1 مرفق
اقلام واراء حماس 17/03/2015
حماس في الدعاية الانتخابية الإسرائيلية
حازم قاسم / المركز الفلسطيني للاعلام
واجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هجومًا إعلاميًّا متواصلًا منذ إعلان انطلاق (الماراثون) الانتخابي للكنيست العشرين، وتصاعد هذا الهجوم مع اشتداد سعار الدعاية الانتخابية، ما أثر على موقع نتنياهو الانتخابي، وجعل حزبه يأتي ثانيًا بعد أن كان في المقدمة، حسب استطلاعات الرأي قبيل موعد الانتخابات التي تجرى اليوم.
تتعدد نقاط الضعف التي استغلها خصوم نتنياهو، مثل سياسته المالية التي لا تراعي الطبقات الضعيفة، وشبه الفساد في مصروفات عائلته، والقضايا المختلفة التي لاحقت زوجته سارة؛ إلا أن فشل نتنياهو في إخضاع حركة حماس وقوى المقاومة في قطاع غزة في الحرب الأخيرة كان الموضوع الأبرز الذي استغلته الأحزاب والشخصيات المعارضة.
بدأ الهجوم على نتنياهو قبل انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، بعدما بدأت تتكشف ملامح فشله في تحقيق أهداف هذه الحرب، وعدم قدرته وقدرة جيشه على حسم المعركة، مع القوة الهائلة التي استخدمها ضد بقعة جغرافية صغيرة ومحاصرة، في مقابل إنجازات عدة للمقاومة وعملياتها الجريئة، وتواصل إطلاق الصواريخ، وفقدان جيش الاحتلال عددًا من جنوده (أعلنت المقاومة عن واحد وتكتمت على الآخر)، حتى وصلت الخلافات الإسرائيلية إلى داخل المجلس الوزاري المصغر، لتصل في النهاية إلى تفكك الحكومة، وحل الكنيست، والدعوة لانتخابات عامة مبكرة.
مع الدعوة للانتخابات انطلق "أصدقاء الأمس" بالهجوم على نتنياهو، وبدأت سلسلة الاتهامات تلاحقه بالتقصير في التعامل مع الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس على الحدود، وجريه وراء المبادرة المصرية في بداية الحرب، وتردده في اتخاذ الخطوات السياسية والعسكرية، وعدم قدرته على بلورة اتفاق تهدئة يضمن وقف حفر الأنفاق أو تصنيع الصواريخ.
وفي نهاية المعركة خرجت عشرات التصريحات والتحليلات التي تؤكد أن نهاية المعركة لم تحسم لمصلحة الاحتلال، وأن حماس ما زالت تقف على قدميها، بل تهدد وتتوعد.
ويكمن الإشارة إلى عدد من الدلالات التي تحملها مجمل هذه التصريحات، منها:
أولًا: إن المؤسسات الإسرائيلية العامة تستطيع إلى حد كبير امتصاص الخلافات والانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي (الإثنية والطائفية والقومية والسياسية)، ومن الصعب على هذه الخلافات والاختلافات أن تؤثر جوهريًّا على السلوك السياسي للكيان العبري ما عاش حالة الهدوء الميداني والمراوحة السياسية، لكن الضغط الخارجي _وخاصة الفعل المقاوم_ قادر على إثارة هذه الخلافات وإخراجها إلى السطح، شرط أن تكون هذه المقاومة شاملة ومتواصلة، وبذلك يكون الكيان عكس القانون الاجتماعي الحاكم لهذه الحالات كما هو دائمًا.
ثانيًا: بدأت صورة الفشل العسكري والاستخباري الإسرائيلي تزداد وضوحًا، مع تزايد التصريحات الصادرة عن الجهات التي أدارت المعركة، وكشفت هذه التصريحات حجم الإرباك الذي أصاب القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية من أداء المقاومة وصمود أهل قطاع غزة، وبدا واضحًا حجم التخوفات الإسرائيلية من الدخول البري إلى عمق قطاع غزة.
ثالثًا: شكل فشل الاحتلال في الحرب الأخيرة على غزة صدمة حقيقية للوعي الجمعي الإسرائيلي، الذي لم يتصور أن يعجز جيشه "الذي لا يقهر" عن تحقيق أي من أهدافه، وشاهد كيف تفوقت المقاومة عليه في عمليات الإنزال خلف الخطوط، التي بثتها المقاومة عبر شاشات التلفزة. ويكشف استخدام الساسة الإسرائيليين موضوع الحرب على غزة لجذب الأصوات الانتخابية أن هذه الحرب حفرت شيئًا عميقًا في ذاكرة الجمهور الإسرائيلي.
