1 مرفق
اقلام واراء حماس 19/05/2015
ملخص مركز الاعلام
هنيئاً للشيخ القرضاوي: الإعدام
وائل قنديل- فلسطين الان
عقب صدور قرارات الإعدام الجائرة بحق أكثر من مائة شخصية مصرية وفلسطينية، كنت ضمن عدد من الشخصيات، ذهبنا نهنئ الدكتور يوسف القرضاوي، بورود اسمه في لائحة نظام السيسي للإعدامات.
كان الرجل مبتسماً وثابتاً وراسخاً كالطود الأشم، وقال، ضمن ما قال، تعليقاً على جنون السلطة في مصر "إن مثل هذا لا ينصره الله أبداً".
الأقسى من قرارات الإعدام التي صدرت ونفذت، بأرقام غير مسبوقة في مصر، هو رد فعل النخب السياسية التي طالما رددت، بفجاجة، شعارات صاخبة عن حق الإنسان في الحياة، وفي العدل والإنصاف.
صدرت قرارات السلطة بإعدام الرئيس محمد مرسي وأكثر من مائة آخرين، في مشاهد تنتمي إلى مسرح العبث، أكثر مما تنتمي للمحاكمات القضائية الرصينة، فخرج الدكتور محمد أبو الغار، الطبيب المشهور، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ليقول إنها أحكام قانونية وليست مسيسة، وهو يعلم، والعالم كله يعلم، أن أوراق القضية تصلح نصاً مسرحياً ساخراً، أكثر من كونها أدلة اتهام وتحقيق.
إذا كانت عين محمد أبو الغار لم تقع على أسماء شهداء المقاومة الفلسطينية ومسجونيها، منذ أعوام سبقت ثورة يناير، وشملتهم قرارات الإعدام، فما قوله في ورود اسم العلامة والشيخ الجليل، فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي، والذي لم يكن في مصر وقت أحداث القضية، ومع ذلك ضمته قائمة الإعدامات؟
أفهم أن يكره أبو الغار أحزاب الإسلام السياسي. لكن، ما لا أستطيع استيعابه هو كيف لطبيب اشتهر اسمه في علاج العقم، والإنجاب والإخصاب، أن يكون كارهاً للحياة على هذا النحو الذي يتحول معه إلى محامٍ للفاشية، ومدافع صلب عن القتلة والعنصريين؟ كيف لسياسي ديمقراطي، احترف المعارضة ضد الاستبداد سابقاً، أن يصبح، بين عشية وضحاها، خادماً في بلاط استبداد أكثر وضاعة؟
محمد أبو الغار يجسد موقف نخبة سياسية كانت تملأ الدنيا ضجيجاً بالاحتجاج على ممارسات الدولة البوليسية، وتسقط أنظمة وتقيم أخرى، وهي تدخن غليونها، وتنفث بيانات شديدة الجسارة، تقطر إنسانية ودفاعاً عن الحريات، ضبطت متلبسة بحالة من هلع الأرانب، مع صدور حزمة قرارات الإعدام، أول من أمس، فالتزم أشجعها الصمت، فيما بلل الآخرون الأفق بتصريحات تؤيد المقصلة.
لم نسمع تعليقاً من الدكتور محمد البرادعي، مثلاً، وهو الذي كان يغرد بغزارة عن الحالة الحقوقية، والشفافية، والعدالة، في مناسبات أصغر من ذلك بكثير.
فقط أصدرت حركة "6 إبريل" بياناً أو تعليقاً على صفحتها يدين هذه الإعدامات السياسية، ويراها استهدافاً لثورة يناير، وفعلت ذلك شخصيات من المعارضة الشبابية المستقلة، فيما تنفست بقية الأحزاب الصعداء، ورضيت بالهدية المعدة سلفاً من الأجهزة الأمنية، باغتيال ثلاثة قضاة في سيناء، فور النطق بالقرارات، لتبرر صمتها وعجزها، بل وتبريرها للإعدامات.
يعلم الجميع أن القرارات بهذه الوحشية لا تتعلق بمحاولة استئصال فصيل سياسي من التربة، بل تتجاوز ذلك لتؤسس لاستبداد لم ير العالم مثله قط، وتكرّس مبدأ أن هذا مصير كل من يفكر في التغيير عن طريق الثورات، وعقاب كل من يتطاول ويتجرأ ويتحدث عن ديمقراطية ومساواة.
