1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 16/07/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 16/07/2014 م
|
في هــــــذا الملف
من الأفضل وقف إطلاق النار
بقلم: دان مرغليت،عن يديعوت
إسرائيل تخرج من «الجرف الصامد»
أصبحوا في إسرائيل بعد اقتراح وقف إطلاق النار يفكرون في الجولة التالية مع حماس أو حزب الله
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
الساعات الاستراتيجية للحرب
إسرائيل لن تشرع في حملة برية ومن المشكوك فيه أن تنتهي العملية في ظروف أفضل
بقلم: شموئيل ايفن،عن نظرة عليا
جرف صامد أم حائط مائل؟
هل الحكومة الحالية مستعدة لان تعترف بالواقع وأن هناك تعادلا بين الطرفين؟
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
|
من الأفضل وقف إطلاق النار
بقلم: دان مرغليت،عن يديعوت
عرض علي شخص مُطلع أمس في ساعة مبكرة من المساء أن أنتظر بالكتابة. وقال ربما يكون اعلان وقف اطلاق النار مسألة ثلاث ساعات. وربما يظهر بعد بضعة أيام فقط، فكل شيء سيال وغير مؤكد.
ويتبين الآن أنه علم بأنه تجري اتصالات بعيدة المدى باطلاع بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون، وشعر عدد من وزراء الحكومة المصغرة بأن التحول في عملية «الجرف الصامد» أصبح واقعا.
ما زالت الامور غير ثابتة، وليس من المؤكد الى أين ستتطور مع الوساطة المصرية (المرغوب فيها). تحدث الوزير السابق رجل الاستخبارات رافي ايتان أمس عن محادثات مع مسؤولين كبار في القاهرة معنيين بأن يعيدوا الى مصر السيطرة على قطاع غزة لمصلحتها ولأجل اسرائيل وخلافا لرغبة حماس. بيد أن ذلك يوجب تدبيرا معقدا في الساحة الدولية.
توجد معلومات قليلة في هذه الدقائق. ولا توجد سوى تفاصيل من صورة عامة لوضع التفاوض دون أن نعلم ما الذي تم الاتفاق عليه – اذا اتفق عليه – من وراء الستار. وعلى ذلك وعلى أساس معلومات جزئية جدا يمكن أن نحدد فقط موقفا أوليا من الخطوة المتسرعة المفاجئة التي تثبت أن حماس نالت من الجيش الاسرائيلي ضربة شديدة بل ربما تكون بالغة شيئا ما.
كل ذلك يتعلق بوجهة نظر الناظر. وباعتباري كنت من البداية أرى أنه يستحسن أن تتجنب اسرائيل عملية برية معقدة تكلف ضحايا كثيرين؛ وبصفتي أعتقد الآن ايضا أن اسرائيل غير قادرة على اسقاط سلطة حماس إلا اذا اصبحت جزءا (في الصف الاخير) من حلف اقليمي فيه مصر والاردن والسعودية؛ وباعتباري كنت أُقدر أن الحديث في الاساس عن «ادارة الازمات» لا عن حل المشكلة – فان عندي ما يدعوني الى أن أبارك وقف اطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ في الساعة التاسعة من هذا الصباح. ولم يعتقد سوى الساذجين أنه يمكن احراز كل ما يأمله القلب.
لكن لا في الشروط الموجودة لأن وقف اطلاق النار دون اتفاق أساسي سيجعل التفاوض بين اسرائيل وحماس برعاية مصر هو الفصل الثاني من جريان المباحثات بين العالم المستنير وايران. ونقول بعبارة اخرى إنه يتوقع تسويف من الجهة الضعيفة. وبعد أن أطلقت حماس نحوا من ألف صاروخ على اسرائيل ولم تعد تستطيع الآن أن تصمد لضرباتها التي تهدد سلطتها في غزة، ستشعر براحة لأن اطلاق النار سيقف وتستطيع أن تجري تفاوضا في المستقبل بشروط مريحة وفي ترف الفنادق في القاهرة.
أما اسرائيل في مقابلها فهي دولة ديمقراطية مع طاعنين لها في الظهر من الداخل، واذا فشل التفاوض كما هي العادة في مباحثات مع مبتزين كرجال حماس فلن تكون الاولى التي تجدد اطلاق النار. ويوجد شرط أساسي لتثبيت صورة العلاقات بعد انتهاء القتال ينبغي تثبيتها تحت اطلاق النار. اقترحت اسرائيل «الهدوء مقابل الهدوء»، لكن لا في الوضع الحالي الذي حماس فيه مضروبة مهزومة، ويمكن على الأقل اصلاح شيء من فساد العيش على الحدود بين القطاع وبلدات النقب الغربي.
أهو تفاوض عملي سريع من اجل نتيجة غير مثالية؟ اجل. هل سيوقف الجيش الاسرائيلي اطلاق النار دون التزام حماس الاساسي بشروطه؟ ينبغي ألا تتم الموافقة على ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إسرائيل تخرج من «الجرف الصامد»
أصبحوا في إسرائيل بعد اقتراح وقف إطلاق النار يفكرون في الجولة التالية مع حماس أو حزب الله
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
يبدو الآن احتمال لانهاء عملية «الجرف الصامد» بوقف لاطلاق النار بعد أن بدأت باسبوع. وستصبح العملية منذ اليوم مساوية في طولها لعملية «عمود السحاب» في 2012. ويمكن في بداية اليوم الثامن من العملية أن نشير الى عدة استنتاجات أولية:
1.اسرائيل تحذر جدا عملية برية في قطاع غزة. وليس تردد القيادة الاسرائيلية عرضيا فقد نشر عدد من الفرق القتالية من الوية الجيش الاسرائيلي في الجنوب في نهاية الاسبوع الماضي. وتشهد سلسلة الجلسات الليلية للحكومة المصغرة على شيء واحد هو أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان يفضلون الامتناع عن دخول بري الى قطاع غزة. ويبدو أنهم يبحثون عن كل بديل يُمكّن من الامتناع عن عملية مداورة في داخل غزة. ومع ذلك كله قد تجيز الحكومة المصغرة آخر الامر وبلا مناص عملية محدودة اذا لم يحرز مخرج سياسي من الازمة.
وسيعتمد استقرار الرأي على عملية محدودة اذا فشلت المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار، على تقديرين وهما: ارادة عرض انجاز على الجمهور الاسرائيلي (تؤالف خشية القادة من أن يُروا خائفين من ادخال قوات الى الميدان) ومعها الحاجة الى مواجهة تهديدات محددة قرب خط التماس مع القطاع. وقد أحبط الجيش الاسرائيلي و»الشباك» الى الآن جهود حماس لتنفيذ عمليات مباغتة – الانفاق والغواصين وارسال طائرة بلا طيار أمس واطلاق صواريخ على دبابات.
لكن تهديد الانفاق خاصة يقلق الجيش. واذا لم تتم معالجته الآن بصورة أساسية فقد يكون نقطة انطلاق الجولة القتالية التالية. وقد نشبت المواجهة الحالية بقدر ما بسبب محاولة حماس تنفيذ عملية واسعة النطاق من انفاق في كيرم شالوم. ولحماس عشرات الانفاق الهجومية كهذه. وتشهد جولة في انفاق كشف عنها في الماضي على أنها مشروعات طموحة أنفقت فيها المنظمة مبالغ باهظة وأعدتها مدة شهور كثيرة.
إن تأخر قرار الحكومة المصغرة يستتبع نفاد صبر المستويات الميدانية العسكرية. ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الآن في وضع يشبه جدا وضع سلفه اهود اولمرت بعد نهاية الاسبوع الاول من حرب لبنان الثانية. وسيؤيد الجمهور واحدة من خطوتين إما وقف اطلاق النار وإما الدخول البري. ولن يصبر على استمرار السير في نفس المكان. واذا لم تُصغ تسوية سياسية سريعة لانهاء القتال فقد يفحص نتنياهو مرة اخرى عن افكار اخرى كوقف اطلاق النار من طرف واحد مدة 24 ساعة تعترض اسرائيل خلالها قذائف صاروخية تطلق عليها دون أن تهاجم القطاع. واذا تم اعلان وقف اطلاق نار دائم فان مشكلة اسرائيل الاستراتيجية تتعلق بجولة العنف التالية وهي كيف يُمنع استمرار تسلح حماس بقذائف صاروخية أكثر دقة لمدى أبعد؟ وهل يتم احراز ردع لحماس حقا بين جولة مواجهة واخرى؟ إن الحقيقة هي أن حماس برغم تصريحات الساسة والجنرالات تُحسن فقط مدى صواريخها وتزيد عددها بين جولة واخرى.
2.القبة الحديدية بصفتها كاسرة للتعادل. إن هذه العملية اكثر حتى من سابقتها موسومة بسمة الحماية الفعالة جدا التي تهبها منظومة اعتراض الصواريخ للسكان الاسرائيليين. فمع تحسين ملحوظ لأداء كل الاجهزة التي تعالج الجبهة الداخلية، سجل نجاح جوهري في استعمال القبة الحديدية. ويوجد فرق بين مضاءلة تهديد وبين الأثر الذي ينشئه احباط التهديد على الطرف الذي يستعمله. ويقترب أداء القبة الحديدية الى الآن من اعتراض شامل، ومن المؤكد أنه سيفضي الى تفكير حماس وسائر المنظمات الارهابية مجددا. وهذا انجاز عظيم لمطوري هذه المنظومة. والمطلوب الآن الاستمرار على التسلح بها حتى الوصول الى عدد مثالي من المنظومات بمساعدة اقتصادية امريكية.
3.كيف بدأ كل شيء؟ إن التفسير الذي يقبله الجانب الاسرائيلي هو أن حماس قادت الى هذه المواجهة وجرت اسرائيل اليها دون أن تقصد هذه النتيجة مسبقا كما يبدو. وقد أخطأت المنظمة كما كانت الحال قبل «عمود السحاب» في تقدير الرد الاسرائيلي على عدوانها وهي تدفع ثمنا عن ذلك الآن. وهذا تفسير يجب الاستمرار على الفحص عنه. تشهد السرعة التي حاولت بها حماس تنفيذ عملياتها المفاجئة في الاسبوع الاخير على تخطيط مسبق. فهل كان هنا تخطيط استراتيجي ظهرت عليه اسرائيل متأخرة أو تطرية فقط لخطط مطوية تحت ضغط الزمن؟ وهل لاحظت الاستخبارات الاسرائيلية التحول في الوقت المناسب؟ ما زالت هذه اسئلة بلا أجوبة.
4.هل ضُربت حماس ضربة شديدة بقدر كاف؟ في هذه اللحظات، في عمليات عسكرية واسعة، ينشأ فضاء اشكالي تلتقي فيه الاستخبارات والسياسة والدعاية. وعند الاستخبارات ميل تقليدي الى تقدير زائد لاضرار الهجوم على العدو بسبب الرغبة الطبيعية في نجاح العملية وبسبب توقعات الجمهور والمستوى السياسي. لكن الرد الغزي على القتل والمعاناة يختلف عن الرد الاسرائيلي، وليس من المؤكد ألبتة أن حماس وقت القتال تكون مصغية اصغاءا خاصا لازمة السكان في القطاع. وقد ظنوا في الجيش الاسرائيلي أمس أن مقادير القتل (نحوا من 180 قتيلا) والدمار في القطاع قد تحث حماس على الموافقة على تسوية وقف اطلاق نار معقولة في الفترة القريبة وعلى الحد من بعض مطالبها المتطرفة. وتلاحظ في الوقت نفسه عودة مصر الى صورة الاتصالات بدعم امريكي. امتنع المصريون بضعة ايام عن اجراء لقاءات مع حماس في مستوى رفيع، لكن القاهرة تحاول الآن أن تضمن مكاسب للسلطة الفلسطينية في التسوية وتشترط اعطاء حماس تسهيلات في معبر رفح بضمان تمثيل السلطة الفلسطينية في المعبر.
5.مقادير المس بالمدنيين. يُقدر الجيش الاسرائيلي أن نحوا من نصف القتلى الفلسطينيين في العملية هم نشطاء في منظمات ارهاب. وتقدر منظمات دولية نسبتهم من القتلى بثلث فقط. وهذه معطيات يُختلف فيها دائما لأنه يوجد اشخاص يساعدون على قتال اسرائيل لكنهم ليسوا اعضاءا رسميين في منظمات. وما زال الطرفان يتجادلان في معطيات الخسائر الدقيقة في عملية «الرصاص المصبوب» حتى بعد مرور ست سنوات.
يمكن مع ذلك كله الحديث عما يشبه حركة رقاص في التوجه الاسرائيلي الى الهجوم على اهداف المنظمات الموجودة بين السكان المدنيين. كان التوجه في عملية «الرصاص المصبوب» أكثر عنفا (وكان أحد اسباب نشر تقرير غولدستون). وفي «عمود السحاب» خطا الجيش الاسرائيلي خطوة الى الوراء وتفاخر بهجمات «جراحية» أوقعت عددا أقل نسبيا من الخسائر من المدنيين في غزة. ويُشعر في هذه المرة في الاساس بعودة ما الى النسخة العنيفة بالاستعمال الواسع لقصف بيوت نشطاء في العمليات كبار يسبقها في الاكثر اجراء «أُطرق السقف»، الذي يحذر العائلات لتخلي البيوت سريعا. وستزيد الخسائر المدنية في غزة أكثر اذا حدث دخول بري لأن الجيش الاسرائيلي سيستعمل وسائل أكثر لحماية قوات المشاة والمدرعات. ويقولون في الجيش مع ذلك إنهم امتنعوا عن الهجوم على مئات الاهداف في الاسبوع الاخير لقربها من بيوت مدنيين.
6.آثار اقليمية. إن اطلاق الصواريخ من غزة قد صاحبته في الايام الاخيرة عدة حوادث اطلاق صواريخ على اسرائيل من لبنان واطلاق راجمات صواريخ من سوريا الى هضبة الجولان. ويزيد التوتر في سيناء ايضا ويُخشى أن تحاول منظمات اسلامية متطرفة أن تساعد حماس في المعركة. إن المسؤولة عن اطلاق الصواريخ من لبنان فصائل فلسطينية صغيرة يبدو في الاساس أنها من المعسكر المعارض لسوريا وحزب الله. ويبدو أن عدم الاستقرار على الحدود بسبب الزعزعة العربية يشترك مع المواجهة الاسرائيلية الفلسطينية ويسبب للجيش الاسرائيلي صداعا جديدا وقت الصدام مع حماس. ويلاحظ في مقابل ذلك أن حزب الله لا يريد الانضمام الى المعركة الى الآن لأنه غارق في الحرب الاهلية السورية وفي الصراعات الداخلية في لبنان. وقد فشلت الى الآن جهود حماس لاشعال الضفة الغربية، وتبذل السلطة الفلسطينية كل جهد لتهدئة النفوس هناك ولمنع الصدام مع جنود الجيش الاسرائيلي.
7.حرب ترف مع كل ذلك. سيكون خطأ أن نقيس صورة المعركة التالية في لبنان اذا نشبت وحينما تنشب على اخفاقات حماس حتى الآن. من المؤكد أن أداء الجبهة الداخلية بعامة والقبة الحديدية بخاصة في مواجهة اطلاق الصواريخ من القطاع يقلق ايران وحزب الله. لكن حزب الله يملك صواريخ وقذائف صاروخية يبلغ مداها 500 – 600 كم، ويمكن التحكم الدقيق بها من بعيد، وتحمل رؤوسا متفجرة يزيد وزنها على نصف طن. فالمعركة معه ستبدو مختلفة تماما، وستكون اضرار الجبهة الداخلية أكبر بما لا يحتمل المقارنة، وستستعمل اسرائيل بحسب ذلك قوة أكبر كثيرا في داخل لبنان. وسيتضاءل الجهد لمنع خسائر من المدنيين من العدو بسبب الضغط على السكان الاسرائيليين، ولن يبيح أحد لنفسه أن يفكر وأن يتردد في مسألة المداورة البرية مدة اسبوع. فاذا نشبت حرب لبنان الثالثة فستكون مكثفة وباهظة الكلفة من جهة حياة الناس من الطرفين أكثر مما رأينا في الاسبوع الاخير في غزة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الساعات الاستراتيجية للحرب
إسرائيل لن تشرع في حملة برية ومن المشكوك فيه أن تنتهي العملية في ظروف أفضل
بقلم: شموئيل ايفن،عن نظرة عليا
تواصل حماس والجهاد الاسلامي اطلاق الصواريخ على المراكز السكانية في اسرائيل. في هذه المرحلة يوجد لاسرائيل اصابات قليلة، ولكن توجد أجواء صعبة في ضوء الاصابة – المتكررة – لنمط الحياة في اسرائيل، منذ صعود حماس الى الحكم في قطاع غزة في 2007. وحسب مصادر فلسطينية، فقد احصي حتى الان في القطاع أكثر من 125 قتيلا، مئات عديدة من الجرحى ودماء غزيرة، جراء الهجمات المضادة من سلاح الجو الاسرائيل. وقريبا ستقرر حكومة اسرائيل تنفيذ خطوة برية. وتعنى هذه الوثيقة بالعناصر التي تؤثر على البعد الزمني لحملة «الجرف الصامد» وبالتوصيات للمدى القصير.
يخيل لنا، ان من الافضل الامتناع – حاليا على الاقل – عن خطوة برية وانه ينبغي اعطاء فرصة لمساعي الوساطة بل واتخاذ وقف للنار من طرف واحد لفترة قصيرة لهذا الغرض. ومثل هذه الخطوات ستعزز موقف اسرائيل وتمنحها مهلة زمنية عندما تكون مطالبة بردود اقسى لاحقا.
الساعات الاستراتيجية
الساعة الداخلية – تقيس الزمن الذي تنفد فيه، او تتزايد، القدرات والاستعدادات لحكومة اسرائيل لمواصلة الحملة. والمقاييس المؤثرة على ذلك هي: استقرار الحكومة والساحة السياسية، تقدير القدرات العسكرية والسياسية، تقدير الكلفة – المنفعة للحملة، وكذا قدرة الصمود امام الضغوط من الجهات الداخلية، المحلية والخارجية. اليوم، يمنح الجيش الاسرائيلي الحكومة مجال مناورة واسع، ولكن لا يوجد حل بسيط ورخيص لوقف النار من القطاع، ولكل صيغة عملية توجد أثمان ومخاطر خاصة بها. وكلما مر الوقت قد تشتد الفجوات في الحكومة بين اولئك الذين سيطلبون «القضاء على حكم حماس في غزة»، الامر الذي يفترض احتلال القطاع، وبين اولئك الذين سيسعون الى الاكتفاء بوقف للنار على نمط تفاهمات «عمود السحاب».
الساعة المحلية – تقيس طول نفس الجمهور في اسرائيل والضغوط التي يمارسها على القيادة السياسية. المقاييس المؤثرة: الاقتراب أو الابتعاد عن تحقيق اهداف الحملة، توقعات الجمهور، كمية المصابين بين المدنيين وجنود الجيش الاسرائيلي، العبء الاجتماعي والاقتصادي للحملة وكذا الارتفاع في التوتر مع عرب اسرائيل. في هذه المرحلة يوجد لحكومة اسرائيل زمن كبير للعملية، ولا سيما لان عدد المصابين في اسرائيل منخفض، بفضل منظومات الدفاع الناجعة في الجبهة الداخلية. ومع ذلك، فانه كلما مر الوقت سترتفع التوقعات لانجازات أكبر في ضوء الثمن الذي يدفعه سكان اسرائيل.
الساعة الاقليمية – تقيس زمن نفاد صبر الزعماء والسكان في الشرق الاوسط (بما في ذلك في السلطة الفلسطينية) لعملية اسرائيل ضد حماس في القطاع، والضغوط النابعة جراء ذلك على حكومة اسرائيل. المقاييس المؤثرة: شكل تصدي اسرائيل، وضع السكان في القطاع، الضغوط من جانب زعماء الاردن، مصر وتركيا على اسرائيل. لقد بدأت الضغوط على اسرائيل في مستوى معتدل، ومن المتوقع لها أن تشتد في الايام القريبة القادمة. وهكذا مثلا، قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان في 11 تموز 2014 في اجتماع انتخابي: لا يمكننا أن نطبع العلاقات مع اسرائيل بينما اخوتنا واخواتنا يقصفون ويموتون في غزة. وقال ملك الاردن عبدالله في نفس اليوم ان «التصعيد الخطير سيؤدي الى تشديد معاناة الفلسطينيين وسيمس بفرص العودة الى طاولة المفاوضات». اما مصر فأعربت عن قلقها من التصعيد وبلورت مسودة أولية لصيغة وقف للنار بين اسرائيل وحماس، تتضمن مطلب حماس تحرير النشطاء الذي اعتقلوا في حملة «عودوا أيها الاخوة». وحسب هذه الساعة لا يزال لحكومة اسرائيل وقت كثير للعمل، في صيغة العمل الحالية، ولا سيما بفضل المكانة المتدنية لحماس في الساحة الاقليمية ونهج ضبط النفس لدى حكومة اسرائيل.
الساعة العالمية – تقيس مدى الزمن حتى تآكل صبر الزعماء في العالم، الناس والمنظمات الدولية تجاه عملية اسرائيل والضغط الممارس على حكومة اسرائيل جراء ذلك. المقاييس الاساسية: شكل تصدي اسرائيل للوضع، تبلور اجماع دولي لانهاء الحدث، المعركة في وسائل الاعلام، تقدير توازن أو عدم توازن الرد الاسرائيلي، وبالاساس – كمية المصابين بين السكان المدنيين الفلسطينيين.
واذا كانت اسرائيل تمتعت في الايام الاولى بالتفهم في العالم في ضوء اطلاق الصواريخ على المراكز السكانية في اسرائيل، فاليوم يتم الاعراب امام اسرائيل عن القلق في ضوء الخسائر والضائقة في اوساط السكان في القطاع، كنتيجة للهجمات الاسرائيلية المضادة لمنظومة الارهاب هناك. ودعا مجلس الامن في الامم المتحدة في 12 حزيران 2014 الى وقف النار بين اسرائيل والفلسطينيين وأعرب عن القلق على أمن المدنيين في الطرفين.
وحسب البيان، فان «اعضاء مجلس الامن يدعون الى تهدئة التصعيد، العودة الى الهدوء وتطبيق وقف النار من تشرين الثاني 2012». وتشدد وسائل الاعلام الاجنبية على الفجوة بين كمية المصابين الفلسطينيين وتلك بين الاسرائيليين، وتخلق ظاهرا انطباع المواجهة غير العادلة. في الساعة العالمية لا يزال يوجد لاسرائيل زمن للعمل بالاشكال الحالية، ولكن الاشارات التي تصل من دول العالم لاسرائيل لانهاء الحملة بدأت منذ الان. وهام على حو خاص موقف الولايات المتحدة، المؤيد لاسرائيل، ولكن الذي يعرب عن القلق من استمرار التصعيد. وقد طلب رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الامتناع عن مزيد من التصعيد في الوضع (أي الامتناع عن خطوة برية) واقترح وساطة الولايات المتحدة بين اسرائيل والفلسطينيين.
ساعة الخصم – تقيس الزمن، القدرة والارادة لدى حماس والجهاد الاسلامي لمواصلة القتال. المقاييس المؤثرة: احساس الانجاز أو الفشل، الاضرار، تآكل القدرات العسكرية، المس بالدافع، الضغط من جانب السكان المدنيين على المنظمة وغيرها. لا تزال لا توجد مؤشرات على انخفاض في ارادة أو قدرة الطرف الاخر على مواصلة الهجمات على اسرائيل. ومع ذلك، فان كمية الصواريخ للمدى البعيد التي لدى المنظمتين محدودة. وحاليا، ترفض حماس البحث في صيغة لوقف النار، الامر الذي يظهر بان ليس في وسعها عرض انجازات ذات مغزى، حتى وان كانت تظاهرية.
بالاجمال يبدو أنه في خمسة ايام الحملة، عقارب كل الساعات الاستراتيجية تحركت ببطء وبوتيرة مشابهة، والان – تغيرت الوتيرة. لقد حصلت حكومة اسرائيل على حرية العمل من الداخل ومن الخارج. غير أن عقارب الساعات قد تنتقل الى وتيرة عمل اسرع بسبب الظروف التالية:
1.خطوة برية. مثل هذه الخطوة تتضمن اجتياح بري مكثف بل وتواجد (خلافا للاقتحامات) في مناطق في القطاع. يبدو أن ليس في نية اسرائيل تنفيذ خطوة برية لاحتلال القطاع، والتي تفترض استعدادا مختلفا. ومع ذلك، فان كل خطوة برية كثيفة، مهما كانت، ستعتبر تغيير جوهريا في الوقع، في نظر اللاعبين. معنى الامر – تغيير في وتيرة كل الساعات. في هذا الوضع ستتحرك بسرعة الى الامام بقدر ما يكون الوضع البري أعمق، أطول وكثير الاصابات في الطرفين. وينبغي أن يضاف الى ذلك خطر السخونة الامنية في الجبهات الاخرى. الخطر الذي في الانجرار الى خطوة برية واسعة، طويلة ومحدودة في عمقها، ينطوي على أمكانية ان تعلق الحكومة في وضع الاضطرار لانهاء الحملة دون انجازات كافية وبأثمان اعلى.
2.ارتفاع في عدد المصابين وضائقة متعاظمة للسكان في القطاع. كمية المصابين المدنيين والوضع الانساني في القطاع هما عاملان ذوا مغزى في تصميم موقف الساحة الدولية والاقليمية. فمثلا، في اعقاب تقارير فلسطينية، دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم الى مساعدة اقتصادية للسلطة الفلسطينية بسبب «انهيار الجهاز الصحافي في قطاع غزة، والنابع من احتدام العنف». وأعرب وزير الخارجية البريطاني عن قلقه من وضع السكان في القطاع. هذا الوضع يزيد اعتبارات اسرائيل في عدم المس بتوريد المقدرات الحيوية الى القطاع. ومن المتوقع لهذا العامل تأثير كبير، كلما استمرت الحملة.
3.ارتفاع عدد المصابين في اسرائيل. مثل هذه الظروف من شأنها أن تقع في الوضع الحالي وبالتأكيد في وضع الخطوة البرية. في هذه الحالة سيزداد الضغط على الحكومة لزيادة قوة الهجوم الاسرائيلي في القطاع، بما في ذلك في الاوضاع البرية الاعمق.
الخاتمة
يبدو أن من السابق لاوانه اليوم الانتقال الى حملة برية. من الافضل منح فرصة لمساعي الوساطة المختلفة. اضافة الى ذلك، من الافضل لاسرائيل أن تتخذ وقفات للنار من طرف واحد في الهجمات على قطاع غزة، تتيح للطرف الاخر وقف النار، لغرض الوصول الى اتفاق، الذي يتطابق وشروط اسرائيل ولغرض تحقيق ارادتها في وقف العنف.
اذا لم تتوقف النار، فان هذا النهج سيسمح لاسرائيل بالحصول على نقطة استحقاق في المحيط الاقليمي والدولي، يسمح بدوره لمواصلة القتال أو اتخاذ اعمال أكثر حدة. اما بديل الشروع الان بحملة برية واسعة النطاق، فسيغير وتيرة عمل الساعات الاستراتيجية ومشكوك أن يسمح بانهاء الحملة في ظروف افضل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جرف صامد أم حائط مائل؟
هل الحكومة الحالية مستعدة لان تعترف بالواقع وأن هناك تعادلا بين الطرفين؟
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
حتى اذا لم يدخل وقف النار حيز التنفيذ هذا الصباح في الساعة التاسعة، لان في الشرق الاوسط «الجدول الزمني» ليس شيئا ممكنا تحديده بالعلم الدقيق، فمن شبه اليقين أن اسرائيل وحماس قريبتان للغاية من انهاء جولة الضربات المتبادلة، التي في ختامها سيدعي كل طرف بانه لقن الطرف الاخر «درسا لا ينساه، يجعله يفكر في المستقبل اذا كان سيستأنف النار».
ليته ممكن اجمال حملة «الجرف الصامد» كقصة نجاح في ختامها يمكن ضمان للاسرائيليين فترة طويلة من الهدوء. لشدة الاسف، من شبه المؤكد ان في الايام القريبة القادمة قد نجد أنفسنا أمام تعريف آخر لما حصل هنا في الاسبوع الاخير: حملة «الحائط المائل».
اذا لم يضمن وقف النار قيام آلية مصداقة تؤكد ان حماس لن تستأنف المساعي للتسلح بالصواريخ بعيدة المدى وبالتوازي تؤدي الى بداية جهد دولي يمنح أملا لمليوني غزي في أن ينالوا فتحة خروج مما يسمونه «العيش في سجن ضخم»، فان كل القصة لا تستحق الاضرار التي عشناها.
ينبغي للامر ان يقال بصراحة: كل الكليشيهات التي طرحت في الخطاب العلني في أن حماس اضعفت، أن حماس ضربت، أنه تنقص صورة النصر، ليس لها ما تستند اليه. الحقيقة الصلبة هي أن منظمة ارهاب اسلامية جعلت ملايين المواطنين يستلقون على الارض بحثا عن مأوى من الصواريخ. العالم الغربي يمكنه أن يسجل لنفسه ان اسرائيل هشة، وانها ضعفت بالصواريخ التي تصل من الجنوب وحتى الشمال.
ان تجنيد الاحتياطي من عشرات الاف الجنود ممن لم تكن اي نية لاصدار الاوامر لهم بالدخول الى القطاع، يترك لدى الطرف الاخر وعيا بان نتنياهو يطلق كلمات عالية، ولكنه لا يعتزم تنفيذ تهديداته.
يحتمل أن يكون الدرس الذي سيكوي في الطرف الاسرائيلي هو أن قوة الجيش الاقوى في الشرق الاوسط توجد لها حدود، وان على القادة أن يوفروا افكارا بعيدة المدى كي يعالجوا جذور النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. والا فان الفترة التي بين انهاء الجولة الحالية وبداية الجولة التالية ستكون قصيرة. ما كان لاي ضر ان يقع لو كان رئيس الوزراء اقترح على الاسرة الدولية أن تتجند لاعادة بناء قطاع غزة، لاستثمار المليارات في اقامة ميناء بحري، مطار ومحطات توليد للطاقة في نهايتها تقطع اسرائيل توريد الكهرباء للقطاع. بدون خطة كهذه، من الافضل أن نواصل التمترس في الخنادق – لانه في المرة التالية سيكون الوضع أفظع.
السؤال الحقيقي هو هل الحكومة الحالية مستعدة لان تعترف بالواقع وتعترف بان الحديث يدور في افضل الاحوال عن التعادل، حتى ولا عن مدة أطول حتى الجولة التالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