النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 279

  1. #1

    اقلام واراء محلي 279

    اقلام واراء محلي


    حديث القدس: تصريحات باسيل جبران المستفزة
    بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
    باسيل جبران وزير المياه والكهرباء اللبناني، حين يدلي بتصريح ما فهو لا يعبر عنه بصفته الشخصية فقط، وإنما يضاف لذلك كونه من الشخصيات النافذة في حزب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه صهره الععماد ميشال عون، وربما بلسان الحكومة اللبنانية التي يشكل هذا التيار ركنا هاما من أركان ائتلافها، أو على الأقل بلسان فصيل أو أكثر من تلك التي تشكل ذلك الائتلاف.
    وقد أدلى جبران قبل يومين بتصريح استنكرته مختلف الأوساط اللبنانية والفلسطينية، ويتعلق بموقفه وموقف عدد من حلفاء حزبه من اللاجئين السوريين والفلسطينيين الذين اضطرتهم ظروف الحرب في سوريا لاجتياز الحدود إلى لبنان هربا من القصف وسفك الدماء اللذين يجريان في سوريا الشقيقة، ومحاولة للنجاة بأرواجهم من جحيم الحرب وويلاتها.
    وكان الوزير جبران متشددا للغاية، حتى لا نستعمل تعبيرا أقسى حول تصريحاته مما يأباه القاموس الدبلوماسي والصحفي، حين قال إنه لا مكان في لبنان للاجئين السوريين والفلسطينيين، وأن هناك متسعا لهم في الدول المجاورة الأخرى مثل الأردن والعراق وغيرهما.
    وفي تصريحه هذا قدر كبير من المغالطة والتناقض مع الواقع، ومع مقتضيات الأخوة العربية التي عرف لبنان بمراعاتها في تاريخه القديم والحديث.
    فمن ناحية، فإن الأردن والعراق استوعبا من اللاجئين السوريين مئات الآلاف دون أن يصدر عن أي من المسؤولين في البلدين ما يثير الحساسيات من التصريحات الاستفزازية، كذلك التصريح الذي صدر عن جبران. وقد استوعب الأردن مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من حربي ١٩٤٨ و١٩٦٧ ومن فلسطينيي الخليج وما ضاق بهم ذرعا على قلة إمكاناته وضعف موارده.
    ومن الناحية الثانية، فلم يمض وقت طويل وكفيل بأن ينسى الوزير جبران استضافة الشعب السوري للآلاف المؤلفة من اللبنانيين الذين اضطرهم العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام ٢٠٠٦ للنزوح عن ديارهم. وتقاسم السوريون مع أشقائهم اللبنانيين لقمة العيش. وكذلك فعل الفلسطينيون في مخيمات لبنان وسوريا مع تلك الآلاف من أبناء الشعب اللبناني الشقيق.
    سمة التآزر والتآخي في الشدائد هي خاصية عربية متوارثة منذ القدم، وقد لا تكون مقتصرة على العرب. فالاعتبارات الإنسانية تملي على كل الشعوب أن تستقبل المهجرين والنازحين واللاجئين بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب والمنازعات. وتتعرض الدول التي ترفض إبداء الروح الإنساية للانتقادات من جانب المجتمع الدولي، لأن الأيام دول. والكوارث والحروب لا توجد أي ضمانات لأي شعب بأن يكون آمنا من وقوعها على أراضيه في يوم من الأيام.
    من هنا كان الاستهجان والاستنكار لتصريحات الوزير جبران. ومن طرف جهات لبنانية، وليست سورية أو فلسطينية فحسب. فهذه التصريحات لا يمكن أن تصدر عن شخصية عربية مسؤولة حتى لو انها تأخذ في اعتبارها التركيبة الطائفية، التي طالما رددها بعض المسؤولين اللبنانيين لغايات في نفوسهم.
    والسؤال هو : ما هي الوظائف والأعمال التي سيأخذها الفلسطينيون من نظرائهم اللبنانيين، وهل هي من ضمن ما يقرب ٦٠ وظيفة يحرم على اللاجئين الفلسطينييننفي لبنان ممارستها؟ وهل أخذ الوزير اللبناني المحترم هذه الوظائف المحظورة على الفلسطينييننفي اعتباره، قبل أن يدلي بهذا التصريح الغريب والمستغرب؟.
    الوجود الفلسطيني، والسوري، على الأرض اللبنانية مؤقت. ومع تقدير الفلسطينيين للشعب اللبناني الشقيق، فإن مثل هذه التصريحات تعتبر جارحة للمشاعر ومن الأفضل أن يحتفظ بها الوزير جبران لنفسه، وأن لا يطلقها على علاتها، لأنها تسيء له ولحزبه قبل أن تسيء للفلسطينيين والسوريين الذين وجه إليهم سهام استفزازاته، من خلال هذا التصريح الذي يصدق فيه المثل العربي القديم "رب كلمة تقول لصاحبها دعني".


