1 مرفق
اقلام واراء حماس 14/05/2015
ملخص مركز الاعلام
مواقع القسام المتقدمة ما بين الاستراتيجية والتكتيك
ابراهيم المدهون / الرسالة نت
كشفت "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، النقاب عن قيامها مؤخراً ببناء عدد من المواقع العسكرية لها على حدود قطاع غزة في منطقة مطلة على عدد من المستوطنات اليهودية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 مما اعتبر تطورا نوعيا في اداء وتوسع المقاومة في قطاع غزة. واعتقد أن هذه المواقع نقطة انطلاق أولى لإظهار حجم النصر الذي حققته المقاومة في معركة العصف المأكول، وتوضح زيادة قوة الردع لديها، فمواقعها أصبحت على حدود الأراضي المحتلة عام 48م ويشاهدها قادة الاحتلال بعينهم المجردة ولا يستطيعون تحريك بنادقهم واستخدام سلاحهم ضدها، وبالتأكيد يغيظهم عمليات التدريب والاعداد والمراقبة والبناء وحفر الأنفاق على أعينهم ومرمى بصرهم.
والمواقع هذه دليل انتقال المقاومة من مرحلة السرية إلى العلنية، حيث لم تعد المقاومة تخفي قدراتها ومعسكراتها، وأصبحت جيشا نظاميا معلنا يقوم بتدريباته بشكل مكشوف وواضح، وهذا يعزز شرعيتها وحضورها في أي ترتيبات قادمة، فالمقاومة استطاعت حماية كوادرها وسلاحها واماكن تطويره. ولا أحد ينكر أن قوة الردع ازدادت لصالح المقاومة في الصراع، وأن حماس نجحت في البناء التراكمي الذي من خلاله يمكن لها العمل والتمدد وفرض وقائع جديدة على الأرض، كما أنه سيؤثر على نفسية المقاومين والشعب من خلفهم، فعندما يدخل المقاومون المواقع ويشاهدون مستوطنات الاحتلال عن قرب ينزع ذلك الرهبة من نفوسهم، ويزيد شوقهم لملاقاة العدو واقتلاع مواقعه.
وزيارة الجمهور وفتحها للإعلام وتصويرها واطلاع الجمهور بعض مما وصلت اليه المقاومة عكس رؤية ايجابية على الشعب الفلسطيني الذي ارتفعت معنوياته وأصبح يدرك أن هناك قفزات جديدة وشعور بالرضا والثقة والصمود في وجه الاحتلال من خلال مقاومته. وعلينا الا نهمل أن الاحتلال مستفز من المواقع العسكرية المتقدمة، وقدر أرسل مجموعة رسائل وتصريحات تظهر مدى قلقه من هذه المواقع وهذا التمدد العسكري، فالاحتلال اليوم يدرك انه ليس هو المتحكم الوحيد في المعادلة، ولم يعد يفرض واقعا كليا على الارض لوجود قوة المقاومة تستطيع أن تعزز واقعا قد لا يرضي الاحتلال عنه ويغصبه، فالاحتلال يدرك خطورة أن تصبح المخيمات علانية وبهذا الشكل وان تتمدد وتصبح ملاصقة للحدود، فهناك حالة قلق وتوتر في دوائر الاستخبارات والاعلام لدى الاحتلال.
هذه المواقع شرف واعتزاز ولها ما بعدها وترسل رسائل وجدانية للشعب الفلسطيني ان حلم التحرير قد اصبح بالإمكان واقترب، كمما أنه يؤثر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مما أدى لظهور حالة من الخوف والقلق داخل الجمهور الاسرائيلي، فالاحتلال يحاول تجنب الحديث عن المواقع والحرب، في ظل معادلات جديدة تصعب على الاحتلال ارتكاب أي عملية عسكرية أو حماقة سيكون الرد عليها مكلف وامتداد للمواجهات السابقة
التمييز ضد غزة.. خطوة نحو الانفصال
ماجد الزبدة / المركز الفلسطيني للاعلام
يكفي أهل غزة ما يلمسونه من ابتسامات ويسمعوه من كلمات الثناء ممن يلتقونهم في أسفارهم من مختلف الشعوب، فبمجرد أن يُعلن الفلسطيني أنه من غزة فإنه يستقبل سيلاً من عبارات التضامن مع مقاومة غزة التي عجز جيش الاحتلال على قهرها، لكن العبارات تلك يفتقدها الفلسطيني الغزي إذا ما دفعته الحاجة لإتمام معاملة عبر إحدى سفارات فلسطين حول العالم، حيث يواجه معاناة شديدة فقط لكونه من غزة، فيسعى مضطراً للبحث عن سبيل داخل السفارة لإتمام معاملته. إحدى النماذج هي المعاملة التي يتلقاها مسافرو غزة من سفارتهم في القاهرة، حيث تقف السفارة عاجزة أمام احتجاز العشرات منهم لساعات أو أيام في قبو مطار القاهرة، فيشعرون بأنهم أيتام لا أب لهم، فيتعامل معهم مندوب السفارة وكأنه ممثل للخارجية المصرية وليس الفلسطينية، وكأن خدمتهم ورعايتهم ليست من مهام تلك السفارة، كما أن عجز السفارة عن الضغط على السلطات المصرية لإعادة فتح معبر رفح الذي يمثل شريان حياة غزة، واكتفائها بإطلاق بيانات صحفية حول جهودها المضنية لفتح معبر رفح لا يقنع الفلسطيني الذي لا يلمس أثرا فاعلا لتلك السفارة على أرض الواقع.
الحال داخل غزة لا يختلف كثيراً، فمنذ ثماني سنوات والسلطة الفلسطينية تنتهج ثنائية في تعاملاتها بين الضفة وغزة، حيث تجبي ضرائب باهظة من تجار غزة قاربت السبعين مليون دولار شهرياً بحسب صحيفة الرأي الحكومية بتاريخ 13/05/2015م، في مقابل إعفاءات ضريبية لمواطني الضفة كالإعفاء الذي أقرته السلطة الفلسطينية لمزارعي الضفة قبل أيام، بينما المواطن الفلسطيني لا يلمس أثراً لأية خدمات حكومية في غزة، فتفاقم المشكلات الخدماتية بدءاً من المياه غير الصالحة للشرب والنقص الحاد في الأدوية التي وصل تعدادها إلى 118 صنف دوائي مفقود تماماً من مستشفيات غزة، مروراً بمشكلة حرمان آلاف الغزيين من جوازات السفر، وليس انتهاءً بمشكلة انقطاع الكهرباء التي تضاعفت تكلفتها بسبب ضريبة "البلو" التي تجبيها السلطة الفلسطينية من غزة، وفي ذات الوقت نجد ذات السلطة قد أعفت عددا كبيرا من أهالي الضفة من أثمان الكهرباء المستحقة قبل سنوات قليلة.هذه الأمثلة تشير إلى تمييز واضح من قيادة السلطة الفلسطينية في تعاملها مع أهل غزة مقارنة بأهل الضفة المحتلة. لكن العنصرية السياسية تجاه غزة ازدادت حدّتها بعد تسلم حكومة التوافق الفلسطينية مسئولياتها في حزيران الماضي، فقد أحجمت تلك الحكومة عن القيام بأي خطوة من شأنها تخفيف حصار غزة، كالعمل على فتح معبر رفح أو صرف مرتبات أربعين ألف موظف حكومي من غزة، فأصبح الغزيون فعلياً بلا حكومة ووزارات غزة بلا وزير وبلا موازنة تشغيلية، ولم يسمع فلسطينيو غزة عن اهتمام السلطة الفلسطينية بهم سوى حين بدأ الحديث عن إعادة إعمار غزة فسارعت السلطة بالتأكيد على وجوب مرور الإعمار من خلالها، في إشارة إلى الضرائب الإضافية التي ستجبيها تلك السلطة من عملية إعمار غزة.
عنصرية السلطة الفلسطينية بحق غزة دفعت قسراً العديد من أهل غزة للتفكير في تبعات انفصالها عن الضفة، حيث أصبح المواطن الفلسطيني يتساءل عن البدائل التي تكفل رفع الحصار، وتوفر حياة كريمة لمليوني فلسطيني في غزة، وبات بعضهم يتساءل ما الضير في إعلان كيان أو دولة في غزة ؟ ولماذا يتم تعليق طموحات جيل فلسطيني كامل في غزة على شماعة مصالحة بات كثيرون مقتنعين بإحجام رئيس السلطة الفلسطينية عن تطبيقها.
التمييز الذي تمارسه السلطة الفلسطينية تجاه غزة يثير ريبة حول نواياها من إلقاء مسئولية غزة عن كاهلها، وهنا نشير إلى ما أوردته صحيفة القدس العربي في سبتمبر الماضي حول عرض الرئيس المصري المعروف بعدائه الشديد لحماس على رئيس السلطة الفلسطينية فكرة إقامة دولة في غزة وجزء من سيناء مقابل التنازل عن حدود 1967، ما يعني بأن فكرة فصل غزة تُثار من قِبل أنصار السلطة الفلسطينية وليس أنصار المقاومة.واقع الحال يؤكد بأن الفلسطينيين في غزة لا زالوا متمسكين بحق العودة إلى ديارهم في صفد وحيفا ويافا وبنهج المقاومة سبيلاً للتحرير، إلا أن ذلك لا ينفي حلمهم بإقامة كيان حر مستقل يرعى شئونهم دون تمييز، ويكفل عيشاً كريماً لأبنائهم.
النكبة وأركانها الأربعة
فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للاعلام
لم تكن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وأرضه فعلًا يهوديًا خالصًا، فقد اعتمد اليهود على أدوات ومستشارين ومساعدين ومنفذين من كل الديانات ومن كل القوميات ومن كل الأعراق، ومن ضمنهم مسلمون وعرب وفلسطينيون ارتضوا أن يكونوا عبيدًا للصهيونية، وخدمًا للمخطط اليهودي مقابل حفنة من المال، أو بعض الوظائف الحقيرة.
لم تبدأ نكبة الشعب الفلسطيني يوم 15/5/1948، تاريخ اغتصاب الأرض الفلسطينية، وإنما بدأت النكبة من تاريخ المؤامرة الغربية على المنطقة العربية والإسلامية ككل، ولم تنته النكبة بقيام دولة الكيان الصهيوني، فالنكبات تواصلت بحق الشعب الفلسطيني، وكلها تهدف إلى القفز عن النكبة الأولى، ليغرق الناس في جديد النكبات.
كانت النكبة الثانية التي حلت بالشعب الفلسطيني هي الاعتراف الرسمي الفلسطيني بحق (إسرائيل) في الوجود، وحقها في الأرض الفلسطينية التي اغتصبتها سنة 1948، مع الاعتراف الفلسطيني بعدم شرعية المقاومة، وهذه النكبة أقسى طعنًا من النكبة الأولى.
أما النكبة الثالثة فيجسدها الإعلان الرسمي الفلسطيني عن الاحتفال بيوم النكبة، فكيف يصير ذلك؟, كيف تعترف القيادة الفلسطينية لليهود بحقهم في الوجود، وحقهم في العيش على الأرض المغتصبة بسلام، وفي الوقت نفسه تذرف الدموع في ذكرى النكبة؟, هل هذه كذبة، أم نكتة، أم نكبة، أم شهقة موت؟!.
أما النكبة الرابعة فإنها تتمثل بأولئك اللاجئين والمشردين والمطرودين من أرضهم والمغربين عنها والمعذبين في الأرض، وفي الوقت نفسه تجدهم يدافعون عن القيادة التاريخية التي أسهمت في صناعة النكبة الثانية والثالثة؟, فكيف يصير ذلك؟, كيف تتوه البوصلة من الفلسطيني الذي اغتصب اليهودي أرضه، وتركه بلا وطن، كيف يدافع هذا عن صناع النكبة مقابل بعض المصالح المؤقتة، أو مقابل راتب حقير في آخر الشهر؟!.
لن أقول: إن النكبة الخامسة تتمثل بأولئك الفلسطينيين الذين لا يزالون يراهنون على إمكانية إصلاح صناع النكبة الثانية، وإمكانية اللقاء معهم، والتعاون المشترك، والتفاهم معهم على برنامج عمل سياسي مشترك، وإنما سأقول: إن هناك نكبات متتالية حلت بالشعب الفلسطيني جراء تفتت الأمة العربية، والصراع على السلطة، وغياب الديمقراطية.
ورغم تعدد النكبات، فإنني لا أختلف مع القائلين: إن النكبة الأولى هي الأصل، وإن العداوة مع الغاصبين الصهاينة هي الأولى، ولكنني أوافق أصحاب الرأي بأن الذي يضعف عزيمتنا، ويديم نكبتنا، ويقيم جدار الفصل بيننا وبين تحرير أرضنا، هم صناع النكبة الثانية.
فما أحوجنا نحن الفلسطينيين في يوم النكبة إلى الوحدة الوطنية والإسلامية, نعم، ما أحوجنا إلى الوحدة الوطنية والإسلامية القائمة على فضح كل من يسهم في صناعة النكبة.
الأمل (٦٧)
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
في مثل هذه الأيام من شهر مايو/ أيار من كل عام, يجتمع الشعب الفلسطيني في أماكن تجمعه لإحياء ذكرى النكبة التي حلت به في عام ١٩٤٨م. كان للفلسطيني قبل هذا التاريخ وطن، واليوم هو يناضل من أجل استعادة الوطن، الذي فقده في هذا التاريخ. ذكرى فَقْد الوطن ذكرى مؤلمة، لأن كل مصيبة بعد ضياع الوطن تهون أمام مصيبة الوطن.
هذا القول ليس بلاغة في الإنشاء والتعبير، بل هو حقيقة الواقع والميدان، التي تحكي أن جلّ مآسي الشعب الفلسطيني ومعاناته، مترتبة بشكل أو بآخر عن نكبته بضياع وطنه، وتهجيره من أرض آبائه وأجداده. قيمة المرء تعلو في وطنه، وتنقص قيمته لا محالة بنفيه وطرده من وطنه، لذا كان النفي والطرد عقوبة قاسية، ويدرك هذه الحقيقة جيدًا من يسكنون مخيمات الشتات والغربة في البلاد العربية.
كانت معاناة الشعب في السنوات الأولى التي تلت النكبة مباشرة خفيفة الوطأة، إذا قيست بالوطأة التي نقاسيها الآن بعد (٦٧) سنة من النكبة، لأن شعبنا كان مسكونًا بأمل العودة والتحرير، ولكن مع تراكم الهزائم العربية، وبالذات بعد عام ١٩٦٧م فقد قطاع من الشعب ومن القادة جزءًا من الأمل باستعادة الوطن وتحقيق التحرير، فقرروا الاعتراف بالوجود الصهيوني على ٧٨% من الوطن الفلسطيني، ثم التفاوض على ما تبقى لاستخلاصه من المحتل وإقامة دولة فلسطينية عليه، غير أن عشرين سنة من التفاوض لم تحقق شيئًا، واستوطن اليهود الجزء الأهم من الأرض التي يتفاوض عليها المفاوضون، وأعني بها القدس ومحيطها, وهذه في نظري النكبة الحقيقية التي تتفوق في آلامها وأضرارها على نكبة ١٩٤٨م.
إن أسوأ مخرجات النكبة، وأكثرها إضرارًا بالقضية الفلسطينية أن تفقد أغلبية الشعب الأمل بالعودة والتحرير، ومن ثمة تستسلم للأمر الواقع، وهو ما راهن عليه العدو في استراتيجيته بمقولة (الكبار يموتون، والصغار ينسون)، لذا فإن من أهم أعمال المقاومة هو إحياء الأمل في الشعب بالعودة والتحرير، ومواجهة كل من يزعزع أمل الشعب بالعودة، وهذا الهدف الحيوي يحتاج إلى أعمال تبعث الأمل، لأن الأقوال وحدها في هذه المسألة ضعيفة الأثر وغير مجدية. والأسوأ أن بعض الأقوال تعمل باتجاه معاكس، كأن يقول رئيس السلطة مثلًا إنه لا يطالب بصفد!.
ذكرى يوم النكبة ليست يومًا للبكاء وتجديد الآلام والأحزان، ولكنه يوم لتجديد الأمل بالعودة والتحرير، وإقناع الشعب بأن هذا اليوم قادم وقريب بإذن الله، بعز عزيز أو بذل ذليل, وأنه مهما اشتد سواد الاحتلال، ومهما تعاظمت قوته العسكرية، فهو زائل وساقط لا محالة، وستزول دولة الكيان كما زالت الدولة الفارسية، والدولة الرومية لا محالة، وسندنا في هذا القول القرآن، والحديث، وتاريخ الدول والحضارات.
في هذه الذكرى يجدر بنا وبقادة شعبنا أن يزرعوا الأمل بالعودة القريبة إلى الوطن، إلى يافا وحيفا، واللد والرملة، ولن تضيع فلسطين من العرب والمسلمين كما ضاعت الأندلس مثلًا، ففلسطين ليست كالأندلس؛ لأنها في قلب العالم العربي والإسلامي، ومقاومة شعبنا الفلسطيني لم تتوقف منذ عام ١٩٤٨م، والأجيال الحديثة صغيرة السنّ، أكثر تمسكًا بحق العودة من الأجيال التي قضت وهي تنتظر العودة. إن دوام الحال محال، وسقوط الدول الظالمة والحضارات الفاسدة يكون على غير مثال، وأحيانًا على غير توقع. اللهم اكتب لشعبنا عودة قريبة إلى وطنه، وأرض أجداده.