1 مرفق
اقلام واراء حماس 15/02/2015
الاجتماعية وغضب الاتحاد الأوروبي
بقلم حسام الدجني عن الرأي
توقفت وتأملت في عيون أبو محمد وهو يضع سماعة المذياع على أذنيه ويستمع لنشرة الأخبار المحلية، فقلت له: منذ متى أخي أبو محمد وأنت تستمع للأخبار..؟ فأجاب: أنتظر خبراً حول موعد صرف شيكات الشؤون الاجتماعية، وتحدث بلغة يعتصرها الألم، فقال: أكلنا الجوع.
دفعني ذلك للوقوف عند أسباب تأخير صرف المخصصات المالية للفقراء بقطاع غزة، ومن هي الجهة التي تعطل ذلك.
71 ألف أسرة من قطاع غزة تتلقى كل ثلاثة شهور شيكا بقيم مالية مختلفة حسب عدد أفراد الأسرة، فأسرة تتكون من خمسة أفراد تحصل على مبلغ 750 شيكلا كل ثلاثة شهور بواقع 65 دولارا شهريا لكل أسرة، وهناك عوائل تحصل على مبلغ 1200 شيكل كل ثلاثة شهور بواقع 100 دولار شهرياً، والعوائل الكبيرة تحصل على 1800 شيكل أي بواقع 600 شيكل شهرياً، بما يعادل 150 دولاراً شهرياً، وبالرغم من أن هذه المبالغ لا تفي باحتياجات المنتفعين من هذا البرنامج بغزة التي يشكل شيك الشؤون مصدرها الوحيد- وتطالب بزيادة المبلغ- إلا أنها تشكل عصب الحياة بالنسبة لتلك الأسر الفقيرة.
مصادر تلك الأموال هي على النحو التالي: الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي سوياً يوفران المستحقات المالية لـ 63 ألف أسرة، و 8 آلاف تدفعها السلطة الفلسطينية برام الله، وعند البحث والتحري تبين أن المعطل الرئيس لصرف تلك المستحقات هي السلطة بحجة الأزمة المالية التي تعاني منها، ولكن نبض الفقراء بقطاع غزة مستاء من موقف السلطة والرئيس محمود عباس، لأن السلطة صرفت قبل أيام 60% من رواتب موظفيها الذين يجلسون في بيوتهم وقد يكون لأغلبهم أكثر من مصدر دخل، ولم تعمل على توفير التزاماتها المالية تجاه فقراء القطاع، وهذا ما استفز الاتحاد الأوروبي الذي أعلن مصدر قريب منه أنه يفكر بشكل جدي في صرف شيكات الشؤون الاجتماعية عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.
خلاصة القول: إن هؤلاء الأسر الفقيرة والمعدومة يا سيادة الرئيس لا تحتمل تأخير صرف مخصصاتها المالية، نظراً لحالة الفقر المدقع الذي تعيشه تلك الأسر، ولعدم كفاية المبلغ المخصص لهم عند صرفه بموعده، فكيف لو تم تأخيره، أتمنى أن تضع السلطة الفلسطينية الفقراء على رأس أولوياتها، وأن لا تعطل صرف ما عليها من استحقاقات وخصوصاً وأن النسبة التي تقع على عاتق السلطة الفلسطينية هي 12.6% فقط، والباقي يدفعه الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
ولكن وفي حال لم تكترث السلطة لمعاناة أهلنا وفقرائنا بقطاع غزة فإنني أخاطب البنك الدولي ومكتب بعثة الاتحاد الأوروبي في مناطق السلطة بأن يعملوا على تغطية العجز المالي والتكفل بكامل نفقات هذا المشروع الإنساني، وأن يبدأ الاتحاد الأوروبي في البحث عن طرق ووسائل إبداعية من أجل أن تصل المستحقات المالية إلى أصحابها في وقتها، فالوضع لا يحتمل، فقد أصبحت شيكات الشؤون حديث الشارع الغزي، وقد تصبح لعنة تطارد كل من يتآمر على غزة وشعبها وفقرائها.
الربيع العربي وحكمة ربي
بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
ما يجري في الكون وما يجري عندنا في الوطن العربي إنما بإرادة الله عز وجل وله فيه حكمة، قد نحظى بإدراكها دون تأكيدها وقد لا نحظى، ولكن الربيع العربي منذ بدايته وحتى الآن كشف عن أشياء ما كنا سنكتشفها لولا فضل الله ونعمته.
تفجر الربيع العربي دون موعد ودون علامات كبرى وانتصرت إرادة الشعوب في أكثر من مكان وموقعة وتأكد لكل العرب والمسلمين أن إرادة الشعوب أقوى من إرادة الأنظمة والجيوش وأقوى من إرادة ما يسمى بالقوى العظمى، وعندما ترسخت هذه الحقيقة في قلوب العرب والمسلمين هبت رياح الثورة المضادة وتحركت قوى الشر للقضاء على الربيع العربي بعد فوات الأوان، ولكن ما الحكمة التي قدرناها من وراء هذه الأحداث؛ انتصار للشعوب ثم مؤامرة مستمرة حتى هذه اللحظة؟.
اقدر أن الأمة العربية لم تكن تستحق التحرر والنصر مع بداية الربيع العربي لأن فيها فئات بشرية لا تصلح لأن تكون ضمن بناء لمجتمع عربي وإسلامي حر، ولولا الثورة المضادة في مصر لما انكشفت سوأة العلمانيين وبعض الرموز والأحزاب الدينية التي تآمرت لاحقا على خيار الشعب وساندت العسكر في انقلابه،وهكذا الحال في باقي دول الثورة، ظهر حفتر في ليبيا والعلمانيون في تونس كما انكشفت لنا أنظمة عربية دعمت بكل قوة المؤامرة ضد الشعوب العربية وضد المقاومة الفلسطينية.
حتى كشفت لنا كفلسطينيين كيف اعتمدنا على انقلابيين عرب نهبوا خيرات بلادهم ،كشفت لنا كيف أخطأ رئيسنا بتكريم إعلامي علماني اعترف على نفسه بأنه " 300 حمار في واحد" وذلك الاعتراف والانحطاط الذي وصل إليه صاحبه بالتأكيد سيرتد على من كرمه وسانده وأعطاه قيمة.
حتى الآن لم يخرج الربيع العربي ثماره، وكما قيل فإننا قوم أعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله، لا يتصور أحدكم ان الربيع العربي سينتصر طالما رفعوا شعار "الهلال يعانق الصليب" والشيخ يعانق الراقصة كما حدث في مصر، هذا كلام فارغ ونظرة عابثة لمستقبل الأمة الإسلامية، ولكن الإسلام سينتصر حتما وقد اقتربنا من لحظة النصر بإذن الله، وهنا لا بد للذين حكموا على الربيع العربي بالفشل أن ينظروا الى ما يحدث بطريقة تتوافق مع عقيدتنا الإسلامية لأننا كمسلمين تختلف عندنا قواعد الانتصار والتمكين عن غيرنا فإذا حكمنا على ما يجري على أسس مادية بحته سوف نفشل وندخل انفسنا في متاهات قد تكون محرجة أحيانا ولكن ذلك لن يغير في النتيجة وحتمية انتصار المسلمين وإقامة أنظمة عادلة حرة يكون الشرع الإسلامي فيها هو المصدر الأساسي للتشريع.
لست داعشيا!
بقلم ماهر أبو طير عن فلسطين الان
الحرب على التطرف، بات يتم استثمارها، لتشويه الإسلام كدين، بل ان الآراء الوقحة باتت تقول إن أصل المشكلة في الإسلام ذاته، وليس في داعش وفهمها للإسلام!.
علينا ان نلاحظ سموما كثيرة تتدفق، وراء داعش، بل باتت فرصة لاهانة علماء الاسلام، ورجالاته وكتبه، وبعضنا يسترجل على كتب قديمه ويدوسها ويحرقها، بدلا من ان يقول إن المشكلة في الاصل هي في الفهم والتأويل، وليس في الاسلام ذاته، الذي تتعدد فيه التأويلات، وبيننا مئات الملايين الذين لا يؤمنون اصلا، بكل هذه الدموية.
الحرب على داعش يتم قلبها تدريجيا لتأخذنا الى حرب على الاسلام، وكأن التنصل من داعش وافعالها، بات يوجب التنصل من الاسلام، ومن هذه الامة، وبتنا نقرأ ونسمع استهزاء بكل متدين، وبكل من اطلق لحيته، وكل من خطب جمعة، وكل من ذهب الى مسجد، وكل من استذكر اية او حديثا في مجلس، وهذه امة يتم اختطافها دون وعي، في سياق التنديد بالجرائم، وبحيث يتحول التنديد الى تبرؤ من ذات الاسلام، وبحيث يرتد المرء عن دينه، تدريجيا، امام هذه السموم التي يتم صبها في عروقه.
بتنا في حيرة من امرنا، فنسخ الاسلام كلها مرفوضة، من الاسلام المعتدل الوسطي، مرورا بالإسلام بصوره السلفية العادية، وتلك المتفتحة التي يصح وصفها بالليبرالية، وصولا الى كل نسخ الاسلام السياسي الحالية، والمدارس الفكرية والروحية ،والخلاصة تقول إن كل النسخ، الاصلية والمستحدثة، يتم اطالة اللسان عليها، والاستهزاء بها، وكأن المطلوب فض الناس عن الدين كليا.
جرائم داعش ساعدت الذين يكرهون الاسلام، لتشويه سمعة الاسلام، وتوظيف جرائم داعش اشد بشاعة من افعال داعش نفسها، من جانب قوى كثيرة.
اللافت للانتباه، انه ولا نسخة من الاسلام يريدون، وقد نفهم ان النسخ المتطرفة الدموية مرفوضة، لكننا بالمقابل نلمس طحنا ناعما ايضا لكل النسخ الاخرى، بما في ذلك النسخ التي تؤمن بالصلاة والصيام، فقط، ولا تمد عينيها إلى أي شيء آخر.
من الخطير جدا هنا، أن يتنبه كثيرون إلى هكذا فكرة، أي أن الاسلام هو المطلوب رأسه، سواء كان معتدلا أم متطرفا، مؤمنا بالحياة، أم مؤمنا بالآخرة، وهذا يوجب على كثيرين، وقف التذاكي علينا، ووقف المزج البطيء الذي يتسلل إلى عقولنا، للقول إن الإسلام بكل صوره متحجر ورجعي ودموي، فأن لم يكن اسلام قتلة، كان اسلام دشاديش وكهوف الماضي والمسواك.
علينا أن ندافع عن ديننا، وأن لا نغرق تحت وطأة الاتهام، بحيث يتنصل الانسان تدريجيا من حيث لا يدري من دينه، وبحيث تتم فتنته وترويع عقله ووجدانه، وكأنه متهم بكونه داعشيا، فأن صد هذا الاتهام اكتشفنا أيضا حربا ناعمة، تريد من المسلم التخلي عن كل اسلامه، بما في ذلك النسخ التي يمكن وصفها بغير المتشددة، والعقلانية.
مرات تشعر من فرحة المطبلين لجرائم داعش، بأن الدليل على همجية الاسلام، جاء أخيرا الى هؤلاء على يد الدواعش، وهم هنا، لا يهللون فقط لهذه الجرائم، الا بقدر كونها تساعدهم في معركة نقض ذات الاسلام، واعتباره دينا غير صالح للبشر.
في آلاف التوظيفات اليومية، نلمس هذه الجهود، وهذه المفردات المتذاكية، التي تريد اعادة انتاج اهل المنطقة، بحيث يكونوا "بلا" أي دين، حتى يثبتوا أهليتهم وصلاحيتهم لمواصفات العالم الحر والمتنور!.
لست داعشيا، لكنني مسلم، لكنني اتحسس بشدة اذ يراد بعد التبرؤ عن قناعة من افعال داعش، ان يتم اخذي بعد قليل الى التبرؤ من ذات الاسلام، باعتبار ان كل الشجرة شيطانية، ولا يليق الانتساب اليها!.
ليبرمان يتجاوز هتلر
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
طبول الحرب تقرع؟! الانتخابات الصهيونية تقرع طبول الحرب ضد غزة؟! التنافس بين المرشحين يقوم على قاعدة وعد الناخبين بحرب جديدة ضد غزة؟! ليبرمان اليميني المتطرف القادم من خمارات روسيا يسعى إلى تولي وزارة الجيش بعد النجاح في انتخابات مارس القادم، ويعد بحرب جديدة ضد غزة كل عامين؟! ويؤاف جالنيت يعد في حال تعيينه وزيراً للدفاع بالخروج إلى حرب جديدة ضد غزة؟! هتلر لم يفعل هذا، ولم يعد ناخبيه بأي من حروبه؟!
ليبرمان أخطر على العالم والسلم الدولي من هتلر. لابد من إسقاط ليبرمان وأمثاله قبل الكارثة.
لأول مرة يكون قرار الحرب ضد غزة ميداناً للمنافسة في الانتخابات الصهيونية الداخلية، وكأن مجتمع الناخبين الإسرائيليين عبارة عن مجموعات قتالية تعشق الدماء، وقتل الفلسطينيين، وتدمير ممتلكاتهم، ومن ثم غدت عمليات القتل أداة دعاية مقنعة للناخبين، وفي هذه الظاهرة معانٍ يجدر التوقف عندها ومنها:
أولا - إن المجتمع الإسرائيلي مجتمع حرب وقتال، قبل أن يكون مجتمع مدينة وحياة مسالمة، وهو ما عبرت عنه الأبحاث بمجتمع ( القلعة) ، أي المكان المحصن، والمدجج بالسلاح، والمتحفز دائماً للقتال، والعدوان ، فالأب محارب، والابن محارب، والجد محارب، والحفيد محارب، والرجل محارب، والمرأة محاربة.
هذه الحقيقة الواقعية ليست وليدة ليبرمان ، وجالنيت، بل هي قديمة في قدم بن غوريون، وجابنوتسكي، ولكن إسرائيل كانت تمارسها قديماً تحت ستار السلام، ودعوة العرب إلى المفاوضات، واليوم تعلن عنها بلسان ليبرمان (مقشرة بلا رتوش)، وبدعوة تقوم على الهجوم لا الدفاع.
وهذا هو الفارق الوحيد بين بن غوريون وبين ليبرمان. ومن ثم يمكن القول إننا نعيش الفترة، والبيئة التي أنتجت هتلر، وأنتجت مجتمع النازية في ألمانيا.
ثانيا- إن هذه التصريحات القتالية الحربية الصادرة عنهما بعد حرب العصف المأكول تشير إلى أن المجتمع الإسرائيلي لا يشعر أن جيشه انتصر في الحرب الأخيرة على غزة، ولمعالجة هذا الشعور شبه العام ضمن ليبرمان وجالنيت دعايتهما بالقيام بحرب جديدة ضد غزة؟! .
وهنا أود أن أذكرهما بما قالته بعض الدراسات العبرية الصادرة عن مركز دراسات الأمن القومي، في الحرب غير المتكافئة، والتي تكون بين جيش منظم، وجماعات حرب العصابات: يستحيل تحقيق النصر، وتحقيق أهداف سياسية استراتيجية، كالتي حصلت في حرب ١٩٦٧م، والتي أنتجت اعترافاً بوجود إسرائيل، ثم توقيع اتفاقيات سلام مع مصر و الأردن، والسلطة الفلسطينية، مع جماعات حرب العصابات الجهادية. إن شيئاً من هذه الأهداف غير قابل للتحقُّق مع حماس والمنظمات الجهادية.
ثالثا- إن بيئة الصراع، وواقع الصراع، ما زال واقعاً متحركاً، يتضمن أموراً منظورة ، وأخرى غير منظورة. وإن حالة التهدئة القائمة حالة هشة، ويمكن أن تتغير عند أدنى ملابسة. وإن رغبة إسرائيل في العدوان مجدداً على غزة رغبة جامحة لا يلجمها الواقع الدولي، ولا الواقع الإقليمي والعربي القائم الآن ، الأمر الذي يرتب على حماس وقادة المقاومة الفلسطينية الحذر من ناحية، والاعتماد على النفس من ناحية ثانية.
وهنا أود أن أنقل بعض ما قالته مجلة السفير اللبنانية، منسوباً للرئيس محمود عباس، من أنه قال : على دول العالم الحر القيام بحرب منظمة ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة، وهنا ذكر بشكل صريح مخالفاً عادته عند الحديث في المجتمعات العلنية ( داعش والقاعدة، وحماس، وحزب الله؟!!!!!). إن رئيس السلطة يستدعي للأسف الحرب على غزة تحت كلمة الإرهاب التي باتت تغازل قلوب، وسلاح، وأموال ، دول الغرب وإسرائيل، وتضع المقاومة الفلسطينية في مواجهة قتالية مع الجميع كما تريد إسرائيل، وكما تخطط مراكزها الدراسية، وهو ما ترجمه ليبرمان وجالنيت في تصريحيهما مؤخراً في لقاء غير حميد مع رئيس السلطة للأسف ؟!