1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 15/01/2014
العربية السعودية بعد عبد الله
بقلم: يوئيل جوجانسكي،عن نظرة عليا
من الممكن أن يكون للعربية السعودية ملك جديد في سنة 2015، إن الاستشفاء الطويل لحارس النفط والاماكن المقدسة الإسلامية، عبد الله بن عبد العزيز، يثير المخاوف بشأن استمرار استقرار هذه الدولة المركزية والسياسة المستقبلية لها، في الوقت الذي تواجه فيه تحديات كبيرة سواء من الداخل أو من الخارج
وأيا كانت هوية الملك ـ فانه سيواجه تحديات ليست بسيطة. وكما يبدو، فان العالم العربي موجود الآن في أصعب أوقاته، وهناك تأثيرات على المستوى العربي للإستقرار السياسي في العربية السعودية. إن عائدات النفط والغاز كانت حتى الآن أداة، قامت دول الخليج باستخدامها، من اجل تشكيل المشهد الشرق أوسطي. وذلك، طبقا لمصلحتهم الجيواستراتيجية (وأحيانا الطائفية). وإذا استمرت اسعار النفط على حالها لفترة طويلة، فسوف تتآكل تدريجياً الأحتياطات السعودية (حوالي 750 مليار دولار) ومعها امكانية تزويد اللاعبين المختلفين.
يسود في العربية السعودية وخارجها رأي يقول بأن الاستقرار السياسي فيها مرتبط ارتباطا وثيقا بصحة الملك وباستمرار الحاكم السعودي الذي يقف على رأسها على قيد الحياة. بناءً على ذلك، فإن الإستشفاء الطويل للملك عبد الله بن عبد العزيز، كحارس النفط والاماكن المقدسة الإسلامية، يثير المخاوف بشأن استمرار استقرار هذه الدولة المركزية والسياسة المستقبلية لها، في الوقت الذي تواجه فيه تحديات كبيرة سواء من الداخل أو الخارج.
تحاول الأسرة المالكة، أن تظهر أن الامور تسير على ما يرام، ولكن هنالك درجة من عدم الوضوح بخصوص الوضع الصحي وقدرة الملك عبد الله على القيام بمهامه. لقد ذهب الملك للإستشفاء في 31 كانون الاول 2014 من اجل إجراء «فحوص طبية». وبالقرب من سريره في المستشفى في الرياض يتواجد طوال الوقت افراد عائلته، أي قيادة الدولة، وبعثات من الدول المجاورة التي جاءت لتطمئن على صحته. بعد فترة الاستشفاء، أصدرت وكالة الأنباء السعودية بيانا جاء فيه بأن الملك يعاني من التهاب رئوي وقد احتاج إلى «تنفس صناعي» مؤقت. إن عدم التأكد من حالة الملك الصحية تزيد التشويش في العربية السعودية ويشكل أرضية للتقارير المتناقضة بهذا الخصوص في وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة.
المصلحة العليا للعائلة المالكة السعودية هو استمرار الحكم في أيديها. لهذا، هناك أهمية كبيرة لنقل مقاليد الحكم في المملكة بصورة سلسة قدر المستطاع. ولكن، خلال أقل من سنة عُيِّن ثلاثة أولياء للعهد -الامر الذي أكّد مسألة ذات أهمية فورية: طالما لم يتم تعيين ولياً للعهد من بين أحفاد إبن سعود، فإن موضوع الوراثة، أي، القدرة على اعطاء جيل جديد من القادة ادارة الشؤون الحاسمة للمملكة، سيؤثر على استقرارها.
إن العرف السائد منذ عهد إبن سعود، والد عبد الله ومؤسس المملكة السعودية الحديثة، هو أن التاج ينتقل بين أبنائه ـ أي شقيق عبد الله من أبيه، وليّ العهد ووزير الدفاع سلمان. عملية نقل التركة/السلطة جرت حتى الآن بصورة سلسة. وحقيقة وجود ولي عهد لعبد الله مجرّب متمثلا بشخصية سلمان من شأنها تقليل المخاوف من الصراع على العرش الذي يؤدي إلى فراغ في الحكم. ولكن، سلمان البالغ من العمر 80 عاما، والذي يتوقع أن يأخذ على عاتقه تسيير الشؤون اليومية للمملكة، يقوم بأداء عمله بصورة جزئية. فقد اجتاز جلطة دماغية ويعاني كما يبدو من مشاكل أخرى. وعندما سيعيّن سلمان كملك، أغلب الظن، ستكون تلك هي أقصر فترة حكم لملك سعودي حتى الان.
من أجل تأمين استقرار الحكم فقد عيّن عبد الله في آذار 2014 الأمير مقرن، يده اليمنى والذي يبلغ الـ 70من العمر، وهو أصغر أبناء بن سعود، الباقي على قيد الحياة، كوليّ ثانٍ للعرش. هذا التعيين، الذي أشار إلى تفضيل الاستمرارية على اختيار التطور، أجّل ايضا نقل القيادة في المملكة ليد جيل أحفاد إبن عبد العزيز مقرن، هو طيّار حربي في تأهيله المهني، كان في الواقع حاكماً لمنطقة المدينة ورئيساً لجهاز الاستخبارات، ولكن طريق العرش كانت مليئة بالعقبات: العديد من إخوته لأبيه يعارضونه، بالأساس لذاته. ونظراً للحالة الصحية لسلمان، فمن المعقول أن يتولّى مقرن وظيفة الملك فعلياً. واذا نجح في التغلب على المعارضة الداخلية، فانه نظراً لصغر عمره نسبيا وصحته الجيِّدة يستطيع مقرن أن يحكم لفترة طويلة. ولكن ليس من المستبعد أن يقوم سلمان، كملك، بتعيين ولي عهد آخر بدلا من مقرن.
الأسرة الحاكمة تريد منع التأثير السلبي للصراع على السلطة على الاستقرار في المملكة. «الدستور» الصادر سنة 1990 قرر أن التاج يمكن أن ينتقل إلى جيل أحفاد ابن سعود ايضا، وهكذا فإن تشكيل «مجلس البيعة» سنة 2006، والذي وظيفته مساعدة الملك القادم في اختيار ولي العهد وفي ترتيب الاجراءات لنقل السلطة ـ وضع الاساس لنقل تركة السلطة للجيل القادم من الأمراء، ولكن بصورة مبدئية فقط. فعلياً، العملية من الممكن أن تكون معقدة ومقترنة بصراعات قوى جديدة داخل العائلة.
مسألة تَرِكة السلطة في العربية السعودية تبدو وكأنها جزء من مسلسل مكسيكي، ولكن حسب المعايير التي عفا عليها الزمن هذه، تسير هذه المملكة ذات الحكم المطلق، والتي تسيطر على اكبر احتياطي للنفط في العالم والتي تقع في حدودها الأماكن المقدسة الإسلامية.
ترتيبات التركة في السعودية شُكلت طبقا للمبادئ التي خلفها ابن سعود بمقتضى الحاجات الخاصة بالمملكة للظروف والبنية السياسية التي تبلورت فيها. إن نقل السلطة داخل نفس الجيل ساعدت بدرجة ما على استقرار الحكم طوال السنوات السابقة. ولكنها خلفت مشكلة، نابعة من شيخوخة الوارثين المحتملين، وهكذا تحول الصراع على الحكم الدائر من خلف الكواليس إلى صراع يشمل العديد من الأمراء.
كم هو مهم هوية الملك القادم؟ كقاعدة عامة يبدو أنه في المواضيع المتعلقة بالأمن القومي ليس هناك خلاف جوهري بين كبار الأمراء. ولكن السياسة السعودية كانت في الماضي مرتبطة ارتباطا وثيقا بصفات وآراء الملك. على الرغم من أن القرارات يتم اتخاذها كقاعدة عامة من خلال التشاور والسعي نحو الاتفاق بين الذين يحتلون الوظائف الكبيرة في العائلة السعودية، فان الملك هو الذي يأخذ القرار الأخير. إن غياب عبد الله سيُنهي فصلا مركزيا في تاريخ العربية السعودية. عبد الله تولى الحكم منذ 2005 ولكنه كان الحاكم الفعلي في السنوات العشرين الماضية منذ أن اجتاز أخوه فهد جلطة دماغية وأصبح من الصعب عليه أداء مهامه.
عبد الله أجرى اصلاحات ليست قليلة (بالمفاهيم السعودية)، وخاصة في مجال مكانة المرأة. من الجدير بالذكر أن مبادرة السلام العربية التي تعرض على إسرائيل (مقابل تنازلات) «علاقات طبيعية» مع العالم العربي والإسلامي هي ثمار مبادرته. ليس من الواضح إلى أي حد تشكل هذه المبادرة إملاءا على إسرائيل أو قاعدة للمفاوضات، والى أي حد يستطيع العالم العربي، في وضعه الراهن، أن يدعمها.
اضافة إلى ذلك فان عبد الله استطاع قيادة المملكة في بحر من الاضطرابات والثورات التي تعصف بالعالم العربي في السنوات الاخيرة. بالتدريج، ومنذ بداية التأرجحات الاقليمية فقد نفذ عبد الله سلسلة من التعيينات المهمة، يمكن أن ذلك كان سبب خوفه من التأثيرات على استقرار المملكة. لقد قام بترقية إبنه متعب، المسؤول عن الحرس الوطني، بوظيفة وزير في مجلس الوزراء (في هذا السياق طلب عبد الله من مقرن، مقابل تعيينه، أن يُعين في المستقبل متعب كولي للعهد).
اضافة إلى ذلك، فقد عين عبد الله ابنه الثالث، عبد العزيز، نائبا لوزير الخارجية سعود الفيصل. الفيصل، الذي يتولى هذا المنصب منذ 1975، يعاني ايضا من مشاكل صحية والتقدير هو أنه لدى ذهابه سوف يتولى عبد العزيز مكانه، كما عين عبد الله ابنه مشعل كحاكم للمنطقة الأكثر أهمية للإسلام، والثاني في أهميته بالنسبة للمملكة، مكة. أما إبنه السابع، تركي، فقد عينه حاكما للعاصمة الرياض.
هذه التعيينات تضع في يد الأسرة المالكة مرشحين جديرين وذوي خبرة، من جيل أحفاد ابن سعود، الذين بامكانهم في المستقبل تولي وظائف مركزية. ولكن هذا في الأساس محاولة من جانب عبد الله أن يعطي لأبنائه أفضلية في الصراع المستقبلي على التركة. مرشح آخر يتم ذكره كثيرا كصاحب احتمالات عالية، إلى جانب متعب، لتولي العرش هو محمد بن نايف، وزير الداخلية السعودي. على الرغم من أن انجازاته في مجال الحرب ضد الإرهاب هي أمر مختلف فيه، فان له علاقات طيبة ويحظى بتقدير كبير من نظرائه في الغرب.
يمكن أن يكون للعربية السعودية ملك جديد في 2015. ولكن أياً كانت هويته، فانه سيواجه تحديات ليست قليلة. العالم العربي يمر الآن في أصعب أوقاته، وسيكون للاستقرار السياسي في العربية السعودية بالتأكيد تأثيرات على مجمل العالم العربي. إن عائدات النفط والغاز كانت حتى الآن أداة استخدمتها دول الخليج من اجل تشكيل المشهد الشرق اوسطي: بمساعدتها تدعم العائلات الحاكمة هذا النظام وتثير القلاقل لدى نظام آخر. وذلك طبقا لمصلحتهم الجيواستراتيجية (واحيانا الطائفية). اذا بقيت اسعار النفط في مستواها الحالي لفترة طويلة فسوف تتآكل تدريجيا الاحتياطات السعودية (حوالي 750 مليار دولار)، ومعها امكانية تزويد اللاعبين المختلفين ـ مصر والاردن وكذلك ايضا المواطنين السعوديين أنفسهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الثلاثي العابث
نماذج مثل نتنياهو بينيت وليبرمان لديهم أجوبة على مشاكل فرنسا لا علاقة لها بما حدث
بقلم: ران أدليست عن معاريف
الويل، كم ضحكنا، الويل، كم هو هذا الضحك على حسابنا. رئيس الوزراء نتنياهو، انحشر إلى الصف الاول مثل آخر زعران النبأ الرئيس من خلف مراسل الاخبار. بما في ذلك التلويح القيصري للجماهير المشجعة.
الويل، كم ضحكنا حين رأينا بعيون محدقة مناورات التباكي على نمط تشارلي تشبلن في الطابور إلى الباص. الويل، كم أن هذا الضحك كان على حسابنا. حسن لو كانت هذه العروض في المركز السيركي لليكود، ولكن الغلاف في باريس كان جديا على نحو مخيف.
في العاصمة الفرنسية قتل اناس حقيقيون على خلفية مشاكل محملة بالشدائد. فليس الرقص على الدم والمتاجرة بالعزاء لاغراض الانتخابات هي امور جديدة بالنسبة لنتنياهو، بل انه في مظاهرة الملايين طرحت عدة أسئلة قيمية لدى نماذج مثل رئيس الوزراء، بينيت وليبرمان اجوبة هي تماما خارج سياق المظاهرة نفسها.«
في اليوم الذي علم فيه بقتل رسامي الكاريكاتير عدّد بينيت في القناة الثانية الاسباب لضرورة حكومة اليمين. وضمن امور اخرى سرب بسلاسة: «في باريس قتلوا الان 11 شخصا!«
ولكن في باريس تظاهر الناس من أجل حرية التعبير، التي لا تندرج ضمن اهتمام حزب بينيت، والمسافة بينهما كالمسافة التي بين قانون «منع المس بالقيم الدينية» وبين حرية التعبير التي قتلت في باريس.
كم من انعدام الوعي تحتاج عصبة الحربة لليمين الإسرائيلي الذي سارع إلى باريس كممثل عن حكومة سعت إلى منح السلطة المحلية الصلاحية لرفض مظاهرة ضد بيع لحم الخنزير، وباقي اللاذعين الذين يختبئون تحت تعبير «قيم الدين.«
وفقط أن نتصور ماذا كان سيحصل لرسام كاريكاتير إسرائيلي كان سيرسم عصابة الدين اليهودية بالمستوى اللاذع لرسامي الكاريكاتير الذين قتلوا في باريس. وكم من انغلاق الحس والبؤس هناك في الاحبولة الانتخابية للثلاثة حين تكون في خلفية المظاهرة مسألة العلاج العسير لمشاكل هجرة العالم الثالث إلى العالم الاول.
ان هذه الهجرة لن تختفي لان الضغوط الوجودية في العالم الثالث ستجلب موجات هجرة، حتى لو كان بعضها سيغرق في البحر. ومعظم المهاجرين سيتبنون قيم الديمقراطية الغربية، بعضهم سيدحر نحو الهوامش، وقلة منهم ستصل إلى داعش وشركائه وسيقتلون دون تمييز.
رئيس وزراء فرنسا، مناويل فالس، صرح على الفور «ليس لنا حرب ضد الإسلام بل ضد الإرهاب». آه… هزأ الناطقون بلسان اليمين، له ناخبون مسلمون. صحيح، كلهم سياسيون، ولكن ليسوا كلهم بيبي. روبرت مردوك غرد قائلا: «لعل معظم المسلمين يتبنون السلام، ولكن إلى أن يعترفوا بذلك ويدمروا كل خلية سرطانية للجهاد الإسلامي، فانهم مسؤولون عما يحصل، بالضبط مثل المذنبين.«
لقد سبق لمردوك أن دفع مع رفاقه المحافظين الولايات المتحدة نحو حرب عابثة في العراق وبريطانيا نحو حرب عابثة في فوكلند. جنوده في إسرائيل، بيبي، بينيت وليبرمان يشجعهم على ادارة حروب عابثة. وفي هذه الاثناء يحققون مكاسب في الانتخابات ويدعون يهود فرنسا للعودة إلى الوطن. هذا نبش فظ في جرح الهوية المزدوجة لكل يهودي في كل مكان في العالم.
حتى رئيس الوكالة نتان شيرانسكي شجب على الفور اقوال نتنياهو. ناهيك عن أن في الامن الشخصي والتشغيلي أكثر اشكالية وخطورة في إسرائيل منهما في فرنسا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يسار كبير
لا بد من توحيد اليسار والوسط في كتلة كبيرة من أجل إحداث الانقلاب
بقلم: أوري افتيري،عن هآرتس
انني اريد تكرار دعوتي لميرتس الانضمام إلى كتلة حزب العمل وحزب الحركة، ولست مستعدا للتراجع عن ذلك. وقد تحدثت عن المحادثة بيني وبين ارئيل شارون في 1973 بعد ان اقام الليكود. حيث سالته ما الحكمة من ذلك؟ فقال لي «انت لا تفهم» الاصل هو ان نخلق لدى الجمهور انطباعا ان جميع اليمين موحد. ممنوع ترك اي احد في الخارج، وكان لهذه المناورة نجاح كبير. وبعد 4 سنوات حدث الانقلاب التاريخي.
انني احث جميع احزاب الوسط ـ اليسار ان تحدث الان معجزة مشابهة. وان تنفذ الانقلاب المضاد.
دعوت ميرتس للانضمام إلى معسكر العمل وحزب الحركة. من خلال الامل بان ينضم لهذه الكتلة ايضاً حزب يش عتيد ولربما حزب «جميعنا».
وبعد نشر الدعوة في هآرتس في 23/12/2014 سمعت الكثير من الادعاءات ضدها. وجميعها صحيحة، وجميعها جديرة بالرد عليها.
الادعاء الأول هو ان يتسحق هرتسوغ وتسفي ليفني ليسا بديلا حقيقيا من حيث ان مواقفهما غامضة. كما ان الاسم «المؤقت» (المعسكر الصهيوني) يستبعد المواطنين العرب. الذين هم 20 في المئة من سكان الدولة. وقد ذكرت ان الاثنين ليسوا الزوج المثالي الذي يظهر في الاحلام. ولكن لديهما أفضلية واحدة كبيرة: فهما ليسا بيبي والكتلة التي أقاماها ليست الليكود. ولا يوجد هناك ميري ريغب، ولا لفين، او دانون ومن لف لفهم.
ان معسكر هرتسوغ – ليفني قد احدث معجزة فقد تحول في الاستطلاعات إلى الحزب الاكبر. وخلق امكانية عملية لتبديل السلطة، الامر الذي لم يحلم به احد. الان اليمين في حالة ذعر، في حالة انكماش. الخطر هو ان هذا التجديد المنعش، سيتلاشى خلال الاسابيع القادمة.
قيل انه لا حاجة للمصاحبة قبل الانتخابات، بسبب ان ميرتس ستوصي بهرتسوغ كشخص مرشح لتشكيل الحكومة. هل يوجد فرق؟ وما هو الفرق! وينشغل السياسيون والمحللون في الحساب البسيط والمبتذل ل 2+2= 4. فهم ياخذون عدد مقاعد الاحزاب حسب الاستطلاعات الاخيرة. ويحركونها على اللوحة كما هي قطع الشطرنج، ويخلقون ائتلافا خياليا.
فهذا منطقي وهذا معتبر وهذا حتى براغماتي (الكلمة المناسبة بشكل خاص)، ولكن ليس في هذا اي حقيقية. هذه سياسة بدون اعتماد، بدون نبوءة. واي عمل خلاق سيغير الصورة.
هرتسوغ وليفني غيرا هذا الحساب، بمجرد الاتصال فيما بينهم. والمهمة هي تغيير الحساب من الاساس. والان فان الخارطة السياسية تتغير، عندما تقوم كتلة كبيرة. الكتلة تخلق الحماس، ستكهرب الاجواء، وتغير موضوع النقاش.
والكتلة تجذب مقاعد من قوائم اخرى. وتجند جمعيات ونقابات جديدة من الناخبين. كما كان باراك اوباما في حينه، الذي احل محل «اللامبالاة» ولا شي سيتغير «احل محلها شعار «نعم» نستطيع».
هذا كل ما في الامر، عدم القيام بمناورات في حساب المقاعد المتوقعة اليوم. بل خلق مقاعد جديدة من اي مكان، الايقاظ، المبادرة، اثارة الحماس.
ميرتس ستبقى ميرتس، حتى في ظل هيئة كبيرة. ستحافظ على براءتها. لكنها ستتفاعل لاول مرة مع فئات من السكان يعتبرونها فئة اشكنازية خالصة. وستستفيد على اي حال، وسيتم انقاذ حزب يش عتيد من الهزيمة المحققة. ويبقى يئير لبيد زعيماً لمعجبيه. وسيكون بامكان موشيه كحلون تجسيد وعوده لمريديه عندما تكون من خلفه كتله كبيرة. بدل الانشغال بمناورات صغيرة بين الكتل. ولهذه الكتلة توجد فرصة ان تحصل على اكثر من 50 مقعد وسوياً مع شاس اريه درعي والمتدينين، وسيكون بامكان هذه الكتلة تشكيل سلطة جديدة ومستقرة.
اذا لا سمح الله حكم اليمين المتطرف الدولة لمدة خمس سنوات اخرى (حتى نوفمبر 2019)، فاني ساشعر بقلق عميق على الدولة. ولذلك انا اطلب الصفح عن اصراري، فهذا الامر يشتعل في عظامي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إسرائيل تلاحق اليهود
دعوات السياسيين لهم في فرنسا إلى الهجرة غير أخلاقية وغير منطقية
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
إن دعوة بنيامين نتنياهو لمواطني فرنسا اليهود بالهجرة إلى إسرائيل يجب ألا تثير الغضب أو الحزن لا في إسرائيل ولا في فرنسا. فقد عبر نتنياهو بشكل عام مرة اخرى عن المباديء التي يؤمن بها فيما يتعلق بماهية المواطنة. فبالنسبة له المواطنة الحقيقية يجب أن تُعطى فقط لاصحاب البيت في الدولة القومية لذلك الاساس الاثني الذي يشكل غالبية السكان.
إن موقفه من الدولة القومية لا يحتمل وجود جذور إثنية غريبة، بل يجب التخلص منهم وايجاد اماكنهم في بلادهم الطبيعية. إن نتنياهو يزعم دائما أنه يوجد للعرب في إسرائيل 22 دولة يستطيعون فيها أن يحققوا أو يجسدوا ثقافتهم واحتياجاتهم القومية، ولكن اليهود توجد لهم دولة واحدة فقط وهم بذلك نبتة غريبة في كل دولة اخرى، وعليهم العودة إلى وطنهم، فأي ثقافة وطنية اخرى يمكنها أن تكون ثقافة لليهود غير يهوديتهم؟.
والتفسير الذي لا بد منه لوجهة النظر هذه يقرر بأنه عندما لا يستطيع العرب أن يكونوا مخلصين لدولة ليست دولتهم، فسيكون من المبالغ فيه أن نطلب من اليهود أن يكونوا مخلصين لدولة ليست دولتهم، وفي الحقيقة فانه بدون اخلاص أو ولاء لا توجد مواطنة. والاستنتاج المطلوب هو أنه من الطبيعي أن يكون اليهود ملاحقين في جميع دول العالم، بسبب أن العرب والمسلمين ملاحقون في دول ليست لهم.
هذه ليست فقط نظرية قومية تستند إلى التعريف المجرم، ولا نقول العنصري، للمواطنة. بل إن هذا الموقف المشوه الذي يحطم الماهية العالمية لمفهوم المواطنة يتضمن في داخله تسامحا وتفهما لظواهر اللاسامية. واذا تبناه زعماء العالم فسيكون بامكانهم الادعاء أنه اذا تم طرد اليهود من بلادهم فسيتم وضع حد للاسامية. وطالما هم موزعون في العالم فلا مناص من اللاسامية.
إن نتنياهو ليس وحيدا في موقفه هذا. فالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي عانقت بجرأة هذا الاسبوع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، أعلنت في 2010 أن الدول متعددة الثقافات قد فشلت بشكل مطلق. وكانت اقوالها موجهة إلى الجالية الإسلامية في المانيا، وعكست استطلاع لمعهد فريدريك أبرت، الذي يفيد بأن 55 بالمئة من الالمان يعتقدون «أن العرب ليسوا لطيفين». واقوال زعيم دولة بافاريا، هورست زهوفر، الذي قال إنه من الافضل للعرب والاتراك أن يعودوا إلى بلادهم.
إن نقاء الأمة هو شيء يساوي نقاء العنصر. فعندما تُشرع الدولة قوانين تميز الاقليات الدينية أو العرقية وتسلبهم وضعهم الرسمي وتتجاهل المس بأماكنهم المقدسة، وعندما يتم تفسير خصوصيتهم كإضرار بوحدة الأمة، فبعد ذلك لا تستطيع زعيمة مثل ميركل أن تأتي بادعاءات لدول اخرى تتصرف بشكل مشابه تجاه أبناء قوميتها القاطنين خارج حدودها. إن المطالبة بالتصرف تجاه يهود فرنسا والمانيا أو الولايات المتحدة كمواطنين متساوين تعتبر مطالبة غير اخلاقية عندما تتم من قبل الدولة التي في السنوات الاخيرة عبرت بشكل واضح وبشكل رسمي أن مواطنيها العرب غير مرغوب فيهم في اراضيها. ومن الافضل لهم العودة إلى وطنهم. إن سياسة كهذه تضر بحق اليهود في العالم بالمطالبة بتعامل متساوي كمواطنين فرنسيين أو امريكيين أو المان.
وفي حين أن إسرائيل هي دولة كل مواطنيها، وهي ملزمة بأن ترى في كل واحد منهم، يهود، مسل، مسيح أو درز، هو مبرر وجودها كدولة، فهكذا عليها أن ترى في اليهود الذين يعيشون في دول اخرى مواطنين متساوين. ولها صلاحية أن تطالب بمساواتهم كما هي صلاحية دول العالم مطالبتها بالتصرف مع جميع مواطنيها بشكل متساوٍ. هذه هي ماهية مواثيق حقوق الانسان التي وقعت عليها الدول التي تبنت التعريفات المتفق عليها لتلك الحقوق. إن يهود فرنسا القلقين الآن على سلامتهم يسارعون إلى مكاتب السفر للبحث عن ملجأ في إسرائيل، ويجدر بهم أن يفحصوا ما اذا كان ثمن اللجوء إلى الدولة اليهودية لا يتضمن المطالبة بالتنكر للأسس الديمقراطية التي نشأوا عليها في فرنسا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
تشجيع المهاجرين إلينا
على إسرائيل العمل على تسهيل هجرة اليهود اليها من دون إغضاب فرنسا
بقلم: يوسي بيلين،عن إسرائيل اليوم
هل من الصحيح الآن أن ندعو يهود فرنسا إلى الهجرة إلى إسرائيل؟ هل هذا وقوف على الدم، كما قال رئيس الوكالة اليهودية نتان شيرانسكي؟ هل حادث الإرهاب الصعب يمكنه أن يتحول إلى فرصة؟.
إن الصهيونية الهرتسلية قد ولدت من اللاسامية. فهي لم تكن النضال اليهودي لتقرير المصير، ولم تكن حركة تحرر وطني، وهي بالتأكيد لم تكن جزءاً من الروح الامبريالية والكولنيالية للقرن التاسع عشر. إن ثيودور هرتسل الذي خشي أن تؤدي الكراهية إلى العنف اقترح الهرب من اوروبا بشكل منظم.
وفي كتابه الضخم «الدولة اليهودية»، يشرح هرتسل بأن اللاسامية هي التي انشأت الشعب اليهودي («نحن شعب. والعدو بدون رغبة منا جعلنا كذلك، كما هو الامر دائما في التاريخ. ففي الازمات نقف معا ونكتشف فجأة قوتنا»). وهو يشرح أن اقتراحه لن يمس باولئك الذين انخرطوا في الشعوب الاخرى («اذا جاء يهود فرنسا، جميعا أو جزء منهم، للاحتجاج على هذه الخطة، بسبب أنهم قد انخرطوا في الشعب الفرنسي، فان ردي عليهم بسيط: كل هذا الامر لا يتعلق بهم، فهم فرنسيون مثاليون وهذا شيء ممتاز! وهذه قضية داخلية يهودية»). ولكن مثلما يخرج المنخرطون من اليهود الفرنسيين من اوساطنا، فهو ايضا يثير الشك حول قدرتهم على النجاح في ذلك الانخراط: «ربما كان بامكاننا الانخراط في الشعوب المحيطة بنا، لو سمحوا لنا بذلك على الاقل لمدة جيلين. ولكنهم لم يسمحوا لنا. وبعد فترات قصيرة من المعاناة استيقظ مرة بعد اخرى العداء ضدنا… وفقط الضغط هو الذي يدفعنا إلى الالتصاق بجذورنا القديمة، إن الكراهية المحيطة بنا هي التي تحولنا مرة اخرى إلى غرباء».
وعندما قامت دولة إسرائيل نشأ الخوف في اوساط يهود دول الغرب من أن يتم اتهامهم بالولاء المزدوج، وأن قيام دولة اليهود سيشجع اللاساميين المحليين لدعوة اليهود إلى حزم أمتعتهم والانتقال إلى الدولة الجديدة. وقد مورس ضغط كبير جدا على رئيس الحكومة دافيد بن غوريون ولا سيما من قبل يعقوب بلاوشتاين، رئيس اتحاد يهود الولايات المتحدة، الذي أعلن أن إسرائيل تمثل مواطنيها فقط، وهي غير مهيأة للتحدث باسم اليهود من مواطني الدول الاخرى. وعلى مدى السنين نشأ وضع دقيق جدا: أرسلنا مندوبين لتشجيع الهجرة من جميع دول العالم إلى إسرائيل، ولكن حاولنا أن نشرح لهذه الدول بأن الحديث يدور فقط عن تسهيل اجراءات الهجرة لمن قرر ذلك وليس محاولة الاقناع بالمغادرة.
وعن هذا الحبل الدقيق ممنوع التنازل. والجميع يعرفون الحقيقة: إن الاسباب الرئيسة لهجرة اليهود إلى إسرائيل هي الازمة الاقتصادية في بلاد منشأهم أو تفاقم ظواهر اللاسامية. إن لإسرائيل صلاحية استغلال اوضاع كهذه والسماح بتجسيد الرغبة بالهجرة الممكنة من خلال الأمل في أن تكون اغلبية القادمين قد جاءوا بسبب مشاكل شخصية معينة وأن يبقوا معنا.
لقد صدق شيرانسكي في أنه يجب أن نكون حذرين جدا في عدم الاعلان عن دعوة اليهود إلى الهجرة. فرغبتنا في إحضار اليهود إلى البلاد لا تنسجم مع المصالح الجيدة لصداقاتنا في العالم. واذا أردنا مواصلة الاحتفاظ بالهيئات العاملة في العالم على تشجيع الهجرة فمن المفضل ألا ندخل في مواجهات لا داعي لها في هذا الموضوع مع حكومات صديقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