    هجمة اسرائيل الاستيطانية تقتل حل الدولتين .. ولا خيار للفلسطينيين الا الرد على ذلك
    بقلم: مصطفى البرغوثي عن جريدة القدس- ترجمة للمقال الذي نشر في صحيفة كريسشان سينس مونيتر الاميركية
    حل الدولتين ينازع. و في حين نجح الفلسطينيون في الحصول على كسب تصويت ساحق في الامم المتحدة لاعتماد فلسطين كدولة مراقبة بنسبة 138 دولة مؤيدة ضد 9 معترضة،
    فان اسرائيل ادعت ان هذا التصويت لا يحمل سوى قيمة رمزية، ولن يغير على الارض شيئا.
    غير ان ذلك الادعاء المغرض لم يكن سوى اعلان محسوب ومضلل اذ ان اسرائيل بادرت فور اعلان نتائج التصويت الى اجراءات انتقامية من خلال الاعلان عن مشاريع استيطانية غير شرعية متتالية، خطط لها مسبقا، وخاصة في منطقة e1 الحساسة في الضفة الغربية المحتلة. وخلال الاسبوعين الماضيين اعلنت اسرائيل عن عطاءات لبناء الاف الوحدات الاستيطانية فيما يمثل اشرس النشاطات الاستيطانية العدوانية منذ سنوات.
    وتجعل مشاريع البناء الاستيطانية غير الشرعية امكانية وجود دولة فلسطينية متواصلة امرا مستحيلا. اذ ستفصل رام الله وبيت لحم بالكامل عن القدس اذا تم مشروع البناء في منطقة e1، ولا يمكن لاحد تقبل ادعاءات اسرائيل المهينة حول امكانيات التواصل عبر الانفاق والجسور.
    وفي نفس الوقت فان المخططات الاسرائيلية تغلق حلقة العزل بالكامل حول القدس الشرقية، العاصمة المنشودة للدولة الفلسطينية. وفي الواقع فان الاستيطان الاسرائيلي سيشطر عمليا الضفة الغربية الى قطعتين منفصلتين في حين تتحكم اسرائيل باي اتصال بينهما.
    وكما قال دان كيرتزر السفير الاميركي السابق في اسرائيل، "ان مخططات الاستيطان الاسرائيلية الجديدة ليست مجرد حفنة من البيوت الجديدة في القدس او على احدى تلال الضفة الغربية، بل تمثل استعمارا لاكثر مناطق الضفة الغربية حساسية وانا امل – كما قال كيرتزر- ان ترد الولايات المتحدة بقوة القانون على اسرائيل".
    غير ان من الواضح ان ادارة الرئيس الاميركي اوباما لا تنوي فعل ذلك. اذن ان الولايات المتحدة كانت العضو الوحيد في مجلس الامن الذي لم يصدر بيانا يدين اعلان الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في حين ادانته الاربع عشر دولة الاعضاء في مجلس الامن. وفي الواقع فان الولايات المتحدة منعت اصدار قرار من مجلس الامن يدين الاستيطان الاسرائيلي، فاضطر الاعضاء الاربعة عشر الاخرين الى اصدار بيانات ادانة منفصلة. ورغم ان الناطق الرسمي باسم الخارجية الاميركية اعلن ان الولايات المتحدة تشعر بخيبة امل عميقة مما سماه "نهج الاستفزازات الاسرائيلية " الا ان ادارة اوباما تثبت مرة اخرى وبكل الطرق خنوعها لاسرائيل كما فعلت كل الادارات السابقة.
    ولم تكن صدفة ان تعلن اسرائيل في نفس اليوم عن خططها في منطقة e1 وكذلك لانشاء ثلاثة الاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس ولاحقا ارتفع العدد ليصل الى سبعة الاف وحدة، فيما يبدوا جزءا من مخطط جهنمي لانشاء ستة وعشرين الف وحدة استيطانية.
    وفي ذات يوم الاعلان ظهرت السيدة هيلاري كلينتون تستمتع بامسيتها مع افيغدور لبيرمان وزير الخارجية الاسرائيلي الملاحق بتهم الفساد، ومع عتاة اللوبي الاسرائيلي في العاصمة الاميركية. وقد اكتفت بالتعبير عن قلقها من مشاريع الاستيطان الجديدة بكلمات مفرطة في الاعتدال، ولم يظهر في تلك الكلمات ما يدل على نية لفرض القانون.
    وبالطبع فعندما تكون الولايات المتحدة متعثرة اخلاقيا ازاء قضية الاستيطان فستكون عاجزة عن تقديم عون يذكر. اما في اوروبا، فقد بدات تظهر علامات الادراك لخطورة الافعال الاسرائيلية اذ صوتت العديد من الدول الاوروبية لصالح فلسطين في الامم المتحدة، وحتى حلفاء اسرائيل التاريخين كالمانيا وبريطانيا وفرنسا اضطروا للوقوف ضد الخطط الاستيطانية الاسرائيلية الاخيرة.
    لكن ذلك لا يكفي. اذ على اوروبا ان تنتقل لما هو اكثر من اصدار البيانات ان ارادت ان تكون فعالة، وان تقوم بخطوات اوضح مثل التهديد باستدعاء السفراء الاوروبيين من اسرائيل، او اتخاذ اجراءات اقتصادية عقابية ضد اسرائيل، او على الاقل الغاء الامتيازات الهائلة التي تمنحها اوروبا لاسرائيل في اربعة وستين مجالا اقتصاديا وعلميا في الاتحاد الاوروبي. وما زال الجميع ينتظرون منذ وقت طويل اجراءات اوروبية فعالة، بما في ذلك اعادة النظر في مجمل العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل وخاصة فيما يتعلق بمنتجات المستوطنات التي تمثل خرقا للقانون الدولي.
    اما نحن الفلسطينيون، فمن المؤكد اننا لسنا عاجزين كما يعتقد البعض وخاصة بعد المكانة الجديدة التي تحققت في الامم المتحدة .
    اذ اننا نستطيع التوجه فورا الى محكمة الجنايات الدولية والى محكمة العدل الدولية. ونحن قادرون على جر القادة الاسرائيلين المسؤولين عن الانشطة الاستعمارية غير الشرعية في e1 وغيرها، لمحاسبتهم قانونيا على ما يعتبر جرائم حرب في القانون الدولي.
    اما تلك الاطراف الدولية التي اعترضت على مساعينا للجوء الى المحاكم الدولية، فمن واجبها اليوم، بعد الاجراءات الاستيطانية الاسرائيلية الاخيرة، ان تعترف بحقنا في التصدي الفعال للصوصية الاسرائيلية التي تمارس ضد ارضنا.
    لقد عشت كل حياتي تحت الاحتلال الاسرائيلي. ورغم انني ولدت في القدس وعملت فيها كطبيب لخمسة عشر عاما، فانني ممنوع مثل معظم الفلسطينيين من دخولها. وعندما خضنا الانتخابات في عام 2005 تعرضت للاعتقال اربع مرات . وجرح الكثيرون منا اثناء المظاهرات الشعبية ضد اغلاق القدس.
    وقد كان ردنا على القمع الاسرائيلي مثل الاف الفلسطينيين المزيد من تصعيد المقاومة الشعبية والعمل على ابراز الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني امام العالم باسرة.
    وللمفارقة فان توجه منظمة التحرير للامم المتحدة، لم يكن سوى الطف اشكال المقاومة الدبلوماسية السلمية ومع ذلك فقد جوبه باعتراض شرس من اسرائيل ومعارضة اميركية لا مبرر لها.
    لقد ارسلت اسرائيل خلال الاسابيع الاخيرة للفلسطينين، في غزة والضفة الغربية رسالة واحدة لا غموض فيها ومضمونها ان الحكومة الاسرائيلية لا تحترم الا لغة القوة والعنف.
    فما هو الدرس الذي يمكن ان يستخلصه الفلسطينيون من ذلك؟ ان اسرائيل رفضت وتجاهلت الدبلوماسية، وتقمع بكل شراسة المقاومة الشعبية، ولا تقدم التنازلات حتى ولو كانت ضئيله الا عندماتجابه بالقوة المسلحة كما ظهر جليا في اتفاق التهدئة الاخير بعد العدوان على غزة . وذلك مشابه لما فهمه الفلسطينيون عام 2000 عندما اضطرت اسرائيل للانسحاب من لبنان.
    ان السلام لا يمكن ان يضمن الامن لطرف دون الاخر، وما من شك ان المقاومة الشعبية تبقى الخيار الفعال لدحر الاحتلال وتحقيق السلام الدائم والعادل. غير ان المقاومة الشعبية لا يمكن ان تكون مؤثرة بشكل كاف ان لم تترافق مع حملة فعالة من المقاطعة وسحب الاستثمارات من اسرائيل وفرض العقوبات عليها بما يتلائم مع مستوى القمع والتنكيل الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينين وخاصة في الضفة الغربية بما فيها القدس.
    لقد حذرت مرارا من ان نافذة حل الدولتين تسير بسرعة حثيثة نحو الانغلاق التام.
    وما اثبتته الاجراءات الاستيطانية الاسرائيلية الاخيرة هو ان حكومة اسرائيل ليس لديها اي مصلحة فيما يسمى حل الدولتين.
    ان الفلسطينين من جيلنا ومن الاجيال الشابة الصاعدة يخوضون اليوم عملية اعادة تقييم فكرية شاملة لافاق المستقبل.
    ونحن لن نقبل ان نحشر للابد في بانتوستانات ومعازل في ما وصفه ديزموند توتو ومناضلون انسانيون كثيرون لهم مكانة اخلاقية رفيعة، بانه نظام ابارتهايد وفصل عنصري اسرائيلي.
    ان نضالنا يتحول بتسارع. وتتصاعد وتتسع المطالبة بحل الدولة الديمقراطية الواحدة بحقوق متساوية بغض النظر عن الدين والقومية، وينتظر ان تتسع اكثر في الاشهر القادمة دائرة المؤيدين والمطالبين بهذا الهدف وقد يصبح شعار الدولة الواحدة هو الرد على محاولات اسرائيل تصفية امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير.
    ان نهج اسرائيل الحالي لن يتغير الا باجراءات عقابية واضحة وشاملة ضدها. واذا لم تقم الولايات المتحدة بتغيير نهجها ازاء اسرائيل فان الغرب لا يجب ان يفاجىء برؤية اعدادا متزايدة من الفلسطينين يصلون الى الاستنتاج بان حل الدولتين قد مات امام انظار الرئيس اوباما وبتاثير افعال بنيامين نتنياهو.
    اما نضالنا من اجل الحرية والكرامة فسيتصاعد وسيصل الى اهدافه، لانه ما من قوة استعمارية استطاعت او تستطيع كبت حرية وارادة شعب يسعى الى الحرية الى الابد.

