1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 12/08/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 12/08/2014 م
|
هــــــذا الملف
حكومة إسرائيل في ورطة
بقلم: اليعيزر (تشايني) مروم،عن يديعوت
نحن تائهون
تُبين شهادات الوزراء أن اخفاقات تشبه ما كان في حرب لبنان الثانية قد ظهرت في عملية «الجرف الصامد»
بقلم: براك ربيد،عن هارتس
الجرف الصامد 2؟
إذا ما قيض للجيش الإسرائيلي أن ينفذ مرة اخرى خطوة برية فلا بد أن يبدأ بكسر عقيدة حماس من اللحظة الأولى
بقلم: اودي سمحوني،عن يديعوت
السلطان أردوغان
لا عجب من فوزه لأسباب كثيرة منها ضعف خصومه والنجاح الاقتصادي الذي حققته تركيا في عهده
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
|
حكومة إسرائيل في ورطة
بقلم: اليعيزر (تشايني) مروم،عن يديعوت
قررت حكومة اسرائيل خوض معركة ضد حماس بهدف استراتيجي للحرب هو اعادة الردع، ومن خلاله اعادة الهدوء لفترة طويلة نسبيا.
وقد ترجم هذا الهدف الى مهام للجيش الاسرائيلي، وعلى رأسها ـ ضربة شديدة لحماس، لبناها التحتية ولنشطائها. ومع الاجتياح البري اضيفت الضربة للانفاق كمهمة هامة للقوات البرية.
نفذ الجيش الاسرائيلي مهامه بشكل باعث على التقدير، ولكن لمفاجأة الجميع ـ النار لم تتوقف. يبدو أنه لم يكن توافق بين الهدف الاستراتيجي للحرب وبين مهام الجيش الاسرائيلي، ولهذا فان هدف الحرب الذي قررته حكومة اسرائيل – ردع حماس – لم يتحقق. فقد واصلت حماس اطلاق النار رغم انجازات الجيش الاسرائيلي وعلى خلفية انسحاب القوات البرية بشكل احادي الجانب بعد استكمال مهامة ضرب الانفاق.
تعطلت الفرضية الاسرائيلية بان يتحقق الردع وكنتيجة لذلك يكون هدوء طويل المدى. فقد فرضت حماس على حكومة اسرائيل خطوة انطلاق اخرى تختلف عن تلك التي خطط لها ـ الانطلاق الى عملية المفاوضات. وامتثل الطرفان للمفاوضات في القاهرة بينا يرفض كل طرف الاعتراف بانجازات الطرف الاخر وكل طرف يطرح مستوى عال جدا على الطرف المقابل.
تشبه عملية المفاوضات الشخص المعني بان يشتري بضاعة في السوق يبدي البائع اهتماما ببيعها.
يحاول التاجر ان يعطي أقل بسعر أعلى. بينما الشاري يحاول أن يحصل على أكثر بسعر أقل. هكذا ايضا بين دولة اسرائيل وحماس. اسرائيل معنية بالوصول الى تسوية ولكنها تعتقد أنها انتصرت، ولهذا فهي تسعى لان تعطي اقل كخطوة اولى. اما حماس من جهتها فتشعر بانها فرضت على اسرائيل المفاوضات ولهذا فتسعى الى تحقيق اكبر قدر ممكن، على الاقل انجاز مثل فتح المعابر مقابل وقف القتال. واضح أن الطرفين معنيان بوقف القتال، ولكنهما يسعيان في هذه المرحلة الى عرض موقف متصلب ومحاولة تحقيق انجاز اقصى.
ان قرار حكومة اسرائيل عدم ضرب حماس ضربة عسكرية ذات مغزى والاكتفاء بخطوة عسكرية محدودة أدى الى وضع نجحت فيه حماس في تشويش الاستراتيجية الاسرائيلية والفرض عليها انهاء جولة القتال بالمفاوضات وليس بالردع. وتنهي حماس المواجهة الحالية فيما هي تقف على قدميها للمفاوضات على شروط وقف النار مقابل الوفد الاسرائيلي في القاهرة.
