1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 24/02/2015
الطيران المصري يقصف سكان غزة!
فايز أبو شماله/ الرأي
الطيران المصري يقصف غزة، هذا العنوان المرعب لا يمكن أن يتصدر نشرات الأخبار بأي حال من الأحوال، وذلك لأن مضمونه يعكس خللاً استراتيجياً في الوعي الإنساني، ويؤكد أن هنالك ورماً سرطانياً يهودياً يشوه خلايا الدم العربي، واستعصى على العلاج، وهو يرى خلايا الدم الواحد تنقض على بعضها تفتك وتهدم، وهذه إحدى علامات الساعة.
المواطن المصري البريء الطاهر المنتمي لدينه وعروبته لن يصدق هذا الخبر، وسيتشكك في مصداقيته، وسيسأل نفسه من الفجر حتى الغسق، لماذا يقصف الطيران المصري سكان غزة؟ وماذا سيقصف في مخيمات غزة؟ وهل أبقى الطيران الإسرائيلي مكاناً في غزة لم يقصفه، كي تأتي الطائرات المصرية لتجهز عليه؟ أم أن الطائرات المصرية ستقوم بقصف الأهداف ذاتها التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية؟
إن فكرة قصف الطيران المصري لسكان غزة هي فكرة سخيفة، ولا يطبل لها ويزمر إلا مجنون، ولا يصدقها إلا مخبول، ولا يضحك لها إلا منكود، ولا يشجع عليها إلا من امتلأت جيوبه من أموال اليهود، إن فكرة قصف الطيران المصري لغزة لا تدخل من خرم إبرة الواقع الذي لا يسمح لجيش مصر بأن يكون شريكاً للجيش الصهيوني، أو معاوناً له، أو تابعاً له، فالشعب المصري المتسامح لا يقبل أن ينسق طيران بلاده مساراته مع طيران العدو الإسرائيلي، وهذا ما لا يرضاه الجيش المصري لنفسه.
أؤكد لكم أن الطيران المصري لن يقصف غزة، وكل وسائل الإعلام التي تروج لهذه الأخبار قد فقدت مصداقيتها، وذلك لأن قصف غزة لن يدمر المقاومة، والطيران المصري لن يكون أكثر وحشية وبطشا وعنفا ًمن الطيران الإسرائيلي الذي فشل في اخضاع المقاومة، وما عجزت عنه تحقيقه القوة الإسرائيلية الغاصبة لن تحققه القوة المصرية الشقيقة.
إن قصف سكان غزة لن يكسب الجيش المصري أي مجد أو نصر أو لحظة فرح بإنجاز مهمة قتالية، يتفاخر معها أي قائد عسكري مصري أمام زوجته وابنته وجيرانه، وسيظل قصف سكان غزة اللعنة تطارد من يرتكبها كل العمر، إنها العار، وهذا ما لا يقبله الجيش المصري على تاريخه العريق في ملاقاة جيش الصهاينة.
أما غزة المصلوبة على النخوة العربية، والمتهدجة ليلاً على أسلاك الحرية، فإنها تقول: شلت يميني لو رفعت سلاحاً في وجه جيش مصر، وتكسرت همتي لو أبدت عزيمتها ضد جيش العرب، إن غزة المصلوبة على وجع المواجهة مع العدو الإسرائيلي تعشق مصر، ولا يفكر مقاوم فلسطيني أن يلتقي في الميدان مع أخيه وابن عمه الجندي المصري، إذ كيف يجرؤ الأخ على قتل أخيه؟ وهل يقدر الابن على طعن أبيه، وكيف يهون على الأم أن تدمر قدرة أولادها.
أما الإعلام المشبوه الذي يحرض على غزة، ويبشر المصريين بقدره جيشهم على قصف سكانها، وتدمير بعض الأبراج على رؤوس أصحابها، هذا الإعلام لا يخيف غزة بمقدار ما يهين الشعب المصري، ويستخف بقدرات جيشه، ويطعن تاريخ مصر في الظهر، لأنه لا يرى بالجيش المصري إلا مجموعة من المرتزقة، وقاطعي الطرق الذي يأتمرون بأمر المخابرات الإسرائيلية، والمكلفين من وزير الحرب الصهيوني لاستكمال المهمة التي عجز عن تحقيقيها في غزة، هذا الإعلام المشبوه لما يزل يجهل أن مصر أكبر من التهريج الإعلامي، وأن حذاء الجيش المصري أطهر من ألسنة بعض الإعلاميين الساقطين في فخ المخابرات إسرائيلية.
( لخبطة) على كيفك ؟!
يوسف رزقة/ فلسطين الآن
عندما يحتار المرء في قضية ما يقول لمن حوله من الناس بلغة دارجة ( والله أنا متخلبط. والله الأمر بخلبط؟!). ومن هذه القضايا قضية السياسات العربية الداخلية، والعلاقات البينية بين أنظمة الحكم. ولنأخذ نموذجا من هذه السياسات العلاقة السعودية بمصر في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
قرأت فيما كتبت الصحف أنه ثمة تباين واسع بين الموقف السعودي مثلا، وبين موقف النظام المصري في القضايا العربية المختلفة. تقول هذه المصادر أن السعودية تؤيد الثورة السورية ضد بشار الأسد، ولا تراه جزءا من الحل البتة، بينما يراه النظام في مصر جزءا من الحل، ولا تقدم مصر أدنى تأييد للثورة السورية؟!
ثم تقول: العلاقة بين السعودية وروسيا علاقة متوترة أو مضطربة، وروسيا تتهم السعودية بأنها تقف خلف تدهور أسعار البترول، وتراجعها إلى نصف القيمة، وأنها لا تريد تخفيض إنتاجها حتى ترتفع الأسعار، وتقول روسيا إن السعودية تعمل هذا بالتوافق مع أميركا لضرب الموازنة الروسية. لذا اتخذت روسيا قرار ( بلفيتو) على مشروع دول مجلس التعاون الخليجي في مجلس الأمن، لإخضاع الحوثيين لعقوبات أممية تحت الفصل السابع. بينما العلاقة متينة بين النظام المصري وروسيا، وقد زار بوتين مصر مؤخراً، وأبدى تأييدا كبيرا لنظام الحكم فيها، وفي هذا تداعيات غير مريحة للسعودية؟!
وتقول المصادر: إن السعودية على خصومة مع إيران، وأنها استهدفت موازنة إيران أيضا بالعمل على تخفيض أسعار النفط، وقد صرح الإيرانيون بذلك. بينما علاقة النظام المصري جيدة بإيران، ويستشهدون على ذلك بشاهد من الساحة اليمنية، حيث تقول المصادر : بينما سحبت دول الخليج سفرائها من اليمن مع استيلاء الحوثيين على العاصمة، أرسلت مصر سفيرا جديدا إلى اليمن، وبينما يثني الحوثي على الموقف المصري، يذم الموقف السعودي.
ثم تقول المصادر : حين تدفع أميركا مليار دولار سنويا لأي من بلدان العالم، فإن الكونجرس والإدارة الأمريكية لا يدفعون هذا المبلغ إلا لنظام يتفق معهم في السياسة، والرؤية، والموقف. فكيف تدفع السعودية أكثر من سبعة مليارات دولار في سنة واحدة لنظام يختلف معها في السياسة، والرؤية ، والموقف، وفي قضايا حساسة وذات مغزى؟!
عندما قرأت هذا كما قرأه غيري في مصادره ومظانه، ضربت كفا بكف، وقلت والله الأمور في هذا العام باتت ( ملخبطة)، وبات أهل السياسة والمحللون أكثر( لخبطة). وقد كتبت قبل يومين مقالا بعنوان ( واقع ليس له قياس)، وكنت أتكلم فيه عن الواقع العربي في هذا العام، والعامين السابقين، لأن السياسة العربية العربية من فصيلة ما لا يفهم، بينما السياسة العربية الإسرائيلية من فصيلة ما يسهل فهمه؟! . والحمد لله رب العالمين فنحن أعني العرب من ينشدون ويغنون : أمة عربية واحدة؟!
حتى دعايتهم على حسابنا
خالد معالي/ المركز الفلسطيني للإعلام
تموج دولة الاحتلال هذه الأيام بحمى الدعاية الانتخابية "للكنيست"؛ والتي يدور محورها ونقطة الارتكاز فيها على الاستيطان، مثل مستوطنة "اريئيل" التي يوجد بها جامعة ومنطقة صناعية آخذة في الاتساع، ومعترف فيها كمدينة من قبل حكومة"نتنياهو".
الدعاية الانتخابية داخل دولة الاحتلال لا يوجد فيها طرح إعطاء الفلسطينيين حقوقهم؛ ولا برامج سياسية لدعم العملية السلمية، ونشر الأمان والسلام، ولا تحسين أوضاع المنطقة؛ بل المزيد من توتير وإشعال المنطقة، واستفزاز الفلسطينيين، وحجز أموالهم، ويجري المزايدة على من سيعمل أكثر على قتل وطرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم .
دعاية الانتخابات في دولة الاحتلال ليست كدعاية الانتخابات في الدول العربية؛ فالبرنامج الانتخابي يجري تطبيقه وليس لمجرد الضحك على جمهور الناخبين لشراء وسرقة أصواتهم؛ فعندما يقول ليبرمان أن مستوطنة "اريئيل" ل "اسرائيل" وأم الفحم للفلسطينيين؛ فهو ما سيقوم بفعله لاحقا في حالة نجاحه؛ وتشير التوقعات لفوز قادم له بعد الانتخابات.
الدعاية الانتخابية "للكنيست" هي على حساب الفلسطينيين، فالاستيطان أصابته حمى جعلت جميع مستوطنات الضفة الغربية في حالة توسع لا يتوقف وعلى مدار الساعة؛ وعلى مرأى ومسمع من العالم جميعا.
لن يخف الضغط على الفلسطينيين؛ لا قبل ولا بعد انتخابات الاحتلال؛ فخطط وأفكار وبرامج الأحزاب الرئيسية في دولة الاحتلال كلها متشابهة بشكل كبير، وتنهج نهجا خطيرا نحو طرد وتهجير الفلسطينيين، والتطرف وإشعال المنطقة والحروب الأهلية وتغذيتها.
ملامح الدعاية الانتخابية توضح لنا أن الناخب "الإسرائيلي" يريد المزيد من تغول الاستيطان، وضم أجزاء من الضفة، ووئد حلم الدولة الفلسطينية، وتسليم دفة القيادة للأكثر عداء وكراهية وغطرسة وحقدا على الفلسطينيين والعرب، ومن هو الأكثر مكرا وتخريبا؛ والإبقاء على حصار غزة ودعم من يدعمه من العرب.
سترسخ نتائج الانتخابات البرلمانية في دولة الاحتلال؛ فكرة تدهور الأمور نحو الأسوأ، وفي مختلف المستويات خاصة الفلسطينية منها؛ كون الحالة الفلسطينية تتأثر بشكل مباشر وسريع بما يجري في دولة الاحتلال، لأنها الحلقة الأضعف؛ ولو كانت الحالة الفلسطينية قوية؛ لخف وقل تأثير ما يجري فيها على الحالة الفلسطينية .
مخطأ من يظن أو ظن يوما أن للثعلب دينا؛ ومخطئ من يظن أن نتائج الانتخابات في دولة الانتخابات مهما كانت ستصب في صالح الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة؛ وذلك يعود لسبب بسيط هو إن الضعيف لا يحترمه أحد؛ حتى لو كان صاحب حق، وواضح وضوح الشمس؛ و"نتنياهو" قالها بصراحة أن لا مكان للضعفاء في هذا العالم .
انتخابات دولة الاحتلال لن تأتي بجديد بالنسبة لنا كفلسطينيين٬ لان هناك خطوط عريضة لا يمكن الخروج عنها من قبل أي جهة حاكمة لدولة الاحتلال٬ ولكن بالمقابل يمكن أن يكون هناك تغيير في بعض الوسائل في التعامل مع القضية الفلسطينية٬ لا تغني ولا تسمن من جوع، ولذر الرماد في العيون.
من الخطأ الفادح فلسطينيا؛ التعويل على انتخابات الاحتلال؛ وبالتالي على قيادات الشعب الفلسطيني أن تعيد دراسة خياراتها من جديد، وان تفعل مصادر القوة لدى قوى الشعب المختلفة –ما أكثرها إن أجادو تفعيلها- لمواجهة مرحلة التغول والتطرف القادمة في دولة الاحتلال؛ وهذا يعني بالضرورة وقف كل ما من شأنه إضعاف الحالة الفلسطينية.
في كل الأحوال؛ فان قادة الاحتلال أيا كانوا؛ يحملون من أفكار وبرامج – تشابهت قلوبهم- لن يرحموا الشعب الفلسطيني، ولن يعطفوا عليه، ولن يمنوا عليه بدولة مستقلة، ولن يعطوا شيئا؛ بالمجان، وبدون ثمن. وما لم يملك الشعب الفلسطيني زمام أمره، وأوراق ضغط حقيقية وقوة ضاغطة، فلن ينالوا شيئا، وستبقى جهودهم تضيع هباء منثورا.
ضع همك في القدس ينجلِ
ديمة طهبوب- فلسطين الان
دون أن تكون أسيرا لنظرية المؤامرة ستعلم باستقراء التاريخ ومتابعة تطورات الحاضر ان كل ما يموج بالأمة من مخاضات مزلزلة سيكون انعكاسه سلبا او إيجابا في فلسطين وفي القدس تحديدا وعند المسجد الأقصى خصوصا، حيث تتجمع وتصب جهود الأعداء والمحتلين ولا تغيب عنه مهما كانت سخونة الجبهات والملفات، وحيث تتفرق جهودنا وتتشتت وحدتنا ودويلاتنا الى مزق لا تقدم ولا تغير في ميزان القوى ولا في رسم السياسات!!
من الطبيعي بل ومن الولاء ان تشغلنا هموم بلادنا وتستهلك قوانا في محاولة إصلاحها ونهضتها، ولكن من غير المقبول ان تغيب البوصلة والرؤية الأوسع والخطة الاستراتيجية؛ فنكون كمن يتحرك في مكانه بجهد ضائع ومحصلة صفرية.
إن العمل للقدس لا يجب ان يغيب عن العرب والمسلمين مهما كانت الظروف، بل يجب ان يكون الثابت الوحيد ضمن كل المتغيرات، فكما ان الدول الكبرى تضع سياساتها بأولوية حماية وأمن «اسرائيل» فعلى الشعوب، ان كان الأمل مفقودا في الحكومات والانظمة، الا تغفل عن المشروع الكبير الاسلامي والوحدوي في تحرير القدس والمقدسات، بل وتنظر الى قوة الدول القطرية كرصيد في مخزون التحرير.
لم يغب عن رسول الله صل الله عليه وسلم برغم هموم نشر الدعوة واقامة الدولة الامتداد الديني والشرعي لدولة المدينة ومكة في القدس؛ فذهب بنفسه فاتحا وشجع المسلمين وارسى دعائم القدسية في القرآن والسنة، ومات وهو يمهد لفتح الشام، بل كان جلاء همه لما ضاق بتكذيب قريش نظرة من بيت المقدس فقال: لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلّى الله لي بيت المقدس» فكانت القدس جلاء همه عليه الصلاة والسلام وجلاء بصره وتصديق قوله، ونحن الان تعصف بنا أمراض النفس والقلب وبين أيدينا دواء نبوي موصوف لجلاء الغم والحزن ببذل شيئا من الجهد والهمة للقدس، وبرهان النتائج حاضر ايضا أمام أعيننا أما نرى إسباغ الهدوء والسكينة وثبات الجنان على المقدسيين المرابطين بقوة الايمان فقط، وما هذا الا من تجليات البركة المعنوية والمادية التي نفتقدها نحن ونحتاجها في كل جزئية من حياتنا.
لقد ضاقت على المسلمين الأرض بما رحبت وكيفما طوفنا وجدنا انتهاكا واستضعافا واستبدادا وبلغت قلوب المظلومين حناجرهم وما من طاقة أمل تستوجب العمل الدؤوب لها؛ اذ بها وعد صدق محقق وضمانة الهية مثل القدس، وما أشبه اليوم بالبارحة فعن شداد بن أوس أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: «مَالَكَ يَا شَدَّادُ؟ « قَالَ : ضَاقتْ بِيَ الدُّنْيَا، فَقَالَ :»لَيْسَ عَلَيْكَ، إِنَّ الشَّامَ يُفْتَحُ، وَيُفْتَحُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، فَتَكُونُ أَنْتَ وَوَلَدُكَ أَئِمَّةً فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، والوعد ليس لشداد منفردا انه لكل الطائفة التي بشر واستبشر الرسول باستمساكها بالحق الى قيام الساعة في بيت المقدس وأكنافه.
ان الإيمان بلا عمل للقدس يسقم النفس والفرد قبل ان تتأثر به الأمة، ان العمل للقدس هو عامل صحة نفسية ورسوخ إيمان وتثبيت حق ولقد صدق الرافعي عندما نصح الشباب فقال» يا شباب العرب! إن كلمة(حقي) لا تحيا في السياسة إلا إذا وضع قائلها حياته فيها.»
لا حياة للروح الا بفكرة ولا حياة للجسد الا بالعمل لها، فضع همك في القدس ينجلِ، وضع همتك للقدس ترتقِ.