    "يهودية الدولة" تنخر المجتمع الإسرائيلي!
    بقلم: هاني حبيب عن جريدة الأيام
    مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، تزداد معطيات استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي قتامة بالنسبة لنتنياهو، ولكن ليس لحساب تيار الوسط، بل لصالح الأحزاب اليمينية الأكثر تطرفاً، التي "ستأكل" من نصيبه ونصيب حزبه المتحالف مع حزب ليبرمان "ليكود بيتنا" دون أن تتأثر أحزاب الوسط واليسار الإسرائيلي، إذ إن هذه الأحزاب لها جمهورها الخاص الذي ينتقل فيما بينها، وباختصار، فإن استطلاعات الرأي هذه تشير إلى أن نصيب تحالف نتنياهو ـ ليبرمان يتقلص لصالح الأحزاب اليمينية المتطرفة التي بدأت، مع ظهور نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومته القادمة بدون هذه الأحزاب، وهذا يعني أن اليمين المتطرف سيملي سياساته الدينية والاجتماعية على حكومة نتنياهو، ذات الطابع الليبرالي المدني.
    جوهر سياسات اليمين المتطرف دينياً، في إسرائيل، لا يتعلق بالأجندة اليمينية للأحزاب الليبرالية مثل الليكود، وإسرائيل بيتنا، إذ إن المسألة المتعلقة بالاستيطان ـ مثلاً ـ تعتبر مسألة "إجماع وطني" بين كلا الكتلتين، أما مسائل الخلاف الجوهرية فتتعلق بالبرامج الاجتماعية التي تبلورت أكثر من أي وقت مضى بعد رفع شعار اليمين الليبرالي يهودية الدولة العبرية، الأمر الذي أسبغ على الدولة الصفة الدينية.
    الليبراليون الإسرائيليون اتخذوا من هذا الشعار وسيلة لوقف العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، أما اليمين الديني المتطرف فقد اتخذ من هذا الشعار وسيلة لتحقيق البرامج الدينية الاجتماعية، وإسباغ صفة دينية أساسية على كافة تشريعات الدولة العبرية، وعلى هذا الأساس، لا يجب النظر إلى التحولات في نتائج استطلاعات الرأي في إسرائيل مؤخراً، انها تجري على أساس أمني سياسي، كما جرت العادة، بل على أساس تحولات اجتماعية داخلية في المقام الأول.
    التأثيرات المباشرة على هذه التحولات الداخلية الإسرائيلية، ستترك آثارها ونتائجها على الخارطة الحزبية السياسية في إسرائيل من خلال تشكيل الحكومة القادمة والتكتلات الحزبية داخل البرلمان "الكنيست"، غير أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ هناك ما يمكن تسميته "عنصرية دينية" بدأت تجتاح المجتمع الإسرائيلي، صحيح أن العنصرية ضد العرب لا تزال تشكل جوهر وأساس هذا النموذج العنصري، وصحيح أن هذه العنصرية تتجلى بين مختلف الفئات الاجتماعية في إسرائيل على أساس اللون، ومكان الهجرة إلى الدولة العبرية، كالعنصرية ضد المهاجرين اليهود من الأفارقة، إلاّ أن الجديد في هذه العنصرية أخذت تتبلور على أساس ديني، بين متدينين متطرفين، ويهود غير متدينين، تزايد أعداد المتدينين في القدس المحتلة ومدينة تل أبيب في السنوات الأخيرة، تركت آثارها على التركيبة الاجتماعية الدينية في هاتين المدينتين بشكل ملموس وترجمة شعار "يهودية الدولة" لم يعد مجرد أداة لمواجهة استحقاقات العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني، بل باتت إحدى معالم تفكيك المجتمع الإسرائيلي على أساس الموقف من الدين اليهودي، ويمكن القول إن هناك شرخاً عمودياً في هذا المجتمع على هذا الأساس.
    ترجمة هذه التحولات على الأرض، يمكن ملاحظتها بقوة في آخر تقرير حول الهجرة من إسرائيل، صدر في الرابع عشر من الشهر الجاري، ونشرته صحيفة "هآرتس"، أعده البروفيسور سرجيو ديلي بيرجولا من الجامعة العبرية في القدس المحتلة، يظهر أن 40 في المئة من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة، والأهم في هذه النسبة غير المسبوقة، أن هؤلاء في الغالب في سن الشباب ومن الكفاءات العلمية، والأهم من ذلك كله أن دافع هؤلاء للتفكير في الهجرة، يعود إلى أسباب اجتماعية اقتصادية، وليس لأسباب أمنية كما قد يتوهم البعض.
    إلاّ أن التفكير بالهجرة، لا يعني الهجرة من الناحية الفعلية، كما يقول البعض، إلاّ أن معطيات دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية قد كشفت مؤخراً، أن ستمائة ألف إسرائيلي يقيمون خارج فلسطين المحتلة، ومثل هذا العدد لديه جواز سفر أجنبي يمكنه بسهولة مغادرة الدولة العبرية لكي يقيم في دولة أجنبية، وان 25 ألفاً غادروا إسرائيل كل عام خلال السنوات الأربع الماضية، معظمهم من اليهود الروس إلى روسيا "حق العودة" وألمانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة، يبلغ متوسط أعمارهم 28 عاماً.
    رئيس جهاز "الشاباك" السابق يوفال ديسكين علق على التقرير الذي نشرته "هآرتس" بدعوة الناخبين في الانتخابات التشريعية القادمة بعد أقل من شهر، إلى التصويت من خلال "ورقة بيضاء" كإشارة إلى رفض هذا الواقع الجديد في ظل غياب الزعامات والأزمة القيادية لدفع عجلة التغيير وفي سبيل الخروج من الأزمة القيمية التي تعيش في أتونها إسرائيل.
    في المقابل، فإن هذه الهجرة القائمة على أسس اجتماعية اقتصادية، لا يجب أن تشكل رؤية خاطئة مفادها أن إسرائيل تنهار من الداخل ـ على سبيل المثال ـ فهذه الدولة لا تزال قادرة على احتواء أزماتها بالنظر إلى اعتمادها على "المؤسسة" وقدرتها المستمرة على التعاطي بفاعلية مع أزماتها الداخلية والخارجية على حد سواء، غير أن القراءة لهذه التقارير والإحصاءات، تجعل من قدرتنا على المواجهة، أكثر اعتماداً على دراسة التحولات التي من شأنها أن تضع الخطط والسياسات التي تجعل من هذه التحولات أداة لدينا في عملية المواجهة تلك!!