حكومة اسرائيل، بسبب قرارها عدم تعميق عملية الجيش الاسرائيلي، توجد في شرك. من أجل انهاء وضع القتال، ستضطر الحكومة الى منح انجاز ما يعزز حماس ويخرجها من الجولة الحالية مع اعتراف واضح كصاحبة السيادة في غزة وكمن يمكنها أن تتباهى بقدرتها على الوقوف في وجه الجيش الاسرائيلي. ان عدم الرغبة في المساومة مع حماس ستؤدي الى وضع تستمر فيه النار لزمن طويل، وعندها فان هدف الهدوء للجنوب لن يتحقق.
وتفهم حماس بان اسرائيل لن تستأنف العملية البرية وهي تواصل تحدي اسرائيل بتنقيطات النار على غلاف غزة.
يبدو أن حكومة اسرائيل، التي انجرت الى هذا الوضع من انعدام البديل، سضطر قريبا الى ان تعيد الوفد الى القاهرة والسماح بتنازلات لحماس، تتيح فتح معبر رفح وعلى ما يبدو ايضا تسهيلات اخرى في معابر الحدود بين اسرائيل والقطاع. أما مطلب حكومة اسرائيل تجريد القطاع فسيتحقق أساسا من خلال تصريحات دولية يقف خلفها القليل جدا . يتبين أنه حتى بعد جولة الضربات الحالية لم يتحقق هدف الهدوء بعيد المدى، وان الطرفين مستعدان لجولة الضربات التالية التي ستقع قريبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نحن تائهون
تُبين شهادات الوزراء أن اخفاقات تشبه ما كان في حرب لبنان الثانية قد ظهرت في عملية «الجرف الصامد»
بقلم: براك ربيد،عن هارتس
في يوم الثلاثاء الماضي في ساعات المساء اجتمع وزراء المجلس الوزاري المصغر في الكرياه في تل ابيب. وقبل ذلك بـ 12 ساعة دخلت الهدنة لـ 72 ساعة التي أعلنتها حكومة مصر، حيز التنفيذ. ويقول وزراء شاركوا في الاجتماع إنه صار في مرحلة ما يحمل صبغة محادثة تلخيصية في دورة تعليمية في الجيش. وقال أحد الوزراء ولم يذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع، إن المميز البارز في كلام رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون ورئيس الاركان غانتس كان تربيتهم على أكتافهم. «فقد أحصوا مدة دقائق طويلة على مسامعنا انجازات العملية»، قال عضو المجلس الوزاري المصغر، «وكم نجحنا في ردع حماس ومبلغ التشارك الممتاز الذي كان بين القوات في اثناء العملية».
وفي الاجتماع أبلغ نتنياهو الوزراء عن خروج وفد اسرائيلي للمحادثات في القاهرة، للتباحث في مباديء التسوية التي تُمكّن من هدنة مستقرة طويلة. وقبل ذلك بيوم، حينما وافقت اسرائيل على الهدنة تم ابلاغ الوزراء بذلك بالهاتف قبل الاعلان لوسائل الاعلام بدقائق معدودة. وحينما تلقى وزير الاقتصاد نفتالي بينيت المكالمة الهاتفية من مستشار الامن القومي يوسي كوهين سارع الى قول إنه يعارض الهدنة، بيد أنه تبين له آنذاك أن ليس الحديث ألبتة عن تصويت بل عن إبلاغ فقط. وفوجئت وزيرة القضاء تسيبي لفني بالمكالمة الهاتفية التي تلقتها من مكتب رئيس الوزراء، فقد شاركت قبل ذلك بثلاثة ايام فقط في جلسة المجلس الوزاري المصغر التي اتخذ فيها قرار عدم التفاوض مع حماس. وقد أُجريت معها اللقاءات الصحفية منذ ذلك الحين في ذلك الشأن صباح مساء. وسمع وزراء آخرون بذلك من التلفاز وبعد عدة دقائق فقط تلقوا المكالمة الهاتفية من مستشاري نتنياهو.
