الاخوان المسلمين 29
مشروع 'الاخوان' في مصر ديني وليس مدنيا،،،،،،،،،،،،،'القدس العربي'
الإخوان بين الأممية والولاء الوطني ،،،،،،،،،،،،،،البيان الاماراتية
مشروع 'الاخوان' في مصر ديني وليس مدنيا.. وعزل المجلس العسكري بداية لمشروع دولتهم.. سيناء مشروع انفصال اومنطقة متنازع عليها.. واستعادة قوانين مبارك لمواجهة الاعلام نذير شؤم
2012-08-17
القاهرة 'القدس العربي'
بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان :
مشروع 'الاخوان' في مصر ديني وليس مدنيا.. وعزل المجلس العسكري بداية لمشروع دولتهم.. سيناء مشروع انفصال اومنطقة متنازع عليها.. واستعادة قوانين مبارك لمواجهة الاعلام نذير شؤم
جاءت قرارت الرئيس محمد مرسي باقالة المجلس العسكري بصورة مفاجئة لتضع مصر وثورتها في طريق جديد، أنهي ازدواج السلطة. وبخلاف هذا التحول الكبير في الوضع السياسي المصري، تصاعد الحديث حول الحريات الاعلامية ومدنية الدولة، توجهنا الي بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الانسان للتحدث معه حول أخر التطورات.
*كيف تري قرار الرئيس مرسي بخلع المجلس العسكري ؟
بدأنا في مشروع دولة الاخوان المسلمين والذي بدأ فعليا منذ حوارات عمر سليمان معهم قبل التنحي، فما شاهدناه في اليوم التالي لتنحي مبارك هوعملية تدريجية لانتقال السلطة فنحن امام فترة انتقالية انتهت، وكانت فترة نقل السلطة للاخوان المسلمين هذا النقل لم يبدا فقط بحصولهم علي اكثرية داخل البرلمان ولا بانتخاب مرسي رئيسا، هذه عملية متواصلة محطتها الاولي كانت حوارات عمر سليمان، ولم تكن اعترافا بالاخوان كمحاور وانما اعترافا بانهم اللاعب الرئيسي والمحاور الرئسي فيما يتعلق بمستقبل الدولة في مصر.
*المجلس كله غير موجود والاعلان الدستوري الغي هل هذه صفقة ؟
هناك مرحلة لم نكن نراها، ولم نكن مقدرين لماذا اختار عمر سليمان الاخوان كمحاور وحيد قبل تنحي مبارك.
*لكن كانت هناك قوي واحزاب سياسية اخر تحاورت مع عمر سليمان ؟
صحيح، لكن كان هناك حوار خاص مع الاخوان، وبعض عناصرهم تكلم عنه، فالمقصود انه منذ هذه اللحظة هناك عملية تدرجية لنقل السلطة للاخوان، وليس معنها ان سليمان أوطنطاوي اتخذا هذا القرار، ولكن عندما نقرأ الصورة وخاصة تشكيل لجنة التعديلات الدستورية الطرف الوحيد السياسي الذي كان موجودا هوالاخوان، ولم يكن هناك طرف سياسي اخر موجود ، ورئيس اللجنة معروف وهومقرب من الاخوان، والتعديلات نفسها هي التي رسمت خرطة الطريق طوال المرحلة الانتقالية التي انتهت منذ أيام، طوال المرحلة كان تاثير المجلس العسكري يتاكل يوميا اما بسبب خريطة الطريق التي وضعت اوبسبب العمليات الوحشية التي قام بها المجلس في عدد من المحطات مثل ماسبيرواومحمد محمود، فالشراكة لم تكن داخل لجنة التعديلات الدستورية وانما بالصمت علي المذابح التي حدثت.
نقل السلطة
*بناء علي كلامك ما الهدف اذن من نقل السلطة للاخوان المسلمين وهل هناك غباء سياسي من المجلس ؟
لم اتحدث عن وجود قرار بهذا، لكن طوال الوقت كان هناك وهم بان المجلس العسكري سيستطيع التحكم في الامور والاعلان المكمل نفسه كان اخر محطة في هذا الوهم، ويكرس وجود المجلس العسكري بتشكيله الحالي حتي يتم وضع الدستور ولا يمكن اجراء اي تغيير بداخله، وتبين ان ذلك وهم.
*لكن اختفاء المجلس العسكري غير مفهوم ؟
لا اتصور ان تكون صفقة، لان القرار كان سيكون قبول استقالة المشير اوعنان , لكن القرار هواحالة للتقاعد والمعني الضمني يدل علي انه ليس استجابة لرغبة.
*هل معني ذلك تعاون بين الجيش والرئيس ؟
اذا لم يكن تم الاتفاق مباشرة بين طنطاوي وعنان من ناحية ومرسي والاخوان من ناحية أخري، فان ذلك يعني انه تم الاتفاق مع اطراف اخري والايام ستكشف كيف تم ذلك، لكن عندما نرجع لبداية المرحلة الانتقالية، نري المجلس العسكري علي مدار 18 شهر كان يضعف يوميا من خلال عمليات القمع التي كان يقوم بها وتحطيم صورته الاخلاقية بنفسه، فلأول مرة فرق عسكرية تواجه المصريين، فكان ذلك يصيب المكانة الادبية والسياسية للمجلس العسكري باضرار كبيرة حتي امام اعضاء المجلس نفسه، فثقة اعضاء المجلس بجدار قيادتهم كانت تهتز بسلوكيات من هذا النوع. لوكان هناك اجماع علي التصرفات القمعية بين اعضاء المجلس، فعملية التفكك كانت تجري بشكل تقليدي، والتردي والانهيار الذي حدث في المرحلة الانتقالية سببه المجلس العسكري وعندما تقارن بين مصر وتونس تجد 'خيبة كبيرة' وفشل هائل، وهذا كان له تاثير كبير علي تماسك هذا المجلس وجدارته.
انظر لما حدث في سيناء، الفضيحة ليست في العملية الاخيرة، وانما الصمت المزري علي العمليات المتواصلة واستعراض القوة من قبل الجماعات الارهابية، علي مدار 18 شهر دون اي رد فعل، ليس عسكريا فقط ولكن دون مراجعة سياسات ثبت فشلها في عهد مبارك وبعده، في ادارة سيناء ككل، علي المستوي الاقتصادي اوالسياسي اوالتنموي. فهناك فشل متواصل كان لابد من انعكاسه علي احوال مصر. وعلينا أن نعترف بان هناك مجلس فشل ومن ناحية اخري هناك جماعة يجب دراستها من ناحية الادارة ونموذج فيما يتعلق بالنجاح والدهاء اوالتنظيم اوالخطاب الديني اوبالزيت والسكر مثل مايقولون ففي النهاية انتصر الدهاء علي المجلس العسكري.
الثورة والاخوان
*هناك من يقول ان القرار انتصار للثورة والمدنية ؟
- هوانتصار للاخوان وليس للثورة، فالثورة ليس من اهدافها اقامة الخلافة الاسلامية ولا انشاء دولة دينية ولا القضاء علي مقومات الدولة المدنية ولا الدستور الذي يناقش حاليا هوالذي كان يحلم به الثور، اذن هذا انتصار لجماعة الاخوان، فالمسالة لم تكن اختيار بين المدنية والعسكر وانما بين المدنية والدولة الدينية، وهذا كان مطروح قبل الثورة واثنائها وبعدها، فمشكلة الثورة انها مع طرفين وتواجه طرفين احدهما بالقوة المسلحة والاخر بالتواطؤ.
*لكن ايهما الافضل للثورة المجلس العسكري ام الاخوان ؟
الأفضل لها الشباب الذين قاموا بها
*لكن الرئيس منتخب ؟
المجلس العسكري كان من الخطأ ان يتولي السلطة كان يجب تشكيل مجلس مدني يتولي ادارة المرحلة الانتقالية فالمجلس العسكري لم يكن خيارا، والا لم يكن الشعار بعدها ' يسقط يسقط حكم العسكر '.
اخونة الدولة
*هل من المقبول القول علي قرار مرسي أنه أخونة للدولة رغم أنه أنهي الحكم العسكري لصالح المدنيين ؟
الاخوان فضيل ديني، ليس معني انهم لا يرتدون بدلة العسكر فهم مدنيون، المشروع الذي وضعه الاخوان برئاسة الرئيس الحالي محمد مرسي قبل عدة سنوات هومشروع دولة دينية وليست مدنية.
*اذا انتقلنا للدستور الجديد، هناك لجنة تأسيسية واذا لم تكتمل مهمتها بحكم قضائي سيقوم الريبس بتشكيلها وفقا للاعلان الذي أصدره ؟
نحن امام دستور تجري مناقشته وملامحه المتاحة حتي الان مقلقة للغاية، واذا استمر الحال كما هوعليه، ستعود مصر خطوات للخلف عما كان عليه الحال قبل 11 فبراير واذا استمر ستكون المقارنة بين دستور مبارك ودستور الاخوان المسلمين، وآمل الا يكون مجرد تفكير بالاماني ان الاخوان المسلمين يراجعوا سياستهم في الفترة المقبلة، فمن الصعب علي من ينجح في عملية معينة يتم التخطيط لها ببراعة منقطعة النظير ان يراجع تصوراته ولكن البلد في وضع خطير للغاية من الناحية الاقتصادية، فسيناء مشروع انفصال.
وقد تتحول لأفغانستان وتتحول لمنطقة متنازع عليها بحجة الارهاب وقد تتحول في هذا السياق الي جحيم بفعل الاهمال الذي جري في عهد مبارك واستمر بعد رحيله، فاذا استمر ادارة البلد بطريقة الحزب الواحد علي نفس طريقة الحزب الوطني ولكن - بلحية اوعمامة - مصر ستكون اسوا من عهد مبارك.
فحاليا الوضع الاقتصادي متدهور للغاية والوضع خطير في سينا والذي يبدوانه لا المجلس العسكري اوالجهات الامنية كان لديها اي معلومات عما يحدث، فعلي الاخوان ان يدركوا مخاطر الاستمرار في السياسة التي ليست سوي سياسة الحزب الوطني ولكن بمسحة دينية، واستمرارها في هذا الوضع قد يدخل مصر في مرحلة صعبة كمجتمع ودولة، وليس معني هذا مجرد مراجعة تشكيل اللجنة التاسيسية ولكن يتطلب ذلك مراجعة البوصلة السياسية علي بعضها والطريقة التي تدار بها البلاد، وليس معناه الست اسابيع التي قضاها مرسي حتي الان ولكن السياسة المستمرة منذ 18 شهر.
حرية الاعلام
*بالنسبة لمواد الحقوق والحريات التي نشرت في الاعلام، مايقلقك فيها ؟
أولا طبيعة الدولة، هل هي دينية ام مدنية، هل مرجعيتها مواثيق حقوق الانسان ام تصورات اشخاص ومفاهيمهم عن الاسلام. فمكانة معايير حقوق الانسان مهمشة من البداية، فحقوق الانسان لايمكن اختزالها في نصوص حول حرية الراي والتعبير والصحافة، فطبيعة الدولة شئ محدد وحاسم لانه مهما كان هناك نصوص دستورية فيها حد ادني من الاتفاق مع معايير حقوق الانسان، فاذا منحت حق الفيتواوسلطة عليا لاشخاص يسترشدون بمرجعية لا صلة لها بمعايير حقوق الانسان فنحن سنكون دخلنا النموذج الايراني اوالسوداني.
*بالنسبة للمواد الاخري الخاصة بالحقوق وحرية الصحافة ؟
هناك نزعة واضحة لدي الهيئة التاسيسية لتقييد حرية الراي والتعبير باعتبارات حسمها الفقه القانوني المصري منذ عشرات السنين، وكيفية التوفيق بين احترام الحرمات الشخصية والسمعة وكرامة الاشخاص وحرية التعبير، فهذه الامور محسومة سواء في المواثيق الدولية لحقوق الانسان اوصياغات الدساتير المصرية السابقة فالنزعة الموجودة داخل التاسيسية للاسف تتجه حتي الان وفقا لما هومتداول من نصوص لتقييد كبير في حرية الراي والتعبير وسيكون له انعكاسة اذا تم اعتماد هذا التوجه ليس فقط لحرية الصحافة والاعلام وانما حرية التعبير للمجتمع المصري بما في ذلك تداول المعلومات والابداع الادبي والفني والحرية الاكاديمية في الجامعات.
غلق قناة الفراعين
كيف تري الحرية الاعلامية بعد غلق قناة الفراعين، ومصادرة جريدة الدستور ؟
لدينا قلق كبير بصورة عامة، فالاعتداءات علي الصحفيين في الفترة الاخيرة مؤشر خطير، ليس فقط بحقوق الصحافة والاعلام وانما بحريات المجتمع ككل فاذا تم تكميم الصحفيين والاعلاميين فلك أن تتخيل اي حرية ستكون متاحة.
*بالنسبة لقناة الفراعين صاحبها أهدر دم رئيس الجمهورية، كيف نصف هذا الامر ؟
اي وسيلة اعلام عليها ان تحاسب بالقانون، واذا تكلمنا عن استباحة الدماء هناك قنوات كثيرة تستبيح دماء الناس نهارا مثل بعض القنوات الدينية، فالفراعين تحدثت عني بصورة سيئة من قبل، محاسبة اي وسيلة اعلامية تكون بالقانون والقضاء وليس بقرار اداري مثل ما حدث مع جريدة الدستور. والتحريض علي القتل مثل التحريض علي الكراهية الدينية ولا اتحدث عن وسيلة اعلام بعينها، فمن ناحية المبدأ فاي وسيلة اعلامية هناك وسائل قانوينة يمكن اللجوء اليها لمن يتضرر مما تبثه، فما حدث مع رئيس تحرير اليوم السابع ما علاقته بالتهديد بالقتل، وما حدث أمام المحاكم في وقائع سابقة من قبل البعض، عموما استدعاء التراث التشريعي الذي كان سائدا في عهد مبارك فهذا نذير شؤم.
