1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 08/07/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 8/07/2014 م
|
في هــــــذا الملف
إسرائيل لن تهدم بيوت «الحماسيين» اليهود
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
لا تساعدوا الأردن
بقلم: آريه إلداد،عن هأرتس
عرب إسرائيل… الغضب لن يختفي
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
تخوف من الانزلاق إلى عصر العصابات
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف
ماذا عن رد العرب؟
الرد الإسرائيلي على قتل الفتى الفلسطيني قوي
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
|
إسرائيل لن تهدم بيوت «الحماسيين» اليهود
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
إن ما يبدو حلا سريعا للغز قتل الفتى محمد أبو خضير من شعفاط هو انجاز مدهش لجسمين تلقيا ضربات كثيرة من وسائل الاعلام في الاسابيع الاخيرة وهما «الشباك» والشرطة. وإن اعتقال الشباب الستة من رجال اليمين المتطرف الذين يُشتبه فيهم أنهم قتلوا يمكن أن يساعد على رد المزاعم التي تُسمع من السلطة الفلسطينية ومن عرب اسرائيل وكأن الدولة غير مبالية بقتل الفتى. وتستحق حقيقة أن الشرطة بخلاف شديد لأدائها في أحداث تشرين الأول 2000، قد نجحت الى الآن في منع خسائر من الأرواح بين المتظاهرين في شرقي القدس والجليل والمثلث، تستحق كامل التقدير ايضا. إن الوصف المزلزل لقتل الفتى يؤجج الغضب وإن مفتاح اطفاء الحريق هو في منع جنازات اخرى.
ما زال أكثر تفاصيل المشتبه فيهم بالقتل في شعفاط تحت أمر حظر النشر. وتبين المعلومات التي خرجت مع كل ذلك – ستة معتقلين منهم أحداث من القدس وبيت شيمش – أن المشتبه فيهم لم يأتوا من مجال الاهتمام الطبيعي للواء اليهودي في «الشباك» ومن شباب التلال وأشباههم في هامش معسكر المستوطنين. فالمشتبه فيهم أقرب الى هامش المجتمع الحريدي، وهم من النشطاء الذين يظهرون هنا وهناك في مظاهرات اليمين المتطرف. ويبين التحقيق أن المجموعة التي تم اعتقالها أمس حاولت أن تخطف ولدا في التاسعة من عمره في شعفاط قبل القتل بيوم في غد الكشف عن جثث الفتية الثلاثة الذين خطفوا وقتلوا من غوش عصيون. وسيضطر المحققون الى استيضاح ما الذي فعلوه في الليلة بعد ذلك قبل أن يخرجوا مرة اخرى الى شعفاط في فجر يوم الاربعاء. لن تكون مفاجأة كبيرة اذا تبين أن المشتبه فيهم كانوا منضمين في تلك الساعات الى الغوغاء الذين أجروا حملة صيد لعمال فلسطينيين في مركز القدس بغرض التنكيل بهم. وهذا هو الجمع الذي تم حثه على العمل بالاشارة والغمز دائما لا بقول صريح قد يفضي على أثره الى تجريم قانوني على أيدي تلك الجماعة من طلاب الحاخام كهانا التي تشارك في كل شيء منذ سنين كثيرة. وهي بالضبط نفس الجماعة التي ستحضر كما يبدو الى المحكمة في الايام القريبة لتأييد المعتقلين ولتشتكي من المطاردة القاسية من السلطات.
في الاسبوع الماضي في جنازة الفتية الثلاثة المخطوفين تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن هاوية اخلاقية فاغرة فاها بيننا وبين الفلسطينيين. ويبين ما نشر الى الآن عن صورة قتل أبو خضير أن هذه الهاوية رُدمت سريعا. فمن ذا يعرف أن يحكم اخلاقيا أيهما أشد قتل برصاص لثلاثة فتيان غير مسلحين مع أناشيد الفرح بعده أم ضرب الضحية وصب البنزين عليه واحراقه بعد ذلك حيا؟ بعد قتل الفتى من شعفاط فورا نشروا في الشرطة تخمينات لا أساس لها (حظيت بالنشر على نحو ما كان ليحدث أبدا في حال لو كان الضحية يهوديا) تقول إنه قتل بسبب اللوطية. وبينوا في اليمين أن اليهود غير قادرين على افعال فظيعة كهذه وسارعوا الى نسيان قائمة غير قصيرة فيها أسماء مثل عامي بوبر، وعيدان نتان – زادة وحماسيون يهود آخرون.