إن كل من يمتلك قليلاً من العقل والوعي كان يدرك أن الامتداد الطبيعي للثورة المضادة في صيف 2013 هو مقصلة الإعدامات التي تشتغل بطاقتها القصوى، الآن، وبالتالي، فكل القيادات السياسية التي وضعت أيديها في أيدي العسكر، وشاركتها مجازر فض الاعتصامات، من خلال توفير الغطاء المدني المطالب بالفض، واستمرت على ظهر أسطول الإقصاء والمحو، من دون أن تفكر في الفرار من هذا العار، هذه القيادات شريكة، أيضاً، في مهرجان الإعدامات الجماعية.
المواقف الدولية والإقليمية أيضاً، لم تختلف كثيراً عن المواقف المحلية، فباستثناء الموقف القاطع الناصع من الرئيس التركي وحكومته، بدت المواقف أشبه بما كان لحظة انقلاب العسكر على الديمقراطية قبل عامين. إدانات خجولة هي للتسليم بالأمر الواقع أقرب، واستبسال في الدعم من الدول المخططة والراعية والممولة للانقلاب، وبين هذا وذاك، مواقف محسوبة بالقطعة، تتحدد حسب اتجاه الريح.
تخيّل أن هذا الرقم القياسي من قرارات الإعدام لم يكن في مصر، وأن الذين شملتهم ليسوا من الإخوان المسلمين، أو تيار الإسلام السياسي، هل كانت ردود الأفعال المحلية والدولية والإقليمية ستأتي على هذا النحو؟
تخيّل لو أن شيخاً تسعينياً ينتمي إلى اليسار، أو من الليبراليين، مكان الدكتور القرضاوي في هذه القضية، هل كان ضمير العالم سيقف متثائباً، مدعياً النوم، كما هو الحاصل الآن؟ أزعم أن المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي هو الأصعب في هذه اللحظة، فماذا هو فاعل؟
لماذا لم تشارك رام الله في يوم النكبة؟
فايز أبو شمالة- فلسطين اون لاين
تخيّلت أن كل الضفة الغربية قد شاركت في مظاهرات رام الله, التي نقلها التلفزيون الفلسطيني في يوم النكبة، فالذي يقيم في غزة لا يطل على واقع الضفة الغربية إلا من خلال الصورة التي عرضها التلفزيون الفلسطيني، والتي أكدت سعة الالتفاف الجماهيري خلف القيادة الفلسطينية التاريخية، ولكن الذي يعيش في الضفة الغربية يعرف الحقيقة التي كشف عنها, بعفوية أو بشكل متعمد، الكاتب ناصر اللحام في نهاية مقال له، فقد كتب حرفيًّا ما يلي: "قال لي أحد أصدقائي الوزراء: إن تظاهرة خرجت أمس في رام الله, بمناسبة يوم النكبة، وإن عشرات من المسؤولين والوزراء ووكلاء الوزراء حضروا بسياراتهم إلى مكان التظاهرة ولكن الشعب لم يحضر، لم يشارك الناس في التظاهرة, وهذا هو حالنا في ذكرى النكبة، غابت الجماهير وحضرت القيادات, غابت القضية وحضر أصحاب القضية".
هذه شهادة رسمية يعتد بها، ويجب أن توثق، إنها شهادة وزير شارك في المظاهرة التي غاب عنها الشعب الفلسطيني، إنها شهادة تفضح عموم السياسة الفلسطينية، وتكشف عن مزاج الجماهير في الضفة الغربية، وتطرح على عقلاء فلسطين والعرب السؤال التالي:
لماذا امتنع الشعب الفلسطيني عن مشاركة القيادة مشروعها في إحياء يوم النكبة؟, لماذا احتشد الوزراء وأصحاب الوظائف العليا وغابت الجماهير؟.
