1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 19/02/2015
حق الرفض
على الكنيست القادمة أن تنقل معالجة جائزة إسرائيل إلى مقر الرئيس بدلا من الحكومة
بقلم: ابراهام تيروش، عن معاريف
أهم ماجاء في المقال:
ناشد الكاتب في مقاله، أعضاء لجنة جائزة إسرائيل بالعودة، لأن نتنياهو رفع يده عن هذه اللجنة وتلقى ضربة قوية، واقترح الكاتب نقل مسؤولية جائزة إسرائيل إلى مكتب الرئيس لكي تكون بعيدة عن الحسابات السياسية.
لا أستطيع فهم رد أعضاء لجنة جائزة إسرائيل الذين أُقيلوا أو استقالوا، أو الأدباء الذين ألغوا ترشحهم للجائزة، بعد تدخل رئيس الحكومة في التعيينات، لكنهم يرفضون العودة بعد الهزيمة المُهينة لنتنياهو.
أيها الرافضون المحترمون، هذا خطأ. لقد خضتم نضالا عادلا وانتصرتم، ووجهتم لرئيس الحكومة ضربة قوية أسقطته. إذا لماذا تتصرفون بشكل يخدمه وتعطونه بالضبط ما كان يريد تحقيقه، عليكم إنهاء النصر بعودتكم إلى وظائفكم في لجان الجائزة ولترشحكم لتسلمها.
زميلي الكاتب حاييم بئير قال في مقابلة مع صحيفة «معاريف» إنه في هذه السنة لا يجب منح جائزة إسرائيل للآداب، «حتى يكون هناك علم أسود مرفوع، ويكون هناك فراغ، ويكون ثقب». أفهم غضبه، لكنني اقترح الآن منحها وبهذا يتم رفع علم النصر الذي يكون علما أحمر لكل من يخطر بباله التصرف مثل نتنياهو.
يجب على الكنيست القادمة نقل معالجة شؤون جائزة إسرائيل إلى مقر الرئيس، وتقطع أي علاقة بين الجائزة وبين سياسيين فاعلين. ما يمكن لموظف في وزارة التربية أن يقوم به، المسؤول عن جوائز إسرائيل، يمكن أن يقوم به أيضا موظف في مقر الرئيس. والأكثر أهمية: أنا على يقين من أن أي رئيس، ولا يهم من أي معسكر، لن يُدخل الاعتبارات السياسية في تعيين أعضاء لجان الجائزة ولن يتدخل في انتخاب الفائزين بها.
لا يمكن بدون انتخابات. هذه المرة العلاقة بها (الانتخابات) موجودة في قصة الأسبوع، قصة التبرع، التي في بدايتها طُلب من بني إسرائيل التبرع بسخاء لانشاء بيت لله (معبد) في الصحراء. قصة التبرع جاءت بعد قصة الأحكام، التي تناقش في الأساس أحكام الأضرار والمدفوعات التي تقتضيها تصرفات سليمة ومعقولة للإنسان. المفسرون يرون في ربط هاتين الموعظتين، رسالة: «إن الله لا يريد تبرعا جاء من أرباح غير حلال». هكذا يكتب الحاخام شموئيل اليعيزر آيرلش، وهو من مفسري التلمود: «الكثيرين من هذا الجيل الذين يجمعون ثرواتهم بدون أمانة ولا خوف الله… وبعد ذلك يتبرعون من ذلك المال ليصبح لهم احترام واسم وشرف ـ هذا ليس سوى وصية أدت إلى مخالفة».
هذا ما يعرفه كل المتبرعين والذين يتم التبرع لهم في الحملة الانتخابية.
في هذه الأيام يحتفلون بالذكرى العاشرة لموت رسام الكاريكاتور المشهور دودو غيفع، وبمناسبة ذكراه إليكم هذه الحكاية: أثناء عمله في «معاريف» نشر ذات مرة في عموده رقم هاتف وهمي، وطلب من القراء الاتصال عليه، واتضح وجود رقم كهذا. صاحب الرقم الذي لوحق من قبل الكثير من المتصلين قام بتقديم دعوى ضد الصحيفة في محكمة القضايا الصغيرة في حيفا. كمندوب عن الصحيفة سافرت مع دودو إلى المحكمة، وحسب معرفتي بمزاجه قلت له في الطريق: «دودو، عليك ألا تفتح فمك هناك إلا اذا أمرك القاضي بذلك». دودو ابتسم وقال: «حسنا، لكن بشرط أن نسافر إلى عكا بعد المحكمة لأكل الحمص، فهناك أفضل حمص في البلاد».
