1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 19/06/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 19/06/2014 م
|
في هــــــذا الملف
زعماء حماس والهدف الاستخباري
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
عمى اليسار
لا يوجد سبيل آخر للشعبين الحبيسين غير التعايش معا
بقلم: بن كاسبيت ،عن معاريف
محيط إسرائيل المضطرب
في غياب حل حقيقي للوضع في العراق ستضطر الولايات المتحدة للتسليم به
بقلم : عاموس غلبوع،عن هآرتس
طرد كبار قادة حماس الى غزة
بقلم: أمير أورن،عن هأرتس
إسرائيل والحرب في الضفة
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
|
زعماء حماس والهدف الاستخباري
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الاسرائيلي التمشيطات في منطقة الخليل، واعتقال المطلوبين والنشطاء السياسيين من حماس، وبينما تنشغل المخابرات الاسرائيلية في عملية جمع المعلومات وتحليلها، فتحت جبهة جديدة تصرف الانتباه: نشر شائعات غير مسؤولة في الشبكات الاجتماعية. فقد بدأ هذا يوم الجمعة في بلاغ كاذب يزعم أنه باسم الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي وأن المخطوفين الثلاثة أنقذوا «في عملية بطولية»، واستمر هذا أمس في بلاغ كاذب آخر، وأن الفتيان الثلاثة قتلوا في اثناء الاختطاف. هاتان الشائعتان، اللتان نسجتا في عقل مريض، أجبرتا الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي على اصدار بيانات النفي والتوجه الانفعالي للجمهور بالكف عن ذلك. مشكوك أن يتوقف هذا. فالشبكة أصبحت منذ زمن بعيد طائرة بلا طيار، غير قابلة للسيطرة.
الجميع يسألون متى سينتهي هذا، ولكن احدا ليس لديه جواب. قد يحصل هذا في كل لحظة معينة، ولكن يمكن ايضا أن يستمر لايام بل وربما أكثر. وتشدد محافل الامن مع ذلك على أنه «مع كل يوم يمر، يوجد تقدم على المستوى الاستخباري». وبالتوازي، يمكن أن نضيف بان كل يوم يمر – يزيد التخوف على حياتهم. في كل الاحوال، على حد قول المصادر، «هذه المرة تختلف عن قضية جلعاد شاليط»، بمعنى ان هذه المرة المخابرات لا تسير في الظلام ولديها معلومات استخبارية، وان كان لا يزال ليس لديها معلومات تقرر بيقين اذا كان الثلاثة على قيد الحياة، اين يحتجزون ومن هم الخاطفون ومساعدوهم.
وفقط لتلطيف الامر على الآذان الى أي حد كانت خطة الاختطاف حملة مركبة، وبالتالي حل لغزها صعب ايضا، تشهد حقيقة أنه في كانون الثاني من هذا العام اعتقلت المخابرات الاسرائيلية في منطقة الخليل 20 نشيطا من حماس كانوا مشاركين في تخطيط الاختطاف الذي تم احباطه.
ان المحرك للمساعي للعثور على المخطوفين والوصول الى الخاطفين هو النشاط الاستخباري. فالمخابرات التي تستخدم استخبارات بشرية وتكنولوجية ايضا (التنصتات)، هي العامل الاهم في هذه القضية. ويتحرك هذا الجهد في ثلاث دوائرة استخبارية على أمل أن تغلق الدوائر في نهاية المطاف. دائرة واحدة هي المعلومات من العملاء والمساعدين. دائرة ثانية هي التحقيق مع المعتقلين من نشطاء حماس. وهنا يجب التمييز بين اعتقال القيادة الميدانية التي يمكنها ربما هي أيضا ان توفر معلومات استخبارية وبين اعتقال القيادة السياسية لحماس في الضفة، والذي غايته ثلاثية الابعاد – العقاب، الردع والرغبة في ارضاء الجمهور في اسرائيل. ومع ذلك فان لاعتقال القيادة السياسية هدف استخباري ايضا.
