الرئاسة في تونس...

في هذا الملف

 اختيار منصف المرزوقي لرئاسة الجمهورية التونسية

 الكتل السياسية التونسية تبحث توزيع الرئاسات الثلاث

 منصف المرزوقي: احسست بالشماتة يوم سقوط بن علي والتقي مع النهضة في منتصف الطريق

 حمادي الجبالي: لن ننتقم من أحد والمحاسبة ستكون عادلة

 رئاسة تونس لـ «التكتل» والحكومة لـ «النهضة»

 حركة النهضة الإسلامية التونسية تؤكد تمسكها بالنظام الجمهوري الديمقراطي

 المنصف المرزوقي متمسك بحقه في رئاسة تونس ولو اضطر للتخلي عن التحالف مع التكتل

اختيار منصف المرزوقي لرئاسة الجمهورية التونسية

المصدر: روسيا اليوم

اتفقت حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية ، الحائزان على أكبر عدد من المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي التونسي، على تكليف منصف المرزوقي ، برئاسة الجمهورية إلى حين وضع الدستور وإجراء انتخابات العام المقبل.

وأكد مصدر مطلع أن قيادة النهضة الحاصلة على89 مقعدا في الانتخابات والمؤتمر الحاصل على 29 مقعدا "اتفقوا خلال مفاوضات بالعاصمة تونس على تكليف زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منصف المرزوفي (66 عاما) برئاسة الجمهورية".

وأضاف المصدر، أن النهضة والمؤتمر "عرضا على مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل من أجل العمل والحريات الحائز على 20 مقعدا رئاسة المجلس الوطني التأسيسي".

وأوضح المصدر أن بن جعفر الذي قالت صحف محلية إنه متمسك برئاسة الجمهورية، "لم يرد بعد على هذا العرض، وطلب التشاور مع أعضاء حزبه".

الكتل السياسية التونسية تبحث توزيع الرئاسات الثلاث

المصدر: ج. البيان الاماراتية

علمت «البيان» ان لقاء مهما جمع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وزعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية منصف المرزوقي وزعيم حزب التكتل من اجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر من اجل وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية المنتظرة وتوزيع الرئاسات الثلاث، حيث اتفق على اسناد رئاسة الجمهورية إلى بن جعفر كرسالة تطمين إلى الداخل والخارج.

واكدت مصادر مطلعة لـ«البيان»، طلبت عدم الافصاح عن هويتها، ان الغنوشي وابن جعفر والمرزوقي اجتمعوا «واتفقوا على القطع مع الماضي و توزيع جميع المسؤوليات الحكومية على وجوه جديدة مع الابقاء على وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي في منصبه».

واردفت المصادر ان «اتفاقا حصل على ان يتولى بن جعفر رئاسة الدولة، و هو ما سيمثل رسالة ايجابية من النظام التونسي الجديد للحكومة الفرنسية التي تعتبر بن جعفر احد اصدقائها المقربين، اضافة الى انه يمثل عنصر توازن مناطقي باعتباره يمثل الطبقة الارستقراطية للعاصمة و لبقايا الارث العثماني الذي ينتمي اليه زعماء اخرون كان لهم اثر كبير في مرحلة ما بعد ثورة 14 يناير ومنهم رئيس الدولة المؤقت فؤاد المبزع ورئيس الحكومة المؤقتة الباجي قايد السبسي وعياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة».

وافادت بأن تعيين بن جعفر في الرئاسة «يرضي الجانب الاميركي الذي يؤكد المراقبون انه لم يخف تحفظاته من امكانية تولي المرزوقي مهام رئيس الدولة».

موقف الحمادي

في الاثناء مثّل اعلان زعيم تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية محمد الهاشمي الحامدي عن تأجيل موعد عودته الى تونس، مفاجأة جديدة لانصاره الذين كانوا توافدوا السبت الماضي على مطار قرطاج الدولي لاستقباله. وفي محاولة منه لشرح اسباب هذا التأجيل، قال الحامدي في بيان تلقت «البيان» نسخة منه ان «حملة التشويه والتجريح بحقي شخصيا، ثم بحق تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية تجاوزت كل الحدود»، على حد وصفه.

واردف: «تجلت هذه الحملة مجددا الجمعة الماضية قبيل ساعات من الرحلة التي كنت أنوي العودة فيها من خلال أخبار بثتها بوجه خاص وكالة تونس افريقيا للأنباء الحكومية، والقناة الوطنية التلفزيونية، فهم منها بشكل واضح التجريح المتعمد في شخصي والتشجيع على الإنشقاق والإنقسام في صفوف تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية».

وطالب الحامدي الرئيس المؤقت بالاعتذار عن ما سماه «اقصاء» من المشاركة في اجتماع حزبي للاعداد للجلسة الافتتاحية للمجلس التأسيسي في 22 من الشهر الجاري. وطالب الحامدي «من الرئيس المؤقت للجمهورية اعتذارا واضحا لا لبس فيه موجها بشكل مباشر لانصار العريضة الشعبية في كل أنحاء البلاد وللشعب التونسي على اقصاء ممثلي العريضة من حضور اجتماع الكتل الفائزة في المجلس التأسيسي والذي أشرف عليه الرئيس المؤقت شخصيا». وكان الرئيس المؤقت التقى السبت الماضي ممثلين عن الاحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات للاعداد للجلسة الافتتاحية للمجلس التأسيسي، لكن تيار العريضة قال انه تم اقصاؤه من هذا الاجتماع رغم انه القوة الثالثة في البلاد بعد الانتخابات.

مقابلة مع المرشح لانتخابات الرئاسة في تونس

منصف المرزوقي: احسست بالشماتة يوم سقوط بن علي والتقي مع النهضة في منتصف الطريق

المصدر: ج. القدس

المفكر التونسي الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية أول شخصية تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية، منذ انفراط عقد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

عن عزمه الترشح للرئاسة، وعن الثورة وانتخابات المجلس التأسيسي والتحالف مع النهضة والتأسيس للحكم التعددي في تونس، يتحدث منصف المرزوقي من خلال الحوار مع صحيفة "الخليج" الاماراتية:

* كنت أول من قال ل"زين العابدين بن علي" أرحل، ولكن أين كنت فترة الثورة؟

- نعم، قلت يجب أن يرحل، عبر شاشات التلفزيون ومواقع الإنترنت، وكشفت تجاوزاته وفساده المالي، ورجعت إلى تونس إبان الثورة للمشاركة في التأسيس لجمهورية ثانية قوامها العدالة والتعددية والديمقراطية واحترام الحريات.

* ما رأيك في نتيجة انتخابات المجلس التأسيسي؟

- نتيجة الانتخابات جاءت منصفة وعادلة تعكس ذكاء الشعب التونسي ووعيه، والانتخابات كانت نزيهة بشهادة السواد الاعظم من المراقبين المحليين والدوليين. ونجاح حزب النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أترأسه، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، جاء نتيجة طبيعية للتاريخ النضالي لهذه الأحزاب التي قاومت الدكتاتورية بشدة .

واليوم، بعد أن عاش المواطن التونسي ولأول مرة منذ نصف قرن انتخابات شفافة وعادلة، فقد عادت إليه ثقته في العملية السياسية، وممارسة حقه وواجبه بعيداً عن أشكال الخوف والضغط .

* سبق وصرحت بأن هنالك "مقاولة سياسية" وأن الإشهار كان أداة بعض الأحزاب لاستمالة الشعب وكسب وده، كيف انعكس ذلك على نتائج الانتخابات؟

- صحيح أن عديد الأحزاب أنفقت أموالاً طائلة للدعاية والإشهار لدرجة انها استعانت بشركات تجارية لتدون لها برامجها، لكن الشعب التونسي أثبت ذكاءه ولم تنطل عليه حيل بعض الأحزاب. فقد انتخب التونسي الأحزاب التي تمثله وتترجم تطلعاته. بعض الأحزاب حاولت أن تربح مقاعد في المجلس التأسيسي بالإشهار السياسي وبالتأثير في سبر الآراء مستعينة بكل تقنيات التحايل الممكنة، ولكن الشعب لحسن الحظ عاقبها عقاباً شديداً ولقنها درساً لن ينسى.

* طلبت من الشعب التونسي التركيز على ثلاثة أحزاب هي "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" و"حزب النهضة" و"حزب العمال الشيوعي"، وأقصيت بذلك بقية الأحزاب؟

- أنا لا أقصي أحداً، بل الشعب هو الذي اختار، كما لا يمكن لحزب ولد لتوه ولا يملك تاريخاً ولا برنامجاً واضحاً، أن يكسب ثقة الشعب الذي عانى من الدكتاتورية والتهميش لأكثر من نصف قرن.

* ألا ترى أن التونسي لا يزال غير مهيأ لحكم تعددي بعد أن عاش نصف قرن مع حكم الحزب الواحد؟

- الشعب التونسي سئم الدكتاتورية، ويرفض اليوم بعد الثورة المباركة أن تصادر أفكاره وتغتصب حرياته، ونتائج انتخابات المجلس التأسيسي أكبر دليل على أن التونسي مستعد تماماً لممارسة حقه في حكم تعددي قوامه التآلف وإعطاء السيادة للشعب. وأنا متأكد من أن التونسيين الذين أبدعوا في خلق ثورة سوف يبدعون في خلق نظام سياسي جديد.

* هل تعتقد أن تونس بحاجة إلى ثقافة للحريات تؤسس لواقع جديد؟

- للتونسيين العديد من الخصال أهمها ثقافتهم ووعيهم بحدود حرياتهم وكيفية التعامل معها، والذين ينظرون إليهم بدونية على أنهم عرب ومسلمون، نسوا أنهم طوال العقود الماضية قد راكموا التجارب، والدليل على ذلك أننا اليوم نجد العلمانيين والإسلاميين في نفس المشهد النضالي، ومن أجل الحريات استطاعوا بناء المجلس الوطني للحريات.

* حزب المؤتمر حقق نجاحاً مشرفاً في الانتخابات، هل كان ذلك لأنك أشهر معارض في تونس وتملك نظارات عجيبة تحولت إلى رمز للحزب؟

- (يضحك)، لست أشهر معارض في تونس، ونتاج حزب المؤتمر الفكري والنظري الغزير، ونضالاته وأفكاره التي تتماشى مع المرحلة هي الأسباب التي وقفت وراء نجاح الحزب في الانتخابات.

* كيف سترسمون منهج التوافق مع "النهضة" على اختلاف المدارس الفكرية؟

- أنا مؤمن بأنني أقرب للشيخ راشد (الغنوشي) من أي علماني "متفرنس" يحتقر شعبه ولغته ودينه. جئنا من اتجاهين مختلفين وتلاقينا في الوسط على احترامه للديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وتشبثي بقيم العروبة والإسلام. كل الذين يتشاركون في مثل هذا الخيار مطالبون ببناء جبهة سياسية للحكم وليس فقط للمطالبة بإصلاحات لا يريدها ولا يقدر عليها نظام فاسد ومتفسخ. وآن الأوان لجعل الأهداف، السياسية المشتركة فوق الرؤى العقائدية المختلفة ودفع جديد لفكرة وتنظيم المقاومة المدنية لأنه لا خيار لنا غيرها اللهم إلا إذا فضلنا أن نبقى متفرجين على من يصنعون التاريخ الكبير في العالم والقصص العفنة في بلادنا .

* قلت إن المستقلين هم "فطريات" وضد الأحزاب، ووجودهم بلا موجب، وأن القوائم المستقلة "مصيبة كبيرة"؟

- احترازي الكبير على ظاهرة الاستقلالية في المشهد السياسي التونسي كان في محله، والدليل أن الشعب التونسي لم ينتخبهم. أحترم الاستقلالية عندما يتعلق الأمر بالعمل النقابي، والعمل الحقوقي والعمل الثقافي، ولكن في العمل السياسي لا معنى للاستقلالية، إذ إن من يسيرون البلد هم جماعات تعلمت العمل مع بعضها ولها برامج واضحة ودقيقة .

* هل نجاح واستمرارية الأحزاب يتوقف على تاريخها؟ يعني أن الأحزاب الجديدة والتي بلا تاريخ لا مبرر لوجودها ويجب إقصاؤها من المشهد السياسي؟

- أنا لا أقصي أحداً، بل الشعب التونسي الذي قال كلمته هو الذي لم ينتخبهم ووثق فقط في الأحزاب التي لها تاريخ، وهو الذي يدعو كل الأحزاب الجديدة إلى الانكباب على تحضير برامج تليق بمستقبل تونس وثورتها المجيدة . ولتكون الصوت الذي يصدح بالحقّ .

فرار زين العابدين

* كيف عشت لحظة فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي؟

- كنت في المستشفى بعد أن أجريت لي عملية جراحية، غمرتني فرحة عارمة وفخر كبير بشعبي العظيم، ولا أخفي أنني شعرت بنوع من الشماتة في الدكتاتور الذي كان يعتقد أنه يَقْهر ولا يُقْهر.