ووافقت على أمل أن شيئا ما سيوقف فكرة السكوت هذه. الأساس هو أن يسكت. القاضية نقلتنا إلى الساحة وهناك أصبح الأمر أكثر صعوبة لأننا جلسنا وجها لوجه أمام المدعي.
في كل مرة اضطررت إلى أن أضع يدا ثقيلة على كتف دودو وأن أهمس: حمص. القصة انتهت في ساعة متأخرة من المساء، وفهم دودو أنه من غير المناسب السفر إلى عكا في هذا الوقت. وقد أثنيت على هذا التفهم وشجعته بوعدي على أنني سآخذه لأكل الحمص أين ومتى يريد. ولم أفي بوعدي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عبء نتنياهو
تصرفات سارة وبيبي لم تتغير فقد جعلا كل مصاريفهما على حساب الدولة
بقلم: بن كسبيت، عن معاريف
أهم ما جاء في المقال:
تحدث الكاتب في مقاله عن شخصية نتنياهو وأنه شخص في طبيعته لا يحب أن يدفع فلسا واحدا من جيبه، وهاجم الكاتب كل من نتنياهو وساره، وانتقد الكاتب زمرة نتنياهو ومن يحاول الدفاع عنه، واتهمهم بأنهم أيضا فاسدين.
وأشار الكاتب أن ميني نفتالي ليس مخطئا وأنه تحمل عبء عائلة نتنياهو وصمد في فترة أكثر بكثير ممن سبقه.
حكومة نتنياهو ألقت علينا، مواطني إسرائيل، عبء الجفاف في 2009. سنوات متواصلة من الجفاف. طبرية تفرغ، الخزان الجوفي ينخفض. ليس هناك خيار. الجمهور عليه دفع الثمن. كلنا شددنا الأحزمة وتأوهنا تحت هذا العبء. أسعار المياه ارتفعت والذين عانوا أولا هم عديمو القدرة والعائلات كثيرة الأولاد. وماذا يتضح الآن؟ نتنياهو هو الذي ألقى علينا هذا العبء، فقد أصر على أن يلقي عبء جفافه وجفاف بركته في قيصاريا على الدولة، أي نحن. في البداية لم يصادقوا له لكنه أصر وأخيرا وافقوا. نعم لقد دفعنا في نهاية المطاف لهذا الرجل ثمن عبء الجفاف. وسألت نفسي كيف استطاع اشخاص مثل شتاينيتس وأردان أن يذهبوا للدفاع عنه.
كل من يعرف نتنياهو يعرف أنه لا يمكن الامساك به مع محفظته وليس عنده استعداد طبيعي لأن يدفع مقابل أي شيء أو أي خدمة من جيبه. هذا منذ ولادته. وهكذا عندما يرفع جسمه بعد وجبة دسمة في مطعم ويبقيك مع الحساب، فلا بأس بذلك. لكن الآن يتضح أن العاملين المساكين في مقر رئيس الحكومة كان عليهم أن يدفعوا عن ذلك. أشخاص يكسبون الحد الأدنى، يتحملون الاستبداد غير المحتمل للسيدة، اضطروا لشراء الحبوب ضد الانفلونزا، النقط للأنف، الوجبات وكل أنواع الهدايا الصغيرة التي كان زعيم الدولة يرسل رجاله لشرائها. لم يخطر بباله في أي مرة بإرجاع النقود لهم. المتحدثون باسمه في الاستوديوهات المختلفة شرحوا بأنه ظن أنهم استرجعوا هذه النقود من صندوق النثريات (غير الموجود). إهانة للذكاء، إهانة للإنسانية، إهانة للأعراف، إهانة شاملة.
المحامي الدار ينيف أرسل أمس رسالة للمستشار القانوني للحكومة يطالب فيها بفتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو حول هذا الموضوع. يوجد لينيف ادعاء مهم وهو أن رئيس بلدية بيت يام السابق، شلومي لحياني، حُوكم على مواضيع كهذه. فقد تلقى سلف من موظفيه. في حالتنا هذه فإن نتنياهو حتى لم يأخذ سلفة لكنه ببساطة أخذ نقودا ولم يعِدها.
لأنهم حاولوا أمس أن يلقوا مسؤولية مئات آلاف الشواقل المبعثرة على ميني نفتالي، فانهم يستحقون العودة إلى منازلهم بوصمة عار. مني نفتالي (الليكود)، خدم في وحدة مختارة في الجيش وجُرح وكان حارسا له تقدير ( إلى درجة أن السيدة المحترمة طلبت منه حماية أبنائها)، وتراكض حولهم مدة عشرين شهرا (وبهذا فقد كسر الحاجز حيث أنه عادة لا يستخدمون الشخص أكثر من نصف سنة). هذا الشخص أُهين وتم تحقيره واستغلاله والآن تُشوه سمعته وتتم مطاردته، وقد تحول أمس إلى السبب في الارتفاع الكبير للميزانية الشخصية لسارة وبنيامين نتنياهو.
جلس أمس جيش العلاقات العامة لنتنياهو وقرر إلقاء التهمة على ميني نفتالي. خسارة أنه لا يمكن قراءة محضر هذه الجلسة. ماذا كانوا يفكرون، كيف لا يخجلون؟ ومن جهة أخرى أتذكر أن من يقود هذا الجيش المرتبك هو نير حيفتس، أتذكر أفعاله في إحدى النسخ السابقة لـ «معاريف»: علاقاته الإنسانية، إهانته للعاملين الأضعف منه. الحقيقة أن حيفتس هو الشخص الأكثر ملاءمة للدفاع عن هذه الحقارة.
هناك أيضا يعقوب بورونسكي. حينما كان لواء في الشرطة أجرى انتخابات تمهيدية في الليكود من أجل أن يصبح المفتش العام للشرطة. وقد أعطى وعودا سياسية وأرسل مبعوثين حتى إلى عمري شارون، كان دائما متآمرا. لقد استغربت كيف وصل في حينه ليصبح «مستشارا لمراقب الدولة للحرب ضد الفساد». أمس وجد أخيرا مكانه الطبيعي الذي ينتمي إليه حقا.
في دولة سليمة كان التحقيق الجنائي سيكون قد بدأ منذ فترة. في دولة سليمة الكهربائي كان سيكون في السجن، وذلك لمنع التشويش على القضية وكان أفضل المحققين يفحصون الآن لماذا تلقى كل هذه الأموال. هل يمكن أن يكون ذلك تصفية حساب على أعمال سابقة؟ في دولة سليمة عزرا سايدوف، الذي حول مكتب رئيس الحكومة وأموال الجمهور إلى ملكه بصلاحية وإذن، كان سيوقع على صفقة شاهد ملكي. أليس كذلك؟ في الحقيقة لا يجب أن نعرض عليه الكثير مما عُرض على شموئيل دخنر. سيتم احضاره على أقل من ذلك بكثير.
مرارا وتكرارا أسمعوا أن علينا ألا ندير الانتخابات حول صغائر الأمور. حيث هناك الكثير من المواضيع الكبيرة والهامة تقف أمامنا، مواضيع وجودية حقا، ونحن منشغلون بالقناني وأثاث الحديقة والكهربائي. أنا أختلف مع هذا الرأي. بصفتي أعرف جيدا المحيط القريب من رئيس الحكومة وأكتب عن هذه الظواهر وقت حدوثها منذ اللحظة الأولى (ابتداءً من مياه البركة في قيصاريا ومرورا بباقي الحيل الصبيانية)، وأعرف ماذا يفعل هذا الأمر لحكمة رئيس الحكومة، لإصغائه، لقدرته على إدارة الأمور بهدوء نفسي وبالتركيز المطلوب. هذا الرجل مشغول ليل نهار بالعديد من المحاولات لاستغلال، حتى الرمق الأخير، كل شيكل ممكن وإخفاء الآثار بقدر المستطاع وبعدها شرح ذلك ومحاولة انقاذ نفسه منه. لم يتغير شيء على مدى هذه السنوات. أتذكرون موضوع عمدي؟ الهدايا، الرزم غير النهائية، مئات آلاف الشواقل. اذا كانت النائبة العامة للدولة حينذاك، عدنا أربيل، قررت وجوب تقديم لائحة اتهام، في حين أن المستشار القانوني روبنشتاين عمل لبيبي تخفيضا، وقرر أن الأمر في إطار تصرف سيء، فقد بقي الأمر كما هو. نتنياهو لا يستحق أن يقف على رأس دولتنا.
تذكرت شيئا في النهاية، مناحيم بيغن. هو كان أيضا رئيسا للحكومة من الليكود، كان شخصا متواضعا ومستقيما، سافر ذات مرة كرئيس للحكومة في زيارة رسمية إلى واشنطن. كانت هناك ايام يُدعى فيها رئيس الحكومة إلى واشنطن ولا يدعو نفسه. عندما وصل تذكرت عليزا بيغن أنها نسيت القميصين الأبيضين لبيغن في البيت. طلبت من شخص الذهاب إلى حانوت قريب لشراء قميصين له وذهبوا واحضروا له القمصان. وسألت عليزا كم كلف ذلك ولمن علي الدفع، قالوا لها أن هذا كلف 80 دولارا ولكن ليس عليها أن تدفع، هذا على حساب الزيارة. سألت عليزا لماذا على حساب الزيارة، هل الزيارة هي التي ستلبس القمصان، هذه قمصان لبيغن، وأخرجت 80 دولارا ودفعت. إبنها زئيف بنيامين بيغن، استجاب أخيرا لتوسلات بنيامين نتنياهو وعاد إلى قائمة الليكود. يهمني ماذا يفكر اليوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب آيزنكوت الأولى
يتوجب على رئيس هيئة الأركان أن يخوض حرباً خارجية وأخرى داخلية
بقلم: بوعز هندل، عن يديعوت أحرونوت
أهم ما جاء في المقال:
يقول الكاتب أن على رئيس هيئة الأركان العمة للجيش، غادي آيزنكوت، أن يتصدى للتحديات التي ستواجه، وخصوصا في الجيش، والضباط من الوحدات المختلفة، وكذلك التصدي للوزراء والسياسيين في إسرائيل.
بالأمس خلال مراسيم تبديل رؤساء هيئة الأركان أرسل أحد أفراد لواء غولاني السابقين ملاحظة تحذيرية لبيني غانتس. هو كتب أنه وفقا لتجربة الماضي عندما يستبدل أفراد لواء غولاني المظليين في هذا الخط ينتهي الأمر بتبادل الضربات وفي سرقة العتاد. يجدر بغانتس أن يتنبه لهذا الأمر بسرعة. في واقع الحال غانتس أنهى فترة أربع سنوات من دون حروب مع الغولانيين في داخل الجيش، ولكنه حظي بقدر غير قليل من تبادل الضربات مع السياسيين القتاليين الذين أعلى منه في السلم.
هذا ما يحدث للجميع منذ أيام موفاز. هادئين أو صاخبين ذوي قبعات زرقاء أو حمراء كلهم حدث معهم نفس الأمر. بوغي غادر بعد صدمة شارون، وحالوتس تلقى في وجهه ضربة حرب لبنان الثانية وحملها على أكتافه، واشكنازي خاض حربا مع باراك. أما بالنسبة لبيني غانتس فقد كان هناك سياسيون قد حرصوا خلال عملية الجرف الصامد على إصدار بيانات صحافية ضد طريقته في الأداء. بعد سبعة وستين عاما من إقامة الدولة يتوجب على رئيس هيئة الأركان أن يقاتل على جبهتين، واحدة عربية وأخرى يهودية. من حولنا إرهاب وجيوش عربية، وعندنا في القدس جبهة أخرى مع السياسيين. ليس هناك من يمكنه التملص من القتال على الجبهة اليهودية وليس هناك أيضا من يستطيع إيجاد مخبأ من النار المتقدة فيها. ميزة غانتس أنه ذو طبع هاديء وتركيز سليم وطبيعي. ولولا هذه الصفات لانتهت عملية الجرف الصامد بحرب بيانات كما كان حال عملية الرصاص المصبوب.
في أساس هذه الكلمات تكمن الحكمة التي تقول بأن حروب إسرائيل القادمة ستكون شبيهة تماما بالحروب التي مررنا بها. تنظيمات إرهابية مع قدرة صاروخية لجيش نظامي واستخدام المدنيين كدرع بشري، والضغط الدولي وفقدان الشرعية والتبعات القانونية لكل قرار يتخذه قائد في أدنى المراتب.
في هذه الحروب هناك إمكانيتان اثنتان: الحسم أو الوعي. الإمكانية الأولى تتطلب دخول قوات الجيش لفترة طويلة وتوفر دعم دولي. والإبادة المعمقة لمركز ثقل العدو وسعة صدر الجمهور وبالأساس قرار مسبق. فعلنا ذلك في الماضي. أما الإمكانية الثانية فترتكز على توجيه ضربة قصيرة وموجعة من أجل كي وعي العدو. عندما نخوض حروبا كهذه تطلق فوهات المدافع نيرانها وتراوغ الدبابات وتقوم الطائرات بالقصف حتى تبلور الوعي لدى الطرف الآخر.
المشكلة مع الوعي أن لا سيطرة عليه. هو موجود في أدمغة الناس هنا وفي الطرف الآخر. في انتفاضة الأقصى قررت إسرائيل هزيمة الإرهاب. وفي غزة تحاول إسرائيل منذ فك الارتباط ـ من دون نجاح ـ بلورة الوعي البديل. القرار بصدد أي حرب نخوضها يعود للمستوى السياسي.
بانتظار رئيس هيئة الأركان الجديد غادي آيزنكوت صدمة مشابهة. رغم نتائج الجرف الصامد وتفاخر بعض الوزراء في المجلس الوزاري المصغر ـ ليست هناك قرارات بمواجهة حماس. ليست هناك مداولات ولا مبادرة للتنمية الإقليمية أو قرار بتصفية حماس. في ظل هذا الواقع سيضطر أحدهم لتحمل مسؤولية الحرب القادمة وإن كان الأمر يتعلق ببعض السياسيين فإن الطرف الذي سيتحملها سيكون مرة أخرى المستوى العسكري ـ وعلى وجه الدقة من يقف على رأس المنظومة العسكرية.
وهنا تدخل الانتقادات المثيرة للإشكال حول توجه بينيت للميدان خلال عملية الجرف الصامد. لو كنت أنا رئيس هيئة الأركان الجديد لشجعت أعضاء المجلس الوزاري بالتوجه من الآن للميدان لتدارس الواقع والتعرف على المشاكل والبحث في الحلول. روح النبوءة لن تنزل عليهم من السماء مع اللحظة التي ستندلع فيها الحرب القادمة. لو كنت أنا رئيس هيئة الأركان الجديد لطلبت من رئيس لجنة الخارجية والأمن نشر الجزء المكشوف من التقرير الذي أعد حول الجرف الصامد على الفور. حتى يعرف الجمهور أين يتوجب تحسين الأوضاع وما هي الحاجة بصدد الميزانية التي كانت الحكومة قد أحجمت عنها. هذا طبعا مع كل الاحترام للانتخابات.
السياسيون كعادتهم يحبون التفاخر بالنجاحات فقط. هم دائما الوزراء الجيدون للاقتصاد وللمالية بينما يكون الآخرون وزراء سيئين.
هم وزراء الدفاع للعمليات الناجحة وليس للحروب السيئة. هم وزراء الاسكان للمباني التي تشيد وليس لارتفاع ثمن المساكن. من الممكن أن ننسى مسألة النظام والانضباط والمصداقية في المجلس الوزاري المصغر. في هذه الجبهة يمكن لايزنكوت أن ينتصر فقط إن ناور الوزراء ودفعهم للتداول في القرار من الآن حتى لا يقولوا له بعدئذ أنهم لم يعرفوا ولم يعلموا. بعد الحرب القادمة ستوجه النيران إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ماذا سوف تجدون هنا؟
بقلم: تسفي برائيل، عن هآرتس.
أهم ما جاء في المقال:
طرح الكاتب في مقاله قضية يهود أوروبا، ودعوة نتنياهو لهم بالهجرة في أعقاب العمليات العدائية ومعاداة السامية. وقال الكاتب أن إسرائيل لم تعد بلدا آمنا لليهود وأن معدل القتلى في فرنسا على خلفية قومية أقل بكثير من تلك التي في إسرائيل، وأشار الكاتب أن اليهود سيهربوا من أوروبا ليعيشوا في بلد يفرض احتلاله على شعب آخر، وأن الاحتلال هو سبب تهديد يهود أوروبا في نهاية المطاف.
المخططات المغطاة بالغبار، المختفية في جوارير وزارة الهجرة والاستيعاب وعلى رفوف الوكالات اليهودية، آن لها الآوان كي ترى النور. جميعهم مستعدون ويستعدون لاستقبال موجة الهجرة الكبرى المتوقع وصولها إلى إسرائيل على إثر الهجومين في فرنسا والدنمارك. فـ «ما من دولة أوروبية عادت آمنة لليهود»، كما صرح رئيس الوزراء، والذي لا يغفل بالطبع عن أن يذكر للاجئين اليهود المستقبليين، بأن هذه هي (ذات الأرض الأوروبية).
والموضوع هو، أنه ليس فقط لا يوجد مكان آمن في أوروبا لليهود، بل أن يهود إسرائيل أنفسهم لم يعودوا مقتنعين بأن ملجأهم الآمن إسرائيل لم يعد آمنا في مواجة التهديدات التي يحذرهم منها نتنياهو يوميا. وعلى افتراض بأن آلاف اليهود سيقررون هجر مصالحهم، وتعليمهم، وبيوتهم ووظائفهم، وللصعود على الطائرات الميمونة متوجهة بهم نحو مطار تل أبيب. ترى ماذا سيجدون هنا؟
سوف يحظون، على سبيل المثال، بفرصة أن يكونوا مكشوفين لتسجيلات اليمين من أشرطة الفيديو، والتي يظهر بها اليسار الإسرائيلي وهو يتعاون مع النازيين بهدف إبادة دولة إسرائيل. سوف يتعلمون كم هو جيد حظهم، كونهم لم يصلوا البلاد كلاجئين اريتريين، أو سودانيين، أو حتى كمهاجرين من أثيوبيا. اليهود الذين هربوا من اللاسامية الأوروبية سوف يستبدلونها بعنصرية إسرائيلية. سيكتشفون، بأنهم مواطنون في دولة احتلال، الاحتلال ذاته الذي ساهم في تعزيز اللاسامية، والتي بسببها هم يهيئون الحقائب.
هنا أيضا معطيان إثنان يجب على يهود أوروبا أن يأخذوهما بعين الاهتمام: معدل حالات القتل في إسرائيل يزيد عن 1.8 لكل 100.000، في فرنسا هو 1 لكل 100.000 وفي الدانمارك هو 0.1 لكل 100.000. في 2014 قتل في إسرائيل 27 شخصا في عمليات إرهابية. في فرنسا والدنمارك ـ ولا واحد. هذه بالتأكيد معطيات ديناميكية. وأوروبا معرضة لإحلال تغييرات في هذا الشأن، ولكن في إسرائيل احتمالية التغيير نحو الأسوأ اكبر بكثير.
اذا سارع يهود أوروبا للوصول إلى إسرائيل، سيكون بوسعهم اللحاق بركب المصوتين في الانتخابات والتصويت لمن ضمن لهم ملجأ آمنا وقام بدعوتهم، بل الأكثر صحة، من قام بإصدار الأمر لهم للهجرة إلى اسرائيل. بالطبع، خلال وقت قصير سوف يكتشفون أن أمنهم الشخصي لم يعد في مجال يد داعش او القاعدة، وأنهم لن يعانوا من ظواهر «اللا سامية القاتلة». ولكن ولكي يكونوا مواطنين إسرائيليين حقيقيين، فعليهم أن يتبنوا نمط الكآبة الإسرائيلية وتلبس مشاعر الخوف الكامنة في أعماقهم من الحرب أو الإبادة الجماعية أو كلاهما سويا.
صحيح، على هذه المواضيع جميعها يستطيع يهود أوروبا الإجابة عبر سؤال: إذا كان سيئا إلى هذا الحد في إسرائيل، لماذا أنتم الإسرائيليون باقون؟ والجواب موجود في السؤال: نحن إسرائيليون. هويتنا تحددت لنا. العبرية ليست فقط لغتنا، هي أيضا ثقافتنا. تضامننا قائم مع أنفسنا، ولذاكرتنا الجماعية كإسرائيليين ما من شركاء. بل أنه يوجد، الفلسطينيون الإسرائيليون، ولكنهم حاليا الأعداء. الغضب الكامن لدى بعضنا ليس موجها ضد الوطن، بل ضد قيادات الدولة، أولئك الذين يلوثون معنى الهوية الوطنية ويغرقونها في أحماض دينية ـ عنصرية. نحن صامدون بفضل الآية «تجاوزنا الفرعونية سنجتاز إذا هذه». البقاء وليس جودة الحياة، هذا هو المصطلح المفتاح في شخصيتنا.
أما أنتم، يهود أوروبا، فقد علموكم أن تطلبوا جودة الحياة. في إسرائيل ينظرون إلى من يطلبون جودة الحياة كما هي موجودة في برلين وكأنهم خونة. ومن فضلكم لا تخلطوا بين الإسرائيلية واليهودية. الإسرائيليون ليسوا عشاقا للغرباء حتى لو كانوا يهودا، اسألوا الروس. نحو 150 ألف من هؤلاء ممن هاجروا إلى إسرائيل من رابطة الدول (الاتحاد السوفييتي سابقا) هاجروا منها منذ بدء الهجرة. إسألوا أيضا الجورجيين، الأثيوبيين، البخاريين والأكراد، والذين ما زالوا بعد عشرات السنوات من الهجرة مشخصين طبقا للبلاد التي جاؤوا منها. لكم الحق بالطبع بالهجرة إلى إسرائيل، وبالتأكيد سوف تحظون باستقبال دافئ في المطار، فقط كي تتذكروا بأن إسرائيل تبتلع المهاجرين بتسرع، لكنها لا تنجح في هضمهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
إستراتيجية يسار الوسط الإسرائيلي: محاولة لطيفة لكنها لن تجدي
بقلم: عمانوئيل نافون، عن إسرائيل24
أهم ما جاء في المقال
استدل الكاتب بتوصيات معهد بحوث المن القومي، واقتبس حديثا للكاتب جلعاد شير، والذي كان جزءا من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال أن شير يرى في طرحه أنه يمكن التوصل للاتفاق مع الفلسطينيين بالرغم من أن الأمر يبدو صعبا، واقترح شير إمكانية وجود حل عبر انسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية
عقد معهد أبحاث الأمن القومي (inss) هذا الأسبوع مؤتمره السنوي حول التحديات الإقليمية والعالمية التي تواجه إسرائيل. التوصيات السياسية للمعهد لها أهمية خاصة هذا العام لأن مدير المعهد عاموس يدلين، اختير من قبل القائمة المشتركة لحزبي العمل و"الحركة" ليكون مرشحهم لمنصب وزير الأمن في الحكومة المقبلة.
في حال تحقق السيناريو الأقل احتمالا المتمثل بفوز حزب العمل برئاسة الحكومة أو تحقق السيناريو المحتمل أكثر وهو إقامة حكومة وحدة وطنية، فإن توصيات المعهد قد يتم تطبيقها (ولو بشكل جزئي) بعد الانتخابات، ولذلك يجب فحصها.
بكل ما يتعلق بالطريق المسدود مع الفلسطينيين فإن المعهد عبر عن وجهة نظره قبل المؤتمر بمقال قصير من كتابة جلعاد شير وليران أوفيك ("استراتيجية سياسية مدمجة: إقليمية، ثنائية ومستقلة"). شير، هو محام، وهو أيضاً عضو رفيع المستوى في المعهد وشغل منصب كبير المفاوضين الإسرائيليين خلال قمة كامب ديفيد الفاشلة في عام 2000 ومحادثات طابا.
في حين أن شير شهد بنفسه فشل مفاوضات العام 2000، وفشل المفاوضات التي تلتها (من ضمنها المفاوضات التي تمت في الأعوام 2007-2008 خلال فترة حكومة أولمرت مفاوضات العامين 2013-2014 تحت قيادة الحكومة الثالثة لنتنياهو)، إلا أنه مصر على أن "حلا سياسيا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني... وارد ويمكن تحقيقه"، بالرغم من أنه يعترف بنفسه أنه في الواقع و"حالياً"، إمكانية التوصل إلى مثل هذا الحل "ضئيلة".
حسب شير، فإن الجمود بين إسرائيل والفلسطينيين هو مصيري بالنسبة لإسرائيل لأنه يهدد مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، ولأنه يقوض المكانة الدولية لإسرائيل. لذلك، يقترح شير بأن على إسرائيل أن تبادر إلى خطوة لتفكيك "التهديد الديموغرافي" وإزالة الضغوطات الدولية. في حين أن المبادرة المقترحة من قبل شير ليست مجرد نسخ للانسحاب الأحادي الجانب من غزة في عام 2005، إلا أن النتائج لن تكون مختلفة كثيراً.
مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتحدث شير عن "فرص إقليمية". لكن على عكس نتنياهو، شير يعتبر "مبادرة السلام العربية" عرضاً قيماً وجدياً. هذه "المبادرة" طرحت لأول مرة من قبل جامعة الدول العربية قبل 13 عاماً. منذ حينها، تحول العالم العربي إلى ساحة حرب واحدة كبيرة. العراق، سوريا وليبيا انهارت. إيران أصبحت على وشك أن تصبح دولة نووية تسيطر على 4 عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء). المملكة العربية السعودية التي تعتبر الدافع المركزي وراء "مبادرة السلام العربية"، محاطة بحلفاء إيران في الشمال (العراق، سوريا ولبنان) وفي الجنوب (اليمن). اقتصادها تأثر من انخفاض أسعار النفط. من، بكل جدية، سيقدم السلام باسم العالم العربي في العام 2015؟
حتى لو استطاع العالم العربي القيام بذلك، فإن "مبادرته" هي وثيقة غير مقبولة. فهي تطالب بـ"انسحاب إسرائيلي كامل من جميع المناطق العربية التي احتلت منذ شهر حزيران 1967" في حين أن قرار مجلس الأمن رقم 242 يطلب من إسرائيل الانسحاب من "مناطق"، مما يفسح المجال لمفاوضات. وهي تدعو إلى تطبيق قرار رقم 194 غير الملزم للجمعية العامة للأمم المتحدة (والذي يدعي الفلسطينيون أنه العمود الفقري "لحق العودة" المزعوم) لكنها ترفض "جميع أوجه التوطين الفلسطيني" في الدول العربية.
شير متشكك من "الحل السياسي" المتفق عليه الذي يدعو إليه، لأنه هو بنفسه طرح "خطة بديلة" (في حال أدت المحاولة الخامسة لنفس التجربة إلى نتيجة مشابه مرة أخرى). "خطته البديلة" مكونة من "خطة للانفصال بشكل مستقل من الفلسطينيين بواسطة حدود مشروطة" تقوم إسرائيل من خلالها "بتسليم السيطرة على غالبية مناطق الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، ما عدا منطقة غور الأردن والمناطق الواقعة غربي الجدار الأمني". نحو 100 ألف إسرائيلي سيتم اقتلاعهم من الأراضي التي ستسلم للسلطة الفلسطينية، لكن الجيش الإسرائيلي سيحفظ لنفسه "الحرية الكاملة للعمل هناك" بالإضافة إلى "سيطرة على المجال الجوي والموجات الكهرومغناطيسية".
ما يقترحه شير في الواقع هو شبه انسحاب أحادي الجانب. القيام بذلك قد يخفف القلق السكاني لدى إسرائيل، لكنه لن يقنع السلطة الفلسطينية بإنهاء "حربها القضائية" ضد إسرائيل، ولن يخفف الضغوطات الدولية التي تمارس على إسرائيل. إذا كانت إسرائيل ما زالت متهمة باحتلال قطاع غزة بالرغم من الانسحاب من المناطق حتى آخر سنتيمتر، كيف يمكن أن لا تتهم باحتلال الضفة الغربية في حين أنها تستمر بالسيطرة على مناطق كبيرة منها وتسمح للجيش الإسرائيلي بالتحرك بحرية في المناطق التي أخلاها المواطنون الإسرائيليون؟ ولماذا العملية العسكرية القادمة لإسرائيل في الضفة الغربية، والتي لا مناص منها، التي ستتم بعد الانسحاب الجزئي هذا ستسفر عن ضحايا مدنيين أقل، تقارير غولدستون أقل، وتغطيات إعلامية أقل غضباً مما كان عليه في العمليات السابقة في غزة؟ محاولة فرض الهروب من مصيدة 22 (وضع تناقضي الذي لا يمكن للمرء الهروب منه بسبب قوانين متناقضة) هو أمر شرعي وحتى يستحق الإشادة، لكن تحدي المنطقي لا يستحق أي منهما.