1 مرفق
اقلام واراء حماس 14/01/2015
حركة فتح تاريخ من الانشقاقات (1)
عصام عدوان/ فلسطين اون لاين
لقد سمحت تركيبة فتح بانضمام عناصر متباينة، وتيارات فكرية مختلفة، وقد اعتبرت الحركة ذلك من مزاياها التي تفردت بها بين فصائل الثورة الفلسطينية. لكن هذا التنوع كانت له بعض السلبيات التي ظهرت على شكل تمردات أو محاولات للانشقاق بين الحين والآخر، لكنها جميعاً لم تصل إلى حد شل الحركة أو فرط عقدها أو التأثير في حجمها داخل منظمة التحرير. وسوف نتعرض لبعض هذه الأزمات قبل الخوض في الانشقاق الأكبر الحاصل عام 1983.
فمنذ انطلاقة حركة فتح مع مطلع 1965، سارعت قيادة جبهة التحرير الفلسطينية بزعامة أحمد جبريل وعلي بشناق، بالاتصال بها. واتفقت الحركتان على الاندماج، وتم تشكيل مجلس طوارئ في دمشق يضم قياديين من الجبهة وقياديين من فتح وشُكلت لجان عسكرية وإعلامية وتنظيمية. كما انضمت أيضاً "الجبهة الثورية لتحرير فلسطين" بزعامة يوسف عرابي ومحمد زهدي النشاشيبي إلى فتح إثر الانطلاقة وفق اتفاق جرى بين ياسر عرفات واللواء أحمد سويداني رئيس الأركان السوري آنذاك عُيِّن بموجبه يوسف عرابي مساعداً لياسر عرفات في قيادة العمل العسكري وأصبحت كوادره المقاتلة تشكل غالبية مقاتلي العاصفة وتولى قيادة المجموعات الفدائية لقوات العاصفة، نظراً لخبراته العسكرية..
والواقع أنه لم يكن اتفاقاً تعاونياً بقدر ما هو شرط سوري لقاء تزويد فتح بدعم لوجستي لاستمرار عملها العسكري انطلاقاً من سوريا. وضُم اثنان من قادة جبهة التحرير الفلسطينية إلى اللجنة المركزية العليا لفتح، وهما أحمد جبريل وعلي بشناق، وهكذا زاد عدد الموالين لسوريا داخل اللجنة المركزية العليا لفتح، ويبدو أن قيادة فتح في سوريا قررت العمل على التخلص من وجود أعضاء جبهة التحرير الفلسطينية والجبهة الثورية لتحرير فلسطين باعتبار ذلك نوعا من الهيمنة السورية على فتح، وفي سبيل ذلك شرعت في تعطيل عمل اللجان المشتركة ومجلس الطوارئ، وأُضيف إلى اللجنة المركزية في الكويت أربعة آخرون هم خالد الحسن وسليم الزعنون ومختار بعباع ومحمود فلاحة وذلك منذ منتصف عام 1965.
ومع مماطلة وتسويف عناصر فتح في اللجان المشتركة في البت بقرارات اللجان لعدة أشهر، قررت ومع طلب الجبهة من اللجنة المركزية لفتح بالتحقيق الذي تم مرتين، دبّ خلاف في اللجنة المركزية في الكويت ودمشق، قررت على إثره إعفاء ياسر عرفات من مسؤولية القيادة العسكرية وإرساله إلى الجزائر، لكن اللجنة المركزية لم تتمكن من تنفيذ الأمر، ولم يستجب ياسر عرفات للقرار، فكان قرار سحب الثقة من عرفات وإحالته إلى التحقيق قد صدر مرتين في 29/4/1966 وفي 2/5/1966. وقرروا إعفاءه من مسئوليته وإسنادها إلى النقيب يوسف عرابي. لكن يوسف عرابي قُتل في بيت ياسر عرفات في حي المزرعة بدمشق في 9/5/1966 في ظروف غامضة.
قامت السلطات السورية باعتقال كل قادة فتح في سوريا ومنهم: ياسر عرفات وخليل الوزير وأبو علي إياد وأبو صبري ومختار بعباع وزكريا عبد الرحيم وعبد الكريم العكلوك وعبد المجيد زغموط وكانوا أحد عشر متهماً وقيل ثلاثة عشر، وخرج بعضهم بعد بضعة أسابيع بينما استمر اعتقال ياسر عرفات 95 يوماً، وبعد أسبوع من جلسات المحاكمة أصدرت حكمها في 29/11/1966 ببراءة العكلوك وزكريا عبد الرحيم لعدم ثبوت الأدلة وبالإعدام لعبد المجيد زغموط، الذي توفي في سجنه في عام 1999م، بعد 33 سنة. وقررت قيادة فتح تجميد أنشطة المفرج عنهم "كبادرة حسن نية إزاء السلطات السورية وتكفيراً عن الأخطاء التي ارتكبوها".
اعتبر البعض أن الحادث من تدبير حركة فتح وأن الحركة تتبع وسائل تصفية الخصوم الوافدين على الحركة من خارجها الذين يحاولون الهيمنة عليها، فقد أكدت نشرة الثورة المسلحة الصادرة عن حركة فتح في تشرين الثاني 1966 أن الحركة طهرت نفسها من الدخلاء في إشارة لتخلصها من يوسف عرابي وخروج العديد من عناصر وقيادات الجبهة الثورية لتحرير فلسطين، وخروج جبهة التحرير الفلسطينية بسبب تعليق الحركة لاندماج الجبهة فيها.
بعد مقتل عرابي وخروج جبهة التحرير الفلسطينية من فتح، استقال أعضاء من اللجنة المركزية العليا لفتح وهم: عادل عبد الكريم ياسين وعبد الله الدنان ومنير سويد ومحمود الخالدي وحسام الخطيب وأحمد جبريل وعلي بشناق ومختار بعباع أي أكثر من نصف الأعضاء.
دحلان في المشهد
عمر عياصرة/ المركز الفلسطيني للاعلام
أثار لقاء عبد الفتاح السيسي مع القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان الكثير من التساؤلات عن مبرر اللقاء، ولماذا يعلن بهذه الحفاوة وعن الرسائل الكامنة خلفه؟
طبعا الرسالة الأعمق موجهة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فكأن اللقاء يقول له: احذر نملك بديلا مدعوما من الكثيرين.
بالمقابل وبعيدا عن قصة الابتزاز التي قد تمارس على ابو مازن كي «يتنازل فوق تنازلاته» يرى بعض المحللين ان تجهيز دحلان لقيادة فتح اصبح مشروعا ممكنا وقابلا للتطبيق.
دعونا نتحدث بموضوعية وواقعية فالرئيس محمود عباس لم يعد مرغوبا به من قبل «إسرائيل» والغرب والعرب معا، والسبب انه افلس في تقديم مزيد من التنازلات ويعاند في بعض المفاصل.
كما انه لا يملك قسوة الاجهاز على حماس، فرغم كل الاجراءات التجفيفية للمقاومة في الضفة الا أن اطرافا ك»إسرائيل» ومصر ترغب في المزيد وتحديدا في غزة.
القاهرة تريد محمد دحلان لانه – وفق وجهة نظرها – سيسحق حماس وسيكون اكثر جراءة على التنازلات وبالتالي هي تلوح به وتريده بديلا لعباس ورجالاته.
لكني لا أظن ان المسألة بتلك السهولة؛ فالرئيس محمود عباس رجل قوي في فتح ويملك ايضا مرونة التنازل، وهنا تكمن ربما ملامح الصراعات القادمة.
أردنيا لا زلت احذر من محمد دحلان وانه برؤيته وسيولته سيكون خطرا على مصالحنا الحيوية؛ فالرجل يسير المنال وقد نرانا ندفع ثمن استسهاله من كياننا الوطني.
دحلان وعباس: صراع على النفوذ والسلطة؟!
أحمد مسمح/ فلسطين الان
ولد محمد دحلان عام 1961م، وانتمى منذ شبابه لحركة فتح، بدأ الشاب محمد دحلان حياته التنظيمية بقيادة منظمة الشبيبة الفتحاوية في سن مبكر، حيث بدأت ملامح القيادة تظهر عليه منذ نعومة أظفاره، وشارك في أعمال المقاومة، واعتقل عام 1981م، وحُكم عليه 5 سنوات وأُفرج عنه عام 1986م من سجون قوات الاحتلال، التي طاردته بعد ذلك انتهت بإبعاد خارج فلسطين، سافر إلى تونس ليلتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ويتولى منصباً هاماً، وعاد مع السلطة الفلسطينية عام 1994م كقائد لجهاز الأمن الوقائي، كان ناجحاً في منصبه إلى حد ما، وكان دحلان يقدم نفسه كقائد سياسي وليس كمسؤول جهاز أمني، وبحكم منصبه كمسئول أمني رفيع المستوى كان دوماً يظهر في اللقاءات التي كانت تُعقد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين كانوا لا يستغنون عنه في كل جلسة مفاوضات نظراً لدوره الأمني، إلا أن اسرائيل اتهمته في بداية انتفاضة الأقصى بالتعرض للمستوطنين، وظهر خلال حصار ياسر عرفات كأبرز المقربين من أبو عمار، وقام بزيارة إلى واشنطن وفقاً لما أوردته صحيفة هآرتس. استقال من منصبه كرئيس لجهاز الأمن الوقائي 2001م، عندما اتهم بقيادة انقلاب على عرفات، وفي مطلع عام 2006م فاز دحلان في الانتخابات التشريعية كنائب في المجلس التشريعي، حظي بشعبية واسعة لدى جماهير حركة فتح وخصوصاً في محافظة خانيونس. عُرف عن هذا الرجل سعة نفوذه وعلاقاته الإقليمية والعربية.
خلافه مع عباس:
وبعد وفاة أبو عمار بدأت الخلافات التنظيمية في حركة فتح وتحولت الخلافات إلى صراع حقيقي يشبه الحرب الباردة بين قطبين أساسيين هما الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان, الذي غادر قطاع غزة قسراً على خلفية أحداث 2007م الدامية كونه خاض صراعاً دموياً مع حركة حماس, وكانت قد اتهمته قبل الأحداث الدامية بالخيانة والفساد، على إثرها حاز على شعبية كبيرة داخل البيت الفتحاوي, الأمر الذي دق ناقوس الخطر لدى الرئيس عباس, حيث بدا أن دحلان يسيطر على قطاع غزة في انتخابات حركة فتح التنظيمية، مما حدا بالرئيس محمود عباس بمحاولة تقليم أظافر هذا الرجل، وخصوصاً الدائرة المحيطة به، ففصله من صفوف الحركة وأعلن أنه سيقدمه للمحاكمة وكذلك فصل العديد من القيادات المقربة من دحلان، وحاولت بعض الأطراف تعكير أجواء الانتخابات التنظيمية في قطاع غزة حتى لا يفوز أنصاره..
غادر محمد دحلان إلى الأردن بعد مداهمة منزله في أواخر شهر يوليو 2011م، ونقل موقع "الآن نيوز" الإخباري الأردني، عن مصادر مقربة من دحلان قولها، إن العلاقات بينه وبين رئيس السلطة محمود عباس، توصف بـ"بالغة السوء، وتكاد تكون قد وصلت إلى طريق مسدود"، مرجحة عدم عودة دحلان إلى رام الله قريبًا.
إلى ذلك، كشف موقع "أخبار بلدنا" الأردني أن دحلان استدعي بعد وصوله إلى الأردن إلى دائرة أمنية حساسة في الأردن.
وأوضح الموقع -الذي أشار إلى أن مصدره خاص وحصري- أن أحد الضباط جلس مع دحلان، وأخبره أن الأردن ليس ساحة صراعات فلسطينية، وأنه مرحب به بأي صفة إذا كان يريد الاستقرار والعيش بسلام.
وسافر بعدها إلى العديد من الدول الأوروبية وانتهى به المقام في الإمارات, محاولات عديدة بذلتها دول عربية من أجل عقد مصالحة بين الرجلين، لكنها لم تفلح، نظراً للخلاف الكبير بينهم، حيث ظهرت الاتهامات على لسان الرئيس في كلمته أمام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري لحركة فتح في مارس 2014م.
تطور الأحداث:
وبدأت الأحداث تتسارع على الساحة الفلسطينية، خصوصاً عند اقتراب إحياء ذكرى الرئيس ياسر عرفات، حيث قررت حركة فتح إلغاء المهرجان بناء على معلومات وصلت للرئيس عباس أن دحلان هو من يسيطر على المهرجان؛ حيث حجز الباصات وطبع آلاف الألبسة والصور التي تجمع بين دحلان وأبو عمار، حيث بررت حركة فتح إرجاء المهرجان بسبب التفجيرات التي طالت بيوت عدد من قيادات حركة فتح المحسوبة على الرئيس عباس الذي حمل حماس المسئولية عنها، وكان أنصار دحلان في كل حفل تنظيمي في قطاع غزة يرفعون صوره فيحدث بينهم عراك بالأيدي مع أنصار محمود عباس، وفي ذات السياق سبق احتفالَ أبو عمار تفجيرُ مداخل منازل قيادات لحركة فتح، وبعدها تفجير جمعية "يبوس" التي تعود لأنصار دحلان في رفح، وتفجير المركز الفرنسي في مربع أنصار، وإطلاق نار في الانتخابات التنظيمية في رفح وخانيونس وغزة..
ولكن الحادث الفارق في تاريخ حركة فتح وفي تاريخ الخلافات التنظيمية، هي المسيرةُ التي نظمها أنصار محمد دحلان في ساحة المجلس التشريعي الخميس 18/12/2014م التي ضمت المئات من مناصريه الذين وصلوا إلى مكان انعقاد المؤتمر الذي نظمته قيادات فتحاوية مؤيدة لدحلان وعشرات المناصرين، وكذلك عشرات الملصقات التي سبقت هذه التظاهرة في مدن القطاع التي تظهر الرئيس عباس وقد كُتب عليها "ترقبوا الحدث الكبير في 15/1/2014م".
لكن اللافت هو تداول بعض المحللين السياسيين أن ثمة بوادر تحسن في العلاقة بين حماس ودحلان, وهو ما نفاه القيادي بحركة فتح سفيان أبو زايدة في حديثه لصحيفة الرسالة حسب موقع "الرسالة نت" في 25/12/2014م: "نفى سفيان أبو زايدة، القيادي بحركة "فتح" والمقرب من النائب محمد دحلان، وجود أي تحالفات سرية تجري بين القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال أبو زايدة، في تصريح خاص بـ"الرسالة نت"، :"ما يدور عبر وسائل الإعلام وتصريحات بعض القادة عن وجود تحالفات سرية أو علنية بين دحلان وحركة حماس أمر غير صحيح ".
وأكد أن ما يربط النائب دحلان بحركة "حماس" هي مصلحة وطنية وإصرار في كيفية مساعدة أبناء شعبنا المحاصر في قطاع غزة، والتخفيف من المعاناة المتفاقمة التي يعيشها منذ عدة سنوات بفعل الحصار والحرب.
ولفت إلى أنه تم تشكيل لجنة التكافل الوطني في قطاع غزة لمساعدة متضرري الحرب الأخيرة في غزة، خاصة بعد تركهم يعانون وحدهم طوال الفترة الماضية.
وعن هجوم قادة حركة "فتح" الحاد على النائب دحلان وعلاقة ذلك بالمؤتمر السابع المقبل للحركة، أكد أن الهجوم اشتد بعد قرارات رئيس السلطة محمود عباس الأخيرة بحق دحلان، وفصله من الحركة.
وذكر القيادي المقرب من النائب دحلان، أن حركة "فتح"، وبعض قادتها يخشون تمدد نفوذ النائب دحلان سواءً في قطاع غزة أو الضفة، مشيراً إلى أن دحلان له شعبية كبيرة لا يملك لأحد أن ينكرها أو يتجاهلها".
وحسب موقع "الجزيرة نت" في 3/10/2004م أنه: " مع خروج دحلان من الوزارة الفلسطينية بقي من الشخصيات المؤثرة في المعادلة الفلسطينية وعمل من خلال دوره المؤثر في حركة فتح والدعم الأميركي له على تشكيل تكتل من حوله يحمل شعار الإصلاح ومحاربة الفساد داخل السلطة الفلسطينية.
وفي هذا الإطار اتهم دحلان بتحريك الاضطرابات التي وقعت في قطاع غزة في بدايات شهر يوليو/تموز 2004 للمطالبة بالإصلاحات وهو ما نفاه عن نفسه ولكنه أعلن دون مواربة دعمه لها وتبنيه لمطالبها منتقدا بشدة الفساد داخل السلطة الفلسطينية".
المعونات بوابة القطاع:
عرف هذا الرجل كيف يدخل إلى قطاع غزة وكيف يدخل كل بيت وكل أسرة وكيف يصنع له قاعدة من المناصرين، حيث يعاني القطاع من حصار وإغلاق وتأخير الإعمار، فقام بإرسال معونات مالية للجرحى والشهداء في قطاع غزة، ولا نقول أن فتح معبر رفح ثلاثة أيام (21-22-23/12/2014م) كان بعيداً عن بصمة دحلان أو من آثار المصالحة القطرية-المصرية، حيث اتهمت رام الله حركة حماس بتسهيل نشاطات محمد دحلان في القطاع وعدم منعها أو عرقلتها، مع العلم أن دحلان يحظى بتأييد دول عربية على رأسها الإمارات ومصر، والذي يقود معركته السياسية مع عباس من أبو ظبي، أما على صعيد علاقته بالنظام المصري , فقد كان له حضور بارز سواء على الفضائيات المصرية أو على المستوى الرسمي حيث حضر حفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر، فقد كان في وفد ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زياد، أما الصفة التي حملها فهي "مستشار لولي العهد". علماً بأن دحلان يقيم في أبو ظبي منذ حوالي ثلاث سنوات، أي منذ بدء الأزمة بينه وبين الرئيس أبو مازن، الذي رفض وجود دحلان في الحفل، وتفاجأ بوجوده في قاعة كبار الضيوف. (حسب وكالة مكس نيوز الإخبارية)
ورقة دحلان:
تقوم السياسة على قاعدة "لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة"، وكذلك لابد أن يكون للأحزاب والحكومات خياراتٌ بديلة فما لا يصلح اليوم يصلح غداً، حيث كانت حركة حماس تقول بأن لديها أوراق ضغط، وعندما لم تفهم رام الله هذه الرسالة واستمرت في الضغط على حماس في عدد من الملفات أبرزها الموظفين والإعمار والمعابر, وقيام حكومة التوافق بمهامها وواجباتها تجة سكان غزة، استخدمت حماس ورقة دحلان، وفي ردة فعل سريعة من رام الله تناقلت وسائل الاعلام أن الحكومة قررت تشكيل لجنة وزارية لاستلام المعابر وربما يدفعها أيضاً للعدول عن قرار فصل عشرة آلاف عسكري تم ترقين قيدهم، والإعلان بأنها ستقوم بإعطائهم الرواتب. حسب تصريحات سمير مشهراوي على موقع (دنيا الوطن) الإخباري بتاريخ 17/12/2014م.
عودة دحلان للقطاع:
النائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان له شعبية ودور في الشارع الفتحاوي في القطاع لا يمكن تجاهله، ولا يمكن إغفاله، وبسبب تعثر جهود المفاوضات يخشى الرئيس محمود عبّاس أن يلقى مصير عرفات، حيث إن البديل الأمريكي والإسرائيلي جاهز لديهم وهو النائب محمد دحلان، الذي يحظى بتأييد دولي وعربي واسع خصوصاً نظام مصر الحالي، ويحظى بتأييد بعض قيادات السلطة والقاعدة التنظيمية في القطاع.
وثمة من يرى أن حماس التي تمتلك عديد الأوراق للضغط على عباس والتي من أهمها ورقة محمد دحلان، وهي تعتقد أن الفرصةَ الوحيدة لعودة دحلان للمشهد الفلسطيني هو صندوق الانتخابات، فإذا حظي دحلان بشرعية في الانتخابات كان له العودة وبقوة إلى الساحة الفلسطينية خصوصاً أن عباس لم يعد حليفاً صالحاً لإسرائيل، ويحاول دائماً شيطنة حركة حماس واتهامها بتعطيل الإعمار وتعطيل المصالحة وتوريط القطاع ي حروب في خطاباته وتصريحاته، مما يزيد الأمور تعقيداً، ولم يحاول أن يجمع شمل الشعب الفلسطيني في أي كلمة أبوية، فالمشكلة في الرئيس عباس أنه يتعامل مع حركة حماس كالخصم وكممثل تنظيم وليس كرئيس للشعب الفلسطيني، ويحاول أن يشخصن أي مشكلة تحدث مع حركته.
الخلاصة:
- محمد دحلان شخصية فلسطينية قيادية لا يمكن تجاهلها بحال من الأحوال، لابد من دراسة وازنة للتعامل مع هذا الرجل، وله تأثير قوي في حلبة الصراع التنظيمي.
- يخشى الرئيس عباس أن يحظى دحلان بمزيد من الدعم السياسي الخارجي الذي يهدد شرعيته كرئيس للسلطة الفلسطينية, ويتمدد نفوذ محمد دحلان على المستويين الإقليمي والمحلي، ويخشى أن تكون المصالحة بين دحلان وحماس مصالحة حقيقية وتنجح حماس برفع الحصار عن غزة دون عودة حقيقية للسلطة الفلسطينية في القطاع وفرض نفوذها. إن أخطر السيناريوهات التي تربك الرئاسة الفلسطينية هي عودة دحلان إلى قطاع غزة بالتوافق مع حركة حماس وعقد تحالف سياسي معها للاطاحة بالرئيس في أي انتخابات رئاسية قادمة.
- يبدو أن الاستقطاب الحاد بين تيار دحلان وتيار عباس سيظل مستمراً طالما لم تحسم السلطة الفلسطينية أوراق القطاع والإعمار والموظفين والانتخابات والمصالحة الفلسطينية.
- مشروع الرئيس القادم هو من أكثر الملفات أرقاً لحركة فتح، فإذا بقي الرئيس عباس على وعده بعدم الترشح لفترة جديدة، فإن أكثر الشخصيات ترشيحاً لخلف هو دحلان.
- يبقى سلام فياض أحد الأسماء المقترحة لمشروع الرئيس الجديد إن دعمته حركة حماس وتوافقت عليه بعضُ الأطراف في فتح، لما يتمتع به هذا الرجل بمهارات إدارية تؤهله لهذا المنصب، لكن تبقى ورقة الضفة الغربية في يد المقاومة.
- ستبقى بعض الدول العربية على دعمها للنائب محمد دحلان، فهو الخيار الأمريكي والبديل الإسرائيلي للرئيس محمود عباس.
- توجه حركة حماس للمصالحة مع دحلان من بوابة المعونات والدعم المادي للقطاع هو من باب التخفيف من معاناة القطاع، وللضغط على حكومة رام الله بتطبيق بنود المصالحة.
- أستبعد في الوقت الراهن زيارة دحلان للقطاع والتي ستحدث ضجة كبيرة على الساحة الفلسطينية، مما يؤذن بمرحلة جديدة على الساحة الفلسطينية.
- بوادر الانقسام في صفوف حركة فتح يحتاج إلى حكمة القيادة لحل كل هذه الإشكالات وألا تدع المصالح هي التي تحكم سير الأمور داخل الحركة.
- مؤهلات محمد دحلان من الناحية المالية والدعم الإقليمي تفوق الرئيس عباس وهي التي تؤهله لقيادة الشعب الفلسطيني إن حظي بدعم كافٍ وانتهى ملف محاكمته في حركة فتح.
الصندوق الأسود
يوسف رزقة/فلسطين اون لاين
حين تتحطم طائرة ركاب يبحثون عن ( الصندوق الأسود) لأنه يحتوي على أسرار الرحلة، ويبين أسباب تحطم الطائرة. ويبدو أن الضمير العالمي قد عثر على الصندوق الأسود في تظاهرة الجمهورية في باريس. في صندوق باريس أسرار تجمعت من قلوب الحاضرين، لا من ألسنتهم. إن حديث القلب هو الأصدق عادة من حديث اللسان.
في مظاهرة باريس كان الرئيس أولاند، تلاحقه جرائم فرنسا في مالي، وفي الجزائر ، وفي أفغانستان. وكان نتنياهو تلاحقه جرائمه في غزة في حرب العصف المأكول، وفيما سبقها من حروب. وكان محمود عباس تلاحقه جرائم نسيان غزة، ووقوفه مع نتنياهو في صف واحد، تلاحقهم ألسنة السخرية والاستهزاء ، التي ملأت تغريدات تويتر، وتعليقات الفيس بوك، والإعلام الجديد.
في الصندوق الأسود وجدوا عبارة تقول تجمع ( الجمهورية) يحضره عدد من القتلة، والمستبدين، ومن لا ضمير له، ولا أخلاق؟! ووجدوا أن أهم النتائج المسجلة تقول هنا : اتفق المنافقون على إعلاء سعر الدم الفرنسي، وخفض سعر الدم العربي والإسلامي، والإفريقي. واتفقوا على تشريعات ضد المهاجرين والمسلمين ؟! واتفقوا أن ضمير الدول القوية في مالها وسلاحها لا في قلوبها وأخلاقها؟!
أما في خارج الصندوق الأسود فكان (سليمان العودة) وغيره من علماء المسلمين ممن حرموا المشاركة في تظاهرة الجمهورية، لأنها تضمنت شعارات تسيء للإسلام ، وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وانتقدها علماء آخرون لتصدر نتنياهو قاتل الأطفال الفلسطينيين لها. وكان أعلى هذه الأصوات وأحقها بالاحترام صوت الرئيس التركي أردوغان. وذكر علماء آخرون فرنسا وأميركا بجرائمهم القديمة مثل جريمة النووي في نجازاكي وهوروشيما، وجرائم فرنسا في الجزائر وسوريا والعراق، وغيرها.
إن أكثر من تعرض للاستهزاء والسخرية في وسائل الإعلام الجديد، هو محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، الذي استفزه مقتل بعض الفرنسيين، بينما لم يستفزه أبدا مقتل الآلاف من شعبه في غزة في الحرب الأخيرة. عباس طار إلى باريس بلا تردد في غضون أيام، بينما لم يدعُ يوما لتظاهرة ضد قتل نتنياهو لأطفال غزة؟!
لقد فضح الصندوق الأسود كل من باعوا ضمائرهم، ونافقوا أسيادهم، وتخلقوا بأخلاقهم، وارتضوا الإساءة للإسلام والمسلمين، ونسوا أن خلفهم شعوبا لها أخلاق وضمائر وهي لا تقبل هذا النفاق، وهي شعوب لا تنسى من أساء إليها وتعاقبه ولو بالدعاء عليه، وأحسب أن الاعلام الجديد قد امتلأ دعاء على تجار الضمير ، وتجار الدين.
إن للقادة صندوقا أسود، تماماً كصندوق الطائرة الأسود، الذي يتضمن الأسرار التي لا يعرفها العامة، بينما يعرفها من كتبوا صفحات هذا الصندوق بجرائمهم القديمة والجديدة.
لقد عثرنا نحن الضعفاء على الصندوق الأسود، كما عثرت ماليزيا على الصندوق الأسود لطائرتها المحطمة، غير أن صندوق باريس الأسود يخفي ضلال العالم ونفاقه، وهو أشد سوادا من صندوق الطائرة الماليزية؟!