* قلت أن زين العابدين بن علي قد مارس الخيانة العظمى، كيف ذلك؟

- نعم، هي خيانة عظمى بدأت بالتعامل مع "موساد" والتفريط في استقلال تونس لمصلحة الأطراف الأجنبية، وانتهت بتزوير الانتخابات وضرب الحريات .

* حرمت من جواز السفر ومن عائلتك وعملك، كيف كنت تتعامل مع ذلك الوضع؟

- فاتورة باهظة دفعتها في سبيل أن أقول "لا" في وجه الحكم البائد، والدكتاتور الذي كان يحارب الحريات بكل ما أوتي من وسائل "خسيسة" لا تليق برجل دولة.

* أتهمك الحكم البائد بأنك كنت تأخذ تمويلات من جهات خارجية، ما رأيك؟

- تاريخي شاهد على من أكون، فمنذ أن نفيت من نحو 10 سنوات، لم يتصل بي أي طرف سياسي غربي ولا مموّل، كما لم أتلقّ دعماً مالياً من أية جهة أجنبية، والشعب التونسي يعرف من هو المنصف المرزوقي وماهو تاريخه ونضالاته.

هل صحيح أن ثمة دولاً أجنبية تضغط على تونس بملفات في حقوق الانسان؟

- الحكومات الغربية التي كانت تتعامل مع الاستبداد بكل أريحية، صارت اليوم مهووسة بالدفاع عن حقوق الانسان وحقوق المرأة والحريات الفردية، ولا أحد يمكنه الضغط على تونس، لا أمريكا ولا فرنسا ولا أي بلد في العالم يملك القرار السّياسي في تونس بعد الثّورة، الآن القرار السّياسي بأيدي الشّعب التّونسي.

* قلت "علمتني التجربة المريرة إنه يكفي أن أقوم بمبادرة حتى تسعى بقية الأطراف لإفشالها لا لشيء إلا لأنها تأتي مني أو من المؤتمر"، هل مازلت مصراً على ذلك؟

- كانت تجهض كل مبادراتي وتخنق أصوات الحق التي كان يصدح بها حزب المؤتمر. ولكن اليوم وبعد ان أنصفنا الشعب، فلا أحد يستطيع إفشال مساعينا لتحقيق الحريات واسترجاع الشعب لسيادته.

* لو تقيّم لنا وضع الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي؟

- انقسام النخب والمعارضات العربية إلى اتجاهات مختلفة، وكثرة الضغوط الخارجية المسلطة على الشعوب العربية، هي السبب الذي يمنع الشعوب من تغيير أوضاعها في الاتجاه الديمقراطي، وحماية استقلالها الوطني من التدخلات الخارجية .، وهو ما يمثل عائقاً كبيراً أمام التحولات الديمقراطية في الساحة العربية، ويمكن الدكتاتورية العربية من تجديد أنفاسها.

* شعار حزب المؤتمر هو "حقوقنا نمارسها ولا نطالب بها"، وماذا عن الواجبات؟

- واجبنا هو احترام الحريات والدفاع على الشعب وتبني كل مطالبه، وبرنامجنا يضع التشغيل أول أولوياته.

* عرفت أنك استفزازي في الآراء وليس لك خطوط حمر، ويقول البعض إنك تفتقد "للكاريزما"، أترى نفسك مؤهلاً لأن تكون رئيساً للبلاد؟

- الشعب يريد . . وما على الأحزاب سوى التنفيذ.

* في الختام؟

- أطلب من كل من يتآمرون وراء الستار، ألا يضيعوا وقتنا، وأقول لهم "اذهبوا إلى بيوتكم وطلقوا السياسة، ولا تركبوا موجة لا يمكن أن تصلوا بها" .

* من هو منصف المرزوقي؟

منصف المرزوقي هو دكتور تونسي، مفكر وسياسي ولد في عام ،1945 رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ويحمل شهادة الدكتوراه في الطب، ويكتب في الحقوق والسياسة والفكر . ويعد من أبرز زعماء المعارضة الذين فروا بعد إحكام زين العابدين بن علي قبضته على البلاد على إثر انقلاب أبيض على الرئيس السابق الحبيب بورقيبة سنة 1987 .

تنحدر عائلته من الجنوب التونسي، أما والده فهو محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بن كريم، له أربعة أشقاء وسبعة أخوة . نشأ في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس .

غادر تونس للالتحاق بوالده سنة،1961 وعاش مع عائلته في مدينة طنجة المغربيّة حتى عام ،1964 سافر إلى فرنسا وتزوج هناك، وأنجب مريم ونادية، وعاش في منفاه الاختياري في باريس لمدة 15 عاما،لم يتوقف طيلة هذه المدة في توجيه سهام النقد للرئيس بن علي ونظامه على جميع الجبهات خاصة الإعلامية .

في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركة منصف ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين .

عاد المرزوقي إلى تونس عام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس . شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع . واعتقل في مارس/آذار 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل شخصيّ من نيلسون مانديلا .

أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في أواخر عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان . وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000 .

ثم غادر إلى المنفى في 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس . حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه العودة من دون أخذ الإذن من السلطات التونسية.

أسّس حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" في ،2001 وبقي محروماً من الترخيص القانونيّ والمرزوقي منفي في باريس، وكوادره تعاني التعذيب والسجون في الداخل، حتى هروب زين العابدين بن علي وتحرّر البلاد من الاستبداد .

عرف بدعواته الشهيرة ل"العصيان المدني" لإزاحة حكم بن علي، وعاد إلى وطنه يوم 18 كانون الثاني (يناير) ،2011 أي بعد 4 أيام من هروب زين العابدين.

إطلالات المرزوقي كانت قليلة عبر بعض الفضائيات العربية أو مواقع الانترنت الإخبارية التي رضيت باستضافته، فالرجل لا يهادن حكومة بلده السابقة، ولا أية حكومة عربية أخرى. لكن عودة المرزوقي إلى تونس واحتضانه باستقبال تاريخيّ من قبل أنصاره وتكرّر خروجه عبر الإعلام الرسميّ والصحف اليومية وعلى مقاطع الفيديو عبر شبكة الإنترنت، جعلت كثيرين يهتمون بهذه الشخصية التي لم تهادن بن علي ونظام حكمه حتى آخر يوم من أيام ذلك الحكم.

العودة إلى تونس

في مداخلة له على قناة الجزيرة يوم 14 تشرين الثاني/أكتوبر 2006 حول الوضع في تونس، دعا المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية. ثم أعلن عن عودته إلى تونس يوم 21 تشرين الثاني/أكتوبر لمشاركة التونسيين في نضالهم. وعاد في ذلك التاريخ. وعاد المنصف المرزوقي إلى تونس يوم18 يناير 2011 . شارك في إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 مع حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية الذي حاز على المركز الثاني ب29 مقعد بعد حركة النهضة الإسلامية و قد تحصل الدكتور منصف المرزوقي على مقعد في دائرة نابل 2.

مقابلة مع امين "حزب النهضة" التونسي الذي يؤكد عدم فرض الحجاب إذ "لا إكراه في الدين"

حمادي الجبالي: لن ننتقم من أحد والمحاسبة ستكون عادلة

المصدر: ج. الخليج الاماراتية

دفع حمادي الجبالي أمين عام “حزب النهضة” في تونس 16 سنة ونصف سنة من عمره وراء قضبان السجن، وكانت فاتورة نضاله في سبيل محاربة الفساد والدكتاتورية والسعي وراء تحرير الشعب التونسي من قبضة الحكم البائد .

واليوم، يناضل المهندس والصحفي حمادي الجبالي من أجل أن تصل تونس بالثورة إلى بر الأمان وتحقق أهدافها من ناحية، ومن أجل التصدي لمن يريد تشويه صورة الحزب وترهيب الناس والتشكيك في برنامجه ونواياه من ناحية ثانية .

إذ ألصقت اتهامات عدة بالأمين العام لحزب النهضة على غرار تواطئه مع بعض رموز فساد النظام البائد، وبكونه إرهابياً وينتمي إلى حزب إسلامي متشدد يفرض الحجاب ويحظر الكحول ويقمع الحريات، اتهامات قال عنها حمادي الجبالي إنها زائفة يراد بها تشويه سمعته وعرقلة مساعي الحركة نحو الحريات والديمقراطية، من خلال الحوار التالي:

ما حقيقة ما يروّج حول إصدار ألمانيا بياناً تؤكد فيه مقاطعة تونس في حال توليك منصب الوزير الأول، مؤكدة على اتهامك بالتورط في تفجير نزل بإحدى المناطق الساحلية التونسية خلال التسعينات من القرن الماضي؟

- (يضحك) نجاح حزب النهضة لم تصنعه ألمانيا، بل صنعه الشعب التونسي الذي برأنا من تهم الإرهاب، كما برأتنا المنظمات العالمية، وموقف ألمانيا هو موقف شاذ يخص ألمانيا وحدها ولن يضعف عزائمنا البتة .

جمعتك مؤخراً صورة تلفزية بكل من الباجي القائد السبسي رئيس الحكومة المؤقتة، وكمال لطيف، فشنّ الإعلام المحلي التونسي حملة تتهمك بالتواطؤ مع حكومة الظل ورموز فساد النظام السابق، ويقصد هنا كمال اللطيف؟

- هذا أكبر دليل على الدور السلبي للإعلام التونسي الذي كثيراً ما يستند إلى وثائق أو صور من دون التأكد من صحة مصدرها.

كان ذلك في سفارة الجزائر لمناسبة احتفالها بثورتها في اليوم الأول من الشهر الجاري، التقيت الباجي القائد السبسي وبعض الوزراء والسفراء، وجلست بجانب رئيس الحكومة المؤقتة بينما كان كمال اللطيف واقفاً يراقب المكان من بعيد .

وما أن صوّبت الكاميرات نحوي، حتى جاء كمال اللطيف ليجلس بجانبي في حركة بدت لي غير بريئة، وتأكد ذلك حين شن الإعلام التونسي حملة ضدي، تفيد بأنه قد تكون بيني وبين المذكور علاقة مريبة، وتآمر على البلاد .

يؤسفني جدا استمرار الإعلام في مغالطة الرأي العام وخدمة بعض الأطراف التي لا تزال تخدم الحكم البائد من وراء ستار الإعلام .

هناك نقص واضح في التواصل مع التونسي الذي لم ينتخب حزب النهضة، ويخافه ويجهله . مسؤوليتكم أم مسؤولية الإعلام التونسي؟

- أعترف بأن ثمة تقصيراً في التواصل والاتصال من الحزب، راجع إلى نقص الإمكانات والوقت والتقنيات . . ولكن الإعلام التونسي ليس بمنأى على التقصير في حق الأحزاب والشعب معا .

الإعلام الرسمي والحر حكم تونس من نصف قرن بالنخبة التي أرادت الهيمنة والسيطرة، فكانت أزراراً يتحكم بها بن على كما يشاء .

ولكن لن يبقى حال الإعلام التونسي كذلك، سيعمل الحزب على أن تكون للإعلام التونسي الحكومي استقلاليته وذاتيته، على غرار ال “بي . بي . سي” التي عرفت باستقلاليتها رغم أنها حكومية .

إباحة تعدد الزوجات وإغلاق الملاهي الليلية وحظر بيع الكحول ومنع اختلاط الجنسين في المؤسسات التربوية . . هو جزء من برنامج النهضة؟

- هذا يدعيه كل من لا يعرفنا ولم يقرأ برنامجنا . وإن أغلقنا الحانات فسيباع الكحول في المنازل، ولكن أعد بأن الحانات لن تجد زبائن في المستقبل، وسيكون ذلك نابعاً من قناعة الشعب الخالصة .

حدثت مؤخراً ممارسات نسبت للنهضة منها فرض دخول المنتقبات للجامعة والسخرية من طريقة لباس بعض المدرسات وتكفير وعزل بعض الأئمة، فما رأيك؟

- النهضة تتبرأ سياسياً وشرعياً من هذه الممارسات وهي تتعدى ضرب الحريات إلى ضرب أصول الدين . وسيتعرض كل مرتكبيها إلى المحاسبة القضائية .

أعلن حزب النهضة أنه سيستأنس في عمله بحزب العدالة والتنمية التركي، ويخشى التونسي أن يتطور ذلك إلى الاستنساخ؟

- لن نقبل الاستنساخ، وحركتنا وكتب الشيخ راشد الغنوشي جاءت قبل الحركة . لكن سنقوم بدراسة تجربة حزب العدالة والتنمية التركية للاستفادة من نجاحه، وأكثر ما يلفت في هذا الحزب هو ان مدخله لم يكن إيديولوجياً بل كان اجتماعياً واقتصادياً بحتاً .

المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية حليفكم، أعلن ترشحه للرئاسة، ما رأيك؟

- للأحزاب الفائزة في الانتخابات حق الترشح للرئاسة . وسيكون ذلك بالاتفاق مع حزب التكتل وحزب النهضة وحزب المؤتمر وطبعا إرادة الشعب .

هل ترى أن المنصف المرزوقي يمكن أن يكون رئيس تونس الجديد؟

لا أستطيع تقييمه، بل الشعب الذي انتخب حزبه هو الذي يقرر إن كان منصف المرزوقي جديراً بأن يكون رئيساً للبلاد أم لا .

هل تم حسم أمر ترشيحكم لمنصب الوزير الأول؟

- المسألة محسومة، فمن حق الحزب الفائز في الانتخابات تنصيب الوزير الأول، والحزب اختارني لهذه المسؤولية .

ما حقيقة ما يروج حول التمويلات الخارجية التي يتلقاها الحزب التي تجعله خارقاً للقانون وتابعاً للجهات التي تقوم بتمويله؟

- تمويل الحزب يأتي من الحزب وللحزب . . والنهضة لم ولن يتسلم أي دعم مالي من الخارج لثلاثة أسباب . أولهما أن الحزب الذي يبني القانون لا يمكن أن يخترقه، والسبب الثاني هو أن النهضة حزب مستقل، والسبب الثالث هو أن للحزب ماله الخاص الذي وفّره له رجاله ويكفيه سنة كاملة .

ازدواجية في الخطاب وانشقاق بين أصحاب القرار في الحزب والطبقة الشعبية الواسعة . . هو أكثر ما يرتبط بحزب النهضة في حديث الشارع التونسي، فما مدى صحة ذلك؟

- ليست هنالك ازدواجية في الخطاب، المشكلة هو أننا حركة متحركة فيها مخاض داخلي حول مسائل فرعية، الحوار أساس عملنا ولو اشعر بأن ثمة تناقض داخل الحزب، فسأنسحب فورا .

لا يوجد انشقاق، ولكن الشعب يخلط بين النهضة والساحات الإسلامية التي تتسم بالتعدد . “السلفية” و”التحرير” و”التبليغ” . . أصناف عدة يدعو بعضها إلى مقاطعة النهضة ويرتكب بعضها الآخر ممارسات ضد الحريات وينسب ذلك للنهضة . وما على المواطن التونسي إلا التمييز بين النهضة التي تدعو إلى الاعتدال واحترام الحريات، والأخرى التي تسعى إلى خلق قطيعة بين النهضة والشعب التونسي .

صرّح رئيس رابطة حقوق الإنسان التونسية بأن هنالك تجاوزات في الانتخابات منها المال السياسي والدعاية في المساجد أين النهضة من ذلك؟

- ليس للحركة مال سياسي، والمال الذي قدمه رجالها يكفينا لسنة مقبلة . والدعاية في المساجد التي تحدثت عنها أطراف عدة لا وجود لها إلا في خيالهم . فالإشهار السياسي الذي دخل للبيوت قسراً ومن خلال الشاشات الصغيرة هو الذي خلق القطيعة بين بعض الأحزاب والتونسي الواعي والذكي، لكن المساجد كانت تدعو إلى انتخاب من يخدم البلاد والدين .

هل مازال الحزب في طور المصالحة مع الشعب أم ذلك تحقق بالانتخابات؟

- المصالحة مع الشعب تأتي على مراحل، فهنالك فئات تجهل حزب النهضة بتاريخه وبرنامجه وأهدافه . وهنا مهمتنا التواصل مع هذه الفئة مباشرة لتحقيق المصالحة وتبديد المخاوف التي تسكنها، وخاصة المرأة التونسية التي تخشى اليوم أن ننسج على منوال عديد البلدان العربية التي فرضت الحجاب . فالحرية هي القاعدة الأساسية، و”لا إكراه في الدين” .

صرحتم بأن “نتائج الانتخابات لم ترتق إلى مستوى تطلعاتكم” . لماذا؟

- حسب الاستبيانات وسبر الآراء التي قمنا بها قبيل الانتخابات، كنا ننتظر أن يفوز حزب النهضة بأكثر من 60 في المئة من نسبة المقاعد .

هل تحملون مسؤولية ذلك لقانون الانتخابات الذي سبق وقلتم إنه يعاني ثغرات؟

- فعلاً، لديّ مؤاخذات كثيرة على قانون الانتخابات وسير الانتخابات في المجمل عانى العديد من الإعاقات . فالقوائم كانت تعج بالأسماء والشعارات ما يجعل الانتخاب مهمة شاقة على المثقف، فما بالك بالأمّي .

ولم تتم مراعاة الأمية، والتي تمثل 20 في المئة ممن يحق لهم الانتخاب . كذلك التونسيون الذين أدوا فريضة الحج هذه السنة وعددهم يفوق ال13 ألف، لم ينتخبوا . كل ذلك جعل النتيجة أقل مما يجب أن تكونه .

قلت إن “نتيجة الانتخابات أكدت وجود فجوة كبيرة بين الشعب والنخبة . كيف ذلك؟

- خطابات بعض الأحزاب كانت بعيدة جداً على الشعب وتطلعاته، عديد الأحزاب التي تعتبر نفسها يمن النخبة” كانت تخاطب الشعب من برجها العاجي، وركزت في خطاباتها على اللاّئكية والظلامية والتقدمية والحداثة، في حين أن المواطن التونسي يبحث على الحزب الذي يتبنى مطالبه ومشكلاته اليومية التي ترتبط أساسا بأسعار المواد الغذائية والتشغيل والنقل .

هذه فقط تطلعات الشعب التونسي؟

- الحياة الكريمة والحرية والكرامة، هي أكثر ما يحلم به التونسي .

كيف تتعاملون مع خوف المرأة وكذلك رجال الأعمال وأصحاب النزل، والجالية اليهودية من تولي حزب النهضة الحكم؟

- نعلم ذلك، وهو ما دفعنا للاتصال بعدد من رجال الأعمال والمثقفين وكذلك رئيس الجالية اليهودية بتونس . نقدم لهم فكرة على الحزب ونعرض عليهم التعاون والشراكة لخدمة مصلحة البلاد .

