1 مرفق
اقلام واراء اسرائيلي 09/03/2015
من أعماق قلبه
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف
المضمون:( يمجد الكاتب مئير دغان، ويهاجم عضو الكنيست ياريف لفين؛بسبب مهاجمة الاخير لدغان،ويقول الكاتب ان لفين لا يتصرف أي شيء من تلقاء نفسه ولكن سيده نتنياهو هو من يامره،وبالتالي يهاجم الكاتب نتنياهو)
مئير دغان لم يمر بتجربة كهذه. في 2001 كانت له جولة سياسية قصيرة في ادارة الانتخابات في حزب الليكود لدى اريئيل شارون. وقد كان رجل الظل وخلفه كان تاريخا أمنيا ليس أعظم منه: منذ ايام وحدة «ريمون» التي صفت الإرهاب في قطاع غزة، حرب الايام الستة، حرب الغفران، لواء 188، اصابة بالغة، وسام الشجاعة، عدد لا يحصى من حروب المواجهة، وبعد ذلك كانت له سنوات بطولية في الموساد. للأسف ليس بالامكان التحدث بالتفصيل عما حدث فيها.
مئير دغان هو واحد من المقاتلين الاكثر شجاعة في تاريخ دولة اسرائيل. هو جنرال احتياط، بطل اسرائيل، جريح من جرحى الجيش الاسرائيلي ورئيس هيئة محاربة الإرهاب. لا يخاف الموت وهذا ما يعرفه المحيطين به في هذه الايام. لم يتحدث في حياته أمام خمسين ألف شخص. نظرت اليه أمس، نحيف، مكفهر اللون، يرتجف وواعي لأهمية هذه الساعة المصيرية. يقف بما تبقى له من قوة أمام الجمهور دامعا ويمسح دموعه وينظف حنجرته المختنقة ويتكلم من أعماق قلبه.
حتى الرصاصة الاخيرة
من يتابع دغان يعرف أنه في مهمة، بموازاة الحرب من اجل الدولة يخوض الحرب من اجل الحياة، احتمالاته ليست مرتفعة في أي معركة من هذه المعارك لكنه سيحارب حتى الرصاصة الاخيرة. اثناء حديثه وصلني رد عضو الكنيست ياريف لفين، رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست. «الثرثرة اللامسؤولة لمئير دغان تسبب ضررا كبيرا للامن وللدولة. فهو يعمل من خلال دوافع سياسية واضحة ومن خلال الكراهية لرئيس الحكومة التي تعميه عن رؤية الواقع… دغان يتجرأ على الاضرار بصورة منهجية بالجهود الاسرائيلية وبأمننا جميعا…»، كتب لفين.
المرة الاخيرة التي التقيت فيها مع لفين كانت في الانتخابات لرئاسة الدولة. كان ذلك بين الجولة الاولى (التي نجح فيها ريفلين وشتريت) والجولة الثانية الحاسمة. تم ارسال لفين حينها في مهمة سرية من سيده نتنياهو. لقد ذهب إلى غرف اعضاء الكنيست ليهدوت هتوراة من اجل محاولة اقناعهم في اللحظة الاخيرة للتصويت لشتريت، وضد مرشح حزبه، رجل ارض اسرائيل والليكود رؤوبين ريفلين. لماذا؟ لأنهم في عائلة نتنياهو لا يحتملون ريفلين. لفين في حينه حاول بلغة لطيفة نفي هذا النبأ لكنه عرف أنه صحيحا. لسذاجتي اعتقدت أن لفين سيرفض في المرة القادمة مهمات هابطة كهذه، حتى لو كان المرسل هو نتنياهو، وقد كنت مخطئا. لفين الذي أمضى خدمته العسكرية كقائد في معهد اللغة العربية في وحدة 8200، حسب «ويكيبيديا»، لا يستطيع الاقتراب مما قدمه مئير دغان لأمن الدولة حتى لو عاش ألفي سنة متواصلة. لكنه تلقى أمرا وانقض على رجل مثل دغان الذي يفوق السبعين سنة، وكل من يعرفه يدرك أنه ليست لديه أي طموحات سياسية وأي اعتبار غريب. الامر الوحيد الوحيد لدغان ليخسره هو الدولة التي هو واصدقاءه بنوها بدمائهم وأجسادهم.