وعد نتنياهو بتصريحه أمس بعد الاعتقال باستنفاد الحكم على قاتلي الفتى الفلسطيني وأرسل العزاء الى عائلة أبو خضير. لكنه عاد بعد ذلك فورا ليُفرق بين نبرة اسرائيل للارهاب الداخلي وسلوك السلطة الفلسطينية في ظروف مشابهة. صحيح أن اسرائيل لا تقترب من احتفالات الفلسطينيين لتخليد قاتلين بغيضين باعتبارهم أبطالا قوميين، لكن ذلك لا يعني أنها نفسها تعامل المخربين من الطرفين معاملة متساوية. ففي الاسبوع الماضي هدم بيت رجل حماس المشتبه فيه أنه قتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي، ولن يهدم أحد بيوت عائلات المشتبه فيهم أنهم قتلوا أبو خضير قبل محاكمتهم أو بعدها، ولن يقترح أحد اغلاق المؤسسات الدينية التي تربوا فيها. ويمكن أن نفرض ايضا أنه لن تكتب أية صاحبة عمود صحافي بصورة شاعرية حول سؤال ما الذي خطر ببال الفتى الذي خُطف وقُتل في آخر لحظاته.
في تزامن كامل وكأن ذلك عن ارادة ضمان توازن مقدس، أطلق أمس ايضا اعلان «الشباك» عن اعتقال مشتبه فيه بقتل الشابة شيلي دادون من العفولة، وهو سائق سيارة أجرة عربي من الجليل. وينسب «الشباك» الى القتل باعثا قوميا (لم تُهاجم دادون جنسيا ولم تُسرق)، لكن جاء أن التحقيق في هذه القضية ما زال مستمرا. يبدو في الايام الاخيرة في غوش عصيون وشعفاط والجليل أنه نشبت مرة اخرى حرب واسعة بين السكان اليهود والعرب عن جانبي الخط الاخضر. ويعزز هذا الانطباع مظاهرات عنيفة لم يُر مثلها منذ سنين في قرى المثلث والجليل حيث أثار قتل أبو خضير أصداءً أقسى مما في الضفة الغربية. ويبدو في هذا الوقت أنه لا يوجد وراء المسيرة واعمال الشغب قيادة مؤسسية بل مجموعات شباب تنسق اعمالها شيئا ما بواسطة الشبكات الاجتماعية. ويمكن أن نُقدر أنه توجد هنا ايضا علامات اختلاف بين الأجيال لأن كثيرين في المجتمع العربي في اسرائيل يخشون استعادة الضرر الاقتصادي البعيد المدى الذي جاء على أثر أحداث تشرين الاول 2000.
إن الحريق عند عرب اسرائيل يعطي نتنياهو تعليلا آخر للامتناع في هذه المرحلة عن توسيع المعركة على حماس في قطاع غزة برغم استمرار اطلاق الصواريخ من القطاع على النقب. وقد أطلق أمس أكثر من عشرين قذيفة صاروخية وقذيفة راجمات صواريخ، لكنهم يميلون في اسرائيل الى الآن الى تقبل مزاعم قيادة حماس في غزة أنها تعمل في وقف اطلاق الصواريخ. وتثار مرة اخرى مصطلحات مثل «مسافة الوقوف» في وقف اطلاق النار، ويُبين رجال الاستخبارات مرة اخرى أن الهرمية في الجانب الفلسطيني أكثر تعقيدا منها في الجانب الاسرائيلي. وقد يكون تأخر وقف اطلاق النار نابعا ايضا من اختلاف في حماس بين القيادة السياسية والذراع العسكرية. والمسؤولة عن اطلاق الصواريخ في اليوم الاخير كما يبدو فصائل صغيرة عاصية في الاساس، لكن هذا ليس عزاءً لاسرائيل بالطبع.
إن ضبط النفس المستمر في غزة يمزق الائتلاف الحكومي من الداخل، وتقوى عصبية نتنياهو كما لوحظ في المواجهة السافرة بينه وبين وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، في جلسة الحكومة. ويواجه نتنياهو كما حدث قبل عملية عمود السحاب في تشرين الثاني 2012 نقدا شديدا من وسائل الاعلام والساحة السياسية بسبب ترك سكان غلاف غزة لمصيرهم. والفرق هو أنه غير محتاج هذه المرة الى المنافسة في الانتخابات بعد شهرين. ويبدو الى الآن برغم اطلاق الصواريخ أن رئيس الوزراء متمسك بالاحتواء لأنه يخشى ايضا أن يفضي تحطيم حماس بالقطاع الى فوضى كما في الصومال أو العراق. وأن تحكمه منظمات مثل منظمة «الدولة الاسلامية» وهي من توابع القاعدة.
قُتل بالهجمات الاسرائيلية على غزة فجر هذا اليوم بصورة غير عادية تسعة فلسطينيين كلهم نشطاء في المنظمات الارهابية. وكان اثنان من القتلى عضوين في خلية اشتغلت بتجهيز الصواريخ للاطلاق، والسبعة الآخرون من رجال حماس قتلوا لانهيار نفق. وليس واضحا الى الآن أكان ذلك نتيجة مقصودة للهجوم الاسرائيلي. وقد فقدت حماس قبل اسبوعين ايضا خمسة من رجالها بعد انفجار غامض في نفق في القطاع لكنها امتنعت آنذاك عن الرد باطلاق الصواريخ. وقد يغير عدد القتلى الكبير عند الفلسطينيين هذه المرة، الصورة. وسيتبين خلال النهار أكان ذلك نقطة تحول تفضي الى زيادة اطلاق الصواريخ على النقب.
تفضل اسرائيل برغم أنها لا تقول ذلك بصوت عال أن تبقى مع حماس في غزة، حماس الضعيفة المردوعة لكن المسيطر عليها والقادرة في الاكثر عن كف المنظمات الاخرى. وما زالت تغطينا في الخلفية المسألة الذرية الايرانية. إن 20 تموز هو الأجل المسمى لانهاء فصل التفاوض بين طهران والقوى العظمى. وقد تنتهي الاتصالات الى اتفاق وقد تزاد مدتها بضعة اشهر اخرى، ويجب على نتنياهو أن يُعد نفسه لنضال سياسي في هذا الشأن، فليس عجبا أنه لا يسارع الآن الى دخول قطاع غزة وحل مشكلة القذائف الصاروخية بمرة واحدة والى الأبد كما يطلب اليه الوزيران ليبرمان وبينيت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا تساعدوا الأردن
بقلم: آريه إلداد،عن هأرتس
إن الانطلاق السريع لقوات داعش الظلامية في العراق وسيطرة إخوتهم من جبهة النصرة على أجزاء من سوريا يفضي بكثير من المحللين في منطقتنا الى اعلام الاردن باعتباره الهدف التالي لمتطرفي الاسلام في الشرق الاوسط. ويذكر عدد منهم أيضا أن اسرائيل ستكون التالية. ولا حاجة الى التعمق في الكتابات اللاهوتية لهؤلاء البرابرة الجدد، بل يكفي أن نفهم المعنى الجغرافي السياسي للحروف الاولى من «داعش»: الدولة الاسلامية في العراق والشام. فالشام هي سوريا الكبرى ويتعلق ذلك بوجهة نظر الناظر أو بالفترة التاريخية التي استُعمل فيها المصطلح منذ عهد بني أمية الى أيامنا – وهي التي تشمل سوريا ولبنان والاردن واسرائيل في الحدود المعروفة اليوم.
إن الاردن دولة صديقة في ظاهر الامر، ولنا معها معاهدة سلام وهي تقاتل الارهاب وهي «جزيرة استقرار» في الانفجار في الشرق الاوسط. واذا كانت المملكة في خطر من قبل الاسلام المتطرف الذي هو عدونا ايضا – فما هو الشيء الأكثر طبيعية من أن نمد لها يد الدعم في وقت الازمة؟ ولما كان استمرار وجود العائلة المالكة الهاشمية مصلحة واضحة لصديقتنا الولايات المتحدة ايضا، فمن الواضح أن اسرائيل ستهب للمساعدة.
لكن ينبغي أن نتذكر قبل أن نهب عددا من الدروس التاريخية نميل الى نسيانها وقت الهستيريا. ينبغي أن نتذكر هباتنا التاريخية السابقة في محاولة للتدخل في اجراءات في داخل دول عربية. منذ أيام المساعدة الهادئة لكردستان الى المغامرة اللبنانية النازفة في حرب سلامة الجليل، ومنذ أيام قتل عبد الله الأول الى قتل أنور السادات ـ إن العناق الاسرائيلي قد يحكم على المعانقين بالموت. والمسارات «الطبيعية» في الدول العربية والاسلامية أقوى مما تستطيع اسرائيل أو تكون مستعدة لفعله، وأنا آمل أن يكون كبار اصدقاء العائلة المالكية الهاشمية في بلاط حكومة اسرائيل يقصدون فقط مساعدة استخبارية واستراتيجية ولوجستية – ولا يرون في خيالهم دبابات المركباة الاسرائيلية تنطلق نحو حدود الاردن والعراق وسوريا لتحمي عبد الله من قبائل «الهون» الجديدة.
ذات مرة – في ايلول الاسود في 1970 – أنقذت اسرائيل الملك حسين بانذار لسوريا بأنها اذا تدخلت في الحرب الأهلية في الاردن لصالح ياسر عرفات وفتح فستضطر الى مواجهتنا. وهزم الحسين عرفات وطرده الى لبنان، ومنذ ذلك الحين وكثيرون يلعبون بـ «لو». فلو تركت اسرائيل الفلسطينيين يستولون على الاردن أكان وضعنا اليوم أفضل أم اسوأ؟ وهل كنا سنواجه «جبهة شرقية» خطيرة أم نوجد في وضع فيه للفلسطينيين من وجهة نظر العالم دولة في الاردن وتضعف جدا مكانتهم باعتبارهم شعبا مسكينا «ذا حق في تقرير المصير»؟ إن ألعاب «لو» كهذه لا يمكن أن تفضي الى استنتاج قاطع لا لبس فيه. لكن لا يمكن أن نتهرب منها في كل مرة نتعلم فيها فصلا من التاريخ.
كان كل زعماء اسرائيل من اليمين واليسار حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي بصور مختلفة من التعبير، وكان بعضهم يفعل ذلك بصورة صريحة تماما، كانوا يرون أن الاردن هي دولة الشعب الفلسطيني؛ من مناحيم بيغن الى اسحق رابين، ومن اريئيل شارون الى موشيه ديان ويغئال ألون. وقال الملك حسين ايضا للصحيفة العربية «الحياة» التي تصدر في لندن (في 26 كانون الاول 1982) إن «الاردن هو فلسطين وفلسطين هي الاردن، وكل من يقول غير ذلك فهو خائن»، لا أقل من ذلك. وأصبحت تلك التصريحات غير شرعية مع التوقيع فقط على اتفاق السلام مع الاردن. وفي كل مرة كنت أقول فيها ذلك في الكنيست كان سفير اسرائيل في الاردن يُستدعى الى حديث توبيخ. ولا يدور الحديث هذه المرة عن كلام، فالبرابرة آتون الآن.
لا شك في أنه اذا سيطر الاسلام السني المتطرف على الاردن فستصبح حدودنا الطويلة الهادئة معها حدودا دامية. ولا شك في أن ولادة «الجبهة الشرقية» المضادة لنا مرة اخرى ستكون تهديدا. لكن البديل وهو استمرار الضغط الدولي من الخارج وضغوط المستسلمين في الداخل، للاعتراف بانشاء دولة فلسطينية في اراضي يهودا والسامرة وغزة، أخطر من ذلك. وهذه مسألة جغرافيا، ومسألة حق في وطننا، ومسألة أمنية ومسألة اقتصادية ايضا. والأحمق الذي يعتقد أن دولة فلسطينية كهذه ستكون أكثر ثباتا في وجه احتلالات الاسلام من سوريا أو العراق أو الاردن هو ساذج أو يدعي السذاجة. فقد أصبح للقاعدة اليوم عدد من الخلايا الفاعلة في غزة ويهودا والسامرة يفوق عددها في الاردن. والذي يخشى دولة القاعدة في الاردن يجب أن يخشى أكثر بأضعاف دولة كهذه في يهودا والسامرة.
وعلى ذلك لا ينبغي لنا أن نحاول إنقاذ الملك عبد الله اذا أغرقته عصابات داعش المسلحة. وسيكون مآل خلافة داعش الانتقاض وأن تتحول الى كيانات عرقية قبلية.
وتحتاج اسرائيل الى عنصر جديد في معادلة الانتحار التي هي «دولتان للشعبين غربي الاردن». يجب عليها أن تستبدلها بالمعادلة الجديدة وهي: «دولتان للشعبين في ضفتي الاردن».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عرب إسرائيل… الغضب لن يختفي
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
لا يمكن القول ان العنوان لم يكن مكتوبا على الحائط منذ سنين. فرأس وأقدام مجموعة آخذة في الاتساع في الوسط العربي وإن كانا في داخلنا، الا أن القلب يرتبط بالطرف الفلسطيني. يسافرون ويعودون، سهل جدا على الملتفين عن الحواجز. ذات الثقافة واللغة، وذات الشكاوى ضد الحكم، الفساد والظلم. من يعطس في نابلس يصيب فورا بالانفلونزا من في سخنين او في الطيبة.
حنين الزعبي ومحمد زحالقة لم يطلقا الى الفراغ تصريحاتهما الحماسية في أعقاب اختطاف الفتيان الثلاثة في موقف التسفير. في الجيل الشاب في الوسط ثمة احساس بالتمييز الاجتماعي واحباط من موت المسيرة السياسية. عرب اسرائيل لم يكفوا عن الحلم في أن يكونوا رأس الجسر والخوف من تبادل الاراضي على حسابهم.
وعندنا، حكومة تأتي وحكومة تذهب، يعين وزير لشؤون «الوسط»، يعدون بالجبال والتلال، وفي نهاية المطاف (يكاد) شيء لا يحصل. الجيل الغاضب تعلم كيف يمقت الموظفين عندنا، الذين يعرفون لمن يوزعوا عندهم الامتيازات.
خريطتهم تصنف سكان اسرائيل في «الصنف الاول»، فقط اليهود في نطاق الخط الاخضر، «الصنف الثاني»، عرب اسرائيل، و «الصنف الثالث»، الفلسطينيين الذين حصلوا على هويات زرقاء في مناطق القدس الكبرى. أقل من ساعة سفر تفصل بين «الصنف الثاني» في الوسط ومنطقة «الصنف الثالث». المستوطنون ينظر اليهم بذات العين: عائق للتسوية السياسية، كارهي العرب ومن بسببهم مصيرهم سائب.
كان واضحا ان التقرير الذي رفعه الجراح الفلسطيني الرئيس، د. صابر العالول، الى المدعي العام في رام الله العويوي، سيربط على الفور بين اختطاف محمد ابو خضر في شعفاط وبين الشبان الغاضبين في المثلث. ويخيل لي ان هذه هي المرة الاولى التي يسمح فيها لجراح فلسطيني أن يشارك في تشريح جثة في المعهد الجنائي في ابو كبير. وهكذا تم الامر: حتى لو لم يقبض على القتلة وحتى لو سارت الشائعات في كل أنواع الاتجاهات، فان اسرائيل لم تحاول طمس نتائج القتل المخيف للفتى.
أطلق المدعي العام في رام الله الى وسائل الاعلام ستة استنتاجات استخلصت من تقرير التشريح. سنوفر التفاصيل التي تقشعر لها الابدان وسنقول فقط ان الفتى المسكين وصل الى موته بالام شديدة. فقد احرقوه، قال الاب الثكل في الجنازة، احرقوه مثل النازيين. وفي الشبكات الاجتماعية نشر على الفور شريط، ليس مؤكدا بعد اذا كان هذا توثيقا حقيقيا، لملابسات الاختطاف الليلي والقتل.
الان، خذوا حماسة الزعبي وزحالقة فور اختطاف فتياننا، اضيفوا الهدوء المكبوت للجيل الشاب من عرب اسرائيل والعرف الذي تقرر لديهم في كل مرة يبرز فيه توتر سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين، في أنهم يبادرون الى احداث غضب، فستجدون أنفسكم غير متفاجئين على نحو ظاهر من المظاهرات في نهاية الاسبوع. مغيظ، بالطبع، أنهم تجاهلوا اختطاف ومظاهر فرح القتلة.
عبدالباسط سلامة، رئيس بلدية قلنسوة، تجند أمس، الى جانب رؤساء بلديات ومجالس في الوسط العربي لتهدئة الغضب. نحن محبون للسلام، قال دون أن يقنع، نحن ضد العنف.
انتقل الشغب على طول طريق وادي عارة وقاطع الشاطيء مثل فيروس ينتقل بالعدوى. فجأة نرى ملثمي «نا». وزير الامن الداخلي يعد بعقوبات متشددة، وليبرمان يلوح بالاصبع – دون أن ينسى الترحيل.