الجواب عن السؤال السابق جاء على لسان وكالات الأنباء التي أفادت بأن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية قد اعتقلت هذا الأسبوع في الخليل خمسة أشخاص من أفراد مجموعة خططت لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد اعتقلت منذ مطلع العام الحالي عدة مجموعات مقاومة للاحتلال في كل من الخليل وقلقيلية ونابلس وجنين.
فكيف تعتقل أجهزة السلطة الفلسطينية المقاومين للاحتلال، وفي الوقت نفسه تدعو الناس إلى المشاركة في يوم النكبة؟, وهل من نكبة أكبر من تكسير أذرع المقاومة؟.
المواطن الفلسطيني لم يعد ينجرّ خلف التصريحات الإعلامية، ولم تعد تخدعه الجمل الكبيرة عن حق العودة، وعن القدس العربية، وعن الدولة السيادية، وعن ضرورة إخلاء المستوطنات، المواطن الفلسطيني صار يصدق ما يرى بأم عينه من متغيرات على الأرض، ومن نفوذ مسيطر للمستوطنين الصهاينة على الطرقات، ومن ضياع للأرض الفلسطينية.
وكيف يصدق المواطن الفلسطيني التصريحات الفلسطينية وهي تناقض بعضها البعض، بشكل يعكس غياب الرؤية، وضياع البوصلة، ولتأكيد ذلك، سأورد ثلاثة تصريحات فلسطينية صدرت في شهر واحد، وكلها تناقض بعضها البعض.
1- قال السيد محمود عباس بتاريخ 7 أبريل 2015, خلال افتتاح حديقة في رام الله: "إن الشعب الفلسطيني لا يحتاج لقرار دولي جديد فيما يخص القضية الفلسطينية، إن ما يبحث عنه شعب فلسطين هو دولة متكاملة فوق الأرض المحتلة منذ عام 1967".
2- السيد محمود عباس نفسه عارض تصريحه السابق بعد شهر، ورحب من تونس بالمشروع الفرنسي الذي سيقدم باسم القضية الفلسطينية إلى مجلس الأمن؟.
3- جاء التناقض التالي على لسان كبير المفاوضين السيد صائب عريقات, حين قال: "القيادة تملك استراتيجية جديدة، تستند إلى المطالبة بعقد مؤتمر دولي لوضع جدول زمني لإنهاء احتلال أراضي دولة فلسطين".
فأين يقف المواطن الفلسطيني من هذه التصريحات؟, وكيف يفهم السياسة الفلسطينية؟، وهل المطلوب هو قرار دولي تتقدم فيه فرنسا، أم أن المطلوب هو مؤتمر دولي لوضع جدول زمني للانسحاب, أم المطلوب هو مزيد من الانتظار حتى يكمل المستوطنون المشوار؟.
استنتاج:
عزوف الجماهير عن المشاركة في تظاهرة رام الله, يؤكد أن نتائج انتخابات جامعة بير زيت كانت الأصل، والاستثناء هو مشاهد الحشد الجماهيري المزيف خلف سياسة المتناقضات.
حكم بالخلود وآخر بضرورة الحسم
لمى خاطر- الرسالة نت
ما كان حكم قضاء الانقلاب في مصر ليضير ثلة الشهداء المجاهدين الذين قضى بإعدامهم شيئًا، أو ليحرّف التاريخ أو يزيّف الواقع، أو يفلح في إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، حيث استغفال الناس والاستخفاف بهم يتم بجرّة قلم أو بوصلة ردح على الفضائيات، تشكك في أن يكون القائد القسامي رائد العطار قد قضى في قصف صهيوني خلال حرب العصف المأكول منتصف العام الماضي.
حَكَم القضاء المصري بإعدام هذه الثلة الموزعة بين الشهادة والأسر في سجون الاحتلال، فحكم عليها بالخلود وعلى نفسه ونظامه بالعار الأبدي، وهو عار لن يفلح أي استدراك بمحوه، أو مداراة اجتهد ممثلو الوجه الآخر للعار من الفلسطينيين بإخراجها وهم يعلقون على أحكام الانقلاب بالتأكيد على نزاهة قضاء مصر!, إنما تبدو هنا سبل التمايز أوضح مما سبق لتخطّ حكمها الخاص القاضي بأن الكيان الصهيوني ليس شوكة الاستعمار الوحيدة المزروعة في رحابنا، لأن ذيوله التي تضرب بقوسه وتتنفس هواء مصالحه ذاتها ليست إلا نسخة عنه، حتى وإن انتعلت وطنية مدعاة وأقنعت شطر الجمهور بشعاراتها. فأدوات الاستعمار في فلسطين والأمة ليست صهيونية الملامح وحسب، ولنا أن نتبيّن ملامحها مع تضافر مصالحها واجتماعها على مواجهة خصم واحد، وإن تنوعت الأساليب.