الإخوان بين الأممية والولاء الوطني
عن البيان الاماراتية
من المعروف أن 'الإخوان المسلمين' تنظيم أممي، بمعنى أنه تنظيم دولي، والغريب المثير للقلق أن الإخوان يحاولون إخفاء هذه الحقيقة الآن بالتحديد بعد انطلاق ثورات الربيع العربي، وذلك في محاولة منهم لتغطية ولاءاتهم وانتماءاتهم، خاصة مع ظهور طموحاتهم الواضحة للاستحواذ على السلطة في دول عربية عدة، إذ لا يصح أن يحكم بلد تنظيم ولاءه لجهات خارجية.
وليس صحيحا ما يروج له البعض من الإخوان من أن الجماعة لها نشاط إسلامي دولي منذ زمن مؤسسها حسن البنا في مصر، حيث لم يظهر نشاط الجماعة الدولي إلا بعد اغتيال البنا بأكثر من عشرة أعوام، ويعتبر عام 1963 هو بداية تأسيس التنظيم العالمي للإخوان، وكان أول اجتماع للتنظيم في بيروت عام 1964، وكان يضم ممثلين لجماعات إسلامية 'سياسية' من عدة أقطار عربية، لم تكن جميعها آنذاك تحمل اسم 'الإخوان المسلمين'، بل أسماء مختلفة، وكان التنظيم يضم ممثلين من معظم الدول العربية، ومن دول الخليج العربي كانت السعودية والكويت فقط هما الممثلان فيه، وتولى رئاسة اللجنة السياسية للتنظيم عام 1979 المرشد لعام للإخوان في مصر آنذاك عمر التلمساني، وكانت اجتماعات التنظيم تتم في مدينة 'لوغانو' في سويسرا. وفي التسعينات تكرست قيادة إخوان مصر للتنظيم الدولي، وأصبح المرشد المصري هو الرئيس الدائم للتنظيم الدولي، والمركز الرئيسي لمجلس شورى التنظيم الدولي للإخوان في لندن. هذا إيجاز مختصر وسريع لفكرة تأسيس وتطور 'التنظيم العالمي للإخوان المسلمين' والمعلومات كلها موجودة على الإنترنت لمن يريد المزيد، لكن الباحث سيواجه مشكلة في نقص المعلومات حول نقاط مهمة، منها مثلا، من أين أتت فكرة تشكيل التنظيم العالمي للإخوان، ومن وراءها؟
وماالأهداف العامة للتنظيم وكيفية التنسيق بين نشاطه العالمي والقطري؟، وبالطبع هناك تعتيم تام على سؤال 'تمويل التنظيم'، ومقولة انه تمويل ذاتي من اشتراكات وتبرعات الأعضاء، مقولة ساذجة لا تتناسب مع تنظيم عالمي.
السؤال المهم هنا هو الولاء الوطني، ما هي نسبة ولاء قادة وأعضاء التنظيم العالمي للإخوان لأوطانهم، علما بأن الساحة الدولية تحكمها قوى عالمية من الدول الكبرى عالميا وإقليميا، ولا يمكن لأي تنظيم عالمي أن يعمل على الساحة الدولية بدون موافقة وإشراف هذه القوى، مجتمعة أو منفردة، وبالتالي لا يمكن أن يعمل هذا التنظيم ضد مصالح هذه القوى الكبرى، وبمتابعة نشاط تنظيم الإخوان على مدى العقود الأربعة الماضية، يلاحظ بوضوح الدعم السياسي الذي يتلقاه هذا التنظيم من واشنطن وجهات غربية وإقليمية أخرى، وكلها جهات صاحبة مصالح حيوية في بلداننا العربية، وقد ثبت بالأدلة القاطعة أطماع هذه القوى وتعارض مصالحها مع مصالح شعوبنا وأوطاننا، والسؤال هنا، ما هو دور تنظيم الإخوان المسلمين العالمي في تحقيق مصالح هذه القوى الخارجية؟
ما نقوله ليس خيالاً ولا فكر مؤامرة، بل هي حقائق ثابتة بالوثائق وبشهادات صوتية من قيادات التنظيم العالمي للإخوان موجودة على موقع 'اليوتيوب' وشبكة الإنترنت وفي متناول الجميع.
إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً


رد مع اقتباس