1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 03/07/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 03/07/2014 م
|
في هــــــذا الملف
أوباما في مواجهة الواقع في الشرق الأوسط
بقلم: إفيعاد كوهين ،عن إسرائيل اليوم
بين لندن وداعش
نشرت داعش قبل بضعة أيام فيلم فيديو لتجنيد متطوعين من الغرب
بقلم: بن درور يميني،عن يديعوت
خطر تدهور أمني كبير
مقتل الفتيان مع زيادة في إطلاق الصواريخ من غزة وأحداث أخرى تعمل على تسخين الجو
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
قاتلوهم ولكن بعقل
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
تذكروا غولدا وانتقام ميونيخ
على الحكومة انتهاج سياسة «مئير» بعد عملية الأولمبياد
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
|
أوباما في مواجهة الواقع في الشرق الأوسط
بقلم: إفيعاد كوهين ،عن إسرائيل اليوم
لو استطاع براك اوباما لمحا الاسبوع الماضي من تاريخ رئاسته لأن درجة تأييد الجمهور له بلغت في ذلك الاسبوع حضيض 40 بالمئة من التأييد فقط، ومن اسباب ذلك في الاساس الانتقاد السريع لنظام حكم المالكي في العراق.
وتوجد السخرية في حقيقة أن سلفه ايضا في الغرفة البيضوية جورج بوش الابن عانى من درجة تأييد مشابهة في أواخر فترة رئاسته الثانية، لكن في وقت كان فيه بوش مهندس التدخل في العراق وآمن من أعماق قلبه بالقضاء على نظام قمع صدام.
قد يمهد أوباما لانشاء ديمقراطية تعددية في المنطقة بين الفرات ودجلة، ورفع اوباما راية الانفصال عن العراق. وبرغم ذلك نشهد أن الرئيس الحالي يتعرض لنقد لاذع يشمل الحزبين في المجال العراقي برغم أنه أوفى بالموعد الذي وعد به لاتمام الانسحاب.
إن مصدر هذا التناقض موجود في القلق العام السائد من التحدي الذي أوجدته منظمة داعش لنظام المالكي. وهذا القلق مصحوب بشعور بأن الرئيس الـ 44 نكث مع كل ذلك التزامه الصريح للأمة الامريكية، وهو أن يسقط من برنامج عملها القضية العراقية حتى نهاية سنة 2011 لأنه بعد سنتين ونصف من ترك آخر جندي امريكي لبغداد أخذ ينهار سريعا النظام السياسي الجديد الذي صيغ في العاصمة العراقية بوحي من واشنطن.
ولم يكن هذا فقط بل إن قرار الرئيس على أن يرسل الى العراق 300 «مستشار» ورجل استخبارات وحراسة (مع تغطية جوية يكمن فيها خطر تصعيد ايضا) أثار من هاوية النسيان مأساة امريكية اخرى ألا وهي حرب فيتنام.
ما زال كثيرون يذكرون جيدا اخفاقات وفشل الماضي التي جعلت ادارتي كنيدي وجونسون تنزلقان في المنزلق الزلق الى الدوامة الفيتنامية التي لا مخرج منها بعد أن كان بدء تلك الصدمة القومية وضع بضع مئات من المستشارين الامريكيين على ارض فيتنام الجنوبية في 1960.
برغم صدود اوباما العميق عن استعمال القوة يتعرض لانتقاد شديد بسبب ما يفسره الجمهور بأنه عودة ممكنة في نفق الزمان الى السيناريو الفيتنامي الكارثي وهو الغرق التدريجي في مستنقع مُغرق قد يجبي ثمنا بشريا واقتصاديا باهظا.
وتعبر استطلاعات الرأي العام الاخيرة مع ما يضاف الى ذلك من رواسب ايام فيتنام، عن ايمان بأن ادارة اوباما واصلت مسيرة حماقة سلفه بوش في حين آمن هو بأن خطة التحويل الى العراقية التي صاغها ستُمكن القوات الامريكية من مغادرة الميدان دون خشية فوضى وسفك دماء. لكن مصير هذا التصور يبدو اليوم كمصير خطة «الفتنمة» السيئة الذكر.
وبعبارة اخرى فانه في مجتمعات مشحونة بالانقسام العرقي والديني والعقائدي، لا يكون التحويل الكثيف لمساعدة عسكرية واقتصادية والنفقة الكثيرة على توجيه وتدريب القوات الموالية للنظام ضمانا لاستقرار سياسي في الحد الأدنى، ويتم التعبير عن ذلك الآن في الجبهتين العراقية والافغانية.
مع عدم وجود شرعية واسعة ودعم اجتماعي للنظام السياسي الذي يعتمد على الحراب الامريكية بقيادة المالكي غير الموثوق به بصورة واضحة، فلا فائدة من المساعدة والدعم والتأييد بتحكم من بعيد لضمان بقاء نظام الحكم.
ستُبين الايام والاسابيع القريبة هل يصحو العم سام من بعض أوهامه على الأقل أم يستمر على السير نحو النهاية المحتومة للعصر الامريكي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بين لندن وداعش
نشرت داعش قبل بضعة أيام فيلم فيديو لتجنيد متطوعين من الغرب
بقلم: بن درور يميني،عن يديعوت
إنهم شباب لطيفون. وينشب هنا وهناك جدل بين مشجعي برشلونة وميسي وبين مشجعي مدريد ورونالدو. ويحُدثون هنا وهناك حساب التويتر الذي لهم بصور لمناظر طبيعية مدهشة. أو بصورة فتاة جميلة الى جانب قطعة سلاح احيانا. كان يفترض أن يبدأ أحدهم دراسة علوم الحاسوب في الجامعة، وكان آخر يوشك أن ينهي دراسة الطب، وآخرون بلا عمل. إن الحديث عن شباب جندوا أنفسهم للجهاد في سوريا والعراق.
ليست الاعداد الدقيقة معلومة. في 2013 قدر منسق محاربة الارهاب في الاتحاد الاوروبي عددهم بـ 500. وعلى حسب بث قام به ريتشارد برنت فان الحديث، وهذا صحيح حتى حزيران 2014، عن نحو من 3 آلاف شاب من دول غربية – 2500 من غرب اوروبا منهم 700 من فرنسا على الاقل و400 من بريطانيا و70 من الولايات المتحدة. وهذه زيادة بمئات الدرجات المئوية كل سنة.
اعتادت منظمة داعش في اطار حملتها الدعائية العامة أن تنشر أفلام فيديو تعرض افعالها. ويصعب على من لم يشاهدها أن يدرك الفظاعة، فهناك شهوة للقتل تثير الرعب. على سبيل المثال تمر دورية قاتلة من رجال داعش في شارع مليء بالسيارات وتحصد كل المسافرين برشاش. لماذا؟ أليس الحديث عن نساء سنيات منقبات مع اولادهن؟ لكن المجاهدين يطلقون النار عليهن.
أجري لقاء مع متطوع من بلجيكا وكان فرحا وهو يقود سيارة تجر عشرات الجثث قتلت قبل ذلك بدقائق. ورفع متطوع من المانيا هو فيليب بيرغر، وقد أسلم، صورة يقف فيها مبتسما قرب رؤوس مقطوعة. وتفيد تقارير من سوريا أن البريطانيين هم الاكثر قسوة.
لا يحدث هذا في سوريا والعراق فقط، فقد جاء متطوعون في الماضي الى افغانستان ويأتي متطوعون من الغرب الى الصومال، وهم لا يقتلون صهاينة أو امريكيين بل مسلمين. وإن اكثر ضحايا منظمة بوكو حرام في نيجيريا مسلمون ايضا.
نشرت داعش قبل بضعة ايام فيلم فيديو لتجنيد متطوعين من الغرب وأحد نجومه شاب بريطانيا اسمه علي قنطار، وتحدث أبوه رحيم قنطار الى الـ بي.بي.سي عن أن ابنه جرى عليه تطرف عند إمام مسجد كوفنتري.
كشف بحث في 2007 عن أن 600 مسجد من 1350 مسجدا في بريطانيا تعمل بحسب المذهب الوهابي وتنشر الكراهية للغرب والدعاية المعادية للسامية. وسربت الاستخبارات البريطانية آنذاك أن مجموعة «جماعة التبليغ» المسؤولة عن بناء المسجد الضخم في لندن تشتغل بالتجنيد للقاعدة.
لا تحل المواعظ الاسلامية في المساجد ايضا اللغز الكبير وهو ما الذي يجعل شخصا جاء الى سوريا والعراق من باريس أو من لندن، ما الذي يجعله حيوانا بشريا، ولماذا ينفذ قتلا جماعيا في مسلمين آخرين بعد اسابيع قليلة أو ربما بعد ايام يكون فيها مقاتلا؟.
يوضح بحث تناولهم أنهم يميلون الى الانضمام الى اكثر الجماعات قتلا. وقد تركوا جماعات تنتمي الى القاعدة مثل جبهة النصرة، الى داعش. وليس الصراع مع نظام استبداد ولا مع كفار بل ولا مع شيعة بل هو صراع بين السنيين انفسهم.
ويجب أن نذكر شيئا آخر وهو أن اكثر الشباب المسلمين في اوروبا لم ينضموا الى الجهاد، لكن اولئك الذين انضموا يعبرون عن تطرف يجري على ملايين الشباب. ويأتي المتطوعون ايضا من اماكن مثل السويد والدانمارك، ويزعم خبراء أن احد الاسباب الرئيسة للتجند هو ازمة هوية. وهذا صحيح. لكن هل هذا هو التفسير لتحولهم بسرعة لا تُعقل الى مُصفين على الدوام؟ يوجد ملايين الشباب والمهاجرين والاجانب في العالم عندهم ازمة هوية لكن ذلك لا يجعلهم حيوانات بشرية.
اعتادت حلقات المتقدمين عندنا أن تتهم يد اسرائيل القاسية بتطرف الشباب. وهذه دعوى تثير الاهتمام لأن المتطوعين من اوروبا لم يجربوا الاحتلال ألبتة، فلم يُذلوهم في أي حاجز ولم يطوروا عداوة بسبب طوق امني في الليل. وكان كثيرون منهم رمزا للاندماج والنجاح. هؤلاء مسلمون يقتلون مسلمين وهذه هي الحقائق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خطر تدهور أمني كبير
مقتل الفتيان مع زيادة في إطلاق الصواريخ من غزة وأحداث أخرى تعمل على تسخين الجو
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
حُل لغز خطف الفتيان الاسرائيليين الثلاثة أمس (الاثنين) مع ايجاد جثثهم في قلب المنطقة التي جرت فيها اعمال البحث طول الوقت، غربي الخليل. لكن الازمة الامنية التي أحدثها الاختطاف ما زالت في ذروتها. ويجب على حكومة نتنياهو الآن أن تحتال بين الغضب العام القوي لقتل الفتيان، والضغط السياسي من الجناح اليميني في الائتلاف الحكومي لرد اسرائيلي قاس، والخشية من التدهور الى مواجهة عسكرية عنيفة واسعة مع حماس ولا سيما في قطاع غزة. وسيضطر رئيس الوزراء الى أن يصوغ سلسلة ردود تبرهن للرأي العام على أنه ما زال قويا في مواجهة حماس كما قال في واحدة من المعارك الانتخابية السابقة دون أن يُجر على تعقيد عسكري طويل.
أثار خطف طلاب المدرسة الدينية موجة تأييد من الجمهور لعائلاتهم. لكنه أثار ايضا دعوات انتقام ولا سيما من اليمين المتطرف. وبرغم أنه لا توجد أية صلة مباشرة بين هذه الافعال، ينضم الاختطاف في غوش عصيون في الوعي العام الى احداث اخرى وردت الانباء بها في المدة الاخيرة وهي تحقيق قتل الشابة شيلي دادون من العفولة التي تطلب عائلتها الى الدولة أن تعلن أنه جريمة قومية برغم أن الشرطة لم تُبلغ بعد عن تقدم في التحقيق، وقضية قتل اخرى حُل لغزها أمس كما تقول الشرطة وهي قتل شابة من أسدود قبل تسع سنوات المتهم بها عربي اسرائيلي.
كل هذه الاحداث تسخن الجو بين اليهود والعرب في المناطق وفي اسرائيل ايضا. وليس عرضا أن أعلنت الشرطة أمس رفع حالة الاستعداد العملياتي لوحداتها في المناطق كلها لأن هذا الجو قد يفضي الى اعمال تحريض والى مظاهرات عاصفة ومواجهات عنيفة والى هجوم على العرب داخل الخط الاخضر. وبالاعتماد على تجربة الماضي يمكن أن نقدر بقدر كبير من اليقين أنه ستوجد محاولات احراق مساجد ومس بأملاك فلسطينية في المناطق في اطار ما يسمى عمليات «شارة الثمن».
يسمع بنيامين نتنياهو الدعوات الى الانتقام ويلاحظ ايضا توقع خطوات رد محددة من حكومته ومن الجهاز السياسي. وقد أجرى في الايام الاخيرة سلسلة مباحثات ترمي الى صوغ خطوات على حماس. ومما يوزن أن تقوى المعركة الاقتصادية على تحويل اموال الى حماس وطرد قادة المنظمة من الضفة وهدم بيوت مخربين.
اعلن جهاز الامن أنه ينوي أن يهدم بيت المشتبه به أنه قتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي والذي أُجيز نشر نبأ اعتقاله في الاسبوع الماضي. ويُظن أن تتخذ اجراءات اخرى كهذه مع عدول عن السياسة السابقة، التي تم التوقف بعدها عن هدم بيوت مخربين منذ 2005. والهدف المعلن هو ردع الفلسطينيين، لكن هدف الحكومة وهو أكثر عملية هو تهدئة جأش الاسرائيليين لأن عملية صارمة قد تكف الغضب من الداخل.
سيكون قطاع غزة ايضا في جدول العمل كما كان دائما. وقد كرر وزير الخارجية ليبرمان، وهو مستشار في كل وقت، كرر في هذا الاسبوع شعاره في شأن الحاجة الى التفكير مرة اخرى في احتلال القطاع مجددا باعتباره الحل الوحيد لمواجهة حماس. ويُشك كثيرا في أن يكون أحد ما من زملائه في المجلس الوزاري المصغر يشاركه في هذا الاستنتاج. وإن الشيء قبل الاخير الذي يبحث عنه نتنياهو لنفسه هو مواجهة عسكرية طويلة مع حماس؛ وآخر شيء يحتاجه حقا هو السيطرة على القطاع كله وادارة شؤون الحياة اليومية لـ 1.8 مليون فلسطيني.
ومع ذلك فان الاغراء السياسي بخطوات تظاهرية على حماس في القطاع كبير. وبرغم أن اسرائيل لم تكشف عن مسدس مدخن – الصلة بين رجال حماس من الخليل الذين نفذوا الاختطاف وقيادة المنظمة في غزة – تخمن أن العملية تمت بحسب توجيه عام من القيادة. وقد زاد التوتر في الايام الاخيرة بين القطاع واسرائيل وزاد عدد القذائف الصاروخية التي أطلقت من هناك على النقب زيادة واضحة. وزاد سلاح الجو الاسرائيلي ايضا عدد هجماته. وفي ليل يوم الاحد قُتل رجل من حماس بواحدة من هذه الهجمات أعلنت اسرائيل أنها كانت موجهة على خلية كانت توشك أن تطلق قذائف صاروخية. ويثور الآن امكان أنه وقع هنا خطأ في التعرف وأن الخلية لم تكن مشغولة بالاعداد لاطلاق صواريخ.
وعلى كل حال توجد هنا ارض خصبة للتصعيد، فيكفي عملية اغتيال اسرائيلية واحدة لقائد كبير من حماس لاشعال نار أكبر.
وستكون تلك خطوة تجعل نتنياهو يحظى بهتاف من اليمين، لكن فيها طاقة كامنة خطيرة. وتُقدر «أمان» أن حماس في القطاع يوجد لديها الآن مئات القذائف الصاروخية ذات مدى اصابة يصل الى غوش دان، وتزعم حماس أنها تملك قذائف صاروخية قادرة على الوصول حتى أبعد من ذلك، الى شمال الدولة. ويجب على من يدخل في اجراء واسع على حماس في القطاع أن يأخذ في حسابه مواجهة عسكرية طويلة نسبيا تشمل اصابة أكبر للجبهة الاسرائيلية الداخلية. ويجب أن يكون لهذه العملية هدف أوضح من إشباع غريزة انتقام الجمهور.
وعلى الصعيد السياسي سيزيد ايجاد الجثث الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليتبرأ من حماس. وقد أصبح هذا يحدث جزئيا منذ أن كان الاختطاف الذي أساء العلاقات بين المعسكرين الفلسطينيين الكبيرين، لكن من الصعب الى الآن أن نرى عباس يستجيب لطلب نتنياهو ويفكك حكومة الخبراء المشتركة مع حماس.
إن الهدف الرئيس لعملية «عودوا أيها الاخوة» وهو ايجاد المخطوفين أُحرز أمس. والنتيجة المأساوية – وهي العثور على جثث لا على مخطوفين أحياء – تناسب التقدير الراجح عند كل من كان مشاركا في الصورة الاستخبارية من البحث في الاسبوعين الاخيرين. وقد أفضى تحليل صورة عمل خلايا اختطاف سابقة من البدء الى استنتاج أنه لا يكاد يوجد شيء من احتمال أن يبقى أحد المخطوفين حيا على نحو ما.
يجب أن تبدأ نهاية القضية الفظيعة تباحثا مجددا في سلوك الحكومة والاذرع الامنية طول هذه الفترة. فالتكرار المتوالي لفرض عمل أن الثلاثة أحياء (والذي اعتمد في الاساس على عدم وجود معطى قاطع عن موتهم)، والتعزيز المعلن للآمال، ومهرجان بعض وسائل الاعلام حول العائلات – كل ذلك يثير سؤال ألم توجد هنا مبالغة أحدثت توقعات داحضة عند الجمهور.
وهناك سؤال مركزي بقي يتعلق بالعثور على الخاطفين.نجح «الشباك» الذي لم يعرف بخطتهم قبل الفعل، نجح مع كل ذلك في وقت قصير نسبيا في التعرف على المخربين اللذين نفذا العملية وفي اعتقال عدد من الاشخاص من الدائرة الخارجية للبنية التحتية الارهابية في الخليل. ومن المحتمل أن تُقدم في الفترة القريبة القادمة لوائح اتهام. وقد تم احراز حل اللغز النهائي نفسه بفضل تحليل المعطيات الجزئية من اعمال البحث مع اعمال تمشيط واسعة جدا من الجيش الاسرائيلي في المنطقة التي خُمن أن الجثث دُفنت فيها.
هذه حالة نادرة توجد فيها الجثث قبل أن يعتقل القاتلون. وبرغم الاخفاقات حتى الآن يمكن أن نخمن أن يوجد القاتلون إن عاجلا أو آجلا. عُثر على جثث الفتيان أمس على بعد بضعة كيلومترات عن المكان الذي قتل فيه رجال شرطة الوحدة الخاصة و»الشباك» في 1998 الأخوين عماد وعادل عوض الله. رئيسي الذراع العسكرية لحماس في الضفة بعد مطاردة طويلة. ويحتمل أن تكون نهاية مروان القواسمي وعامر أبو عيشة المشتبه بهما أنهما اختطفا الفتيان وقتلاهم، أن تكون مشابهة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قاتلوهم ولكن بعقل
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
البشرى قاسية ومثيرة للغضب، لكن لا أحد في دائرة متخذي القرارات فوجيء حقا. بالعكس: كان فرض العمل الذي صاحب اعمال البحث هو أن المخطوفين ليسوا أحياءً. وكان الجهد العظيم الذي بذله «الشباك» والجيش الاسرائيلي على الارض يرمي الى انهاء هذه القضية، والى إزالة عدم اليقين عند العائلات والجمهور، وأن يُستل القتلة بالطبع من مخبئهم، وأن يُعثر على كل من كان مشاركا في فعل الارهاب المخيف هذا ويعاقَب.
لم يكن السؤال ما الذي سيكشف عنه بل متى وأين. ولأنه لم يفاجأ أحد كان يوجد وقت كاف للجهات جميعا لتصوغ رأيا فيما يجب أن يُقال ويُفعل بعقب الكشف. لا يستطيع أحد منهم أن يقول في يوم الحسم إنه عمل صدورا عن هياج نفس أو إنه أصيب بصدمة أو إن الزعزعة شوشت عليه رأيه.
إن المعضلة موضوعة على طاولة رئيس الوزراء ووزراء المجلس الوزاري المصغر. ويفترض أن يتوصلوا الى قرارات تلبي مصالح مختلفة ومتناقضة احيانا. ولا سبب يدعو الى أن يُحسدوا.
آمل أن يفكروا قبل كل شيء في مواجهة العدو من الخارج وأن يواجهوا الضغوط من الداخل بعد ذلك فقط. يجب على اسرائيل أن تستمر على ضرب حماس فهذا مهم للردع ومهم للامن ومهم لمستقبل العلاقات بالسلطة الفلسطينية. لكن يجب فعل ذلك بطريقة عاقلة وبوسائل جراحية. وينبغي اعتقال اشخاص – المفرج عنهم بصفقة شليط الذين لم يعتقلوا بعد – مثلا، لكن مع ترك السكان يعيشون حياتهم. فالاجراءات الشاملة والعقاب الجماعي قد يحثان السكان في الضفة الى ذراعي حماس ويفضيان الى توسيع الارهاب بدل احباطه.
إن مصلحة الدولة الآن أن تعزل أبو مازن عن حماس. وهو يعزل نفسه بتصميم ايضا من غيرنا لكننا نستطيع أن نساعد. والفعل الغريزي هو أن نوحد الفلسطينيين جميعا دون تفرقة وكأنهم كيان واحد.
يقول مسؤولون كبار في الجهاز يعرفون الفلسطينيين جيدا إن الجمهور العريض قدّر الاختطاف وربما القتل ايضا لكنه ابتعد عن منفذيه كابتعاده عن النار. وهو يُجلون حماس لجرأتها ويكرهونها لأنها أفسدت عليهم رمضان. إن حكومة اسرائيلية قصيرة النظر تجمعهم جميعا في رزمة واحدة، أما الحكومة الحكيمة فتُفرق بينهم.
يسمع رئيس الوزراء ووزراؤه الاصوات من المستوطنات التي تسكنها العائلات، ومن نشطاء احزابهم ومن الشارع ويشعرون بالحاجة الى الرد على هذه الاصوات ايضا. ويخشون أنه اذا لم يستقر رأيهم على عملية حاسمة وصاخبة وثورية فان جهات في اليمين الاسرائيلي ستبدأ عمليات انتقام من قبلها. وقد شهدنا مثل هذا الامر في ثمانينيات القرن الماضي من الجبهة السرية اليهودية. فالغرائز هي نفس الغرائز والاخطار هي نفس الاخطار. يجب على «الشباك» أن يستعد الآن لهذه الامكانية مع استعداده للامساك بالقتلة. لكن «الشباك» غير كاف من وجهة نظر وزراء اليمين، بل يجب على الحكومة أن تبرهن لناخبيها أنها تنتقم لهم.
الهياج في الشارع يأتي ويذهب، ولا يجب على الساسة أن يدفعوا عنه ثمنا بقرارات غير موزونة. وبرغم ذلك يشعر رئيس الوزراء ووزراؤه بالمزاج العام في الشارع. ويخشون أن يُصوروا أنهم عاجزون، ومسؤولون كثيرا ومغفلون للعدو من حماس. والخوف هو مستشار غير حكيم. يريد رؤساء حزب البيت اليهودي ايضا بدء حرب عامة في المناطق، حرب تعرض ناخبيهم قبل الجميع للخطر، وأن يستقر الرأي ايضا على «رد صهيوني مناسب» هو البناء الكثيف في يهودا والسامرة. وهم يريدون دما ويريدون دماءً ويسهل عليهم فعل ذلك كلما لا تكون المسؤولية ملقاة على عاتقهم.
وهم يعتمدون على أن الغرب يقلقه أكثر الآن سيطرة منظمات ارهاب سنية على أجزاء من العراق وسوريا وربما من الاردن قريبا. صحيح هذا هو ما يقلق الغرب. لكنهم ذهلوا من رؤية الاضرار التي تسببها المستوطنات للاقتصاد الاسرائيلي ومكانة اسرائيل هناك. فالردود الصهيونية المناسبة من هذا القبيل ليست صهيونية ومناسبة إلا في اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
تذكروا غولدا وانتقام ميونيخ
على الحكومة انتهاج سياسة «مئير» بعد عملية الأولمبياد
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
لم يكن الله «يعمل» حقا عند الأم الثاكلة الجديدة رحيل فرانكل. وقد شعرت حينما توجهت لتقوي بهذا الكلام قلوب الشباب لئلا ينكسروا اذا سمعوا الخبر السيئة، شعرت بأن الاسوأ ينتظرها.
كانت تأمل لكنها علمت باحتمال عال أن ذلك عبث، فقد ظهر قرنا الشيطان منذ اللحظة الاولى.
يدعو الجميع الله الآن أن تنجح العائلات الثلاث المقتدى بهم في مواجهة الألم الذي يعتصر قلوبهم. لكننا جئنا هذا الصباح لنبكي ونصرخ ونتساءل. وهذا اليوم هو قبل كل شيء وأولا يوم ندب، وهو يسبق محاسبة النفس.
سنعود في هذا الصباح الى الكلمات القديمة التي قد تكون مبتذلة لكن لا يوجد ما هو أصح منها. سنبكي ريعان الشباب ونجهش حينما نقرأ مكررين القراءة الاسطر الخالدة في مرثية داود، ونتمسك بمراسم الحداد قبل أن نمضي على أثر الأمهات الى مقام القوة والى «لا تنكسروا» المدهشة التي صدرت عن الأم فرانكل على مسامع من جاءوا الى الحائط الغربي.
لن ننتقص في هذه المرة من الغضب والوجد على كل من نظهر في هذه اللحظات تفهما لوضع الآخر وهو العدو الذي يثور علينا للقضاء علينا. ولن نغفر، ولا يُحدثونا بصوت بارد. ينبغي ألا يُصالحونا ونحن ما نزال غاضبين لفقدان ثلاثة أعزاء كانت كل خطيئتهم ملخصة في دراستهم الشرعية.
اجتمع أمس المجلس الوزاري المصغر في نفس المكان بالضبط الذي رأسته غولدا مئير قبل 41 سنة. آنذاك جاءت معلومات متضاربة من الالعاب الاولمبية في ميونيخ، وفي نهاية تلك الليلة أُحصي 11 اسرائيليا قتلهم ارهابيون فلسطينيون، وقالت تلك المرأة العجوز الثقيلة الخطى لجميع الجنرالات الذين احاطوا بها إنه لا يجوز أن يبقى أحد من القتلة ومساعديهم حيا. وتحدثت ببساطة وعرف العالم، وكان القتلة الفلسطينيون في ميونيخ يسيرون فوق الارض ووصمة عار قابيل على رؤوسهم، لكن لم يكن ذلك جُنة لهم بل مدعاة الى رصاصة اسرائيلية.
طال التنفيذ الكامل لأمر غولدا عشرين سنة، فقد قتل آخر الارهابيين الذين شاركوا في المذبحة الفظيعة في القرية الاولمبية في 1992. وكانوا الى أن ماتوا يتحركون ويتجولون في البلاد في هرب مذعور دائما.
وقد بدأ السؤال عن السياسة التي ستستعملها اسرائيل مع حماس والسلطة الفلسطينية وسكان حلحول، يتضح أمس في جلسة المجلس الوزاري المصغر، وهذه هي البداية فقط، لكنها ليست النهاية القاطعة، فالذي تقرر سيُستعرض من جديد والذي لم يُمس سيثار للنقاش. توجد مواجهات اسرائيلية فلسطينية تصبح رمزا وراية ومفترقات جديدة في العلاقات بين الشعبين أكثر من اعمال قتل اخرى.
لم تتبوأ كل المركبات مكانها في صورة الوضع. فقوة المجتمع الدولي محيدة في الايام القريبة، لكنها ستعود الى مكانها الثابت في غضون اسبوع. ومن السابق لأوانه أن نُقدر ما هو المسار الذي ستشقه اسرائيل لنفسها في سياق مكافحة الارهاب. لكن حقيقة واحدة قد تظهر الآن من الدمع والألم والبكاء المر مع الوعي الخالص مع ذلك وهو قولنا تذكروا ميونيخ، وتذكروا غولدا وسيروا بهدي منها في هذا الشأن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