1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 15/11/2014
أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 15/11/2014 م
|
في هــــــذا الملف
جدار من الأمل
بقلم:ران أدليست،عن معاريف
اقتراح خطاب بديل لرئيس الحكومة
اذا وعد نتنياهو العالم العربي بأنه سيدافععن الاماكن المقدسة فهو سيمنع حربا دينية وشيكة
بقلم:ألون مزراحي،عن معاريف
اطفاء النار
اتخذت الحكومة قرارات متشددة لكن الجيش يحاول التخفيف على أرض الواقع تجنبا للانفجار الكلي
بقلم:أليكس فيشمان،عن يديعوت احرونوت
حرب الحظوة
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
|
جدار من الأمل
بقلم:ران أدليست،عن معاريف
قبل 25 عاما سقط جدار برلين. العالم كله احتفل هذا الاسبوع بهذا الحدث الذي أشار الى الخروج من القمع الى الحرية. وبعد اقل من 25 عاما بكثير سيسقط جدار القدس والضفة كله. العالم كله سيحتفل بالخروج من الاستعباد الى الحرية للفلسطينيين. وبشكل طبيعي سيكون بين المحتفلين الكثير من اليهود.
هذا الكلام يبدو جنونيا في واقع اليوم. كل ما يجب عمله لفهم سبب سقوط جدار القدس، هو النظر في الخريطة والتجول على الارض، والبحث في المعطيات الديمغرافية، وبالذات فهم اتجاه العالم الذي نعيش فيه. وهذا العالم لا يذهب الى الهيكل أو المسجد الاقصى أو الفاتيكان. وانما يذهب الى المجمعات التجارية.
على ضوء اندلاع التزمت الديني، ولا سيما في الشرق الاوسط، وعلى ضوء العناوين البارزة، قطع الرؤوس والاغتيالات المنهجية، فان العالم المتحضر يبتعد شيئا فشيئا عن الاصولية. هذا عالم عابر للحدود والجدران. سور الصين، الالماني، خط مغينو أو خط بارليف في قناة السويس تتحول الى مواقع سياحية.
وكل من ينظر الى خريطة جدار الفصل أو يقوم بجولة على الارض ويبحث في المعطيات الديمغرافية، يجب أن يفهم أن لهذا الجدار لا توجد فرصة. خذوا مثالا المقطع الذي يمر في كفار آدم بين القدس ورام الله. الجدار يقسم القرية ويفصل بين العائلات، بين الاعمال، بين المدارس، ويقطع الشارع الرئيس على طوله. وواضح كليا أنه في اليوم الاول الذي يحدث فيه هدوء في العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين فان هذا الجدار سيسقط. حتى وإن قيل في وثيقة ما إن الحدود تمر حيث يمر الجدار – لن يبقى حتى لحظة واحدة. كل اتفاق يبدأ بوقف اطلاق النار وعندما يرفع الجندي المناوب يده عن الزناد بأمر منه، فان احمد أو محمود أو محمد سيصعد الى التراكتور ومعه حمولته التي يسكن نصفها في الجهة الثانية للشارع وسينقضون على الجدار ويفككونه.
أفترض أن الاتفاقات التي سيتم الاتفاق عليها ستكون مقرونة بهويات وجوازات وتفاهمات معينة، لكن أي ورقة أو تفاهم بين السياسيين ستقف عائقا بين المزارعين الذين علقوا بين بيوتهم واراضيهم التي هي وراء الجدار، وستبقى فقط الاجزاء المتداخلة مع الخط الاخضر. إن أي اتفاق لفتح الباب مرتين في اليوم لن يمنع الفلاح من ازالة هذه الابواب وخلعها ولن يقوم الجندي باطلاق النار بعد التوقيع على الاتفاقات. يقولون إن الجدار منع العمليات ولكننا تعلمنا على جلودنا أن الجدار أو الاغلاق أو العقاب لا تستطيع الوقوف في وجه التعطش الانساني الذي انقض على جدار برلين قبل 25 سنة. هناك تساؤل واحد بقي حتى اليوم في غرب برلين وفي شرقها وهو: لماذا كل هذا الوقت؟ وهذا هو السؤال الذي سنسأله بعد أن نعد الضحايا عندنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اقتراح خطاب بديل لرئيس الحكومة
اذا وعد نتنياهو العالم العربي بأنه سيدافععن الاماكن المقدسة فهو سيمنع حربا دينية وشيكة
بقلم:ألون مزراحي،عن معاريف
كل يوم يمر من غير كارثة في القدس، نتنفس الصعداء بشكل جماعي. التوقع الذي لا يتم الحديث عنه هو أن سفك دماء كثيرة هو مسألة وقت. التصريحات الدبلوماسية لا تساعد على منع هذا الشعور من قبل وزراء في الحكومة أو متحدثين من الجانب العربي، الذين يحاولون بيع فكرة أن الحرب الدينية هي الامر الكبير القادم.
ولكن المقود، على الاقل من جانب اسرائيل، موجود في يد رئيس الحكومة. وقد يكون حان الوقت لمحاولة أمر جديد في الحوار الذي نتعاطى به مع العالم العربي، ومع الاسلام عموما. شيء أكثر حكمة وأكثر يهودية هو تغيير الاتجاه أكثر قليلا ويهودية أكثر. تغيير الاتجاه يمكن أن يتم من خلال اقتراح خطاب قصير كتبته للسيد نتنياهو ويقول:
«التوتر الأمني في القدس يعيب على علاقات دولة اسرائيل والشعب اليهودي مع الدول العربية والمسلمين في العالم ككل. لكن دولة اسرائيل والشعب اليهودي لا يريدون حربا مع العالم العربي أو الاسلامي، نحن نريد علاقات ودية وسلام.
«اسرائيل تفهم وتحترم قداسة المساجد في الحرم لمؤمني الاسلام، وهي لا تريد أو تنوي المس بسلامة هذه المساجد أو الذهاب اليها، فهي ملتزمة بحرية العبادة تحت سيادتها وستحافظ على ذلك باستمرار.
«ومن اجل الاظهار للعالم كله أن اسرائيل لا تنوي المس بحرية العبادة الإسلامية في القدس وأن وجهتها ليست الاصطدام مع مؤمني الاسلام، فأنا أعلن بذلك عن تشكيل لجنة الحرم التي ستناقش مستقبله لليهود والمسلمين، وتكون مفتوحة لممثلين من كل الدول الإسلامية ومن كل منظمة أو دولة تقبل مبدأ أن العلاقات في الحرم يجب أن تتم من خلال حوار واحترام وليس بالعنف والقوة.
«اسرائيل تبادر الى هذه اللجنة رغم أن العلاقة التاريخية لشعب اسرائيل في القدس والحرم لا تحتاج الى اثبات من ناحيتها. وهي ايضا لن تتنازل عن سيادتها في الحرم. ومع ذلك من منطلق الرغبة في خلق علاقات جيدة مع العالم الاسلامي والعربي، فانها ستكون مسرورة من التعاون مع كل جهة ذات صلة لمنع التوتر والكراهية الزائدة حول الحرم. ومن منطلق الايمان اليهودي فان الحرم هو مكان يحمل بشارة السلام للعالم وليس بشارة العداء، وهذا الايمان موجود في أساس ندائي هذا للعالم الاسلامي والعربي».
هذه المبادرة الدبلوماسية من نتنياهو ستأتي كمفاجأة – ولكن هكذا تكون الدبلوماسية، من خلال المبادرة، واذا ظهرت اسرائيل أنها تريد التعاون مع الدول والشخصيات الدينية البارزة من العالم العربي ومناقشتهم في ترتيبات تساهم في تهدئة المخاوف بدون أن تكون في وضع ضعيف بل على العكس في وضع يهودي حالم بأن يكون الحرم عنصر ومكان مقرب للاطراف، فان ذلك سيكون له تأثير في التهدئة في العلاقات اليهودية العربية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اطفاء النار
اتخذت الحكومة قرارات متشددة لكن الجيش يحاول التخفيف على أرض الواقع تجنبا للانفجار الكلي
بقلم:أليكس فيشمان،عن يديعوت احرونوت
الاردن هي معيار الفحص الحساس لما يحدث في الشرق الأوسط. والأردنيون في حالة هستيرية، ليس أقل من ذلك. يخافون أن الصراع الديني في الحرم والفوضى في الضفة الغربية ستمتد الى الأردن ليس فقط بموجة عداء لاسرائيل وانما ايضاً بموجة اسلامية تقوم بطرد الملك عن عرشه. وعندها لن يكونوا فقط اخذوا سفيرهم وقاطعوا أي احتفال مستقبلي بمناسبة عشرين عام على اتفاقية السلام، وقد منوعوا أيضاً وزيرين اردنيين من المشاركة في احتفال لـ مشاريع مشتركة على ضفاف نهر الأردن.
ويمنعون ايضا لقاءات ثابتة بين دبلوماسيين ورجال جيش سابقين، اسرائيليين اردنيين، والتي هدفها طرح افكار ونقل رسائل بشكل غير رسمي بين الاطراف. لقاء كهذا الذي كان من المفترض أن يحدث في الايام الاخيرة في معهد أو جامعة نتانيا تم الغاؤه. وهو ليس الوحيد. الأردنيون يحذرون اسرائيل: أنتم منفصلون عن الواقع، أنتم يعيشون في فلم سيء ومقتنعون بأن كل شيء عسل.
ورقة الفحص الاردنية أكثر مصداقية من جميع التقديرات والمشاورات الأمنية التي يخلقها رئيس الحكومة. صحيح أن التقديرات تقوم بها افضل الأدمغة في اسرائيل، لكن تفوح منها رائحة السياسة الداخلية. الظاهر أن رئيس الحكومة قلق أكثر من النار التي تهدد طرف ثوبه ومكانته الجماهيرية. وظهوره الرسمي الأمني يوم الثلاثاء امام كاميرات التلفاز، بعد مشاورات أمنية أخرى، كانت عبارة عن تظاهرة علاقات عامة: الوضع معقد، انا اعرف كيف احله، اعتمدوا علي، الاردنيون لا يقتنعون بهذا الأمر. وعمليا لا احد في العالم يقتنع بهذا.
قائمة الخطوات الذي اعلن عنا نتنياهو كرد على موجة الارهاب الحالية ضبابية الى حد ما. من الممكن لأن تطبيقها سيكون جزئي، زيادة الاعتقالات مثلا بالتأكيد لن تصل الى المستوى الدراماتيكي الذي لمح له نتنياهو. وكذلك الهدم الشامل لبيوت المخربين – هذه الخطوة لم تقرر بعد، الجهاز الأمني متردد حول فعالية ذلك. ولا زالت على الطاولة استشارة لجنة برئاسة الجنرال المتقاعد اودي شيني، التي فحصت في حينه هذا الموضوع وقررت أن تفجير البيوت كعقاب من اجل الردع تؤدي الى رد فعل عكسي.
حول الاستمرارية والغباء
يوم الثلاثاء اجتمع رؤساء الاجهزة الأمنية الفلسطينية مع نظراؤهم الاسرائيليين في لقاء عمل على خلفية التوتر الآخذ بالازدياد في الضفة والقدس. الطرفين تبادلا الاراء حول احتمالية الانفجار في الوضع الحالي واتفقا ان هكذا انفجار قد يضع امامهم غير بسيط، وان احدا لا يريد الوصول الى ذلك. أوضح الفلسطينيين لاسرائيل أنه لم تصلهم من الأعلى أية توجيهات بتعيير مستوى التعاون، وهذا على العكس لكلام ابو مازن.
يتضح أن رؤساء الاجهزة الأمنية قلقون مثل نظراؤهم في الجانب الاسرائيلي، وهذا قيل بشكل واضح داخل الغرفة. الا ان القيادة في الطرفين والاسباب سياسية واسباب شخصية، وصراعات داخلية وفراغ سياسي وكذلك غباء، قد ادخلوا المنطقة الى حقل الغام.
رجال أمن من الطرفين يحاولون الخروج من هذا الحقل خطوة خطوة والكشف عن كل لغم بحذر وتجاوزه من اجل العودة الى الحياة الطبيعية بأسرع وقت ممكن. ولكن عناصر متطرفة – بدءاً من وزراء اسرائيليين لا يكفون عن التحريض حول الحرم. مروراً بسياسيين فلسطينيين ينادون للعنف ولقطع العلاقات مع اسرائيل وانتهاءاً بمتطرفين عرب ويهود في الميدان – يفعلون كل شيء من اجل ان ينفجر حقل الالغام وليس مهماً ما سيكون الثمن.
المفارقة التي يعيشها الجيش والشاباك حول الاجراءات التي يجب اتباعها تنبع قبل كل شيء من حقيقة الوضع الواقعية، كما تتضح من برنامج العمليات. يوم الثلاثاء الاخير سجل رقم قياسي بالاخلال بالنظام. في ذلك اليوم احتفل الفلسطينيين بمرور عشر سنوات لموت عرفات. ابو مازن ظهر بخطاب تحريضي تحدث فيه عن الحرم، جنازات الاسرائيليين الاثنين الذين قتلوا في عمليات هذا الاسبوع تمت بمشاركة الالاف. وفلسطيني قتل بمواجهة مع الجيش.
في هذا اليوم المتوتر سجلت 35 نقطة احتكاك. نقطة الاحتكاك قد تكون عشرة اولاد يلقون حجارة ويذهبون عندما يأتي الجيش الاسرائيلي، ويمكن ان تكون عشرات المتظاهرين الذين يلقون الحجارة ومفرقعات ويحرقون الاطارات ويحتكون بحرس الحدود والجيش على مداخل المدن. في ذلك اليوم واجه الجيش 600 الى 700 مخل بالنظام هذا معطى عالي جدا ويعكس تصاعد تدريجي بكمية المشاركين بالمظاهرات وبعدد نقاط الاحتكاك. في الاجهزة الأمنية يتحدثون عن ارتفاع 15٪ بمستوى العنف، ولكن احتكاك المئات من مخلي النظام لا يمكن تسميته انتفاضة، الامر الذي يستدعي ادخال الدبابات الى مراكز المدن.
أبو مازن يحرض لأنه محفط وغاضب، لانه يوجد فراغ سياسي وليس لديه ما يقوله لجمهوره. انه يفقد الشرعية، لأنه تعهد بأن حكومة التوافق التي أقامها ستكون لمدة ستة أشهر وبعدها الانتخابات. ولكن لا يتحدث أحد عن الانتخابات. وأخذ الشرعية من كل العالم بالاضافة الى تعهد بـ 5 مليارات دولار، من اجل الدخول الى قطاع غزة والبدء باعادة اعمارها. ولكنه يؤجل النقاشات لانه يخاف من الدخول الى غزة.
لذلك فان كل الغضب والاحباط يوجهه باتجاه اسرائيل، وبالذات باتجاه الحرم. هنا ينضم لوزراء اليمين الاسرائيلي المتطرف الذين يعملون الشيء نفسه: يشعلون الشارع من أجل حصاد مكاسب سياسية.
ولكن يوجد فجوة بين النداءات العلنية من قبل الزعماء للعنف وبين ما يحدث في الواقع. في الشبكات الاجتماعية والاعلام الفلسطيني يدعونا الى مظاهرات يشارك فيها 60 الى 70 الف شخص ويعلنون عن 60 دقيقة احتجاج ضد اسرائيل، وكل دقيقة تخصص لاحتجاج من نوع آخر. باحث استخبارات موضوعي، والذي يتابع المزاج في الجمهور الفلسطيني في الضفة ويتلقى معلوماته من الاعلام، نستطيع أن نستنتج أن الضفة موجودة في حرب يأجوج ومأجوج، لكن الميدان يتحدث بلغة معتدلة أكثر بكثير.
وهذه هي المفارقة أمام الجيش الاسرائيلي: هل يجب فرض عقوبات على السكان أو التغاضي عن هذا العمل أو ذاك من أجل تهدئة الأوضاع. اذا كانت بالفعل خرجت مظاهرة فيها 70 ألف شخص أو اذا كان العنف تحول الى ارهاب برصاص حي، لن يتردد الجيش ويعرف بالضبط ماذا يفعل: توجد ملفات عمل، يوجد تعزيز للقوات، توجد اجراءات ثابتة لمنع التجول، اغلاق، ادخال قوات للمدن وهكذا. ولكن بالمرحلة الحالية الحديث عن منطقة رمادية، يمكن أن تتدهور فيها الأوضاع لعنف شامل، ويمكن أيضاً أن تحدث تهدئة بالتدريج.
في الوضع الحالي، فإن لكل خطوة عسكرية قد يكون مغزى مصيري. كل حدث تكتيكي – فلسطيني يقتل في مظاهرة، اسرائيلي يقتل من قبل فلسطيني، مسجد يحرق أو كنيس يحرق – يمكن أن يغير الصورة فوراً. وسجل لدى أجهزة الأمن تراجع بأعمال «جباية الثمن». في الشهر والنصف الاخيرين سجلت فقط ثلاثة احداث كهذه. الظاهر ان اليمين المتطرف لم يبدأ بعد بحملته الانتقامية على الاحداث الاخيرة في القدس وتل ابيب ولكن هذا قد يتغير بلحظة.
بالمقابل السلطة الفلسطينية تمنع المظاهرات التي تنظمها حماس. ليس حباً في اسرائيل وانما لأن حماس ترفض تنسيق هذه المظاهرات مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة. بالمقابل تقوم السلطة بجهود لتهدئة المظاهرات والاخلال بالنظام داخل المدن. يوم الجمعة الماضي في منطقة بيت كحيل خرجت مظاهرة كهذه عن سيطرة رجال السلطة واضطر الجيش الاسرائيلي الى التدخل وتفريقها بالقوة.
من الصعب على أجهزة الأمن العمل في مخيمات اللاجئين وبالذات ضد رجال التنظيم الذين هم جزء من فتح. وبالقدس، بالمقابل لا يشعرون أهم ملزمون بمساعدة اسرائيل لتهدئة الوضع. وقد طلبت اسرائيل من السلطة أن تساعدها على تهدئة الوضع في قلنديا الا أن الجواب نشاط خفيف ولا مغزى له.
إم 16 أم اف 16
في النقاشات التقييمية التي تجريها اسرائيل يتحدثون عن ثلاث مبادىء عمل اساسية التي من شأنها تخفيف النار. الاول: محاولة تحقليل العمليات التكتيكية التي من شأنها ان تتحول الى عمليات استراتيجية. والصيغة التي نجحت في الضفة على مدار سنوات تشير الى علاقة مباشرة بين كمية القوات الموجودة على الارض وبين نجاح المهمة في تقليل حجم الأحداث ا لتكتيكية.
في الوقت الحالي القرار التي تم اتخاذه هو عمومي ويشمل ادخال ثلاثة كتائب وسريتين من حرس الحدود تم نقلها من القدس الى الضفة. والهدف هو اعطاء جواب سريع لكل حدث ممكن، في مناطق الاحداث وبالقرب من المستوطنات. وحتى الآن لا يوجد تحذيرات حول ارهاب منظم، بل يوجد تراجع كبير بعدد التحذيرات من هذا النوع. والخوف هو مما هو غير متوقع. من الارهاب الشعبي. التلقائي لـ المخرب الوحيد.
على ضوء الأحداث الاخيرة قام الجيش باحداث تعديلات على البنى التنفيذية في الضفة. وضعت مكعبات اسمنتية في مواقف الباصات وقام بتحسين المراقبة ووضع قوات احتياط متحركة جاهزة لأية استدعاء أو عملية.
المبدأ الثاني هو محاولة تقليص التأثير الخارجي على الأجواء في الضفة. تخفيف التوتر مع عرب اسرائيل. حادثة مثلما حدث في كفر كنا والطيبة تؤثر فوراً على الضفة، وايضا ايقاف التحريض من قبل رؤساء اليمين في اسرائيل، بموضوع الحرم كل هذا يؤثر على الضفة.
المبدأ الثالث يتخلص في سياسة استخلاص القوة. هنا توجد مفارقة حقيقية امام السكان، او كما يعرفونها في الجيش: متى نستخدم ام 16 ومتى نستخدم اف 16. متى نستخدم العقوبات ضد السكان ومتى لا.
بالسطر الاخير وعلى الرغم من الاعلانات أو التصريحات الانفعالية، لا يوجد حتى الآن اية نية حقيقية لاتخاذ عقوبات جماعية ضد السكان في المناطق مثل تقييد الحركة أو تقييد عدد القادمين لاسرائيل للعمل.
وأعلن رئيس الحكومة عن خطوة ضبابية: اعتقالات مانعة لمحرضين وملقي الحجارة وزجاجات حارقة. الفكرة هي توسيع دائرة الاعتقالات بين الفلسطينيين الذين اشتركوا بأعمال معادية في السابق.
يمكن الاستنتاج هنا أن الاعتقال لعشرات ومئات الاشخاص المعتقلين ليلة ليلة، مسجلون في الشاباك ايضا الاف الاشخاص الذين هم مخلفين بالنظام ومحرضين وموجودين تحت المراقبة. ولا داعي هنا للحديث عن اصحاب المواقع والمحرضين على الشبكات الاجتماعية الذين يضعون على أنفسهم نقاط سوداء. النية تتجه الان الى اعتقال بعضهم. الى أي حد تعتبر هذه الخطوة عملية؟ وبأية أعداد؟ الامر غير واضح.
اضافة لذلك فان الفرضية اليوم لدى الجيش في الميدان هي عدم القيام بأعمال تحمي امكانية بزيادة العنف والقتل. اذا كان بالامكان تأجيل اعتقال معين لعدة ايام من اجل عدم الاحتكاك مع السكان وانتهاء الامر بقتل متظاهرين – فيمكن دراسة الأمر بايجاب وهذا كله لمنع أي تصعيد لا داعي له. ومن هنا فان قرار الكابينيت متشدد ورادع الا ان الواقع مختلف عن ذلك.
اذاً نسير على اطراف الاصابع، نحاول أن نعمل أقل قدر من الأخطار، ونصلي أن لا يلقي السياسيين والعناصر المتطرفة بالعبوات على حقل الالغام. يعتقدون بالاجهزة الأمنية ان الامر يحتاج لعدة ايام اخرى، اسبوع، من أجل رؤية اذا ما خرجنا من هذا الحقل أم اننا لا زلنا فيه.
ليس فقط الاردنيين في العالم ايضاً ينظرون الى اسرائيل على أنها تنفصل عن الواقع. في لقاء تم في الآونة الاخيرة بين ممثلين بارزين للدول العظمى الجالسة مع ايران في محادثات تفكيك السلاح النووي، والذي تناول التطورات المفاوضات بين الدول العظى وايران، وقف الممثل الالماني وقال بوضوح لـ شخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى كانت بالمكان: أنتم لا تفهمون ما يحدث حولكم. اوروبا تخاف من انهيار الشرق الأوسط، الامر الذي سيؤثر على العالم ككل. الدول الاوروبية تنظر الى خمسة دول تعتبرها لا زالت مستقرة، على أمل أن يتم من خلالها خلق استقرار في المنطقة ككل.
يتحث الاوروبيون عن اسرائيل، ايران، تركيا، مصر، والسعودية. انما كل واحدة هذه الدول تحمل على ظهرها مسؤولية قد تتسبب بـ تدمير الاستقرار. الايرانيين مثلاً بموضوع السلاح النووي، الاتراك بموضوع حقوق الانسان، أما اسرائيل فهو موضوع الصراع الفلسطيني. اذا لم يحل هذا الصراع فهناك خطر حقيقي على استقرار الدولة، واستقرار اسرائيل هو أمر مهم بالنسبة للغرب كله. لذلك فان حل المشكلة موجود لدى اولويات اوروبا، بالضبط مثلما الموضوع الايراني، وبالضبط مثلما يحاولون التعامل مع اردوغان كخطر يهدد الاستقرار الاقليمي.
واضع بالنسبة للاسرائيليين ان الالماني لم يتحدث باسمه. هذه الامور تم الحديث فيها بين الاوروبيين والامريكيين. يتضح انه يوجد وزن للصراع الاسرائيلي الفلسطيني أكثر بكثير في الغرب من وزن مسائل حقوق الانسان. اسرائيل قد يعتبرها العالم سبباً في غياب الاستقرار بالمنطقة ككل وسببا في ضرر استراتيجي للغرب.
لكن حكومة نتنياهو تستمر في العيش في واقع وهمي. العالم يبتعد عن اسرائيل وهي مستمرة بما هي عليه: نحن مركز الكون، الحرم بيدنا. بهذا المستوى سنفقد اوروبا ونفقد الولايات المتحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب الحظوة
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
تبادل جهاز المخابرات الشاباك والجيش الاسرائيلي في الايام الاخيرة الاتهامات حول الاخطار المسبق الذي اصدره جهاز المخابرات أم لا للجيش قبل بضعة أشهر من الحرب في غزة حول استعداد حماس لجولة قتالية اخرى في الجنوب. هذه الازمة، التي بلغت ذروتها في الرسالة الحادة التي بعث بها رئيس الاركان بيني غانتس الى وزير الدفاع موشيه يعلون، واحتج فيها على سلوك جهاز المخابرات في المقابلات التي اعطوها لبرنامج «عوفدا» التلفزيوني، والتي على حد قوله «تجاوزت كل المعايير الاخلاقية والمهنية». وادعى جهاز الشاباك بانه رفع الى الجيش الاسرائيلي اخطارا استخباريا منذ شهر كانون الثاني حول نية حماس الشروع في معركة عسكرية. أما الجيش الاسرائيلي فنفى ذلك نفيا قاطعا.
في أعقاب لقاء الايضاح الذي عقده أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع غانتس ومع رئيس الشاباك يورام كوهين، نشر الشاباك بيانا يلطف الرواية التي قيلت في «عوفدا» بهدف تخفيض مستوى اللهيب. وحسب هذه الرواية، فان الشاباك لم ينقل في كانون الثاني اخطارا لا لبس فيه، كما زعم في البداية، بل انباء اشارت الى بداية استعداد من حماس لمواجهة محتملة مع اسرائيل. ومع ذلك، فان «الدم الفاسد» بين محافل الأمن بقي على حاله.
فضلا عن حقيقة أن لا منفعة من المشوبة بالمشاعر والذاتية الجارية في وسائل الاعلام، فان الاحتكاكات بين الجيش والشاباك هي دليل آخر على أن القصة الحقيقية لـ «الجرف الصامد» بعيدة عن النجاح والمجد اللذين حاول تسويقه للجمهور رئيس الوزراء ووزير الدفاع؛ هذا دليل آخر على أنه في اثناء الجرف الصامد وبعده ظهرت قصورات – استخبارية، عملياتية واخلاقية – تستدعي تقصيا للحقيقة واستيعابا للدروس.
على مراقب الدولة – الذي يفحص هذه الايام مسائل مختلفة تتعلق بالحرب في غزة، كمعالجة الانفاق، تحصين الجبهة الداخلية وعملية اتخاذ القرارات – وعلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، والتي تحقق هي ايضا باحداث مختلفة وقعت في اثناء الحرب – الدخول في اعماق ما يجري، والتحقيق ايضا في الاتصال العليل بين المحافل المختلفة – ومسؤولية القيادة السياسية عن ذلك. وبدلا من الخصام على الحظوة، يجمل بالشاباك وبالجيش انتظار نتائج هذه التحقيقات، والاسراع الى استيعاب دروسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