    احتفال الانطلاقة: غياب روح المصالحة
    بقلم: أشرف العجرمي عن جريدة الأيام
    عندما تحدثت في مقال سابق عن أن المصالحة ليست أولوية، ظن البعض أنني متشائم حيال وضع يبدو أكثر تفاؤلية، ولكن تحليلي انطلق من حقيقة تكون مصالح قوية لفئات لا تروقها أجواء المصالحة والاتفاق الوطني، لأنها ستفقد جزءاً من امتيازات ومكاسب تتحقق اليوم في ظل الوضع السائد. و في كل يوم يجري على الأرض ما يؤكد قوة أصحاب المصالح الخاصة والفئوية وتفوقهم على من ينظرون للقضية ببعدها الوطني الخالص.بل أن تفاؤلي بذهاب الطرفين "حماس" والسلطة الوطنية نحو تطبيع للعلاقات لم يكن في محله فقد استغلت "حماس" المساحة التي منحت لها في الضفة الغربية لإجراء احتفالاتها بانطلاقتها كيفما تريد، ولكنها في المقابل لم تسمح لـ"فتح" بأن تأخذ الفرصة نفسها في قطاع غزة لأسباب غير واقعية تنم بالأساس عن قصر نظر.
    ما يحكم "حماس" في القرار تجاه مكان الاحتفالات بانطلاقة "فتح" هو الرغبة في عدم ظهور حشود جماهيرية تصل إلى مستوى ما حشدته "حماس" خلال احتفالها الذي حضره رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، مع أن "حماس" لم تكن وحدها، بل شاركتها كل الفصائل بقوة وحشود كبيرة سادها جو انفعالي بالانتصار الذي تحقق على اسرائيل في المعركة الأخيرة، وهو انتصار لم تسجله "حماس" وحدها، فجميع الناس في القطاع يعلمون أن حركة"الجهاد الإسلامي" كان لها الدور الأكبر في هذه المعركة التي شاركت فيها كل الفصائل.
    وهذا تقدير خاطئ من "حماس" لربط الحشود بالموقع. فلو جرت الاحتفالات في أي مكان في القطاع، ربما باستثناء الموقع السابق لمستوطنة"نتساريم" التي لا توجد بها بنية تحتية مناسبة للاحتفال، ستكون الحشود كبيرة أكثر مما تتوقع حركة"حماس" ارتباطاً بالمكان لأسباب عديدة أهمها أن هذه انطلاقة "فتح" التي لها تأييد وجماهير كبيرة في الشارع أكثر من تأييد الناس لبعض قياداتها، وثانية لأنها اطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي اعلنت المقاومة المسلحة طريقاً لتحرير الوطن في ظل أجواء العجز العربي، وحققت للشعب الفلسطيني انجازات رائعة بدأت بتثبيت الهوية الوطنية والحصول على الاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وبممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية ،وانتهاءاً باعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين. ورمزية الإنطلاقة هذه تجعل من احيائها في أول ايام العام الجديد مناسبة مهمة جداً لكل أبناء الشعب الفلسطيني. عدا عن ذلك هناك رغبة دفينة لدي جماهير قطاع غزة في تكريس حرية التعبير عن الرأي بما فيها حرية التنظيم والتظاهر، وبالتالي تشكل الإنطلاقة مناسبة لتأكيد هذا الحق الذي صادرته "حماس" منذ استيلائها على السلطة في غزة.
    وعليه اينما يجري الاحتفال سيكون الحشد كبيراً والمنظر رائعاً وهذا ما يقلق "حماس" في أنها لن تستطيع الادعاء بأنها تملك الأغلبية في قطاع غزة، خاصة بعد الدعاية الكبيرة التي رافقت احتفالاتها بوجود مشعل في غزة.وهذا مرة أخرى يظهر أن "حماس" لم تفارق بعد مربع الانقسام والرغبة الأكيدة في الاحتفاظ بسيطرتها على قطاع غزة الذي لا تقبل فيه الشراكة مع أحد، على الرغم من كل الأحاديث عن المصالحة والخطابات الرنانة والتصريحات التي تعطي الأمل لدى الناس بأن الموضوع قاب قوسين وأدنى من التحقيق وفقط نحن ننتظر الأشقاء في مصر أن يتفرغوا لنا قليلاً لانهم الآن منشغلون في همومهم الداخلية، وهم الوحيدون الذين يمكن أن يدفعوا عجلة المصالحة.وهذا طبعاً لا يعبر عن كل الحقيقة، بل أنه لا توجد رغبة في الانتقال إلى مربع الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الحقيقية القائمة على ما تفرزه صناديق الاقتراع.
    والغريب في تناول موضوع المصالحة أن البعض يهتم بما يجري في مصر الشقيقة ويعبر عن موقف بدعم الرئيس محمد مرسي في اقرار الدستور دون التفكير بوضعنا الحالي وأين نحن من الديمقراطية من الأصل. وهل أننا نؤيد حق الشعب المصري في تقرير أي دستور يرغب فيه بينما لا يحق للشعب الفلسطيني أن يقرر لنفسه أي نظام يرغب في يسود ويحكم لديه ونحن الممزقون والمنقسمون على بعضناً وعلى مشروعنا الوطني.
    إنها أم المفارقات أن تهتم بما يجري حولك وتؤيد الشعوب في حصولها على حرية الاختيار وتحرم شعبك من هذه الحرية وتظل تتغني بالديمقراطية الحرية وأنت تقمع حق فصيل وشعب في الاحتفال بذكرى وطنية عزيزة عليه وتصادر حريته الأساسية.
    ما يدور من جدل حول احياء انطلاقة حركة "فتح" هو تعبير عن الأجواء السياسية القائمة لدى قيادات "حماس" في نظرتها لمسألة المصالحة برمتها ، ومن يتوقع أن يتقدم ملف المصالحة ونحن نتجادل أن يقام الاحتفال بالانطلاقة، وكيف لا يؤثر ذلك على صورة الأمس يكون واهماً، فهذا محك للعقلية الموقف من الملف بكل تفاصيله. نحن لا نزال في نفس المشهد الذي حصل بعد الانقلاب : هناك سلطتان وكيانان لا يتوحدان بسبب مصالح محكومة بعقليات متشنجة . ولكن الذي لا يلاحظه هؤلاء الذين يحاربون بكل كا أوتوا من قوة فكرة المصالحة والوحدة هو أن أحداً لا يستطيع قسمة الشعب الفلسطيني، فهو شعب واحد حافظ على كيانيته حتى عندما كان القطاع والضفة معزولين بجغرافية سياسية فرضت عليهما في أعقاب النكبة واستمرا كذلك لمدة تناهز العقدين من الزمن.
    ومن لا يتعلم من التجربة والتاريخ الفلسطيني سيصحو يوما وهو ملقى على قارعة الطريق بعد أن تنبذه الجماهير. وعلى الرغم من هذه الصورة السوداوية لملف المصالحة ما تزال الفرصة سانحة للتخلص من هذا الانقسام المقيت ووضع عربة القضية الوطنية على مسارها الصحيح ومواجهة الخطر الاستيطاني والمشروع الذي تنفذه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية، فالوحدة هي أهم عناصر القوة في مواجهة هذا المشروع التدميري.

    حياتنا - بداية السبع السمان
    بقلم: حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
    قبل سنوات في خضم الفوضى والانفلات والانقلاب توقعت بداية السبع العجاف ومع دخول سنة 2013 تبدأ السنوات العجاف بالتلاشي لتتبعها السبع السمان. فلم تمر علينا في تاريخنا اسوأ من السنوات الست الماضية وهي تصل ذروتها الآن، حيث لا أفق فلسطينيا ولا عربيا في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والداخلية، واستشعرت تفاؤلا من بدايات موسم الشتاء حيث استعادت الطبيعة عافيتها في الأمطار، وهذه ربما إشارة الى بداية انحسار القحط الطبيعي يليه انفراج تدريجي في القحط الداخلي والسياسي.
    فنحن الآن في الشهور الأخيرة من السبع العجاف التي تجتاح بعض المناطق على الأرض بين فترة وأخرى كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام في أرض مصر. فعندما يضرب سبحانه وتعالى مثلا بذلك فان المثل عبرة قد تتجدد في حياة البشر عن سبع سنبلات خضر واخرى يابسات تنتهي بقوله تعالى: »ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون«، والعام اشارة الى حول جديد من الخير، لأن العرب تسمي الحول السيئ سنة والجيد عاما.
    وقد شهدنا قبل ايام احتفالات المايا في البيرو بنهاية العالم لكن حسابات البشر لا تلتقي مع حسابات القدر، وقبل ذلك توقع متنبئون انجيليون وطوائف اخرى يوم القيامة لكن القيامة لم تقم.. وسبق ان استمعت الى شرح من حاخام ناطوري كارتا المتوفى موشيه هيرش في الثمانينيات عن تحديده ليوم القيامة.. فيما ذهب الشيخ بسام جرار الى حسابات اخرى ربما في العقد المقبل بعد العشرين.. لكن ما لفت نظري تنبؤ كاهن من السامريين في نابلس في عام 1987 باندلاع الانتفاضة في موسم كثير الأمطار ويقتل اطفال كثيرون تنتهي باقامة دولة فلسطينية.
    عموما فان موضوع القيامة علمه عند الله.. وكذلك السبع العجاف والسمان لكن الرقم 13 اي العام الجديد رغم انه رقم مشؤوم الا انه قد يكون خاتمة الاحزان في بلاد العربان تختفي فيه الغربان وتتكاثر البلابل والغزلان، ويعم الخير كل مكان. فالعرب عاشت منذ سبعة قرون في جفاف وانحطاط وتخلف وتبعية وآن لها أن تنهض وترتقي. لعل السنة الجديدة تكون نهاية لمرحلة طويلة من الذل والتبعية والجهل والأمية والمرض. قال تعالى »ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين«.




