقضون على أدلة اتهامهم في الحاسوب. ولا يمحون اشرطة مسجلة تُدينهم، وهم يكتمون عيوبا محرجة من الماضي ويقولون لن يحدث ذلك لي.
وحينما يملك اصحاب القرار جهاز تحقيق متطورا يقعون في الشرك. اختار جون مكين سارة بايلين شريكة له في المنافسة الرئاسية ولم يعلم بصندوق الاوبئة الذي جاءت به من ألاسكا؛ وأفرج براك اوباما عن خمسة من قادة طالبان عوض جندي أسير واحد، ولم يعلم أن الحديث عن آبق كما يبدو. وأتم اريئيل شارون صفقة مع حزب الله للافراج عن تننباوم ولم يعلم أو لم يستدخل أن الحديث عن مجرم مخدرات. فيبدو أنه لا يوجد حل مدرسة لهذه المشكلة.
بقينا مع خمسة: ثلاثة ساسة مختصين واثنين من الخارج. ومن المنطق أن نفرض ان الاصوات التي كان سيحصل عليها بن اليعيزر ستوزع بين الجميع. على أثر القضية تفشت في الشبكات الاجتماعية موجة كراهية لكل الساسة مهما كانوا. وهذا في ظاهر الامر نافع للبروفيسور شختمان والقاضية دورنر لكن في ظاهر الامر فقط لأن المصوتين اعضاء الكنيست لا المتصفحون في الشبكة، والتصويت سري وراء الستار. وشختمان ودورنر اللذان حصلا على غرفتين في الكنيست لتسهيل عمل الاقناع عليهما لم يؤثرا تأثيرا خاصا في اولئك الذين يفترض أن ينتخبوهما. فالاول ينظر اليهم من أعلى والثانية لا تعلم لماذا تريد الدخول.
من شبه المؤكد أن ينتقل ريفلين الى الجولة الثانية اذا لم يفز بصورة مفاجئة في الجولة الاولى. والسؤال الاكبر هو من سيكون منافسه هل مئير شتريت بفضل آرائه السياسية الحمائمية ودعم حزبه ودعم بعض اعضاء يوجد مستقبل؟ أم داليا ايتسيك بفضل جذورها العميقة في الجهاز السياسي وبفضل عطف بنات جنسها عليها؟ أم شختمان أو دورنر بفضل الحرج الذي أثارته قضية فؤاد وبفضل العداء للساسة؟
كان شمعون بيرس رئيسا مهما بسبب مكانته المميزة في عواصم العالم وبسبب الاحترام في الداخل بعد قضية قصاب. وقد اضاف وزن بيرس أهمية متكلفة ودراما الى انتخاب وريثه. وزاد تدخل نتنياهو البائس في الاهمية اكثر. لكن يجب ان ندرك ان الرئيس التالي لن يكون بيرس والمؤسسة ستعود الى حجمها الطبيعي التمثيلي المراسمي مع كل ما في ذلك من أسى.
وبخصوص عضو الكنيست بن اليعيزر نقول إنه الآن وقد نزع تاج الرئيس عن رأسه، يمكن أن تعاد الشبهات المتصلة به الى مكانها الصحيح. فاذا كان الحديث في الحاصل عن مخالفة للقانون، فليس من العدل أن يطلى هذا الرجل بالزفت ويغطى بالريش. فليس كل سياسي مشتبه فيه شيطانا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وجه الرئيس
بقلم: سيما كدمون،عن يديعوت
اذا كنا اعتقدنا أن قضية قصاب حضيض لمرة واحدة، واذا كنا أملنا أن تكون ولاية شمعون بيرس قد أعادت الى بيت الرئيس كرامته، فقد جاءت المنافسة الحالية على الرئاسة فأحدثت حضيضا لم يخطر حتى في بالنا، ولا سيما ذاك الذي يمكن أن يتصل باولئك الذين يرون أنفسهم أعلى من الشعب ويستحقون لقب المواطن الاول لدولة اسرائيل.
إن القضية الجديدة، التي اضطرت مرشح حزب العمل الى ترك المنافسة، تظهر مثل ذراع اخرى لأخطبوط الفساد الذي تحقق فيه شرطة اسرائيل في هذه الايام، والشخصيات الرئيسة فيه معروفة لنا جيدا. فاذا تبين أن كل ذلك صحيح فان الحديث عن درك آخر من فساد الحكم. وفي الظروف التي نشأت فعل فؤاد الفعل المطلوب حينما أعلن اعتزاله دون أن ينتظر نتائج التحقيق.