ما هي الأولويات العاجلة لحزب النهضة؟

- تشكيل الحكومة وكتابة الدستور لأن الحياة الديمقراطية لا تستقيم في غيابه . إلى جانب تطبيق برنامج عملي في بعض الجوانب الحياتية اليومية خاصة مراجعة أسعار المواد الغذائية وتوفير النقل العمومي والخدمات الصحية المجانية، جاءت به نتائج سبر الآراء الذي توجهنا به للشعب .

قلت إن “أخطر الأخطار التي تهدد مجتمعنا هو استمرار سيطرة وباء الخوف” . من ماذا وعلى ماذا يخاف التونسي؟

- من المستقبل الغامض والخصاصة، وعلى الحريات .

16 سنة ونصف سنة قضيتها في السجن منها 10 سنوات في الانفرادي، كيف كانت هذه التجربة؟

- مرت بسرعة، حتى أني أكاد لا أتذكر منها سوى القليل . السجن موت بطيء، ولكن لا معنى له بالنسبة لمن يدخله دفاعاً على رسالته .

تأكدت وأنا في السجن الانفرادي من أن نظام بن علي لن يطول كثيراً، لأنه كان ضد القلم والقرطاس، حارب المعرفة والعلم وسعى لتجهيل الناس والسيطرة عليهم . والمشكلة الوحيدة التي كانت تؤرقني في السجن هو أنهم حرمونا من الأوراق والأقلام وكتب القرآن .

زين العابدين بن على اشترى الإعلام وباع التعليم، ولكن ذلك لم يسعفه حين الشعب أراد . .وفعل .

تعرضت إلى مفاوضات رخيصة وكنت في كل مرة أثبت لابن علي أنه هو المسجون وأنا الحر الطليق، لأن جسدي وراء القضبان بينما روحي ظلت تحلق وتجوب تونس بشمالها وغربها .

هل أنصف العفو التشريعي العام مساجين السياسة المفرج عنهم؟

- العفو التشريعي كلام على ورق، ومساجين السياسة المفرج عنهم والذين ذاقوا ألوانا من العذابات الظلم والقهر ينتظرون اعتذاراً فورياً من الحكومة، وحزب النهضة يلتزم بإعادتهم الى الدورة الحياتية وتعويض ما يمكن تعويضه .

المرأة التونسية تعتبر مجلة الأحوال الشخصية مكسباً كبيراً وتخاف عليها من النهضة؟

- تعدد الزوجات وتعديل سن الزواج ومسألة التبني، كلها نقاط قد تعدّل ولكن ستضمن الحريات ولن تظلم لا المرأة ولا الطفل ولا الرجل .

هل ترشح بعض الوزراء في الحكومة الحالية المؤقتة لحقائب وزارية جديدة؟

- مواصلة سياسات وليس أشخاص، لن نقطع مع الماضي بل سنحاول الاستفادة من ايجابياته ومواصلتها، وإصلاح سابياته إصلاحاً واعياً ومتدرجاً .

هل تضعون الأولوية للمناصب أو للبرنامج؟

- البرنامج هو الذي يحدد المناصب، وهنالك توزيع واضح للأدوار .

فالمجلس التأسيسي يهتم بالدستور وبالقانون الضابط للانتخابات القادمة، والحكومة دورها وضع برنامج اقتصادي واجتماعي وسياسي وهي مطالبة بتحقيق قسط من مطالب الشعب التي لا تنتظر .

هل سيقتصر “الوفاق” على الأحزاب الثلاثة التي نجحت في الانتخابات، وإقصاء بقية الأحزاب والقوائم؟

- سنعمل على توسيع الوفاق الوطني وإشراك الأحزاب التي نرى فيها المقدرة على الإضافة للبلاد وخدمتها، وكذلك الشأن بالنسبة للأشخاص .

ما هو موقفك من العريضة والقوائم المستقلة؟

- موقفي واضح، الأشخاص أحترمهم ولكن القوائم لا أعرفها . لا سياساتها ولا برامجها، إلى جانب الغموض الذي يلفها .

كيف ستكون محاكمة رموز الفساد؟

- لن تكون محاسبة انتقامية، بل ستكون محاسبة فردية وعادلة . صحيح انهم عاقبونا جماعياً، وعاقبوا زوجاتنا وأبناءنا وعائلاتنا من دون أي وجه حق، ولكن محاكمات رموز الفساد ستكون شخصية ودقيقة وعادلة ومتدرجة .

وماذا تقول لابن علي؟

- شكراً لأنك كنت جباناً فوفرت علينا دماء كثيرة .

حمادي الجبالي المهندس والإعلامي والمفكر

من مواليد مدينة سوسة التونسية، مهندس أول في الطاقة الشمسية . التحق بمؤسسات الحركة وخاصة المؤتمر ومجلس الشورى منذ بداية الثمانينات . عُرف في الحياة السياسية التونسية بعد اعتقال القيادة التاريخية لحركة الاتجاه الإسلامي ومحاكمتها سنة 1981 . وقد انتخبه مجلس الشورى في سنة 1982 رئيساً للحركة .

تشهد له الأوساط السياسية ودوائر الحركة بحسن إدارتها وتوسيع علاقتها بالوسط السياسي . وقد اشترك المهندس حمادي الجبالي مع المهندس علي العريض في إدارة الحركة في فترة دقيقة جداً تلت أول اعتقالات واسعة في صفوفها .

ابتداء من سنة 1984 وبعد إطلاق سراح القيادة التاريخية وعودتها إلى رأس الحركة تولى المهندس حمادي الجبالي عضوية المكتب التنفيذي والمكتب السياسي ومجلس الشورى .

وفي مواجهة سنة 1987 التي عزم فيها بورقيبة على استئصال الحركة لعب حمادي الجبالي دوراً بارزاً في إدارة المواجهة . وعلى الرغم من حرص السلطات على اعتقاله فقد نجح الجبالي في الحفاظ على حرية حركته ومواصلة إدارة المواجهة في وضع حرج .

تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر منذ صدورها حتى اعتقل وأوقفت الجريدة عن الصدور بعد قرابة سنة من صدورها . حوكم أمام المحكمة العسكرية في سنة 1992 وصدر ضده حكم بالسجن 15 سنة سجناً .

وقد عرف المهندس الجبالي بتوازن تحليلاته للأوضاع القطرية والدولية، وبجرأته في إبداء آرائه التجربة السياسية: نشط الجبالي في الحركة الإسلامية بتونس منذ ثمانينات القرن الماضي، وبرز اسمه على الساحة السياسية خلال عام 1981 إثر اعتقال ومحاكمة القيادات التاريخية لحركة الاتجاه الإسلامي في أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة .

فقد تولى خلال هذه الفترة إدارة شؤون الحركة رفقة المهندس علي العريض، ثم انتخبه مجلس شورى الحركة عام 1982 رئيساً لحركة الاتجاه الإسلامي التي تولى قيادتها حتى عام 1984 تاريخ إطلاق قياداتها، ليصبح الجبالي عضواً في عدد من هياكلها مثل المكتب التنفيذي والمكتب السياسي ومجلس الشورى .

تولى الجبالي في نهاية الثمانينات رئاسة تحرير جريدة الفجر الناطقة باسم الحركة لكنه حوكم في 1990 على خلفية نشر مقالات كتبها نشطاء الحركة ورأى نظام زين العابدين بن علي أنها تنال من مؤسسات الدولة وتحرض على العصيان .

وفي عام 1990 حوكم الجبالي مجددا مع قيادات حركة الاتجاه الإسلامي التي أصبحت تحمل اسم النهضة بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم، وحكم عليه ب16 سنة سجناً نافذة .

قضى الجبالي أكثر من 15 سنة في السجن منها 10 سنوات في الحبس الانفرادي، وخاض خلال عام 2002 إضراباً عن الطعام احتجاجاً على ظروف سجنه، ثم أطلق سراحه في فبراير/شباط 2006 .

رئاسة تونس لـ «التكتل» والحكومة لـ «النهضة»

المصدر: ج. البيان الاماراتية

تواصلت المشاورات بشأن تشكيل الحكومة التونسية المقبلة، والتي من المتوقع ألا يتم الإعلان عنها قبل 15 يوماً، بحسب مصادر مطلعة لـ«البيان» رجحّت تولي زعيم حزب التكتل من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر منصب رئيس الجمهورية المؤقت، على أن يتم تكليف الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي برئاسة الحكومة المؤقتة.. تزامناً مع دعوة المجلس التأسيسي للانعقاد في 22 نوفمبر الجاري.

وفي وقت أبلغت مصادر مطلعة «البيان» أن الإعلان عن تشكيلة الحكومة لن يتم قبل أسبوعين، قالت إن الجلسة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي ستعقد في 22 نوفمبر الجاري بدعوة من رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع، لتشهد في بدايتها انتخاب رئيس الجلسة (الأكبر سناً بين النواب).. ثم يتم على إثر ذلك، انتخاب رئيس المجلس الذي من المنتظر أن يكون من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ونائبيه، وهما من حزب النهضة وحزب التكتل.. وبعد ذلك.. يتم انتخاب رؤساء اللجان المتخصصة داخل المجلس.

رئيس الجمهورية

وأوضحت المصادر، أن الجلسات عقب ذلك ستتوالى للتشاور بين النواب حول القانون الداخلي للمجلس، مرشحة أن تستمر لبضعة أيام قبل الإعلان عن انتخاب رئيس الجمهورية المؤقت والذي ترجح كافة الاحتمالات زعيم حزب التكتل من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر لتولي المنصب.

وعقب أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية يعلن عن تكليف كتلة الأغلبية النيابية بتشكيل الحكومة.. على أن يعلن حزب النهضة رسمياً «حينها» عن تكليف حمادي الجبالي برئاسة الحكومة المؤقتة.. حينئذ تنطلق مشاورات جديدة ربما تستمر نحو أسبوعين آخرين قبل الإعلان النهائي عن التشكيل الحكومي المرتقب.

حقائب وزارية

إلى ذلك، توقعت المصادر أن تؤول حقيبة الخارجية إلى سمير ديلو من النهضة، و«العدل» و«حقوق الإنسان» إلى عبدالرؤوف العيادي من المؤتمر من أجل الجمهورية، و«الصحة» إلى خليل الزاوية من التكتل، و«التعليم العالي» إلى د. منصف بن سالم من النهضة، في حين يبقى وزراء الدفاع عبدالكريم الزبيدي والشؤون الاجتماعية محمد الناصر، والمالية جلول عياد، في مناصبهم.

في غضون ذلك، استبعد رئيس قائمة العريضة الشعبية التونسية الهاشمي الحامدي التحالف ضد حركة النهضة الفائزة بالمركز الأول في انتخابات المجلس التأسيسي، ودعا قادة النهضة إلى التعاون لتشكيل الحكومة الجديدة بعدما باتت قائمتا النهضة والعريضة تشكلان الأغلبية في المجلس.

وقال في حديث نشرته صحيفة «الشروق» الجزائرية أمس إن رأينا يتوقف في اختيار صفوف المعارضة أو الحكم على قرار الإخوة في النهضة، واصفاً استرجاع العريضة لسبعة مقاعد بقرار قضائي «بمثابة الانتصار القوي للديمقراطية الناشئة».

وأكد الحامدي أنه إذا تقدمت النهضة بعرض لتكوين الحكومة؛ فإن أيدينا ستكون ممدودة لدراسة هذا العرض بجدية، مضيفاً أن النهضة إذا قررت عكس ذلك «فسيكون موقفنا الثابت في قيادة المعارضة؛ باعتبارنا الكتلة الأكبر في المجلس التأسيسي». واستبعد الحامدي الدخول في تحالف مع الأحزاب الأخرى لتشكيل الأغلبية في المجلس التأسيسي قائلًا: «أستبعد المشاركة في أي تحالف ضد النهضة بالرغم مما قيل ضدنا خلال الحملة الانتخابية وبعد فوز العريضة».

حركة النهضة الإسلامية التونسية تؤكد تمسكها بالنظام الجمهوري الديمقراطي

المصدر: القدس العربي

أكد حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية التونسية، تمسّك حركته بخيار "النظام الجمهوري الديمقراطي"، وذلك في رد على الضجة السياسية التي أثارتها تلميحاته إلى الخلافة الراشدة السادسة.

واعتبر الجبالي في بيان، في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، تعقيباً على ردود الفعل حول استخدامه مصطلح "الخلافة الراشدة"، أن خيار حركته في الحكم السياسي هو "خيار النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة تحترم الحريات والحقوق والتداول السلمي على السلطة".

وأضاف أن حركة النهضة ستعمل على تكريس ذلك "كخيار لا رجعة فيه في الدستور المقبل، إستجابة لمبادئ الثورة وتطلعات الشعب التونسي نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي ومدني".

وكان حمادي الجبالي تطرق إلى ما وصفها بـ"الخلافة الراشدة السادسة" في كلمة ألقاها أمام حشد من أنصار حركته في مدينة سوسة شرق تونس العاصمة، وهو ما أثار ضجة سياسية مازالت متواصلة لغاية الآن.