قُل لي يا عضو الكنيست لفين: لماذا «يكرهون» إلى هذه الدرجة رئيس الحكومة؟ تقريبا كل من كان قريبا منه في الغرف وفي الجلسات السرية. عند جميعهم نفس الرأي. حاولتم تشويه ديسكن مع تعيينه أو تعيينه رئيسا للموساد. كذب فظ. حاولتم تشويه اشكنازي بواسطة مندوبي وسائل الإعلام والسلطات الاخرى. بالمناسبة، رأي من يتسلمون هذه المناصب اليوم لا يختلف كثيرا عن رأي أسلافهم. لم نتحدث بعد عن يادلين. من الجيد أنه الآن في الحياة السياسية. وهناك قائمة طويلة تضم اولئك الذين خدموا ضد رغبتهم تحت مسؤولية نتنياهو في الولاية الاولى (امنون لبكين شاحك)، لماذا في نهاية المطاف يصل كل هؤلاء الاشخاص من اليسار واليمين والوسط إلى نفس الفهم فيما يتعلق بالطريقة التي يقودنا فيها رئيس الحكومة نتنياهو. على الأقل لم يحاولوا أن يجعلوا من مئير دغان يساريا يكره اسرائيل. حتى مناورات ياريف لفين يجب أن نجد لها حدود. هكذا اعتقدت. عندها وصلني رد الليكود. نعم تخمينكم صحيح أن مئير دغان يساري.
مطلوب زعيم يقول الحقيقة
في يوم الجمعة الماضي نشرت «يديعوت احرونوت» (ناحوم برنياع) وثيقة تنازلات نتنياهو في المسار السري للمفاوضات مع الفلسطينيين. كان رد نتنياهو على هذا النشر هو الرد الثابت: «موني موزيس!». هكذا تسير الامور، إما أن يكون موني موزيس أو مني نفتالي أو كلاهما أو أن المسؤول هو «اليسار».
ما العمل؟ من يصدر «يديعوت» هو في الحقيقة موزيس، لكن الوثيقة حقيقية والنبأ صحيح. هذا المسار السري كشف منذ فترة من أمير تيفون في «واللاه». التفاصيل معروفة لصحافيين كثيرين (وأنا منهم)، وعدد منهم اطلعوا على جزء منها. الآن الامريكيون أعطوا لبرنياع الشيء الحقيقي، وهو قام بما وجب عليه القيام به، «نشره».
من الجهة الاخرى، توجد لنتنياهو قضية هنا. من وجهة نظره الضيقة فهو لم يتنازل عن شيء. ومن اجل فهم ذلك يجب علينا فهم نتنياهو. هو موجود هنا من اجل اضاعة الوقت وخداع الجميع وليقاتل وليوافق وبعد ذلك يعتذر، وليرسل مبعوثين تكون مهمتهم تمديد المفاوضات حتى الثانية الاخيرة وعندها يختفي أو يتراجع أو يختلق شيء ما. هكذا وقع في حينه على اتفاق «واي» وحينئذ عاد إلى البلاد وقام بتفجيره. هكذا أجرى المفاوضات حول اعادة الجولان مع الاسد الأب والابن. في الحالتين (اسألوا رون لاودر) وافق على الانسحاب من الجولان، وفي الحالتين تراجع. هكذا ايضا أرسل الرئيس بيرس للتفاوض مع أبو مازن، وتم تزويد بيرس بنفس الموافقات، وحينها قبل لحظة من التوقيع مع أبو مازن في عمان، تراجع بيبي، وهكذا فعل هذه المرة ايضا.
هذه هو دوره، ببساطة يكذب عليهم، يأخذهم في نزهة حتى البئر وحينها يختفي. المشكلة هي أنه يمكن خداع عدد من الناس لبعض الوقت لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس طوال الوقت. ليس هناك في العالم شخص يثق بكلمة واحدة لنتنياهو، هذه هي المشكلة الأصعب بالنسبة الينا. سمعنا ذلك بصورة واضحة في المحادثة المسجلة المعروفة بين ساركوزي (الصديق الحقيقي لاسرائيل) وبين اوباما. نحن نسمع ذلك تقريبا بطريقة غير مباشرة من كل زعيم في العالم. خط الاعتماد لنتنياهو انهار، شيكاته أصبحت بلا رصيد بحيث أعلن عن حسابه أنه محدود. من اجل إسماع كلماته للشعب الامريكي كان عليه سلوك طريق التفافي إلى الكونغرس وأن يتشاجر مع البيت الابيض بطريقة لم يسبق لها مثيل وأن يستغل ما تبقى له من اعتماد من اجل أن يعود إلى البيت وقد حظي بتصفيق كبير لكن بدون نتيجة حقيقية.
اسرائيل والعالم يحتاجون إلى زعيم يقول الحقيقة، أن يقرر ما هو على استعداد لتنفيذه ويقوم بتنفيذه، وأن يبلور موقفا حول الطريق الذي سيسير فيه ويسير، واذا كان غير مستعد فليقل ذلك. هناك ألف طريقة لخلق اعتماد عالمي بدون اعادة المناطق. يمكن نقل عبء الاثبات إلى الطرف الآخر، كما فعل اولمرت. يمكن تجميد البناء خلف الجدار في المستوطنات المعزولة. يمكن التفكير خارج الصندوق. يمكن القول «نعم، ولكن» للمبادرة العربية. الامر الوحيد الذي لا يمكن الاستمرار فيه هو الكذب، ونتنياهو يتمسك بذلك. لماذا؟ لأن مهمته الحقيقية هي البقاء رئيسا للحكومة وتمكين السيدة نتنياهو من الاستمرار في اعادة القناني بارتياح. لو لم يكن يفكر بنفسه لكان قد هاجم البنية التحتية للمنشآت النووية الإيرانية بدلا من القاء الخطابات حولها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وثيقة مسربة
التسريب كما يبدو هو «انتقام» أمريكي في أعقاب خطاب نتنياهو في الكونغرس
بقلم:دودي كسبي وآخرين،عن اسرائيل اليوم
المضمون:(يحاول الكاتب تفنيد ما نشرته صحيفة يديعوت احرونوت، والتي اسمتها بوثيقة التنازلات، ويفند الكاتب صحة هذه الوثيقة من خلال اقتباس مقابلة مع دنيس روس المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط والتي قال فيها ان هذه افكار امريكية طرحت ولم يوافق عليها الطرفان)
دنيس روس، الرجل الذي صاغ وثيقة التنازلات المزعومة، كما نشر في «يديعوت احرونوت»، قال أمس لـ «اسرائيل اليوم»: «نتنياهو لم يوافق على حدود 1967 وتقسيم القدس وحق العودة».
حسب اقوال روس، الدبلوماسي الذي أدار الاتصالات مع المحامي مولخو والمفاوض الفلسطيني، «الهدف كان عصف ذهني، هدفه ايجاد وثيقة امريكية ـ يمكن للطرفين أن يعارضاها»، وأضاف «خلال سنوات مباحثاتنا عرضنا عدد من المسودات قبل وبعد آب 2013، لكن لم تكن هناك أي مسودة في 2013. في كل هذه الحالات، للأسف، لم تنجح الاتصالات».
قبل ذلك هاجم رئيس الحكومة نتنياهو والليكود النشر في «يديعوت». فقد أوضح نتنياهو في نهاية الاسبوع أن النشر كاذب، والامر يتعلق بمحاولة تضليل مقصود، يقف من خلفه محرر «يديعوت»، موني موزيس. في محيط رئيس الحكومة أوضحوا أن الوثيقة المعروضة هي وثيقة تعرض تفاصيل الوقائع التي لم يكن نتنياهو مستعدا للتنازل عنها. لكن في «يديعوت» تم عرض وثيقة تنازلات من نتنياهو.
«هذه كومة من الكلام الفارغ»، قال نتنياهو في لقاء مع رؤساء البلديات ونشطاء الليكود، الذي عقد في يهود. «لم أوافق في أي يوم على تقسيم القدس، لم أوافق على العودة إلى حدود 1967، لم أوافق على الاعتراف بحق العودة، لم أوافق على التنازل عن التواجد في غور الاردن».
مكتب رئيس الحكومة تطرق للموضوع بصورة رسمية وقال إن «محادثات مولخو أُجريت بمشاركة امريكية ولم ينتج عنها أي شيء. لقد عملوا على بلورة عرض امريكي لتحريك المفاوضات بحيث يستطيع كل طرف التحفظ من البنود غير المقبولة عليه. على مدى السنين تم طرح عدد كبير من المسودات ولم تتم الموافقة على أي واحدة منها، وحتى لو كان هناك مسودة امريكية، فقد أوضح رئيس الحكومة أنه سيعارض البنود المعارضة لمواقفه».
الليكود قام بنشر رد باسم رئيس الحكومة قال فيه إن الحديث يدور عن ثرثرة سياسية لبني موزيس و«يديعوت احرونوت» والهدف منها واضح: ايجاد اتهامات كاذبة ضد رئيس الحكومة نتنياهو قبل ايام من الانتخابات لتقليص مقاعد الليكود وبهذا يسيطر اليسار برئاسة تسيبي وبوجي وبدعم القائمة العربية المنتفخة. النشر هو كومة من الكلام الفارغ.
الحديث عن مسودة لعرض امريكي لم يوافق عليه نتنياهو بتاتا. منذ اليوم الاول للمفاوضات أعلن رئيس الحكومة نتنياهو أنه يعارض تقسيم القدس والعودة إلى حدود 1967 وحق العودة، ويتمسك ببقاء اسرائيل في غور الاردن. هذه هي مواقف رئيس الحكومة التي كانت وما زالت حتى الآن. الدليل على ذلك: «خلافا لما نشر وخلافا لمواقف لفني التي أدانت البناء اليهودي في القدس ـ اثناء المفاوضات وخلال السنوات الستة الاخيرة ـ قامت حكومات نتنياهو بالبناء والتخطيط والمصادقة على آلاف الوحدات السكنية الجديدة في القدس وفي غور الاردن ويهودا والسامرة».
الهدف… المس بالليكود
وقد قيل ايضا إن «نوني موزيس يستطيع التلويح بكل المسودات الامريكية التي لم يتمخض عنها أي شيء، لكن الوقائع على الارض قاطعة: خلال السنوات الست لرئيس الحكومة نتنياهو فقد صمد أمام الضغوط الدولية، لم يتنازل عن سنتيمتر، حافظ على القدس موحدة، قام ببناء آلاف الوحدات السكنية وحافظ على الأمن والاستيطان.
اذا كان كنتيجة لمنشورات مشوهة ومقصودة، سوف لا يكون الليكود كبيرا بما يكفي ويحصل حزب العمل على مقاعد أكثر، ويتم تشكيل حكومة تنازلات وانسحابات يسارية برئاسة تسيبي وبوجي وبدعم القائمة العربية المشتركة، فذلك سيكون الخطر الحقيقي».
انتقام امريكي؟
قالت اوساط في الليكود أمس إن تسريب الوثيقة كما يبدو هو «انتقام» امريكي في اعقاب خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس. احتمال آخر تم طرحه هو أن الامر يتعلق بمحيط تسيبي لفني التي لها مصلحة في كشف التفاصيل.
في محيط رئيس الحكومة لفتوا الانتباه إلى الامور التي ذكرها في نهاية الاسبوع في «صوت الجيش»، الوزير السابق في السلطة الفلسطينية أشرف العجرمي ووفقا لها فانه «في الجولة الاخيرة من المفاوضات فقد وضع نتنياهو شروطا لاستمرار العملية السياسية ـ عدم العودة إلى حدود 1967، عدم التفاوض على شرقي القدس أو القدس بشكل عام، ليس هناك انسحاب اسرائيل من غور الاردن، ليس هناك اخلاء لاغلبية المستوطنات، وهذا ايضا يرتبط بالكتل الاستيطانية التي تحدثوا عنها طول الوقت. في الحقيقة، في ظل هذه الشروط ايضا لا توجد عودة لأي لاجيء فلسطيني إلى اسرائيل. هذه هي الشروط التي لن تُمكن من حدوث أي تقدم في المفاوضات، ولهذا فانني لا أصدق أن ما نشر في «يديعوت» قد حدث.
وزير الدفاع موشيه يعلون تطرق إلى المفاوضات مع الفلسطينيين كما نشرت في «يديعوت» وقال: «لقد علمت عن المفاوضات وأعرف التفاصيل، كانت تلك هي احدى المسودات التي رفضت من الفلسطينيين ومنا. النشر في «يديعوت» كان احتكاريا، مهم معرفة هدف النشر ولماذا تم النشر الآن بالذات. لقد كانت هناك 6 ـ 7 مسودات امريكية في السنوات الاخيرة. لا نقول عبثا إن أبو مازن ليس شريكا في المفاوضات، لكنه شريك في الاعطاء فقط، فهو ليس مستعدا لقبول أي سيادة لنا في دولة اسرائيل، ولست متأكدا أنه سيقبل انهاء الصراع». عند تناوله اقوال نفتالي بينيت في اعقاب نشر الوثيقة في «يديعوت» قال يعلون: «في الايام الاخيرة أرى أن البيت اليهودي يحاول أن يهاجم الليكود، هم يعتقدون أنهم بهذا ربما يحصلون على اصوات من الليكود. لو كان الوزير بينيت يعرف عن هذه الوثيقة فلم يكن ليصمت حتى الآن».
يعلون تطرق ايضا لخطاب نتنياهو في الكونغرس وقال: «الامر الاساس لعدم الاستقرار في الشرق الاوسط هو النظام الإيراني. هذه هي المشكلة. الحل ليس كما يطرحه الآخرون. من الواضح أن التهديد الإيراني هو رقم 1 بالنسبة للعالم الغربي. أردنا تمرير ذلك بهدوء، لكن للأسف وجدنا أنفسنا في مواجهة، ولولا ذلك لما كانوا سيفرضون العقوبات على إيران. العالم الغربي يُضلل من قبل الإيرانيين. في نهاية المفاوضات سيسمحون لهم بالاحتفاظ بقدرات اساسية فيما يتعلق بالسلاح النووي. لهذا كان من واجب رئيس الحكومة أن يصل إلى الكونغرس. سيتم اختبار ذلك في الاشهر القريبة ـ هل سيقوم الكونغرس بالعمل».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نصر نتنياهو
معدل نمو السكان اليهود في القدس يشير إلى أن المدينة ستكون بغالبية عربية خلال عشر سنوات
بقلم:شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
المضمون:( يهاجم الكاتب نتنياهو على الانتصارات الوهمية التي حققها خلال حكم 6 سنوات،ويقول ان نتنياهو وللذر الرماد في العيون قال في عام 2009 انه يدعم حل الدولتين لشعبين، كما هاجم الكاتب تنامي المستوطنات في عهد نتنياهو)
لقد حقق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في حكومتيه الاخيرتين نصرين كبيرين في الصراع للحصول على تأييد الرأي العام الاسرائيلي والمجتمع الدولي. نصرين كاذبين لا يعتمدان على اية حقائق، وتدفع اسرائيل مقابلهما ثمنا باهظا.
الاول تم تحقيقه في خطاب بار ايلان، الذي القاه في شهر حزيران من العام 2009، مع عودته لرئاسة الحكومة. في هذا الخطاب خلق انطباع ان هذا الرجل يدعم حل الدولتين لشعبين. وتقريبا اختار الجميع ان يتجاهلوا ان قلب نتنياهو اسير للايمان، ان دولة منظمة التحرير التي ستمتد على بعد 15 كيلو متر من شواطئ تل ابيب، سوف تشكل تهديدا وجوديا لدولة اسرائيل، (كما كتب في كتابه «مكان تحت الشمس»).ان جزء من الجمهور هنا، وجميع زعماء العالم تجادلوا عن هذا الوهم الذي خلقه نتنياهو، وكذلك الضرر القاسي بصورة اسرائيل في كل ما يتعلق لحقيقة نيتها تنفيذ هذا، الذي لم يتحقق بعد.
النصر الثاني هو تقريبا نصر مؤزر، وللتأكيد مؤزر جدا. معظم الجمهور الاسرائيلي والمجتمع الدولي يتمسكون بفكرة تستند على حقيقة ان المستوطنات في الضفة الغربية قد تعمقت في عهد نتنياهو جدا وان الانفصال لدولتين تقريبا اصبح غير ممكن.
تظهر بيانات مكتب الاحصاء المركزي، انه في سنوات ولاية نتنياهو 2009-2013، تنامى عدد الاسرائيليين في الضفة (بدون القدس) بمعدل وسطي وصل إلى 5 بالمئة ـ اي 69 الف شخص خلال خمس سنوات. وهذه النسبة هي اكبر وربما ضعف المعدل داخل الخط الاخضر، كما ان 75 بالمئة من السكان اختاروا ان يقيموا في التجمعات الاستيطانية، بالضبط فإن النسبة التي وجدت هنا في السنوات التي سبقت ولاية نتنياهو (في نهاية العام 2013 سكن في التجمعات 285,214 شخص من بين 354,308 في جميع المستوطنات).
خلال عملية انابوليس في العام 2008، اقترح ايهود اولمرت ان تضم هذه التجمعات لاسرائيل في إطار اتفاق لتبادل الاراضي (التي لا تزيد مساحتها عن 5 بالمئة من مساحة الضفة). اذا اضفنا اليها الاحياء اليهودية في القدس ـ التي تبلغ مساحتها تقارب 1 بالمئة من مساحة الضفة ويسكن فيها حوالي 200 الف يهودي ـ اي انه مع تبادل مناطق بمساحة 6 بالمئة ستحافظ اسرائيل على سيادتها (وبيوتهم) لـ 35 من بين 40 اسرائيلي ممن يسكنون خارج الخط الاخضر. هذه المعطيات تدلل، انه على الرغم من استثمار عشرات المليارات في الجهود لتوسيع الوجود اليهودي في المناطق خارج التجمعات الاستيطانية، فإن الفلسطينيين سيتحتفظون ب 94 بالمئة من مساحة الضفة. وفي هذه المناطق، فإنه سيعيش إلى جانب كل يهودي 26 فلسطينيا، الذين يملكون جميع الاراضي الخاصة المحيطة.
معطيات إضافية اخرى كشفت عن حقيقة هامة وغير معروفة. فعلى عكس جهود نفتالي بينت والبيت اليهودي لإثبات ان لهم شركاء علمانيين كثيرون في المستوطنات، فإن عدد العلمانيين في اوساط الملتحقين في المستوطنات خلال السنوات الخمس هذه هو تافه. وان اغلب السكان في المستوطنات هم من المتدينين ـ 45 بالمئة من الملتحقين ـ جميعهم في الميدينتين المتدينتين الكبرى : موديعين عيليت وبيتار عيليت، التي نمت خلال تلك السنوات بحوالي 39 بالمئة. تدفق المتدينين لهذه المدن ينبع من الضائقة السكنية في القدس وفي بني براك، والتي جعلت منهم حسب اقوالهم «مستوطنين رغما عنهم». ومقابل ذلك فإن المدينتين العلمانيتين الاصغر معاليه ادوميم وارئيل (عدد السكان في ارئيل اصغر بـ3.5 مرات من عدد السكان في موديعين عيليت)، نمتا في السنوات الخمس هذه بحوالي 9 بالمئة فقط، بمعدل سنوي هو الاخفض من نسبة الزيادة داخل الخط الاخضر 1.9 بالمئة).
عدد الاسرائيليين الذين التحقوا في المستوطنات من خارج التجمعات الاستيطانية، في هذه السنوات هو قليل ـ 17,795 شخص فقط. ولغرض المقارنة، فهو اصغر من عدد السكان الذين التحقوا في تلك السنوات في موديعين – مكابيم ـ رعوت داخل الخط الاحضر. هذا النمو، معظمه واغلبه، ينسب للتجمعات السكانية المأهولة على ايدي افراد غوش ايمونيم ـ من موظفي الليكود والمقترعين للبيت اليهودي. في العديد من هذه التجمعات تم تسجيل ارتفاع ملموس: في تلمون ازداد عدد السكان بحوالي 29 بالمئة، في ايتمار بحوالي 30 بالمئة، في براخا حوالي 50 بالمئة، في يتسهار حوالي 41 بالمئة، في عطروت حوالي 71 بالمئة، وفي هار جيلو بحوالي 163 بالمئة، ولكن في العديد من هذه المستوطنات لم يطرأ تغيير كبير، وتم في عدد منها تسجيل انخفاض (في كريات اربع، ريمونيم، معاليه عاموس، حجاي، كوخاف هشحور وكرميل).
مستوطنات الاغوار وشمال البحر الميت، التي يكثر نتنياهة ووزراءه من الحديث عنها وعن اهميتها لامن المستوطنات (إدعاء بلا افق)، ووضعت مؤخرا في قائمة الاولويات بتخصيص الموارد لها. الزيادة في عدد الاسرائيليين هناك في السنوات الخمس المذكورة حوالي 216 شخص فقط ـ 3.6 بالمئة ـ وهي اخفض من النسبة الاكبر داخل الخط الاخضر. في حوالي ثلث هذه المستوطنات، جميعهم من العلمانيين.
كما تم تسجيل إنخفاض في عدد السكان (على سبيل المثال في آلموج، ارجمان، تومار، ناعمي وغيرها) والرقم القياسي كان في مستوطنة معاليه إفرايم،حيث تم فيها تسجيل انخفاض بنسبة 26.5 بالمئة في عدد السكان.
وايضا في الاحياء اليهودية في القدس لم يتم تسجيل «تضخم سكاني»، على الرغم من تصريحات بينت عن «تهويد القدس». في السنوات الخمس الاخيرة إزداد عدد السكان باقل من 5 آلاف شخص (جزء منهم عرب)، الذين يسجلون زيادة سنوية اخفض عن المعدل في اسرائيل. ووفقا لهذا المعطى، فإنه اذا استمر نمو عدد السكان اليهود في القدس بهذا المعدل ـ فإنه خلال السنوات العشر القادمة ستصبح المدينة جميعها ذات اغلبية عربية.
لا يوجد في البيانات والمعدلات اعلاه اي مفاجأة كبيرة لمن يتابع ما يدور في مستوطنات الضفة. فابدا لم نكن قريبين من تحقيق اغلبية يهودية من بين عدد السكان في الضفة، ولا في مجال ملكية الاراضي والسيطرة عليها. فتحقيق سيطرة يهودية كهذه غير موجودة ـ وابدا لن تكون -. لانه لا يوجد اي اساس ديموغرافي او قانوني لتحقيق ذلك.
«الانجاز» في بناء منظومة الاستيطان اليهودي المنفصل عن المنظومة الفلسطينية ـ الذين يرون بذلك انجازا ـ يستند على زرع اسافين داخل التواصل السكاني الفلسطيني.
بمساعدة عشرات المستوطنات الصغيرة المنعزلة الصغيرة على رؤوس التلال، التي تستند على سلسلة من الطرق التي بنيت باستثمار بعيدا عن المنطق السياسي، الامني، الجغرافي والاقتصادي، ويعتمد على وجود عسكري مضاعف، لقد خلقت اسرائيل وضعا من السيطرة الفاعلة على الفلسطينيين، ومنعت تطورهم الطبيعي. وهي تحتفظ بهذا الوضع منذ عقدين، من خلال توجيه الميزانيات الضخمة التي تتزايد.
ومع ذلك، لا يمكن الاستخفاف بالتحدي الكامن في الوقائع الموجودة. على الرغم من انها لا تحول دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل، ولكن من المتوقع ان ترفع من الثمن الذي ستضطر اسرائيل إلى دفعه مقابل حل متفق عليه او مفروض عليها للنزاع. يعمل كل من نتنياهو وبينت وليبرمان (الذي يسكن في المستوطنة المنعزلة، نكوديم، التي نمت خلال السنوات الخمس بـ 93 بالمئة، وتم شق شارع سريع جديد ومتعدد المسارب يربطها مباشرة مع القدس) يعملون لتعزيز معدل توسيع الاستيطان خارج التجمعات.
في السنتنين الاخيرتين، بقيادة وزير البناء والاسكان اوري اريئيل، تركز البناء في المستوطنات المعزولة خارج التجمعات، – زيادة بحوالي 20 بالمئة من مجموع المستوطنات حتى قبل سنتين، إلى 40 بالمئة في السنتين الاخيرتين. إلى جانب ذلك، يجب ان نذكر، ان تبادل المناطق في اية نسبة سوف يلحق الضرر في مستقبل عدد من الكيبوتسات والقرى الزراعية في اسرائيل التي تعتمد على الخط الاخضر. حيث ستفقد هذه في إطار تبادل الاراضي اراضيها التي ستنتقل إلى فلسطين، وكذلك مصادر انتاجهم. اي ان اي زيادة في عدد التجمعات التي سيتم ضمها ستلحق ضررا في هذه التجمعات الاسرائيلية.
الا انه فوق كل ذلك، فإن الامر متعلق ويعتمد على الثمن الذي ستدفعه اسرائيل لقاء وهم. فاسرائيل تستثمر موارد هائلة لصالح هدف عديم التخطيط وبعيد عن كل منطق صهيوني، سياسي، اقتصادي، اجتماعي واخلاقي.
ثمن الدعاية التي يقوم بها نتنياهو ووزراءه لصالح المستوطنات ( كما قال ذلك صراحة يوفال شتاينتس»ضاعفنا الميزانيات ليهودا والسامر»)، كمن يخط بسكين على الاقتصاد الاسرائيلي، صورة اسرائيل ولعلاقاتها مع الولايات المتحدة، ومع اوروبا ومع الدول العربية التي وقعت معنا على اتفاقيات سلام. الجمهور الاسرائيلي يسمع، شعارات فارغة و «خطة سياسية» تخلق صورة واقع مزيف. ودعاية مع انها كاذبة، الا انها تحدد موقف سياسي.
لقد تبقى للجمهور الاسرائيلي ـ الذي يصوت برجليه ويستثني نفسه عمليا من هذا الوهم الكاذب بخصوص الاستيطان ـ ان يطالب ان الانفصال الحاصل اليوم بين معظم الاسرائيليين الذين يسكنون التجمعات الاستيطانية ـ التي تمثل مساحتها نسبة ضئيلة من مساحة الضفة – وبين الفلسطينيين،الذين هم الاغلبية الساحقة في الضفة، ان تتحول إلى انفصال سياسي، حيوي لمستقبل دولة اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