1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 19/01/2014
الفلسطينيون يخاطرون
سياسة المحكمة هي عدم التحقيق في أفعال طرف واحد في النزاع
بقلم:روبي سيبال/ خبير في القانون الدولي في كلية القانون في الجامعة العبرية في القدس،عن معاريف
اعلن مكتب المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية ان في نيته تنفيذ تحقيق أولي في الشكاوى حول الوضع في «فلسطين». وخلفية ذلك هي انضمام «فلسطين» إلى ميثاق المحكمة في يوم 2 كانون الثاني/يناير 2015 واعلان «فلسطين» قبولها، باثر رجعي من يوم 13 حزيران/يونيو 2013، لصلاحيات المحكمة بشأن «الجرائم التي ارتكبت في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها شرقي القدس».
وكانت المحكمة درجت على البدء تلقائيا بتحقيق أولي عندما ترفع دولة ما اعلانا عن قبولها باثر رجعي للصلاحيات بشأن حدث أو وضع معين. ومثل هذا التحقيق الاولي يجري دون دعوة شهود ودون تنفيذ تحقيقات من جانب المحكمة. مكتب المدعي العام، استنادا إلى المعلومات التي سلمت له، يفحص اذا كان هناك مجال لفحص عميق من المحكمة. لهذا الغرض فانه يفحص الشكوى استنادا إلى عدة معايير: هل الجرائم المنسوبة ارتكبت ظاهرا في ارض الدولة العضو؟ هل يدور الحديث عن جريمة حرب خطيرة أم جريمة ضد الانسانية؟ هل دولة المواطنين الذين ارتكبوا الجرائم تمتنع عن تقديمهم إلى المحاكمة أو التحقيق في الجرائم؟ وهل التحقيق او التقديم إلى المحاكمة كان ظاهرا فقط ولم يتم بنية طيبة؟
فضلا عن ذلك، فان مكتب المدعي العام ملزم بان يفحص اذا كان الحديث يدور عن جرائم ذات خطورة خاصة. في هذا السياق يمكن الاشارة إلى أن المحكمة ردت شكاوى دولة الكمرون (مجموع جزر شرقي شواطىء افريقيا ضد اسرائيل) على الاستيلاء على سفينة مرمرة، بعد أن توصل المدعي العام إلى الاستنتاج بان الحالة ليست خطيرة بما يكفي من أجل استخدام صلاحيات المحكمة. وفي النهاية يتعين على المدعي العام أن ينظر فيما اذا كان التحقيق «سيخدم العدالة». والتفسير المقبول لهذا المعيار هو أن المحكمة لن تحقق في حالة من شأن التحقيق فيها أن يحبط مسيرة سلام أو مسيرة مصالحة وطنية.
لقد أخذ الفلسطينيون على عاتقهم مخاطرة، كون سياسة المحكمة هي عدم التحقيق فقط في افعال طرف واحد في النزاع. بمعنى أنه اذا ما قررت المحكمة التحقيق فانها ستحقق ايضا في افعال المنظمات الفلسطينية، ولا شك أنه ستكون جهات تحرص على أن توفر لها تفاصيل عن جرائم حرب ارتكبوها.
ينبغي الافتراض بان الفلسطينيين سيرغبون في الاستناد إلى حقيقة أنه بين الجرائم التي في صلاحية المحكمة التحقيق فيها تندرج جريمة «نقل السكان إلى الاراضي المحتلة» كونه واضح ان دولة اسرائيل لم تقدم احدا إلى المحاكمة على نقل المستوطنين إلى اراضي يهودا والسامرة. ومن جهة اخرى، فان مثل هذا التحقيق سيلزم مكتب المدعي العام بان يقرر ما هي أرض دولة «فلسطين المحتلة» وهل شرقي القدس هي ضمن هذا التعريف. يدور الحديث عن قرارات سياسية صرفة. وسيتعين على المدعي العام ايضا ان يقرر اذا كان المشروع الاستيطانية الاسرائيلي يدخل في نطاق تعريف الجرائم التي هي «افعال فظيعة تهز ضمير العالم» على حد قول المقدمة لدستور المحكمة.
مهما يكن ممن أمر فان مثل هذه التحقيقات الاولية التي يجريها المدعي العام تستغرق أحيانا سنوات، وفي معظم الحالات لا يكون للمحكمة مصلحة في الانجرار إلى المواضيع السياسية. لو كان الحديث يدور عن شكوى مشابهة ضد دولة اخرى، فلا شك ان المدعي العام كان سيغلق الملف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الفائز هو بينيت
مهما اختلفت رؤاهم فإنهم مجمعون على نفتالي
بقلم:افيشاي عبري،عن معاريف
مع انتهاء الانتخابات التمهيدية في البيت اليهودي تم تحديد، إلى هذا الحد أو ذاك، القوائم الثلاثة للاحزاب الثلاثة الكبرى في اسرائيل، الليكود، المعسكر الصهيوني (اسم مؤقت؟) والبيت اليهودي. لقد أقام ناخبو اثنين من الثلاثة احزاب قائمة حذرة ومحافظة مكونة في الأساس من ممثليهم في الكنيست السابقة. الحزب اليساري، قام بخطوة جريئة نسبيا على الوجوه الجديدة للحزب، وقدمهم للمواقع الاساسية. ليس من الصعب أن نجد تفسيرا لهذا الفرق – حزبا اليمين (حزب الوسط – اليمين وحزب اليمين) كانا راضيين جدا عن وضعهما ومن ممثليهما، ولكن في حزب اليسار شعر المنتخبون أنه حان الوقت للتغيير. من المفهوم أن هذا ليس مفاجئا. لم يكن صدفة لو وجدنا أن خطوط الحملة الانتخابية كانت كذلك. من اليسار هناك اصوات تنادي بالتغيير بكل ثمن (لنتذكر، ناخبو العمل وافقوا على قبول تسيبي لفني المكروهة داخل صفوف حزبهم، وحتى تغيير الحزب، كل ذلك من اجل احتمال العودة إلى الحكم). من اليمين، هناك تأييد لابقاء الوضع الراهن من خلال الاعتماد على الذاكرة الجماعية التي تربط بين حكم اليسار مع سنوات الخوف الأمني للطعن واطلاق النار والحافلات المتفجرة.
ناخبو البيت اليهودي كانوا الاعلى صوتا من كل ناخبي الاحزاب في التعبير عن امتعاضهم من القائمة التي تم انتخابها لحزبهم. في العمل كان الاحتجاج (بالتأكيد ليس محقا وليس له علاقة بالواقع). في الليكود كان الاحتجاج التقليدي، الذي يضم اتهامات بالتزوير ودعاوى من كل نوع. ولكن في البيت اليهودي ظهر هناك تساؤل كبير. لماذا؟ يبدو أن الاستطلاعات الايجابية والشعبية العظيمة للقائمة (أكثر من 40 مرشح تنافسوا على 5 – 9 مقاعد حقيقية)، خلقت توقعا بأن شيئا جديدا قد بدأ. القائمة كما تبلورت في النهاية وبعد الاماكن المضمونة الكثيرة (للنهضة، للنساء، للوسط ولمرشحي رئيس الحزب)، عرضت وجوها معروفة جدا وقطاعية جدا.
الممثلان اللامعان، أصحاب الصورة الاعلامية الجذابة، رونين شوفال وداني ديان، بقوا خارجا. المرشحة العربية آنت حسقيا، التي كانت تستطيع أن تعمل سابقة تاريخية (لأنها غير اليهودية الاولى في الحزب والمسلمة الاولى فيه ويمكن ايضا المسلمة الصهيونية الاولى بصورة واضحة في الكنيست، بيقين في العقدين الاخيرين)، بقيت خارج القائمة ايضا، في الوقت الذي أعطاها حوالي 6 آلاف من بين الـ 40 ألف ناخب اصواتهم. وفي المقابل يبرز حضور ممثلي «القطاعات» مثل آفي فرتسمان، موتي يوغف، ونيسان سلومنسكي، وهم اعضاء كنيست مجهولين نسبيا لدى الجمهور الواسع، ولكنهم معروفون لجمهور المتدينين القوميين نظرا لعلاقتهم بمؤسساته التقليدية، وقدرتهم على الحصول على الميزانيات. في الحقيقة سأقول ذلك بصورة صريحة، إنهم اشخاص يعرفون كيف يحلون المشاكل في الشؤون العامة على المستوى الوطني، حسب تقاليد الاحزاب المتدينة.
مع ذلك، ليس من شأن ذلك أن يُنبيء بهبوط الحزب في الاستطلاعات أو في النتائج النهائية. وفي نهاية المطاف، فان ناخبي البيت اليهودي الجدد، الجمهور الذي يدور الحديث عنه – العلماني، التل ابيبي، الشاب جيل الفيس بوك الخ – هؤلاء ناخبون لرجل واحد اسمه نفتالي بينيت. القانون الذي قام بتمريره باغلبية كبيرة في مركز الحزب قبيل الانتخابات التمهيدية أبقى في يديه قوة كبيرة نسبيا كقائد لحزب ديمقراطي. أكبر فائزين في الانتخابات التمهيدية اييلت شكيد وايلي بن دهان هما، رجاله، الامر الذي سيؤمن له الهدوء في الهيئة القيادية العليا، وحياة برلمانية اكثر سلاسة منها في الدورة السابقة. البيت اليهودي ما زال حزبا قطاعيا ولم يتنافس على قيادة الدولة، لكنه بيقين في الطريق اليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وهم الحل المفروض
الاتفاق يوجد عند طرفي النزاع وهذا يستدعي ألا ينتظراه من الخارج
بقلم:شلومو افينري،عن هآرتس
يدفع المأزق الذي علقت فيه المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية الكثيرين إلى التفكير ببدائل اخرى. ومثلما يحصل احيانا، فان اليأس كفيل بان يدفع حتى الناس المتوازنين والفهيمين لان يقعوا في الاوهام. وهكذا تطرح مجددا، في مقالات في وسائل الاعلام وفي الساحة السياسية، فكرة الحل المفروض من الخارج – من الولايات المتحدة، أو الامم المتحدة، أو ربما الاتحاد الاوروبي. حزب يتوخى أن يجتاز نسبة الحسم في الانتخابات القادمة نشر بيانا يدعو البرلمان الاوروبي – الهيئة التي يصعب عليها حل مشاكل اوروبا – لان يعترف من طرف واحد بدولة فلسطينية. ونال هذا التوجه تأييد أشخاص كثيرين، ولا سيما في مجالات الفن، بما في ذلك ثلاثة من كبار الكتاب في اسرائيل – والترفيه، ممن على ما يبدو ليسوا ضالعين في سياسة الاتحاد، وغير واعين لاخفاقات اوروبا الموحدة في قبرص، في البوسنه وفي كوسوفو، ولهذا يعتقدون بان من ستراسبورغ او بروكسل سيأتي الخلاص.
خطوات ميرتس هذه اشكالية سواء من ناحية اخلاقية أم من ناحية عملية. فهل المبادرين إلى التوجه سألوا أنفسهم اذا كانت معروفة حالة اخرى توجه فيها حزب برلماني في نظام ديمقراطي، لم ينجح في اقناع جمهور ناخبيه بتأييد مواقفه، لبرلمانات اجنبية بطلب المساعدة؟
ما الذي بالضبط يتوقعه اولئك الساعون إلى حل مفروض؟ هل يعتقدون حقا بان الرئيس الامريكي سيبعث بالجنود ليفرض حلا لا يقبله الاسرائيليون والفلسطينيون؟ أم لعلهم يتقدون بان براك اوباما وفلاديمير بوتين، اللذين لا ينجحان في الاتفاق في شؤونهما مثل اوكرانيا، سوريا وبضعة مواضيع هامشية اخرى – سيبلوران سياسة مشتركة في مسألة أين ستمر الحدود في القدس؟ فهل يعتقدون بأن قوة ارسالية امريكية – روسية، وربما بمساعدة جنود صينيين، سيخلون المستوطنات وسيحرصون على الأمن في الحرم او في البلدة القديمة في القدس؟ ان فكرة اقامة شيء ما يشبه نظام الانتداب البريطاني من جديد لا يناسب حقا القرن الـ 21.
الحقيقة القاسية والوحشية هي أنه لم تحل في أي مكان في العالم نزاعات بين حركات قومية من خلال الاكراه الخارجي. فالاكراه الخارجي يمكنه أن يوقف القتال الجاري – هكذا حصل في قبرص وفي البوسنة – ولكنه غير قادر على أن يحقق اتفاق سلام، او يفرض تطبيقه. ومنظومة دولية غير قادرة على حل مشاكل المدن المنقسمة مثل نيقوسيا في قبرص او ميتروبيتسا في كوسوفو، لن تتمكن من أن تحل مشكلة معقدة باضعاف مثل مشكلة القدس. اذا كان هناك حل فهو يوجد فقط في ايدي طرفي النزاع؛ واذا كانا غير جاهزين، او كانت الفجوات بينهما عميقة للغاية، فان اي جهة خارجية لن تتمكن من أن تحل مكانهما. وهذا صحيح بالتأكيد حين لا يكون النزاع اقليميا فقط، بل يرتبط بمسائل الشرعية، الروايات المتناقضة، الحقوق التاريخية، اللاجئين من هنا والاحتلال والمستوطنات من هناك، الجوانب الدينية المركبة والإرهاب الاجرامي.
ليس لطيفا الاعتراف، ولكن توجه ميرتس إلى البرلمان الاوروبي يذكر بقدر ما بمبادرة زعيم «بريت شالوم» (تحالف السلام)، يهودا لييف ماغنس، الذي في ضوء معارضة العرب لمشروع التقسيم وتدهور الوضع في البلاد، توجه في بداية 1948 إلى وزارة الخارجية الامريكية باقتراح لتدخل امريكي – بما فيه التدخل العسكري – لفرض شيء ما مشابه لنظام الوصاية الدولية على الطرفين الصقريين.
هذا التوجه المثير للشفقة الذي تم حين كانت الحاضرة اليهودية تكافح في سبيل حياتها وفي سبيل الفرصة التاريخية لاقامة دولة اليهود، قضت – وعن حق، على «تحالف السلام». ينبغي الامل الا يلحق بميرتس في حملة الانتخابات الحالية ضرر مشابه، لان له دور هام في المساعي لاقامة حكومة وسط – يسار بعد 17 اذار.
ان السبيل الوحيد للوصول إلى حل الدولتين للشعبين هو، بادىء ذي بدء، اقناع جمهور الناخبين في البلاد، وليس الهرب إلى الوهم الحلو المتمثل بحل مفروض من الخارج. ليس سهلا اقناع أغلبية الجمهور اليهودي في البلاد بقبول ما ينطوي عليه مثل هذا الحل: كثير من اولئك الذين يؤيدون حل الدولتين يترددون عندما تطرح مسائل صعبة حول مستقبل المستوطنات او وحدة القدس، ويهربون إلى الصياغات التي تسمع على نحو جميل، ولكن ليس فيها اساس في الواقع («تبادل الاراضي»، «عاصمة مشتركة للدولتين»، «القدس كمدينة مفتوحة»، «انعدام السيادة في الحوض المقدس»). ولكن البديل لذلك ليس جيش الامم المتحدة الذي يخلي المستوطنين أو يتصدى لإرهاب حماس والجهاد الإسلامي.
واضح أنه حتى لو قامت حكومة هرتسوغ – لفني، لن يتحقق بين عشية وضحاها اتفاق مع الفلسطينيين: مؤخرا باتت لفني هي الاخرى تميل لأن تفهم بان العائق ليس فقط سياسة حكومة نتنياهو، بل وايضا الرفض الفلسطيني العنيد للوصول إلى اتفاق. واستعدادها للاعتراف بذلك بعد سنوات ادعت فيها بأنه يمكن الوصول بسهولة إلى اتفاق نهائي («لا حاجة الا إلى الدخول إلى الغرفة»)، هو دليل على الاستقامة والواقعية: فالفوارق بين المواقف الاسرائيلية الأكثر اعتدالا والمواقف الفلسطينية الأكثر اعتدالا عميقة جدا، في كل مسألة من المسائل الجوهرية.
السبيل الوحيد لمواجهة هذه المعاضل هو تطوير سياسة لا تقل في الأوهام ومستعدة، في غياب احتمال حقيقي لحل شامل – لاتخاذ خطوات شجاعة جزئية نحو الحل: وقف تام للبناء في المستوطنات، حل فوري وناجع للبؤر الاستيطانية غير القانونية، الامتناع عن خطوات تصريحية استفزازية، استئناف الحوار مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، تغيير مكانة اجزاء من المناطق ج.
إذا ما استجيب لهذه الخطوات الجزئية بخطوات موازية من الطرف الفلسطيني يكون احتمال للتقدم نحو حل متفق عليه. وبالمقابل، اذا استمر الفلسطينيون في محاولاتهم لفرض حل من الخارج، من خلال التوجه إلى مؤسسات الامم المتحدة، يجدر بهم أن يعرفوا – هم ومؤيدوهم – بأنهم يقعون في وهم تاريخي مرير: فهم كفيلون بأن يلحقوا باسرائيل ضررا سياسيا واعلاميا جسيما، ولكن دولة فلسطينية لن تقوم كنتيجة لذلك.
دولة فلسطينية واتفاق سلام لن يقوما الا بالمفاوضات مع اسرائيل، ولهذا فمهم جدا أن تكون في اسرائيل حكومة مستعدة لخطوات كهذه. ليس صدفة هي أنه خلافا لاولئك الذين يعتقدون بانه يوجد احتمال لتسوية مفروضة، ترفض الادارة الامريكية الانجرار إلى مثل هذا الطريق: في واشنطن على ما يبدو يفهمون جيدا قيود القوة الامريكية ومبنى السياسة الدولية، اكثر مما تفهمها دوائر معينة في البلاد.
الحل لا يوجد الا في ايدي طرفي النزاع، وهذا يستدعي من كل المؤيدين لحل الدولتين للشعبين الا يقعوا في الاوهام وان يجتهدوا بكل قوتهم لاقناع جمهور الناخبين الاسرائيليين للسير بشكل واقعي نحو مثل هذا الحل، حتى اذا كان الطريق صعبا، معقدا وطويلا. في ايدينا الامر. هذه هي طبيعة الاستقلال، هذه هي طبيعة حق تقرير المصير الوطني، هذه هي طبيعة السيادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حادث فردي أو إشارة إلى حرب عالمية
بقلم:دوري غولد،عن اسرائيل اليوم
عضو في موقع للانترنت مؤيد لداعش قدم تفسيرا مهما لماذا كانت فرنسا هدفا للجهاد الإسلامي. كما هي العادة في عالم الجهاد، الذي يهتم باعادة الإسلام إلى سابق عهده، فان التاريخ يلعب دورا مهما في عقيدتهم: «فرنسا كانت جزءً من الاراضي الإسلامية، وهي ستعود لتصبح إسلامية». ماذا يقصد. طوال سنين نشرت منظمات الجهاد العالمي دعوة لتحرير الاندلس، وهو الاسم العربي لاسبانيا. وأجزاء من شبه جزيرة ايبيريا، التي كانت تحت الحكم الإسلامي من سنة 711 حتى 1492. هذه الرسالة كانت تشكل أساسا لفيلم فيديو عن داعش.
لقد نسي الكثيرون أنه بعد احتلال فرنسا فان الجيش الإسلامي اخترق جبال الفرنائين واحتل مناطق، هي اليوم جزء من فرنسا. الجيش الإسلامي الذي احتل بوردو هُزم في 732 على يد جيش تشارلز مارتل في الحرب على طور، ولكنه نجح في الوصول إلى ليون وهدد باحتلال كل المقاطعة. مناطق فرنسية بقيت تحت الحكم الإسلامي حتى سنة 759 عندما في النهاية وقعت القاعدة الاساسية للجيش الإسلامي الغازي في أيدي الفرنسيين.
إن السعي إلى تحرير مناطق كانت في الماضي تحت الحكم الإسلامي يقود منظمات الجهاد العالمي. وقد كتب حسن البنا، مؤسس حركة الاخوان المسلمين العالمية: «إن الاندلس وصقلية والبلقان وجنوب ايطاليا وجزر البحر الابيض المتوسط كانت مناطق إسلامية، ويجب أن تعود إلى أيدي دولة الإسلام.
يجب أن يكون البحر الاحمر جزءً من الامبراطورية الإسلامية كما كان في الماضي». إن كتابات البنا التي هي محل تقدير معظم الحركات الإسلامية الراديكالية موجودة في الانترنت، بالعربية والانجليزية. هذه العقيدة الايديولوجية وجدت تعبيرها من قبل الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر من قبل الكثيرين مرجعا روحانيا أعلى للاخوان المسلمين، قال في مقابلة مع تلفزيون قطر في 2007: «في تقديري فان الإسلام سيحتل اوروبا بدون استخدام السيف أو الحرب، ولكن باستخدام الدعوة والفكر». ولدى حديثه عن المناطق الجغرافية للامتداد الإسلامي في اوروبا، قال القرضاوي: «إن احتلال روما، وايطاليا واوروبا، معناه أن الإسلام سيعود إلى اوروبا».
لقد ظهر القرضاوي على مدى سنوات اسبوعيا في قناة «الجزيرة»، وأعطى مباركته لمؤسسة الاخوان المسلمين إلى درجة ما في فرنسا والتي تم استخدامها من قبل الإسلاميون لاعداد أئمة اوروبا. إن آلاف الشباب المسلمين تم احضارهم إلى هذه المؤسسة. وفي النهاية فان المسيرة الفكرية للقرضاوي وجدت تعبيرها في منابر كثيرة من اجل نشرها على الملأ.
روما أولا
يوجد تنظيمات أخرى طورت روية القرضاوي، كبار رجال حماس، الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، أسمعوا أقوالاً مشابهة. الشيخ يونس الأسطل والذي شغل منصباً قيادياً في الهيئة الدينية العليا لحماس قال في موعظة بثها تلفزيون حماس سنة 2008: «قريباً جداً و بإذن الله، سيتم احتلال روما كما احتُلت القسطنطينية (اسطنبول) وأضاف إن «الفتوحات الإسلامية» طبقاً لنبوءة النبي محمد سينتشر في شتى أرجاء اوروبا كلها.
مسألة احتلال روما ذكر في المجلة الرسمية في الدولة الإسلامية (داعش) «دابق». على الصفحة الاولى، للمجلة نشرت صورة لميدان القديس بطرس في روما، وعلى المسلّة الذي في مركزها أضيف بالرسم العلم الأسود لداعش. لقد اقتبست المجلة ما قاله مؤسس القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي مصعب الزرقاوي حين قال: «نحن نقاتل هنا وهدفنا هو روما « وقبل أن يقود العمليات الجهادية في العراق ضد الولايات المتحدة وحلفائها فإن الزرقاوي أقام شبكة إرهاب في أوروبا.
تركيا تحت حكم رجب طيب اردوغان وحزب العدالة و التنمية (AKB)، وهي لاعب سياسي إقليمي أخر يتعامل مع نفس الموضوع.
شخص رسمي في وزارة الخارجية الأمريكية أرسل في سنة 2004 تقريراً لواشنطن، قال فيه بأنه في الوقت الذي أخذ فيه ال(AKB) على شارك في جلسة لطاقم التفكير الاستراتيجي المركزي ال(AKB) فقد سمع موظفاً حكومياً تركياً كبيراً يقول أن هدف ومقصد تركيا هو نشر الإسلام في اوروبا و»الانتقام للهزيمة التي لحقت بها في حصارها لفيَنّا سنة1683. هذا التقرير نشر في ويكيليكس.
يحاولون إخفاء
القادة المسلمون الراديكاليون يرون في أنفسهم بهذا أنهم يديرون حرباً ضد الحضارة الغربية.
هنالك أناس غير معنيين بعرض الصراع بهذه الطريقة ومن ضمنهم أوساط في الغرب والذين لأسباب تتعلق بالسياسة الصائبة يرفضون البحث بتهديد الإسلام المتطرف. بل إن هؤلاء يتمسكون بالعقيدة الخاطئة والتي تقول ان الإخوان المسلمين انقلبوا إلى حليف في الصراع ضد القاعدة وفروعها .
رسائل بريد الكتروني لمخرج في قناة الجزيرة، نشرت في المجلة الامريكية (national review) أظهرت محاولته للتقليل من أهمية الهجوم الإرهابي الذي حلّ بباريس.
«حيث أن دوافع المهاجمين غير معروفة»، حسب أقواله، ولا يجري الحديث عن هجوم ضد القيم الاوروبية بل بالعكس فقد اعتبر أن هذا رد على التدخل العسكري لفرنسا ضد داعش، في ليبيا ومالي.
وبكلمات أخرى فإن المخرج في قناة الجزيرة لم يرغب أن تعترف قناته بأن جذور العمليات مغروسة بايديولوجية أسلامية متطرفة .وعوضا عن ذلك فقد فضّل أن يوجه الاتهامات للدول الغربية التي لو كانت حقيقية لكان بإمكانها بشلّ قادة الغرب والاضرار بثقتهم الذاتية للقيام بعملية فعالة ضد الإسلام المتطرف. هذه الأقوال ليست مستغربة و لكن الجزيرة منذ منشئها اعتُبرت بوقاً للإخوان المسلمين .
ومقابل مخرج الجزيرة، فإن غسان شربل المحرر الرئيسي للجريدة العربية واسعة الانتشار «الحياة» رفض التقليل من أهمية العمليات في فرنسا أو أن يرى فيها حادثاً منفرداً: «لا يستطيع أحد بعد اليوم أن يتجاهل حجم المشكلة والتهديد» وبصورة جريئة قال الحقيقة «إن العمليات في فرنسا هي بصورة واضحة، الطلقة الاولى للحرب العالمية للمتطرفين الإسلاميين ضد الغرب وباقي العالم».
طالما أن العالم لا يتفهم ويستبطن مغزى هذا التحذير فإن احتمال إحباط عمليات مستقبلية في اوروبا ليس كبيرا. يجب على العالم وأن يستوعب هذا التحذير بكل تداعياته من أجل أن يتصدى للتوجه الذي يرتسم مشيرا إلى عمليات أخرى في اوروبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الإرهاب يهاجر إلى كل مكان
اوباما يعتقد أن الإرهاب سببه ظروف الهجرة والمهاجرين في بلدانهم
بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
حتى باريس يصعب عليها أن تفهم الرئيس الامريكي براك اوباما. فقبل اسبوع اخطأ عندما لم يأت إلى مسيرة الملايين ضد الإرهاب الجهادي الذي ضرب فرنسا. والآن فانه هو الذي يشرح للفرنسيين أين اخطؤوا ويعطيهم دروسا في كيفية التكاتف وحشد السكان المسلمين في فرنسا، وهذه الاقوال لاوباما تُذكر أكثر بالاقوال التي يرويها الشباب المسلمون في فرنسا أكثر مما يفترض أن تكون لزعيم العالم الحر. اوباما كما يبدو لم يفهم أن ايديولوجيا داعش والقاعدة لم تعد لها حدود في هذه الايام، والتهديد على الغرب هو نفس التهديد بدون علاقة بسياسات الهجرة.
الرئيس براك اوباما الذي سيُذكر في التاريخ بأنه أكبر متخلف عن المسيرة المليونية الجمهورية قال أمس إن الافضلية الكبيرة جدا لنا هي أن الجمهور الإسلامي الذي يعيش في اوساطنا ليس لديه أي مشكلة في الشعور أنه امريكي. أنظروا فان الرئيس الامريكي لم يقل الكلمات المهمة والبسيطة «الإرهاب الإسلامي».
لقد نسي اوباما العمليات الإرهابية التي حدثت في بوسطن وبورتهود. ألم يكن هؤلاء مسلمين شعروا بأنهم مواطنون امريكيون والذين وقفوا من خلف العمليات؟ وإن العملية في تكساس كان لها ايضا صفات من التطرف الامريكي؟ هل كانت سياسات الهجرة للولايات المتحدة في ذلك الوقت هي السبب؟.
لقد صدق اوباما في قول واحد: إن امريكا هي بلاد رائعة للمهاجرين التي تعرف كيف تستوعب المهاجرين. قال ذلك بعد دقيقة من هبوطه في المطار، وبذلك سيتفاخر المهاجر البولندي عند سماعه هذا التصريح بأن يكون امريكي. ولكن فرنسا هي ارض المهاجرين، وجميعهم يذكرون الهجرة الكبرى من ايطاليا واسبانيا في بداية القرن الماضي، التي افتخرت بأن تكون فرنسية. وحتى من الصين يصلون بلا توقف إلى فرنسا، ومن فيتنام ومن كمبوديا، ولكن ما العمل؟ فعلى الرغم من الوضع السياسي، محظور أن نسمي الاشياء بمسمياتها، واليوم أولاد المسلمين هؤلاء الذين يسخرون من هأمنون همرسيه ويرفضون الوقوف دقيقة صمت لذكرى الضحايا. هؤلاء هم اولاد المهاجرين المسلمين المتورطين في العمليات. ولكن المشكلة هي الإسلام المتطرف وليس الامتيازات الاجتماعية التي تمنحها فرنسا للمهاجرين من تونس والجزائر أو المغرب وكمبوديا.
وشرح الرئيس الامريكي في نهاية الامر قوة العلاقة بين الشمال الافريقي أو الفرنسي من أصل افريقي وبين القيم الفرنسية ومع الزمن ومع الراديكالية. هل هذا صحيح حقا؟ منذ متى زار الرئيس اوباما ضواحي المدن الاوروبية الكبرى؟ متى رأى تطرف أبناء الشبيبة الذين يعتبرون اليهودي عدوا وليس الاخوين كواشي؟ ألم يعلم بسلسلة المظاهرات الكبرى في العالم الإسلامي التي لم تر أي علاقة بشعار «أنا شارلي»، ربما تكون المشكلة ليست استيعاب المهاجرين بل ربما تكون دينية. ألم ير اوباما أن العدد الاخير من مجلة «شارلي ايبدو» يُغضب الطائفة الإسلامية؟.
من الصعب الفهم
يجب أن يفهم اوباما أنه توجد اليوم مشكلة صعبة لفرنسا وهي كيف يمكن تعايش «شارلي ايبدو» ورسوماتها وكل ما ترمز اليه مع السكان المسلمين، أو على العكس كيف بالامكان تعايش السكان المسلمين في مجال جماهيري فرنسي علماني؟ كيف ينجحون في خلق تعايش بين مجموعة إسلامية وبين مجموعة فرنسية علمانية تعتبر الدين أقل أهمية؟ يبدو أن باراك اوباما بعد ست سنوات في ولايته يصعب عليه أن يفهم الاحداث التي تجري في العالم، أو أنه يستصعب الانفصال عن الواقع الفكري الذي بناه لنفسه. من المهم جدا أن يقوم الزعيم الفرنسي الذي حاول أن يشرح لاوباما كيف يجب استيعاب السكان السود في المجتمع في المرة القادمة عندما تندلع احداث الشغب في فرجوسن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