1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 13/08/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 13/08/2014 م
|
في هــــــذا الملف
السيسي شريك لا صديق
بقلم:سمدار بيري،عن هآرتس
«قائد غولاني لا يمثّل الدروز»
بقلم: كارين روزكوفسكي،عن معاريف الاسبوعي
ميناء غزة خطر على إسرائيل
إقامته ستؤدي إلى مس خطير بالأمن القومي الإسرائيلي حيث ستصل سفن معادية
بقلم: اليعيزر (تشايني) مروم،عن معاريف
صدمة انتصار اليمين
أصبح اليمينيون في إسرائيل يرون أنها انتصرت انتصارا يعفيهم من البحث عن تسوية مع الفلسطينيين
بقلم: عوزي برعام،عن هأرتس
بين عباس وحماس
أبومازن ومشعل وجهان لعملة واحدة. والمشكلة هي أن اليهود هم الذين لا يفهمون ولا يريدون أن يتعلموا
بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
|
السيسي شريك لا صديق
بقلم:سمدار بيري،عن هآرتس
ما الذي نعرفه حقا عن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي؟ إن طوفان الكلام الذي أغرقنا في عملية الجرف الصامد أعلن أن السيسي في ملعب الأخيار وجعله في رأس قائمة اصدقاء اسرائيل، في مكان أعلى كثيرا من الرئيس اوباما.
وقد بالغوا عندنا كثيرا حتى إن رساما كاريكاتوريا من معسكر الأشرار صور السيسي ملتفا بعلم اسرائيل، مهاتفا بالهاتف الاحمر مكتب نتنياهو في القدس كي يتلقى منه توجيهات الى مفاوضة وفد حماس.
ويُصور مُحادثون من مصر صورة اخرى للسيسي. فهو محصور العناية في هدف. وقضية غزة هي موضوع واحد فقط في قائمة المواضيع الساخنة على طاولته. وهو يعلم أن الوقت في غير مصلحته، فعنده سنتان ليعرض على مصر انجازات ولا سيما اقتصادية، وليُقر في مصر ترتيبا أمنيا جديدا. لكن السيسي ليس صديق أحد بل بالعكس، فمنذ اللحظة التي دخل فيها قصر الرئاسة أصبح يتصرف بارتياب يميز الحكام الذين يعتمدون على أنفسهم فقط. فهناك الكثير جدا من الأعداء، والكثير جدا ممن يبغون الشر له، والكثير جدا من المشكلات التي قد تورطه.
يعرف السيسي جيدا بحملات الاقناع التي قام بها مبعوثون اسرائيليون رسميون الى واشنطن كي يُبينوا لادارة اوباما أنه حان الوقت لنسيان إسلاميي مصر وللتغاضي للسيسي عن عزله سلفه مرسي. ولا خلاف في أن النشاط الاسرائيلي أسهم في تجديد المساعدة العسكرية لمصر وادراك اوباما أن مصر تستحق أن تعود الى دور لاعبة مركزية. وحينما لم ننجح في إبطال ميل البيت الابيض العجيب الى الالتزام بورقة اللعب القطرية والتركية، فعل التعاون الاسرائيلي المصري فعله.
يعرف السيسي معرفة عميقة من عمله السابق رئيسا للاستخبارات العسكرية، أمر الانفاق في غزة. وقد أعلن الحرب عليها قبلنا (يزعم المصريون أنهم دمروا 1630 نفقا)، ولا يهاتف الجيش المصري ولا يطلق صواريخ تحذير.
للسيسي تصفية حساب مع حماس وحركة الاخوان المسلمين. وحينما ضموه الى المجلس العسكري الأعلى الذي أدار مصر بعد عزل مبارك فورا تلقى هو خاصة، ولم يكن ذلك بالصدفة، عمل الاتصال بالاسلاميين. فكل ما كان يعرفه عنهم وعن العلاقة بين الاسلام المتطرف والعمليات الارهابية أفضى به الى مطاردة رؤساء حركة الاخوان والى القعود في كرسي الرئيس كي يُسير مصر في مسار سليم العقل.
لكن كل ذلك لا يعني أن السيسي صديق اسرائيل. إن السيسي شريك. والذي يعتقده في خالد مشعل وفي الاذرع العسكرية في غزة اسوأ مما يعتقدونه عندنا. ويقولون لي إنه في الغرف المغلقة في مقر المخابرات في القاهرة، الفريق المصري أشد على حماس من الفريق الاسرائيلي.
ليست للسيسي خطط ليرقص على أنغام أي أحد بل عنده قائمة مصالح. وهو غارق الآن في مشروعه الطموح وهو انشاء قناة السويس الثانية. وقد التزم بأن يوجد مليون مكان عمل جديد للعاطلين في مصر، وعنده مشكلة هي مشكلة مليوني عامل يهربون الآن من ليبيا دون تأمين مصدر رزق. ويجب عليه أن يواجه مؤامرة عدد من الدول الافريقية لتحويل منابع مياه النيل. وما زال الاخوان المسلمون يترصدون له لاسقاطه.
ما زال الرأس المصري غير مستعد لتحول حقيقي معنا اذا استثنينا الموضوع المُركز وهو تسوية الهدنة في غزة. وسنرى هل يقترحون توسيع المشروع الاقتصادي الزاهر لـ «كويز» (صناعات النسيج المشتركة التي يتم التقليل من اظهارها وتُدخل ملايين). وسنرى هل ترسل مصر الى هنا سفيرا جديدا. وسنرى هل يحصل اسرائيليون على تأشيرات دخول الى مصر وهل يأتي مصريون الى اسرائيل. ولا يوجد حديث ألبتة عن زيارة ظاهرة لمسؤول مهم اسرائيلي. إن الشريك المصري يُجري علاقات بالهاتف. والتنسيق حميم ووثيق وهناك لغة مشتركة لكننا لم ننجح بعد في حل لغز السيسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
«قائد غولاني لا يمثّل الدروز»
بقلم: كارين روزكوفسكي،عن معاريف الاسبوعي
صباح أول أمس رافق نشطاء منتدى «ارفض» عنان شاهين (19 سنة) من سكان شفاعمرو في طريقه الى مكتب التجنيد في حيفا. شاهين، درزي، وصل الى المكتب كي يخرج منه مواطنا، وليس جنديا. وقد أخذ بالحسبان بان ينهي اليوم في المعتقل. ولم يرَ سوى هدف واحد أمام عينيه: الاعفاء من الخدمة في الجيش الاسرائيلي. وقد استعان شاهين في كل الفترة الاخيرة بالمنتدى الذي يدعو الشبان الدروز الى رفض الخدمة في الجيش. «كان هذا مفرحا جدا»، تقول نيسان حمدان (23)، من سكان عسفيا ومن مؤسسي المنتدى، «عنان تسرح وسيحصل منا الان على منحة دراسة».
وتوضح حمدان، طالبة الادب العربي ودراسات شرق آسيا في جامعة حيفا هدف منتدى «ارفض» فتقول: «نحن نقول علنا اننا فلسطينيون».
وكان المنتدى تأسس في العام 2010، بداية باسم آخر ومؤخرا نال الزخم. وتروي حمدان تقول: «ارتبطنا نحن مجموعة من الاشخاص من حيفا على مدى سنتين وبحثنا عن السبيل للخروج الى الشارع بأجندتنا. اعضاؤنا هم من كل القرى الدرزية في الشمال وفي الكرمل. وأجرينا حوارا في الموضوع. وفي نهاية السنة الماضي فقط بدأنا المبادرة الى لقاءات مرتبة.
«بعد ذلك أصدرنا فيلما على اليوتيوب يتوجه لكل من يريد أن يرفض وليس فقط للدروز. ساعدنا الكثير من الاشخاص منذئذ. ونحن نستخدم محامين، علماء نفس يدعمون الجانب النفسي ونشطاء يتحدثون مع العائلات المعنية بان يتجند ابناؤهم خلافا لارادتهم».
في «ارفض» يدعون بان دولة اسرائيل خلقت انقساما حين قررت تجنيد الدروز الزاما، وبالمقابل مست بشدة بصورتهم في نظر الفلسطينيين. «نحن نعرف أنفسنا كدروز فلسطينيين»، تشرح حمدان. «الدولة قررت التجنيد الالزامي للدروز فقط، وهذا لم يكن عبثا. فقد أرادوا خلق شرخ، ان نعتاد على أن كل طائفة قائمة بحد ذاتها.
مرفوض تجنيد طائفة فلسطينية واحدة. يوجد ايضا مسلمون ومسيحيون. يجندون الدروز ويطلبون منهم أيضا أن يصطدموا بالفلسطينيين في غزة وفي الضفة. يدفعوننا لان نبدو كأعداء لهم. اسألي فلسطينيين في رام الله من هو الدرزي فسيقولون لكِ الدروزي هو جندي على الحاجز».
الاعداد للرفض
وتروي حمدان بان المنتدى يضم أعضاء من سكان غزة والضفة. «نحن على اتصال متواصل مع الفلسطينيين واللاجئين في العالم ونعمل من زاوية نظر الحرية، القرار الشخصي والاختيار الحر. من يريد أن يتجند، حتى لو كنا ضده، لن نقنعه. فهذا موضوعه الشخصي. اذا كان أحد لا يريد أن يتجند – فنساعده لاننا نؤمن بانه غير ملزم. ليس منطقيا أن يعاقب اذا ما رفض».
في المنتدى يدعون بان في الاشهر الاخيرة توجه اليهم أكثر من 20 من ابناء الطائفة ممن لا يريدون ان يخدموا في الجيش الاسرائيلي. وهي تقول ان «الدروز لم يعودوا إمعات، فالكثيرون منهم لا يريدون أن يتجندوا».
وكان شاهين الذي تسرح أول أمس من الخدمة في الجيش الاسرائيلي استعان باعضاء المنتدى. وتقول حمدان اني «فخورة به. فقد شرح بانه يرفض ان يكون جزء من الجيش. قبل بضعة ايام حان موعد تجنيده. في مكتب التجنيد في حيفا طلبوا منه ان يأتي بعد بضعة ايام. يوم الاحد ذهبنا معه. رفض التجند وطلب رؤية ضابط الامن. فهو ملزم باعالة العائلة ولا يرى نفسه يخدم في الجيش.
«خرج مع اعفاء وكان واثقا أنه سيدخل السجن. تحدثنا معه كثيرا، اعددناه. سألناه اذا كانت لديه الشجاعة لدخول السجن فرد بالايجاب. أنا لا أنجح في الفهم لماذا ينبغي معاقبة الرافضين. اناس بسن 18، ما الذي رأوه في الحياة؟ فجأة يتعين عليهم ان يخدموا في جسم لا يتحدث باسمهم ولا بلغتهم».
«هناك من أشرح لهم باننا في زمن الحرب نحن ضد التجنيد فيجيبونني: «كيف تقولين هذا عندما يكون ابناء قريتك يقاتلون؟ انظري الى قائد غولاني العقيد غسان عليان الذي كأنه يمثل الدروز في هذه الحملة. هذا عبث. لماذا هو يمثل وأنا لا امثل؟ هو يمثل نفسه وجيش الدفاع الاسرائيلي. هذا اذا كان ممكنا على الاطلاق ان يسمي هذا دفاعا وليس هجوما».
هل تكرهين الجيش الاسرائيلي والدولة ؟
«أنا لا أكره ولكن فيّ غضب. الدولة صادرت اكثر من 80 في المئة من اراضينا، وتعد شبابنا بالارض بعد انهاء الجيش. في كل القرى لا يوجد على الاطلاق تراخيص بناء واراض للبناء فيها. فعن اي حقوق ووعود يتحدثون؟
«السبب الاول عندنا لعدم التجند هو أننا لا نرى أنفسنا جزءاً من الجيش الاسرائيلي. يقولون لنا اذا لم يكن مريحا لكم فاذهبوا الى غزة، ولكننا نعيش في الدولة ونريد أن نكون هنا. أجدادنا ولدوا هنا، عندي اصدقاء في غزة ولكن اراضينا وبيوتنا هنا. اولا العدل وفقط بعد ذلك يمكن أن يأتي السلام».
لم نتمكن من الحصول على تعقيب قائد غولاني غسان عليان.
وجاء من الناطق العسكري ان «المنتدى موضوع الحديث غير معروف للجهات ذات الصلة في الجيش. ابناء الطائفة الدرزية يتجندون للجيش الاسرائيلي حسب قانون خدمة الامن ويقاتلون كتفا الى كتف كجزء لا يتجزأ من الجيش. نسب التجنيد بين الطائفة الدرزية هي من أعلى النسب، الميل السائد على مدى السنوات الاخيرة. الجيش يثمن مساهمة جنود الطائفة لمن الدولة وللانتصار في ميدان المعركة».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ميناء غزة خطر على إسرائيل
إقامته ستؤدي إلى مس خطير بالأمن القومي الإسرائيلي حيث ستصل سفن معادية
بقلم: اليعيزر (تشايني) مروم،عن معاريف
يعود مصدر طلب حماس ميناء عميق في قطاع غزة الى التسويات التي تلت اتفاقات اوسلو والتي اتفق فيها على اقامة ميناء، وتكون فيه رقابة اسرائيلية على معبر البضائع. في تلك الايام كانت النشوة في السماء. كان احساس باننا نسير بثقة نحو مئة سنة من السلام. هكذا وافقت حكومة اسرائيل برئاسة اسحق رابين على السماح باقامة ميناء عميق في غزة.
في هذه الايام يعود الى السطح المطلب بالميناء في غزة، بتأييد محافل سياسية وبعض المحللين. ستؤدي اقامة ميناء كهذا الى مس خطير بالامن القومي الاسرائيلي. فسرعان ما سيصبح ميناء ايرانيا، يتم عبره تهريب البضائع والوسائل القتالية على نطاق غير مسبوق. وسيضع هذا الوضع اسرائيل ومواطنيها في خطر حقيقي.
السبب الاول لماذا لا ينبغي السماح بمبناء في غزة يرتبط بمفهوم الامن. وهذا يعتقد أن اسرائيل تسيطر في كل الغلاف حول مناطق السلطة الفلسطينية. وهكذا تتأكد من أنه لا توجد تهريبات للوسائل القتالية والمخربين. شاذ في هذا الشأن هو معبر رفح، الذي كان يفترض أن يكون تحت الرقابة الدولية ومجهز بالكاميرات التي تبث لاسرائيل ما يمر عبره. اما الفلسطينيون، بالطبع، فلم يلتزموا بالاتفاق.
السبب الثاني هو التبادلية بين غزة والضفة. ففور اقرارنا الميناء في غزة، سيدعي ابو مازن بانه هو ايضا يريد ممرا حرا لا تسيطر عليه اسرائيل. كما أنه كفيل بان يطلب مطارا فلسطينيا في الضفة الغربية. اذا كان لحماس ميناء في غزة، فلماذا لا يكون للسلطة، التي لا تطلق الصواريخ على اسرائيل، على الاقل معبر حر واحد الى الاردن لا يكون تحت الرقابة ومطار تديره هي؟
السبب الثالث هو أهمها جميعها: عدم القدرة على الرقابة على كل بضاعة تعبر الى غزة في السفن، وصعوبة منع التهريب في داخل السفن نفسها. فكرة الميناء النقلي (ترانزيت) برقابة دولية لا تسمح برقابة اسرائيلية على عملية التحميل. فضلا عن ذلك، في داخل السفن توجد فضاءات كبيرة يمكن فيها تهريب وسائل قتالية ومخربين بحجوم هائلة.
السبب الرابع هو تحول الميناء الى ايراني/تركي، تصل اليه للزيارة أدوات حربية ايرانية وتركية. وهذه لن تفحص وستنقل كل ما تسعى حماس الى تهريبه الى القطاع. من الصعب الافتراض بانه مع رفع الاغلاق البحري وفتح مسار السفن البحري ستتمكن اسرائيل من منع وصول سفن عسكرية في «زيارة مجاملة» الى غزة، وفي اثنائها سيتم تهريب أطنان من الوسائل القتالية في باطن السفن.
سنوات ونحن نتردد في المسألة. بعد اوسلو عني سلاح البحرية كثيرا في اقامة وحدة لفحص السفن التي تبحر الى ميناء غزة وتمنع التهريب. وسرعان ما فهمنا حجم المشكلة وصعوبة حلها. بعد انصراف عرفات في نهاية 2004 اعيد النقاش في الخطة لبناء الميناء في غزة. في 2006 اعادتنا حماس الى الواقع.
حل ممكن هو تنمية دولية لميناء العريش، بحيث يكون الميناء المركزي لشمال سيناء ولغزة، ويعطي لمصر ايضا سببا لتوسيع التعاون مع القطاع ومع اسرائيل. أما ميناء غزة فيواصل كونه ميناء للصيد، يوفر مصدر الرزق لمئات العائلات في القطاع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
صدمة انتصار اليمين
أصبح اليمينيون في إسرائيل يرون أنها انتصرت انتصارا يعفيهم من البحث عن تسوية مع الفلسطينيين
بقلم: عوزي برعام،عن هأرتس
يعرف كل مشجع للرياضة الشعور بذلك التأثر اللذيذ الذي يشيع في الجسم كله، أعني بهجة الانتصار. وهو يتمنى من أعماقه سواء كان مشجعا لفريق انجليزي أو فرنسي أو غيره، يتمنى فوزه ويحلم بالشعور بالبهجة الذي يصاحب ذلك الفوز. وليست بهجة الفوز واحدة في قوتها. فحينما يهزم فريقك فريقا أضعف منه يكون التأثر أقل، لكنه حينما يهزم فريقا أقوى منه تصاحبك بهجة الفوز اياما كثيرة. وقد أُضيف في الآونة الاخيرة الى طائفة مشاعر الفوز شعور معروف بقدر أقل يمكن أن نسميه صدمة الفوز (الانتصار). أي الدخول في حال صدمة الى أن يأتي النصر المطلق.
يصعب أن نحدد ما هو النصر في معركة مع حماس. إن عددا من رؤساء المجالس الاقليمية في خط المواجهة في الجنوب مهتمين بسلامة السكان يتحدثون مثلا عن احراز تهدئة مدة طويلة يتم خلالها تمهيد طريق سياسي نحو تسوية دائمة. ولم أقصد الى ذلك بل أقصد بعبارة صدمة الانتصار الى صدمة تصيب دائما اليمين الايديولوجي وشركاءه الكثيرين.
كتب اسرائيل هرئيل عن «عقلية اسرائيلية» لا تسعى الى حسم شامل («بعد حرب لبنان الثالثة»، صحيفة «هآرتس» 7/8). ويأسف كلمان لبسكيند، وهو ايضا يميني سافر، يأسف في صحيفة «معاريف» لأن الحكومة لا تحاول أن تسقط حماس وهو يطمح ايضا الى حسم مطلق، وكاد ماتي توخفيلد، المراسل السياسي للصحيفة التي تعبر عن رأي نتنياهو (التي أخذت تُسمع في الآونة الاخيرة انتقادا خفيا لاجراءات السيد)، كاد يكشف عن اسباب صدمة النصر الساحق: «إن فكرة أن تنجح اسرائيل في تنشئة زعيم عربي في مواجهة اسماعيل هنية وخالد مشعل، يوقع على اتفاقات سلام هي فكرة مضللة».
خرج الثعبان من الكيس: صحيح أن كل مواطن اسرائيلي يريد نجاح الدولة في صراعها مع حماس، لكن كثيرين يعتقدون أن هذه المعركة مع أصدائها الدولية تتطلب تفاوضا عاما مع دول الجامعة العربية ومع السلطة الفلسطينية. وإن اسرائيل هرئيل وكلمان لبسكيند شخصان ذكيان يدركان ذلك، وهما يعلمان ايضا أن طموحهما الى حسم شامل، أعني صدمة انتصارهما، هو جزء من رغبتهما في صد كل احتمال للتفاوض – لأنه لماذا نتنازل تنازلات سياسية ونحن اذا شئنا ننتصر دائما على كل عدو وذلك يتعلق بنا فقط.
إن جهاز الامن نفسه يُقدر أنه ليس من المحتمل ألبتة جعل حماس ترفع العلم الابيض. واحتمال اسقاطها ايضا ضعيف جدا. ونستطيع بحكمة سياسية وبقتال عنيد أن نُضعف قوتها ومكانتها في قطاع غزة وأن نمنح السلطة الفلسطينية قوة أكبر. لكن محمود عباس اسوأ من حماس في نظر لبسكيند وهرئيل وتوخفيلد لأن حماس بحسب ايديولوجيتها ليست أهلا للمحادثة لكن عباس والسلطة الفلسطينية هما كذلك. ولهما شرعية دولية واعتراف اسرائيلي. وهما في الأساس قوة علمانية تشارك كثيرين في العالم العربي التوق الى صد الاسلام ذي المطامح الاستعمارية.
كان يمكننا في السنوات الخمس الاخيرة أن نقوي السلطة الفلسطينية وأن نلتزم بسياسة واضحة تفضلها على حماس. ولم نفعل ذلك لأن السلطة شريكة في اتفاق دائم وهذا بالضبط هو ما يخيف اليمين الاسرائيلي لأن هذا الاتفاق تهديد لحلم الخلاص بواسطة ارض اسرائيل الكاملة.
وهذا هو مصدر ، أعني اعتقاد أن النصر المطلق في المعركة يُجهض كل احتمال لاتفاقات بعد أن يضطر العالم العربي الى أن يعترف بقوتنا المتفوقة.
كل من يعلم أن دولة يهودية صغيرة في قلب شرق اوسط عربي تحتاج الى شريكات من الدول العربية والى الفلسطينيين يعلم أن الطموح الى النصر مشروع، لكن ينبغي الابتعاد عن ناشري صدمة الانتصار الذين يستعملون كلمة انتصار لاحباط اتفاق سلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بين عباس وحماس
أبومازن ومشعل وجهان لعملة واحدة. والمشكلة هي أن اليهود هم الذين لا يفهمون ولا يريدون أن يتعلموا
بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
يتشوش الناس بين «الرصاص المصبوب»، «عمود السحاب» و «الجرف الصامد». جولة واحدة، أسماء مختلفة. ولماذا يراوحون؟ لانهم لا يتعلمون. كل واحد عالق في مفهومه كما يعلق بالنبع الديني. فاليهود، علمانيون ومتدينون على حد سواء – كانوا ولا يزالون شعبا متدينا. فالحماسة المسيحانية لـ «معسكر السلام» لا تقل عن تزمت المتدينين من مئة شعاريم. لا يوجد حدث حقيقي يجري أمام ناظريهم، ولكنه يتعارض مع «قدس أقداسهم» سيحركهم عن رأيهم قيد أنملة. لدى هؤلاء مثل ما لدى اولئك، ما كان هو ما سيكون.
محمود عباس، الذي هو ابو مازن، يلعب الان دور النجم كحل للشرك الغزي وكعمود فقري في جبهة «المعتدلين» ضد ايران، حزب الله، حماس وأمثالهم. ما الذي يعطي حاكم رام الله موقفا اساسيا في الجبهة المضادة لحماس بين عمالقة كالسعودية ومصر؟ لعله وقوفه على رأس «حكومة الوحدة الفلسطينية» التي نصفها حماس؟
مثل هذه التناقضات لا تؤثر ايضا على شخص برغماتي كنتنياهو، الذي يطلب أن يرابط في معبر رفح جنود من «الحرس الرئاسي» لعباس بصفتهم «مشرفي حلال» على حماس، وذلك من قبل «حكومة» هي نفسها نصف حماس. وأمس فقط رفض نتنياهو عباس كمحاور رفضا باتا: على خرق اتفاق اوسلو بتوجهه الى الامم المتحدة للحصول على مكانة «دولة»، على انضمامه الى مواثيق دولية، وفوق كل شيء – على اشراكه الارهابيين القتلة من حماس في «حكومة الخبراء» التي شكلها في رام الله. لقد عمل نتنياهو كمن اقترحوا له أن يعقد صفقات مع شركة 50 في المئة من أسهمها نقلت الى المافيا. وفي رد طبيعي قطع كل اتصال مع هذه «الحكومة» وتعامل معها كجهة حماسية. ماذا حصل بعد ذلك كي يسوغ الفساد؟ ربما مقتل الفتيان الثلاثة على ايدي خلية حماس، اطلاق الاف الصواريخ وقذائف الهاون، 64 جنديا و 3 مدنيين قتلى وضرر بالمليارات، كله من أفعال يد حماس؟
لا ينبغي أن نتشوش: عباس لا يخفي نواياه الحقيقية. «نظرة الى الاعلام الفلسطيني» أفادت بان الناطق بلسان رئيس الوزراء للاعلام العربي، اوفير غندلمن، وجد في صفحة فتح الرسمية على الفيسبوك (فتح اياها التي يترأسها عباس) كاركاتير لمقاتل فتح ومقاتل حماس يتصافحان ويوجهان بندقيتيهما نحو جندي الجيش الاسرائيلي. وسألهما الناطق: هل المصالحة الفلسطينية ترمي الى اقامة جبهة موحدة لمقاتلة اسرائيل؟ «نعم، هذا ما نريد!» كان الجواب.
واذا لم يكن هذا بكافٍ، ففيلم «كتائب الاقصى» الذراع العسكري لفتح (وهي أيضا برئاسة عباس) يدعو الحكومة والشعب في اسرائيل: «الموت سينالكم، انصرفوا من بلادنا! صاروخ KN-103 سيأتيكم!». في نفس الوقت، في لاهاي، يعد عباس لائحة اتهام ضد اسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
كل هذا لا يمنع النائبة شيلي يحيموفتش من الحديث في التلفزيون عن «الحلف الجديد» (بهذه الكلمات!) مع الدول العربية «المعتدلة»، وعباس في مركزها. تعبير «الحلف الجديد» مناسب بالذات: الافنجيلية، الدين المسيحاني، الذي في قدس أقداسه هو «السلام».
فقط غياب العقلانية كفيل بان يشرح لماذا رجال اوسلو، الذين جلبوا الى هنا ابو الارهاب الحديث، عرفات، مع نائبه عباس، لم يعتذروا حتى اليوم. وهذا يقودنا الى اعادة صياغة قول اسحق شمير: «البحر ذات البحر واليهود ذات اليهود». شعب لا يتعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