وقال أمين عام حركة النهضة الإسلامية في كلمته "يا إخواني أنتم الآن أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة إن شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة".

غير أنه اعتبر في بيانه أن ردود الفعل والتعليقات التي تناولت ما ورد في كلمته حول "الخلافة الراشدة"، إستندت إلى عملية "إختزال لنص الخطاب بحذف جملة منه، وإخراجها من سياقها وتحميلها غير المعنى الذي قصده مما أحدث لبسا حول مدلولات هذه الجملة".

وأوضح أنه و"حتى لا يتحول هذا الموضوع الى قضية رأي عام ويتم توظيفه توظيفاً سياسياً ضيقاً، أود رفع هذا الإلتباس بصفة واضحة ونهائية بالإشارة إلى أن إستعارة كلمة الخلافة الراشدة المقصود منه الإستلهام القيمي لتراثنا السياسي وحضارة المجتمع التونسي الذي ننتمي إليه ونعتز به والمشبع بمبادئ العدل والصدق والحرية والأمانة".

ويشار إلى أن إستعارة عبارة (الخلافة الراشدة) أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية في تونس، دفعت حزب (التكتل من أجل العمل والحريات) برئاسة مصطفى بن جعفر، إلى تعليق مشاركته في لجان العمل الثلاث التي تجمع بين (التكتل) و(النهضة) و(المؤتمر من أجل الجمهورية) للإعداد لعمل الحكومة المقبلة والمجلس التأسيسي.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية عن مصدر من حزب التكتل لم تذكره بالاسم، قوله إن المكتب السياسي للتكتل ناقش في إجتماع له هذا الموضوع، وطالب بتوضيحات من قيادة حركة النهضة حول تصريحات أمينها العام حمادي الجبالي حول "الخلافة" كنظام للحكم في تونس.

ومن جهته، إعتبر سمير بن عمر عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أن أمين عام حركة النهضة حمادي الجبالي "أخطأ عندما استعمل مصطلح الخلافة" في قراءته لمستقبل الأوضاع في تونس وفي المنطقة العربية.

لكنه أشار إلى ضرورة "ألا يتم تحميل هذه المسألة أكثر مما تحتمل"، مؤكداً في نفس الوقت أن حزبه متمسك بـ"الدولة المدنية".

المنصف المرزوقي متمسك بحقه في رئاسة تونس ولو اضطر للتخلي عن التحالف مع التكتل

المصدر: فرانس برس

قال عبد الوهاب معطر القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية، ثاني اكبر القوى السياسية في المجلس التاسيسي التونسي، الثلاثاء لفرانس برس ان الحزب متمسك باحقية زعيمه منصف المرزوقي برئاسة الدولة حتى لو "اضطر" للتخلي عن التحالف القائم مع حزب التكتل.

وجاء تصريح معطر استاذ القانون واحد مؤسسي المؤتمر اثر "اعلان مسؤولين في التكتل انه اصبح غير معني بالتفاوض" قبيل موعد متفق عليه معهم بعد ظهر الثلاثاء "كان يفترض ان يتم فيه نهائيا الاتفاق على تولي المرزوقي منصب رئاسة الدولة ومصطفى بن جعفر زعيم التكتل رئاسة المجلس التاسيسي".

واضاف معطر "للاسف الشديد يبدو ان التكتل اصبح يطرح انه اما ان يتولى بن جعفر رئاسة الدولة او انه سيخرج عن التحالف الثلاثي" مع النهضة.

ويضم التحالف الثلاثي النهضة (89 مقعدا) والمؤتمر (29 مقعدا) والتكتل (20 مقعدا) في المجلس التاسيسي المكون من 217 مقعدا.

واشار المسؤول في حزب المؤتمر الى تسلسل المشاروات بهذا الشان حتى اليوم واسباب تمسك حزبه برئاسة الدولة.

واوضح "نعتبر ان وجود المرزوقي في منصب رئيس الجمهورية داعم لمسار التغيير الديموقراطي باعتباره احد ابرز رموز الثورة وله مصداقية بين التونسيين، ثم اننا ثاني قوة سياسية وبعد تقدم النهضة لمنصب رئيس الوزراء فمن حقنا ديموقراطيا ان نختار بين الرئاستين"، اي رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس التاسيسي، "وقد اخترنا رئاسة الجمهورية".

وتابع "لقد حاول حزب النهضة ايجاد وفاق وعندما تعذر تم تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وعرضت النهضة على بن جعفر رئاسة المجلس التاسيسي مع ترضية اضافية عبر حقائب وزارية هامة، وكان رده انه يتفهم الوضع ثم التقى الاثنين مع المرزوقي لحسم الامر غير انه طلب مهلة اضافية ليوم الثلاثاء لاستشارة اصدقائه" في الحزب.

وختم معطر "كان منتظرا ان يتم بعد ظهر اليوم الانتهاء من هذا الامر وحسمه بتولي المرزوقي رئاسة الدولة وبن جعفر رئاسة المجلس التاسيسي غير ان ذلك للاسف لم يحصل".

وشدد المسؤول في حزب المؤتمر "نحن مصرون على ان تولي منصف المرزوقي رئاسة الجمهورية هو ضمانة للنجاح ويعطي اشارة قوية بان هناك تغييرا وثورة حدثت في البلاد".

وعن الحل في حال استمر انسداد الموقف بين الحزبين، قال معطر "نحن طبعا نشعر بنوع من الالم والحسرة لان الامر اخذ هذا المنحى (..) ولكننا مستعدون اذا اقتضى الامر ان نعمل لوحدنا مع النهضة وبالتعاون مع قوى الثورة لاكمال المسيرة"، موضحا "قد نقبل بهذا الحل اضطرارا وليس خيارا ولسنا فرحين بذلك".

في الاثناء نقلت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية عن خميس قسيلة عضو المكتب السياسي للتكتل ان حزبه يعقد اليوم اجتماعا لمكتبه السياسي لدراسة "المقنرح النهائي" بشان الرئاسة.

واشارت مصادر حزبية الى "استياء التكتل من تصريحات حمادي الجبالي الامين العام لحزب النهضة بشان الخلافة السادسة والى احتمال توجهه الى المعارضة والخروج من التحالف الحاكم" في حين اكدت مصادر حزبية اخرى ان "هناك فيتو من احدى العواصم الغربية على تولي المرزوقي رئاسة الجمهورية" دون الكشف عن هذه العاصمة.