ليس فقط الحكم على مجاهدين فلسطينيين من يحيلنا إلى ضرورة فهم أصل الصراع داخل الأمة، بل كذلك سيل أحكام الإعدام التي طالت قيادات وكوادر إسلامية في مصر، رغم أن خصوم الانقلاب الذين يساقون إلى ساحات الإعدام لم يتبنوا غير مسارات النضال السلمي، وظلوا يرفضون عسكرة مسارهم الثوري ويلزمون قواعدهم بذلك، فكانت النتيجة أن دفعوا دمهم ثمن محاولاتهم الحفاظ على دماء من أجرموا بحقهم على مدار عقود وصولاً إلى مجزرة رابعة وأخواتها.
في مصر كما في غيرها من ساحات الأمة النازفة، وحيثما بطش الطغاة وأجرموا، تضيق المفاهيم الرومانسية للإصلاح والحكم ومثلها نظريات الشراكة والتوافق وتداول السلطة، تضيق حتى يندثر المؤمنون بها وتغدو مجرد تنظير مخملي على هامش المجازر، بل يصبح الترويج لها مجرد تعبير عن العجز وعقم المسارات ودنوّ الهمة وإضاعة مفتاح المواجهة، المواجهة التي ظل كثيرون من نخب الأمة يؤجلونها ويرونها باباً للفتنة، فيما ظل الطغاة ماضين في طريقهم الدموي وهم ينعمون بحسن ظن خصومهم ويراهنون على أن أخلاق هؤلاء الخصوم ستمنعهم من الإقدام على خطوة القصاص وردّ العدوان بالمثل، أو حسم القناعة باتجاه المواجهة والمفاصلة الواضحة.
ولكن من قال إن الاجتهادات البشرية نصوص مقدسة لا تتغير بتغير المعطيات وتطور الوقائع؟, ومن قال إن النضال السلمي وصفة نجاح أبدية بعد كل هذا الانهيار في بنيان الأمة التي ما زالت تقرع باب فجرها بأكفٍ دامية؟, ومن قال إن العدوان لن يفرز ردة الفعل المكافئة له والقادرة على نقل المراحل إلى مسارات جديدة؟.
هناك دائماً من كان يبصر موضع مفتاح الخلاص منذ بداية عهده مع المواجهة، وهناك من أبصره بعد التجربة، وهناك من ظلّ يراهن على المفتاح الخاطئ حتى بعد أن تبيّن له ذلك، وهذا الأخير واجبه أن ينتقل اليوم إلى الظل، ويترك المسير تحت الشمس لمن حاز الإرادة وفهم أصل الصراع وكنه الأزمة في الأمة ومنطلق خلاصها. وعندها فقط سنتخفف كثيراً من شعورنا بالعجز كلّما سطا علينا الظلام ليطفئ نجوماً جديدة في سمائنا، لأن الدم الذي لا يذهب سُدى يزهر ويحث على الإقدام، بقدر ما يفرز الموت المجاني في المقابل يأسًا وانسحابًا وقهرًا.
من للأقصى ؟!
يوسف رزقة- المركز الفلسطيني للاعلام
احتفل المسلمون مساء يوم السبت الماضي بالذكرى السنوية للإسراء والمعراج. كل المتحدثين تعلقت قلوبهم وكلماتهم بالقدس والمسجد الأقصى، وكلهم دعوا الله أن يعجل بتحريره وإعادته لسلطان المسلمين. وقد تزامنت احتفالات الإسراء والمعراج هذا العام مع إحياء الفلسطينيين لذكرى النكبة التي وقعت في عام ١٩٤٨م قبل (٦٧) عاما من الآن. كانت صورة الأقصى ومفتاح العودة تزين مناشط الاحتفالات الشعبية في المناسبتين تعبيرا عن تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة وبالقدس عاصمة لفلسطيني.
بينما يحيي الفلسطينيون ذكرى العودة، وذكرى الإسراء والمعراج، كان الإرهابي نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي، ووزير التعليم في حكومة نيتنياهو الجديدة يقود مظاهرة للمتدينين في ساحة البراق أول أمس الأحد ويخطب فيهم frown رمز تعبيري القدس هي لشعب إسرائيل منذ الأزل وإلى أبد الآبدين؟! ولا يمكن تقسيم القدس؟! العالم لم يفهم بعد، وسيفهم بفضل القوة العظمى الموجودة هنا؟! كل ولد إسرائيلي يقول : إذا نسيتك يا قدس فلتنسني يميني؟! وقريبا سيتمكن اليهود من الصعود للصلاة في جبل الهيكل ( يقصد المسجد الأقصى) لأن جبل الهيكل لنا؟ ! كل واحد منكم وريث الملك داوود، ومكمل درب الملك داوود ؟!) انتهى الاقتباس ، وفي التوقيت نفسه صرح نيتنياهو قائلا frown رمز تعبيري إن إسرائيل تحت حكمي وولايتي لن تسمح بتقسيم مدينة القدس؟!).
حين قرأت تصريحات بينيت ونيتنياهو قلت في نفسي هل يقف العالم (الغربي والعربي ) جيداعند هذه التصريحات؟! وإذا وقف عندها هل يرفضها، أم يمر عليها بعين الرضا والصمت؟! وهل تحركت مشاعر الاحتجاج في نفس عباس والسلطة، أم أن الجري وراء العودة للمفاوضات قد أخمدت هذه المشاعر؟! لا أملك إجابة لهذه الأسئلة ولا لغيرها في هذا الموضوع، غير أني أزعم أننا نحن الفلسطينيين والعرب وبالذات (من يتولون المسئوليات العامة ) هم من منحوا بينيت ونيتنياهو هذا اللسان الطويل، وهذا الاحتقار العميق لردود الأفعال الفلسطينية والعربية؟!
ما كان لبينيت ونيتنياهو أن يتفوهوا بهذه الأباطيل، ولا بتلك المزاعم، لو كان ثمة قائد مسئول يملك جزءا من مائة جزء من نخوة المعتصم بالله؟! حين سقط الغيرة على محارم الله من نفوسهم فرطوا بالقدس وبالأقصى، وجعلوا لأنفسهم أذنا من طين وأخرى من عجين؟! ، وقبلوا بتقبيل يد اليهود والأمريكان ، وسكتوا عما يقوله بينيت ونيتنياهو ، والمؤسف أنهم حين يتحدثون يقولون أميركا تشجع الإرهاب في المنطقة.
أميركا والغرب لا يقفون عند الإرهاب الإسرائيلي حين يستخدم طيرانه الحربي لقتل أطفال ونساء غزة، فكيف لهم أن يقفوا عند كلام بينيت عن القدس والأقصى؟! ليس فيما يقوله اليهود مهما كان مخالفا للقانون الدولي عيبا أو إرهابا؟! الإرهاب تخصص عربي وإسلامي فقط؟! والعرب هم من جعلوا الإرهاب اسلاميا تبعا لأميركا والغرب، مع أن الدين والمنطق والتاريخ أوشكوا على حصر الإرهاب تاريخيا في اليهود، لأنهم هم الذين يشعلون نيران الحروب والاغتيالات في كل مكان.
لكن ما يتعلق باليهود اختفى، وبات الإرهاب خاصية إسلامية؟! ، فحيثما وجهت وجهك في القارات الخمس، وأحسنت الاستماع لما يقال وجدتهم يتحدثون عن الإرهاب الإسلامي ، حتى عواصم العالم العربي والإسلامي تتحدث عن الإرهاب الإسلامي ، ولا تجد متحدثا واحدا يحدثك عن إرهاب اليهود في فلسطين، أو في العالم. لهذا كله كان بينيت ونيتنياهو فيما تقدم من كلامهم والمسلمين يحتفلون بالإسراء، والفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة.