نشرت صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم 21/9/2011 مقابله مع افي ديختر جاء فيها:
ديختر قلق من اليوم التالي لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة
صحيفة معاريف – آريك بندر
ترجمة مركز الإعلام
كل عيون العالم متجهه صوب الأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيطلب فيها رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يوم الجمعة من دول العالم الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ومنحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة. رئيس الشاباك السابق عضو الكنيست آفي ديختر عن حزب كاديما يراقب الوضع بذهول على مدار الساعة. ووفقا لأقواله فإن السلطة الفلسطينية تضعنا وتضع العالم بأكمله في وضع صعب أصابنا بصدمة يصعب تفهمها. يقدم ديختر بعض النصائح لنتنياهو وهو في طريقه إلى نيويورك
س: آفي ديختر: في اليوم التالي لاجتماع الأمم المتحدة سيدرك الفلسطينيون بأنه لن يتغير على حياتهم اليومية شيء، برأيك هل تتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة؟
ج: لا، أنا أرفض الموافقة على هذا الرأي، وأعتقد أننا نقف على حافة الهاوية، وبعد الإعلان في الأمم المتحدة سنجد أنفسنا نسقط في الهاوية. وبنفس الوقت، أقول إن عهد الفوضى قد ولى حيث أننا لا نرغب بانتفاضة جديدة ولا حتى الفلسطينيون يرغبون بذلك. وحسب تقديري، لا يوجد شخص في شوارع رام الله معني باندلاع انتفاضة جديدة.
س: هل تعتقد أن الأمور ستخرج عن السيطرة؟
ج: هذا صحيح، وهذا ما يقلقني لأن السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية ليس لديها الكفاءة، فأنا أتذكر جيدا جنازة عرفات عندما كان الآلاف من رجال الأمن الفلسطيني يقومون بتأمين وترتيب الأمن، ولكنهم في نهاية المطاف فقدوا السيطرة ولم يصل تابوت الرئيس للمقاطعة، حيث قاموا بوضع تابوت عرفات على سقف إحدى السيارات، وبعد ذلك قاموا برميه إلى داخل قبر قبل أن يفهم أحد ما يجري. لذلك يجب علينا الحذر لأنه لا يمكن الوثوق بقوات الأمن الفلسطينية والاعتماد عليها. ومن جانبنا، يجب أن نتعلم الدروس المطلوبة كي نجنب أنفسنا أية مفاجآت.
س: إذن ما الذي سيحصل في اليوم التالي؟
ج: ليست الأحداث المتوقعة بالضفة الغربية هي ما تقلقني، بل الذي يقلقني هو الوضع الذي سيحصل في اليوم التالي من اجتماع الأمم المتحدة؛ وهو أن نجد أنفسنا أمام معطيات جديدة وأمام ثلاثة دول بين البحر والأردن: "إسرائيل وفلسطين ودولة حماس في غزة". يدور الحديث هنا عن الاعتراف بدولة فلسطينية، فهم (الفلسطينيون) يتناسون بأن هناك دولة إضافية في قطاع غزة.
س: برأيك، كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟
ج: الفلسطينيون ليسوا فقط مدرسة، بل جامعة. لقد قاموا بتنويمنا وتنويم العالم بأسره، فقد أقدموا على عمل المصالحة بين السلطة وحماس وقاموا بتقديم عرض كاذب من أجل الظهور كجبهة موحدة أمام العالم لقبولهم والاعتراف بهم من قبل الأمم المتحدة، إنها مسألة تمت للواقع بصلة. أما حماس من جانبها، فقد كانت تلعب هذه اللعبة من أجل أن نيل فتح المعبر من قبل المصريين لتتمكن من تهريب السلاح من سيناء لداخل غزة. والمصريين من جانبهم أيضا لعبوا هذه اللعبة لأنهم أرادوا الظهور على أنهم صانعي الشرق الأوسط. إنه أمر مدهش فنحن ليس لدينا خيارا، بل يجب علينا الوصول لإيجاد عنوان واحد فقط؛ عنوان يتحمل المسؤولية عن أربعة ملايين ونصف من الفلسطينيين ما بين الأردن والبحر، والمتواجدون في الضفة الغربية وقطاع غزة والذين لا يحبون إسرائيل.
س: هل تعتقد أن هذا الذي يقوم به أبو مازن خداع حقيقي؟
ج: لقد اجتمعت مع سلام فياض قبل حوالي شهر، وتحدثت معه في بيته وقلت له أنتم منقسمون فكيف تتوجهون بخطوات كهذه لمجلس الأمن، وأنت تعلم أنك رئيسا للحكومة فقط في الضفة الغربية وإذا أيقظت إسماعيل هنية من النوم في منتصف الليل سيقول لك بأنه هو رئيس الحكومة الفلسطينية. والفلسطينيون عرضوا هذه الخطوات المزيفة أمام العالم للظهور وكأنهم موحدين من أجل أن يكسبوا التأكيد في الأمم المتحدة.
س: إذن ما الذي يفترض بنتنياهو أن يفعله؟
ج: لنتنياهو مهمة بسيطة جدا، إذا أراد أن يكون رجلا كامل الوفاء للمصالح الوطنية لدولة إسرائيل، فلا يتوجب عليه سوى تقديم خطابه أمام الأمم المتحدة الذي يتصمن الستة مبادئ التي تحدث عنها في الكنيست. وعشية سفره للاجتماع مع أوبانا، لا يوجد حزب صهيوني واحد لديه اعتراض على خطابه. ولكنني لو كنت مكان نتنياهو كنت سأقف على منصة الخطابة وأقول هذه ليست شروط مسبقة، هذه مبادئ سنتناقش بها، وكنت سأتوجه بالقول لأمين عام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأطلب منه أن يوفر لنا 6 غرف في المبنى وأن يفرز لنا 6 لجان من أجل مناقشة هذه المبادئ وحينها سأنتظر ما سيكون عليه الموقف الفلسطيني.
س: وإذا لم يوافق الفلسطينيون على هذا العرض؟
ج: أنا أفترض أنهم سيتخوفون من الدخول في مفاوضات على أساس هذه المبادئ ولكن على الأقل نحن والعالم بأجمعه نستطيع أن نرى موقفهم. وفي نهاية المطاف، نبين للجميع بأننا لا نكتفي فقط بإلقاء خطاب واحد ناجح بالكنيست، ولوجه الله أقول لنتنياهو لا يمكنك فقط أن تلقي بنظرة وتهرب، فأنا لا أعرف، فهناك أسباب غريبة دعت نتنياهو للانحراف عن مضمون الخطاب. والمبادئ التي قيلت بالكنيست غير موجودة الآن، لقد حدث شيء غريب حيث توجه نتنياهو فورا بعد خطابه لواشنطن وفجأة انقلب كل شيء، هو أعلن أن حدود العام 1967 ليست خط دفاع مع أن السياج الأمني بني وأُقيم ووافق عليه عندما كان وزيرا للمالية.
س: ماذا عن الطلب بأن يقوم الفلسطينيون بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية؟
ج: هذا غير ضروري لأننا نحن أنفسنا نعيش حالة انقسام، حيث في شهر آب من هذه السنة قدمت مع 39 عضو كنيست عرض قانون أساسي "إسرائيل دولة اليهود" ولذلك تعالوا أولا نعترف بأنفسنا.
س: في أية ظروف سينضم حزب كاديما لحكومة وحدة وطنية؟
ج: إذا جاء نتنياهو وقال أنا ملتزم بالمبادئ التي عرضتها وسأنفذها، في هذه الحالة سنقوم بدراسة موضوع الوحدة الوطنية من أجل مجد دولة إسرائيل ولكننا لسنا في هذا الفيلم. نتنياهو أطلق صاروخ وهرب ولا نعرف أين سيتجه هذا الصاروخ ولكن المحيطين بنتنياهو سيقولون هذا ليس صاروخ لكنها ألعاب نارية.
آفي ديختر
• بالغ من العمر 58 عاما
• سكان: عسقلان
• الوضع الاجتماعي: متزوج ولديه 3 أبناء
• عضو كنسيت عن حزب كاديما ورئيس لجنة أمنية وقوة هيكلية
• شغل مناصب سابقة: رئيس الشاباك من عام 2000 لغاية 2005 ووزير الأمن الداخلي من 2006 لغاية 2009


رد مع اقتباس