معجزة كبيرة أن احدا (حاليا) لم يصب. كم يمكن التذمر أكثر من غياب العلاج الجذري العميق والجدي للوسط، قبل ان يكون حقا قد تأخر الأوان وبات خطيرا؟ مسموح التخمين بانهم سينجحون في إزالة الحواجز، واولئك الذين لم يعتقلوا سيعودون الى بيوتهم. ولكن لا ينبغي ان تكون أوهام لاحد: الغبار سيترسب ولكنه لن يختفي. حتى المرة التالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
تخوف من الانزلاق إلى عصر العصابات
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف
جريمة القتل النكراء بحق محمد ابو خضير، الفتى الفلسطيني ابن 16، هي سيناريو الرعب لجهاز الامن العام.
هذا هو السيناريو الذي يتحول فيه النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني الى صراع قبلي بين مجموعتين سكانيتين على النمط العتيق للعين بالعين، الذي من شأنه أن يخلف الدمار، الخراب والارض المحروقة في الطرفين.
في أصله، هذا نزاع سياسي، إقليمي وعسكري بين كيانين يتصارعان على ذات قطعة الأرض ويجدان صعوبة في الوصول بينهما الى تسوية تقسيم عادل.
وطالما بقي كذلك، هناك أمل في ايجاد حل منطقي وسط. في مرحلة معينة، تلقت المواجهة بعدا دينيا. وقد عبر هذا عن نفسه في محاولة في الثمانينيات لعصبة التنظيم السري اليهودي لتفجير المسجدين في الحرم من أجل أن يقام مكانهما الهيكل واقامة مملكة مقدسة في اسرائيل ودولة شريعة.
ولشدة الحظ، كان تصميم جهاز الامن العام باسناد من القيادة السياسية قد كشف التنظيم السري وبعث باعضائه الى السجن.
وفي السنوات الاخيرة يجد البعد الديني تعبيره في محاولات ارهابيين يهود شباب يتماثلون مع فتيان التلال («شارة الثمن») لاحراق المساجد وتدنيس المقابر الاسلامية. هذه المرة، لشدة الاسف، يبدي جهاز الامن العام وسلطات انفاذ القانون – بما فيها المحاكم – اهمالا وتفشل في حل لغز الجرائم. وأحد اسباب الفشل حيال نشطاء «شارة الثمن» هو رفض الحكومة الاعلان عنه كتنظيم ارهابي والاكتفاء بتعريفه كـ «تنظيم غير قانوني». والنتيجة هي أن الارهاب والعنف يزيدان التوتر بين اليهود والعرب.
الان، في اعقاب جريمة القتل، قد نعلق في مرحلة جديدة، خطيرة للغاية في النزاع – العصر الذي تجرفنا جميعنا – يهودا، عربا اسرائيليين وفلسطينيين، عصابات من المشاغبين والمنتقمين، الى دائرة اعمال الانتقام وحمام الدماء الذي نهايته والعياذ بالله.
هذا ما يميز العصبة المشبوهة بقتل ابو خضير. هذا وضع قابل للانفجار لانه من الصعب ايضا على جهاز استخباري ان يتابع ويتسلل الى مثل هذا النوع من التنظيم شبه العفوي، الذي لا تقف خلفه منظمة او مستوى قيادي.
وبالتالي، يمكن فقط ان نواسي أنفسنا بحل اللغز السريع – في غضون اربعة ايام – لجريمة القتل من قبل الشرطة والمخابرات. في الضفة الغربية تتواصل منذ بضعة ايام المظاهرات التي تهدد وان كان احتمال ذلك لا يزال قليلا، في أن تتحول الى انتفاضة ثالثة. وتستغل هذا الوضع حفنة من الشباب العربي الاسرائيلي، ممن يحركهم الاحباط والاحساس بالتمييز ويحرضهم سياسيون او زعماء آخرون عديمو المسؤولية. على كل الزعماء المسؤولين – يهودا وعربا على حد سواء – ان يعملوا على الفور على تهدئة الخواطر واعادة الحياة الى مجراها. اذا لم يحصل هذا فمن شأن اسرائيل، ذي النسيج الديمقراطي الهش، ان تتدهور في غضون وقت قصير الى درك أسفل يذكر بدولة من العالم الثالث دون حكم القانون او فقدان صورتها اليهودية والديمقراطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ماذا عن رد العرب؟
الرد الإسرائيلي على قتل الفتى الفلسطيني قوي
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
إن الشباب اليهود الذين قتلوا محمد أبو خضير هم مخلوقات بغيضة. وإن علم الاجتماع المبتذل الذي يزعم (بقدر من الاحتمال) أن آباءهم و/ أو مربيهم و/أو مدرسيهم مسؤولون عن عدم انسانيتهم لا يقلل شيئا من الاشمئزاز منهم. واقترح نفتالي بينيت أمس أنه اذا أجازت الكنيست قانونا يحلل حظر العفو عن قاتل مسبقا فيجب أن يكونوا أول من يتحملون الثمن الباهظ. فالشعب اليهودي لن يطبق على القاتلين الاجانب ما لا يطبقه على من خرجوا منه أولا.
