1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 10/07/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 10/07/2014 م
|
في هــــــذا الملف
خيبة الأمل العامة في اسرائيل
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
حملة «الجرف القوي» ليست الحل
نحن نحتاج الى زعماء متلائمين مع روح العصر يفهمون بأنه لا توجد حرب واحدة تنهي كل الحروب
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
عُمي عن الواقع
اليساريون الذين يعيبون على الحكومة الإسرائيلية عدم التوصل الى سلام مع الفلسطينيين لا يرون الحقائق
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
حرب رمضان
رمضان وقت مناسب تحاسب فيه اسرائيل الفلسطينيين على اختلاف فئاتهم
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
المصداقية على المحك
بعد يوم من انتهاء هذه الجولة سنسأل أنفسنا كيف كفت حماس عن تصديق تهديدات رئيس وزراء اسرائيل؟
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
|
خيبة الأمل العامة في اسرائيل
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
برغم أن حماس في نقطة ضعف بل في ازمة استراتيجية، فانها هي التي تحدد صورة الامور الى الآن في المواجهة الحالية. وقد أخذت اسرائيل تُجر الى صدام عسكري لم ترده من البداية. وإن عدد الخسائر المرتفع في قطاع غزة وحقيقة أن نحوا من 3 ملايين اسرائيلي جربوا أمس الجري الى الملاجيء والغرف الامنية مع سماع الانذارات، وأن اكثر من 100 قذيفة صاروخية أطلقت على اسرائيل – تملي تصعيدا أخذ يقوى. ولأنه لم تُصغ الى الآن خطة خروج منظمة للطرفين ولأنه لم يتضح في هذه المرحلة مبلغ استعداد الوسطاء المصريين لبذل الجهد المطلوب للتوصل اليها، فلا يبدو الآن في الأفق موعد انهاء متكهن به للصدام.
إنتهزت المواجهة في القطاع عملية الخطف وقتل المخطوفين الاسرائيليين الثلاثة في غوش عصيون، لكنها تتسع دون صلة بها. ولم تكن قيادة حماس في القطاع كما نعلم جزءً من سلسلة القيادة التي تولت الخطف الذي نفذته خلية من المنظمة من الخليل في 12 حزيران. لكن فشل العملية – عدم قدرة الخلية على عرض مطالب على اسرائيل وكشف الجيش الاسرائيلي عن الجثث – ترك حماس بلا انجاز. وأضيف الى ذلك الشعور بالحصار الذي أخذ يقوى للقطاع وفشل محاولات قيادة حماس لكسره.
بحثت حماس عن انجاز بديل ولهذا بادرت الذراع العسكرية كما يبدو (إن مقدار التنسيق مع القيادة السياسية للمنظمة ليس واضحا تماما)، بادرت الى تسخين الجبهة باطلاق قذائف صاروخية أخذ يقوى. وردت اسرائيل بضبط نسبي للنفس وبهجمات جوية محددة. وقد بادرت المنظمة في مطلع الاسبوع الحالي الى عمل طموح جدا هو محاولة محكمة لتنفيذ عملية بواسطة نفق هجومي الى داخل ارض اسرائيل قرب كيبوتس كيرم شالوم على حدود القطاع الجنوبية. ويبدو أن العملية أحبطت حينما نزلت قوة حماس المتقدمة الى داخل النفق وأصيبت على نحو ما بـ «حادثة عمل». ومن هنا وما بعد ذلك بدأ حساب آخر في وقت نزلت فيه قيادتا حماس السياسية والعسكرية كما يبدو تحت الارض وأخذ نشطاء الميدان يتلقون توجيهات الى زيادة قوة الاطلاق.
إن مشكلة اسرائيل هي أنها جُرت الى المواجهة مرغمة. وقد حدث شيء مشابه جدا في الاسبوع الذي سبق عملية عمود السحاب في تشرين الثاني 2012، فقد اخطأت حماس آنذاك ايضا تقدير مقاصد حكومة نتنياهو (السابقة) وقدرت أنها ستضطر الى ضبط نفسها في وجه تصعيد متعمد منها. بيد أن اسرائيل كان لها آنذاك ميزة المفاجأة. وفي بداية العملية صفي احمد الجعبري، رئيس الذراع العسكرية لحماس، وأصيب أكثر مخزون القذائف الصاروخية لمدى متوسط. واصبح الوصول الى وقف اطلاق نار من هنا أسهل.
وفي هذه المرة اصبح قادة المنظمة في مكان عميق في الملاجيء تحت الارض، ويقدر عدد القذائف الصاروخية التي يبلغ مداها الى غوش دان ببضع مئات أخفي بعضها على الاقل اخفاءً جيدا. ويبدو أن حماس تعلمت أن تكون أكثر حذرا. فقد برز في جولات مواجهة سابقة عدد خلايا الاطلاق التي قتل رجالها بهجمات سلاح الجو في حين كانت تُعد القذائف الصاروخية للاطلاق. وفي هذه المرة، وعلى حسب افلام نشرت في السنتين الاخيرتين، اصبح بعض قواعد الاطلاق على الاقل موجودا في ملاجيء تحت الارض ويحافظ مشغلوا القذائف الصاروخية على مسافة أمن من المكان وقت الاطلاق.
في هذه الظروف، وبازاء خيبة أمل الجمهور التي اخذت تقوى في اسرائيل، يجب على الحكومة أن ترد ردا قويا جدا. وقد تحدث وزراء كبار أمس عن أن اسرائيل أزالت كل الحواجز، وقالوا إن كل هدف في حماس اصابته مشروعة الآن. ويبدو أن «كل هدف» يشمل اصابة القادة الكبار كما حدث أمس. ولن تكون الهجمات الجوية التالية «هجمات عقارية» يتحققون فيها من أن المكاتب فارغة قبل اطلاق القذيفة.
تواصل حماس في الوقت نفسه البحث عن انجازات لها. أحبطت عملية النفق في كيرم شالوم لكن وردت انباء أمس عن انفجار آخر في المنطقة نفسها دون مصابين من الجانب الاسرائيلي هذه المرة ايضا. فأرسلت مع ذلك خلية غواصين الى ساحل زيكيم بعد أن قتل سلاح الجو الاسرائيلي اربعة من رجال القوة البحرية لحماس بساعات قليلة. وقتل المخربون بعد نزولهم على الشاطيء في صدام مع قوة من جفعاتي. وقد لوحظ أن حماس أعدت سلسلة مفاجآت تكتيكية كهذه ترمي الى التشويش على العملية الاسرائيلية والى تسجيل انجازات معنوية ما. لكنها لم تنجح في ذلك الى الآن.
دخلت غوش دان ايضا في معادلة الردع أمس كما كان متوقعا في وقت خطط لأن يكون قريبا من نشرات اخبار المساء في التلفاز. واعترضت قذيفة صاروخية في منطقة ريشون لتسيون. وتحملت منظمة «كتائب الاقصى» وهي فصيل ضئيل في قطاع غزة تعمل مع صلة ما بحماس، تحملت المسؤولية واعلنت أن الحديث عن صاروخ «براق 70» وزعم التصريح أن الاطلاق كان موجها أصلا الى مطار بن غوريون. وتفسير ذلك واضح وهو أن المنظمات الغزية قد اطلقت من قبل الصواريخ على تل ابيب في عملية عمود السحاب. وسيصنف مطار بن غوريون على أنه انجاز آخر يتضمن تهديد الطيران المدني الى اسرائيل ومنها – وإن كان الحديث ايضا عن مبالغة غزية نموذجية. ووردت الانباء في المساء عن سقوط صواريخ في منطقة القدس مع اطلاق صواريخ اوسع على غوش دان. وسجل قبيل منتصف الليل سقوط قذيفة في الخضيرة، وهذه شهادة على أن حماس نجحت برغم الحصار في أن تهرب صواريخ معدودة يبلغ مداها اكثر من 100 كم. وسجلت بطاريات القبة الحديدية اعتراضات ناجحة كثيرة، ويبدو انه حدث تحسن لقدرتها منذ كانت عمود السحاب. ويتوقع أن يستمر اطلاق الصواريخ، ومعنى ذلك أن يكون نصف مساحة اسرائيل تحت هجوم. ويوجب الامر حالة طواريء فورا في الجبهة الداخلية وسيترجم بموازاة ذلك الى اجراءات هجومية.
بينوا أمس في المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل أن فترة ضبط النفس قد انتهت. وأحد الامكانات عملية برية برغم أن الحكومة لم ترد ذلك من البداية. ويبدو على ما في ذلك من التناقض أن الجيش الاسرائيلي أقرب الى دخول القطاع مما كان وقت عمود السحاب حينما جند نحوا من 75 ألف جندي احتياط.
بيد أن يد اسرائيل كانت هي العليا من البداية في الجولة السابقة بسبب العملية الافتتاحية. وليس لنتنياهو في هذه المرة انجاز في يده، وقد يتسع اطلاق الصواريخ على النقب والوسط. ويزيد الضغط على الحكومة والجيش في هذه الظروف لفعل شيء ما، وقد يكون هذا الشيء هو اطلاق الفريقين اللذين نظما من المظليين ومن جفعاتي في عمل هجومي محدود.
أجاز المجلس الوزاري المصغر تجنيد 40 ألف جندي من الاحتياط بطلب من الجيش. ولم يستدع الجيش الاسرائيلي الجميع في هذه المرحلة. ودُعي الى الخدمة جنود من عدة وحدات: ممن يعملون بصفتهم جزءً من الغلاف حول الوحدات النظامية، ورجال استخبارات وقيادة الجبهة الداخلية، ومنظومة الدفاع الجوي وكتائب مشاة احتياطية مهمتها أن تحل محل الكتائب النظامية التي تتجه الى الجنوب. وهم لم يكرروا خطوة تمت في عمود السحاب الى الآن حينما انتظر آلاف من رجال الاحتياط في مناطق التدريبات في الجنوب وتلقوا قذائف صاروخية واشتكوا من أن الحكومة غير قادرة على أن تقرر هل ترسلهم في عملية أو ترسلهم الى بيوتهم. وقد كان للتجنيد كما يبدو قيمة ردعية لكن كان للغليان تأثيرات عامة اشكالية. ويبدو أنهم يريدون في الجيش هذه المرة الامتناع عن ذلك. وإن تجنيدا اوسع يشمل الوية احتياط من اجل عملية برية سيوزن مجددا بسبب اتساع اطلاق الصواريخ في الليل.
يمكن أن تستمر جولة القتال بين اسرائيل والقطاع بضعة ايام اخرى على الاقل بل قد تقوى بصورة ملحوظة. وهنا يوجد دور رئيس للوساطة المصرية. وتقول مصادر فلسطينية إن قادة كبارا من الاستخبارات المصرية كانوا في اسرائيل في مهمة وساطة في مطلع الاسبوع، وقد اصبحت حماس تعرض مطالبها علنا، واساسها تخفيف الحصار (وهذا في الحقيقة طلب موجه الى مصر أساسا)، والعودة الى وقف اطلاق النار الذي كان بعد عمود السحاب والافراج عن السجناء الذين اعتقلوا مجددا بعد أن أفرج عنهم بصفقة شليط.
إن للقاهرة التي علاقاتها بغزة مشحونة جدا، تأثيرا كبيرا فيما يجري في غزة. لكن يُظن أن الجنرالات المصريين لا يعارضون أن تتلقى حماس ضربات من اسرائيل مدة بضعة ايام قبل أن يفرض عليها وقف اطلاق نار. ويجب أن نتذكر ايضا أن للمصريين مشكلاتهم: موجة رفع اسعار ضخمة – الى درجة مضاعفة اسعار الوقود والسجائر – يتوقع بعدها مظاهرات ضخمة في مصر قبيل نهاية الاسبوع. ويبدو هذا هامشيا من وجهة نظر اسرائيلية لكنه يوجد الآن حتى للوضع الاقتصادي المصري تأثير فيما يجري بين اسرائيل وغزة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حملة «الجرف القوي» ليست الحل
نحن نحتاج الى زعماء متلائمين مع روح العصر يفهمون بأنه لا توجد حرب واحدة تنهي كل الحروب
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
بعيون منتفخة جراء ليال بلا نوم وبآلام عضلات جراء السير السريع نحو المجالات الآمنة المحمية، يسأل اليوم نحو مليون من سكان جنوب دولة اسرائيل وملايين في أرجاء الدولة: حسنا، ماذا ستكون النهاية؟
الكل ينتظر بشائر طيبة، مواساة وسلوان، ولكن في أعماق قلوبهم يعرفون بانه بعد حملة الجرف القوي، سيأتي لاحقا، إن لم يكن غدا فبعد غد، «جرف 2» و «جرف 3» وهكذا دواليك.
فهل يتذكر القراء متى كانت حملة «عمود السحاب» في غزة؟ قبل خمس سنوات؟ عشر؟ لا ولا – في تشرين الثاني 2012. بمعنى، قبل سنتين. وحملة «الرصاص المصبوب»؟ قبل سنوات جيل ربما؟ وبالفعل، «الرصاص المصبوب» وقعت في شباط 2008. في حينه ايضا «حطمنا البنى التحتية للارهاب»، وفي حينه أيضا خرجنا «لضرب سيطرة حماس».
في «عمود السحاب» هاجمنا 1.500 هدف ارهابي، وفي «الرصاص المصبوب» ادعى الفلسطينيون وقوع 1.200 قتيل من بينهم. وبين هذا وذاك قتلنا مطلوبين في احباطات مركزة ناجحة، كشفنا انفاق، دمرنا «بنى تحتية ارهابية»، وها نحن هذه الايام عدنا الى نقطة البداية. مرة اخرى «صافرة انذار»، مرة اخرى تحوم طائرات سلاح الجو في سماء قطاع غزة، ومرة اخرى نرافق جنود الجيش الاسرائيلي بالصلاة. عودوا بسلام.
الموقع أعلاه يفترض، دون معلومات مرتبة، بان ترددات القيادة السياسية والعسكرية قبل حملة «الجرف القوي» نبعت وتنبع ايضا من الاسباب التي كتبت هنا. رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان يعرفون بانه حتى لو ضرب الجيش الاسرائيلي حماس الان بشدة، فبعد سنة – سنتين سيكونون مطالبين هم أو خلفاءهم بأن يأمروا قوات الجيش بالدخول مرة اخرى الى قطاع غزة «لسحق البنى التحتية للارهاب» و «ضرب سيطرة حماس» أو كل منظمة ارهابية اخرى ستقوم حتى ذلك الحين. وهلمجرا.
على هذه الخلفية فقط فان أصحاب القرار جديرون بالثناء عندما يتعذبون قبل أن يسارعوا الى المعركة. وخلافا للقادة في الماضي، الذين كان بينهم ايضا ذوو تجربة عسكرية غنية في ماضيهم، يترددون، ويفحصون، ويراجعون، ويتلبثون.
من تجربة الماضي، ولا سيما من تجارب آخرين في حروب اسرائيل، يعرفون بان القادة المترددين أفضل من اولئك الذين يحطمون الرأس بهتافات فرح الحرب وبالحائط. إذ بعد هتافات الفرح تأتي الدموع والاسئلة العسيرة.