    إنهم خائفون
    بقلم: فؤاد أبو حجلة عن الحياة الجديدة
    هذه المماطلة وهذا التردد في موافقة حكومة حماس على إقامة مهرجان حاشد في غزة لإحياء ذكرى انطلاقة فتح تعبر في حقيقة الأمر عن خوف حماس من رؤية الحضور الجماهيري الطاغي لفتح في القطاع الخاضع لسلطة الانقلاب الحمساوي.
    كانت الحركة الاسلامية قد أعلنت في السابق عن موافقتها على إقامة هذا المهرجان في سياق خطوات التقارب وبوادر حسن النوايا لانجاز المصالحة بين التيارين الديني والوطني، وفي هذا السياق سمحت السلطة الفلسطينية باقامة مهرجان لحماس في نابلس في ذكرى انطلاقتها الحديثة نسبيا.
    هواجس حماس ومخاوفها تبدو مبررة في ظل انحسار شعبيتها وسقوط الكثير من أوراقها وانقلابها على شعاراتها السابقة وتقديمها للتنازلات الممكنة وغير الممكنة لأجل هدف واحد فقط هو البقاء في الحكم. وقد صار هذا التوجه موقفا معلنا للحركة يعبر عنه بصراحة قادتها ورموزها الذين يستفيدون من حالة الانقسام ويراهنون على ترسيخهم حكاما أبديين لنا تحت غطاء طاعة أولي الأمر.
    لا تحتاج فتح الى مهرجان جماهيري لكي تؤكد حضورها في غزة أو أي مكان آخر في الوطن، ولا نحتاج نحن الى مفاوضات فصائلية تنتهي بالاتفاق على اقامة مهرجان للفصيل الوطني الأكبر في فلسطين، ولا يقبل ابناء فتح وكل الفلسطينيين تقسيم الوطن وتفتيته في حارات للفصائل، كما لا ينتظر أبناء فتح وكل الفلسطينيين فتاوى شيوخ غزة حول شرعية النضال الوطني.
    حماس تحكم غزة بانقلاب اسود ولن ترضى بما يؤشر على رفض الناس لهذا الانقلاب ونتائجه البغيضة. وربما كان منطقيا ان تتنازل فتح عن اقامة مهرجان في القطاع لأن حماس قد تحتاج الملعب لاقامة مهرجان آخر لنصرة الرئيس محمد مرسي والاحتفال بانقسام المجتمع المصري! انهم خائفون ويبدو أنهم محقون في هذا الخوف.

    أمير قطر في فلسطين
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    يشهد الاسبوع الاخير من عام 2012 وصول وفدين عربيين لأراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967. الاول برئاسة الدكتور نبيل العربي، امين عام الجامعة العربية برفقة عدد من وزراء الخارجية العرب. والثاني وفد قطري برئاسة حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر.
    تأتي هذه الزيارات بعد حصول فلسطين على مكانة دولة مراقب في الامم المتحدة. ولهذه الزيارات بعد ايجابي في تعزيز مكانة فلسطين الدولة. كما انه يحمل شكلا من اشكال الاعتذار عن الخطأ ؟، الناجم عن عدم مرافقة الامين العام للجامعة ووزراء الخارجية العرب للرئيس ابو مازن في ال 29 من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي اثناء التصويت على مشروع القرار العربي لرفع مكانة فلسطين لدولة مراقب. لا سيما ان وزير خارجية تركيا ووزير خارجية اندونيسيا أصرا على الحضور لدعم الموقف الفلسطيني. مع ان العرب تذرعوا بوجود لقاء التعاون العربي – التركي في نفس موعد التصويت! فخذلهم وزير الخارجية التركي بمشاركته في الاجتماع الاممي، والقى كلمة مهمة جدا في دعم الموقف الفلسطيني.
    مع ان حقيقة المواقف العربية الرسمية، كانت غير ما اعلن، انما إستجابت لإملاء الادارة الاميركية – الاسرائيلية. وايضا لاعتقاد ساد في اوساطها، ان الفشل سيكون من نصيب المشروع الفلسطيني – العربي والاممي. وافترض البعض من وزراء الخارجية في احاديثه الخاصة، ان الفلسطينيين وباقي المندوبين المؤيدين سيخرجون خائبين، ويفرغون شحنات هزيمتهم في الحمامات؟!
    اياً كانت مواقف وزراء الخارجية وملوكهم ورؤسائهم وأمرائهم على القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، استقبالهم كما يجب ويليق بالاشقاء. وابراز البعد الايجابي لزيارتهم لدعم التوجهات الفلسطينية، وتجذير مكانة دولة فلسطين على الصعد والمستويات المختلفة. ومطالبة العرب بتنفيذ التزاماتهم، التي قطعوها على انفسهم، إن كان لجهة تأمين شبكة الآمان المالية المقدرة بمئة مليون دولار اميركي، او من خلال تنفيذ مشاريع مشتركة في الاراض الفلسطينية وخاصة في القدس الشرقية لتعزيز صمود اشقائهم، ودعم التوجهات الفلسطينية في مواجهة التحديات الاسرائيلية – الاميركية في المنابر المختلفة.
    اما زيارة الامير القطري، التي ستكون في ال 31 من كانون الاول الحالي، لا تقتصر ابعادها على ما ورد اعلاه، لان لها ابعاد وغايات اخرى. منها السعي لابراز وتكريس الدور القطري في المسألة الفلسطينية؛ والحرص على الايحاء، بان الزيارة لمحافظات الجنوب، الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين الحمساويين منذ اواسط حزيران 2007، لا تعني تعزيز دور حركة حماس على حساب الشرعية الوطنية، وان قطر ما زالت "تمسك" العصا من المنتصف، وهي تعمل على وحدة الفلسطينيين.
    فضلا عن ان الامير القطري، حمد بن خليفة، سيحمل وفق بعض المصادر مقترحات اميركية لتفعيل عملية المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية، واعطاء "فرصة" للولايات المتحدة لترتيب بيتها مع تولي اوباما مهامه في الدورة الثانية، وايضا في اعقاب الانتخابات الاسرائيلية الشهر المقبل، مع التلويح بالعصا الاميركية لترهيب القيادة الشرعية، والعمل على إدخالها غرفة المفاوضات دون ادنى مقابل؛ وقد يقدم الامير حمد بعض الدعم لموازنة الدولة الفلسطينية، لاضفاء ابعاد ايجابية على الزيارة.
    بغض النظر عن الاهداف غير المعلنة للزيارة القطرية على القيادة الرسمية والقوى السياسية وكل قطاعات الشعب الترحيب بالزيارة، والاستفادة من ابعادها الايجابية، والانتباه لتداعياتها غير الحميدة اللاحقة، وعدم التساوق مع اية مقترحات لا تخدم التوجهات الوطنية التي يطرحها الوفد القطري. والمحافظة على العلاقات الايجابية العامة ، خاصة وان قطر في زمن الرويبضة تلعب دورا مركزيا في الساحة العربية.