رابعًا: ما زالت حالة المقاومة في قطاع غزة التي تقودها حركة حماس تمثل العبء الإستراتيجي على كاهل الاحتلال، وتعمل على استنزافه وإشغاله وتشتيت قواه، في مقابل ذلك يمثل برنامج السلطة التي انبثقت عن اتفاق أوسلو دعمًا إستراتيجيًا للاحتلال وضمان استمراره.
خامسًا: تعد المقاومة العسكرية هي الجانب الأقدر على التأثير الحقيقي على الاحتلال، ودفعه إلى اتخاذ المواقف التي لا يرضاها، وإذا ما تكامل أداء المقاومة العسكرية مع النضال السلمي والدبلوماسي؛ فإنها ستكون أقدر على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني شرط المواصلة والاستمرار.
انعكاسات خسارة "نتنياهو"
خالد معالي / فلسطين اون لاين
صباح فوز المعسكر الصهيوني المتوقع؛ والتي تشير له استطلاعات الرأي في دولة الاحتلال؛ لن يتوقف الاستيطان ولا تهويد القدس والضفة، ولا حملات الاعتقال، ولا خنق وقتل وطرد شعب بأكلمه؛ كون المعسكر الصهيوني برنامجه الانتخابي واضح ولا لبس فيه ولا غموض؛ يقوم على حساب مصالح الشعب الفلسطيني؛ وكون المعسكر همه الأول والأخير؛ هو مصلحة دولة الاحتلال؛ وليس الفلسطينيين الذين هم الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، والضعيف عليه أن يدفع ثمن ضعفه على الدوام.
تشير استطلاعات الرأي في دولة الانتخابات؛ إلى خسارة "نتنياهو" في انتخابات الكنيست وتراجعه بشكل ملحوظ وكبير؛ وهو ما له انعكاساته؛ وما يبعث بعدة رسائل في عدة اتجاهات مختلفة؛ لعل من أهمها ما ينعكس على الحالة الفلسطينية التي تتأثر سلبا وإيجابا؛ بحكم وقوعها تحت الاحتلال، وبما يحصل من تطورات فيها.
استطلاعات الرأي في دولة الاحتلال؛ تكون نسبة صدقيتها عالية جدا وتحوز على ثقة المتابعين؛ ليس كون دولة الاحتلال تقوم على الصدق والعدالة؛ فهي منهما براء؛ براءة الذئب من دم يوسف؛ ولكن لان دولة الاحتلال يوجد فيها رقابة، وآلية محاسبة، وقضاء أحكامه نافذة، وبالتالي لا يمكن التلاعب أو تزوير استطلاعات الرأي من اجل فلان وعلان؛ كما يحصل عادة في عالمنا العربي؛ ومنها فلسطين المحتلة.
راح "نتنياهو" يتهم ويلوم أمريكا بأنها تقف وراء خسارته؛ ولكن أمريكا دولة لها مصالحها ورؤيتها للمنطقة ولا تسمح بسهولة ل"نتنياهو" أو غيره أن يعبث بالمصالح الإستراتيجية لها؛ إلا في حالة وجود قوة يحسب لها ألف حساب؛ وهو ما لا يتوفر في دولة الاحتلال التي هي أصلا تقوم على مساعدات أمريكا والدعم اللامتناهي لها؛ وكونها تشكل قاعدة إستراتيجية متقدمة في العالم العربي المضطرب؛ ولولا ذلك لانتهت دولة الاحتلال منذ زمن بعيد.
ستبقى الخطوط العامة لاستراتيجيات لدولة الاحتلال كما هي في حالة فوز المعسكر الصهيوني وخسارة "نتنياهو"؛ فلا أحد يستطيع أن يكسر آو يتخطى الخطوط الحمر لدولة الاحتلال؛ وهي المزيد من الأمن والهيمنة والسيطرة والاستيطان وتهويد القدس.
فلسطينيا؛ كل حركة تحصل في دولة الاحتلال تؤثر مباشرة على الفلسطينيين؛ كونهم يقعون تحت الاحتلال المباشر؛ وكون دولة الاحتلال تملك قوة ظالمة لا يستهان بها، وتمارس هذه القوة على شعب أعزل وعلنا؛ صباح مساء.
المطلوب فلسطينيا ليس التعويل على نتائج الانتخابات في دولة الاحتلال؛ بل سرعة الاتفاق والتوافق على خطة عمل متكاملة لمواجهة التحديات المتعاظمة؛ وعلى رأسها مواجهة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين ومواجهة وتحدي الاستيطان.
انعكاس خسارة "نتنياهو" على الشعب الفلسطيني؛ هو التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية فلسطينيا؛ فالمعسكر الصهيوني لن يقدم الحرية والدولة لنا على طبق من ذهب؛ بل بالمزيد من العمل والتضحيات المدروسة ضمن برنامج وطني موحد.
لو كنت في موقع المسئولية فلسطينيا؛ لسارعت وبكل قوة لترتيب وتقوية البيت الداخلي الفلسطيني؛ ولأوقفت كل ما من شأنه أن يوتر الساحة الفلسطينية؛ ولسارعت لعمل برنامج وطني موحد مقاوم متفق عليه من قبل الجميع؛ ولأوصلت الحالة الفلسطينية إلى معادلة:"الجسد الواحد، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا".
في كل الأحوال؛ الاحتلال ماض في سياساته سواء خسر "نتنياهو" أو كسب الانتخابات؛ ولكن هناك فرق بين شعب واقع تحت الاحتلال؛ متحد ومتصالح وكالجسد الواحد يقاوم محتليه؛ وبين شعب واقع تحت احتلال؛ ينهشه؛ وتنهش جسده أيضا الخلافات الداخلية في الرؤى والبرامج والأهداف؛ التي من المفترض أنها واضحة وضوح شمس حزيران.
مؤتمر شرم الشيخ ومأساة رفح
عصام شاور / فلسطين الان
حديثي هنا حول مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، ولكن لا بدّ قبل ذلك من الإشارة إلى أن مدينة رفح المقاومة -وكل غزة مقاوِمة- بحاجة ماسة إلى مجمع طبي ليقدم الخدمات الطبية اللازمة وقت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, بدلاً من ترك الجرحى -سواء الحالات الخطيرة أو المتوسطة- يستشهدون في الشوارع وورش السيارات والعيادات الطبية التي تتراكم الأجساد الحية فيها فوق بعضها، ولذلك فإنني أطالب الأشقاء العرب بأن ينفقوا أموالهم في دعم غزة والمقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني, بدلاً من إنفاقها في سبيل الشيطان وأمن الاحتلال الإسرائيلي تلبية لرغبة جون كيري التي أفصح عنها للحاضرين في مؤتمر شرم الشيخ.
إعلاميون فلسطينيون تغنوا بإنجازات السيسي في شرم الشيخ, وكأنه حرر فلسطين أو جمع المال لإغاثة الفلسطينيين أو حتى لإخراج السلطة الفلسطينية من أزمتها المالية الخطيرة، ولذلك نقول إن الشعب الفلسطيني غير مستفيد مما جرى في شرم الشيخ, بل على العكس, نحن أول المتضررين منه؛ لأن الهدف الأول من المؤتمر هو دعم أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي كما قال جون كيري -وهي لم تكن زلة لسان ولكنها تعبير عن حقيقة الحال-، فالمؤتمر أقيم من أجل تعزيز الانقلاب في مصر لضمان عدم عودة الإسلاميين الذين يشكلون الخطر الأكبر على الكيان الإسرائيلي الغاصب.
عبد الفتاح السيسي كان يأمل في جمع 200 إلى 300 مليار دولار؛ لتحسين الأوضاع في مصر, ولكنه لم يجمع سوى بضعة مليارات ليست بمستوى الحضور ولا بمستوى "العرس" المصري كما وصفه إعلامنا، ويمكننا القول إن مؤتمر شرم الشيخ فشل فشلاً ذريعًا من الناحية الاقتصادية, وإن حقق بعض الدعم النفسي للسيسي ولحلفائه ووفر مادة دعائية يتغنى بها الإعلام المصري وبعض منا.
قبل أشهر عقد مؤتمر إعمار غزة في القاهرة, ولم نرَ من المتعهدين بالدعم سوى قطر، وقبل ذلك عقدت عدة مؤتمرات في شرم الشيخ وتعهد المتعهدون بدفع الأموال, ولكن تعهداتهم وملياراتهم تبخرت، الذي يبقى من مؤتمرات الشرم هو المؤامرات فقط تحت مسمى محاربة الإرهاب والقضاء على المقاومة وحماية أمن (إسرائيل)، ومع ذلك فإن مؤامراتهم تفشل في النهاية, وتبقى المقاومة شعلة تحرق كل أوراقهم ومخططاتهم.. ولا تنسوا #رفح_بحاجة_لمستشفى.
صرخة خليجية: آن لكم أن تستيقظوا
محمد المسفر / الرأي
تحيط بكم إيران من كل جهة، وخلاياها الثورية المتربصة تنخر جبهاتكم الداخلية، تثقيفًا وتنظيمًا وتمويلًا وحصانة مستقبلية؛ لحماية أسر تلك الخلايا وأفرادها، وأنتم في خلافاتكم منشغلون، وكذلك في ملاحقاتكم كل صاحب رأي أو محتج على سياساتكم الداخلية والخارجية، ولو كان بطرق سلمية.
انظروا إلى داخلكم، كم عدد المعتقلين من أصحاب الرأي في سجونكم، وقارنوهم بعدد المعتقلين بتهمة الفساد وسرقة المال العام، أو التهاون في تبذير المال العام، حتمًا ستجدون معتقلي أصحاب الرأي في معتقلاتكم يزيدون أضعافًا عما عداهم.
اسمحوا _يا قادتنا الميامين_ لمواطن غيور عليكم وعلى هذه البقعة من العالم العربي (دول مجلس التعاون الخليجي) أن يصرخ بأعلى صوته، منبهًا إلى خطورة قادم الأيام؛ علّكم تسمعون صرخاته بقوله: "إنكم أصحاب الفرص الضائعة"، ضاع العراق وسورية ولبنان، واليمن في طريقه إلى الضياع، ولا أستبعد المنامة بعد صنعاء.
تجوب أرض العراق اليوم جهارًا نهارًا الدبابات والمدرعات وحاملات الصواريخ والمدفعية الثقيلة الإيرانية وجحافل الحرس الثوري الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني (الحاكم الفعلي للعراق)، تحرسهم طائرات دون طيار إيرانية، وتعينهم طائرات التحالف الدولي ضد "داعش"، هدفهم الأول إبادة تكريت ومن عليها من البشر، ويعقبها التدمير الشامل لمنطقة الأنبار، ثأر تاريخي بين الفرس والعرب في هذه المنطقة من جغرافية العراق، وأنتم تنظرون.
يقول وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل، الأسبوع الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي جون كيري: "إيران تحتل العراق"، لكن الأمير لم يقل لنا ماذا بعد، حدود الأنبار _يا سمو الأمير_ متاخمة لحدود المملكة، والفرس لن تمنعهم الخنادق العميقة والأسلاك الشائكة المنصوبة على الحدود، ولا حقول الألغام المبثوثة، فقد تدربوا في حروب ضروس بين العراق وإيران دامت ثمانية أعوام، ويعملون جنبًا إلى جنب في سورية مع حزب الله، المدرب على خوض حروب المدن والجبال حتى الصحاري، ويعدون أنفسهم للمواجهة ليوم لا أراه بعيدًا على أرض جزيرة العرب، إذا لم نتخذ كل التدابير، ليس لمنع التمدد الإيراني عبر الأنبار إلى السعودية، وإنما لعدم تمكينهم من العراق.
الأنبار أيضًا متاخمة لحدود الأردن، الحليف القوي لدول مجلس التعاون الخليجي، إن أحسنا التعامل مع الأردن، لا جدال في أن الخطر محدق بالسعودية والأردن والكويت، فهل من خطة عاجلة لاتخاذ التدابير الكافية لردع التمدد العسكري الإيراني في العراق وجواره، والحيلولة دون إبادته أهل الأنبار، انتقامًا وحقدًا على العرب، والعراقيين خصوصًا.
في اليمن، جنوب المملكة العربية السعودية، وعلى الحدود العمانية؛ تتسارع وتيرة الأحداث، طائرات إيرانية تهبط في مطار صنعاء، ماذا تحمل؟، إنها تحمل المتطوعين والمجندين من كل فج عميق، تحط بهم في اليمن، وتحمل لهم السلاح والمعدات الحربية، بكل أنواعها، لمساعدة الحوثيين على إكمال المهمة، وهي السيطرة على مأرب وشبوه والجوف، وجميع مناطق الثروة المعدنية في جنوب اليمن وشرقه.
إعطاء دول الجوار فرصة للحوثيين لاستقبال مزيد من المتطوعين والمجندين الإيرانيين سيعقد الأمر في اليمن، وسنواجه حربًا طويلة المدى، أو انتصار إحدى القوتين، أعني الحوثيين أو معارضيهم.
يموج الشارع اليمني بالجماهير الرافضة انقلاب الحوثيين، حتى في صنعاء معقل الزيدية، فينبغي إدارة الطوفان البشري الرافض للهيمنة الحوثية ــ الإيرانية، نحتاج أن يتفتق مجلس التعاون الخليجي بخطة إستراتيجية سريعة التنفيذ لإسقاط الحوثيين، ومن يساندهم في الداخل والخارج، تسليح القبائل وتمويلهم لمواجهة الانقلابيين في صنعاء لا يكفي، فقد مررنا بهذه التجربة في الخمسين عامًا الماضية، ولم تعد مجدية.
الالتفات إلى شباب الثورة الذين أسقطوا نظام علي عبد الله صالح، وإلغاء المبادرة الخليجية، وتقوية ما تبقى من الحكومة التي انتقلت إلى عدن؛ أمور أكثر نفعًا في الحالة اليمنية، ذلك لا يعني إهمال المجتمع القبلي، ولكن، يجب عدم المراهنة عليه. القبائل اليمنية أنهكتها الحاجة والندرة المالية، ولذلك، وطبقًا لممارسات وتجارب سابقة؛ أخشى أن تكون القبيلة معك نهارًا، ومع الحوثيين والإيرانيين ليلًا؛ لأن كلًّا من الطرفين سيدفع مالًا.
انقسامكم _قادة دول مجلس التعاون_ في الشأن اليمني يحقق انتصار إيران والحوثيين. تفيد التقارير بأن كل ملفات ومحاضر الحوار بين الأطراف السياسية اليمنية الذي يكون فريق علي عبد الله صالح والحوثيين طرفًا مع بقية الأطراف اليمنية؛ تنقل إلى طهران قبل غروب شمس كل يوم، وتأتي التوجيهات إلى طرف خليجي، لينقلها إلى صعدة، ومنها إلى صنعاء، وهذه خيانة وطنية وقومية، لن يغفرها أهل اليمن لذلك الطرف الخليجي.
الواجب الوطني على كل دول مجلس التعاون في الشأن اليمني ألا يخلطوا بين عدائهم لجماعة "الإخوان المسلمون" وحزب الإصلاح في اليمن، فالأخير حزب سياسي، عقيدته إسلامية، لا يتربص بأحد خارج الحدود اليمنية، ولذلك؛ أدعو إلى التعاون مع هذه القوة الحزبية التي تملك رصيدًا سياسيًّا ومكانة قبلية، وتجاهل أي قوة تقف في مواجهة الحوثيين وتمددهم لهذا الحزب خطأ إستراتيجي رهيب.
بقي أسبوعان على موعد توقيع "اتفاق إطاري عام" بشأن الملف النووي الإيراني، وستعمد إيران إلى التوسع الجغرافي على حساب الوطن العربي، حتى نهاية شهر حزيران (يونيو) المقبل. هدف إيران في الأجل المنظور هو الاعتراف الغربي والأميركي لها بأنها القوة الوحيدة القادرة على حفظ المصالح الغربية في الشرق الأوسط، وأنها ستكون الحليف الأكبر والأقوى للغرب في المنطقة.
أما الإدارة الأميركية فإنها تريد أن تحقق مستقبلًا للحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة؛ لتقول للناخب الأميركي إنها لم تصنع حروبًا تحرق الشباب الأميركيين فيها، وإنها استطاعت القضاء على قيادات إرهابية، مثل أسامة بن لادن، وتدمير الأسلحة الكيميائية للجيش السوري من دون حروب، وإنها جادة في منع إيران من دخول النادي النووي.
آخر القول: إن أردتم القضاء على تنظيم القاعدة في اليمن؛ فاقضوا على أسباب وجوده، وهي الحوثيون ونفوذ علي عبد الله صالح.