يصعب أن نصدق مبلغ إهانة مؤسسة الرئاسة التي حدثت هنا في الاشهر الاخيرة. والشعور بالاشمئزاز الذي نجحت المنافسة الحالية في إثارته. ويا لها من خيبة أمل واحتقار بل إهانة يشعر بها الجمهور الاسرائيلي الذي يستيقظ في كل صباح على فضيحة جديدة.
توجد شهوة الى الصراخ دون المس بالبراءة الأصلية للمشتبه فيه الحالي: أيها الفاسدون، ضقنا بكم ذرعا! ويبدو أن هذه الكلمات لم تكن قط جد صحيحة كما هي في هذه الايام حينما يضطر اولئك الذين رأوا أنفسهم مرشحين الى أن يعتزلوا المنافسة واحدا بعد آخر بسبب شبهات جنائية، في مجال الجنايات الجنسية أو في مجال طهارة الاخلاق. ألا يوجد ساسة نظيفو الأيدي؟ وهل يقل بين الساسة اولئك الذين لا يفتح ترشحهم فورا صندوق الأوبئة وينشيء تحقيقا جنائيا؟ وكيف يتجرأ اولئك الاشخاص الذين دُهنت رؤوسهم بالزبدة على الخروج في الشمس أصلا؟ أوليس الحديث عن كسوف اخلاقي لهم، أوليس ذلك إهانة اخلاقية وقيمية للمجتمع الاسرائيلي كله الذين ينبت هؤلاء المرشحين؟ لأنه لا يمكن من غير ذلك أن نُبين ما يحدث هنا في الاشهر الاخيرة، من قضية سلفان شالوم الى قضية فؤاد، ومن يعلم ماذا سيلد هذا اليوم وما الذي ينتظرنا في يوم الانتخابات بعد غد. أو بعبارة اخرى ما هي الفضيحة المتصلة ببعض المرشحين التي ستنفجر في وجوهنا؟.
لا ينقضي أي شيء حتى ينقضي. ويبدو مع كل ذلك أنه مع اعتزال فؤاد للمنافسة زادت احتمالات أن ينتقل مئير شتريت وداليا ايتسيك الى الجولة الثانية إلا اذا فاجأ ريفلين وحصل في الجولة الاولى على ما يكفي من الاصوات ليتم انتخابه. وقد ساء وضع ريفلين في الجولة الثانية خاصة لأنه لو نافس فؤاد لفاز بيقين بأصوات لبيد الذي أعلن أنه لن يؤيد ألبتة فؤاد بسبب قانون التجنيد. ولو كان يوجد برلمان أكثر طبيعية ومرشحون خارجيون أكثر جاذبية فلربما كان النفور العام سيؤثر، لكن كوجه البرلمان وهو لا يبشر بالخير.
واذا كانت هذه هي حال المرشحين فربما كان رئيس الوزراء على حق حينما اقترح – وإن لم يكن ذلك لهذه الاسباب – الغاء مؤسسة الرئاسة كليا. وقد يكون هذا هو السبب ايضا الذي جعلهم في حزب العمل يحتارون أمس هل يؤيدون مبادرة رئيس الكنيست يولي ادلشتاين الى تأجيل الانتخابات اسبوعين في محاولة لايجاد مرشح بديل مناسب يستطيعون الاتحاد حوله.
ومع كل ذلك توجد بقعة ضوء واحدة في الاحداث الحالية كلها لأنه برغم الحيرة والشعور بالعار الذي يثيره انتخاب من سيمثل وجه الدولة الجميل، فانه من الجيد أن تتم هذه الغربلة قبل الانتخابات، ويبدو أن هذا هو الدرس الرئيس الذي تم استخلاصه من قضية قصاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
سيناريو الرعب هو أن ينقض عباس السلطة
تخشى الحكومة الاسرائيلية والمستوطنون أن يحقق الرئىس الفلسطيني تهديده
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
من السخرية الشديدة أن انشاء حكومة الوحدة الفلسطينية يجعل كثيرين من رافضي حل الدولتين على الخصوص يتنفسون الصعداء لأن التهديد الذي يخيفهم أكثر من كل شيء – وهو نقض السلطة الفلسطينية – تم تأجيله الآن.