    دعوة عامة إلى الفرح !!!
    بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة
    حتى كتابة هذا المقال في صباح الثلاثاء أمس، لم يكن أخوتنا في حركة حماس، حركة وحكومة وأجهزة أمنية قد وافقوا ولو بماءة صغيرة، بأن تقيم حركة فتح مهرجانها الكبير، الاحتفاء والاحتفال بالذكرى الثامنة والأربعين للانطلاقة في مدينة غزة، وهي نفسها الذكرى الثامنة والأربعون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي اعتمدها الشعب الفلسطيني بكل إطاراته وهيئاته القانونية والدستورية كيوم وطني، تحتفل فيه سفارات فلسطين في العالم، وتعبر فيه جماهير شعبنا في كل أرجاء الوطن عن فرحها الشامل، ويؤكد فيه الفلسطينيون في كل الشتات عن وحدة انتمائهم إلى هوية واحدة أصلية وإلى أرض واحدة هي أصل وجودهم فلسطين.
    والمثير في الموضوع : أن هذا المعنى العظيم والخارق للفرح الفلسطيني الشامل، الموحد، العميق، والذي جاءت ذكراه هذه المرة وسط أجواء عالية من الثقة بالنفس، والمشاعر العالية التصالحية، والوعي الوطني الشامل بضرورة تخطي كل الصعاب لتكريس الوحدة، هذا المعنى العظيم الشامل الإيجابي، تتم مواجهته بأصوات سلبية لا يمكن تبريرها !!! وعلى سبيل المثال، فإن السؤال البسيط الذي يطرح نفسه، لماذا ترفض حركة حماس أن تقيم فتح مهرجانها المركزي في غزة في ساحة الكتيبة ؟؟؟
    لقد رأى العالم أجمع في الأسابيع الأخيرة الأجواء الإيجابية القائمة، والحالة التصالحية التي تتسيد الموقف، وتبادل الهدايا الإيجابية بيننا، والأحاديث السياسية التي تفتح بوابات الأمل على مصاريعها باتجاه المصالحة، فمن هي الأيدي التي امتدت لتغلق الأبواب من جديد، وتسعى إلى توتير الموقف، وتشحن المشاعر بالقرارات السلبية.
    أتمنى أن يتراجع أخوتنا في حماس عن هذا الموقف السلبي، وأن يفتحوا الأبواب والنوافذ الموصدة أمام الفرح الفلسطيني، لأنه حق مقدس، ولأنه ضرورة ملحة، فقد عبر الشعب الفلسطيني في رسالة وصلت إلى الجميع عن رغبته في طي صفحة الانقسام، وإلغاء مفردات الانقسام، وإعلاء شأن المصالحة، وهذه دعوة عامة لجميع أبناء شعبنا بممارسة الفرح في الذكرى المجيدة وكل عـــــــــــــام وأنتم بخير.

    التحركات العربية التضامنية وتعقيدات الوضع العربي والفلسطيني
    بقلم: أحمد حنون عن وكالة معا
    الرئيس أبو مازن تربطه بأمير قطر علاقة خاصة شخصية وصلة لم تنقطع كانت سببا في حالة الثبات في العلاقة رغم ما شابها من الخلافات العلنية ، ولكن قطر التي تلعب دورا اقليميا تسعى لأن يكون لها علاقة مميزة مع القضية الفلسطينية حتى لا يقال أن العرب أسود في سوريا وضد النظام السوري ونعاج في فلسطين ، او ان الربيع العربي على حساب القضية الفلسطينية ، ولكن وفي إطار علاقتها المتوطدة أي ( قطر ) مع حماس ومع الأخوة المسلمين ثمة صعوبة في الموائمة بين الالتزامات القطرية في زيارة الرئيس ابو مازن في رام الله ، وبين رفع مستوى العلاقة والتنسيق مع الرئيس أبو مازن حتى لو كانت قطر ترأس لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام العربية ، جهود قطر في المصالحة أحبطت من حلفائها في غزة وهذا لا يمنع استمرار الدور القطري في جهود المصالحة – رغم أن أفق المصالحة غير واضح – إضافة للوضع على الساحة السياسية في مصر ، والأمر الذي يدعو إلى التأجيل في الحديث عن المصالحة ولكن إذا كان الفلسطينيون يريدون انتظار حل الأزمات العربية هذا يعني أنهم سيبقون في إطار الانتظار ، الامر الذي يرجح امكانية استئناف جهود المصالحة في دولة اخرى ولكن وفقا للورقة المصرية وكذلك اتفاق الدوحة التي يتولى بموجبها الرئيس ابو مازن تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تمهيدا لاعمار غزة واجراء الانتخابات ، اضافة لما ظهر من تغيير في الموقف القطري باتجاه سحب المبادرة العربية للسلام ، اضافة لما يتم الحديث عنه من حول مبادرة عربية للسلام ، ولكن ان اي مبادرة عربية للسلام جديدة تصطدم بالحالة العربية المنقسمة كما الحالة الفلسطينية والضعيفة المشتتة.
    فهناك محورين عربيين باتا واضحين والانتقال من محور إلى آخر له متطلباته واشتراطاته وكذلك فإن لا مسار تجاه فلسطين إلا عبر بوابة مصر والأردن ومن يريد أن يطور العلاقة عليه أن يشكل اجماعا فلسطينيا مصريا اردنيا وهذا الأمر يتوقف على مدى التغير في العلاقة ما بين قطر والاردن التي سينتقل منها امير قطر إلى رام الله بواسطة مروحية عسكرية أردنية ، وبوصفها الزيارة الأولى للأمير للضفة الفلسطينية والذي سبقه خطوة مهمة من قطر تجاه مصر في دعم الاقتصاد المصري عبر وديعة العشرون مليار دولار وهو للمساعدة القطرية إلى قطاع غزة البالغة ( 400 مليون دولار ) ، منظمة التحرير الفلسطينية تحتفظ بعلاقة مميزة مع تركيا قديمة تكثفت اكثر في اطار السلطة الوطنية الفلسطينية وتميزت من خلال العلاقة الشخصية المميزة بين رئيس الوزراء التركي اردوغان والرئيس ابو مازن ، تركيا لديها علاقات مع حماس وبذلك فإن المكانة الفلسطينية تشكل قاسم مشترك مهم سواء في حلف قطر وتركيا ( مع الأخوان ) والى حلف إماراتي أردني كويتي ، والسعودية تقف على نفس المسافة من المحورين ، وربما يكون هناك حذر من الحلف التركي القطري مع الاخوان المسلمين، ما يهمنا هو الموقف العربي الموحد والذي يتوحد حول فلسطين في اطار اي تحرك عربي فيما يخص تغير او تعديل لمبادرة السلام العربية والتي تشكل محددا عربيا للحل مع اسرائيل ، يشكل موقفا داعما للموقف الفلسطيني ، في اطار مقترح سلام عربي في ظل تراجع او حتى غياب الدور الامريكي الفاعل في عملية السلام التي يجب ان تفضي الى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس .
    إلا أن نتيجة الزيارة لأمير قطر تتوقف بشكل واضح على اجراءات عملية تقوم بها قطر والدول العربية وتقدمها بشكل مباشر ، في مقدمتها ضرورة كسر الحصار المالي ، ومساندة الرئيس ابو مازن في الحصار والاشتباك السياسي مع نتنياهو وفي مقدمتها تقديم مساعدة رسمية للسلطة الفلسطينية لتجاوزه الأزمة المالية الخانقة ، وخصوصا أزمة الرواتب لموظفي القطاع والتي تشمل بما يقارب (160 ألف ) موظف ومتفاعد وباتجاهين الأول تقديم مساعدة فورية لدفع الرواتب وكذلك تقديم مساعدة لموظفي القطاع العام بسداد الديون المتراكمة عليهم للبنوك والتي تبلغ (660 مليون دولار ) حتى تشرين أول 2012 والتي إذا ما تم سداد نصفها وتكفلت دول عربية أخرى بالباقي يعني انتعاش للاقتصاد الفلسطيني ورفع عبء كبير عن كاهل المواطن الفلسطيني ، يعزز من حالة الصمود ، اضافة لخطوة استباقية تخص الاردن بان تقوم قطر بضمان تزويد الاردن بالغاز عبر مصر الامر الذي يخفف من حالة الغلاء والازمة المالية التي ادت بالحكومة اتخاذ اجراءات تقشفية ادت الى احتجاجات شعبية .
    مطلوب من الشبكة العربية ان تأتي بالمال والدعم السياسي والمعنوي الحقيقي لزيادة مناعة الصمود الفلسطيني لجميع القطاعات الامر الذي يتوقف كذلك على نتائج الزيارة ومقدار الدعم الذي ستقدمه العرب مجتمعين وكذلك دولة قطر والذي يتوقع ان يشمل مشاريع خاصة بمدينة القدس تحقيقا وتمييزا لها في دعم القدس وفلسطين ، ونحن هنا نتحدث عن مبلغ يكافيء ويزيد عن ما قدمته قطر لقطاع غزة ليصل الى ما يقارب 660 مليون دولار وعربيا ليصل الى مليار دولار ، صحيح ان قضية فلسطين ليست مال لانها قضية شعب وقضية فلسطين وقضية القدس والمسجد الاقصى مسرى الرسول محمد علية الصلاة والسلام ولكن المال ضروري في دعم صمود شعبنا في مواجهة المخططات الاسرائيلية ، لان دعم الرواتب لموظفي القطاع العام الفلسطيني يحفز دورة الاقتصاد الفلسطيني المحاصر شأنه شأن الضفة المحاصرة وقطاع غزة المحاصر والضفة المحتلة وكذلك القدس المحتلة .
    وحتى لا يبقى الفلسطينيون الضحية الدائمة يجب ان لا يضحى بهم او ان يتركوا بلا دعم وحماية ، والموقف العربي هام وفاعل ويساوي ثقله ذهبا ، لان الغرب لا يمكنه تجاوز الموقف العربي الواحد الموحد ، وفي مقدمة ذلك كله موقف فلسطيني واحد موحد غير متردد مبدع مستمر في الهجوم السياسي والدبلوماسي الوطني الفاعل الذي يؤسس لبناء الدولة الفلسطينية العصرية الحديثة المستقلة .