وختاما، كلمة عن الهجوم غير النزيه من وسائل الاعلام على الشرطة. فماذا كان يجدي اذا كان المفتش العام للشرطة بكر عودته الى اسرائيل من مؤتمر دولي؟ الشرطة هي عامل هامشي في التحقيق في القضية. وكم هي مغيظة حقيقة أنه بسبب الاهمال في الشرطة تأخرت المعلومات الاولية عن الاختطاف على مدى نحو ثماني ساعات – ينبغي بنا ان نتذكر بان الخاطفين في زمن العملية لم يعرفوا ذلك. فهم لم يعرفوا بانه يوجد تحت تصرفهم ثماني ساعات. عرفوا وعملوا انطلاقا من المعرفة بان عليهم أن يختفوا في غضون 20 – 40 دقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عمى اليسار
لا يوجد سبيل آخر للشعبين الحبيسين غير التعايش معا
بقلم: بن كاسبيت ،عن معاريف
أوري مسغاف هو صحافي لامع، أصيل، يبعث على الالهام. مدونته هي مادة الزامية برأيي لكل من يريد أن يحك فكره قليلا. مسغاف هو أيضا صديق عزيز وشريك في الطريق الرياضية الحمراء. ظهر يوم الاحد رفع الى موقع «هآرتس» مقالا تحت عنوان «اصمتوا فهم يثرثرون: اليسار، الاعلام والجمهور الغفير يستسلمون مرة اخرى لنتنياهو». قرأت، استمتعت، اتفقت تقريبا مع كل ما كُتب. ما كان يمكنني أن اكتب هذا على نحو أفضل. فمسغاف هو حقا كاتب متفوق. وصفه للاستغلال الساخر من جانب رئيس الوزراء للازمة، الاصطفاف التلقائي للجمهور ووسائل الاعلام، الاحابيل التي يطلقها نتنياهو بفنيه، نجاحه في استخدام أزمة الاختطاف/العملية لصرف الانتباه الاعلامي عن قصورات سلوكه الذي لا ينتهي هو وعقيلته، من أثاث الحديقة الذي نقل من القدس الى قيساريا، الى غيره وغيره.
في موقعين اختلفت مع مسغاف. ظاهرا، موقعين صغيرين، في الهامش. في الواقع، هما أكثر جوهرية بكثير مما يخيل. الجملة الاولى التي اثارت عندي العجب كانت التالية: «في توقيت كامل قبيل احياء ثماني سنوات على الحرب النكراء السابقة، التي انطلقت اليها اسرائيل بالطبل والرقص في أعقاب عملية اختطاف وحيدة».
ويقصد مسغاف حرب لبنان الثانية. حرب نكراء، على حد قوله. فكلها «عملية وحيدة»، ماذا حصل؟ من أجل ماذا الحرب؟ نهج مسغاف هذا يتجاهل الحقائق والواقع. فهذه الحرب النكراء هي حرب مع افضل الحروب نتائج لاسرائيل منذ الازل. اكثر من حرب الايام الستة (في نظرة الى الوراء أوقعت علينا مصيبة الاحتلال)، أكثر من السويس، اكثر من حرب لبنان الاولى، أكثر من كل باقي المغامرات. هذه الـ «كلها عملية وحيدة» جاءت بعد سلسلة من عشرات كاملة نكل فيها حزب الله بسكان الشمال، قصفهم حين راق له، نمو أجيال من الاولاد في كريات شمونا اعتادوا على التبول الليلي حتى سن متأخرة والنوم في الملاجيء. هذه «العملية الوحيدة» كانت غزو مخطط جيدا الى اراضي اسرائيل السيادية، التي انسحبت حتى آخر سنتيمتر الى الخط الدولي، قتل جنود، اختطاف جنود، وقصف بلدات مدنية بالكاتيوشا على طول الجبهة. على هذا، حسب مسغاف، كيف كان ينبغي لنا أن نرد؟ ربما مثلما عودنا أناس مثل ايهود باراك واريئيل شارون، الجنرالين ذوي الاوسمة والمجد ممن وعدونا من أنه اذا ما وعندما يتجرأ حزب الله فعندها «سنعرف ما نفعل»، ولم يفعلوا شيئا.
جاء واحد، ايهود اولمرت، خدم في «بمحنيه» بالاجمال، وقرر بان السيادة الاسرائيلية ليست مداسا وأن الردع الاسرائيلي يحتاج الى ترميم عاجل، قال وفعل. دون أن يحسب حسابات ودون أن يتره ترهات، ضرب حزب الله بكل القوة. نصرالله قال بعد ذلك، بصوته، انه لو عرف بان هذا سيكون رد اسرائيل لما كان انطلق لفعل الاختطاف منذ البداية. الان نصرالله بات يعرف. ولهذا السبب، فمنذئذ وحتى اليوم، هدوء تام على الحدود اللبنانية. شيء كهذا لم يسبق أن كان منذ قيام الدولة. منذ ثماني سنوات.
نصرالله لا يزال في الخندق. الجيش اللبناني على الجدار، زائد قوة كبيرة من المراقبين الدوليين. حزب الله فقد معاقله التي سيطرت على الجدار وجعلت جنود الجيش الاسرائيلي قطيعا من الأوز في ميدان اطلاق النار. سكان الشمال لم يعرفوا مثل هذه السكينة منذ ان كان الشمال هنا. والاكواخ السياحية تزدهر. والعقارات تحتفل. كل هذا، يا مسغاف، بفضل «الحرب النكراء» اياها، التي اديرت بشكل سيء وكشفت ضعف الجيش الاسرائيلي وقيادته القتالية، ولكنها كانت عادلة لا مثيل لها وجلبت لاسرائيل ردا لم يكن لها ابدا. احتفال الاختطافات توقف. السيادة الاسرائيلية قالت كلمتها.
الجملة الثانية لمسغاف التي لم اتفق معها كانت التالية: «ذات السلطة الفلسطينية التي توقفت المفاوضات معها»، كتب مسغاف، حول القاء المسؤولية من نتنياهو على ابو مازن في سياق الاختطاف. وبالفعل، هذا صحيح. اسرائيل أوقفت المفاوضات مع السلطة عندما اقيمت حكومة المصالحة. ولكن حصل هنا شيء ما من قبل ايضا. كان هنا واحد يدعى جون كيري، توصل الى ورقة تفاهمات متفق عليها، وفيها مبادىء للتسوية بين الطرفين. عرضت هذه الورقة على نتنياهو، الذي أعرب عن موافقته للتوقيع عليها (مع التحفظ)! ولكن عندها جاء دور ابو مازن، لم يوافق. هذه الحقائق البسيطة لا تنجح في التسلل الى وعي رجال اليسار مثل مسغاف. فهم مقتنعون بانه اذا كان احد ما سيأتي وسيحول كل سكان اسرائيل من مستوطنين ورجال يمين الى مسغافين منشودين مثلهم، ففي الغداة ستوقع التسوية الدائمة. وبالفعل، يؤسفني. هذا لن يحصل. لا تسوية دائمة ولا بطيخ. وبالتأكيد ليس مع حماس، او مع السلفيين، او مع أي احد ينشأ وينبت بينهم.
أنا من اولئك الذين يؤيدون بكل قلبهم وعقلهم اتفاق جنيف، مثلا. القدس مستعد لان اقسمها الى احياء عربية ويهودية. انا حتى مستعد لان اعيد عددا محدودا من اللاجئين (لنفترض 20 الفا) على اساس انساني، كبادرة خاصة. مشكلتي الوحيدة هي أن أمامي لا يوجد احد مستعد لان يوقع على هذا الاتفاق باسم الشعب الفلسطيني. لا يوجد احد قادر على أن يتخلى عن عودة مئات الاف اللاجئين الى بيوتهم. لا يوجد أحد مستعد لان يخاطر بنفسه كي يروج لابناء شعبه بان اليهود ليسوا أبناء كلاب وخنازير وانه يجب الكف عن التحريض ضدهم. لا يوجد احد مستعد لان يشرح لهم بان الرقص وتوزيع الحلوى في الشارع حين يقتل اليهود هو أمر ليس جميلا. او بتعبير آخر، لا يوجد للفلسطينيين اوري مسغافيين. لديهم، كلهم نفتالي بينيتيين (معاكسين بالطبع)، وهذا في افضل الاحوال. الفارق بيني وبين صديقي اوري مسغاف هو أني لا احاول تلوين محيطنا بالوردي. فهو ليس ورديا، محيطنا. هو أحمر من الدم.
هذه القصة حزينة، لان اليسار في معظمه يفكر مثل مسغاف. انظروا الى زهافا غلئون. هي ايضا تفكر بان حرب لبنان الثانية كانت حرب نكراء. ما تفكر به متأكدة منه. هي ايضا مقتنعة باننا فقط لو تنازلنا مزيدا بعض الشيء، لكانت هنا على الفور جنة عدن مزدهرة ورجال الجهاد الاسلامي سيقضون السبت لدى زمبيش في كريات أربع. في طريقه الى هذه المطارح الهاذية، فقد اليسار ليس فقط البوصلة، بل والشعب ايضا. بالضبط في هذه النقطة تحول اليسار من معسكر كبير وعظيم في اسرائيل الى مجموعة صغيرة تتضاءل وتثير العجب. وهذه خسارة فظيعة. إذ في النهاية لا يوجد سبيل آخر للشعبين الحبيسين هنا الواحد داخل الآخر غير التعايش معا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
محيط إسرائيل المضطرب
في غياب حل حقيقي للوضع في العراق ستضطر الولايات المتحدة للتسليم به
بقلم : عاموس غلبوع،عن هآرتس
«نحن سنواصل مساعدة الجيش العراقي الذي بات مسؤولا عن الأمن في معظم أرجاء العراق. التواجد المدني الامريكي الشامل سيساعد العراق على التقدم في المستوى السياسي والاقتصادي. هذه لن تكون مهمة بسيطة، ولكنها تبدو ناجحة: العراق الذي لا يوفر ملجأ للارهابيين؛ العراق الديمقراطي، ذو السيادة، المستقر، الواثق بنفسه». هذا كان تقدير الوضع الاستراتيجي للرئيس الامريكي براك اوباما في ايار 2010.
بعد اربع سنوات من ذلك، لم يتبقَ من كل هذه الاستراتيجية سوى الخرائب. فقد اعتقد الامريكيون بانهم يقيمون جيشا عراقيا قويا ونظاما ديمقراطيا سيكون قدوة في العالم العربي ولم يفهموا بانه ليس مناسبا على الاطلاق للتجربة العراقية. فالديمقراطية في العراق، حسب الامريكيين، معناها أن الاغلبية الشيعية ستحكم الاقلية السنية. وهذا يتعارض مع أنظمة العالم التاريخية، حين كان الشيعة في العراق يخضعون منذ مئات السنين لحكم السنة، وفي عهد صدام حسين قمعوا بيد من حديد.
ما يحصل الان في العراق هو تعميق الشرخ الكبير في العالم الاسلامي بين السنة والشيعة. رافعو العلم السني (تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام) هم من النوع المتطرف الوحشي والاكثر عنفا الذي انفصل عن القاعدة بسبب «اعتدالها»، وعلى بؤرة استهدافه توجد أيضا أنظمة سنية «كافرة». هذه قوة خلقت واقعا جديدا في الهلال الخصيب: مثابة إمارة اسلامية تمتد من شمال وغرب العراق الى شمال – شرق سوريا.
واضح منذ الان بان هذا انجاز للاسلام المتطرف، وتشجيع لكل الجهاديين بصفتهم هذه. وقد أعلنت الولايات المتحدة بان «كل الخيارات تدرس» من أجل مساعدة الحكم في بغداد على صد المتطرفين الاسلاميين. وحاليا قررت ارسال حاملة طائرات الى الخليج العربي. وبتقديري ليس لها اي خيار حقيقي من أجل تغيير الوضع الجديد الناشيء في العراق من اساسه. وهي أغلب الظن ستسلم به، مثلما سلمت باستمرار المذبحة في سوريا، ومثلما سلمت عمليا بضم القرم الى روسيا. ويطرح السؤال: على ماذا أضاعت الولايات المتحدة سنة كاملة في محاولة لاحلال تسوية نهائية بين اسرائيل والفلسطينيين؟ فعندما يكون كل الجرن الشرق الاوسطي مشتعلا، حاولت البحث هناك عن كيس تبن على أمل يائس في أن يكون هذا هو ما يطفيء الحريق.
والان ماذا عن إسرائيل؟ ما يحصل ليس جيدا لنا. اولا، هذا يعطي ريح اسناد لكل عناصر الارهاب الاسلامي المتطرف. وفروعهم يحيطون بنا اليوم من كل حدب وصوب. وبشكل طبيعي يتنطح السؤال: ماذا سيكون مصير السلطة الفلسطينية عندما لا يكون الجيش الاسرائيلي هناك، وتغرق بـ «اللاجئين» ورجال الاسلام المتطرف؟ ثانيا، للنظام الاردني يكمن خطر، وليس فقط بسبب طوفان اللاجئين الذي يغمره وسيغمره ايضا. فقد شكل دوما لنا ذخرا استراتيجيا، ولكن الان اكثر من اي وقت مضى، ترفع الاهمية الامنية لغور الاردن بقوة أعظم.
ثالثا، في كل حدث كبير تنعقد احيانا احلاف جديدة. وبشكل غريب نشأ الان تماثل مصالح بين الولايات المتحدة وايران لحماية النظام العراقي. فهل سينضج هذا لدرجة التعاون بين الدولتين؟ بتقديري، نحن بالتأكيد لن نربح من هذا.