يوجد في اسرائيل اليوم ايضا شخصيات سياسية وعسكرية كبار (ولا سيما سابقون) لا يزالون يعيشون في اليوم السابع لحرب الايام الستة. فقد كان النصر العسكري في حينه عظيما لدرجة أن القادة الكبار في الجيش ممن وقفوا على شواطيء قناة السويس لم يفهموا ولم يصدقوا ما يروه: اسبوع – اسبوعان بعد الهزيمة المهينة في تلك الحرب فتح الجيش المصري المهزوم نار اللظى على جنود الجيش وقتلهم. كيف حصل هذا؟ سألوا متفاجئين. والى ان صحوا دفع الجيش بدم غالٍ.
من هنا الهتافات التي يطلقها هؤلاء الاشخاص وغيرهم – للتدمير، للقضاء، للسحق، للهدم، للاحتلال مرة اخرى لقطاع غزة وسحق البنى التحتية للارهاب. ولكن ماذا سيحصل في اليوم التالية؟
في القرن الواحد والعشرين تغيرت الصورة السياسية والامنية تماما. نحن نعيش في جزيرة محوطة بمحيط معاد يريد القضاء علينا، تلك «الفيلا في الغابة» التي تحدث عنها في حينه ايهود باراك.
نحن نحتاج هنا الى زعماء ملائمين مع روح العصر. زعماء يفهمون بانه لا توجد حرب واحدة تنهي كل الحروب. زعماء يعرفون بانه في معظم الحالات لا توجد اليوم ضربة قاضية في نتائج الحرب.
لعل فيها اشواق لنتائج حرب الايام الستة، ولكن مثل هذه الحرب لن تعود. جيوش اكبر من الجيش الاسرائيلي تنهي في هذه الايام حروبا في أرجاء العالم مع علامات استفهام. لم يعد على ما يبدو علامات تعجب في نهاية الحرب. هذا هو الوضع، حتى لو كنا نرغب في التنكر له.
إذن ما الحل؟ المعرفة المريرة بانه لا يوجد على ما يبدو حل عسكري وانتهت عهود «ضربة واحدة وانتهينا». الحل سيكون سياسيا؟ ربما. مع مصر والاردن هذا نجح حاليا. مع الفلسطينيين؟ الله كبير. ولكن كم هو جيد أن يكون الجيش الاسرائيلي يمسك كلتي يديه في مكان ما هناك في العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عُمي عن الواقع
اليساريون الذين يعيبون على الحكومة الإسرائيلية عدم التوصل الى سلام مع الفلسطينيين لا يرون الحقائق
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
إعتُرض الصاروخ، أعني الصاروخ الذي أرسل مثل تحية من غزة المحاصرة الى مؤتمر السلام في المدينة العبرية الاولى برعاية صحيفة «هآرتس». آه، لو أننا تحدثنا عن السلام فقط لما احتجنا الى السيف. ماذا فعلنا اذا في العشرين سنة الاخيرة؟ هل السلطة الفلسطينية وكامب ديفيد والانفصال واقتراحات اولمرت وباراك؟ يا لها من رمزية أن هذا المؤتمر البائس تم في وقت جرى فيه نصف مواطنينا الى اماكن محصنة بسبب هجمات الصواريخ من غزة (وقد لاذ بالفرار ايضا المشاركون في المؤتمر).
في الوقت الذي تسمعون فيه صافرات الانذار فكروا في الكلمات التالية لشمعون بيرس حينما كان نائب رئيس الوزراء اهود اولمرت بعد الانفصال فورا: «أحقيقة أننا تركنا غزة كانت لتقوية حماس؟ بالعكس» (أي لتقوية أبو مازن).
هذا عبقري أليس كذلك؟ وبعد ذلك بوقت قصير سقطت غزة في يد حماس التي هي منظمة نازية خالصة لا ترمي فقط الى القضاء على اسرائيل بل الى القضاء على اليهود في كل مكان (واقرأوا ميثاق حماس). وهم يريدون الآن أن نفعل الشيء نفسه فوق جبال يهودا والسامرة على بعد بصقة عن وسط البلاد. هذا مخيم استجمام أليس كذلك؟.
كم يمكن أن يكونوا عميان عن الواقع؟ وماذا بقي من اليسار؟ – إن خصومكم الحقيقيين هم نحن، أعني اكثر مواطني اسرائيل الذين ما عادوا يؤمنون بسيرك الاوهام التي بعتموها. وأنتم ترون أننا جميعا متطرفون وفاشيون ومُهيجو حرب وسائر نعوت الذم التي انشأتموها. فهنيئا مريئا. فهم ضمنا من مقالة أسرة تحرير هآرتس هذا الاسبوع أن الاكثرية المطلقة من المجتمع الاسرائيلي لم يزعزعها حقا القتل الفظيع لمحمد أبو خضير على أيدي اشخاص قذرين (من اليهود ويا للعار). فيا لتلك الوقاحة والاستكبار.
إن الواقع مركب من أحداث ورموز اذا ألفنا بينها حصلنا على بازل واضح جدا يبين حقيقة توجه الفلسطينيين نحو «مسيرة السلام» المتمثلة في أنهم غير معنيين. وليس الجدل ساذجا بل وجوديا. وهم غير مستعدين لمشاركة اليهود في هذه الارض وهم يجهرون بذلك وما كانوا مستعدين قط للتوقيع حقا على أية وثيقة تعني انهاء الصراع.
لماذا نقدم نحن فقط الاقتراحات؟ وأين اقتراح أبو مازن؟ هل يستطيع أحد أن يُظهرني عليه؟ إنه لن يقترح شيئا ولن يتخلى أبدا عن طلب العودة (أعني بصورة جماعية). واذا قدم اقتراحا فيه طلب العودة فسيخسر وكلاء مبيعاته من اليسار، فهو لذلك يبيع كلاما فارغا عن «سلام الشجعان» وسائر السخافات التي كانت تؤثر دائما في الليبراليين الاصوليين والتي لم يكن من المفاجيء أن أساءت حالنا اكثر، وانتم ترفضون قبول ذلك وتضربون الارض بأقدامكم وتتهموننا بعدم التوصل الى سلام، ولم يعد الحديث عن مجموعة سياسية بل عن مذهب ديني لم يغير أي واقع اعتقاده.
إن مؤتمر السلام هو سفينة نوح التي اجتمع فيها هُذاة اوسلو وانصار الانفصال وحولهم طوفان صواريخ هو ثمرة الانسحاب الفاحش من غزة وارهاب فلسطيني قوي منذ كانت اوسلو عشرات الاضعاف. وبعدهم الطوفان، ونحن الذين يجب علينا أن ننظف بعدهم. إن أشياع الارثوذكسية اليسارية لن يخفف عنهم حتى وهم في السفينة، فقد بحثت الصواريخ عنهم بالشموع. فمن قال إن التاريخ ليس ذا فكاهة؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب رمضان
رمضان وقت مناسب تحاسب فيه اسرائيل الفلسطينيين على اختلاف فئاتهم
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
لا يوجد أنسب من شهر رمضان بالنسبة لحماس لمحاسبة النفس. إن قداسة هذا الشهر لم تعق العرب والمسلمين قط عن التخطيط لاكثر خططهم حقارة وعنفا. وتذكرون أنه حتى حرب يوم الغفران وقعت في هذا الشهر. ولهذا وجهت المنظمة خططها الى موعد تنبعث فيه مشاعر المسلمين الصائمين لادنى تهييج وتحريض.
يشير فحص واقعي عن ميزان انجازات حماس الى فشل فظيع. فبطن حماس منطوية خاوية لا بسبب الصوم بل بسبب السد التقني لينابيع التمويل التي لم تعد تحول عن طريق البنوك أو الانفاق، في وقت رفضت فيه حتى السلطة الفلسطينية تحويل أجور الى نشطاء حماس. وانقطع ايضا تيار السلاح والمدد من انفاق رفح بسبب نشاط المصريين على المنظمات الارهابية الاسلامية في سيناء.
قضى رد الجيش الاسرائيلي على قتل الفتيان وعلى رشقات الصواريخ على جهود حماس لتحسين حالها من جهة سياسية واقتصادية وعلى محاولتها الخروج من قبضة اسرائيل ومصر الخانقة بواسطة الوحدة مع السلطة الفلسطينية.
أفضت هذه المحاولة الفاشلة الى اعتقال نشطاء المنظمة والذين أفرج عنهم بصفقة شليط في المناطق، والى تدمير بنى حماس التحتية في يهودا والسامرة، والى احباط الفكرة التلاعبية لحكومة الوحدة التي كان يفترض أن تفضي الى عزل أبو مازن. واستقر رأي حماس التي تقوم الآن على دعامة مكسورة على «احراق النادي» بعد أن بقيت مع جمهور يغلي في الداخل والى جانبه منظمات ارهابية غير مطيعة مهمتها كأفضل ما في التراث الفلسطيني، اطلاق النار على اسرائيل في حين «تنكر» حماس ذلك.
في وقت تتم فيه الاعمال الارهابية واعمال القتل علينا بأمر من القيادة الفلسطينية على اختلاف الوانها وتشمل اعضاء كنيست يرون أن هذه الجرائم «مقاومة مشروعة للاحتلال»، يندد الشعب والقيادة في اسرائيل بالقتل البغيض للفتى محمد أبو خضير. يعتبر منفذو جرائم كراهية شاذة من هذا القبيل عندنا قمامة المجتمع واخطر على الدولة حتى من حماس، أما عندهم فيعتبر القاتلون ابطالا. إن الفرق الاخلاقي بين الشعبين لا يمكن عقد جسر فوقه.
إن الحركة الاسلامية في اسرائيل هل ذراع التنفيذ لحماس وهي التي تقف وراء اعمال الشغب. وفي وقت ينتبه فيه العالم للصواريخ التي تطلق على اسرائيل، وفي وقت توجد فيه موجة غربية مناصرة تكافح الاسلام المتطرف، يبدو أن هذا وقت جيد لسحق حماس وبناها التحتية العسكرية والمدنية وايقاع مصابين وقتلى منها على نحو يحدث لها ردعا في المستقبل.
يجب على اسرائيل في رمضان الحالي أن تحاسب اعضاء الكنيست ورؤساء السلطات المحلية العربية الذين يسوغون بتطرفهم النضال لاسرائيل ويشيرون الى الجموع أن تشغب زاعمين زعما كاذبا انهم لا يستطيعون وقفهم. وهذا وقت مناسب لمحاسبة البدو الشاغبين بايحاء من الحركة الاسلامية.
كان يجب أن يعلم تاريخ الفلسطينيين الفلسطينيين أننا غير «قابلين للابتزاز»، وأن وضع أعدائنا في حال التهديد يكون في خطر.
يتبين أن الغضب العربي على قتل أبو خضير ليس سوى محاولة للمس باسرائيل في الداخل في نفس وقت المواجهة مع حماس. وتشير المواجهة العسكرية الناشئة مرة اخرى الى أن الفلسطينيين لا يقصدون الى مسيرة سياسية والى تقسيم البلاد والى أنهم يرون أن حرب 1948 كانت جولة فقط. وسنذكرهم بذلك حينما ننهي علاج الشاغبين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المصداقية على المحك
بعد يوم من انتهاء هذه الجولة سنسأل أنفسنا كيف كفت حماس عن تصديق تهديدات رئيس وزراء اسرائيل؟
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
توجد امكانيتان وكلتاهما غير طيبتين. الاولى، ان تكون حماس، بيأسها، اختارت خيار شمشون. فاذا ما قيض لها أن تحشر نحو الحائط، فانها لن تحشر لانه ليس لديها مال لدفع الرواتب، او لانها فقدت سيدها في العالم العربي او لان رجالها في الضفة تضرروا بشدة في الاسابيع الاخيرة والشارع في غزة هجرها. علي وعلى أعدائي يا رب.
الامكانية الثانية تعتبر هنا، في اسرائيل، واقعية اكثر. رجال الذراع العسكري في غزة، أجروا تقويما استخباريا وتوصلوا الى الاستنتاج بان حكومة اسرائيل تخدع. التهديدات التي يطلقها كبار وزرائها فارغة من المضمون.
واذا كانت حماس تريد الوصول الى انجازات في نهاية هذه الجولة، واذا كانت تريد ان تردع اسرائيل لاحقا، فهي ملزمة بان تثبت لاسرائيل كم هي قوتها عظيمة. والصواريخ التي اطلقت نحو تل أبيب هي خطوة بدء للمفاوضات.
باختصار، كان للحماسيين مفهوم فكري. وكان لهذا المفهوم أساس في الحقائق: الاغلبية في المجلس الوزاري، في الحكومة وفي قيادة الجيش الاسرائيلي لا ترى أي نفع سينشأ لاسرائيل من المناوشة مع حماس في غزة وسعت الى منع هذه المواجهة. ووقف خلف هذه السياسة رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
عندما يفقد طرف ما الثقة بتهديدات الطرف الاخر، تكون النتيجة ضياع الردع. بدأت مسيرة خطيرة، في اثنائها تسمح حماس لنفسها بالعربدة وحكومة اسرائيل، التي لا تسارع الى المعركة، تضطر الى ان تأمر بتوسيع الرد العسكري، بما في ذلك استخدام القوات البرية. وهي لا توهم نفسها بانها ستصل بذلك الى انجازات بعيدة، ولكنها ملزمة بان تثبت لنفسها، لسكانها ولحماس بان كلمتها هي كلمة. المصداقية، هي اسم اللعبة.
بعد يوم من انتهاء هذه الجولة سيتعين علينا أن نسأل أنفسنا كيف حصل أن عدوا مثل حماس كف عن تصديق تهديدات رئيس وزراء اسرائيل، هل هذا حصل لانه هدد اكثر مما ينبغي ايران، حماس، السلطة الفلسطينية، وعمل اقل مما ينبغي، أم لان حماس فقدت قدرتها على الاستماع وفهم عملية اتخاذ القرارات في اسرائيل. مثل هذه الاخطاء ارتكبتها محافل عربية غير مرة في الماضي.
صحيح حتى يوم أمس، يمكن للاسرائيليين أن يكون راضين عن الاستعدادات التي تمت قبيل هجوم حماس.
عمليتان سعت حماس الى تنفيذهما – واحدة من خلال نفق قرب كرم سالم واخرى من البحر، قرب زيكيم، احبطتا دون اصابات في قواتنا؛ الصواريخ، حتى ساعة متأخرة من يوم أمس، لم تحدث اصابات في الارواح واضرار حقيقية في الاملاك. غوش دان هوجمت ولكن دون اصابات، وهكذا ايضا في بئر السبع وعسقلان ومدن اخرى. وللقبة الحديدية يوجد معنى استراتيجي.
لقد كان رئيس الاركان امس في فرقة غزة واقر خططا. السؤال اذا كانت ألوية المشاة التي استعدت في غلاف غزة ستدخل الى المناطق المأهولة في القطاع لا يزال مفتوحا. في حملة «عمود السحاب» قبل قرابة سنتين كان الانطباع الناشيء بانه ستجرى عملية برية، ولكن القوات لم تدخل حقا الى المدن ومخيمات اللاجئين. حماس تضررت ولكنها لم تضرب. وقتال حقيقي لم يكن.
وزير الخارجية ليبرمان طلب في جلسات المجلس الوزاري التصرف هذه المرة بشكل مختلف: الدخول من أجل الحسم.
وهو مستعد لن يدفع الثمن الذي ينطوي عليه ذلك، بحياة الجنود، بقتل المدنيين في الطرفين، بالصور القاسية التي تبث في العالم. في المرة القادمة، هكذا يقول للوزراء، سيكون الثمن اكبر. لحماس لن تكون 3 الاف صاروخ، بل عشرات الالاف. حاليا هو في الاقلية. الاغلبية في الحكومة تسعى نحو الردع وليس الحسم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