    مــاذا لــو ســقط لبنــان قبــل ســوريا؟
    بقلم: سامي كليب عن وكالة سما
    يقول عارفو الرئيس السوري بشار الاسد انه لن يتنازل عن السلطة حتى آخر يوم في عهده. يفتح هؤلاء خرائط مرسومة بألوان ثلاثة، اولها أصفر يشير الى المناطق التي استعادها الجيش السوري بعد معارك عنيفة، وبرتقالية هي الباقية في ايدي المعارضة المسلحة، وخضراء هي التي لم تخضع اصلا للقتال. يشيرون الى ان وضع الجيش لا يزال اقوى من الدعايات ضده، وان مفاجآت امنية كبيرة ستشهد قريبا على ذلك .
    يختلف التقييم السوري الرسمي مع الصورة التي يقدمها بعض مسؤولي المعارضة. يؤكد هؤلاء ان الوقت لا يلعب لمصلحة النظام، وان المسلحين نجحوا في مشاغلة الجيش في معظم المناطق السورية وفي السيطرة على معابر ومناطق رئيسة. ويقول هؤلاء انهم اخترقوا كل الساحات السورية وانه لو وصلتهم اسلحة متطورة اكثر لاستطاعوا حسم المعركة، ويتوقعون وصول هذه الاسلحة بعدما اطمأن الغرب الى تشكيلة ائتلاف المعارضة رغم حذره من «جبهة النصرة .

