1 مرفق
اقلام واراء حماس 17/02/2015
في فلسطين؟
فايز ابو شمالة/ الرأي
كلما شعر الشباب بالإهانة الوطنية، وامتلؤوا رغبة بملاقاة الأعداء، تداولوا فيما بينهم السؤال التالي: هل أنت مع تصفية العملاء؟ صيغة السؤال ليست بريئة، فهي تلقي بكل مآسي الوطن وخرابه على كاهل العملاء؛ الذين سهلوا للأعداء اقتحام الحصون واجتياز الديار، وهي تلوح في الوقت نفسه بحبل المشنقة لأعناق البعض.
هل تؤيد تصفية العملاء؟ سؤال يحاكي وجدان الشباب القابض على المستقبل، الشباب الذي يقف مندهشاً من تطور الأحداث السلبي على بقايا الوطن فلسطين، ويندهش أكثر لاستخفاف أصحاب القرار السياسي بعميق العلاقة بينه وبين الوطن؛ الذي ينبض في عروقه مقاومة وتمرد وثورة وتحدٍ لكل مظاهر الضعف والتردد والإحباط والانحطاط السياسي.
فهل أنت مع تصفية العملاء؟ سؤال في طريقه لأن يصبح فعلاً، وقد تجاوز إطار الهمس، وفاض علانية بمكنون النفس، ودخل مرحلة الغمز واللمز على بعض الأسماء، وعلى جملة من الممارسات السلبية، التي أجمع الشباب على ضرورة قطع دابرها بتصفية العملاء، ولكنهم اختلفوا في تصنيف العميل؛ فمنهم من يحض على ضرورة تصفية العميل الميداني الذي يقدم المعلومة عن المقاومين لضابط المخابرات الإسرائيلي، ومنهم من يوسع الدائرة، ويرى الخطر في العميل السياسي الذي يقدم وطناً طرياً بين فكي جهاز المخابرات الإسرائيلي؟
فهل تؤيد تصفية العملاء؟ سؤال تفرضه الحاجة الوطنية لمقاومة العملاء دون الخوف من طعنات الظهر، ويأتي السؤال استجابة غريزية للدفاع عن النفس أمام جبروت العدو وبطشه، ويأتي انتقاماً لحالة التيه السياسي التي يعاني آثارها السلبية شباب فلسطين، ويأتي بحثاً عن الأمل الذي ضاع مع التنازلات اليومية التي خدمت العدو، ويأتي محاكاة للشعوب الأخرى التي طهرت نفسها قبل أن تلتقي في ميادين القتال مع عدوها.
يتفق شباب فلسطين فيما بينهم على أهمية تصفية العملاء، ولكنهم يختلفون على الأولوية، ويخشون من الوقوع في خطأ التسرع، ويتهيبون من الآثار السلبية لفتح باب تصفية العملاء على مصراعيه، وهذا الأمر يحتاج إلى الحسم السريع من خلال محاكاة الشعوب الأخرى التي عاشت التجربة ذاتها، ويكفي بالشعب البريطاني شاهداً، فقد عاقب البريطانيون امرأةً منهم؛ لأنها أشعلت سيجارة لجندي ألماني، احتل بعضاً من أرضهم بداية الحرب العالمية الثانية.
فكيف بشباب فلسطين الذين لا يحتل الصهيوني أرضهم فقط، بل يغتصبها، ويقيم فوق بيوتها دولته، ويعبث بذاكرتهم، بعد أن طرد ملايين الفلسطينيين، وجعلهم لاجئين؟!.
(في سجون السلطة)
لمى خاطر/ فلسطين الان
العنوان، هو أحد عناوين الحملة الإعلامية التي أطلقها ناشطون فلسطينيون في الفضاء الإلكتروني ضد الاعتقالات السياسية التي تجري في الضفة، ولتسليط الضوء على حجم الانتهاكات في سجون السلطة ومحاكمها، والتي لا يتناولها الإعلام كما يجب، أو لا يبيّن دوافعها وحيثياتها بالقدر المطلوب.
في سجون السلطة؛ كل نشاط وطني أو سياسي أو تنظيمي أو إعلامي يناهض سياسات السلطة ولو بالكلام يصبح مبرراً للاستجواب أو الاعتقال، وخصوصاً إن صدر من عناصر محسوبة على حركة حماس، لأن قرار محاربة حماس ليس نابعاً من إرادة فتحاوية سلطوية خالصة (وإن كانت تحارب نشاط حماس بكل قوة) لكنه قرار إسرائيلي قبل كل شيء، وجزء أساسي من التزامات السلطة تجاه الاحتلال بضمان هدوء وجمود ميدان الضفة، وهي الجبهة التي من شأنها أن تؤثر على المنطقة برمّتها إن اشتعلت فيها مقاومة مستمرة وواسعة، ولذلك يبقى إضعاف حماس ضمان غياب المقاومة ومنع نهوضها، وهي مصلحة سلطوية إسرائيلية مشتركة، ما دامت قيادة السلطة ترى في المقاومة خياراً خاسراً وجالباً للكوارث!
في سجون السلطة؛ تتم مصادرة الأموال من عناصر حماس بشكل تعسفي وإجرامي، حتى لو كانت هذه الأموال مستحقات لأهالي الشهداء والأسرى. أحد المعتقلين، أسير في سجون الاحتلال، اعتقل الأمن الوقائي والده قبيل الإفراج عنه، بحجة وصول معلومات لديهم بأن الأسير سيحصل على مستحقاته قريبا، وتم توقيع الوالد على شيك بالمبلغ، وإبقاء الشيك لدى الوقائي، على أن يسلمهم المبلغ حال وصوله ويأخذ الشيك. أسير آخر محرر من سجون الاحتلال تم اعتقاله وإجباره على دفع 10 آلاف شيكل بحجة أنها مستحقات وصلته، وتحت التعذيب تم إجباره على الاعتراف بأنها عملية غسيل أموال قام بها لصالح حماس، وهناك المئات من الحالات المماثلة على مرّ السنوات السابقة.
في سجون السلطة؛ القضاء مجرد ديكور بائس، حيث يظل قرار الاعتقال والإخلاء بيد الأجهزة الأمنية فقط، التي تتخيّر ما يروق لها من اتهامات لإلصاقها بالمعتقل، وتقدّم للمحكمة تهمة شكلية تبرر احتجازه للمدة التي يريدها الجهاز، ولا يملك القاضي إلا تنفيذ إرادة الأجهزة دون مناقشة.
في سجون السلطة؛ يحرص عناصر الأجهزة على ترهيب وتهديد المعتقل أو ذويه، والإيحاء لهم بأن الحديث للإعلام عما جرى مع ابنهم أو التواصل مع المنظمات الحقوقية يضر بوضعه ويجلب لهم المشاكل، وهذا غير صحيح، لكنه تهديد رخيص يوجّه في الغالب لحديثي التجربة. فكم من حقوق ضاعت وأموال سُرقت وحالات اعتداء تم التكتم عليها، فقط نتيجة الخوف الذي تزرعه الأجهزة في النفوس القابلة لتصديق الأوهام.
في سجون السلطة؛ تتحول جلسات التحقيق مع المعتقلين إلى محاولات تضليل خرقاء وفرصة لتفريغ الأحقاد والأكاذيب ضد المقاومة ورموزها، ويحاول ضباط الأجهزة الأمنية جاهدين إقناع المعتقل بما يمليه قادتهم عليهم من وجبات دجل وافتراء، فهي ضمان استمرار جاهزيتهم لقمع حماس والمقاومة في الضفة.
إنهم باختصار يحاربون المقاومة ويحاصرون إمكانات نهوضها، لكنهم يجعلون حماس عنوان هذه الحرب لكي يبدو للجهلة أو غير المتابعين أن المشكلة سياسية وليست وطنية!
