1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 18/09/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 18/09/2014 م
|
في هــــــذا الملف
يا «داعش» ليتك كنت حماس
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
إلى أن يمر الغضب
استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب أن يكون بعد أن يهدأ الشرق الأوسط المضطرب
بقلم: شلومي الدار» عن معاريف الاسبوع
الهروب من غزة
شهادات تكشف عن مسار تهريب أشخاص من القطاع إلى مصر وعن الظروف القاسية واستغلال المهربين
بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
لماذا يتجاهل بيبي الرئيس المصري؟
لا يريد أعداء اسرائيل أي حل للقضية سوى انشاء دولة فلسطينية
بقلم: آريه إلداد،عن هآرتس
مرض النسيان
نحن في اسرائيل نجد صعوبة كما هو معروف في الحساب وفي التاريخ
بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن هأرتس
|
يا «داعش» ليتك كنت حماس
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
عدنا الى أسرة الشعوب. فقد غابت الحملة الصغيرة المسماة «الجرف الصامد» عن الشاشة وحلت محلها حرب جليلة دولية ولا سيما حرب تستطيع اسرائيل أن تفخر بها. صحيح أن اسرائيل ليست جزءا من الحلف الغربي أو العربي الذي بدأ بالقصف في العراق وربما في سوريا ايضا الى أن يتم القضاء على «الدولة الاسلامية»، لكن من المؤكد أنها حاضرة. فالمعلومات الاستخبارية الاسرائيلية تستعملها وستستعملها اعضاء الحلف، واذا اقتضى الامر فان اسرائيل ستبيح لطائرات امريكية أن تستعمل قواعدها للخروج في هجوم، وقد اصبحت تشعر بالدثار الدافيء للانتماء الى الشرق الاوسط العربي الذي يحارب الاسلام المتطرف.
إن شعار «حماس هي داعش وداعش هي حماس» ثبت ثباتا جيدا. وقد خلصت حرب اوباما لقطاع الرؤوس اسرائيل من عزلتها. هذا هو اوباما الذي نحبه، إنه اوبامانا.
اوباما الذي لم يؤثر فيه أن قتل أكثر من 200 ألف سوري، لكنه هب لطرد الارهابيين الاسلاميين من أوكارهم ولسحق بنيتهم التحتية والقضاء على قادتهم. واذا قتل في الطريق بضعة آلاف من المدنيين العراقيين أو السوريين بسبب اخطاء طيارين أو مصادرهم الاستخبارية فلا يوجد ما يمكن فعله لأن الهدف مُسوغ.
أوليست داعش تستخدمهم دروعا بشرية، هذا الى أن هؤلاء المدنيين يتعاونون على العموم مع داعش على الحكومة العراقية. ويبدو ايضا أن اسرائيل أسهمت بهذه المراسم الحبيبة في الحلف. فما أجمل أن يستطيع اوباما وشركاؤه أن يفهموا آخر الامر ما تمر به اسرائيل.
لماذا يصر العالم اذا على اتهام اسرائيل حينما تدمر عشرات آلاف البيوت في غزة وتقتل 2200 انسان فقط؟ ولماذا يقارنونها بسوريا خاصة لا باوروبا التي تخيفها رهبة الاسلام المتطرف؟ فان مجرد حساب بسيط يثبت أن اسرائيل موجودة في جانب الأخيار، وقد قتل في عملية الجرف الصامد 44 فلسطينيا كل يوم في المعدل. ويبين ضعف هذا العدد في ثلاث سنوات ونصف من الحرب الجارية في سوريا على مواطنيها أن اسرائيل لو فعلت فعلها لبلغت فقط الى 56 ألف قتيل فلسطيني، أي الى ربع عدد السوريين الذين قتلوا.
وتلك بالطبع حسابات غوغائية لأن اسرائيل ما كانت لتبلغ أبدا الى هذا العدد من القتلى، لكن المقارنة بين حرب داعش وحرب حماس غوغائية فاخرة؛ فحماس لم تسيطر على مناطق في دولة اسرائيل لتنشيء فيها «مسلخا» بشريا. وهي منذ سبع سنوات مسجونة مع مليون و900 ألف فلسطيني في داخل قطاع غزة، لكنها تعتبر «جهة مسؤولة» تستطيع اذا شاءت أن تمنع الهجمات على اسرائيل. ورؤيا آخر الزمان عندها عن انشاء أمة اسلامية لا تأتي على حساب مطامحها الوطنية الى انشاء دولة للشعب الفلسطيني. وهي تقبل مبدأ الدولة الفلسطينية في حدود 1967 وإن كانت تحلم أنشاء دولة فلسطينية في مساحة دولة اسرائيل كلها. ولهذا فان حلمها لا يختلف عن حلم هُذاة ارض اسرائيل في اراضي فلسطين كلها، وهي لا ترفض مفاوضة سياسية لاسرائيل بل إنها تفاوضها للتوصل الى هدنة دائمة.
تنتظر حماس بفارغ الصبر تجديد التفاوض في مصر كي تستطيع أن تبدأ اعمار القطاع ولتعرض على سكانها انجازات مدنية. وقد فصلت حماس نفسها عن سوريا وايران بسبب المذبحة في سوريا وهذا مما يسجل لها. وهي ايران التي تطمح واشنطن الى التعاون معها على محاربة داعش والاسد الذي اصبح يُرى الآن كنزا استراتيجيا في هذه الحرب. وقد خدمت حماس في الوقت نفسه اسرائيل خدمة جيدة حينما أتاحت لها ذريعة رفض صلاحية محمود عباس. إن حماس ليست منظمة ودودة مقلمة الأظفار بل هي بعيدة عن ذلك، لكن اوروبا والولايات المتحدة لو وجدتا في داعش شريكا مثلها لكانتا سعيدتين. فليتهما استطاعتا أن تقولا حقا «إن داعش هي حماس».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إلى أن يمر الغضب
استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب أن يكون بعد أن يهدأ الشرق الأوسط المضطرب
بقلم: شلومي الدار» عن معاريف الاسبوع
بعد لحظة من انتهاء حملة «الجرف الصامد» في غزة، بدأت الضغوط على اسرائيل للعودة الى مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية. ويمارس الضغط على اسرائيل في كل الجبهات – في الساحة الدولية، ولكن في الداخل ايضا. وعرض النائب عوفر شيلح من يوجد مستقبل المطلب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للعودة الى طاولة المباحثات كمسألة فورية. «نحن قد نجد أنفسنا في وضع استئناف القتال في غزة في غضون بضعة اسابيع اذا لم تكن خطوة سياسية»، قال.
يمكن أن نحصي اسبابا منطقة عديدة في أنه الان بالذات ينبغي انتاج افق سياسي جديد. ومن كل الاسباب المناسبة، فان الحملة في غزة بالذات أصبحت المحفز الاساس لانها شكلت تجسيدا مأساويا لما يمكن للجمود السياسي، اليأس، انعدام الامل وبالاساس تجاهل الوضع على الارض – أن يؤدي اليه. فالطرفان، نتنياهو وابو مازن، على علم جيد بأثار الجمود السياسي على حكمهما. وكما هو معروف، فقد امتشق ابو مازن خطة سياسية واقتراحا لاستئناف المفاوضات، بينما رئيس الوزراء نتنياهو، في اجماله لحملة «الجرف الصامد» قال: «كان يسرنا أن نرى أبو مازن يدخل الى غزة بدلا من أن نرى حماس تدخل الى الضفة»، واضاف: «دوما سنقبل ونتبنى شريكا مستعدا لان يدخل معنا في مسيرة سياسية للوصول الى انهاء النزاع».
وهذه بالضبط هي المسألة: هل سيكون ممكنا الان الوصول الى حل للنزاع المعقد بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟ وهل ابو مازن هو الشريك الذي يمكن لنتنياهو أن يتوصل معه الى حلول سياسية بعيدة الاثر؟ وهل نتنياهو، الذي أثبت على مدى كل فترة حكمه أنه لا يسارع، على أقل تقدير، للوصول الى تسوية سياسية مع من أسماه «لا شريك»، غير رأيه حقا في أعقاب حملة «الجرف الصامد» خشية أن تسيطر حماس على الضفة الغربية؟
حتى لو كانت الاجوبة على كل هذه الاسئلة الكبرى ايجابية، وكان الزعيمان عن حق وحقيق قادرين على التغلب على انعدام الثقة ان لم نقل النفور الذي طوراه الواحد تجاه الاخر، فيشمران على اكمامهما ويدخلان في مفاوضات حقيقية، مشكوك أن في هذا الاوان سيوفقان في طريقهما. شك كبير جدا ان يكون ممكنا في هذه الايام العاصفة في الشرق الاوسط الوصول الى اتفاق يكون فيه الطرفان، الاسرائيليين والفلسطينيين، مطالبين باتخاذ قرارات حاسمة محملة بالمصائر لم يكونا قادرين على اتخاذها في ايام اكثر راحة.
قبول حلول وسط أليمة
هيا نضع الامور على الطاولة وننظر الى الواقع الحالي في الشرق الاوسط في خريف 2014. فالدعم الجماهيري الذي يناله اليوم ابو مازن في المناطق التي تحت سيطرته توجد في أسفل الدرك. والمفاوضات مع اسرائيل ستلزمه هو ايضا، وليس فقط اسرائيل، في الموافقة على حلول وسط اليمة. القدس، اللاجئون، السجناء، تبادل الاراضي، غور الاردن وغيرها. وبدون دعم جماهيري مكثف من الفلسطينيين لزعيمهم، الذي يسير نحو خطوة حياته وحياتهم، لا يوجد أي امل في أن يكون ابو مازن قادرا على أن يتخذ قرارات حاسمة. ولا سيما في موضوع القدس.
ولكن حياة رئيس الوزراء أيضا، على فرض أنه يقصد بجدية الدخول في خطوة سياسية مع ابو مازن، ستكون صعبة. ليس فقط بالنسبة للقرارات الحاسمة المصيرية التي سيضطر الى اتخاذها، بل انه هو ايضا من شأنه ان يجد نفسه دون دعم جماهيري من الرأي العام في اسرائيل. يحتمل أن تكون حملة «الجرف الصامد» في غزة أثبتت للاسرائيليين أنه خير السلام والافق السياسي من رعب الحرب، ولكن بشكل مفعم بالمفارقة شددت ايضا اكثر فأكثر انعدام الثقة بين الشعبين والخوف من التنازلات الاقليمية التي سيستوجبها كل اتفاق سلام.
ان مكانة ابو مازن الضعيفة في رام الله تزيد بقدر اكبر تساؤل الاسرائيليين: اذا كان رئيس السلطة الذي نسير معه الى مسيرة سلمية لا يمكنه أن يدخل الى غزة، فكيف سينجح في منع دخول حماس الى الضفة؟ ومن يضمن ان بعد يوم من انسحاب اسرائيل من المناطق الا تستولي حماس على المنطقة التي تم اخلاؤها، مثلما حصل في قطاع غزة بعد فك الارتباط.
ولكن للمسائل والمعاضل العادية التي تميز علاقات الفلسطينيين – الاسرائيليين اضيف اليوم معامل آخر، حرج وجوهري في تصميم الشرق الاوسط؛ داعش وجبهة النصرة المقترأن بكثافة من حدود اسرائيل. فالشرق الاوسط عاصف واسرائيل توجد دون أي مبالغة في ذروة وقلب عاصفة كبيرة. احد لا يعرف ما يولده اليوم. احد لا يمكنه أن يقول بيقين كيف سيكون الشرق الاوسط، مع داعش او بدون داعش، بعد عدة اشهر غير طويلة. الجميع ينظرون الى ما يجري أندهاش، الى حقيقة أن تنظيما مجنونا يقطع الرؤوس بالجملة، ينجح في أن يجند اليه آلاف المقاتلين ويسيطر بقوة على مناطق واسعة.
ان لما يجري في سوريا ولبنان تأثيرا مباشرا على قدرة اسرائيل اليوم على اتخاذ قرارات مصيرية ذات مغزى. وأنا لا اجري لا سمح الله تشبيها بين داعش ومنظمات فلسطينية في الضفة وفي غزة. بل اني حتى مقتنع أن مجانين داعش لا يمكنهم ان ينشأوا في اوساط السلطة الفلسطينية، لا في غزة وبالتأكيد لا في الضفة. وان كان هنا أو هناك توجد خلايا معينة تعتبر ذات ايديولوجيا مشابهة. ولكن هذا هو الوقت لقراءة الواقع، والفهم والاتفاق على أن هذا وضع خاص. ان اتفاق السلام مع الفلسطينيين والذين لم يتحقق في ايام اكثر صفاء – لن يتحقق الان، ولا امل في أن نصل في هذه الايام العاصفة الى قرارات حاسمة مصيرية. فهل الجمهور الاسرائيلي، الخائف من جيرانه الاصوليين في غزة وعلى الحدود الشمالية، مستعد وجاهز الان لان يدخل الى قلب عاصفة اخرى سياسية داخلية وخارجية بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى؟
مهامة متعذرة
الجواب هو قاطع لا لبس فيه: لا. فالمجتمع الاسرائيلي يوجد اليوم في استقطاب لم يشهده من قبل أبدا. فالحملة في غزة ابرزت أكثر فأكثر الصداع بين اليمين واليسار، بين مؤيدي المسيرة السياسية مع الفلسطينيين ومعارضيها. وتجنيد الصبر، الاستعداد والجاهزية اليوم للدخول في سياقات دراماتيكية هو مهامة متعذرة.
وعليه فان الامر السليم عمله هو الحفاظ على الوضع الراهن الى أن يمر الغضب. وبتعابير الشرق الاوسط وبالعلاقات الاسرائيلية – الفلسطينية، فان الوضع الراهن هو شتيمة. ولكن في الواقع الحالي، في الفهم أنه في اثناء عاصفة ما من الصعب النجاة من عاصفة جارفة اخرى، هو أهون الشرور. الوضع الراهن، الى أن يصفو الجو في الشرق الاوسط، لا يعني الضم، تسريع البناء وتثبيت حقائق ناجزة اخرى على الارض تثير حفيظة الفلسطينيين وتؤدي الى جولة عنف اخرى في الضفة. فالسلام هو امنية الكثيرين، وهو امنيتي انا ايضا.
أنا ايضا اعتقدت ان الوضع الراهن هو شتيمة، ولكن جولة محادثات اخرى مع الفلسطينيين تنتهي أنفجار آخر ستقرب حقا سيناريو الانتفاضة الثالثة التي يحاول الجميع منعها جدا. بما في ذلك ابو مازن الذي رغم كل شيء «يقدس» التعاون الامني مع اسرائيل.
وعليه فالى ان نعرف كيف يتصمم وجه المنطقة، فان الوضع الراهن المؤقت هو الخيار البديل الافضل، وهو بالاساس فهم القيود التي في هذا الواقع المركب جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الهروب من غزة
شهادات تكشف عن مسار تهريب أشخاص من القطاع إلى مصر وعن الظروف القاسية واستغلال المهربين
بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
برغم الأنباء عن أن اسرائيل والامم المتحدة والفلسطينيين توصلوا الى تفاهمات على اعمار قطاع غزة بعد عملية «الجرف الصامد»، لم يعد كثير من سكان القطاع مستعدين للانتظار. ففي غزة يقولون إن آلاف السكان بدأوا يتركون القطاع منذ بدأت العملية ويطلبون اللجوء الى دول اوروبية. ويتم أكثر المغادرات للقطاع في الخفاء ويدبرها مهربون، ولهذا لم تكد تنشر معلومات عن أعداد الهاربين الكثيرة.
لكن غرق السفينة التي كان على متنها مئات اللاجئين الفلسطينيين في الاسبوع الماضي قبالة سواحل مالطة غير الوضع. فهذه الواقعة تجعل القصة المركبة لآلاف الاشخاص الذين يسلمون مصيرهم – وأمن عائلاتهم احيانا – الى مهربين يستعملون جهازا سمينا من العملاء بتعاون مع ذوي مناصب وجهات عظيمة التأثير في القطاع وخارجه، جعلتها تطفو الى السطح.
أفادوا أمس في السفارة الفلسطينية في اليونان أن السفينة التي هرّبت أكثر من 450 شخصا – الكثرة الغالبة منهم فلسطينيون من قطاع غزة – غرقت بعد أن صدمتها سفينة اخرى على عمد بسبب صراعات قوة وسيطرة بين المهربين. وبدأوا في منظمة حقوق الانسان «أدمير» التي تعمل في قطاع غزة في تسجيل أسماء المفقودين وبلغوا الى أكثر من 400 حتى أمس.
بحسب ما يقوله مدير المنظمة خليل أبو شمالة في حديث مع صحيفة «هآرتس»، زار عشرات العائلات مكاتب المنظمة وأدوا أسماء: «الكثرة من الشباب لكن توجد ايضا عائلات كاملة من آباء وأبناء كانوا على السفينة ولا يعلم أحد أين هم، والقطاع كله مشغول بذلك. وهذا هو الشيء الأكثر إيلاما. وكأنه لا يكفي ما حدث في الحرب الاخيرة حتى أصابتهم ضربة اخرى». ويُبين أبو شمالة ايضا أن أمر غرق السفينة في الاسبوع الماضي وبعدها سفينة اخرى غرقت قبالة ساحل الاسكندرية في يوم السبت الماضي (وهي واقعة قتل فيها 15 فلسطينيا على الأقل)، كشفا عن تفاصيل كثيرة عن مسار التهريب.
إن أبو احمد الذي كان ابنه على السفينة وما زال يُعرّف أنه مفقود، عالم بالمسار المركب الذي يسير فيه اولئك الذين يحاولون الخروج. إن الاغلاق المصري لمعبر رفح بصورة تامة تقريبا وحظر اسرائيل الخروج من البحر يجعلان المغادرة المشروعة للقطاع صعبة صعوبة مميزة. وهو يُبين أنه «يوجد قليل من الاشخاص خرجوا من القطاع عن طريق معبر رفح لاسباب انسانية في الاساس. لكن الكثرة الغالبة من الناس يغادرون عن طريق الانفاق ويبلغون رفح المصرية ويتابعون طريقهم من هناك».
من الاسماء البارزة التي تتكرر مرة بعد اخرى في التقارير عن الهروب الى خارج القطاع أبو حمادة السوري، الذي يستعمل شبكة مهربين مسؤولة عن نقل اللاجئين من القطاع الى اوروبا عن طريق البحر. وأبو حمادة يمكث في مصر لكن له ممثلين في القطاع – وكثير منهم بحسب الشهادات لهم صلة بمراكز تأثير في القطاع وفي مصر ايضا. وتحدث أحد الممثلين الى صحيفة «هآرتس» وطلب أن يبقى مجهول الاسم. «تكلف هذه الرحلة الشخص ما بين 3500 دولار الى 4000. والذي يهتم بالخروج يأتي مع التنسيق قبل ذلك الى منفذ نفق في رفح الفلسطينية – والحديث عن نفق صغير نسبيا لا عن الانفاق الكبيرة التي أغلق المصريون أكثرها. ويزحف الناس عشرات الامتار وينتظرهم عند منفذ النفق في رفح المصرية حافلة صغيرة أو سيارة تنقلهم الى بور سعيد على ساحل البحر المتوسط.
وينتظرون هناك في شقة أو مبنى مُعد قبل ذلك». وعلى حسب ما يقوله ذلك المهرب يوجد في هذه المرحلة تعاون خفي مع رجال أمن مصريين يغضون أعينهم أو يوقعون على جوازات بتوقيع مزور يُمكن من وصول السيارة الى غايتها، وهم يفعلون ذلك «مقابل دفع مال بالطبع»، أضاف المهرب.
وينتظر اللاجئون في بور سعيد أو في اماكن اخرى يعرفها المهربون الى أن يتلقوا ابلاغا بموعد السفر ويخرجون من هناك نحو الاسكندرية. وعلى حسب شهادات بلغت الى صحيفة «هآرتس»، يركب اللاجئون قوارب في الاسكندرية. والحديث عن عشرات الاشخاص في كل قارب. وتخرج هذه القوارب الى عرض البحر وحينما تجتاز المياه الاقليمية المصرية تنتظرها سفينة اخرى ترسو في مياه دولية. وهناك يركب اللاجئون السفينة التي تتجه الى اوروبا (الى سواحل ايطاليا خاصة)، والحديث على العموم عن سفن ضعيفة وعن ظروف قاسية جدا.
يفترض أن تطول الرحلة سبعة ايام. وقال أحد اللاجئين وقد نجح في الوصول الى بر الأمان في اوروبا، لصحيفة «هآرتس» إنه مع اقتراب السفينة من الساحل يحدث أمر من اثنين: فاما أن تبث السفينة اشارة ازمة وتنتظر قوارب سلاح البحرية الايطالي والصليب الاحمر لـ «يُخلصاها»، وإما أن يقفز اللاجئون الى الماء مع أطواق نجاة الى أن تنتشلهم قوارب خفر السواحل أو الصليب الاحمر.
ومهما يكن الامر فان أكثر اللاجئين يعلنون أنهم سوريون أو فلسطينيون جاءوا من سوريا، ويبحثون عن ملجأ بسبب الحرب الجارية في الدولة. ويُنقل اللاجئون الى منشآت خاصة وينتظرون هناك عدة ايام. وبحسب عدد من الشهادات تبلغ أيدي المهربين الى اوروبا فان ممثلين لهم يأتون الى المنشأة ويوقعون على وثائق تحرر اللاجئين. ويطلب أكثر اللاجئين المغادرة الى دول اخرى ذات سياسة رفاهة أكثر رخاءا للاجئين مثل المانيا والسويد، زاعمين أنه يوجد أقرباء ينتظرونهم.
يقول أحد سكان القطاع وكان نوى أن يغادر بل خطط للخروج في الايام الاخيرة لكن ندم بعد الانباء عن الغرق، يقول إن ظاهرة الهجرة ازدادت زخما بعد الحرب خاصة: «إنه نوع من صديق يشجع صديقا أو قريب يشجع قريبا»، يقول. «كان هناك من جاءوا وتحدثوا عن حياة طيبة وظروف عادية. وكل شيء نسبي بالطبع وكل مكان في اوروبا أفضل بأضعاف مما يحدث في القطاع، والمسألة مسألة حظك في قطع الطريق كلها سالما. والحديث آخر الامر عن مهربين متعطشين للمال وهو كل ما يعنيهم. وإن الحكاية عن اغراق السفينة في الاسبوع الماضي على أيدي مهربين متنافسين فظيعة».
وقال: «تحدثت امرأة نجت عن أن سفينة مهربين مصريين صدمت سفينة كان عليها اللاجئون الفلسطينيون ورأوا الاشخاص يغرقون فلم يقدموا أية مساعدة، لكنني لا أظن أن حادثة جد رهيبة ستوقف الظاهرة لأن الناس هنا يائسون تماما ويريدون المغادرة ويقولون بصراحة إن موتنا في البحر أفضل من أن نموت يأسا وخيبة أمل في القطاع».
لا يوجد في القطاع تقدير دقيق للظاهرة لكن كل من يعرف بالامر يتحدث عن قضية تشغل غير قليل من الناس. وقد حذروا في الحكومة الفلسطينية في رام الله أمس من الظاهرة لكنهم يدركون هناك ايضا أنهم غير قادرين على العمل على المهربين ما لم يسيطروا على اجهزة الأمن وعلى محاور التهريب، وما بقيت المحاور تسيطر عليها جهات ذات تأثير تحظى بدعم صامت من سلطة حماس في غزة.
دعت منظمات حقوق انسان في القطاع وسكان فقدوا أعزاءهم السلطة الفلسطينية الى التوجه الى السلطات المصرية لتواجه الظاهرة ولتمنع التهريب، ولا سيما طرق الهجرة التي تُعرض حياة الناس للخطر. وتقول المنظمات إنه يجب على مصر أن تعمل على رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر للتسهيل على السكان ولتضائل بذلك ظاهرة الهجرة من الأساس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لماذا يتجاهل بيبي الرئيس المصري؟
لا يريد أعداء اسرائيل أي حل للقضية سوى انشاء دولة فلسطينية
بقلم: آريه إلداد،عن هآرتس
توجد احداث شغب في القدس: رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، واطلاق نار هنا وهناك ايضا. وفي جبل الهيكل أحرق المشاغبون مركز الشرطة والدولة «تحتوي» الحريق. وتُرفع رايات حماس وداعش في جبل الهيكل بلا اعتراض. ويدرك العرب أنه اذا كان اليهود يتخلون على هذا النحو عن أقدس مكان في زعمهم للشعب اليهودي فانهم سينجحون في طردنا من ارض اسرائيل كلها لأننا مثل الصليبيين وليست لنا صلة بالارض.
لكن في كل مرة توجد فيها احداث شغب في القدس، وكان هذا يحدث فينة بعد اخرى في الـ 100 سنة الاخيرة، ينهض يهود حكماء أذكياء، باحثون عن السلام والأخوة بين الشعوب منذ ايام «حلف السلام» الذي آمن به يهودا لييف ماغنس ومارتن بوبر الى اليسار الاسرائيلي في ايامنا، فيخلصون الى الاستنتاج المنطقي الآتي وهو أن الحل لا يمكن أن يكون بالقوة وأنه لا حل عسكريا بل يُحتاج الى حل سياسي.
إن ذلك «الحل السياسي» على صورة «حلف السلام» قبل ثمانين سنة يقول إن اليهود لا حاجة بهم ألبتة الى دولة. قضى البروفيسور ماغنس، رئيس الجامعة العبرية في جبل المشارف، شهورا طويلة في نيويورك في 1947، يحاول اقناع اعضاء الامم المتحدة بالتصويت اعتراضا على انشاء دولة يهودية. وقد ضُرب هذا التصور ضربة قاسية حينما استقر رأي الجمعية العمومية في 29 تشرين الثاني على فعل عكس ذلك خاصة. ومنذ ذلك الحين، يحاول أبناء رجال «حلف السلام» واحفادهم وابناء احفادهم الروحانيون، يحاولون التوصل الى «حل سياسي» آخر يحرك عجلة التاريخ الى الوراء.
اذا كانت دولة اسرائيل قائمة فيجب تغييرها من الاساس كي لا تكون على الاقل دولة تصر على التمسك بوطنها التاريخي.
وهم يستعينون بأذرع أخطبوط «صندوق اسرائيل الجديد»، الذي يحاول – كاسمه – أن يجعل دولتنا اسرائيل شيئا ما جديدا، وحينما يدعون الى «حل سياسي» لا يعنون سوى انشاء دولة فلسطينية في قلب البلاد. ولا حل آخر.
حينما قام رئيس مصر عبد الفتاح السيسي قبل عدة ايام واقترح حلا آخر بمنح الفلسطينيين 1600 كم مربع في شمال سيناء، في مساحة تزيد على مساحة قطاع غزة بخمسة اضعاف، كي ينشئوا هناك دولتهم ويستوعبوا اللاجئين هناك، وكي يستطيع العرب في يهودا والسامرة أن يصبحوا سكان اسرائيل مع حكم ذاتي في مدنهم، ومواطنين في الدولة الفلسطينية المقترحة – تجاهلوه.
لا يمكن بالطبع معارضة اقتراح سخي كهذا إلا بذريعة «أن الفلسطينيين لن يوافقوا». ومن المناسب أن نسأل: وماذا سيكون إن لم يوافقوا؟ أفربما اذا أسقطت اسرائيل بمرة واحدة والى الأبد الخطة الانتحارية وهي انشاء دولة فلسطينية في قلب البلاد سيكون من الضرورة البحث عن حل آخر؟ لكن ما بقي حتى بنيامين نتنياهو يوافق على منحهم دولة في يهودا والسامرة وغزة فلن يوافق أي عربي على أقل من ذلك، وسيبحث العرب والمجتمع الدولي ايضا عن حل آخر فقط اذا اصبح هذا الطريق مسدودا تماما. إدعوا علي طوال سنين حينما اقترحت أن «الاردن هو فلسطين» أنها فكرة رائعة لكن الفلسطينيين والاردنيين لا يريدونها. فالمصريون الآن يريدون، وقد سقطت الذريعة فلماذا التجاهل؟.
إنهم يتجاهلون لأنهم لا يريدون، لا يريدون أن يحلوا المشكلة إلا بطريقة تفضي الى القضاء على دولة اسرائيل. وهم يهددوننا أنه اذا ضمت اسرائيل يهودا والسامرة فستصبح دولة ذات شعبين أو دولة فصل عنصري. وها هو ذا السيسي يضيف امكانا ثالثا منطقيا. وهو مخيف لأنه قد يُخرج اسرائيل من الطريق المسدود الذي أحدثوه منذ كانت اتفاقات اوسلو.
وهناك سؤال أصعب وهو لماذا تسكت حكومة اسرائيل؟ ولماذا لا يبارك نتنياهو الاقتراح؟ ذلك حسن اذا كان لاسباب مراوغة وبتنسيق مع رئيس مصر، لكن اذا كان هو ايضا لا يريد أي حل سوى دولة حماس في يهودا والسامرة فقد حان الوقت لاستبدال رئيس الحكومة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مرض النسيان
نحن في اسرائيل نجد صعوبة كما هو معروف في الحساب وفي التاريخ
بقلم: أفيعاد كلاينبرغ،عن هأرتس
المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع بلا ماض. حرب الخمسين يوما، التي انتهت قبل ثلاثة اسابيع فقط كادت تشطب تماما من الذاكرة الجماعية. ظاهرا، فان دولة ادارة حرب طويلة ضد عدو اضعف بكثير وأنهتها دون حسم مطالبة بحساب نفس جماهيري: ما الذي أدى بنا الى هذه الحرب، التي تبينت في نظرة الى الوراء كنسخة دقيقة لسابقاتها؟ لماذا دارت كما دارت وما هي الدروس التي يجب ان تستخلص منها؟ ظاهرا فقط.
. ففي الاسبوع التالي الاول، نعلن أن الان كل شيء سيكون مختلفا. اسبوع آخر يمر وكل شيء يشطب: تشطب المخاوف غير العقلانية التي بدأت بها الحرب (هذا هو؟ لم تعودوا خائفين من الانفاق؟)، يشطب احتدام الكراهية للعدو من الخارج ومن الداخل. من المشاعر الشديدة لا يتبقى شيء.
وللحظة سخرنا من تصريحات الانتصار المتلعثمة لبيبي وبوغي، وللحظة طالبنا نوعا من الحساب، ولكن منذئذ نسيت الشكوك. صحيح أننا لا نصدق القادة، ولكننا لا نؤمن بامكانية التغيير ايضا. فما الذي يمكن تعلمه من الماضي ان لم يكن شيئا قابلا للتغيير.
واذا كانت تغييرات (واحيانا تغييرا كبيرة) في خريطة الواقع، فاننا نتجاهلها. فلماذا ننشغل بهذه الحرب المؤسفة في غزة عندما يكون ممكنا ان نشاهد حرب «الخطة الاقتصادية» الجارية بين وزير المالية الذي يريد ان نتعاطى معه بجدية وبين رئيس الوزراء في دور الراشد المسؤول والذي وان كان غير مسؤول حقا. ولكن هذا هو الموجود؟ يمكن ان نكرس الطاقات لرسالة الرافضين ورسائل ردود الفعل المرتقبة عليها. ما كان هو ما سيكون. الماضي كيف يقال، قد مر.
واذا كنتم تصرون على ان هناك حاجة لماضي، فعندنا لكم الماضي المطلق. الكارثة هي الماضي الوحيد الذي تعترف به اسرائيل رسميا. وهي تمتشق في كل مناسبة نضطر فيها الى الماضي. في بداية الحروب مثلا، مهما كان العدو الذي نقف امامه ضعيفا، عندنا نسمع دوما صوت القطار في الطريق الى اوشفتس.
شيء ما مهدد في المفاوضات؟ في اسرائيل كل مفاوضات مع العرب (ليس على وقف النار) هو اتفاق ميونخ: سياسيون عديمو المسؤولية، يقفون لمنح فضائل لهتلر الدولي. واذا لم نحضر، فستعود كارثة اوسلو. وامام كارثة اليمين يحرص اليسار على ان يضع كارثته. وهو لن يعفينا من النار المتوقعة وان كانت لا تجدي الاذن، ولكن في كتب التاريخ سيسجلون هم كانبياء الغضب والخراب.
ومن سيكتب كتب التاريخ اياها؟ ليس نحن. فنحن لا نحتاج الى كتب التاريخ. التاريخ على اي حال يتكرر: البحر هو ذات البحر، العرب هم ذات العرب، العمليات هي ذات العمليات ولجان التحقيق هي ذات لجان التحقيق.
بيبي هو ذات بيبي، الابرياء الذي يقتلون هم ذات الابرياء، الوعود السياسية هي ذات الوعود، توسيع البناء في المستوطنات هو ذات توسيع البناء في المستوطنات، المطالبات بزيادة ميزانية الدفاع هي ذات المطالبات. نحن عالقون في واقع خالد، محكوم علينا أن نعيشه من جديد مرة تلو الاخرى بادارة زعماء يمنحون انفسهم اعفاء من مواجهة الواقع الراهن باسم مواجهة الواقع الاوروبي في الثلاثينيات.
ان الذي يعاني منه المجتمع الاسرائيلي يشرح السلبية الغريبة التي ميزت المجتمع الاكثر رأيا في العالم – الاحساس أن شيئا لا يتغير. في عالم يتغير بلا انقطاع، فان هذه السلبية خطيرة على وجودنا اكثر من حماس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