إن نقض عرى السلطة الفلسطينية يخيف على الخصوص المستوطنين الذين يسكنون في البؤر الاستيطانية غير القانونية وأكثر من نصف المستوطنات، ممن نسبتهم العامة أقل من ثلث الاسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية. ويتركز أكثرهم في مستوطنات «ظهر الجبل»، وسط مجمعات السكان الفلسطينيين. ويكتسب 60 بالمئة منهم رزقهم في اسرائيل ويتصل مصدر رزق الباقين بجهاز التربية والخدمات البلدية.
لا يشتمل أي اقتراح اسرائيلي لتبادل الاراضي على هذه المستوطنات والبؤر الاستيطانية. ووجودها معلق باستمرار السيطرة الاسرائيلية على الضفة وحماية يومية من الجيش الاسرائيلي وغلاف ميزانيات خاصة في مجالات الاسكان والتربية والخدمات المدنية. وورد في تقرير في المدة الاخيرة أن الحكومة تحول سرا في كل سنة نحوا من 310 ملايين شيكل الى البؤر الاستيطانية غير القانونية. وأُنفق نحو من 3 مليارات شيكل اخرى على بنيتها التحتية.
اذا نُقضت عرى السلطة الفلسطينية فان اسرائيل التي هي القوة المحتلة ستضطر الى أن تحمل وحدها تارة اخرى عبء ادارة حياة الفلسطينيين. وهو عبء سيكشف للجمهور الاسرائيلي الذي امتنع منذ سنوات كثيرة عن النظر وراء السور، عن وجه مؤلم للاحتلال لأن الجيش الاسرائيلي سيضطر الى تجنيد قوات الاحتياط كي يحكم مدنا وقرى وستنشر مئات الحواجز مرة اخرى في الشوارع التي يستعملها الاسرائيليون. وسيُطلب الى شرطة اسرائيل التي وجودها قليل في الضفة الغربية أن تنقل الى هناك رجال شرطة كثيرين كي تحافظ على القانون والنظام. ولن يتجرأ مزودون بسلع وناقلون ومقدمو خدمات على اجتياز الجدار الى الشرق دون حراسة.
الحديث عن تغيير حاد للواقع الحالي وهو مقرون بانفاق مليارات كثيرة غير موجودة في خزينة الدولة، وبفقدان الاموال التي تحولها الدول المانحة الى السلطة الفلسطينية وهي 3 مليارات دولار كل سنة. ويرى وزير الخزينة العامة أن فرض ضرائب اخرى سيناريو رعب، ولا يستطيع الجيش الاسرائيلي الذي جمد التدريبات وأغلق الوحدات العسكرية أن ينفذ هذه المهمات دون زيادة ميزانية كبيرة.
ولما كان الحديث عن سيناريو غير محتمل فان اسرائيل تفضل عليه اجراءا من طرف واحد مقرونا باخلاء المستوطنات المتفرقة في «ظهر الجبل»، وانطواء الى الجدار واستمرار السيطرة الامنية على غور الاردن.
إن انشاء حكومة الوحدة الفلسطينية يمنح حكومة نتنياهو باشراف وزير الاسكان اذاً مهلة اخرى تستطيع فيها الاستمرار على الزيادة في عمق البناء وتطوير المستوطنات المفرقة، وكل ذلك بدعم يئير لبيد ورفاقه الصامت، الذين لا يثورون على استمرار مسار الحماقة بحسب موقفهم السياسي المعلن. إن نقض عرى السلطة الفلسطينية هو آخر ورقة لعب يمسك بها محمود عباس. وقد هدد بها لكنه لم يضعها على الطاولة وعنده اسبابه وهي الغاء انجازات بناء الدولة الآتية، واستمرار بقاء السلطة الذي هو خير لـ م.ت.ف واهتمامه بأبناء شعبه وغير ذلك. لكن عدم وجود رجاء سياسي في قناة التفاوض وفي التوجه الى الامم المتحدة والمؤسسات الدولية، والضائقة الاقتصادية والميزانية يمكن أن تجعله يلعب بهذه الورقة حتى لو كان ذلك بمنزلة «لتمت نفسي مع الفلسطينيين».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