إن التجربة الغريبة في مساء يوم الاثنين جعلت غير قليل من الوزراء الذين شاركوا في اجتماع المجلس الوزاري المصغر يوم الثلاثاء يطلبون الى رئيس الوزراء اجراء تباحث منظم لمواقف اسرائيل قبل أن يخرج الوفد الى القاهرة. «أراد الوزراء تناول التفاصيل لكن نتنياهو قال إن ذلك سابق لأوانه جدا وإنه يجب قبل ذلك أن نرى ما الذي سيسمعه الوفد من المصريين»، قال أحد الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع. وكانت النتيجة أنه لم يتم في ذلك الاجتماع أي تباحث منظم في سياسة اسرائيل في التفاوض في مصر.
قالت لجنة فينوغراد التي فحصت عن اخفاقات حرب لبنان الثانية إن المستوى السياسي لم يُجري مباحثات منظمة في شأن استراتيجية الخروج، وإنه لم توجد علاقة سببية ضرورية مباشرة بارزة ناجعة بين العملية العسكرية والانجاز السياسي، ولم تكن النتيجة في عملية «الجرف الصامد» تختلف عن ذلك كثيرا. ففي كل مدة العملية وقبيل الهدنة وبعدها وبقدر أكبر لم يكد يجري أي تباحث في المجلس الوزاري المصغر في الاهداف السياسية أو في استراتيجية الخروج. ويشهد وزراء في المجلس الوزاري المصغر على أنه لم يتم في واقع الامر تباحث سياسي كهذا في الايام التي مرت منذ يوم الثلاثاء الماضي والتي لم تُعقد فيها جلسة اخرى للمجلس الوزاري المصغر. وقد سمع الوزراء كل يوم من وسائل الاعلام بالمواقف التي عرضتها اسرائيل في المحادثات، وبالتسهيلات في المعابر الحدودية في غزة وباشراك السلطة الفلسطينية في القطاع أو باقتراحات الافراج عن سجناء مقابل جثتي الجنديين الاسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدن الموجودتين لدى حماس. وكل ما بقي لهم أن يتساءلوا أصحيحة تلك الانباء أم لا؟.
أمس حينما وافقت اسرائيل مرة اخرى على اقتراح مصري بهدنة لـ 72 ساعة، تكرر الابلاغ الهاتفي دون أي تباحث. «نحن في عمى مطلق تقريبا عن كل ما يتعلق بالتفاوض السياسي والوساطة المصرية»، قال أحد الوزراء، «ولا أعلم ما يحدث منذ اجتماع المجلس الوزاري المصغر ذاك في يوم الثلاثاء. إن نتنياهو يعمل وحده مع يعلون وعدد من المستشارين ولا يُشاور الوزراء. والنتيجة هي أننا لا نفهم ما الذي يفعله رئيس الوزراء. ولا نعلم ما هي الاهداف وما هي السياسة». وسُمعت دعاوى مشابهة من عضو آخر في المجلس الوزاري المصغر. وأكد قائلا: «لم يوجد أي تفكير سابق من المجلس الوزاري المصغر أو تباحث في المواقف أو فيما يُعرض في مصر. نحن مُقصون تماما. وفي النهاية حينما يُعرض اتفاق سيأتي به رئيس الوزراء الى المجلس الوزاري المصغر منتوجة مهيأة لا يمكن تغييرها. واذا عرضنا ملاحظات سيقولون لنا إنهم قد قالوا «نعم» لرئيس مصر السيسي. واذا قلنا «لا» فسيُحدث ذلك ازمة سياسية».
إن صفة الايام الاخيرة هي جزء فقط من الدعاوى التي تُسمع من وزراء المجلس الوزاري المصغر على اجراءات اتخاذ القرارات وقت القتال في غزة. والشعور هو بأن كثيرا من التقصيرات في سلوك المستوى السياسي في حرب لبنان الثانية تكررت الآن ايضا في غزة. وأكثر من ذلك أن الشعور هو بأن كثيرا من الاستنتاجات والتوصيات من لجنة فينوغراد التي فحصت عن اخفاقات حرب لبنان غير مُطبقة.
خلال العمل العسكري في القطاع كان الوزراء يجتمعون مرة كل يومين أو ثلاثة. وضوئل عدد اعضاء المجلس الوزاري المصغر الى النصف تقريبا قياسا بفترة حرب لبنان الثانية، كما أوصت لجنة فينوغراد في فصل تناول التسريبات. وقد أفضى الامر في الحقيقة الى تقليل التسريبات وإن لم يقض عليها تماما.
ويبدو في مجالات كثيرة اخرى أنه لم يتم تعلم أي درس من دروس حرب لبنان الثانية. إن احدى النقاط التي تتكرر في الحديث مع وزراء المجلس الوزاري المصغر هي هيمنة الجيش الاسرائيلي المطلقة تقريبا على النقاشات. «سيطر جهاز الامن تماما على مضامين النقاشات»، قال أحد الوزراء، «وكانت ساعات الى ساعات من استعراضات لضباط الجيش الاسرائيلي، لكن وجد القليل من نقاشات الوزراء في النقاط المهمة». وذكر وزراء في المجلس الوزاري المصغر أنه وجد في مرات كثيرة شعور بأن الجيش الاسرائيلي يحتكر المعلومات التي تُعرض في النقاش ويحتكر التقدير ايضا. ولم يحصل الوزراء على استعراضات مكتوبة قبل النقاشات واعتمدوا فقط على المعلومات التي أمدهم بها رجال «أمان» و»الشباك» في النقاش بصورة شفهية. «عرض الجيش المعلومات التي أرادها وكان يجب احيانا على الوزراء أن يُجروا تحقيقات معمقة للحصول على أجوبة»، قال أحد الوزراء، «ولم يوجد جدل بين الجهات المختلفة، وكانت التقديرات التي عرضتها «أمان» و»الشباك» متشابهة تقريبا».
لم يكد الجيش في هذه المرة يعرض بدائل عن العملية كما كانت الحال في مباحثات المجلس الوزاري المصغر في حرب لبنان الثانية. وذكر عدد من الوزراء أنه حينما عُرضت هذه البدائل كانت على شفا الوهم وكان يبدو أنها ترمي فقط الى دفع الوزراء الى الموقف الذي يفضله جهاز الامن. وانتقدت لجنة فينوغراد تأثير الجيش الاسرائيلي الكبير جدا في اتخاذ المستوى السياسي للقرارات. وقضت بأنه ينبغي أن يُعرض على المجلس الوزاري المصغر رأي ثان عدا رأي جهاز الامن، وإشراك وزارة الخارجية في المباحثات السياسية الامنية، وتقوية مجلس الامن القومي في مكتب رئيس الوزراء وتمكينه من التعبير عن رأي مستقل في كل شأن سياسي – أمني.
وفي هذا السياق ايضا يبدو أنه لم يتغير الكثير. فهناك وزراء في المجلس الوزاري المصغر يشهدون بأن مستشار الامن القومي يوسي كوهين أعد الأجوبة، ونسق بين الجهات المختلفة وأدار عرض الامور على الوزراء، لكن مجلس الامن القومي لم يكد يؤثر باستثناء ذلك أو يعرض مواقف مستقلة. وقال أحد الوزراء إن عمل وزارة الخارجية كان هامشيا في مباحثات المجلس الوزاري المصغر. وشارك المدير العام لوزارة الخارجية نسيم بن شتريت في كل الاجتماعات، لكن لم تُتح لوزارة الخارجية فرصة تقريبا لعرض اقتراحات بديلة للاجراءات السياسية. وكان مركز البحث السياسي التابع لوزارة الخارجية متمسكا بموقف يخالف موقف «أمان» و»الشباك» واعتقد أن حماس لا تسعى الى هدنة، لكن وزراء المجلس الوزاري المصغر لم تُعرض عليهم تقديراته تقريبا.
«لم تتغير الطريقة منذ كانت حرب لبنان الثانية»، قال أحد وزراء المجلس الوزاري المصغر، «ولم يوجد جدل بين الجهات المختلفة».
ولم يرد عن مكتب رئيس الوزراء رد على سلسلة اسئلة وجهت في هذا الشأن، وجهتها إليهم صحيفة «هآرتس».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الجرف الصامد 2؟
إذا ما قيض للجيش الإسرائيلي أن ينفذ مرة اخرى خطوة برية فلا بد أن يبدأ بكسر عقيدة حماس من اللحظة الأولى
بقلم: اودي سمحوني،عن يديعوت
تقترب المواجهة في الجنوب أغلب الظن من تطور جديد، جولة اخرى ربما تقف على الابواب والسؤال هو مَن مِن الطرفين سيعرف كيف يستخلص الدروس من الجولة السابقة على نحو صحيح وأسرع، او بتعبير آخر: كيف يمكن للجيش الاسرائيلي، اذا تطلب الامر منه ذلك، أن يؤدي هذه المرة الى حسم واضح وحاد ومرغوب سريع، حسم تضرب البطن الطرية لحماس منذ اللحظة الاولى وتشوش تماما منظوماتها المرتبة.
كثيرون وطيبون اعتقدوا بان قدرة الردع الاسرائيلية استعيدت عقب الدمار والخراب الناشيء في غزة، ولكن الواقع يصفعهم على الوجه. يبدو أنه خلافا لتقديرات الخبراء، فان حماس لا تتأخر اكثر مما ينبغي بعدد المصابين المدنيين وبالدمار، بل وربما لفهمها فان هذا الوضع يخدمها. الجنوب بعيد عن الهدوء، ونوصي سكانه بان يؤخروا قليلا عودتهم الى الديار.
يطرح السؤال، اذا كانت تنشأ امام ناظرينا مواجهة اخرى، فكيف ستبدو. الاستنتاج واضح: على الجيش الاسرائيلي أن يجلب نتيجة اخرى، ويجدر به أن يختار لهذا الغرض استراتيجية اخرى. اما المزيد من ذات الشيء فلن يكفي، والسؤال هو كيف عمل ذلك.
هناك اعتقاد مغلوط يطرح على مدى كل الحملة في أن الحسم الواضح معناه احتلال كامل لقطاع غزة وتطهير بيت إثر بيت، ولكن ليس هذا هو الوضع. توجد بدائل اخرى. على الضربة لحماس أن تأتي من خطوة عسكرية جريئة تختلف تماما عن سابقتها، خطوة تكسر التعادل، ضربة في وعي أصحاب القرار، اجتياز قناة حرب يوم الغفران.
محظور على الجيش الاسرائيلي أن ينجر مرة اخرى الى هجوم جبهوي ضد منظومات حماس المتقدمة التي اعدت لزمن طويل مسبق، إذ بذلك يخدمها ويسمح لها بان تدير المعركة حسب السيناريوهات التي اعدتها تفصيليا، وفي ميدانها البيتي حماس هي التي تقرر قواعد اللعب. في الجولة السابقة دفعنا باصابات عديدة ثمن بطاقة الدخول الى المناسبة. نفذت خطوة تحطيم القشرة القاسية في جبهة المناطق المأهولة، ولكن بعد تنفيذ هذه المرحلة القاسية، توجد الجيش ولم يحقق النجاح – حركة سريعة نحو البطن الطرية لحماس في عمق غزة – مما سمح لحماس بان تنتعش وتبادر.
هذه المرة، اذا ما قيض للجيش الاسرائيلي أن ينفذ مرة اخرى خطوة برية، فيجدر به ان يبدأها بخطوة عميقة وذكية من النوع الذي يكسر عقيدة حماس من اللحظة الاولى. في كل حرب انتصر فيها الجيش الاسرائيلي في الماضي اخذت مخاطر محسوبة، نفذت خطوت استثنائية اخرجت العدو عن توازنه، شوشت له خططه المسبقة مما ادى بقادته الى أن يفهموا بان المنظومة بكاملها في خطر الانهيار وانهم شخصيا في خطر ملموس على حياتهم.
في الجولة الاولى أظهرت الوحدات المقاتلة شجاعة جمة ولكن هذه لا تكفي. لا مفر من الاستنتاج بان الاستراتيجية الشاملة في الحملة كانت محافظة أكثر مما ينبغي، متوقعة أكثر مما ينبغي، بطيئة أكثر مما ينبغي. الجيش الاسرائيلي ليس مبنيا لحرب خندقية ثابتة، له فضائل نسبية واضحة يجب أن تجد تعبيرها في المعركة – منظومات النار الدقيقة، الدبابات الحديثة والمحصنة، السيطرة الجوية الكاملة. ما ينقص لربط كل هذا في خطوة حاسمة وكسر التعادل هو الخدعة العنوان المعروف على حائط المدرسة العسكرية رقم 1 – «وبالخدعة تجعل لك حربا» – ليس شعارا، هذه استراتيجية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
السلطان أردوغان
لا عجب من فوزه لأسباب كثيرة منها ضعف خصومه والنجاح الاقتصادي الذي حققته تركيا في عهده
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
كان الشيء الموتِّر الوحيد في انتخابات الرئاسة التركية سؤال هل يدخل رئيس الوزراء منذ 2003 – رجب طيب اردوغان، مؤسس حزب العدالة والتنمية الاسلامي – هل يدخل قصر الرئاسة في حي كنكايا في أنقرة بعد جولة واحدة أو جولتين؟
بعد اردوغان رئيس البلدية (اسطنبول)، واردوغان رئيس الوزراء، أصبح واضحا أننا سنحصل على اردوغان رئيسا ايضا (مع صلاحيات واسعة). وقد يحقق اردوغان بهذا الايقاع حلمه ويرأس تركيا في سنة 2023، وهي السنة ستتذكر فيها تركيا مرور 100 سنة على الجمهورية العلمانية التي أسسها أتاتورك، فليس عجبا أن أتاتورك يتقلب في قبره. وما زالت الجمهورية العلمانية تتحول الى «دولة اردوغان» – وهو اسلامي يرأس الدولة العلمانية.
منحت استطلاعات الرأي اردوغان نحوا من 53 بالمئة وهذا فوز سهل. وكانت ميزة اردوغان الكبيرة في هذه الانتخابات أن معارضيه يفضلون قضاء العطلة السنوية على ساحل البحر – قياسا بمؤيدي اردوغان من أبناء الطبقة الدنيا ومن المتدينين الذين يحضرون الى صناديق الاقتراع كالجنود.
برغم الانتقادات التي وجهت الى اردوغان في السنوات الاخيرة، ومظاهرات الربيع في العام الماضي، وقضية الفساد التي شارك فيها هو وابنه في ظاهر الامر، يبدو أنه يمثل لدى أكثر الاتراك الاستمرار والاستقرار والنمو الاقتصادي (فقد ضاعف الانتاج المحلي الخام نفسه ثلاثة اضعاف في عهده)، وهذا أمر لا يستهان به بيقين. فاذا أضفتم الى ذلك الكرامة القومية التي يلعب بها بلا نهاية والقيم الدينية التي يمثلها فستدركون لماذا يتمتع اردوغان منذ سنوات كثيرة بانجازات انتخابية مدهشة جدا.
أدرك اردوغان جيدا أن تركيا منقسمة اليوم، وهو يلعب بورقة اللعب تلك في خطبها حينما يتحدث عن «هم» و»نحن». وهو يعلم أنه في يوم الانتخابات سيأتي جهاز حزبه المزيت بالنصر. وأضيفوا الى ذلك ضعف خصوم اردوغان في كل المعارك الانتخابية التي شارك فيها ومنها المعركة الرئاسية لتدركوا لماذا سنعلق معه سنين كثيرة بعد.
نقول بالمناسبة إن الاتراك لم يروا إلا هو تقريبا في المعركة الانتخابية. فقد ظهر مثل نجم روك وسأل الجمهور: «من سيكون رئيسا؟» فصاح الجمهور «اردوغان». إن الغوغائية تحتفل، وكم كان طبيعيا أن شعارات معادية لاسرائيل مخلوطة بمعاداة السامية كان لها هي ايضا دور في المعركة الانتخابية.
في حشد انتخابات في 3 آب غُشي على امرأة من الجمهور بسبب الحر الشديد وعالجها اردوغان القوي الحضور هو نفسه أمام عدسات التصوير ومسّج يديها.
وتقول الفكاهة إنها حينما صحت ورأت اردوغان دهشت وسألت: «أين سواري؟»، وهذا تذكير بقضية الفساد الشديدة التي تجاوزها اردوغان ايضا.
أصبح اردوغان رئيسا، مع «السوار».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