مهما يكن من أمر، يخيل لي ان هذه أزمنة لا يصار فيها الى الاسراع في التخلي عن ذخائر استراتيجية أو الاعتماد على مخدر في شكل «مبادرة عربية» وعالم عربي ليس موجودا مثلما كان حتى قبل بضع سنوات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
طرد كبار قادة حماس الى غزة
بقلم: أمير أورن،عن هأرتس
إن رجال حماس الذين خطفوا الفتيان الثلاثة والمسؤولين عن مصيرهم يستحقون كل عقاب. ويُبين اجتماع اللجنة الوزارية للشؤون الامنية للبحث في اقتراح طرد عشرات نشطاء حماس من الضفة الغربية الى غزة أن الغضب في القدس بسبب العملية وبسبب فشل احباطها يهدد بأن يغلب سلامة التقدير وبأن يجلب على اسرائيل عقابا ذاتيا.
حدث مثل هذه الحادثة في كانون الاول 1992 في الوقت الفاصل بين ادارة جورج بوش الخارجة وادارة بيل كلينتون الداخلة. وعلى أثر سلسلة عمليات بلغت ذروتها بقتل شرطي حرس الحدود نسيم طولدانو في اللد استقر رأي حكومة اسحق رابين على أن تطرد الى لبنان 415 نشيطا من حماس. ورُفع استئناف اعتراضا على القرار الى المحكمة العليا فتم تأجيل التنفيذ ثم وافقت المحكمة العليا بعد ذلك.
كان ذلك نصرا مشكوكا فيه. فقد عارضوا ذلك في واشنطن بشدة واضطرت اسرائيل الى أن تحدد مدة الطرد لتكون سنة وهي زمن منح المطرودين امكان أن يستعدوا للارهاب عند حزب الله وينشروا النظرية حينما يعودون.
ومرت 22 سنة وأصبحت مجموعة جديدة من الوزراء والضباط والقضاة تدير شؤون الدولة، وعاد اغراء التعبير عن خيبة الرجاء بالطرد الجماعي لا الى لبنان هذه المرة بل الى غزة. إن الاساس القانوني ضعيف لأن الضفة وغزة تخضعان الآن للحكومة الفلسطينية نفسها ولهذا يجوز للجيش الاسرائيلي أن ينقل سكانا من منطقة الى اخرى، من نابلس الى رام الله ومن الخليل الى خانيونس.
اذا كان ذلك صحيحا فمعناه أن اسرائيل تتنازل عن ادعائها أن الاحتلال والمسؤولية قد انقضيا هناك باخلاء غزة في صيف 2005، فهي لا تطرد نشطاء حماس من الضفة الى كيان آخر وراء الحدود.
حتى لو تجاوز ذلك المستشار القانوني للحكومة والمحكمة العليا فانه غير حكيم. لأن محمود عباس سيصعب عليه أن يجدد المسيرة السياسية في هذه الظروف وربما يسعى بنيامين نتنياهو الى ذلك. وسيغضبون في واشنطن لكن نتنياهو لم يعد يهمه ذلك فعلاقاته بادارة براك اوباما لا إصلاح لها. ولا يؤيد خبراء جهاز الامن الطرد في هذه المرحلة ويشيرون الى المعاني السلبية التي ستكون لهذا الاجراء على العلاقات بواشنطن، والقرار الحاسم لقضية لم تُحل بعد بشأن التفرقة بين الضفة وغزة وهي قضية لم يصغ الجيش الاسرائيلي الى الآن موقفه النهائي منها.
يفترض أن تصرف المعركة على حماس الانتباه عن فشل احباط العملية. ويُقدر الامنيون أنه يوجد بين عشرات المعتقلين مُطلعون على سر الاختطاف وأن التحقيق معهم قد يثمر معلومات مهمة.
تعمل قوات كثيرة اليوم ايضا في منطقة الخليل. وقد زار وزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش مقر قيادة الشرطة الخاصة التي عُرفت بأنها وحدة سيطرة وطنية لاطلاق الرهائن، وأثنى على أداء مقاتليها ومهنية استعداداتها. وكرر اهارونوفيتش قوله إن اجراء الفحص عن خلل ابلاغ المكالمة الهاتفية لأحد المخطوفين سيبدأ بعد انتهاء عملية البحث عن المخطوفين فقط.
بدا استعداد قوة الشرطة الخاصة التي حلت ضيفا في احدى البلدات في المنطقة، بدا مدهشا ومستعدا ومُحسنا، لكنه كان يشبه للأسف الشديد عيادة مزودة بأفضل معدات القرن الواحد والعشرين، دُعيت لعلاج مرض عضال، وجيش هاي تيك عظيم الامكانات في مواجهة عصابة بلا هاي تيك تركت الالكترونيات التي يمكن أن تشي بها في البيت حينما خرجت في عملية على اسرائيليين. فقد يكون العلاج ناجعا لكن من المؤكد أنه سيكون متأخرا جدا بعد اربعة ايام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إسرائيل والحرب في الضفة
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
ظهر أمس بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبني غانتس متعبين شيئا ما فأدلوا بتصريحات قصيرة للجمهور شهدت على أن أمامهم طريقا طويلا. وهم لم يجددوا شيئا في ظاهر الامر بل لم يسهموا حتى في نظرة واحدة الى تقدم الجهات الامنية في مطاردة خاطفي الفتيان. وكان الكلام الذي أدلوا به من مقر قيادة منطقة الوسط يرمي الى أن يقع على آذان صاغية في موضوعين:
الموضوع الاول هو أن المواطن الاسرائيلي مطلوب إليه أن يتذرع بالصبر. فعليه ألا يضغط ولا يكثر من الكلام قائلا «وماذا بعد» وهو الشيء المعروف جدا منه. وألا يشير الى يوم خال من الانباء الدراماتية على أنه يوم ضائع ويدل ذلك على أن القادة الثلاثة يأخذون في الحسبان أنه يوجد امكان عملي لأن تستمر العملية أكثر مما توقع الجمهور في البدء وأنه ينبغي اعداده لذلك وقول إن ذلك ليس عبثا. إن عدم صبر الاسرائيلي من اوساط الناس معروف أنه عبء على كل قيادة وطنية. ولماذا طول المدة؟ لأن «عودوا أيها الأبناء» ليست عملية بل عمليتين الاولى وهي المباشرة والشديدة هي محاصرة خلية حماس القاتلة مع أمل أن يوجد الفتيان المخطوفون أحياءً. وسيُنال هذا الهدف لكن ليس من المؤكد أن يكون في مدة قصيرة.
ينبغي أن يضاف الى ذلك تفرع عملية اخرى على العمل العسكري ترمي الى ضرب بنية حماس التحتية في يهودا والسامرة. وتدل موجة الاعتقالات على مبلغ كونها بُنيت حتى قبل أن يبارك أبو مازن انشاء حكومة وحدة فلسطينية، ومبلغ التعجيل بها منذ كان الاتفاق.
ولذلك ومع كل عدم ارتياح الجمهور من ذلك، تُستغل حادثة الاختطاف بصورة منطقية لطرد كثير من نشطاء حماس من يهودا والسامرة. وأبو مازن وفتح معنيان بذلك ويشيران اليه سراً. لكن حتى لو لم يبلغ الطرد منتهاه فلا شك أنهم في السلطة الفلسطينية سيتقبلون «عودوا أيها الأبناء» بالمباركة اذا ما أضعفت بنية حماس التحتية في المنطقة التي تديرها السلطة.
هاتف أبو مازن أمس نتنياهو وندد بالاختطاف. وكانت المكالمة الهاتفية ترمي الى أن تشير لاسرائيل اشارة خفية أن تستمر على تطهير يهودا والسامرة من أكثر بؤر حماس في المناطق. ولذلك أمر اجهزته الامنية باعطاء معلومات لاسرائيل وعملت بحسب ذلك، ويريحه ايضا أن يتم الامر تحت مظلة امريكية واوروبية تلتزم برفض كل عمل ارهابي.
ويتصل الموضوع الآخر بتوجه نتنياهو الى المجتمع الدولي ليؤيد عملا اسرائيليا على حماس، وهو يطلب مساعدة واسعة لكن من المنطق أن نفرض أنه يدرك أنه لن ينجح في الغاء الاستعداد الامريكي لمحادثة حكومة الوحدة الفلسطينية، لكنه يستطيع أن يُضعف هذا التعاون الامريكي الفلسطيني مدة ما، وقد تنضم الى ذلك بعض الدول الاوروبية ايضا.
ليس الحديث عن حسم استراتيجي. فواشنطن تسد أذنيها وأبو مازن لا يتجرأ على مواجهة حماس كما تفعل مصر. لكن قد يكون نتنياهو قادرا على تسجيل انجاز تكتيكي في مواجهة الفلسطينيين وقتا طويلا، بل قد يكون ذلك عن ارادة امريكا ومصر والسلطة في رام الله، الصامتة. فمن الخسارة أن تفوت تلك الفرصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