زيارة إدارة مشاكل لا حلها
يوسف رزقة/ فلسطين الان
لا سبب معلن، أو محدد، لزيارة توني بلير لغزة. توني بلير ممثل الرباعية الدولية، وحامل شروطها إلى حماس وغيرها. توني بلير هو اختيار جورج بوش الابن مكافأة له على المشاركة القوية في الحرب على العراق لإسقاط حكم صدام حسين. توني بلير أتهم بالكذب على البرلمان البريطاني، ومن ثمة لم يسمح له البرلمان بإكمال ولايته الأخيرة، فتنازل عن رئاسة الوزراء، وانسحب من الحياة السياسية البريطانية، ولكنه لم يغادر خدمة المشروع الصهيوني من خلال الرباعية الدولية، ومن ثمة فهو لا يحمل ودا للحقوق الفلسطينية المشروعة، وخطاباته تحكي هذا التشخيص السياسي الموضوعي.
توني بلير يزور غزة لا ليساعدها من موقعه على حلّ المشكلات التي تعاني منها ، على مستوى الحصار، أو على مستوى إعادة الإعمار، أو على مستوى المصالحة الداخلية الفلسطينية، أو على مستوى ترسيخ الاستقرار في المنطقة، مع حياة كريمة لغزة، ولو كان قادما لمساعدة غزة في تجاوز مشاكلها لاجتماع مع قيادة المجلس التشريعي بصفته المؤسسة الوحيدة التي تملك شرعية قانونية في النظام الفلسطيني، غير أنه تجاهل نواب الشعب، كالعادة التي كانت قبل تشكيل حكومة التوافق.
توني يزور غزة لأنه يشعر أن الاستقرار مهدد بالانفجار أو بحرب جديدة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال والعدوان. ومؤشرات عدم الاستقرا يمكن قرأتها بشكل لافت للنظر في شكوى اسرائيل لمجلس الأمن متهمة حماس بالاستعداد لحرب جديدة؟!، ويمكن قرأتها في دعوات ليبرمان وجالنيت لشن حرب جديدة بعد مارس على غزة؟! ، ويمكن قراءتها في خطابات حماس التي تتحدث عن نفاذ الصبر على الحصار وتخلف الإعمار، ويمكن قراءتها أيضا في الصحف العبرية، ودراسات مراكز الأبحاث المتخصصة التي تحذر من حشر غزة وحماس في الزاوية، وجعل ظهرهما للحائط.
توني بلير جاء إلى غزة ليقوم بعمل تقييم ذاتي لكل هذه المؤشرات، وتقديم تقرير شخصي إلى الرباعية الدولية، قبل أي ضغط يمكن أن تتخذه الرباعية على اسرائيل من ناحية، ومحمود عباس من ناحية ثانية، باعتبار أن المجتمع الدولي لا يريد حربا جديدة في غزة، في ظل حرب التحالف الدولي في العراق والشام، وفي ظل النار التي تزداد اشتعالا في ليبيا، واليمن، حتى ولو كانت الرباعية من أهم المطالبين بنزع سلاح غزة؟!.
لست واثقا من عدالة توني بلير، ولا من دقة تقريره، كما أني لست واثقا من موضوعيته وحياديته في معالجة حالة الصراع بشكل عام ، وحالة المعاناة التي سببها الاحتلال والحصار والحرب لغزة وسكانها، ووما يؤيد حدسي وسوء ظني به : أنه عاد في تصريحاته الأخيرة إلى اسطوانته المشروخة التي تتضمن شروط الرباعية مطالبا حماس بالالتزام بها، متحدثا حديث مجاملة لا حديث قرار ومسئول عن رواتب الموظفين، وعن ادخال مواد الإعمار.
باختصار توني بلير يزور غزة لتحسين إدارة مشاكل غزة من خلال الرباعية لا لإيجاد حلول جيدة وجذرية لمشاكل غزة، من خلال ثقل الرباعية الدولية في القرارات الى تخص غزة ومشاكل سكانها.
طوني بلير مبعوث البطالة المقنعة
مصطفى اللداوي/المركز الفلسطيني للاعلام
من حقنا أن نسأل عن جهود طوني بلير مبعوث الرباعية الدولية إلى منطقة الشرق الأوسط، ماذا قدم وماذا عمل، وما هي الانجازات التي حققها، والجهود التي بذلها، والصعاب التي ذللها، والمشاكل التي حلها، والخدمات التي قام بها، والأموال التي جلبها، والمعونات التي يسرها، والمشاريع التي قام بها، وهل كان قدم خيرٍ على الفلسطينيين فأعانهم، أم كان نذير شؤمٍ حل بهم، وزاد في معاناتهم.
إنه سؤالٌ منطقيٌ ومشروع بعد أن مضى على وجوده في هذا المنصب الرفيع فترةً طويلة، حيث تم اختياره لهذا المنصب الحساس نظراً لخبرته السابقة، ومعرفته الدقيقة بخبايا الصراع، وأسس الحل، وعلاقاته الواسعة مع مختلف الأطراف، الذين تعرف إليهم وارتبط بهم خلال فترة رئاسته للحكومة البريطانية، وكان محل احترامهم وموضع ثقتهم، فيسرت له عملية الانطلاق ومباشرة العمل.
وقد ظن أطراف الرباعية أنه مؤهلٌ وكفوء، ووسيطٌ عادلٌ ونزيه، وخبيرٌ مجرب ومدرب، وأنه بذلك سيكون قادراً على الحل، وتخفيف الاحتقان والتقليل من التوتر، وسيتمكن من وضع تصوراتٍ مناسبة لحلٍ شاملٍ كاملٍ، يرضي الأطراف، ويحقق السلام، ويقيم العدل، ويقود إلى هدوءٍ واستقرار، وفرض له راتبٌ خيالي، يستر به نفسه ويغطي به بطالته، ويؤمن له حياةً رغيدة، ومستقبلاً مكفولاً، ووضعت تحت تصرفه إمكانياتٌ كبيرة، وتسهيلاتٌ كثيرة، وسمي له مساعدون كبار، وموظفون مركزيون، وخبراء مطلعون، وأمنيون متخصصون.
يحق لنا أن نسأل في ظل زيارة بلير الاستعراضية القصيرة إلى قطاع غزة، التي جاءت متأخرة بعد أن درست بعنايةٍ ودقةٍ، وتم التحضير لها جيداً، وحددت الوجوه التي سيراها والأشخاص الذين سيقابلهم، والأماكن التي سيزورها، لئلا تكون هناك صدفةٌ أو لقاءٌ غير منظمٍ ومقصود، فهي ليست زيارة لإضفاء شرعية، أو تطهير صفحة، أو تبرئة جماعة، إنما لها أسبابها الخاصة، وظروفها الاستثنائية، علماً أنها لا تتم بغير الموافقة الإسرائيلية، وربما تكون الحكومة الإسرائيلية طرفاً فيها، ومنظمةً لها، وهي التي أشرفت على تفاصيلها ووضع برنامجها، وتحديد توقيتها وضبط مدتها.
هل قدم بلير شيئاً لغزة وأهلها، ولفلسطين وشعبها، غير أنه شهد ثلاثة حروبٍ إسرائيلية ضروس على غزة، وتابع عبر وسائل الإعلام القصف الإسرائيلي المجنون على القطاع، ورصد الجيش الذي موله وسانده، وساعده وأيده، كيف يجتاح غزة ويدمرها عدة مراتٍ، ويخرب المؤسسات والمرافق التي أشرف الاتحاد الأوروبي وأطراف الرباعية على بنائها وتأسيسها وتشغيلها، وهي التي أنفق عليها عشرات ملايين الدولارات، لتعود بالنفع على سكان القطاع، ولكن جيش العدو جعلها يباباً وخراباً بدباباته وطيرانه الحربي.
فهل تراه يعرف عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم آلة الدمار الإسرائيلية، أم أنه يعرف عدد البيوت المهدمة، وحجم الدمار الذي خلفه العدوان، وأعداد السكان الذين يعيشون في العراء، بعد أن دمر العدوان مساكنهم وبيوتهم، أم أنه يعرف مدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة التي دمرها الطيران الحربي الإسرائيلي، وقتل تلاميذها واللاجئين إليها، والمحتمين تحت علم الأمم المتحدة فيها، أم أنه يعلم أعداد اللاجئين إلى المدارس من اللاجئين الفلسطينيين القدامى، الذين لا يجدون مأوى ولا مسكن، ولا طعام ولا ملبس، أم أنه يعرف عدد الأطفال اليتامى والنساء الأيامى والأرامل والمعوقين والمشوهين والمشردين.
لكنه بالتأكيد يعرف عدد القتلى الإسرائيليين، ويعرف المستوطنات المستهدفة، وعدد الصواريخ التي سقطت على المدن والبلدات الإسرائيلية، والنتائج التي تسببت بها، ويصغي إلى المسؤولين الإسرائيليين وهم يسردون عليه أسماء ضحاياهم، وحجم خسارتهم، والأضرار التي لحقت لهم، ويعرضون عليهم صور الأطفال والمسنين، والمرضى والمصابين وهم على الأسرة في المستشفيات، وهو لا يتردد في زيارتهم، وفي حمل باقة وردٍ إلى كلٍ منهم، متمنياً لهم السلامة والعافية، ومتناسياً أضعافهم على الجانب الفلسطيني، ممن لا يجدون أسرةً ولا مستشفيات، ولا أدويةً ولا علاجاً.
طوني بلير سليل الامبراطورية البريطانية، وابن بريطانيا العظمى التي أسست لنكبة الشعب الفلسطيني، ومهدت السبيل لضياعها وتوطين اليهود فيها، رجلٌ لا يستطيع أن يتخلى عن ماضيه، ولا أن ينسى جرائمه، ولا دوره في استعداء الأمة، والاعتداء على كرامتها وسيادتها، وهو السابق في الإساءة، والمتقدم في الإفساد، والمثخن في القتل، والمتورط في الجريمة، وإن بدا أنه مصلحٌ ومحسنٌ، ووسيطٌ وحكم.
إذ لا ينسى العرب والمسلمون هويته وعقيدته السياسية، وأفكاره العنصرية الفاشية، التي شكلها مع سيده الأول في البيت الأبيض، جورج بوش الأب والأبن، فقد كان هو شيطان المرحلة، وأخطبوط الحقبة، التي خطط لها جيداً، وأحكم نسج خيوطها، وربط أطرافها، وكذب وخدع واحتال، واستخدم عواصم العالم كلها لتنفيذ مخططاته، والوصول إلى غاياته، فجعلها في حلفٍ شيطاني يقوده مع واشنطن، وينسق فيه مع الكيان الصهيوني لما يحقق مصالحهم، ويضر بالمصالح العربية والإسلامية.
طوني بلير جزء من المشكلة، وليس جزءاً من الحل، إنه سببٌ في الأزمة وعاملٌ فيها، ومفجرٌ أو مسعرٌ لها، وشاهدٌ ودليلٌ عليها، وليس وسيطاً للحل، ولا ساعياً للمساعدة، ولا صادقاً في الوساطة، وهو أقرب إلى العدو دائماً، وأدعى لفهمه والتعاون معه، وتبرير مواقفه وتسويق سياسته، ويدعو إلى مساعدته وعدم مقاطعته، ويحذر من الضغط عليه أو حشره وإكراهه.
وهو أبعد ما يكون عن الفلسطينيين ومصالحهم، إذ لا يهمه أمرهم، ولا يعنيه شأنهم، ولا يقلق على مصالحهم، ولا يخاف على حياتهم، ولا يغضب من أجلهم، ولا يهدد باسمهم، ولا يتوعد انتقاماً لهم، وهو يصدق الرواية الإسرائيلية ويكذب الحكاية الفلسطينية، ويفهم رفض الحكومة الإسرائيلية قيام دولةٍ فلسطينية، ويرى أنها ستكون خطراً عليهم، ويستنكر على الفلسطينيين استعجالهم وسعيهم لإعلان الدولة، وفرض السيادة، ويرى أنهم يسيئون إلى أنفسهم وقضيتهم، ويخسرون حلفاءهم والمؤيدين لهم، وينصحهم بالصبر والتريث، ثم بالقبول بما تمنحهم إياه الحكومة الإسرائيلية، كونه أفضل ما يمكن، وغاية ما يستطيع الفلسطينيون تحقيقه، فلا تنتظروا من عاجزٍ حلاً، ولا تتوقعوا من متآمرٍ فرجاً، ولا من غرابٍ بشرى، ولا تأملوا من شريكٍ في الجريمة عدلاً وانصافاً، فلا مرحباً به ولا سهلاً.