إن اسرائيل الرسمية من بنيامين نتنياهو فمن دونه ردت على النحو المناسب. وتوجد أهمية في الاساس لرد اليمين مع تأكيد الحاخامين (الذين ننتظر صوتهم). والقدوة هي عائلة نفتالي فرانكل الذي قتله الفلسطينيون قرب حلحول وأرسلت عزاءها الى والدي الفتى الفلسطيني.
إن السياسة التي تبدو للجميع على هذه الخلفية كريهة. فقد طلب أبو مازن أمس انشاء لجنة تحقيق دولية. ولماذا؟ هل للاستيضاح لماذا رقص الفلسطينيون على دماء الفتية اليهود الثلاثة؟ ولماذا صدر عنه وعن رفاقه تنديد ضعيف لا يشبه ألبتة لغة قادة اليهود التي لا لبس فيها وهم الذين خرجوا عن طورهم حينما سمعوا بنبأ قتل أبو خضير للتنديد به؟.
ليس التنديد عزاءً بل هو مقياس الحرارة الذي تقاس به نظرة الزعماء للقتل. اعترف عربي اسرائيلي من الجليل بقتل شيلي دادون، لكن من ذا سمع ردا من نشطاء حزب التجمع الديمقراطي أو رؤساء المجالس المحلية العربية؟ كان صوت ضعيف خافت.
إن عددا من عرب اسرائيل مشغولون الآن بتجديد الانتفاضة الثالثة، فهم يحرقون اطارات السيارات ويرمون بالحجارة ويسيرون ملثمين ويحرضون على اسرائيل، ويفرضون أن الشرطة لن تؤدي دورها كما ينبغي وستعاملهم بلين بعد لجنة ثيودور أور التي حققت في أحداث سنة 2000. فيجب على يوحنان دنينو أن يوقفهم على خطئهم.
إن الشرطة تُلقى عليها مهمة اثقل من أن تُحمل وهي كيف تحترم الحق في الاحتجاج وتغمض عينها عن اخلالات هامشية بالقانون. مع منعها من جهة اخرى انتقال العنف المعلن الى اماكن محظورة.
إن القتل الآثم لثلاثة فتيان يهود ليس إحلالا لاعمال انتقام وعمليات شارة الثمن والتحريض بصيغة «الموت للعرب». ومثله ايضا القتل الفظيع لفتى فلسطيني الذي لا يُحل التحريض على وجود الدولة ورمي رجال الشرطة والسائقين والمواطنين الأبرياء بالحجارة. ولا يحل أن تُبلبل قيادتا الجمهورين اليهودي والعربي في هذه المسألة.
إن الكثير جدا من محمومي الأدمغة يملأون الميدان العام. وعاصفة الجدل يهودية عربية وفي داخل الاوساط الفئوية ايضا. واليهود أكثر اظهارا لآرائهم لكن لا يوجد بين العرب اتفاق كامل ايضا. وتوجد خارج اسرائيل جهات اسلامية تصب الوقود على الموقد. وهذا استيراد من الربيع العربي الذي عمره ثلاث سنوات وكله قاتم.
خصصت الصحيفة الاسبوعية «الايكونوميست» أمس صفحتها الرئيسة لـ «مأساة العرب – تاريخ مُسمم». ولا تدفع الشعوب المجاورة وحدها الثمن بل تدفعه اسرائيل ايضا، فلم يبق سوى العض على الأنياب واظهار القوة المتزنة والاصرار على حدود الحلال والحرام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