    بعد مشارفة الحرب السورية على انهاء عامها الثاني، يقدم كل طرف أدلة كثيرة على قوته. كلاهما يبدو قادرا على تبرير ذلك. اما في لبنان فالمشكلة ان الكثير من القادة اللبنانيين يبنون تحليلاتهم وسياساتهم الداخلية على هذه التقييمات العسكرية، رغم ان الصراع في سوريا يخرج يوما بعد آخر عن سيطرة السوريين ليصبح بيدقا دوليا بامتياز خصوصا بين روسيا والولايات المتحدة .
    ينقل زوار ميشال سليمان ونجيب ميقاتي عنهما تأكيدهما ان النظام السوري لا يزال قويا وغير قابل للسقوط في المدى المنظور. يقول رئيس الجمهورية ان في سوريا 3 اطراف هم : النظام والمعارضة ومقاتلون متطرفون. ويشدد على ضرورة الحفاظ على سياسة النأي بالنفس. من جانبه، لا يستبعد ميقاتي، وفق زواره، ان تكون واشنطن قابلة عمليا ببقاء النظام شرط تطبيق خطة جنيف التي كان ميقاتي نفسه اقترح مثيلا لها في خلال لقائه مع الامين العام للامم المتحدة قبل اشهر من طرحها .
    يتقاطع هذا التقييم مع معلومات امنية لبنانية تؤكد وجود تغيير جدي في النظرة الاميركية الى وضع سوريا او على الاقل «بداية تغيير». يقول بعض المسؤوليين الامنيين اللبنانيين ان بعض الدول الغربية بدأت تنظر بكثير من القلق الى تعاظم دور «الجهاديين» القريبين من تنظيم «القاعدة» في جسد المسلحين السوريين وفي مقدمهم «جبهة النصرة». يستندون الى معلومات وصور وتقارير دقيقة سلمها السوريون الى الروس ليسلموها بدورهم الى الولايات المتحدة الاميركية لتأكيد نظرية الاختراق القاعدي لبعض الاطرف السورية المسلحة. يذهب البعض الى حد الحديث عن لقاءات امنية سورية - اميركية - روسية .
    وفي المعلومات أيضا ان خلايا من تنظيم «القاعدة» باتت تنشط على الاراضي اللبنانية. لا يقتصر نشاطها على تسهيل مرور المقاتلين الى سوريا، وانما يركز أيضا على رصد بعض الشخصيات اللبنانية المؤيدة لدمشق او تلك التي تلاحق رجال «القاعدة»، وتضعهم على لائحة الاغتيالات. ثمة قلق فعلي من اختيار القاعدة للبنان وسوريا كساحة جهادية جديدة وطويلة الامد .
    يدفع القلق من تمدد «القاعدة» بعض المسؤولين الغربيين الى طرح اسئلة كثيرة على نظرائهم اللبنانيين حول مآل الوضع في سوريا في حال سقوط الاسد. لا اجابات محددة. الوضع يزداد غموضا وخطرا اكثر من اي وقت مضى. خطر على سوريا ولكن ايضا على لبنان. باتت الساحة اللبنانية احد الاماكن المقصودة من قبل «الجهاديين» العرب وغير العرب. سوريا هي هدف اولي، ولكن ماذا بعد
    تنقل صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن مسؤولين اردنيين رفيعي المستوى تحذيرهم من ان «الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا يستعدون لتوجيه ضربات ضد اهداف في الاردن واسرائيل». اسرائيل تأخذ الامر على محمل الجد، رجال القاعدة يقتربون منها عبر جبهات عدة : سيناء المصرية، الاردن، حدود الجولان , الشمال اللبناني ناهيك عن العمق العراقي .
    التنسيق الاستخباراتي على خط سوريا ـ الاردن ـ لبنان ـ العراق وصولا الى مصر قائم. يحكى عن زيارة قام بها رئيس الاستخبارات المصرية لدمشق ولقاء مع الرئيس الاسد. يحكى ايضا عن تشدد اردني كبير في منع تهريب السلاح عبر الحدود. قتل الامن الاردني شابا كان يريد تهريب السلاح بعد ان القى القبض عليه. يقال انه قتله عمدا ليردع الآخرين .
    في هذه اللحظة المفصلية، تتسع شقوق الخلافات بين بعض دول الخليج والاخوان المسلمين من مصر الى المغرب العربي. لا يتردد بعض قادة الاخوان المصريين في الحديث عن اموال كثيرة تدفع في القاهرة للضغط على الاخوان. الامر نفسه يقال في تونس مع حركة النهضة .
    هل يمكن لبعض دول الخليج وبينها السعودية والكويت والامارات التحرك ضد «الاخوان المسلمين» من دون التنسيق مع واشنطن؟
    هل ثمة رأيان في اميركا حيال «الاخوان» بعدما ادى تمدد السلفية الى اثارة القلق الاميركي خصوصا في اعقاب قتل القنصل الاميركي واغتصابه في بنغازي الليبية؟ وهل ثمة تنافس او خلاف سعودي - قطري حيال «الاخوان» فعلا؟ الاولى تناهضهم، والثانية تواليهم وتدعمهم؟.
    يجيب مسؤول لبناني كبير «بأن الخلاف جدي بين السعودية وواشنطن حول ملفات كثيرة بينها «الاخوان» و«الجهاديون»، لكن بينها ايضا طبيعة الدعم العسكري للمسلحين السوريين، فضلا عن أن الرياض تريد سقوط النظام السوري مهما كان الثمن بينما تصر واشنطن على أن يكون رحيل الأسد جزءا من تسوية مع الروس ..
    وسط هذه الاسئلة، تظهر مؤشرات عدة. حديث نائب الرئيس السوري فاروق الشرع للزميلة «الاخبار» (وهو على ما يبدو لم يكن منسقا مع القيادة السورية خلافا لما قيل، لا بل ربما ازعج القيادة). يخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقول «لسنا منشغلين بمصير الاسد وانما بمستقبل سوريا، وان موقفنا ليس الاحتفاظ بالاسد ونظامه في السلطة بأي ثمن»... كلام كان ضروريا قبل انعقاد القمة الروسية - الاوروبية في بروكسل، وضروريا أيضا للحوار غير المعلن بشأن الازمة السورية بين واشنطن وموسكو .
    ان انتشار التنظيمات الجهادية في المنطقة، يدفع الجميع الى التفكير بسؤالين : هل بقاء النظام السوري قويا هو الانجع لضرب هذه التنظيمات، ام الاسراع باسقاطه هو الاسلم؟
    اتفق الروس والاميركيون ضمنا على بقاء النظام، لكنهم اختلفوا حتى الآن بشأن الاسد وايضا حيال المصالح الروسية المقبلة في منطقة باتت تعد بالكثير من الثروات الغازية وغيرها.
    اتفق الروس والاميركيون ايضا على ان لا احد في سوريا سينجح في الحسم العسكري، لكنهم مختلفون حول كيفية وقف القتال وما بعده.
    اتفقوا كذلك على ضرورة نقل الصلاحيات الابرز من الرئاسة الى الحكومة لكنهم لا يزالون مختلفين قليلا على من سيكون في الحكومة المقبلة او بالاحرى في النظام المقبل لسوريا.
    واتفقوا اخيرا على ضرورة الابقاء على مهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي لانها الامل السياسي الوحيد المتوفر الآن فقرروا دعمها رغم معارضة بعض دول الخليج وجزء كبير من المعارضة السورية.
    ماذا عن المستقبل؟
    تدرك موسكو ان الجيش السوري لا يزال قادرا على القتال طويلا فلا تتراجع عن شروطها. وتعرف واشنطن ان المسلحين باتوا اكثر قوة من السابق فتحجم عن التنازلات.
    لكن من يراقب تصريحات الطرفين يستنتج ان الهوة باتت اقل اتساعا من السابق، وهي ستضيق اكثر مع التعيينات الادارية العتيدة في ادارة باراك اوباما.
    لا يختلف اثنان على ان جون كيري الذي قد يعين وزيرا للخارجية هو الاكثر معرفة بسوريا والاقل رغبة بالحرب ضدها .
    احتمال التسوية قائم اذاً، لكن الاحتمالات الاخرى قائمة ايضا في حال فشل التسوية، تبدأ باستمرار الحرب وادارة الازمة طويلا، وتمر باحتمالات انشطار سوريا الى نصفين متقاتلين لفترة طويلة، لتصل الى خطر توسيع رقعة الحرب الى بعض دول الجوار... في هذه الحالة الاخيرة سيكون لبنان الساحة الاكثر هشاشة ذلك ان فيه اطرافا جاهزة للقتال، وربما سيصبح القتال مطلوبا كلما اقتربت بعض الاستحقاقات السياسية اما للتأثير فيها او منعها كليا اذا ما تطلب الوضع السوري ذلك.
    ولعل في «ديبلوماسية الجثث» القائمة حاليا بين لبنان وسوريا مع مسلسل تسليم جثث لبنانيين قتلوا اثناء عبورهم الحدود للقتال في سوريا خير دليل على ان سياسة النأي بالنفس تشبه الكثير من شعارات اللبنانيين التي بقيت على مدى العقود الماضية مجرد شعارات.
    حين تصل الحرب في دولة ما الى العنف الذي وصلته في سوريا، لا شيء يصبح مستبعدا بما في ذلك توسيع جبهات القتال لتشمل دولا مجاورة..
    عدو مصر عدو فلسطين
    بقلم: د. فايز أبو شمالة عن وكالة pnn
    تفاجأ المصري مايكل نبيل، وارتبك من صرخة امرأة عربية تقول له: اخجل من نفسك، يا خائن، فمد يده ليشرب الماء، ويبتلع الإهانة، ويهدئ من رجفة يده الأخرى التي تمسك بمكبر الصوت، لقد تعالت صرخات الطالبات العربيات اللائي يدرسن في الجامعة العبرية، اخجل من نفسك، أنت وصمة عار على جبين الشعب المصري المقاوم، أنت خائن يا مايكل، وأنت لا تمثل مصر، ولا تمثل ثورة يناير، عار عليك يا مايكل أن تزور القدس وهي تحت الاحتلال، ومن ثم تزور قبر القاتل إسحق رابين، الذي أمر بتكسير عظم الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى، وصاحب قرار إبعاد قادة حماس إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني.
    ليس غريباً أن يتصدى الطلاب العرب الفلسطينيون في الجامعة العبرية للمصري مايكل نبيل الذي شن هجوماً على الأمة العربية، وأشاد بدولة الصهاينة، وليس غريباً في مقابل ذلك، أن يصف معهد ترومان الصهيوني مايكل نبيل بأنه ثائر مصري جاء من ميدان التحرير، وبطل من أبطال حرية الرأي والديمقراطية العرب، وأول سجين رأي في مصر، وأن يرسل له الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيحاي أدرعي" تحية سلام وشجاعة.
    وحتى يكتمل مشهد الثورة المصرية، ويصير تحديد أعدائها من أصدقائها، ويصير الانتباه إلى أصحاب المصالح في نهوض مصر، وأصحاب الأجندات الخارجية في حصارها، تجدر الإشارة إلى أن حركة الأقباط الأحرار ، و أقباط بلا قيود ، و اتحاد شباب ماسبيرو ، و تجمع لا للمحاكمات العسكريه، كل هؤلاء كانوا قد أعلنوا عن وقفة احتجاجية في يوم 2 سبتمر 2011 تطالب بالإفراج عن مايكل نبيل، فلما أفرجت عنه مصر، سارع إلى قبر القاتل إسحق رابين، وراح يناجيه قائلاً: كل الاحترام لك أيها القائد الذي وهب حياته لنا لنعيش بسلام!.
    حين يتصدى العرب الفلسطينيون لمايكل نبيل في الجامعة العربية، فإنهم بذلك يتصدون للسلام المخادع الذي يجري خلفه أمثال مايكل نبيل، وهم يتصدون بذلك لأعداء الشعب المصري، ويعلنون بجرأة وقوف كل فلسطين مع مصر الثورة، ومع قيادتها الرشيدة، ويعلنون أن عدو فلسطين هو عدو مصر، وأن حبيب فلسطين هو حبيب مصر وشعب مصر وثورتها، وأكبر دليل على ذلك الشاب المصري أسامة العقيد، الذي يعمل حارساً شخصياً لخيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الإخوان، والمحبوس حالياً على ذمة اتهامه بحيازة سلاح دون ترخيص، والمتهم بزيارة غزة، والتدرب على النخوة والكرامة لدى رجال المقاومة فيها،
    سيظل أسامة العقيد شامة على جبين فلسطين أبد الدهر، بينما لا يمثل مايكل نبيل إلا فوطة حمام يستخدمها الصهاينة لمرة واحدة، وإذا كان الشيخ محمد العقيد الذي اعتقل أثناء عودته من الجهاد في فلسطين سنة 1943، هو جد الشاب أسامة العقيد، فإنني واثق أن المخلوع حسني مبارك، والمطلوب بطرس غالي، والمجرم ليبرمان، والهارب حسين سالم، والمستشار الزند هم أجداد مايكل نبيل، وأسياده.


    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:46 PM
  2. اقلام واراء محلي 273
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:35 PM
  3. اقلام واراء محلي 272
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:34 PM
  4. اقلام واراء محلي 271
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:33 PM
  5. اقلام واراء محلي 270
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •