1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 20/10/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 20/10/2014 م
|
في هــــــذا الملف
البرلمان البريطاني يعمل في صالحنا
دولة للفلسطينيين مفيدة لنا لأنه يلغي فكرة الدولة الواحدة للشعبين
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
القدس السفلى… طار القطار
البلدة القديمة الأقل من كيلو متر مربع واحد يجب أن نحفظها لأنفسنا إلى الأبد
بقلم:جلعاد شارون،عن يديعوت
هذه ليست سياسة بل لا سامية
بقلم:ليمور سمميان ـ درش، عن اسرائيل اليوم
فقط الليكود يستطيع!
مسؤولو الحزب ينشغلون بالنزاعات ويهملون القضايا الأساسية
بقلم:تل شنايدر،عن معاريف
نكران الجميل!
أمريكا هي ما تبقى لنا كصديق ولا يجوز لأحد ان ينتقدها
بقلم:بن كاسبيت،عن معاريف
مطرودو «كنيسة المهد» لم يعودوا
وعدوا بالعودة بعد سنتين لكنهم ما زالوا ينتظرون وقد نسيهم المفاوضون الفلسطينيون
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
|
البرلمان البريطاني يعمل في صالحنا
دولة للفلسطينيين مفيدة لنا لأنه يلغي فكرة الدولة الواحدة للشعبين
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
قرار مؤيد لاسرائيل بوضوح اتخذه الاسبوع الماضي البرلمان البريطاني: اعتراف رمزي بدولة فلسطينية ذات سيادة. ردود الفعل عليه في البلاد توزعت بين اليمين السياسي الذي رفضه باحتقار وبين اليسار السياسي الذي رأى فيه صفحة رنانة لسياسة الحكومة.
ولكن معنى القرار لا يوجد على الاطلاق في مجال الجدال العادي بين اليسار واليمين. مكانه في مجال بحث دولي آخر، أكثر اهمية من ناحية اسرائيل ومستقبلها: ما هو جوهر النزاع الاسرائيلي الفلسطيني؟ هل هذا نزاع حدود بين كيانين سياسيين أحدهما احتل أجزاء كبيرة من الآخر أم نزاع بين مجموعتين سكانيتين قوميتين تسيطر فيه الواحدة على الاخرى؟.
بقدر ما يرى العالم السياسي فيه النزاع كصراع على السيطرة بين مجموعتين قوميتين في بلاد واحدة، هكذا سيتعاظم الطلب من المجموعة اليهودية في «بلاد اسرائيل الكاملة»، التوقف عن الابرتهايد تجاه المجموعة الفلسطينية ومنحها حقوق مواطنة كاملة ومتساوية من اجل «الغاء» الدولة اليهودية آجلا أم عاجلا، ويبدو أن عاجلا.
في المقابل فان النهج الذي يرى في تقسيم البلاد بين دولة يهودية ودولة فلسطينية حقيقة ناجزة، حين يكون الطلب من الدولة اليهودية هو أن تتقلص، تنسحب وتعطي مكانا لوجود دولة فلسطينية قابلة للوجود – فيتناسب والرسالة الصهيونية عبر الاجيال.
إن احتلال اراض هو أمر قابل للحل من خلال حدود متفق عليها. وقمع الاقلية يمكن حله من خلال منح الحقوق الكاملة للاقلية. الحل الاول يمكن أن يحافظ على اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. أما الحل الثاني فلا يمكنه، والتأييد المتعاظم له يعرض مجرد وجودنا للخطر.
إن التغيير في الموقف من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بدأ في «مؤتمر دربن» سيء الصيت في جنوب افريقيا في 2001، والذي عُرفت فيه الصهيونية كحركة ابرتهايد. ومع أنه في القرارات الرسمية للمؤتمر لم يجد هذا تعبيرا له، ولكن هذا كان هو الفهم الذي ساد دون عراقيل في المداولات وفي التصريحات. والانتفاضة الثانية، التي تعاظمت في موعد قريب من مؤتمر دربن، فسرها المشاركون من المنظمات غير الحكومية كثورة فلسطينية ضد قمع اليهود وليس كحلقة في الكفاح الفلسطيني لاقامة دولة مستقلة.
الانسحاب الكامل من غزة، والذي قاده اريئيل شارون، لقاءاته مع أبو مازن وخطاباته في الامم المتحدة أسكتت لبضع سنوات الانتقادات بصيغة الابرتهايد على اسرائيل، ولكن في نهاية العقد السابق عادت لتنطلق، تعاظمت وتعززت. ومطالبة اسرائيل بقبول مبدأ الارض مقابل السلام والانسحاب الى حدود 1967 كادت تختفي من المدونات، المواقع الالكترونية ومنشورات اليسار الغربي والفلسطينيين الشباب. وحل محلها، كما أسلفنا، المطالبة بـ «التوقف عن الابرتهايد» بمعناه السياسي – اقامة دولة ثنائية القومية. وفي نفس الوقت يتغير المزاج في الجمهور الفلسطيني. فلم يسجل أي فرح هناك في أعقاب تصويت البرلمان البريطاني. والنخبة الشابة فوق والجمهور الاسلامي تحت لم يعودوا يرون في تحقيق حق تقرير المصير السياسي الهدف المنشود. مثقفو رام الله ومصلو غزة يتطلعون الى حلول اخرى. الأوائل يتطلعون الى دولة للشعبين يصبح فيها اليهود أقلية، والاخيرون يحلمون بمملكة اسلامية من البحر المتوسط وحتى المحيط الهندي.
وماذا عندنا؟ عندنا المعركة على «الميلكي» احتلت مكان المعركة على السلام. ولكن حتى عندما ينام السياسيون، فان الساعة السياسية لا تهدأ. تك تاك، تك تاك، فكرة الدولة الواحدة تنتشر وتستقر في الوعي الفلسطيني والدولي. وعليه، فان كل اعتراف من كل دولة اخرى بفلسطين سيادية ومنفصلة عن اسرائيل مبارك من ناحيتنا: معناه هو العودة (غير التاريخية بل المبدئية) الى مشروع التقسيم، الذي بقوته تأسست الدولة الصهيونية التي تسمى اسرائيل.
لا يوجد ما يدعونا الى القلق من قرار البرلمان البريطاني، حتى لو كانت دوافعه مشكوك فيها؛ والعكس هو الصحيح، كلما كثرت مثل هذه القرارات، لا ينبغي لنا أن نخاف من فتح سفارة فلسطين في لندن. هذه مصلحة لنا، أن تستقر سفارة فلسطين في لندن على مقربة من سفارة اسرائيل. على ألا تكون فقط مكانها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
القدس السفلى… طار القطار
البلدة القديمة الأقل من كيلو متر مربع واحد يجب أن نحفظها لأنفسنا إلى الأبد
بقلم:جلعاد شارون،عن يديعوت
«بين الجبال وبين الصخور طار القطار». كلمات القصيدة لم تصف أبدا بدقة كهذه تجربة سفر أي قطار، مثلما تصف هذه تجربة السفر في القطاع الخفيف في القدس. نجتاز معا كلمات القصيدة، مثلما كانت تفعل روت، معلمتي في الادب. القدس جبال حولها، وهذا واضح. والصخور، هذه ترشق على المقطورات وتمنحها مظهر بيجو 404 مخبوطة ومضروبة في احدى مدن الضفة. الحجارة تتطاير والقطر يسافر، العرب يرشقون والقطار يمر. ولكن ما الذي ظنه من خطط لان يمر القطار المقدسي في شعفاط؟ ماذا مر في رأس اولئك الذين اقروا المسار؟ هل يتفاجأ احد ما أن القطار يرجم دون انقطاع؟ هل هذه مؤامرة محلات زجاج القطار؟ عاملو تصليح جسم القطار؟ متى سينقلون المسار من مفترق التلة الفرنسية مباشرة الى بسغات زئيف ويتجاوزوا شعفاط.
في القدس سهل حقا ترسيم المسار السليم لجدار الفصل حول المدينة. على الجدار ان يبقي – في الخارج – كل الاماكن المعروف أنه اذا مر فيها القطار فسيرجم بالحجارة. اختبار الحجر ليس مناسبا لكل مكان، ولكن القدس ليست «كل مكان»، وفيها ايضا يدور الحديث فقط عن ضواحي المدينة، وهناك نجد أن هذا الاختبار دقيقا جدا. فهو سيبقي في الخارج بيت حنينا، شعفاط، جبل المكبر، صور «باهر وام طوبا. وربما ايضا العيساوية» وبضعة اماكن اخرى.
ماذا ستخسر القدس اذا ما أخرجنا منها القرى التي ضمت اليها بشكل مصطنع؟ لا شيء. ستكسب فقط. هل شعر احد ما بنقص ابو ديس وما يسمى مخيم اللاجئين شعفاط الذي يفصلهما عن المدينة جدار فاصل؟ حقا لا.
في خطوة واحدة يمكننا أن نخرج عظماء في العالم، فننقل القرى والاحياء من هوامش القدس ونجعلها مناطق ب بسيطرة مدنية فلسطينية ونصنع ايضا جميلا كبيرا للمدينة فننقذها من كل المخربين السفلة على انواعهم ومن عدد من السكان يصل الى مئات الاف الفلسطينيين، الذين من جهة لا يرون مثلنا أن المدينة عاصمتنا المقدسة الى أبد الآبدين وما شابه، ومن جهة اخرى يحبون بالذات التأمين الوطني، صندوق المرضى، بدل البطالة وما شابه.
ان اخراج عرب سكان القدس واحيائهم من مجال الدولة وسحب الحقوق التي تمنحها لهم ليست فكرة جديدة. فهي تظهر في مبادرة جنيف وفي اقتراحات براك واولمرت على الفلسطينيين. الصيغة المقترحة هنا ستسحب اقامة عدد أقل من العرب. ودرء للخطأ، فان الفلسطينيين يرشقون الحجارة، يكرهوننا ويمكنهم أن يقولوا ما يريدون، ولكن الامر الاخير الذي لا يريدونه هو أن يفقدوا بطاقة الهوية الزرقاء. اما نحن فعلينا أن نفعل ما هو خير وصحيح لنا.
البلدة القديمة (وهي بالاجمال اقل من كيلو متر مربع واحد) يجب ان نحفظها لانفسنا الى الابد. وهكذا ايضا الاحياء الملاصقة لها. ولكن ينبغي التخلص من الهوامش المثقلة، وحسن ساعة مبكرة اكثر.
وبشأن شهوة الشباب لرشق قطار ما، لماذا لا نكتفي فقط بمقطع قصير في شعفاط؟ يمكن ان نزيده كثيرا – فليشق الفلسطينيون لهم قطار نقي من اليهود المحتلين، يطير بين القرى المحررة – كل الطريق من بيت حنينا وحتى ام طوبا. وليرجموه كما يشاءون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
هذه ليست سياسة بل لا سامية
بقلم:ليمور سمميان ـ درش، عن اسرائيل اليوم
أحداث الاسبوع الاخير في الساحة الدولية تنجح في ازعاج الكثيرين منا. كيف حصل أن بريطانيا، الصديقة التاريخية، ام تصريح بلفور، اتخذت قرارا في صالح اقامة دولة فلسطينية (وان كان مجرد قرار رمزي)؛ وكيف حصل أن أن كي مون يأتي حتى اسرائيل كي يتحدث منددا بنا؛ واوباما الذي يبهر بين الحين والاخر اقواله بعدم الرضى من اسرائيل، رغم كل التهديدات الكبيرة التي يتعين عليه أن يواجهها؛ واوروبا التي تشكل قائمة سوداء من اليهود – المستوطنين.
لعله حان الوقت، مرة واحدة والى الابد، أن نفهم وأن نقول بشكل واضح – هذا البحث والريح التي تهب حولنا لم تعد في حدود الحوار بين اليمين واليسار الاسرائيلي. هي لاسامية. هذا لا يعني لا سمح الله أن بريطانيا كدولة هي لاسامية، أو كيري أو اوباما، ومحافل صديقة اخرى. ولكن العالم، كما ينبغي الاعتراف وثمة أدلة، بات لاساميا أكثر فأكثر. عالم توجد فيه شرعية لايران نووية، لاردوغان الذي رغم أقواله اللاسامية يبقى حليفا للولايات المتحدة. عالم يواصلون فيه ضخ الاموال لحماس ولم يعودوا يطالبونها بشروط الرباعية للاعتراف باسرائيل. وكذا، عالم فيه يجري البرلمان البريطاني بحثا من خمس ساعات عن النزاع – او ينبغي القول: «المشكلة الاسرائيلية» – بحث لم يجرَ عن الاحتلال في اوكرانيا، او عن الاوروبيين الذين ينضمون الى داعش. واخيرا ينبغي قراءة اليافطات التي ترفع خارج مبنى البرلمان، والتي تدعو الى «استعادة ما كان محظورا منحه» – اي كان محظورا اقامة دولة يهودية بهذه الصفة (دون صلة بحدود 67).
بهذه الروح فان الخطاب الدولي يتغير أيضا. ما كان مثابة غير شرعي طرحه على طرف اللسان قبل سنوات، بدأ صهيونية = عنصرية وانتقل اليوم الى خطوات تعزز بحكم الامر الواقع اولئك الذين يرفضون الاعتراف بوجود دولة اليهود. اليوم تخرج المداولات غير المتوازنة التي كانت في الامم المتحدة الى الميدان حيث يسير الامين العام للامم المتحدة في غزة ويروي ذات الاكاذيب التي اعتدنا أن نسمعه في التقرير الهامشية فقط.
تسير الحكومة ووزارة الخارجية على حبل دبلوماسي رقيق حول ما هو مسموح وما هو محظور قوله، وعن حق تتخذان جانب الحذر في الاقوال وفي الافعال. اولئك الذين من اليمين لا يزالون يحاولون ان يشرحوا للعالم أنه مخطيء، يشهدوا على التضارب في التقارير وفي الافعال: كيف حصل أن جرائم سوريا اختلطت مع باقي المشاكل التي لا يأبه بها العالم، وكيف حصل ان ايران التي تتحول نوويا تواصل خداع المتفاوضين معها. وبشكل عام، كيف يحتمل أن رغم التهديد المتعاظم لداعش، لم يفهموا بعد تهديدات الاسلام المتطرف وحماس. اما اليسار فيحتفل بظهور كل ريح شريرة دولية تهب نحونا، وكأنها غنيمة كبيرة.
إذن قبل أن نحاول تبرير الاخلاقيات القتالية للفلسطينيين، قبل أن نشرح كيف بالضبط القينا القنابل في الجرف الصامد كي لا نمس بالمدنيين، قبل أن نعيد مرة اخرى ترسيم حدود 67 ونبحث بالتعقيدات والمخاطر – يجب أن نتذكر أن البحث الجاري في العالم اليوم يختلف جوهريا عن ذاك الذي نخوضه في داخلنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فقط الليكود يستطيع!
مسؤولو الحزب ينشغلون بالنزاعات ويهملون القضايا الأساسية
بقلم:تل شنايدر،عن معاريف
قال لي أحد وزراء الليكود مؤخرا أنه لم يعد يشعر في البيت حين يصل الى مناسبة لليكود. «ليس هذا هو الليكود الذي تربيت فيه»، قال. «المنتسبون تغيروا. هم آخرون. لم أعد اشعر بالراحة هناك». لا يمكن الاشتباه به أنه منقطع عن حركته أو مبعد عنها. ومع ذلك، فان التغييرات الجارية داخل الحزب الاكبر في اسرائيل لا تغيب عن ناظر الجمهور.
حسب المعطيات الرسمية التي جاءت من الليكود، فانه منذ بداية 2014، انتسب 26 الف شخص جديد وبالاجمال يوجد لليكود اليوم نحو 160 الف منتسب. هذا عدد كبير، وان كان يحتمل الا يكون البعض جدد عضويته. ومع ذلك، فحسب الانتخابات التمهيدية التي جرت هناك قبل سنتين، يدور الحديث عن 140 الف شخص على الاقل.
من أجل التأثير على طبيعة القائمة للكنيست يتعين على منتسبي الليكود أن يكونوا مسجلين قبل 16 شهرا من الانتخابات التمهيدية، وهكذا، فان كل من انتسب في اثناء 2013 وفي النصف الاول من العام 2014، كفيل أن يكون ذا تأثير.
لا يدور الحديث عن منتسبين أحرار تماما، بل عن مجموعات مصلحة مثلما هو قائم في كل الاحزاب التي تجري انتخابات تمهيدية. الكثيرون مرتبطون بمنظمات العاملين، آخرون هم مجموعات مختلفة، معظمها عديمة الايديولوجيا او الاهتمام القيمي في مواضيع اقتصادية – اجتماعية، ولكنها ذات نوايا في مجال استخدام القوة السياسية، استنفاد المصالح الشخصية وتفعيل العلاقات لعرض تحقيق الوظائف. لقد جعلت هذه المجموعات الليكود وحشا متعدد الرؤوس لا يمكن السيطرة عليه. وقد كانت الظاهرة معروفة من قبل ولكنها تفاقمت جدا في السنة الاخيرة.
في طرف كل رأس للوحش يوجد الكثير من العيون والاذرع، وكل واحد من الاعضاء يشد في اتجاه آخر وينافس الاعضاء الاخرى للوحش. وهذا الوحش في طريقه يدوس على اقدامه ذاته، يفقد الرأس او يدوس على كل ما يوجد في طريقه. ويسير الوحش احيانا في عدة اماكن في نفس الوقت.
قد ينتخب منتسبو الليكود قائمة النواب بناء على تعليمات الوحش (او جزء منه؟) في يوم الامر، ولكن ايا منهم لا يجد نفسه ملتزما بعقدة الوحش – عفوا عقدة الحزب – في الانتخابات العامة.
وهكذا، في الوقت الذي يمكن لبنيامين نتنياهو أن يحظى بدعم جماهيري عالٍ، فان عموم الجمهور يشعر بغرابة الوحش بل وحتى منتسبو الحزب غير ملتزمين به. وفي الجمهور يرون الوزراء والنواب ينشغلون في النزاعات الصغيرة مع الرئيس، يقلقهم اكثر هوية وزير الداخلية التالي مما تقلقهم أزمة العقارات في اسرائيل، يقضون زمنهم في مناورات انتخاب الرئيس او في المشادات على كرسي رئيس لجنة الخارجية والامن ويتوزعون فيما بينهم في ورديات تافهة في مناصب رئيس الكتلة. هذا ما يفعله وحش الليكود في الحكم. واذا كان الوحش ينزل الى الشعب فانه يعنى بهوس بخمسين الف متسلل وبقضاة العليا وليس بحل حقيقي لسكان جنوب تل أبيب. وبالمقابل، يبقى معلق عدم الاكتراث الخطير بباقي مواطني اسرائيل وأزمات غلاء المعيشة. هكذا يبدو وحش كاسح فقد طريقه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نكران الجميل!
أمريكا هي ما تبقى لنا كصديق ولا يجوز لأحد ان ينتقدها
بقلم:بن كاسبيت،عن معاريف
يحتمل أن يكون ما قاله جون كيري منقطعاً عن الواقع. يحتمل أن يكون كيري هو دونكيشوت ساذج غير مناسب مع البربرية الشرق اوسطية. يمكن الجدال في ذلك. ولكن الهجوم منفلت العقال على وزير الخارجية الامريكي، والذي جرى يوم الجمعة الماضي من جانب وزيرين مركزيين في حكومة نتنياهو، هو ذروة جديدة في انعدام المسؤولية، نكران الجميل وجنون الانظمة الاسرائيلية.
دفعة واحدة خرج الرجلان، نفتالي بينيت من اليمين وجلعاد اردان من اليسار (مجازيا)، على وزير خارجية الحليفة الوحيدة والاهم التي لنا، وقطعاه إربا قطع لحم في عصير بندورة. حقا، كل الاحترام لهما. يا لهما من رجلين. بينيت، كعادته، كان دقيقا، وقحا وفظا، كما يتناسب مع الاسرائيليين الجدد الذين لا يخافون شيئا ولا يحصون احدا من مسافة متر.
تصريحات اردان كانت، برأيي، اكثر حدة بكثير. فقد قال اردان ان «اقوال كيري تمثل عارا منطقيا ومن شأنها ان تشجع السفالة الاخلاقية. والاكثر اذهالا هو أنه بين الجمهور الاسرائيلي مر هذا الامر بهدوء تام. فلا احد ينبس ببنت شفة». المهم أن يهدأ انزلاق المقاعد اليمينية في اتجاه بينيت بعض الشيء. وماذا عن المصلحة الاسرائيلية الرسمية؟ هذه على ما يبدو أقل أهمية.
تعالوا نحلل هذا للحظة: عندما ننصت للامريكيين، ونسمع اقوال كيري، يمكن أن نفهم ما فيها من منطق، وان كنا غير ملزمين أن نتفق معها. نعم، الامريكيون يعتقدون أن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يشعل الخواطر في المنطقة ويدفع جزءا من الشباب المسلم المحرض للتجند لمنظمات مثل داعش.
يحتمل أن يكون هذا هو التشخيص، يحتمل ان يكون في هذا شيء ما. هذا ليس الموضوع. القصة مختلفة تماما. ليس لاسرائيل أمريكا اخرى. هذه هي آخر واحدة لنا. عندما سيكون بينيت رئيسا للورزاء، بمعونة الرب، ويقرر أخيرا انهاء العمل في غزة، سيفهم بعد اسبوعين من القتال أن مخازن الذخيرة لديه فرغت. فليفحص بينيت ويكتشف أن هذا ما حصل في كل واحدة من حروب اسرائيل. وعندها سيتعين عليه ان يستجدي البنتاغون أن يسمحوا له أن يفتح مخازن الطوارىء التي يحوزها الامريكيون هنا، وبالتوازي ان يطلقوا بضع سفن محملة في هذا الاتجاه.
في المرة الاخيرة التي حصل فيها هذا، قبل بضعة اسابيع، جر الامريكيون الارجل. ماذا سيحصل في المرة التالية؟ وشيء ما آخر: عندما سينفذ ابو مازن تهديده ويتوجه الى مجلس الامن مع مشروعه الجديد، من يفترض به أن يستخدم حق النقض الفيتو؟ جلعاد اردان، بصفته سفير اسرائيل في الامم المتحدة؟ لا. هذا هو دور الامريكيين الذي نتنكر لجميله. ان ينظفوا بعدنا، في كل مكان على وجه البسيطة.
وعندما سيطرح مطلب آخر في محفل دولي كهذا أو ذاك بازالة الغموض عن النووي الاسرائيلي (حسب منشورات اجنبية) من سيشطبه عن جدول الاعمال؟ آييلت شكيد؟ يمكن ان نواصل هذه القائمة حتى نهاية الصحيفة. ان التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي على باقي الجيوش في المنطقة، يعود الى الحلف مع امريكا. تمويل القبة الحديدية، الطائرات، القنابل الذكية، القنابل التي تخترق الخنادق، كل البنية التحتية للعتاد والسلاح لدى الجيش الاسرائيلي. لدينا فقط امريكا واحدة، وهي ايضا آخذة في النفاد.
حتى وقت غير بعيد، في حالة خلافات الرأي ايضا، درجوا في اسرائيل على حفظ كرامة صديقتنا الوحيدة. لم ينشروا الغسيل الوسخ على الملأ. انشغلوا بالخلافات داخل الغرف المغلقة. وعندما كانت حاجة الى قول شيء ما، كان يقوم بذلك «مقربون»، مع حفظ الحدود.
وها هو شيء ما حصل واخترق السد. نحن نتعامل مع امريكا وكأنها ارنبتنا نركلها في الرأس في كل مناسبة. والذي أباح الدم الامريكي هو بنيامين نتنياهو. فقد تجرأ على لقاء شلدون ادلسون قبل يوم من دخوله البيت الابيض، لرؤية براك اوباما. من ناحية الامريكيين، كان هذا يشبه امكانية أن يبول بيبي على الاريكة في الغرفة البيضوية. لقد أنفق ادلسون 100 مليون دولار كي يطيح باوباما ويعتبر «الشيطان الاكبر» في البيت الابيض، ولكن نتنياهو يتجاهل.
ولنصف هذا على النحو التالي: لدولة اسرائيل ولشعب اسرائيل، أمريكا هي الذخر الاهم والاكثر حيوية. لبينامين نتنياهو أدلسون هو الذخر الاهم والاكثر حيوية. نتنياهو هو رئيس الوزراء، وبالتالي فان ذخره ينتصر. يحتمل أن في المرة التالية بدلا من القنابل الذكية سنرجم غزة بالصخور.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مطرودو «كنيسة المهد» لم يعودوا
وعدوا بالعودة بعد سنتين لكنهم ما زالوا ينتظرون وقد نسيهم المفاوضون الفلسطينيون
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
ثم شخصان مركزيان في خطة اعمار القطاع وهما رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، ووزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ: وكلاهما ممن يثق به محمود عباس ولهما صلة مباشرة دائمة بممثلي الدولة واجهزة الامن الاجنبية التي ستراقب سير الاعمار وباجهزة الاحتلال الاسرائيلية. وقد زار الاثنان في الاسبوع الماضي قطاع غزة ووجدا فراغا للقاء من ليست لهم أية صلة مباشرة بالاعمار وهم مطرودو كنيسة المهد. ويوجد في الحقيقة مع كل ذلك صلة بين مصير المطرودين واعادة البناء لأن الاعمار متعلق بالغاء القيود على الحركة التي فرضتها اسرائيل على الفلسطينيين. يتحمل فرج والشيخ باعتبارهما مسؤولين كبيرين في حركة فتح ومندوبين لعباس لا للسلطة الفلسطينية وحدها، يتحملان مسؤولية جماعية ثقيلة عن وضع 26 ممن حوصروا في الكنيسة وطردوا الى غزة في أيار 2002 – وعن 13 آخرين طردوا الى الخارج مات أحدهم في تلك المدة بسبب المرض. بيد أن اصلاح ذلك ليس لهما، لأنه لم يتم الحديث عن العودة الى البيت في اللقاء في الاسبوع الماضي، وكل ما استطاع أن يعد به المسؤولان الفلسطينيان الكبيران هو أن يطلبا الى الجانب الاسرائيلي أن يُمكن أبناء العائلات في الضفة الغربية من أن يجتازوا بصورة منظمة دائمة السبعين كيلومترا التي تفصلهم عن أعزائهم وأن يدخلوا قطاع غزة ويخرجوا منه عن طريق معبر إيرز.
من المعلوم اليوم أن الموافقة على الطرد والتخلي الفلسطيني عن طلب التحقيق الدولي في هجوم الجيش على مخيم اللاجئين جنين في نيسان 2002، بُذلا عوض رفع الحصار عن ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله، وقد قيل للمطرودين أنفسهم إنه بحسب الصفقة التي أحرزها محمد دحلان الذي كان آنذاك رئيس الامن الوقائي في القطاع، وصديقه محمد رشيد – رجل اموال عرفات – سيُسمح لهم بالعودة الى بيوتهم بعد سنتين. وهكذا حصل المفاوضان الفلسطينيان على موافقتهم على الخروج من الكنيسة. «كنا متعبين وجائعين»، فسر ممثل المطرودين في غزة، فهمي كنعان، موافقته.
رفعت اسرائيل في الحقيقة الحصار المزدوج، ووافقت دول اوروبية على أن تستقبل فيها 13 من الفلسطينيين المحاصرين الذين كانوا في قائمة مطلوبي اسرائيل؛ لكن تبين مع مرور السنين أنه لا يوجد لمندوبي السلطة وفتح أية ورقة مكتوبة موقع عليها تثبت أن اسرائيل قد وعدت حقا بعودتهم الى الضفة الغربية حتى من اجل المحاكمة في محكمة عسكرية بعد سنتين أو بعد أية فترة زمنية اخرى.
وكما قالت الأم اليائسة لأحد المطرودين لصحيفة «هآرتس»: «قالوا لنا أن نسأل محمد رشيد أين الاتفاق، وحينما سألناه طلب إلينا أن نسأل عرفات، وكان ذلك بعد أن كان عرفات قد مات». وإجلالا لعرفات يقول المطرودون وأقرباؤهم واعضاء فتح بلغة صريحة ما قيل في احاديث داخلية: للموافقة الشفهية على طرد فلسطينيين من بيوتهم ووطنهم اجتازت القيادة الفلسطينية خطا أحمر وهي بعلمها ذلك كذبت فيما يتعلق بموعد عودتهم.
مع عدم وجود توثيق لوعد اسرائيلي ما – ليس للمحامين من المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في القطاع، الذين يمثلون المطرودين، ليس لهم أساس قانوني يتوجهون بناءً عليه الى اجهزة القضاء في اسرائيل. ولا يوجد من جهة اخرى اعتراف اسرائيلي رسمي بأنهم طُردوا؛ لكن حينما قدم المطرودون طلبات للحصول على إذن للمرور عن طريق اسرائيل ودخول الضفة الغربية وهم مسجلون أنهم سكانها، تجاهلتها الادارة المدنية أو رفضتها.
وفي كل مرة كان يتجدد فيها التفاوض بين اسرائيل وم.ت.ف كان المطرودون يأملون أن تُعاد اثارة حقهم في الرجوع الى بيوتهم فوق طاولة المباحثات. وقال كنعان لصحيفة «هآرتس» إن المطرودين وُعدوا قبل سنة بأن يحين دورهم بعد اطلاق سراح الـ 104 السجين الفلسطيني الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو. وقد تراجعت اسرائيل عن ذلك في المرحلة الرابعة ولم تطلق سراح السجناء مواطني الدولة، وقُطع التفاوض ويبدو أن الجميع نسوا المطرودين مرة اخرى ما عدا عائلاتهم واصدقاءهم.
في الوقت الذي اجتاحت فيه قوات الجيش الاسرائيلي منطقة بيت لحم في بداية نيسان 2002 في عملية «السور الواقي»، بحث نحو من 200 فلسطيني عن مخبأ في الكنيسة المشهورة ولم يكن اكثرهم مسلحا. وكان عدد منهم شرطيين في الفترة التي وجه فيها الجنود الى اطلاق النار على لابسي الملابس العسكرية الفلسطينيين حتى في غير حال القتال. وكان بضع عشرات نشطاء عسكريين في الانتفاضة الثانية، لكن ظهر 13 فقط منهم في قائمة مطلوبي الجيش الاسرائيلي و»الشباك»، وقال نشيط اجتماعي من المنطقة لصحيفة «هآرتس» إنه وجد بين المختبئين ايضا عدد من المتهمين بجنايات وسرقة سيارات، خشوا أن يُعتقلوا.
في مدة الـ 39 يوم حصار التي لم يسمح فيها لمنظمات فلسطينية بادخال طعام الى الكنيسة، قتل قناصون اسرائيليون سبعة من المحاصرين اقتربوا من النوافذ أو حاولوا الخروج من الساحات الداخلية. وأصيب اربعون محاصرا برصاص جنود أطلق سراح اكثرهم آخر الامر الى بيوتهم وحوكم عدد منهم وسجنوا مدة سنين، وطُرد 39.
وانضم نساء المطرودين واولادهم اليهم بالتدريح واصبحوا في واقع الامر هم ايضا مطرودين ومقطوعين عن الضفة الغربية لأن اسرائيل لا تأذن لهم بمرور دائم من طريق معبر إيرز ولأن الطريق الالتفافي من رفح طويل وباهظ الكلفة جدا. ويوجد أقرباء حصلوا على إذن دخول من طريق إيرز مرتين أو ثلاثا في مدة الـ 12 سنة. ومدة نفاذ الاذن بضعة ايام. وبعد سيطرة حماس على اجهزة الامن في القطاع في 2007 كفت اسرائيل عن منح العائلات أذون مرور.
في كل تلك الفترة لم يكن المطرودون وابناء عائلاتهم قادرين على المشاركة في مناسبات عائلية. وفقد 15 من المطرودين على مر السنين إبن عائلة قريبا – آباء أو إخوة أو أخوات. ولاكثرهم آباء كبار السن ومرضى ممنوعون من الزيارة والمساعدة. ويؤيد اكثرهم فتح واجهزة أمنها؛ ولم يكن من السهل السكن في القطاع دون السند العائلي الحامي في فترة الحرب الاهلية في 2007. وقد حُكم عليهم في القطاع الذي اصابته البطالة بصعاب اقتصادية أشد كثيرا مما في الضفة. وكانت تجربة الحروب الثلاثة كما يبدو شديدة القسوة بسبب العزلة والانقطاع عن المحيط العائلي.
في بداية آب من هذه السنة، في احدى هدن الحرب الاخيرة، سافرت عواطف كنعان وابناؤها الستة الى بيت لحم، وبذل فهمي والعائلة جهدا ضخما لجمع واستدانة آلاف الدولارات التي احتيج اليها للسفر الطويل المرهق من رفح الى العريش ومن هناك الى عمان ثم الى جسر اللنبي – في مقابل 300 شيكل كانت تُدفع في الماضي الى سيارة أجرة من إيرز. «لا تستطيع أكثر العائلات أن تبيح لنفسها هذه النفقة»، قال كنعان في مكالمة هاتفية من غزة. «ولا نستطيع نحن ايضا أن ننفق مرة اخرى على سفر من طريق مصر».
كانت عواطف وابناؤها مدة اسابيع كثيرة دهشين لمرأى القتل والدمار في القطاع، وكان كل طرق للباب يخيفهم، وتخيفهم المفرقعات كما روت الجدة فتحية. وفي عيد الاضحى هذه السنة، إستمتعنا لأول مرة، قالت الابنة اسراء لأننا احتفلنا به في أحضان العائلة الواسعة التي تعرف كيف تُدلل. لكن الشوق الى الأب الآن يهاجمهم. «لم نُر جدي وجدتي منذ عشر سنوات، فهل ننتظر الآن عشر سنوات اخرى الى أن نرى أبي؟»، سألت في بيت في البلدة القديمة في بيت لحم حيث ولد أبوها قبل 42 سنة. وهم يأملون الآن أن يحصلوا من اسرائيل على إذن بالمرور من طريق معبر إيرز. وما زالت عودة الأب ورفاقه الى بيوتهم حلما مؤجلا.
لم يرد متحدثو ديوان رئيس الوزراء ووزارة الدفاع و»الشباك» على توجهات مكررة من صحيفة «هآرتس» تتعلق بالمطرودين وعودتهم الى الضفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